Skip to main content

Full text of "جهاد الأبطال في طرابلس الغرب العلامة الطاهر الزاوي"

See other formats




الطعة الثالثة 


. 
جمار الابل 


سيط[ ات الغريبك 





تأليف 


العام اعرالراري 


لندن - المملكة المتحدة 
4م ة ١‏ 





الطعة الثالثة 


اها والطعّه الأول 


إلى حضرة صاحب المعالي عبد الرحمن عزام باشا ٠‏ 


أهدي إليكم ‏ باسمم طرا بلس العزيزة كتابي هذا. 


الطاهر الزاوي 


1 1 ًَ 7 
ست إش مرا رهم 


نقدام إلى مواطنينا الأعزاء صديقاً من أعر أصدقائم » ورج ل من أبرز 
رجالات نبضتهم الحديثة هو حضرة صاحب المعالي عبد الرحمن عزام باشا . 

وليس من طرابلسي لا يعرف لهذا الرجل مشار كته فى جبادة » وفضل على 
فضبتنا» ولكن لمناسبة طبع كتابي ( جباد الابطال) أحسدت أن أصداره نكامة 
عن هذا الرجل العظم في تاريخ.حماته في طرابلس اعترافاً بفضلء و صل خدماته. 

نشأ هذا الرجل نفسه على حب العرب » و كرس حماته لخدمتبم . واعتنق 
هذا المبدأ منذ نعومة أظفاره» فشب عليه وشاب معه » فامتزج بدمه » وتربى 
منه مه » فأصبح لا يرى ولا يسمع إلا بعيون العرب وآذانهم . 

وكانت له في قضايا العرب مغامرات لا تحاوله الحماة إلا فى معامعبا .وكانت 
القضية الطرابلسية أول ما افتتح به هذه المغامرات » فكان الها ال حل الممتاز من 
جبوده للقضايا العرسة . 

وكان في أورويا قبيل الحرب الكبرى سنة ١414‏ مع بعض الطلية الشرقيين 
بعملون للقضايا العربية . وبعد نشوب الحرب وقع عليه اختمار إخوانه للسفر 
إلى مصر للإشراف على بعض المصالح التي تخصّهم . وقد حاول أن يخرج من 


5 


مصر للالتتحاق بالجيش التري » فمنعه الإنجليز ووضعوه تحت مراقبة البوليس . 
وقد استطاع ‏ بعد محا ولات - أن يهرب إلى حدود مصر الغربية والتححقبالسد 
أحمد الشريف السنومي في ديسمير سنة هاه ١‏ واشترك فى شحوم الدي قام به 
الأتراك عل -حدود مصر . ولا فشل هذا المحوم » وتغلب الإنجليز عبى الترك 
والسيد أحمد السدومي بقى هو ونورى بك فى برقة » وأبندنا بعض اللمحاولات 
لاستئناف المحوم ثانمة » ولكن اتصال السسد إدرس بالإنجليز والطلمان > والبدء 
في مفاوضات الزر يتنة حال دون ذلك : 


والتحق بمصراتة في نوفمبر سنة ١41‏ بعد أن ضاقت (برقة) عما اعتزم القيام 
به لخدمة العرب . وكانت فمها حكومة برياسة رمضان بك السويحليٍ » فوجد من 
نشاط رئدسها وإخلاصه ما طمأن نفسه لإمكان العمل فى حرط ملاثم لرغباته . 
ووجد رمضان فى تفكيره الصائب ونشاطه المتواصل ما جعله منه ممل الثقة 
والرضا . وكانت توجبباته في حل القبول والتقدير دام . 


وصادف وقت مجيته إلى مصراتة وجود حرب ينها وبين ترهونة » فكان 
رسول خير بين المتحاربين حتى طفئت الفئنة وسلم الوطن من شرها . 


واتصلت الغواصات الألماننة بمصراتة فكانت تأق بالمدد لتغذية حركة الجباد 
في طرابلس فكان هذا مما ساعدوعز“اما»علىالسعي فيتنشط الإدارات الحتلفة في 
مصراتة وترهونة والعزيزية وغيرها . وأفسح أمامه المجال للعمل للتقريب بين 
وحبات نظر الزعماء وأطباعهم 


وسافر إلى الآستانة فى أغسطس سنة ١419‏ لأمور تتعلق بالحرب وأرسلته 
الحكومة العؤانة إلى برلين وفمنأ لعمل الترتسات اللازمة لإرسال العتاد الحربى 
إلى طرابلس . ولق به نوري في الآستانة في ينار سنة ١941+‏ وقد أثنى علمه 
أمام الأمير شكيب ثناء عاطراً . 


١ ٠ 


ولما عمن الأمير عؤان فؤاد قائداً للقوات الإفريقية عين مستشاراً له» ورجع 
إلى مصراتة فى مارس سنة 19494. 

وجاء دور المبورية الطرابلسية فكان أشد الناس تحمسا لما » وفى مقدمة 
الداعين لتأسسسها . وعسّن مستشارا لها فكان مثال التوفمق فما يشير به أو 
يستشار فيه . 

وف سنة 8 كن صلح ينادم ١‏ فأبدى في مفاوضاته بصفته مستشار 
المبورية - من الملاحظات والرأي الصائب ما كان له أحسن الأثر في ملاممة مواده 
لحالة الطرابلسيين » وكان الجنرال ترديت في شك من إخلاص العرب»فأبدى معه 
من الحاولات ما أقنعه بحسن نيتهم ورغبتهم في السم . ول يفته أرن حنره من 
فوات الفرصة » فكان لتحذيره نتائحه الحسنة في ر كون الطلبان للصلح . 

وأسست حكومة القطر الطرابلسي فكان مر كز عزام محفوظا بين أعضائا 
لانفردون بداولاتهم عنه » ولا يتخلف عن مجالسهم . وأسسس حزب الإصلاح 
الوطني وجريدة ( اللواء الطرابلسي ) فكانت آزاء عزام فيهبا محل الانظار 
والقبول من المهور الطرابلسي داكا . 

وم يخف على الطلمان ما لعز“ام من الآثر الواضح في توجمه الرأي الطرابلسي» 
فكانوا بعملون لإبعاده » عن طريق الدس بيئه وبين الزعماء تارةة» ومحاولة ححزه 
في مدينة طرابلس أخرى »© ولكنبم م يحدوا لذلك سملا . 

وانتقل رمضان إلىمسلاتة فكان عزام معه كو كانت المدة التى قضاها رمضان 
في مسلاتة من أدق الأدوار في الحركة الطرابلسة لما صحمبا من التحزب ضده 
والعمل لإسقاط حكومته فكانت مشاركة عزام له فى التفكير تخفف عنه ما 
يحده في نفسه من متاعب الحكم والعمل لإحباط الدسائس . 

وبعد وفأة رمضان كان دعاة الفتنة يتوثيون لإيقاظها فكان لمساعيه خير أثر. 
في إحباط دعايتهم. وقد كلفته سفارته فى الخير أسفاراً طويلة» فقد قطم المسافة 
فما بين مصراتة وزوارة ثلاث عشرة مرة في كانية أشهر لهم الكامة والتأليف 
بين القلوب . 


١١ 


وجاء دور مؤئمّر غربان فكان سحل المؤسسين © وأول المنادين بالوحدة وجمع 
الكامة . وقد أعطاه الله بدا سحرية ما مس" بها جسم طرابلسي'إلا لان قلمه » 
وحنّت إلى الاتحاد نفسه » ورأى في عزام الأخ الصادق والناصح الخلص . 

واننخبت هيئة الإصلاح المر كزية فكان مستشارها » ولو أراد غير هذا 
المر كز لما فاته إدراكه » ولكن كياسته جعلته لا يتطلع إلى ما يمكن أن يتطلع 
إلبه غيره . وهو ما دام في حل الرضا من اليم لا .همه ما وراء ذلك . 

وكان “دعرف لدى العامة من الطرابلسيين بعزام المصري © فكانت مصريته 
لا تزيده إلا احتراما » ولا ينعت بها إلا في مقام التككريم . واذا كانت مصر ننه 
تزيده تكريا » فلا شك أن كماسته كانت سببا في احترام هذه المصرية . ولو 
كان عبد الرحمن عزام غير مصري لما قلل ذلك من أنه عند الطرابلسين. 

وقد عرف عزام كبف عثل هذه المصرية تمشل الكماسة والوفاء والإخلاص» 
فكان أخا ميم الطرابليسيين » ناصحا فوا يقول مخلصا فما يعمل » فكارت 
مصريته بكباسته وحسن تقديره للآمور أكثر مما استفاد منبا . 

وم يقتصر حبه على الزحماء والبارزين من أعبان الشعب بل كان له في كل تاد 
ذكر وفي كل مجلس حديث . 

فضى عزام نحو ست سنوات في طرابلس كان فيها مثال الطرابلسي المخلص 
لوطنه . وكان ‏ وما بزال ‏ طرابلسيا لا ينقصه من معانى هذه الكامة إلا أنه 
لأولاده فيهم خؤولة . 

وقي كل هذه المدة لم تربط له ماهية لا من حكومة مصراتة ولا من غيرها . 
وكان مسر" الطرابلسيين ان يتفضل بقبول ما برى فبه كفايته ولكنه ابى . 
وكان يكتفي في حماته عا بينه وبين الرؤساء من صلة وشقة . وحسة رجع إلى 


١, 


مصر في سنة 1١911‏ ووصل إلى (سموه) جاءثهرسائل تهنئة فلم يكن لديه ما برد 
به على الرسائل » فتسلف خمسة جنيبات من أحد رفقائه ليقوم بهذا الواجب . 

وم يكنف في مصر بعمله للقضية الطرابلسية » بل فتح لنفسه طريقاً إلى 
الوظائف الكبرى في الدولة المصرية. فاتتخب عضواً في مجلس النواب سنة ١١4‏ 
وعين وزبرأ مفوضا لمصر في العراق > وإبران » والحجاز » واففغانستان فى سنة 
195 . وعين وزيراً مفوضاً كذلك في تركمة سنة ١9#‏ . وكانت هذه 
السفارات مما أفسح له مجال التوسم في دراسة القضايا الإسلامية والعريمة 
فتخصص فيها حتى أصبح المرجع الذي يحتاج إلبه جميع المشتغلين بهذه القضايا » 
سواء من الناحمة الدولية أو من الناحمة الاقليسة . وأسندت إلمه وزارةالأوقاف 
في سنة ١98‏ وفي سنة ١44٠‏ أسندت إلمه وزارة الشؤون الاجتّاععة . 

ولما أسست الجامعة العربية سنة ه144 لم يحد العرب بدا من انتخابه أمينا 
عام لها لما بعامونه فمه من جدارة بهذا المنصب . 

وقد رأى في تولمته منصب أمانة الجامعة فرصة لخدمة القضمة الطرادلسة » 
فأثارها في المحبط الدولي » ودافم عنها في إنجلترا » وفرنسا © وفى هىئة الأمم 
المنحدة . واستعمل نفوذه لدى دول الجامعة العربية ووفودها لدى هيئة الامم 
ويجلس الأآمن . وكان له فمها مذ كرات ضافمة » وتصرمحات صحفية » وخطب 
رنانة هدد فيها دول أوروبا بالحرب إذا لم تعترف باستقلال الشعب الطرابلسي 
الخصسد. 


وقد أثُرت جبوده اعتراف هيئة الأمم بوحدة لبسا واستقلالها فكان له كل 
الفضل فيا أصابته قضيتنا من نحاح . 
الطاهر الزاوي 


١ 


يبب ]ناته 


في القرن العشرين . وفى وقت أخذت فيه الشخوخة يمخناق الحكومة 
المؤانية » وعلى مرأى من رجالاتها الذين م يحسنوا سماسة الملك» أخذت أورونا 
تكيد للاسلام والعرب »© وترمم الخطط الحكمة لابتلاع الشرق »> والقضاء على 
بقية حضارته الباقية . 


وف سنة ١41١‏ تم إحكام الخطط لقطم طرابلس من جسم وطن العريية 
وفصلبها عن المملكة العؤانية . وفى أكتوير من هذه السنة كانت أساطمل دولة 
الروم تحبط بها إحاطة السوار بعصم » فكان اعتداء فظيم »> وكانت إغارة 
سعوأء مد مثّلت فيها قوة الحديد والنار أفظع رواية عرفت للظم في تاريخ المظلم . 
ووحد الطرابلسيون أنفسهم أما م دوي المدافعم وأزيز الطائرات © وحموش 
الظم المدججة بالسلاح تحيط بهم من بين أيدهم ومن خلفهم وعن أعانهم وعدن 
ثمائلبم » فتنادوا إلى الحرب > ونفروا إليها خفافاً وثقالاً دفاعاً عن الوطن 
وذوداً عن كرامة العرب . ودلف إلببا يهم و كبولهم » وشماهم ونساؤهم © 
غضماً للحرمات وحما فى الجهاد فى مسل الله . وفى أقل من خمسة عشر يوم 


١5 


اشئعلت نار الحرب من حدود مصر إلى حدود تونس . 

ولقد كان في أول رصاصة أطلقت في طرابلس رسالة الاستغاثة حملها الآثير 
إلى شعوب العربية قاصيها ودانيها » فلبت الغوث من أقصى حدود الممن إلى 
أقصى جلو د مرا كش 6 واد ن مؤّد ن الكفاح حى” على نصر العرب» فأرسلت 
الإعانات والاحتجاجات من جميع هذه الأقطار » فكان هذا مما شد العزائثم » 
وحفز امم ملاقاة الإيطالين والسات أمامهم 1 وكات مصر وتونس فى مقدمة 
هولاء المعمكين . 

وهمرت الحرب عن ساقيا . وشمل الملاد الطرابلسة دوي المدافع 8 وهب 
البارود كان يأخذ بمعاطس الرجال » وتركز الجباد في السواحل وعلى أبواب 
المدن » نما طلّت رأس” إيطالمة إلا اصطدمت فى رصاصة عرسة . 

وكانت الحرب الطرابلسيةهائجة مائجة أراد الله لها أن تعم البلاد منأقصاها 
إلى أقصاها فتركزت فما بين المحر والجمل مُانية عشر شهراً : من اكتوبر سنة 
١1١5‏ إلى هار س سية ؟ ؟ 4 ١‏ تم أمتدت إل فزان تتقادفياأ أمواج الصحراء 3 
فكان وقودها تلك الفلول من الطلمان الى فقدت توازنها واختل نظامبا . وما 
استقر بها المقام في فزان حتى ارتدت على أعقابءها في دسمس سئة ١941١4‏ تسأبق 
الريح فرارا بالحياة ولا فرار . وكانت القرضابية وما تبعبها من نصر مؤزر وفتح 
مبين » / يككن للطليان ملحأ بعده إلا حصون المحر ومدافم الاسطول . 

ووقف الطرابلسون ثاننة على سواحسل البحر وأنواب المدن ٠‏ وتركزت 
الحرب فما بين مصراتة وزوارة تمان سنوات فكانت حرياً مر بره قأمسسة “ ها 
تر كت با 2 طرابلس إلا طواحت دأحد أغراده ٠‏ 

وقد شار كنا الام هده أرب وآماهًا إخوان 3 مصر كأنو| لنا كا كن لم > 
وفي مقدمتهم حضرة صاحب المعالي عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام لجامعة 


الدول العربية 6 والموزياشىي إبرادم عغوضص سلمسيك هم رهمضان - اأسوحبى قْ 


١ 2 


أرفلة ٠‏ والنوزياشيى عد الحلم مدي استشهد قُْ معا رك الإزاوية ٠‏ والد كثور 
السيد دسوقي استشهد في سرت ؛ وغيرهم كثير من الاخوان البررة الذين تشرفوا 
الشبادة في هذه البلاد التي بار كما الله بالجباد في سسا ٠‏ وكانت أمال العروبة 
تجمع بينا وبين هؤلاء السادة في حيط لا بشعر فيه الجيع إل لاخو الخال 

وأنهارت قوة الطلمان تحت ضربات العرب. قمدوا أند هم إلى الصلح .وكان 
صلح بنيادم في يونيه ١‏ . وساد الملاد سككون التحربة والانتظار دأم انين 
وثلاثين شهراً وكانت أطول هده وشعت بس سكير فنا وأخرى في الحروب 
الطرادلسمة »؛ وانقطع هذا السكون باعتداء الطلمان على مصراتة فى شاير سنة 
١ +‏ . وكانت ثورة ؛ وكان جهاد المائس بما صحمه من صضعف وقمور أعقمبا 
6 س التخلصين ثم جلاء انماهدين . وبقي الوطضصلن تتلقى من ضريات 
الإيطالبين القاسة ما كتب على صفحات القلوب بأقلام المدافم ودماء الشهداء . 
كل هذا يحده القارىء مفصلاً في كتابنا هذا في حششقة كأن قد رأى وقد 
تممه 

وكان يسوؤني من المتطفلين على التاريخ أن يتجاهلوا جهادة أو بنسوه إلى 
با كات أتبل طلب الس » وأنمى م العذر ها ادا دي تين 
هام اقرأوا جهاد الطرابلسيين ففيه لطلاب الحقيقة ما بريدون : 

وهأاهو ‏ واهد لله قد برز الى الوجود حمل من معانى المطولة وضروب 
المغأمرات ت ما يشر ف الطرابلسين » وبرقع من سأن العرب اجمعين . ٠‏ ومعميلة 
( جهاد الأبطال ) تبمنا بها حواه من اعمال المطولة . 

دكن سحت في جمه من مري زهاء عشرين سنة > “؛ هما علعيكث تحادئة إلا 
ان الطراب يب ا رودت عيه 59 : 
سعارض مع رواية غيره . ولا سمعت يحام منطقة أو رئسس إدارة الا 77 


١5 


عه مأ وسعنى الخذه , 

وكان في مقدمة من رويت عنهم أحمد بك السويحل . وعمد الر حمن عزام 
بأسَا . وعون سوف ''! . والتهامي بك قليصة . ومختار يك كعبار . والسمد 
جمد العيساوي بوخنحر. وعمد السلام افندي المريضص وغيرهم كثير من الجاهدين 
ورؤسامم الدين هم دراية بتفاصيل المعارك وتقلماتما . 


ومارويت عحمن مخامربى فنه سك 6 أو روانته تخالف من هو أوثق 07 


عندى . 


وكانت مشاهداني من اكبر العوامل التق سشجعتني على الكتابة في الحروب 
الطرابلسة» فقد شبدت أول الاحتلال الى قرب صلح اوشى > وشبدت ما وقء 
من الحوادث بعد صلح ينادم سئة ١9389‏ الى أوائل سنة 004 . وهال أشبده 
كان يقم على مسمع مني فكنت اذ كره جرد سماعه . 


وقد اعانني كثيرا على الوصولالى الحقيقة اجتاعي في كثير من الأوقات برؤساء 
الحكومات وذوي الشأن من قومنا ٠‏ وقد همأ لى هذا الاحجاع إبفادي في كثير 


)١(‏ الكرم ابن الكرم . حضر الجباد من أول الاحتلال الى أن تغلب الطليان فى مارس 
سئة 1و١‏ فباحر الى الشام فى جماعات كدير من المجاهدين . ورجع إلى طرايلس سنة .و١‏ 
ولا نشبت الحرب في سمنة ١55٠‏ كان في مقدمة من أسندت إليبم رئاسة الجاهدين . وكانت له 
جولات في معارك بثر العم ومصراقة. وقد حلت شحاعته فى معارك مصراتة سنة + ؟5١‏ عقدار 
قل انوصل اليه غيره , وجرح في معركة الكراريم . وكان إذا احتدم القتال مشى بين الصفوف 
وهو ينادي « انا عون بن سوف » وق سنة 94 هاحر الى مصر وبقي أمبا الى سنة .د س#ه١‏ 
وفي هذه السنة في + من مابو ذهب لزيارة طرابلس » ولم يليث ان رجم الى مصر وبقي فيها الى 
منة ه92١‏ . وفى هذه السنة رجع الى طرابلس . وكان يطالب باستقلال الم لاد ووحدتها . 
وينقدم قومه لدى الانجليز فها يعن" لهم من مصالح . وف سئة غ5١‏ هرض فسافر الى ايظالما 
لالتداوي وعملت له جراحة في بطنةه توي بدبها يوم ١:‏ أغسطس سلة 1١81440‏ , ودفن في 


طرابلس . عليه رحمة الله . 


؟ ‏ مياد الايطال ١‏ 


من البعوث الحكومية » مما سبل على" الاطلاع على كثير من الحقائق . 

وقد وجدت من صديقنا الفاضل الاستاذ إبراهي الرفاعى ''؛ معونة لا 
اللغة الإيطالية الى اللغة العربية » فقد توصلت بهذا الكتاب الى حقائق ما كنت 
أجدها فى غيره . 

وقد بذلت جهدي في الوصول الى الحقيقة . و كثيراً ما اعترضتني مناسبات 
رأيت فببها مبرراً لترك بعض الحقائق الى وقت آخر . واعتقد الى وه صعت لقومي 
ما يصلح أساسا للبناء عليه في مستقبل الأيام . والله محفظ لطرايلس أيئاءها ؛ 
ونحقق للها وحدتبا واستقلالها ؟ 


رحب سنة و دم ١‏ 
مأو ملة .وه١‏ الطاهر الزاوي 


(1)هو من أولاد سيدي ابن جحا من الاشراف سكان الخمس . درس في الازهر وتخرج في كلمة 
الشريعة سنة ١5145‏ . وكان يجيد اللغة الايطالمة . 


1١16 


استقلال ليبيا : 
استقلال لمببا كان منحة من هيئة الامم المتحدة . 

ومعنى هذا أن الشعب اللي 'ل يقدم من التضحمة ما يستحق به الاستقلال . 
وسنعرض - في كلات قليلةت بعض أعماله »فيثوراته على الك الترى »وفي حروبه 

مند ثلامائة سنة والليبب ون في صراع مرير مع الترك للتتخلص من ظامهم 
واستبدادهم » وقفساد حكمهم . 

وقد ثار عليهم اللبببون أكثر من ثلاثين مرة فى فترات من الزمن متتابعة » 
هام بها رؤساء القبائل في كل من طر ابلس ويرقة . وما كان السكوت عن الثورة 
في بعض الأحمان الا انتظاراً للفرص والظروف المواشة . 


١ 4 


الضرائب الفادحة » والغصب » وعدم اهتام بالاصلاح . ففشى في الشعب الجبل 
لعدم المدارس » ومكن فمه الفقر لقلة التحارة والزراعة » وانعدمت الصناعة » 
وكثرت فيه الأمراض لقلة الأطباء» وأصمح فيحالة دونها كل ما يتصوره الانسان 
من حالات المؤس . 

وجاء الاحتلال الايطالى فى | كتوير سنة ١5‏ وقد هيأت له تركيا جميع 
الوسائل التي تسهل عليه احتلال ليديا . فسحمت جيشها وسلاحباء وبقى الشعب 
فى فقره » وحهله » ومرضه > وقلة وسائل دفاعه . بقي وحده أماء الحقيقة 
الرهسبة: جموش حرارة » وأساطمل مدمرة » وطائرات تدق القرى والمدر:. 
بقنابلها . 

فبل قصر الشعب في الدفاع عن وطنه ؟ وهل قعد به فقره وجبله عن القياء 
ف وجه العدو الغاصب ؟ كلا . بل هب" همة رحل واحد من -حدود مصر إلى 
حدود تونس »> برحاله » ونسائه » ودافع بالعصى » والسوف » واللثادق » 
وأكل الحشيش » والبلح الشيص »© وافترش الأرض » والتحف الساء » ووقف 
أمام العدو في خط واحد »> يبتدىء من قصر وكاش غرباً » وينتبي فى بردى 
سلمان شرقاً . 

وشكل إدارات تقوم على سؤٌّون المجاهدين . وبقى الطلمان ثلاث عسرة 
منة لم يتجاوز ما احتلوه مسافة رمي المدفع . 

وى سنة ١917‏ وصلوا إلى فزان وثر علبهم المجاهدون فى نوفمير سنة ١٠١١4‏ 
وأجلوهم عن فزان » وركبوا أقفيتهم في الصحراء فلا قن يمكان فببا إلا وحدت 
فبه حثثا من قتلى الايطاليين » وانكشوا فى الساحل ؟ا كانوا . 

ويطول بنا الكلام لو أردنا أن نعد المعارك بين اللمسين والطليان الت تكاد 
تكون فاصلة. نعد منها: ( بو عرقوب ) و ( زنزور ) و (القرضابية) و(سيدي 
بلال ) و ( حروب تمر اتختار ) وغير هذه كثير . 

واستمرت حر بنا مع الايطالين نحو عشرين سنة » والايطالمون برمون في 


1” + 


فسها بما لديهم من جموش جرارة » وأساطمل مدمّرة » وطائرات مبلككة ؛ 
واللبسون أمامهم وجباً لوجه » يديرون شؤوتهم المدنية والعسكرية وحدهم » 
ولبس لهم من العتاد الحربى إلا ما يغنمونه من عدوهم . 

وفي مدة الحرب انشأوا المبورية الطرابلسةفى مصراتة سنةم8١91١‏ وأنشأوا 
( حكومة القطر الطرابلسي ) سنة ١519‏ . وأنشأوا حكومة ( هيأة الاصلاح 
المر كزية ) سئة ١47٠‏ . وبذلوا في الدفاع عن وطنهم ما لا يقل عن سبعمائة 
وخمسين ألف نسمة » قتلوا برصاص الايطاليين » ومشانقهم . كل ذلك في سبيل 
الوصول إلى حريتهم واستقلاهم . 

فبل بعد كل هذا البذل من الأنفس والمال » والصهود فى وجه تلك الجبوش 
الايطالية الجرارة يقال ان استقلال لميبا جاء منحة من همئة الامم المتحدة ؟! 

إن الجهاد اللبى هو غرة في جمين الامة العربية في القرن العشرين . وما 
سمعنا أن شعباً ضحّى بنصف عدهه فى الدفاع عن شرفه وحريته غير الشعب 
اللبى . 

وقد وقف عشسرين سنة أمام قوة لم يكن بينه وبينها نسبة > فبي تفوقه في 
ميم مقومات الحماة » ولا يملك من أنواع القوةإلا إعانه بحقه فى الحساة » وحمه 
للموت دفاعاً عن الشرف والكرامة . 

وقد جاء في بعض الإحصائيات عن خسائر الطلبان في مسا أنها بلغت ١٠٠١م‏ 
الف حندي بين قتيل ومفقود > و ١4‏ ملار ليرة نفقات حرسة . 

وكانت للشعب اللبى جولات فى الحرب العالممة الثانية يعرفبا له الانحليز » 
ولا ينكرها عليه الفرنساويون > كانت من الأسساب فى انتصار الحلفاء على 
إبطاليا . 

وقد قدام من دلائل جدارته بالاستقلال مالم يقدمه أحد . 


55 


وفي الوقت الدييفنخر فيه بهذا البذل السّخيفي الممدان الحربى »لا ينسى ان 
بقدم الشكر لأشقائه العرب وأصدقائه من غير العرب على ما قد”موا له من 
مسأعدة : في الميدان السياسي : مبدآن مناقشات همئة له الام المتحدة » التي كانت 
والطليان ل 0 

ولن ينسى للانجليز ذلك الموقف البغيض الذي حاولوا به فصل برقة عن 
طر ابلس » والذي مبّدوا له بإقامة حكومة في برقة » واعترفوا بها قبل أن بت 
اتحادنا لا وحدوياً؛ وكان لهم ما أرادو | لمتسع المحال أمام تدخلبم السافر فيتلك 
الهيا كل التي نصبوها» والتي كان لحم بواسطتها الغتم » وعلى الشعب اللمي الغرم. 

وحتى بعد الاستقلال » م يلق الشعب اللمى السلاح ؛ لأنه أدرك أن في 
استقلاله شوائب يحب عليه إزالتبا حق يكون استقلالاً تاما . 

وقد مر عليه مانية عثسر عام وهو على أحر” من امر في انتظار الفرصة التي 
يكمل ءبا استقلاله. ولقد قام مبذهالمبمة نفر من أينائه البررة صدقوا ما عاهدوا 
الله عله » فثاروا في وجه الظل لملة الناسم عشر من جمادى الآخرة سنة مه 
واقتلعوا ما بناه الانكليز من جذوره » وألحقوا أخرام بأولاه, » وآتى اش 
بنيانهم من القواعد » فبدمت قواعدهم > وشالت نعامتهم إلى غير رجعة . وتم 
الحلاء » وتحقق النصر ,ادن الله , 

وقد يحد بعض المواطنين فى جباد الابطال ما كان بود" ألا “يذكر . ولكنبا 
الحقبقة » الحقيقة المرة » التي تككون حربة في ضمير من تحدثه نفسه بالخمانة © أو 

وأرجو من مواطني أن تكور:. عندهم من من الشحاعة الأديمة ما يجعليم 
يتحملون مسؤوليات أعمالهم » وذلك ما يعد من مكارم الأخلاق . 


دو القعدة سنة 4همم#١‏ 


قابسو ا سئة دلفك الطاهر الزاوي 


نض 


الاضدراء 


أهدي الطبعة الثانية من ( جباد الابطال ) إلى 
1 : 2 - 
مواطني لذن الحوا عل في إعادة طرعه . 


الطاهر الزاوي 





كيممئثد 

منذ أن احتلت فرنسا الجزائر سنة ١4٠‏ قوى التنافس بين فرنسا وانحلترا 
فيامتلاك البلاد الشرقية ..واتحبت سياسة الفتح والتوسع الاستعماري اتجاهاً أوسم 
من دي قبل . وكان الطلمان ينظرون إلى هذا التنافس بعين القلق » وقوبت 
الرغبة في نفوسهم في أن يكونوا أحد المستعمرين وثالث المتقاممين » فأخذوا 
يترقبون الفرص الحصول على حصتهم من هذه الغنائم المقسمة . 

وقد وجدوا من الاسباب ما أغراهم بحصر تفكيرم فى احتلال طرابلس : 
منها أن وجود الإنجليز في مصر والهند وغيره) من الملاد الشرقة ؛ وتفّوق 
الأسطول الإنجليزي في البحار يحد من مطامعهم في استعار البلاد البعيدة عن 
شواطىء البحر الأإسض . ووحود فرنسا في الجزائر ومطامعها في تونس © 
ونفوذها في مراكش يحول دون تحقيق مطامعهم في بلاد المغرب > ولم يبق بين 
حدود النفود الفرنساوي والنفوذ الإنجليزي إلا طرابلس > ويوشك أرن تتفقا 
شان على سياسة معينة فتحرم منها إيطاليا وتبقى حصورة في أوروم ٠‏ فلم ببق 

أمامها ما تنتظر لهالفرص إلا طرابلس الغرب»فأخذت تعد نفسيا لاحتلالها 

في المستقيل القريب أو البعمد . 


ولا اجتمع الامبراطور تأبلمون الالث »> وزوج الملكة فكتوريا في أوربورن 
سنة لانلم١ا‏ »6 وافترح تايلسون إعطاء حزء من طرابلس إلى حكومة سردينما 


6 


أبقظ فيبم هذا الاقتراح رغبة الاستعمار ووقع منهم موقم التشحيع على الإقدام 
على ما هم يسبيله بشأن طرابلس . 

وحاء احتلال تونس سنة 8١‏ فأثار مخاورف الإيطالمين أن قتد مد فرنا 
إلى طر ابلس وتضمبها إلى تونس . 

واحئلت فرنسا فاشودة في بولمو سنة ١894‏ وكانت تابعة للسودان المصري» 
فكان لهذا العمل أسواً الوقع على نفوس الإنحليز » وحصلت مشادة بينهم وبين 
فرنسا » فأنذروها بالحرب إذا هي م تتخل” عن فاشودة » فانسحب الجنود 
الفرنساويون بوم ١١‏ ديسمبر سنة م85١‏ وانتبى المشكل إلى هذا الحد . 

وقد أحدثهذا النشاط الفرنساويفي الاستعمار قلقا فيالرأي العامالإيطالي» 
فطوراً تحتل تونس وتفوز بغنيمتها » وتارة تحتل فاشودة لتأخذ قسطبها من 
السودان المصري » ولولا موقف الإنجليز الحازم لفازت بالغنيمتين . 

و تخف إيطالما هذا القلق فطلبت من فرنسا أن توافقها على احقلال 
طرابلس > فساومتها فرنسا على ألا تتدخل في سياسة المغرب الأقصى » فرضيت 
إيطاليا بذلك » واتفقتا في شهر ديسمبر سنة ١1.٠‏ على أن تطلق فرنسا يد 
إنطالما في معالجة المسألة الطرابلسة ولا تتعرض لما بشىء » وعلى ان تطلقى 
إيطاليا يد فرنسا في معالجة المسألة المفربية ولا تتعرض لها بشيء . وقد حصل 
بينها اتفاق آخر بهذا المعنى في أول نوفمير سنة ١4.8‏ . وقد أُبلغ هذان 
الاتفاقان إلى انحلترا والنمسا فأقرتاهما وم تعارضا . 

غير أن حادث فاشودة ما زال يشغل بال الكثيرين من الإنجليز والفرنساويين 
لأنه انتبى إلى حد لا يكفي لقطع القلاقل وحسم المشكلات > فمن الممنتكن 
جدأ ‏ ما دام الفرنساويورن والإنجليز يتسابقون في مضار التوسم الاستعماري - 
أن تصطدم الدولتان على مثل فاشودة » وقد لا يتتبي هذا الصدام بمثل ما 
اتتبت به مشكلة فاشودة » بل ينتبي بحرب قد لا تكون وبلا على الطرفين . 
ففكروا في وضع خطة نهائية لتقسم إفريقية والبلاد الشرقبة » ولوقف هذا 


3 


التنافس الاستعاري . وحصر كل فريق سماستهفي ناحمة لا بشار كه فمبها الآخر. 
فعقدوا اجتّاعاً سريا فى لندن في م أبريل سنة ١4١4‏ اتفقوا فمه على تنازل 
إنجلترا عن التدخل في شؤون المغرب مقابل تنازل فرنسا عن التدخل في 


وكان هذا المؤمر أعظم حجر وضع في بناء المقبرة التى بنتها انجلترا وفرنسا 
لبدفن فمها المسامون خاصة والشرقيون عامة . ولا اطلع الإيطاليون على هذا 
القرار وعاموا أن انجلترا وفرنسا تقاسمتا إفريقة ») وحددت كل منها سماستها 
بإزاء الأخرى > وأن طرابلس ل يتناوها هذا التقسم» أرسلوا مذكرة إلى الباب 
العالى قالوا فمها : « إنها ما دامت الحالة غير متغيرة فى المحر المتوسط فإن 
إيطاليا لا تدّعي بشيء في طرابلس الغرب » ولكن إذا حصل تغيير في البحر 
المنوسط يخل بالتوازن الدولى فبى مضطرة أن تتخذ تدابير لوقاية مصالحبا » . 

ولم يقتصروا على هذا » بل رأوا أن الفرصة سانحة بالمطالبة بقسط من هذه 
الغنسمة » فطلموا من انجلترا وفرنسا وألمانما الموافقة على احتلال طر ابلس وألحوا 
فى ذلك . 

وكان من أشد الناس إلجحاحا في ذلك كريسى رئيس وزراء إيطالما إذ ذاك؛ 
وله رسائل عديدة فى هذا الشأن إلى دول أوروبا يطلب منبا الموافقة على احتلال 
إيطاليا طرابلس وعدم التعرض لها . منها رسالة كتبها إلى السفير الإيطالي في 
برلين إد ذاك جاء فمبا : 

وأماوقدا به حتلت فرنسا تونس دون أقل معارضة من دول أورونا فلم بسى 
إذأ شك في أنها ستقدم غدأ فتحتل طرايلس كا احتلت تونس » فيجب علينا إذا 
أن نسعى في تحديد سلطة فرنسا في تونس يحجحة الوقوف في وجه فرنسا 
ومطامعبا » وعدم ازدياد قوتها البحرية والبرية » . 

وقد كتنب رسالة أخرى إلى اللورد سالسبوري الإنحليزي جاء فمها : « إن 


ف 


فرنسا بتعد .ها على الحدود التونسسة وغيرها تبرهن على أنها تنوي الاستبلاء على 
طر ابلس »© . 

فكتب الختص بالشؤون الإيطالية في لندن إلى كريسي يقول له : 

« إن رسالة سعادتك أثّرت تأثيراً كبيراً في اللورد سالسبوري. وقد أمرفي 
بإبلاغك أنه يعتقد بأنه إذا جاء يوم يطلبفيه تغبيراً كبير أ كان أو صغفيراً في 
البحر الأسض ال متوسط فإن طرابلس الغرب ستكون بلا شك تصيياً لإيطالما 
ويعتقد أن زمن الاستيلاء على طرابلس ل يحن بعد» نعم إن إيطاليا ستستولي على 
طرابلس »6 ولكنبا يحب أن تتمثل بذاك الصاد الذى يتحين الفرص لمتمكن 
من إصابة فريسته ولا تفلت منه ولو كانت مجروحة » . 

ويتضح من رسالة سالسبوري أنه يوافق إيطالما على احتلال طرايلس 
وتحراضها على تحين الفرص اللائمة لتكون الضربة قاتلة.ويؤيد هذا ما كه المستر 
« أرنست بانيت » أحد نواب البرلمان الإنجليزى سابقاً » ونصه : 

« ... ثم جاءت إيطاليا فأعلنت ضم طرابلسالغرب إلى أملا كبا»فلتحد من 
دول أوروبا إلا تحسذاً وموافقة . ولقد صدق أحد الضباط الأتر ك في قوله لى : 
إن لا نكاد نخطو خطوة في مبدانالتقدم حت نرى أوروبا واقفة في طريقنا تمنعنا 
عن متابعة خطوات مباركة» فأنتم بذلك تخنقون الطفل فى بدء نشأته ولا تعطونه 
فرصة يظبر بها مقدرته » . ثم قال : 

« ولو كانت أورويا بريئةمن اشترا كبا في عمل إيطالما المسب طق للحكومة 
العؤانية رفع أمرها إليبا » ولكنها لسوء الحظ ليست إلا شريكة لإيطاليا فى 
غزو طرابلس »© فلم تقف في وحبهها ومنعبا من تنقمذ عزمبا » بل أذنت لها قْ 
العمل» وأرفقت إذنها بكامات التشحمم والتحبمذ . وأنا ‏ كإنجليزى ‏ أخحل 


4؟. 


ولا برتاح ضميري لدى تذ كدري بأن بريطانما العظمى كانت إحدى هذه الدول 
المتفقة على سلب الدولة العؤانة قطءة من أرضبا » . 

وما يعامه الناس في عصرنا هذا من التكالب الأوروبي على احتلال البلاد 
الشرقبة » والتعصب ضد أهلبها » وسلمها كل مقومات الحماة الصالحة لا يحتاح 
للتدلمل عليه إلى مثل هذه النصوص > فذلك أمر عامه الكير والصغنر » وهمن 
له دراية بالسياسة ومن لا يفقه فيها شيئا » ولكن التاريخ يحب أن يدعم بالححج 
لإقناع من سموجدون في القرون المقياة . 


ومن الاسباب التى حملت الطلمان على اح-تلال طرابلس أنها قرسسة من 
سواحلبا » ولا يفصلبا عنبها إلا البحر الأبسض . ومنبها أن طرابلس كانت تابعة 
روما قبل الفتح الإسلامي » وبعده في فترات متقطعة © فالاستملاء علمها فمه 
تأر النفسوإرضاء للنعرة القومية بما استردوا منالعرب الذين كانوا أجلوهمعنها. 
هذا من جبة . ومن جبة أخرى فإن طرابلس كانت تابعة للدولة العثانية » 
وكانت هذه الدولة بلغت سن الشخوخة » حتى كان الأورسون بعسّرون عنبا 
« بالرجل المريض » وكانت الدول الأوربية تمعن في إرهاقبا » وتثير علمبا 
الشعوب التابعة لها وتمَدّهم بما يازم لاثورة من المال ومعدات الحرب > وتقتطع كل 
ما أمكنبا اقتطاعه من الولايات التابعة لما . وهي بهذا كله إِنما تريد الإجباز على 
هذا الرجل المريض لتستولى على مخلفاته . 

وكانت هذه السماسة الأورسة المعاكسة من أقوى الاسساب المؤثرة فى ضعف 
الولايات العؤانئة المسدة على مر كز الدولة . يضاف إلى هذا ما كانت علمه الدولة 
من ضعف بالغ وخلافات مستحكة » وماكانت تحده من مناوأة الدول الأوريية 
لها والوقوف لما في كل طريق من طرى الإصلاح . 


إهمال طر ابلس : 


كانت طرابلس خالية من +مم أسباب القوة والعهران . فقد جاء الاحتلال 


8 


الإيطالي وهي لا يوجد فيها من أنواع المواصلات إلا طرق القوافل التي ألفبا 
الناس منذدذ مثات السنين . ولا يوجد فمها من وسائل النقل إلا اخمال . ولا بوحد 
فبها شيء من أنواع التعلم الحديث ٠‏ وإلى يوم الناس هذ|أ سنة ١4468‏ لم تنحب 
طرابلس محاميا حقوقياً » ولا قاضياً قانونيا » ولا طبيباً جامعيا » ولا مبندساً 
معمارياً » وكانت خالية من أسباب الثروة إلا قلملاً من الزراعة على المطر وبعض 
الحيوانات وشجر النخل والزيتون » مع خصب أرضها » واستعدادها للإننات 
وتربية الحيوانات . وكانت خالية من الجند وآلات الحرب وجميع وسائل 
الدفاع . وجاءت سياسة لاتحاديين بعد اعلا الدستور في 4 يبولمه سنة لم٠4١‏ 
- فيا يختص بطرابلس ‏ مقوية لهذا الضعف فجردوها من كل ما بقى فمها من 
جند وسلاح . وكانت وزارات الحكومة العؤانية الحتلفة لا تدخر وسعاً _ كا” 
فيا يخصها ‏ في تحسين حالة الولابات العؤانية التركية وتحصمنها » إلا طرابلس 
فقد أحملوها من كل ثيء : من المعارف » والمواصلات » والزراعة » ووسائل 
الدفاع » وكل مرافق الماة الحامة . وكان مكنب الزراعة الترى في طرابلس 
متنع أن يقرض الطر ابلسيين أو يعطيهم من البذور ما يحتاجون المه » فى الوقت 
الذي كان فيه مكتب الزراعة الإيطالي التابع لبنك دي روما يفتح أبوابه على 
مصراعمها لإقراض الطرابلسين كل ما يحتاجون البه وتقديم جميم أنواع 
المساعدة لهم . 


هذا وغيره بعأمه رجال الحكومة العؤانية في الآستانة وطرابلس > ومعذلك 


م يتدار كوا الحال بأي نوع من أنواع الإصلاح . بزاد على هذا 'بعدها عن مركز 
الدوله » وضعف الدولة ضعفاً مميت » وعدم وجود المتعامين تعليماً عصريا» و جبل 


لفنون المسكرية جب3 مطبقا . 


الدفاع سواء مد النااحمة المادية أو الناحمة المعنوية ٠‏ الي | إلا كار من بعص 
القلاع في العاحمة » وكانت هذه القلاع لا تند المها دك الإصلاح إلافى القليل 


“ا 


النادر » فهى داما بين مد وجزر تبعا لسماسة الولاة المحلصين أو المنافقين . 

هذا النقص في أسباب قوة الدفاع المادي فى كل ناحمه من نواحي حماة 
الطرابلسيين أغرى بهم الإيطاليين » وهأ لهم امتلاك وطنهم بقوة الحديد 
والنار . و كان الطلمان برون في طرابلس منفذاً للسودان 0 فزادهم تكالباً 
عليها . 

كل هذه الأسباب ‏ متفرقة ومجتمعة - جعلت الطليان يتحيّنون الفرص 
لاحتلال طرابلس . 

وقد وصلت إيطاليا بما بذلت من جبود لدى الدول الأوربية إلى نتيجة هي 
أنها 1 نست منها الرضى عن مساعبها لاحتلال طرابلس فزاد نشاطها وأخذت 
في إعداد ما يازم لغرب مذه الفريسة ضربة قاتلة كا قال « سالسبوري » 
في رسالته آنفة الذكر . واتحهت في سباستها مع الدولة العثانية اتحاماً يدل في 
جميع مظاهره على انها تقصد احتلال طرابلس . وجعلت في مقدمة سياستها 
سماسة بذل المال » والسعي في رفع شأن ضعاف النفوس »2 وتمكيتهومن مناصب 
الدولة لتصل من طريقهم إلى أغراضها السيئة . 

بنك دى روما : 

أسس فرع لبنك دي روما في طرابلس سنة ١4.6‏ » على أثر نشاط الدعاية 
الإبطالية ضد الدولة العؤانية » وا كتتب البابا بالثلثين من جموع رأس ماله . وقد 


استعمل رجب باشا كل نفوذه في معارضة تأسيسه » ولكن حكومة الآستانة 
كانت تشايع السياسة الإيطالية فأوعزت المه بعدم التشدد خوفا من ( القلاقل 


)١(‏ قد تحققت هذه الفكرة حمنا اححتلوا الحدشة سنة ه ١١+‏ . فكانت طر ابلس أكبر عون 
هم في هذه الحرب برجالها ومواصلاتها ٠‏ وكانت الجموش ومعدات الحرب تشحن من موانئها على 
طر يق فنأة السو سس . وكانت الكفرة ‏ وهي على حدود السودان - مركزاً للاستطلاعبالطائرات 
والسيارات . وكان في برنامج الطليان احتلال السودان الواقع بين طرايلس والحيشة . 


عض 


السماسمة ) وانشىء البنك رغم أنفه » وبدون استصدار هرسوم من : من دكومة 
الآستانة أو موافققة الحكومة اتحلية ٠‏ وانخذالطلمان مره مركزا لللعناية 6 
وأسندوا إدارته إلى « براسيانىي 14 وهو أحد ثعالب السماسة 6 ومن أشد الناس 
الدعاية فمها والاطلاع على مسول السكان ٠‏ وكان قوم مهل ه الرحللات حت حمآية 
حكومة طرابلس ورعايتها . وكان يبذل المال من سعة فى كل مناسبة . واتصل 
ببعض الأعبان ممن كانت في أخلاقهم نعومة ؛ فاتخذ منهم أصدقاء ومماراً . 
وقد تمكن الطلمان من التأثير على حقي بك وكان إذ ذاك سفيراً فى روما 
للدولة الت كبة - بأن يتوسط لديا في التسامل مع بنك دي روما فى شراء 
وإن ياي تل بيدا كيرا ماع الشكوما لعثانية 1 خصوصا بعد 
١‏ واصر لو بي الدرنين > وحم ل الحب والصداقة ؛ ٠‏ 
وبناء على هذه التوصات من سفير الدولة أوعز الماب العاللى إلى الحكومة 
الحلمة بطرابلس أن تقبل بيع الآراضي الفراغ اسم المدير العام لبنك دي روماء 
ولكن رحب باسًا عارض هذه السماسة اسد المعارضة ضة . وصار يائع في ببم 
الأراضي لبنك دي روما ؛ ويحرض الأهالي على الشراء بعضهه 5 من بعص » كادا 
لم يوجد أحد التحأ إلى أصحاب الشفعة» قاذا ( و جدوا التسا إلى المجلس الملدي » 
فاذا عججز انحلس البلدي - ح راض دنر لطاب (دائرة المساحة ) على عد ) التسججيل 
إلى الحا العؤانية في طرابلس بأن لا 'تقبل قضاياه لأنه م تتوفر في تأسيسه 
الشروط القانونية » وكانت المحاع تنفذ هذه الرغبة . فاستاء مدير المنك من هذه 
م 


11 لام 


المعاملة ودذهب إلى الآستانة ة يشكو تصرف رجحب باسًا إلى الصدر الأعظم « حقي 
باشا » . فأصدر حقي باشًا أمراً إلى نظارة العدلية ونظارة الخارجمة بوجوب 
قبول القضايا من بنك دي روما في النحام العؤانية »ولا حاجة الحصول على إرادة 
سلطانة شأنه لآن سفراء الدول اعترضوا على القانون العئانى شأن الشركات 
والمرافق المالمة الأجنسة . 


وبسبب ما أيدام رجحب باشا فيمعارضة السباسة الإيطالمة» وتامس الأساب 
في معا كستها تمكّن ‏ إلى حد كبير ‏ من منع انتقال الاملاك الطرابلسة إلى 
بنك ديروما رغماً على الجبود الت بذلها الطلمان» والتبديدات الختلفة والأوامر 
التي تأقبه على الآستانة بعدم المعارضة . 

ومن تساه ل الحكومة العؤانية أن أذنت للطلمان في إنشاء مكتب بريد خاص 
بالبريد الإيطالىي » وكان هذا المكتب المنتدى الدي يحتمع فده سماسرة بنك دي 
روما » لتدبير الحبل للتعجيل باحتلال طرابلس »> وتهيئة الأفكار للإنصراف عن 
العئانيين وتسلم البلاد للايطالمين . 

وأذنت لهم في إرسال بعثة عسكرية سنة 14.5 تتألف من عدة ضماط قالوا 
عنها إنها بعثة عاسة للبحث عن الآثار وصلت إلى سو كنة وفزان © وتمكنت من 
وضع خرائط حربية مم المناطق الى مرت بها . 

انصار بنك دي روما : 

وقد وحدت هذه الدعاية أنصاراً من أناس كانوا يرون أنفسهم في المقدمة ©» 
وإذا كانت أقدار الرجال توزن بأعمالهم فسمجد أبناؤنا في أعمال هؤلاء النفر ما 
بي ء لهم المقعد اللاثق بهم » وهم من الدبن نحطت مدار كهم > وقصرت هممهم 
عن القيام بالواجب '''. و كانوا موظفين في بنك دي روما » ويأخذون مرتبات 

)١(‏ قد تضطرة المجاملة الىترك ذكر اسماء هؤلاء المساكين » ونكل امرهم إلى الله الذي قدموا 


عليه ببذه الاحمال اخحخزية إلى ان يحين الوقت الذي تذكر فمه مقرونة بما قدمت أيديهم © وما 
ذلك الوقت ببعيد ٠‏ فإن التاريخ يمبل ولا .همل . 


ع معباد الابطال وض 


حسب مرا كزم الاجتاعية وما يقدمونة من خدمات ضد وطنهم . 

وق مقدمة هؤلاء عمر المنتصر > وأجمد المنتصر » ومصطفى بن قواره 
الزلمتى 2١١‏ وأحمد لز ميرلى . 

وإنه ليسوءة ان ينتمي هؤلاء الأعبان الذين يعدون أنفسهم من خيرة أبناء 
الشعب إلى عدو دينهم ووطنهم » ومحاولوا أن يذللوا له الصعاب ليسهل عليه 
احتلال الوطن . 


ان هؤلاء النفر م يكن لهم من دينهم رادع > ولا من اخلاقبهم وازع . ولم 
نمحدوأا من نفود الحكومة العئانية ما يمنعهم من التعاونمع عدو الوطن » فانهارت 
قواهم أمام مغريات بنك دي روما وما كان يغدقه عليهم من الأموال وما بعدهم 
به من المناصب »© فوقعوا فيهاوية خمانة الوطن فباءوا بغضب من الله وغضب من 
المواطنين . 

وكانت الدعاية الإيطالية تقوى وتضعف تبعا لقوة إرادة الوالى وضعفها » 
ولشدة معارضته للسماسة الإيطالمة ومسابرتمها . 


المشير رجب باشا : 

عسّن والمأ على طرابلس سنة ١4٠4‏ ''' وكان برتبة مشير وكومندان . 

وكان سعادته من أشد الناس وطأة على السساسة الإبطالمة » وعبده من أحسن 
عبود الولاة الاتراك في طرابلس »> فكان عبد إصلاح ونشاط . وكانت سماسته 


)١(‏ ولا ظبر ميله إلى الطليان وخدمة سياستبم ضد الوطن أقيل من مجلس البعوثان(النوابي) 
وانتخب بدله شفيق بك متصرف الس . 

(؟) قضى في طرابلس اكثر من عشر سدوات شغفل فيها عسدة مناصب كيدرة من متاصب 
الدولة . وقد تولى منصب الولاية صمة ٠4‏ وبقي قمه نحوا ست سذرات وقد أاكسيه نشاطه 
المستمر شهرة كبيرة قبل ولي الولاية وبمدها . وما ينسب اليه من أعمال ليس قاصرا على زمن 
الولاية » فإن ما كان وشغله من المناصب الكبيرة كان يبيء له دامًا القيام با براه منأعمال الاصلاح. 


1 


ف طرابلس تقوم على أساسين : معارضة سياسة إيطاليا » ونشر التعلم . وقد 
أفلح في الناحمتين » فوقف للسماسة الإيطالية في كلطريق »> واستعمل نفوذه في 
معارضتها إلى أبعد حدود المعارضة . فا سلكت السياسة الإيطالة سبلا إلا 
وجدت رجحب باشا واقفا لما بالمرصاد . وأصلح القلاع والحصون وأتى بالجند 
والأسلحة من الآستانة » وكان يشجع على الزراعة ويحثعلى تعلٍ العلم والاستزادة 
منه . ورغتّب الناس فى الجندية بأسالسيه الحكدمة » حتى وجد الناس ما طمأن 
نفوسهم إلبها » واتخرط كثير منهم في سلكها . 

وكان مخلصا في عمله » لبقا في أساليبه » يدخل على الناس من حمث نحدون 
الطمأنينة في أنفسهم إلى ما يطلبه منهم . 

وقد ظبرت آثار هذه الاساليب الحكبمة في تكسف الروح العامة فى مدة 
وجيزة مما جعل السماسة الايطالة تنظر إليه بعين الاهتام والجد . وأحس” دعاة 
الطليان بفشل سياستهم في تنفير الطرابلسيين من الجندية » فاتجبت سباستهم إلى 
ل رحب باشًا » وما زالوا يسعون به لدى حكومة الآستانة حق لء 
وحيءبعده بولاة كانوا آله فىييد السماسةالايطالية فقطعت الطريق على إصلاحات 
رحب باشا بعد أن بدت بشائرها في كثير من نواحى الحماة الطرابلسة » وبقست 
الملاد مهملة من كل شيء وهي في حاجة إلى كل شيء . 

فد يحلو لكثير بمن لحظوا على طرابلس قبل الاحتلال الايطالي » خلوتها من 
النظام والعمران والتعلم العصري أن بنحوا باللامة على الطرابلسيين ويرون في 
ماهم هذه قصورأ منهم وتقصيرأ في واجب العم والعمران . 

وفى الحقمقة ان اللوم لا يقع على غير الحكومة العمانية وولاتها فى طرابلس» 
وااناس في ساو كهم على دين ملو كهم . والدي يؤيده التاريخ ويتمشى مع سنة 
االتطور أن الامم إنما تنبض فيظل ما يتاح لها من صلاحمة الكو الآداة الحا ئمة. 


1 


فالحكومة بما لها من السلطة والحيمنة علىمقدرات الأمة ومصائرها هيالتى تسسّر 
الشعب إلى ما فيه الصلاح » وتمهد له الطريق إلى أسباب الثروة » وتفتح له دور 
العلر والصناعات. وقد تقم منالحكومة بعض الاخطاء في قمادة الشعب فمنبض 
لنقويم هذا الخطأ بعض أفراده من تخرجوا فى مدارسها وما أنشأته من دور 
العم والثقافة . 

فالحكومة إذأ هي المعلم الاول للشعب . وهي الت تربي من يصلح لقمسادة 
الشعب وتستعمله في مصالح الشعب . أما ان شعباً برشد من غير مرشد» أو يتعم 
من غير معلم » فذلك ما لم يعرفه التاريخ فما أعلم . 

وإدا سلم هذا فإن اللوم لا يقع على الطرابلسيين لا في كثير ولا قلمل » وإِنا 
بقع على الحكومة التر كبةوالولاة التي كانتتبعث بهم لمباشرة الحم في طرابلس. 
فيا كان يهم هؤلاء الولاة من أمر طرابلس إلا جباية الاموال وما يوفر لمم حماة 
الترف وطيب العيش . أما ما ينبض بالشعب الطرابلسي ويدفع عنه غائلة الجبل 
والفقر فلا يفكرون فيه ولا يمر لهم يبال . 

والدي يشاهد عبد رجب باشا على قصره » وما حصل فيه من إقبال الناس 
على التعلم والجندية » والرغبة في التوطن والزراعة لا لمخامره شك فى أن فى 
الشعب الطرابلسي استعدادا للأخذ بقسطه من الحضارة العلسة والاقتصادية » 
وأن مسلك الحكاء القرك هو الذي أوقفه موقف اللوم والانتقاد »م أن الذي 
يشاهد سوء سياستهم في طرابلس وغلظتهم في الحكم » وقسوتهم فيجباية 
الضرائب محمد للطرابلسيين احتفاظهم بوجودم ولو على تلك الال الناقصة 
وسنزيد الموضوع ششرحاً إن شاء الله . 

حمد علي سامى 2١"‏ : 

ولما عزل رجب باسًا تولى الامور بعده همد على سامي أمير اللواء » وكان 


)١(‏ ذكر في مجلة المحلال « الجزء الثاني من السنة العشرين » ان رحببانًا عين والباعللى 


5 


رئيس اركان حر بالولاية» وهو جندي ليسعنده من الحنكة السماسمة و الإدارية 
ما كفل تصريف الأمور في وجهاتها الصحمحة > فعادت الدعاية الايطالية إلى 
الظهور» لأنها وجدت من ضعفه مشجعا» وبقي في الحم نحو مانية أشبر معزل . 

أحمد فوزي باشا : 

كان أحمد فوزي باشا برتبة فريق » وعين والما بعد حمد على سامي » فزاد 
نشاط السماسة الايطالمة في زمنه وكثر أنصارها » ووجدوا من خزانة بنك 
دي روما مشجعاً لهم » وأصبح لها أنصار ا من الموظفينفي جمسعمصالحالحكومة : 
في التلغراف » وفي البريد » وفي غيرهما من مصالم الحكومة . وقد حدث أن 
حكومة طرابلس أحدثت تعديلاً داخلماً » فاقتضى الحال أن استغنت عنيبعض 
الموظفين » فاتننبزها بنك دي روما فرصة ووظفبم عنده » فكان ذلك ما شحم 
الدعاية الايطالمة وزاد فى انتشارها . 


وأنشأت الحكومة الإيطالبة مدارس في طرابلس » فكانت تقبل التلاممذ 


طرابلس سنة 4 ١٠٠.‏ ول يذكر نهاية حكه ولا من تولى بعده . م 

رجاء في كتاب « ليديا في العبد العزاني » للميجور أنتوني جوزيف كاكيا » تعريب يوسف 
حسن العسلى : أن رحب ناشًا عين والمأ على طرابلس من سلة .و١1‏ ه.وة١‏ وتولى بعده 
احمد فوزيسنة 9 ول يذ كرله نهاية. وتولى بعدهابراهم باثا من سنة .و١‏ إلى سئة ١5١١‏ 

وقد جاء في بعض المصادر في حكام طرايلس : همد على سامي باشا » وأحمد فوزي باشا » 
و حسني باشا ٠‏ على هذا الترتيب وكلهم بعد رجب باسًا ٠‏ وذكر هذا المصدر ان مدة هؤلاء الثلاثة 
/ ترد على سنتين . وإدا سلمنا أن تعيين ابراهم بإشا كان سئة و.١١‏ اتضح لنا ان مدتهم لم تزد 
سنة واحدة لآن سنة ه هي التي عزل فمها رجب باسا وعين فبها ابراهم باشا . على ان هؤلاء 
الللاثة » لم يذكر في المعبنين منبم إلا احمد فوزي "ا ذكر آنفاً , اما الاثنان الياقبان فيظبر انها 
اسندت البها ادارة البلاد إدارة مؤقتة الى ان يصدر المرسوم السلطاني بتعمين الوالي 5 نشاهده 
الآن كثيراً . 

رقد يكون لعلاء التاريخ يعض الملحوظات على هذا الترتيب . وعذري في ذلك قلة المصادر . 
روفرفي عند ما وقفت عليه منها بعد الاستعانة معاومات بعض المواطنين على ترجيح ما اخترته , 


يش 


المحان» وكانت المدارس التر كيةتطرد بعض التلاميذ إما لقلة الأمكنة أو لمجزم 
عن دفع المصاريف» فكانت المدارس الإيطالية تتلقاهم بالترحمب ١”‏ 


كل هذا تعامه الحكومة العؤانية سواء في الآستانة وفي طرابلس » ولكن 
الإهمال غلب على جمسع أعمانها » وقد عرف الموظفون منها ذلك فتجرأوا علمبا» 
ووجدوا في حماية النفوذ الايطالي في طرابلس ما شجعهم على التمرد والخروج 
على الطاعة . 


وقد بلغ من جرأة هؤلاء الخارجين على الوطن > أن جعمل أحدم من بيته 
استراحة لقنصل إيطاليا في غدواته وروحاته » كا جعل بيته نادي يمجتمع فيه 
مروجوا السماسة الإدطالة التنشاور فما يصدر إلمهم من التعلمات من بنك دي 
روما والقنصلة الإيطالة » وأ صبح الموظف في حكومة طرابلس الذي لا رادع 
له من وجدانه وأخلاقه يفعل ما بشاء من غير أن مخشى لوما » اتكالاً على حماءة 
القنصلمة الإيطالمة له . 


وكانت الجرائد المحلية « تعمم حريت » التركمية » و « الترق » و « المرصاد» 
وه« أبوقشة » العريبة تبين الحكومة والرأي العام مقاصد إيطاليا وأغراض 
بنك دي روما » وتنمّه أولماء الأمور إلى المصائب التى يسعى المنك فى جر” 
على طرابلس »فم يصخ إليها أحد مزرجال المحكومة المسؤولين»و لكنها أئشرت فى 
الرأي العام » وفهم أن البنك أسس لترويج سياس الطلنارن »2 وأنه مصدر 
الصائب عل الملا . وقد خشي البنك مغبة انقلاب الرأي العام عليه » فأنشأ 
مطبعة وجريدتين : ( إيكو دي تريبلي ) و « استيلا » وصارتا تدافمان عن 


)١(‏ بذل احمد راسم باشا معارضة شديدة في اذشاء المدارس الايطالمة » واستعمل نفوذه 
للتنفير منها . وبالرغهمن ذلك فقد تعم فيها كثير من المقراء والمبود » وصاروا تجاراً بعد ذلك 
وربطوا معاملتهم التجارية بإيطاليا رصاروا بروجون بضائعبها . 

وبلغ الذين يتكلمون الايطالية قبيل الاحتلال في مسدينة طرايلس .6/ اكثرهم من اليهود 
بينا الذن يتكلمون التركمة لا يزيدرن على [٠‏ . 


م 


سباسته » وتحاولان إقناع الناس أنه مؤسسة تحارية » وأنه أبعد المؤسسات عن 
سباسة الاستعمار» ولكن الرأي العام لم يتأثر يهذه الأكاذيب. وما يغني الشعور 
العام إذا كانت الحكومة لا تشعر به . 

ولاية حسني باشا : 

وبعد نقل احمد فوزي باشا عبنت الحكومة حسن حسن باشا خلفاً له » 
فكان من معاول السماسةالإيطالية الهد”امة.وكان ضعيف الإرادة“سيء الإدارة» 
تر كنأ يحنسيته » إيطالاً بروحه وأعماله » أتى على كل ما بقي في البلاد من يه 
مقاومة السماسة الإيطالمة » وكان من أكبر المشجعين على إنشاء شركة فوسفات 
إطالية » وأفسح الجال للتدخل الإيطالى حتى اشمثز الناس من أعماله » وأدر كوا 
سوء عاقبتها السيئة» وتسر'بت إلى نفوسهم كراهة الهم العئاني » وجاهرت 
الصحف الإيطالية فى زمنه بتحسذ فكرة احتلال طرابلس > وأغرت حكومتها 
بذلك » وحرئضت الشعب على مطالتها بتنضذ هذه الفكرة» ووصفت طرايلس 
بالخصب والرخاء لتغري الشعب الإيطالى بمحتها » وتثير شعوره لفكرة 
الاحتلال . وأَلّف الشعراء فمها الأناشد الماسة » ولقسّوها «طرابلسالجملة». 

وألّفت حكومة إيطالما فرقة خاصة لاحتلال طرابلس ممتها « الفرقة 
الطرابلسة » © وعاهتها تعلدماً خاصاً » وألستها لياس خاصاً يشيه لبماس 
الطر ابلسين . 

وقد تحاوزت الجرائد الإيطالية كلحد” فيالغضمن كرامة التركوالطرابلسيين 
الحكومة العؤانية » لتظبرهم في نظر الشعب الإيطالي بمظبر هين لا يقام له وزن 
لسندفم في تحسذ فكرة احتلال طرايلس . 

كل هذا وأكثر منه تعامه الحتكومة العئانية في الآستانة وفي طرابلس > وهي 
!ني سبلت للطلمان أسباب هذه الدعاية » وأباحت هم التمكن من مرافق البلاد 
ر مصالح الحكومة حت بلغت جرأتهم إلى ما ذكرتا بعضه » ومع ذلك لم تحاول 


عل 


أن تصلح من هذا الغلط الفاحش وهذا الإفراط في التفريط » وتركت الحوادث 
تحري في غير مصلحتبا » ومصلحة الطرابلسين : 


من بن يسهل الموان عليه ما راح رمت إيلام 


وقد استاء الطرابلسيون من بذاءة الصحف الإيطالية » وإمعاتها في الست 
والتحريض على احتلال طرابلس > فاجتمع منهم جمهور كبير لتأليف مظاهرة 
احتجاجأً على لمجة الصحف الإيطالية » فمنعبم الوالي « حسني باشا » محجة أن 
لتكومة الإيطالية لم يظهر منها ما يؤيد لحجة الصحف »© فاجتمع نحو خسين من 
أعبانهم وأرسلوا عريضة بالتلغراف إلى الآستانة يظبرون فبها استماءهم من لمحة 
الصحف الإيطالية واستعدادهم للدقاع عن وطنهم وقد وقّعوها جمبعا ؛ 
وهذا نصبا : 
٠‏ « إن أهالي طرابلس الغرب الذين يتباهون بارتباطهم بقام الخلافة الإسلامية 
والسلطنة العثانية منذ عصور» قد عقدوا عزيمتهم على مقاومة كلقوة حول بينهم 
وبين هذا الارتباط المتين الذي هو أعظم قبمة من حياتهم » وأنهم لا ينثنون عن 
الدفاع فيهذا السبيل ولو انثنت عنه الحكومةالعثانة نفسبا» ونحنننمه الوزارة 
الحاضرة بكل, وسائل التنبيه إلى وجوب تحصين الملاد من الوحهتين المحرية 
والخرسة اللتين أهملت العناية مبها إلى الآن ٠‏ ونلفت نظرها إلى موافاة الملاد 
بالدخائر والمون التي تكفيها مدة عام كامل على الأقل. ولقد كان في عزم شعبنا 
الطرابلسي المعروف بتداينه ونزعته القومية أن يعلن على الإيطاليين حرباً 
اقتصادية فيقاطم تجحارتهم وتجارهم ؛ ولككنهم رجحوا جانب الصبر والتريث بي 
الوقت الحاضر لثلا يشوشوا على الحكومة أمرها وعلى رجال السياسة مداولاتهم 
ومذا كراتهم . وعلى كل حال فإن رجالنا وأولادناقد عاهدوا اله والشرف والذما 
على أن بريقوا بكل سرور آخر نقطة من دماء مم قبل أن سدنس تراب 
وطنهم أقدام السلطة الاجنسة . 

وإنا ننقل لمم هذه الكامات على أسلاك البرق ونحن فوق ماكننة التلغراف 


+ 


وقد جاء الرد على هذه العريضة من الصدر الأعظيم ونصه : « إن الحكومة 
متدافم عن طرابلس ما استطاعت الدفاع » فإن والمها بكر سامي بك سيسافر 
إليها عما قريب » . 


وكان هذا التسويف والماطاة » ثم الاهمال جزاء أعبان الطرابلس لحبتهم 
وإخلاصبم لحكومة الآستانة . 


م ين عزم الطلبان عن التمهيد لاحتلال طرابلسشيء من هذه الاحتجاجات 
والمظاهرات . وقد وثقوا بمعاونة من ببدهم الامر في الآستانة وفي طرابلس. وقد 
مس سماسرة بنك دي روما قوة النفوذ الايطاليفي إخماد كل حركة وطنية تناومُم 
أو تحد من نشاطهم » فزادوا نشاطأ » ووحدوا سوق رائجة لمث حمومبمب م 
وترويج دعايتبم . ورأت إيطاليا أن تزيد هذا النفوذ تشيتا » فطليت من 
حكومة الآستانة أن تأذن لما في إنشاء شركة فوسفات» فل يمانع الوالي «وحسني 
اما » . فألفت الشركة مبدئياً برأس مال قدره ملبون فرنك > يقسم على مائة 
سهم كل سبهم عشرة آلاف فرنك . وانضم إليها كل من استطاع من أنصار ينك 
دى روما » وكان في مقدمة المشجعين لمذه الشركة والى طرايلس « حسني باشا » 
وباوره حسن بك »> وترجمانه فرو كر المبودي » ومدير الريحي فونوفسى »2 
و كثير غيرهم من كبار موظفي الحكومة. وكان مدير الريحي هذا من أ كبر الدعاة 
لإيطالما . وقد عارض كثير من الوطنيين فى إنشاء هذه الشركة انهم أدر كو| 
المقصود من إنشائا » وهو تمكين روس الأآموال الابطالمة من البلاد » وترودم 
السياسة الإيطالية . ولكن ماذا تنفع معارضتهم والوالي وشيعته من أكبر 
أنصارها » وحكومة الآستانة لا تتردد في الموافقة على أي مشروع إيطالى في 
طرابلس . 


وقد أرسل بنك دي روما أحد المواطنين وهو أحمد الزميرلى ‏ وهو من 


5١ 


الموظفين فيه لحساب الدعاية الإيطالية ‏ إلى الآستانة على حسابه ليرو'ج لفكرة 
لشركة ويستصدر أمراً بتأسيسها » ولكنه / يوفتق ورجع مخذولا . 
وطنية : 


لا عاد أحمد الزميرلي إلى طرابلس يحر” أذيال الخسسة » وكل الناس تعامون لمن 
ينئمي ولمادا دهب »ورست به الباخرة علىالمرمى طلب زورقاً أوم ركبا شبراعنا 
ينتقل فيه من الباخرة إلى الرصيف 2 فامتنع جميع البحارة أن بقد"موا له أحد 
زوارقهم أو مرا كبهم » وقد نقلوا إلى الرصيف جميع الركاب ماعدأه. وبعد 
مظاهرات وهتافات وطنة »كانت تخرق أذنشه »> وبعد تدخل مدير بنك دي 
روما ووساطة الوالي » أنزلوه وعلى وجبه غبرة ترهقها قترة . 

وإنها لوطنيةصادقة منالبحارة الطرابلسيين أبتعليهه أن يحملوا فيزوارقهم 
رجلا عرف بالأته للطلنان ضد وطنه » وأممعوه من الإهانات ما كان يكفي 
لوقف نمضات قلبه لو كان عنده قلمل من الاحساس . 

ولو كان لمثل هذا المسكين وشيعته من سماسرة بنك دي روما بعض ما عند 
هؤلاء البحارة من الوطنية وعلو النفس ل دلوا المدو على عورات وطنهم » ولا 
لونوا أعر اضهم بمثل هذه المخجلات المنكمات 


ولمس بدعاً فى الدننا أن يوجد في طرايبلس مثل هؤلاء النفر الذين فسدت 
أخلاقهم وانماعت حمويتبه» وم ينالوا من التربية الفاضلة ما يصدف بهم عن مثل 
هذه السفاسف . فإن أمة في الدنيا لا تخلو منبم ؛ وقد تضافرت تواريخ العالمعلى 


وجود هذا الذوع في كل زمان ومكان ٠‏ ونودتا أن يكون فيا بلاقونه من مقت 
في حياتهم وبعد مماتهم عبرة لمن ألقى السمع وهو سُبيد . 

حوادث في ولاية حسني باشا : 

- قدم إلى طراباس المستر « كوزمان » من الارجنتين » وأصدر حرددة 
سماها ( بروجريسو ) وصار يطعن فيها على الحكومة الإيطالمة » وبين نوايا 


3 


بنك دي روما السيئة حقى تضايق مسة المنك والإيطالبون . وبقي على دلك 
عدة أسبر . 

ب - جاء إلى طرابلس مصور أمركي» وبينا كان يصور جامع أحمد أشا مر 
صبي أمام العدسة فشوه الصورة فضربه» وحضر الموليس لفك المشكلة »فتطاول 
عليه الاميرى وضربه » فأخذه إلى القسم التحقيق . وغضب قنصل أمريكا 
وانتبزها قنصل الطلمان فرصةوطلب من الوالىنفي الصحفى كوزمان» فأجابه 
لطلمه ونفاه بغير وجه قانونى . وقد استاء لعمله هذا كثير من الاجانب وأهل 
البلاد . وخرجت الجرائد الإيطالية عن الحد ول تراع قانون المطبوعات العثافي 
بإيعاز من البنك . وظل حسني باشا ينعم براحته ول يحرك سا كنا لكل ما 
بعمل فى طر ابلس . 

جح فيعبد -حسنى باسا جاءت لجنة فرنساوية إلىيطرابلس للبحث عن مناجم 
الفوسفات ومعبا أمر من نظارة الداخلمة العؤاننة بوجوب المحافظة على أعضاءًا» 
فاحتج الإيطاليون على هذا العمل واعتبروه إهانة لهم وتعد"يا على حقوقبيم . 
وقالوا « إن هذا عس شرف إيطالما صاحمة السسادة فى طرابلس » . 

د- جاءت لجنة أمريكمة إلى بنى غازي البحث عن الآثار القدعة » فاعتير 
الطلمان هذا العمل اعتداء » وطالبت الجرائد الحكومة بإعلان سادها على 
طرابلس »6 وإحبار الحكومة العؤانية على إخراج اللحنتين . 

ودافعت الجرائد المحلية عن التكومة بأنها حرة التصرف فى إعطاء الامتماز 
لن شاءت »> فزاد ذلك في استماء الطليان » وطلبت جرائدهم إرسال الأسطول 
الإيطالى لاحتلال طرابلس . 

ه - ( مدام في دافليين ) سيدة فرنسية زوجة طبيب الصحة في طرابلس > 


و3 


كاتبة فاضلة ساءتها خزعبلات الطليان ونواياهم السيئة في طرابلس ©» فأخذت 
تكتب فى القضمة الط رابلسية » وتفنند مزاعم الطليان ومأ يعتمدون عليه من 
حجج لا أساس لما » وتصرح بعجز إدطالما عن احتلال طرابلس »> فاستاء 
الطليان من كتابتها » وطلبوا من حكومتهم عزل زوجبا وإخراجها) من البلد , 
ورفعوا أمرها إلى الماب العالى » فوعد كراج في وزوجه بن ابد . 


لوصول إل تتسحة هذه القدمات ت » وهى احتلال” طرايل, » ولأمر ا ا 
تنفيذ هذه السياسة المبيتة هذه » فعزل حسني باشا وعين بدله إبراهم أدم باشا . 


ابر أهم أدهم باشأ : 


تولى والبا على طر ابلس وقائدأ عاماً لجدشها في سنة ١ 4٠+‏ وقد وجد الملاد 
في ارتباك عظم وفوضى ما بعدها مزيد . ووجد النفوذ الإيطالى متغلغلاً فى 
البلاد يسبب سياسة الضعف والإهمال الت اتبعها من تقدمه من الولاة» وخصوصاً 
حستى باسا الذي كان طوع إشارة الايطاليين . ووجد الفساد قد دبفى الإدارة 
الحكومية بشكل يدعو إلى النأسمن إصلاحيا. ولمس ماف الادارة من ارتشاك» 
وما خالط نفوس السكان من هلع من هذا المصير الذي أصبح منبم قاب قوسين . 
كل هذه الأمور جعلتإبراهم باشا يحزم بأن طرابلس ل ببق بينها وبين الاحتلال 
الايطالى إلا” عشية أو ضحاها . فوقف من سماسة الطلمان موقفاً حازم »وشرع 
في إصلاح ما يمكنإصلاحه »وقبض على الأمور بشدة واستعمل نفوذهفى كل صغيرة 
وكبيرة » وشرع في جمع الرديف وتعلم المنطوعين لبجمع أكبر عدد ممكن من 
الحند للدفاع عن الملاد . 


وقد كانت صدمته للإيطالبين شديدة » وخئب آمال السياسة الايطالية فى 
كل ما وصل إليه نفوذه حتى مي عدو إيطاليا الأكبر . وكتب عدة تقارير 
لحكومة الآستانة بنبهها إلى ما بط بطرابلس من خطر السداسة الإيطالمة . 


34 


وفرض الجندية على الوطنيين » وأمكنه أن يجمع من البلاد نحو سبعة آلاف 
حندي . وشرع فى تحصين الحدود الغريمة الفرنساوية والجنوسة السوداة : 
فوضم قوة في « جنت » « وغات » ووضع خرائط جغرائة حربية لمناطق 
الى تصلح لحشد اند والدفاع . 

ومنع البنك من إخراج الحجارة الآثرية من قرقارش وتاحمة جنزور محجة 
أنه لا يحوز إخراج المعادن الحجرية بدون رخصة » وأنها منطقفة عسكرية » 
وقانون الطويحية لا يسمح بالاقتراب منها . فاشتد الطليان وصحفهم في منأوأته 
والتطاول علمه » وهو دائب فى عمل لا يقابلهم إلا باللين . وعرض عليه بنك 
دي روما أن ينير المدينة بالكبرباء بدون مقابل » محافظة على صداقة العئاننين 
فرفض » فامتعض الطلمان وازدادوا كفراً . 

وطلب المستر « كوزمان» العودة إلى طرابلس فل يمانع إبراهم باشا فخرج 
الطليان عن دائرة أد.هم » واحتج سفيرهم لدى الباب العالي وطلبوا عزل إبراهم 
اشا . وهذا ل يمنع كوزمان من عودته إلى طرابلس وتحمبر الطلمان لمنعه بالقوة» 
فأحاطته الحكومة بالبوليس ونفذت إرادة إبراهم باشا ورجع الطليان ولسان 
الخال يقول لهم طو قل موتوا بغيظكم » . 

ولما منع الطلبان من البحث عن آثار قرقارش التجأوا الى حكومة الآستانة 
فأعطتهم رخصة بالبحث عن الآثار في مناطق أخرى . 

ومن محاولات إبراهم باشا لامحافظة على طرابلس أنه لما أيقن يخطر سماسة 
الطليان» وهو يعم أن البلاد خالية من الجند والمعدات الحربية » رفع إلى حكومة 
الآستانة اقتراحاً هذا نصه : 

« حمث انه لا بوجد لدى الدولة قوة بحرية تؤمّن توصل الأسلحة إلى 
طرابلس فيا إذا أغارت عليها دولة كدولة إيطالما» فإنه يحب إرسال كسةوافرة 
من السلاح لشكنات طرابلس وتأسيس معمل للسلاح أو لارصاص على الاقل فى 
نفس طرابلس »> بحيث يكون في أيدي الاهالى عدة كافية يدافعون .ها عن 
أنفسهم لأنهم رجال أشداء ذوو بصائر في الحرب » . 


6 


فأهمل الباب العالي هذا الاقتراح رما عن النذر التى كان بعضبا يتلو بعضا » 
بأن إيطاليا ستغير على طرابلس وبرقة . 

وقد أدر كت إيطاليا أن سياستها في طرابلس معرضة الخطر » فلحأت إلى 
حكومة الآتانة تشكو إليها شدة معارضة إبراهي باشا لسياستها في طرابلس » 
فكانت تأتئه الأوامر من حكومة الآستانة ما مرضي الايطالسن» فكان سو”ف 
ويراوغ في شيء من اللماقة كسما للوقت وانتبازا للفر ص . وقد أل الطلمانعلى 
حكومة الآستانة في نقله من طرابلس والتحأوا إلى رئيس الوزراء حقى ,انا 
التأثير عليه في نقله فوافق على ذلك » وأصدر أمره بعزله في سبتمير سنة ١41١‏ 
واستدعاه إلى استنبول لمفسح المحال للاحتلال الايطالى و تعن الحكومة 
بدله لا و كملا ولا أصلا . وبقبت البلاد بلا وال ولا قائد ند ''2 > وهو حادث ل 
يسبق له مثيل» ما يدل على تآمر حقي باشامع الايطالبين على احتلال طرابلس. 
وبعد عزله بنحو ١6‏ بوم حوصرت طرابلس بالأسطول الايطالي . 

وفي أواخر أيام إبراهم باشا أرسلت إيطاليا بعئة عسكرية للاطلاع على 
دواخل طرابلس قالت عنها إنها بعثة عامية جغرافية »والحقيقة أنهابعثة عسكرية 
من بين أعضائا ضباط من هيئّة أركان حرب الجبش الإيط الى لعمل خرائط 
ومصورات حربية . 

وقد بقمت هذه البعئة تنجول في البلاد حتى قامت الحربوقبض على أعضاغا 
في حمادى الأول سنة 53-271 مارس سنة 19١11١‏ وجيء بهم إلى الحمل وكان من 
بمن أعضاءا الكونت سفورزا الدي سبأق ذكره فى مفاوضات الشخ سوف 
والشيخ سلبان البارونى معه فى بنقردان سنة ١91‏ . 

ولما كان إبرأهم باشا مقسمأ فى الآستانةوأرسلت إيطالما إنذارها النيانى 
الحكومة العئاننة أرسلت المه لتأخذ رأيه فى مسألة طرابلس ؛ فأجابها 0 
« افي أدر كت الأمر من زمن بعد » وأرسلت الى الحكومة تقريرا منذ سبعة 


. انظر التقرير الذي قدامه نواب طرابلس الى مجلس النواب الترى‎ )١( 


2 


أشهر فلم تلتفت المه » ثم ترك المجلس وقال : لا أعرف غير ذلك . 


ولما "طلب إبراهم باشا إلى الآستانة ول تعدّن الحكومة بدله ترك الأمر لبسمٍ 
بك الدفتردار . ويسم بك مذا كان دفترداراً في أيام حسين حسني باسًا الذي 
حاء بعده إبراهم باشّا » ولكنه لم يشارك حسين حسني في تصرفاته » وهو من 
الرجال الذين كانوا يعارضونه في سماسته الإيطالمة » وهو وإن كانت تغلب علمه 
الشخوخة » ولكنه أبى إلا أن يكون وفنا لوظلفته وحكومته . وقد أبقاه 
إبراهم باشا في منصبه لما عرف فيه من الإخلاص والوفاء . 


حقي باشا : 

هو رئيس الوزارة العثمانية زمن احتلال الطلمان طرابلس . وأول مسؤول 
عن هذا الاحتلال . وهو رئيس العصابة التى بيّنت الشر لطرابلس ومكّنت 
الإبطاليين من الاستيلاء عليها . وهو إيطالي النزعة من صغره . اشتهر بحبه 
لمدنية الإيطالمة ومعاشرة الإيطالين» ويفضلدائما التردد على الأندية الإيطالمة» 
وله علاقة ودية متينة بالسفارة الإيطالمة في الآستانة . وقد حمله حبه للايطالمين 
أن يطلب سفارة روماعلى أثراستقالته مننظارة المعارف ووكالة نظارةالداخلة. 
وبعد تعمينه سفيراً بروما ازدادتأواصر اللحمة بينهوبين الإيطالسن.ولما استقال 
حسمن حامي باشا من الصدارة أرسل السنيور ناتان المبودي شخخمدينة روما الى 
حمعية الاتحاد في سلانيك رسالة برقئة يطلب فبها أن ترسل الله أحد معتمد.ا » 
فأرسلت الله رحمي بك ١١‏ مبعوث سلانيك » ولما قابله في روما طلب المه أن 
لغ المعية رغبته في تعبين حقي باشا صدراً أعظم . وقد أبلغ رحمي بك هذه 
الرغمة الى المعبة فقبلت» واستدعي حقي باشا الى الآستانةفي ١١‏ ينابر سنة١١191.‏ 


وصدرت الإرادةالسننة بتعسينه صدراً أعظم معالإنعامعلمه برتبة الوزارة . 


)١(‏ رحمي بك هذا صبر حسني باشأ والي طرايلس الذي و-حددات مله السماسة الايطالمة كل 
-سأعدة وكان من اكير انصارها , 


7و5 


وهو الدي عزل إبراهم باسا والي طرابلس بناء على رغبة السنيور غاليقنصل 
إيطاليا فيها » وأمر بنقل السلاح الموجود بها يحجة إصلاح بعضه © وإبدال ما لا 
يصح منه بطراز جديد 45 أمر بسحب الجنود منها حجة الحاجة الهم قي حرب 
السمن . 

ويقول الأمير شكيب : « وكان يوجد في طرابلس أربعون ألف بندقية من 
نوع سنيدر فاسترجعتها الحكومة الى الآستانة على وعد أن ترسل بدلاً عنما 
أربعين ألف بندقية موزر » ولكنها م ترسل شيئا » . 

والحقيقة غير ذلك فإنه بريد إخلاء البلاد من معداات الدفاع لنسبل على 
الإيطاليين احتلالها . وأخلى القلاع من المدافم والحرس » وم ببق في كل قلعة 
سوى ثلاثة من الجنود منغير ضابط بعد أن كان في كل قلعة ه١‏ جندياً وضابط . 
ولم ببق في القطر كله إلا ألفا جندي بعد أن كان فبه نحو عثسرين ألفاً . 

وقد فعل حقي باشا هذا في الوقت الذي يعم فيه كل الناس أن الطلمان 
يستعدون لاحتلال طرابلس وه على وسك مباجمتها . 

ولما رجع حقي باشا من روما في 141١/1١/1١‏ وكان سسفيرا بها © سأله 
حمود شوكت باشا : هل هناك خوف من الطلمان على طرابلس ؟ » فأحابه : 
لا خوف على طرابلس من الطليان » ويمكنك أن تأخذ من حامية طرابلس 
لنجدة اليمن بدون أن تخاف من الطلمان أي ضرر . 

وهذا إخبار من حقي باشا بغير الحقيقة » لأن تحرش الطلمان بطرابلس كان 
أوضح من أن مجبله الرجل العادي في المملكة العثمانة فضلاً عن حقي باشا الذي 
كان سفيراً لدولته بروما . 

وقد سأل مكاتب الجريدة النمساوية الحرة حمود شوكت باشا 2١١‏ بصفته 
وزيراً للحرببة عن القوة الموجودة في طرابلس فأجابه بقوله: إن «القوة النظاممة 


. نولى جحمود شوكت باشا نظارة الحربية التركية بعد عزل حمقي باشا‎ )١( 


4 


6 


الموجودة في طرابلس تبلغ ,م ألف جندي» وقد أرسلت إليها في الأيام الأخيرة 
إثنى عشر ألفاً فسكون المحموع 44 ألفاً . 


ومن الأسف الشديد أن يصدر مثل هذا السان من رجل مسؤول » ومو 
20 فق مم الحقيقة في شيء . وشوكت باشا يعلم قبل غيره أن القوة النظاممة فى 
: رابلس ل تبلغ يوما من الأيام في تاريخ ع الترك الطويل فيها ؛؛ ألم] . والذي 
نعامه ويؤيده الواقع أن أقصى ما بلغه الجيشالنظامي في طرابلس في زمن رجب 
اا هو عشرون ألفاً . وقد نقص هذا العدد قبل الاحتلال حتى وصل الى ألفين 
في زمن وزارة حقي باشا » وهو الذي كان أمر بسحمه منبا حمحة الاستعانة به 
في حرب البمن » وليس هذا إلا جرد تمويه » فإن للحكومة ولايات في الشرق 
أقرب إلى اليمن منها إلى طر ابلس » وأغنى منها بكثير » وفيا من المعدةات 
الحربية أكثر مما في طرابلس . والحق الذي تؤيده جميع الظواهر وجاري 
الأمور أن وزارة حقي باشا كانت مبدت جميع السبل لاحتلال طرابلس . 


فبذا التصريح من شو كت باشا وزيرالحربية لا يتفق مع ا لحقمقة في شىء ١١‏ 


)١(‏ روى الأمير شككيب في تعليقه عل تاريخ بن خلدون حكاية سمعها من انور باسًا يرم ان 
كانا مع في معسكر عين منصور بالجبل الأخضر ببرقة سنة ١51‏ فقال : 


« استأذن انور باشا فى السفر الى طرابلس » فقال له شوكت باشا ( اظر الحربية ): لا أرى 
فائدة من سفرك» وربا يقتلك العرب في الطريق لآن الطليان يقدرون ان برشوهم الال فمغتالوك. 
فقال له انور : « لقد اهملنا طراباس اهمالاً فظيعاً ضاقت فيه فسحة العذر » فيحب عليئا ارت 
نعرض تفريطنا في حقها » وان تبذل كل ما نستطيعه في سبيل الدفاع عنها » واذا كان العمرب 
يقتلوننا فيكون الذنب ذنبهم ونعود نحن معذورين » . 


ولا رأت الدولة اصرار انور على الجهاد بنفسه في طر ابلس زودته مخمسة لاف جنيه لا غير 
لاعتقادها عقم حر كته هذه > فذهب ومعه عدة ضماط مروا صر متذكربن . وكان مصطفى 
كال من جملة هؤلاء الضياط وما كاد نصل برقة حتى وافتّه الأخمار بانتصار العرب على الطلمان 
فاشتد عزمه وأخذ فى السفر . 


) مياد الابطال كك 


وإذا ضممنا إلبه ما "عرف عن أعضاء جمعية الإتحاد والترق من الآراء المتطرفة 
بشأن طرابلس » وما عرف عن حقي باشا من إهمال ثأن طرابلس إممالاً زائدا 
على كل تقدير اتضم لنا أن الدين ببدهم مقاليد الحكم زمن الاحتلال كان بينهم 
سبه إجماع على تسلم طر ابلس . 

ولا 'عزل إبراهم ياشا ولم تعينالحكومة بدله احتجم نوابطرابلسفى الآستانة 
على بقاء البلاد على هذا الوضم الشاذ في هذا الوقت الذي يعد فنه العدو نفسه 
لبجوم عليها » فعيئنت بككر سامي والي عليها في رمضان سنة 1١74‏ سبتمير 
سنة 141١‏ ولم يككن م ذا العلاج إلا تسكمنا العواطف الثائرة على الحكومة 
الانتقاد هذه التص”فات السيئة في هذه الأوقات العصسة . 

وم برسل بككر سامي إإلىطر ابلس رغم على وعد الحكومة بإرساله ومطالمتما 

به تنفدذا لرغمة الطليان في بقاء البلاد من غير حام لآن وقت الاحتلال قد 

قرب . وكان في إمكان الحكومة أن تعمّن والب من العثانيين الموجودين في 
طرابلس كالدفتردار وغيره » ولكن هكذا شاءت حكومة الآستانة لتتراء 
لنفسها مندوحة لاتتحال ما يشبه أن يكون عذراً وما هو بعذر » ولكنه 
التمويه والاعسب السماسة الضاله . 

وكان حقي باشا أغلب أوقاته في مازل روبيلان باشا الإيطالى مفتش 
الجاندرمة يقامر مع بناته ومن يجتمع معبن من الفتبات الإيطالمات إلى ما بعد 
نصف اللمل ٠‏ وق لملة 17م سدتمير سنة 191١‏ - وهىي اللملة ال سايقة للموم الدى 
تسلوفيه حقي باسّا الإنذار بعزم إيطالما على احتلال طرابلس- كان حقي باشا 
يقامر مع بنات روبيلان في منزلهن > فقالت له كبراهن : « يا فخامة المانا غداً 
ستتلقى لائحة من السفارة الإيطالية » تعنىي الإنذار بعزم ايطاليا على احتلال 
طرابلس » قالت ذلك وقبقبت . وقي هذه القبقبة من السخرية ما خفي على حقي 
باشا قيمه . ٠‏ وي صمببحة تلك اللملة دخل عليه السفير الإيضالى فى الآستانة 
« ده مارتشو » وسلمه الإنذار الإيطالى . 


ولما رجم حسين كاظم باسًا السفير العثاني بروما إلى الآستانة » بعد إعلان 
|إ«طاليا الحرب سأله مندوبو الصحف عن المسألة الطراباسية فقال : « إنى كتدت 
إلى نظارة الخارجمة منذ شهر ينابر سنة ١91١‏ بأعمال إيطالما ضد طرابلس » 
وشسهتها للخطر الإيطالى الدى ميك دهأ و باد الحكومة العثمانية » ولا ر.حعت 

ويقول الأمير شكيب : « وقد أغفل حقي باشا الاطلاع علىمثل هذه النوايا 
من إيطاليا . ومن أجل ذلك استقال ملوما» بل مغضوبا عليه وم يقدر أنيدافع 
من نمسة . 

وذلك في بجلس عقد ‏ فوق العادة ‏ في القصر السلطانى إثر مطالب خمسة 
قد متها إيطاليا إلى الباب العالي وهي : 


)١(‏ خروج العسا كر العؤانية من طرابلس وبني غازي ودرنه 
(؟) تشكيل جندرمة فها تحت قمادة ضماط من الطلمان . 
(+) أن تكون إدارة المارك بأيدي موظفين من الطلمان . 
(؛) لا يتعن وال لطرابلس إلا برضا إيطاليا . 


ووجتّه رئيس مجلس الشبوخ « سعيد باشا » لحقي باشا كلاماً قال فيه : إن 
«طامع إيطاليا ل تكن تجهولة عند تركما وأنه سمق لإيطالما أن قدكمت مذكرة 
فى سنة ١404‏ بعد اتفاقبا مم انجلترا وفرنسا . - 


وقد توجدّه اللوم في هذا المجلس إلى حقي باسًا إلخ . ما قال الأمبر شكيب » 
وقد أجاب الباب العالى برفض مطالب إيطالما قائلاً لها : « إذا كانت ايطالما 
:صمم عبى احتلا لطر ابلس فإن الدولة تقومبالواحب علمبابإزاء اعتداءايطالما». 


65 


حماقة 
في اليوم الذي تسلّمحقي باشا فبهالإنذار بعزمإيطاليا على احتلال طرابلس 

دخل عليه سفير فرنسا لحاجة له » وانجر بها الحديث إلى إيطالما وطرابلس » 
فقال السفير : فأشرت على حقي باسا بترضمة ايطالما وحل” المسألة وديا » فقال 
له حقي باشا : نحن لا تالى بإيطالما ولا .ممنا أمرها . 

وبعم الله وحقي باسًا أن هذا تمويه لا أكثر ولا أقل . 

وخرج السفير الفرنساوي من عنده فالتقى بسفير ايطالما ده مارتشو داخلا 
عليه وق حسسه الإنذار » وكان قد عل قلى ذلك أنه سقد م الموم إنذاراً لحقي 
باشا بشأن احتلال طرايلس » فانتظره حق خرج » فسأله ما جرىبينيا فقال” 


« إنى أخرجت جت البلاغ من جسبي وقدامته لحقى باشا طالماً منه أن يقرأهم ؛ 
فتناوله مني بامماً وألقاه أمامه وقال : شكوى أخرى لك يا حضرة السفير » 
إني -أنظر فيها وأجيب حضرتع بعد أيام قلية . فتبسمت وقلت : « إنها هم 
من شكوى عادية . فأرجو أن تتفضوا بقراءتها الآن لأن حكومتق قد ضربت 
فيها أجلآً للجواب. ففض” الظرف وقرأ ما فمه» ولا رأيت علامات الاضطراب 
قد بدت على وحبه ودعته وانصرفت » . 

هذا ما برويه سفير فرنسا فما يتعلق بكبير وزراء الدولة العؤانية » وها دار 
بينه وبين سفير ايطاليا في هذه الفترة العصدمة التى طعن فمها سفير ايطالما حقى 
اا بخنجر في قلبه > فل يأم لذلك » بل تبسّم له » فنبهه بآن يشعر بالألم فشعر > 
فتر كه يتلوى ومضى . أفلا دعد هذا حماقة ؟!. 

وهذا نص الانذار : 

« يا صاحب الدولة:ما انفكتت الحكومة الإيطالية منذ سنين تذ كمّر الساب 
العالي بصرورة وضعحد لسوء النظاموإهمال الحكومة العؤانية في طرابلس وبني 
غازي» وإنالة هذه البلاد ما تتمتم به جمبعأقسام إفريقية الشالمة. وهذا التغمير 


2 


الدي يقنضضه التمدان جعل المصالح الحموية بحسب ما تستازمه مصلحة إيطالما 
في أولدرجة بالنظر لقصر المسافة بينتلك البلاد والشواطىء الإيطالية. وبالرغم 
عهى حمسن مسلك الحكومة الإيطالمة » التى كانت دائما موالة ومعاضدة لتركما 
في كثير من المسائل السياسية في العبد الأخير > وبالرغم على اعتدالها وصبرها 
حتى الآن كانت الحكومةالعئاننة تحبل رغاثبها فى طرابلس > وفوق ذلك كانت 
ميم مسروعات الطلبان في تلك الأصقاع تلاق دائمًا مقاومة مطردة لا تحتمل . 


فالحكومة العئانبة هي التي كانت تبدي عداءً دائمًا نحو الحركة الإيطالية 
الشرعية في طرابلس وبني غازي »> وما زالت كذلك حق الآن . واقترحت 
الحكومة الملكمة الإيطالمة أن تتفاهم معبا » وأعلنت أنها ممّالة إلى أن تنم أي 
امتماز اقتصادي يتفق مم المعاهدات النافذة وشرف تر كيا ومصالحها . ولكن 
الحكومة الملكمة الإيطالمة لا تشعر الآن أنبا في أحوال موافقة للدخ ول في 
المفارضات ميذا الموضوع : المفاوضات الى مسرهن الاخشار على عدم نفعباأ » وهي 
لا تشتمل على غمانة لمستقبل » ولن تكون إلا سسا للاحتكاك والنزاع . 

ومن جبة أخرى فقد وردت الأخمار الى الحكومة الملكمة الإيطالسة من 
فنصلمها فيطر ابلس وبني غازي تفيد أن الحالةهناك خطرة جدا بسببالتحريض 
العام على الرعايا الإيطاليين » ذلك التحريض الذي قواه الضباط وسائر موظفي 
ا حتى أصبح خطراً شديدا لا على الإيطاليين فحسب بل على سائر 
الاحانب أيضاً على اختلاف جنسماتهه . ولما أصبحوا يخشون على حياتهم شرعوا 
بحر ون البلاد بسرعة . 

ثم إن وصول النقّالات العسكرية العؤانية الى طرابلس زاد الحالة خطرا 
وحرجا» مع أن الحكومة الملكمة الإيطالمة ندّبت الحكومة العئانة الى نتائحه 
السدئة من قمل . وهذا فالحكومة الملكلة مضطرة الى اتخاد الاحتاطيسات 
اللارمة دفما للخطر الناجم عنه . 


م 


ولمارأت الحكومة الإيطالمةنفسها مضطرة إلى الحرص على شرفبا ومصالحها 
قركرت أن تحتل طرابلس وبني غازي احتلالاً عسكرياً . هذا هو الحل الوحمد 
الدي تعوأل عليه ايطالما . ْ 

والحكومة الملكية تنتظر أن تصدر المتكومة العؤانة أوامرها حي لا 
تصادف ايطاليا في الاحتلال معارضة من رجال الحكومة العؤانبة » ولا تحد 
صعوبة في إنفاذ ما تريد انفاذه » وبعد ذلك تتفق الحكومتان على تقرير الحالة 
اللازمة . 

وقد صدرت الأوامر لاسفير الإيطالي في الآستانة بأن يلتمس جواباً جازم 
في هذه المسالة من الحكومة العئانية في مدة أربم وعشرين ساعة من تسللمه 
هذا البلاغ » فإذا م تحاوب عليه كانت الحكومة الإيطالية مضطرة الى تنفد 
اللسروعات المدبرة لضان الاحتلال» وترجو أن يلغ جواب الباب العاليالمنتظر 
في اربع وعشرين ساعة لنا على بد السفير العثانى في رومة » . 


وزير الخارحمة 
في لالا سبتمر سلة ١9411١‏ سان جو لمانو 
وقد اضطرب حقي باشا لهذه الكارثة ونسي أنه هو الذي مبّد أوهوعبا »© 
وهمّأ ها أسبابها ببديه ورجلمه » ونبض من فوره إلى مقابلة حلالة السلطان جمد 
الخامس لبطلعه على البلاغ » ولما قرأه جلالته ظبرت عله علامات الغضب 
والانفعال ووبّخ حقي باسًا توسخاً سُديداً وقال له: «لقد خريت الدولة فيسنتين» 
ثم طرده من حضصرته . 
رد الحكومة العمانية : 
وقد ردات الحكومة العؤانة على هذا الإنذار بما نصه : 
« إن طرابلس الغرب ولاية عثانية لا يتخلى عنها الباب العالي بأي حال من 


لي 


الاحوال » والطليان المقيمون بها لا خطر عليهم البتة » ولا لزوم مطلقا لإرسال 
عنود إيطالية إليها » فإن حماية الطلمان فيها هى من واجبات الحكومة العئانية » 
أنه لا خوف على مصالح الطلمان التجارية هناك . 

ولما كانت العلائق الودية لا تزال متصاة بين الدو لتين فالتحبيزات الى قأمت 
ها إيطاليا في البر والبحر تخالف عواطف الولاء » وتضاد تلك العلائق» بل هى 
نها كس التأ كبدات الت قامت بها حكومة الطلمان مؤخراً بتصريحها بلسانوزير 
عار حمتها باعترافها بسلامة الأراضي العثانية » وبأنها لا تنوي احتلال طرابلس 
الغرب . 

وعلى كل حال فالباب العالى مستعد للدخول في اللمابرات بشأن مطالب 
إبطاليا » وإذا رفضت ذلك فلبها متابعة مقاصدها » وإذ ذاك تقوم الحكومة 
المثانية بما نفرض عليها » . 

4 من سدتثمير سلة 1911١‏ . 

وفد عثرت' على رواية أخرى لهذا الرد» وما بينب؛ من الاختلاف المسّن 
أحمدت أن نثبته) معاً لسختار القارىء من تموع ما اشتملتا عله ما يوافق نص 
الإنذار ودسكون أمس © با موضوع ٠‏ وهدأ نص الرواية الماننة : 

ه إن سفارة جلالة الملك تعلم حتى العم الأسباب الى دعت ولاية طسرايلس 
وسي غازي ألا” يكون لها من التدق والمنافع النصيب المروم . وإذا نظر المرء 
بإدساف إلى الحقيقة برى أنه لا يكن جعل الحكومة الدستورية مسئولة عن حالة 
هي نتبجة الحم الماضي . ولكن بالرغم مما تقدم قد بحشت -حكومة الباب العالى 
فى أعمال السنوات الخفس الدستورية فلم تر فمها معارضة للأعمال الإيطالمةالنافعة . 

إن اشتراك رؤوس الأموال الإيطالية في ترقبة سُئون هذه الولاية العمرانمة 
أمر طبيعي في نظر الحكومة السلطانية » فقد قابلت بكل ارتباح المسروعات 


الني تقدمت لما» ونظرت بعين الرعاية إلى الأعمال التى أشارت الها سفارةجلالة 
الملك » فبي ل ترجع أبداً عن هذه الأفكار وعن رغبتها في توثق حسن الصداقة 
بين الحكومة في دائرة الثقة المتبادلة والمودة . والاقتراح الأخير الذي اقترح على 
السفارة الإيطالية وهو رغبة الحكومة العثانية في إعطاء امتبازات الحكومة 
الإيطالية توسع دائرة حركة ايطاليا الاقتصاديةفي الولاية هو أكبر دليل علىذلك . 
فالحكومة العثمانية الت تعلم حق العم ما توحبه علمبها الاتفاقات الدولمة المعقودة 
مع الحتكومات الأخرى » والتي لا يمكنإلغاءها بمجرد رغبة أحد المتعاقدين ترى 
أنها تساهلت كثيراً في إجابة رغائب الحكومة الإيطالمة الاقتصادية»ودلتعلى 
رغمتها فى المسألة . 


أما ما يتعلق بالأمن العام فالحكومة السنية تصرح الآن بما صرحت به قبلا 
وهو أنه لمس هناك أثر للقلق والهاج على الإطلاق سواء كان ضد الإيطالمين أو 
ضد الأجانب المقيمين في طرابلس الغرب وأن البوليس يقوم بواجباته بكل 
ضضط ودقة . 


ولاترى الحكومة في إرسال الباخرة التي أرسلت قبل م الجاري دون أن 
تحمل عسكراً ما يدعو إلى القلق والحماج . 

فيظهر ما تقدم أن الخلاف ينحصر الآن في عدم إعطاء الضمانات الكافية 
لرؤٌؤوس الاأموال الإيطالة 2 طر ابلس ودني عازي ٠‏ فحكوم_ة الماب العالى 
تبلغ الحكومة الإيطالية إستعدادها للاتفاق معبا ما دامت لا تاحأ الى الاحتلال 
المسكري . وبناء عليه تطلب من الككومة الإيطالية أن تقدم لائحة بطلبهاالتي 
تقبل بلا شك ما دامت لا تمس سمادة الدولة العلمة الفعلة على الولاية المذكورة. 


ويتكفل الباب العالي ألا بحدث أقل تغيير في حالة طرابلس الغرب وبني 
غازي العسكرية في أثناء المفاوضات . ويأمل من حكومة جلالة الملك الى 
تقدر هذه العواطف الودية أن تحمب هذا الاقتراح » . 


45 


هذا هو نص رد الحكومة العثانية على الإنذار الإيطالى . وهو رد فاتر 
ولغته لغة الدي ملك الخوف علبه مشاعره فتلحجلج لسانه وخارت قواه . وعلى 
رغم ما فبه من الضعف والمسكنة لم يحد من تبيج الإيطاليين » بل زاد إعراءم 
الحكومة المثانية فمضوا في تنفيذ خطتهم وأرساوا البها انذاراً بإعلان الحرب . 
وهدانصه : 

« ترأببا قي ١9‏ سدتمير سنة ١94١١‏ 

« صاحب الدوله : 

بناء على أمر حكومة مولاي الملك المعظم يتشرف وكبل أشغال السفارة 
بأن يبلغك ما يأتي : 

إن المدة الى عمنتها حكومة جلالة الملك أخيرا للحتكومة السلطاننة لتحقيق 
الوسائل التي أصبحت لازمة قد انقضت دون أن تبلغ حكومة جلالته رداً 
مرضيا . وتأخر إعطاء هذا الرد يؤيد عدم إرادة الحكومة أو السلطة الحلية 
وعجزها اللذين كثرت الدلائل علمها عن تأبيد الحقوق والمصالح الإيطالية في 
طر ابلس الغرب وبني غازي . ولذلك ترى حكومة جلالة الملكة نفسها مضطرة 
إلى اتخاذ الوسائط للمحافظة على حقوقب ا ومصالحها وصانة شرف الحكومة 
واعتبارها . ونحب عد الحوادث الى ستحيء - وإن كانت مؤلمة ‏ نتحة لسوء 
المسلك الذي سلكته الحكومة السلطائية منذ زمن يعمد . 

ولما كانت صلات الود والسلام قد انقطعت بهذه الصفة بين البلدين فحكومة 
إيطالما تعتبر نفسها محارية منذ الآن الحكومة العؤانة . 

لدذلك يتشرف موقدّعه أنيخبر فخامتك أن أوراق اعتاد و كبلسفارة الدولة 
في رومة قد سلّمت إلبه » ويلتمس منك تسلممه أوراق اعتّاده بلا تأخر . وقد 
كلفتني حكومة جلالة الملك أن أبلغ فخامتم أن الرعايا العؤانيين يستطبعور:. 
المقاء في البلاد الإيطالية مصونة أملاكهم » وأشغالهم وأشخاصهم . 

وتفضلوا با صاحب الفخامة بقبول احتراماتي الخالصة  »‏ ج. دههرتينو 


86_37 


وقد كشفت إيطاليا بهذا الإنذار عما كانت تخفيه من حقد. الدولة العثمانية 
واستبتار نحقوقبا » وعما كانت تعتزمه من احتلال طرابلس بقوة الحديد والنار. 


وقد وقع هذا الإنذار موقم الاستماء من كثير من فض لاء العثانيين وفي 
مقدمتهم جلالة السلطان محمد الخامس » وظبر استياوه في عبارات صرح بها 
للسعوثين تدل على ما تركه هذا العدوان الفظيع في نفسه من ألم . فقد اجتمع في 
أكتوير سنة 5 سنلون مبعوثا ثم انتدبوا عنهم وفدأ قابل جلالته التكلم معه 
بشأن المسألة الطرابلسية . فقال في خطبة ألقاها عليهم : « إنه كان بريد جمع 
المجلس »> ولككن وزارة حقى باشا حالت دون ذلك » . وزاره وفد آخخحر 
من غير المبعوثين للغرض نفسه » فقال : « إنني أردت أن أجمع مجلس الممعوثان 
قبل الآن فعارضتني وزارة حقي داشا » وهذه الوزارة كانت مسمّرة بإرادة 
جمعمة الاتحاد والترق . » 

وقال جلالته : « إني كنت أحب أن تكون جميع استحكامات الدولة كالتى 
رأيتها في أدرنة وسلانيك » ولكن وزارة حقي باشًا أهملت أمر طرابلس » 
ومعلوم أن جمعية الاتحاد والترتي أعلنت خطتها منذ عامأو أكثر تجاه طرابلس» 
فقالت بضرورة الاقتصاد فى نفقاتها الحرسة . وحلت الآلانات الحمدية التى أنشأها 
المثير رجب باشا في عبد السلطان عبد الجيد وجر”دت الأهالي من السلاح » . 


فبذا الكلام من جلالته أمام الوفود التي جاءت تظبر استباءها من الاعتداء 
الإيطالي على طرابلس شبادة منه بسوء نية جمعية الاتحاد والترق نحو طرابلس > 
وأنما كانت التكأة التى يعتمد علب ا حقي باشا في خدمة السياسة الإيطالسة 
لاحتلال طرابلس . وهو صريح في أنه كان يتألى من معارضتها له ولكنه حمل 
بينه وبين ما يشتبي > وفي أنه يتبرأ من تبعية وزارة حقي باشا ويستنكر هذا 
الاعتداء الفظيع . 


ومما دؤثر عن حلالته بشأن المسألة الطرابلسة أنه قال ٠‏ 


مم6 


« إني طالعت تواريخ العالم فلم أر اعتداء على الحقوق أفظم من هذا الاعتداء 
الدي ارتكبته إيطاليا . » 

وقد أرسل جلالته في البوم الثاني من أكتوبر سنة 0 تلغرافاً إلى كل 
من ملك الإنجليز والامبراطور غلموم يطلب المها التدخل لإنهاء هذه الحرب . 

فأجابه ملك الإنجليز معرباً عن أسفه وأنه لا يستطيم التدخل . 

وأجابه علوم إمبراطور ألماننا معرياً عن احترامه لشخصه © وأنه أصدر 
التعلبات لسفيره في روما للتوسط . ثم أظبر للالته أن انفراد ألمانيا بالتوسط 
من غير أن توافقها فى ذلك دول أوروبا يجعملهذا التوسط غير مضمون النحام » 
بل حمله عدم الفائدة . » 

وقد صرح سفير ألمانيا في الآستانة للصدر الأعظم بأنه لا فائدة من تدخل 
الإمبراطور . 

وهذا نوع من الصراحة السياسية مكسو بثوب من المجاملة يقصد منه إفهام 
جلالة السلطان أن ألماننا لا شأن لها .هذا التدخل . 

وقد قدامنا آنفاً أن دول أوربا - وف مقدمتبا انحلترا وألمانا ‏ متفقة على 
تلم طر ابلس للطليان . 

وم مخف جريدة الماتان الفرنساوية سرورها باحتلالطرابلس وإعلان الخرب 
على الدوله العثانية » فقد نشرت بتاريخ ؟ مارس سنة ١411‏ ما نصه : « إن 
الحرب التي أعلنتها إيطاليا في طرابلس ليست حرياً خاصة » ولكنهبا حرب 
المدنية على الهمجية © وصولة النصرانية على الإسلام » ولاتين الصفتين صارت 
إطالما جديرة بعطف الدول الأوروسسة علمبا » . 


طرابلس وم تتحاوز أسوار المدينة لتستنبض همهم أوربا لمعاونتها على الحرب 


6 


الطرابلسية في لهحة تستفز بها شعور النصرانية لحرب صلمدمة أخرى . 

وهذه هي الحقبقة التى يحب أن نفهمها دائما من غزو الأورسين للملاد الشرقمة 
وكل ما جاء على غير هذا النمط من الصراحة إنما هو مجاملات ساسة لاقت 
الى الحقمقة بصلة . 

وإن الإنسان ليقرأ في ثنايا كلام السلطان محمد وحيد الدءن أسف من لا يملك 

من الأمر شيئا» وتحسّر من سلمت إرادته وهضمت حقوقه » وقد صرح بملءفمه 
ما يفهم منه أن وزارة حقي باسشا هي المسؤولة عن هذا العدوان الفظيع عن 
طرابلس » وأن جمعية الاتحاد هي التى أهملت أمر طرابلس . 

ومن العثمانبين الذين أظهروا استباءهم من تهحم الطلبان سعادة المشير فؤاد 
باشا » فإنه لما سمع أن الطليان أرسلوا انذاراً للباب العالي أخرج وسامين 
كانت حكومة ايطالبا قد أهديم) النه » ووضعها في علمة وأرسلها الى سفارة 
ايطاليا في الآستانة ومعهما خطاب قال فيه : « انني يا حضرة السفير أعند اليك 
الوسامين اللذين أخذتها من حكومتك لإنني أرى من العار على جندي عمانىي 
أن يحمل وسامات دولة تعتدي اعتداء اللصوص كدولة ايطالما » . 

و كثير من العاندين حملون مثل هذا الشعور النسل ضد إيطالما . ولكن 
ماذا يفيد هذا الشعور وقد ملك الآمر علينا وعلمهم - جمعية الا تماد والترق » 
وأساءت إلمنا في غير اكتراث ولا مبالاة . وسامت قطرا من الأقطار العرسمة 
المسامة إلى اعداء العربية والاسلام . 


ولمناسبة ما شيع إذ ذاك من قرب اعتداء الطلمان على طرابلس تحدكث 
فخري باسا إلى سعد باشا رئيس الوزارة المصرية واللورد كتنشنر لافتاً نظرههما 
إلى العراقب الوخيمة الي تلحق مصر من وجود دولة مستعمرة على حدود مصر 
الغرسة . فأجاب اللورد كتشنر بأن انجلترا جعلت هاتين الولايتين العؤاننتين من 
نصيب إيطاليا.فرد عليه فخري باشا بأن الدول الكبرى تصرتفت فيا هو ملك 


5 أ 


لغيرها . وأن تصرفها هذا لا يفيد طرابلس ولا تركية ولا مصر > وهي الملدان 
التي .مها الأمر قبل غيرها . ونحن نعم أن انحلترا كانت من أكبر الحر"ضين على 
احتلال طرابلس ويرقة . 

وم يفت فخري باسا أن يتحدث إلى حقي باشا مقترحا عليه أن يتحصل على 
فرمان سلطانى يولى خديو مصر أمر طرابلس الغرب ويرقة بوصفه مثلاً السلطان 
المئانى. وأبان له أن الحدود المشتركة والعنصر والددن واللغة والمصلحة والشعور» 
كل ذلك يجمع بين الشعبين » وأن هذا الحل كفيل بأن يساعد على صون مصالم 
الولاينين مع مصالح مصر وتركية . 

ولكن حقي باسًا كان في شغل عن العمل بهذه النصائح. فإن إيطاليا ملكت 
عله شعوره وعقله يحيث جعلته لا يسمم إلا ما تقول. ولا يعقل إلا ما تشير به. 


احتجاج : 


وقد وقف نواب طرابلس وبرقة من أعمال حقي باشا موقفا مشرفاً » 
وانتقدوا سساسته انتقاد ا مراً» وبدّنوا ما جر”ته حماقتهعلى طر ابلس من الوبلات» 
واتهموه بالخمانة العظمى » وطلموا محاكته أمام الديوان العالى » وقداموا بذلك 
تقريراً إلى البرلمان التركىي » وانفم إليهم كشير من نواب العرب مشاركة لهم في 
سعو رهم وإظباراً للوحدة العريمة . 

ولا بفوتنا أرك نسجل هذا التقرير الذي قدامه نواب طرايلس في مجلس 
الممعوثان الى البرلمان الترى »وهو من الوثائق التاريخية في سحل الوطنية مصحويا 


دلإعحاب والتقدر . وهذا نصه 2١١‏ : 


«أيها السادة : إن طرابلس الغرب المائسة قد أمست بصولة أعداء العدل 





)١(‏ بلاحظ أن هذا التقرير كتب بالتركية » وقد عثرت عل ترجمة أخرى تخالف التي 
مهاتها في دءض العبارات » ولكنبا تتفق معبا في المعنى . 


1١ 


والإنسانة عرضة للانفصال عن وطننا الطاهر »وإذا فقدنا طرابلس الغرب نبفقد 
ها وطننا العزبز المقدس ربع أراضيه > وتفقد أمتنا المجيدة مليونين من أبنانها » 
وتفقد السلطنة العثاننة ما بقى لما من السلطان فى إفريقية. وأخيراً تفقد الخلافة 
الإسلاممة ارتماطها الحسوس بتسعين ملموناً من المسادين في القارة الإفريقية . 

نرى الدنيا تباهي بالمدنية والإنسانية “ولكن بالرغم من هذه المزاعم الكاذبة 
لا يستطيع أحد أن ينكر أن الحق لا يزال للقوة إلا إذا كان مكابراً ولا أثر 
للاذعان فى قلمه . من أجل ذلك ندى دما » لعامنا أن القوى العئانة لا تقدر 
على الدفاع عن طر ابلس الغرب وبني غازي > وأن تلك الإيالة المفتقرة إلى قوه 
بحرية عظمى » لا تزال منقطعة عن السلطنة العؤانية » ولا صلة يينها وبين عاصمة 
الماندين . 

إن المحافظة على طرابلس الغرب من أعدامًا الذين في جوارها تتوقف على 
وجود قوة عثمانبة تكافىء قوتهم > وعلى حرية عثانية رهسة تقابل نحرلتهم . 

نحن لا ننكر إهمال الحكومة السابقة الخائنة لأمر الترسسة القوممة © والقوة 
البحرية العؤانية ليس ما يتلافى في بضع سنوات »6 ولكن الدنيا كلها وخمائر 
الأمة أجمعها تعتقد انه كانمن الممسكن إعداد القوى للدفاع عن هذا الوطنالبائس 
وتأخير الاستملاء علمه » أو على الأقل اتخاذ بعض الوسائل السماسسة الخارجة 
عن هذه القوى لصون الشرف العانى و كرامة الآمة . 

لست القوة المحرية الدولمة هي وسائل الاحتفاظ يحقوقنا ومصالحنا فى 
مثل ولاية طرابلس »> بل كان يعوزن في الوقت نفسه أن تكون نا سساسة 
خارحسمة متينة وواضحة » وتشكملات إدارية مالية تنفق ومصلحة الملاد » 
وتنظهات حربية تلاثم موقم طرابلس وخصائصبها . 

ثم إن هذا الوطن العؤاني المقدس في حاجة إلى الاتفاق مع دولة تتكفل 
باستقلاله وبقائه بقوتها الحريمة المحرية » لا بالألفاظ والوعود الكاذبة » ا كان 


بن 


ثأننا إلى هذا الموم . 


أما الوسط الخاص بطرابلس وبني غازي فيازم أن تكون له تشكملات 
إدارية واقتصادية تلائم وضعه الجغرافي والقومي > وذلك بأن يكون ذا إدارة 
ملكمة ومالمة » وتشكلات عسكرية وطنية » يضمنان بقاءه وحاته منفردأ 
إلى الأبد » يخفق على أرجائه العم العئاني الجليل . 

أجل » إنه لم يككن من الممككن !كال أسطولنا بالسرعة التي كانت الأمة 
تر حوهأ وتنتظرها » ولكن أل يكن من الممسكن الشروع في الوسائل الإدارية 
والمالئة والعستكرية التى ذكرناها ؟ 

إننا ويا للأسف_ ل تحاول أن نعمل شيئا»ول نحرك سا كنا لإصلاح سباستنا 
الخارجمة والتشكملات المالمة والترقمة العمسكرية » وتر كنا طرابلس وبني غازي 
لنتائج سياسة اتفاق الدول عليها » وخدعنا أنفسنا بأنفسنا » إذ أعلنئًا للدنيا 
ولسامة أوروبا الطاعين أننا يسطاء لا شأن لنا إلا بحب السلام . 


اخترنا لأنفسناخطة هي أشبهبالبطالة والجبل» وهي أسقم الخطط وأسخفبها»ء 
فجاهرتا إخواننا الطرابلسيين بالنفور منهم وعدم الثقة بهم والاطمئنان المهم م 
فعلنا ذلك مم غيرهم من إخوانناسكان المالك العثمانبة مم أن الطرابلسيينالأبطال 
م الذين يسفكون دماءهم اليوم من أجل الوطن الحبوب . 


ومن جراء هذه الخطة السخيفة ل نعمل شيئا » فظبرت الثورات في بلادنا © 
واشتعلت المملكة بالحروب الداخلية فضعف جسم الوطن . ولبس دلك فقط »> 
دل أههملنا النظر في إصلاح ماليتنا . وهذا بيت المال برزح تحت أثقال اللملايين من 
أرجاغا إلا جسماً ضعفاً عاحراً» حتق اننبى الآأمر ‏ بإهالنا وغفلتنا ‏ أن 
أصبحت طرايلس إلى هذا اليوم خالية من الجيش ومن وسائل الدقاع » ومن كل 
أنواع الاستعداد . ول تقف يبنا الحال عند حد” الإهمال فى الماضى» بل عزمنا على 


ذا 


الامتغناء بتاتاً عن اتخاذ شىء من هذه التدابير والوسائل الجدية . 
لدلك فعلت وزارة حقي باسا التى فاقت حكومة الدور السابق فى الإهمال 
والغفلة والعطلة وعدم التفكير ٠‏ 


من ذلك أنها لم يخطر أبداً فيبإها أن تدتخر في طرابلس وبنيغازي مايكفي 
جيشنا المرابط هناك من الأرزاق والمؤن والذخائر الحربة الى من شأنها أن ترد” 
شكممة أعدائنا الطامعين في الاستملاء على بلادنا » أو تؤخر زمن شروعبم في 
بعللون به نفوسهم . 

ثم إن هناك من الأغلاط السياسية والإدارية الأخرى الت ارتكيتها وزارة 
حقي باشا بشأن طرابلس الغرب ما يضطرنا ‏ نحن مبعوثي هذه الولاية ‏ إلىأن 
نذكرها يكل حزن وأسف . 


إنقاس الحيش : 


فأول ذلك أن طرابلس الغرب ‏ حى فى عبد الإدارة السابقة ‏ كان يوجد 
فيها دائما من خمسة عشر الفا إلى عشرين الفا من الجسش النظامي ومن وراء هذا 
الجبش أربعون إلى خمسين الف مقاتل من جنود الألايات الجمدية المعامة تعلمما 
عسكرياً بحسث يمكن استخدامها في الدفاع عن البلاد في حين الحاجة إلمبا . أما 
وزارة حقي باشا فإنها ‏ فضلاً عن عدم اهتّامبا لهذه العدّة الرهسبة ‏ أهملت 
أيضا العمل بما جاء في ميزانية هذه السنة من إقرار امتخدام تلك الألايات . 
وفوق ذلك فإنها سحبت القسم الأكبر من جنود طرابلس النظاممين لقتال أهل 
اليمن » ثم لم ترجعهم بعد ذلك ول ترسل جنوداً بمقدارهم إلى هذه الولاية . 

ثم إن جنود الفرسان في طرابلس كانوا بنص” ميزانمة السنة الماضمة ألابين 
( ماني أرط ) وها الألاي السابم والثلاثون والآلاي الثامن والثلاثون» فسحمت 
وزارة حقي باسا نصف هؤلاء الفرسان من طرابلس © وم تبق فيها غير ألاي 


53 


2111-2 


واحد ( أربع أرط ١‏ ) , 

إهمال نيد الطر ابلسيين : 

ثانا لما قدمنا إلى هذا اللجلس على أثر إعلان الدستور » صار الشعب 
الطرابلسي ينتظر بفروغ الصبر أن تعمل الحكومة ما يجعل طرابلس في مأمن 
من اعتداء العدو الطامع فيها . و كثيراً ما كانوا برسلون المحاضر يتعجّلون بها 
هذا الإصلاح الواجب . وقد طلا طلب أهالى طرابلس منا أر: نستعجل 
الحكومة بتطبيق نظام التجنيد على أولئك الأهالي » وكنا نبلغ الحكومة ذلك 
شفاهاً وتحريراً » حتى تمكن المجلس في اجتاعه الثاني من تخصص نفقات للحنة 
التجنيد التي سترسل إلى طرابلس مؤلفة من قائُقام وكاتب ألاي وأربعة ضباط 
برتبة يوزياشي » وثلاثة عثسر شابطاً برتبة ملازم أول » وواحد وعشرين 
شاودشاً . وبالرغم على أن هذه النفقات كانت داخلة في ميزانية السنة الماضية | 
ترسل اللحنة فى تلك السنة » بل تأخرت الى ما قبل أربعة أشهر فقط . وزيد 

على ذلك بكل أسف أن هذه اللجنة لل تكن بشكل بلاتم حالة البلاد وحاجتهاء 
بدليل أن الذين بلغوا سن التحشد في طرابلس الغرب ستة عشر ألف رجسل »2 

وم تدخل اللجنة منهم في سجلات الجندية غير ثلانة لاف وأريعاة ٠‏ وعرض 

الباقون أنفسهم على اللجنة بصفة متطوعين فرفض طلبهم وم فى الجدش 
المئانى . و.بهذا أطفئت شعلة اماس » وانقطعت رغية 07 ق الدحول 3 
الجندية » كما أهملت الحكومة النظر في تشكملات جدش الرديف وهوعدة 
الملاد ى الساعات الخرحة . 

إخلاء البلاد من السلاح : 

ثالث : كانت حكومة العبد السابيق عندت كل العناية بادخار أكثر من أريعين 
ألف بندقية من طراز « مارتين وسنايدر » لتسلح بها جيشا من الأهالىي ؛ 


)١(‏ بمقتضى النظخام التركى تحب أن يكون في طراياس ١‏ طابوراً من اللثاة وعشرة 


ى ب مياد الابنطال م 


وتؤلف منهم جيشاً وطنيا للدفاع عن البلاد عند مسسس الحاجة . أما وزارة 
حقي باشا فإنها سحبت هذه المقادير من البنادق يحجة أنها تويد استبدانها بأخرى 
من الطراز الحديث . وكانت النتحة أن فرغت مخازن طرابلس من هذه المنادق 
ولمى دعو ض عنبها غيرها . 

ثم إن حكومة العبد السايق كانت هدفا للاعتراضات المتوالمة من الأحانب 
على إرساها المداقم والأسلحة الضخمة إل ليلس لكا ع ذلك | تر عن 
انتهاز الفرص لإرسال هذه الأسلحة سراً إلى طرابلس وبكل احتباط . 
في عبد الحكومة الدستورية فمع أن إر مال هذه الأسلحة صار 0 
علبه أحد » ومع أن مجلس الآمة م يضن على ميزانية نظارة الحرسة بالإذن فى 
صرف كل ما تمس إلمه الحاحة لالدفاع عن عن الوطن ‏ مع ذلك ظلت طرابلس 
الغرب البائسة التي هي مطمح مطامع الأعداء منسية ومهملة » ول تر الحكومة 
حاجة الى إصلاح حصوتما . 


إخراج الضباط وخصوصاً ضباط المرب : 

رابعا : كان الصبيان ‏ فضلاً عن رجال الوزارة ‏ يعامون ما تضمره إيطالا 

من الأمل فى الاستملاء على طرابلس عاجلاً أو آجلاً ٠‏ وكان هذا يقضي بالإكثار 
من عدد الضباط » خصوصا الذين يعرفون منهم اللغة العربية وعادات البلاد 
وأحواها الطسعية والعسكرية » لكي يتسنى لؤلاء الضماط عند حدوث أقل 
اعتداء أن شقودوا فرق الأهالي التي مرنت من قمل على الجندية » حتى انه كان 
بوجد فى الملاد بعض من أبنائا الذين تخرجوا ١‏ في المدرسة الحربية فى الآستانة . 
أما الحكومة الحاضرة فإنماأ أخرجت من طرابلس كل هؤلاء الضاط الوطنين 
وعيرلثم من العارفين بلغة الملاد » وم برسل بد لهم إلا عددأ قليلآً لا بفى بالجاحة 
ولا دعرف لغة الملاد . ولذلك أصبح رجال طرابلس الغرب الذين تسلحوا الآن 
لصد هجمات العدو في ضمق شديد» لآ: نهم لا يفهمون مقاصد الضباط وأوامرم 


الحربسة . 


0 


القحط والجو ع : 

خأمساً : منيت البلاد مدة أريع سنوات متوالمة بقحط شسديد » ومازلنا 
من سنتين نخاطب رجال الوزارة ونكاتبهم من أجل تلافي أضراره . و كثيراً ما 
كان رجال وزارة حقي باسًا يعترفون لنا بوجاهة مطالبنا » ولكنهم مع ذلك 
أعملوا البلاد وتركوا أهلها يتخبطون في أزمة القحط وآلام الجوع . 

ولما عدنا بعد انفضاض المحلس إلى طرابلس وحدنا مائق ألف نسمة من أهلبا 
قد هاحروا الى تونس وغيرها فراراً من الجوع والقحط » ورأينا أربعة آلاف 
شخص من الشموخ والنساء والأطفال والمرضى قد لأوا الى مذلة السؤال لمسدوا 
ر مفهم وينقذوا حماتهم من مخالب الموت . و كنا عامنا أن خمساثة وأربعة عشر 
ملخصاً من هؤلاء ماتوا جوعاً من شهر مارس إلى غاية شهبر بولبه الماضي © فقدمنا 
إفى الصدر الاعظم حقي اشا تلغرافاً ورسائل بتاريخ ٠‏ يوليه طلينا فبها من 
الحكومة أن تصرففي هذا السبمل العشرة الآلاف حنمه التىوضعت ف المءزانية 
.سم التخصصات غير المنظورة بموجب مادة قانونئة خاصة » وافق علمها الجلس 
في آخر اجماعه الماضي > ولكن الحكومة ل 'نعر هذا الطلب التفاتاً . 

وقد قررت الحكومة إرسال ستائة ألف كيلة إلى طرابلس وتوزيعها على 
لأهالى بطريق القرض لأجل المذر والأكل » ووضعت لدرل كك مادة فانوسة 
عاصة » ولما عدنا من طرابلس إلى الآستانة ألححنا على الحكومة بطلب الإسراع 
فى إرسال هذه الحبوب . ومع الأسف نقول إن الحكومة تباطأت في الأمر إلى 
ان أعلنت الحرب ول يرسل شيء من ذلك . وبهذا أصبح أبطال طرابلس 
امدافمون بأرواحهم عن حوزة الوطن بين عدو بن: الإيطالين المعتدين » والجوع 
الدي لا برحم . 


الموظفون : 


سادسا : بما أن للعدو في هذه الولاية مطامع سباسية فإن الحال تقفي بأن 


17 


يكون الموظفون فمها عارفين لغة البلاد وتقالمدها وأحوالها . وأن يكون كمار 
الموظفين في بعض أما كنبا من أشراف البلاد و كبارها لمتسنى إدارتها على وحه 
ينفى مع مصاحة الشعب ومصلحة الحكومة . ولكن وزارة حقى لاسأ قد 
أههملت هذا الأمر الخطير » وجعلت توظف ف الملاد طائفة من المحسويان والدين 
دعتمدون على الالّاسات والوسائط وبذلك انقطع أمل الأهالى من ظبور أي 
إصلاح على بد رجال الإدارة . 

عزل إبراهم باشا : 

سابع : م يسبق لهذه الولاية أن تبقى قبل الآن يوما واحداً بدون وال 
وقائد » نظراً لأهميتها وحالتها الدقيقة التي لا تحتاج إلى تعريف . ولكن وزارة 
حقي باشا كانت أسرع ما يكون إجابة لإشارة إيطاليا بعزل إبراهم باشا والى 
طرابلس وقائدها» وأمرته بمفادرة طرابلس قبل أن ترسل والما وقائداً محلا”"ن 
تحله. وبقمت مترددة في إرسال الوالي والقائد مدة شهر ونصف كان الإيطالمون 
ببذلون فبها كل جبهد لإعداد ما يازم للاستيلاء عليها .. وظلت هذه م تحت 
إدارة دفتردار ساذج لا يعرف لغة البلاد ولا يعلم شيئا من أحوالهما. و 
مقالمد القمادة إلى أميرألاي لا ناز عن صاحمه الدفتردار. وم في هذا من در 
ال مى ععلى نفوس أهل الولاية الديبن حتى” هم ان يصداقوا ما كان أعداؤنا يشعو نه 
باهم من أن* المكومة المئانية في غنى عن هذه الولاية » وقد عزمت على بيعها. 
وكأنما كل هذه الأمور م تكن كافمة فى نظر وزارة حقى قتى ناشا » فسحمت 
السكائي وحمد بك قائد الحصون الت هي الوسملة الوحمدة مقاأومة أسطول 
إيطاليا» وم ترسل قائداً يقوم مقامه . وبذلك قطعت وزارة -قي باشاكل 
وسائل الرجاء ق مداومة الدفاع . 

تقصير حقي باشا . 

ثأمنأ : ليس من يحبل ما كانت إيطاليا تضمره منذ سنوات كثيرة من الأمل 
في الاستيلاء على طرابلس وبني غازي » لأن إيطاليا م تكن تك آمالها فنم) » 
فكانت تعلن ذلك عند كل فرصة للأمم الغرببة » وللأممة العئانية تفسها . ثم 


538 


أخذدت هده الآمال تظبر فى السنوات الأخدرة 2 وأصحت إيطالما تنتبز سنوح 
ظ الغرر ص المناسية . وكان الواجب على حقي باشا لما كان سفيراً في روما أن يعم 
ولك حى العم وأن تدر كه أكش من عيره . ولكنه تعامى عما كان بشاهده 
سه » وأههل تنسه جلس الممعوثان له للا كان صدراً أعظم “» وضرب عرض 
الحائط بالتقارير الرسممة التى كانت تأتبه من والى طرابلس ومن سفير العؤاننين في 
روما » ووقف موقف المتفرج من تحادثات إيطاليا مع الدول بشأن طرابلس عند 
طبور مسألة مرا كش > بل وقف تلك الموقف عندما كانت إيطالما ترسل على 
وطننا أسطولها وتحدش علينا جموشها. وأغرب من ذلك أنه سمح لسفرائنا الذين 
في عواصم أوروبا أن يتفرقوا هنا وهناك» ويتر كوا مرا كزه الحامة » بيها كانت 
المسألة قد دخلت فى شكلبا الحاد" وأزمتها الصعبة . 


همال طر ابلس زمن الحرب : 

أسعا : وببنا كان عدّونا يتأهب لمهاجمة طرابلسوغزوها ظلت وزارة حقي 
دسا على غفلتها » وم تزواد جيش طرابلس القليل بما يحتاج إليه من وسائل 
المقاومة “ ولم ترسل إلبها شيئا من النقود التى بتوقف علمها أمر الدفاع » فسبل 
ذلك على العدو بلوغ آماله ودخول البلاد . 


على هذا النحو من الإهمال سار حقي باشا فترك طرابلس وبني غازي لقمة 
سائفة للإيطاليين لا جند فيها ولا سلاح » ولا ذخيرة » ولاضباط » ولاوال » 
ولاقائد: ولامؤونة » ولا مال . وعلى هذا النحو سامت تلك القطعة الماركة 
الني لم ببق لنا غيرها في القارة الإفريقية . وليس في تاريخ الآمم مثال للإهمال 
والتفريط والتجر”د من حب الوطن أعظم من هذا المثال . 

ناء على ذلك نتقدم ‏ نحن مبعوني طرابلس ,اسم الشعب الذي ننوب عنه 
ونعبر عن رغباته ‏ باتهام حقي باشًا وزملائه أمام الآمة كلها » فإنهم هم الذين 
حر”وا على العهاندين هذه السمة المؤلمة والكارثة الكبرى. 


14 


إن وزارة حقي باسّا بهذه الغفل التى ظهرت منبا فى الشؤون الداخلية 
والخارجية والمالية والحرببة قد أخلّت بالمادة الأولى من القانون الأساسي العئانى 
الذي هو أساس بناء الدولة والدستور . ولا يسعنا إلا أن نرقم الصوت عاليا 
بدعوة مجلس المبعوثان إلى القيام بواجمه وأداء وظلفته . 

وقد بادرنا ‏ نحن مبعوثى طرابلس - إلى استعمال حقنا الذى تخوتله لنا المادة 
(1*) من القانون الأساسي . وإذا وفقنا إلى إنقاذ الوطن من إهمال مبلك .بدد 
استقلاله » وإذا لنجحنا في تقرير مبدأ المسؤولمة ومعاقبة المقصّرين > فقد قمنا بم 
وجب علبنا وأدينا حقوق وطننا » . 


صادف مود تأحى 
مبعوث طرابلس مبءوث طرايلس 


+ 6 ع 


هذا الببان التاريخي الذي أتى على كل المحازي الى ارتكبها حقي باشا بشأن 
طرابلس » والتي خان من أجلبا دولته وباع خميره وشرفه لمقدم طرابلس هدية 
الطليان نظير مآرب شخصية » وشهوات تترفتّع عنها نفوس من يتولون مقاليد 
الآأمم ‏ نقول هذا السان إ يترك مجالاً للقول لمن بريدون أرف ينتحلوا المعاذير 
لحقى باشا وعصابته . 

وهو احتجاج صارخ على خيانة حقي باشا وحكومته » قام به النواب 
الطرابلسون أدا” للواجب » ووفاءَ لحقوق الوطن وأماتته . 

وكان يمثل طرابلس فى بجلس المعوثان الترى مانة نواب : محمد دك فرحات 
الزاوي > وصادى بك بن الحاج » ومختار يك كعار » وم#د ناجي ‏ هؤلاء 
الأربعة نواب عن المنطقة الغربية : من زوارة إلى قصر خمار » ويشمل المدينة » 
وغربان وترهونه > وورفلة . 


٠»‏ يه 


والشبخ سلوان الداروني » وأحمد فكيني _هذان الاثنان نائمان عن منطقة 
الحمل من يفرن إلى نالوت ويشمل عدامس وجأمي بك»« ترى» نائب عن منطةقة 
هر ان ومصطفى بن قداره ‏ نائب عن منطقة الجس ‏ من ساحل الأحخامد 
ل سرت - . ولما أظبر ممله إلى الطلمان فى بداية الاحتلال أقبل © 
خلفه في النيابات شفيق بك متصرف الس . 7 ْ 

وم يوقمّم المبان إلا صادق بك وناجي بك . ويظبر أن بقسة النواب كانوا 


امغر موجحود.ن . 
وقد أحال مجلس النواب الترى هذا التقرير إلى لجنة خاصة ألّفت البحث 
هما .سب لحقى باشا ووزارته من المانة العظمى حاكنته » ولككنبا ل تعمل 


نا »أن سياة حقي بان ووزارقه كانت متمشمة 3 آراء جمعة الاتحاد 
أ ألاتماك اكوم الشابة بطرابدى ؛ فمن خبر امطرل أ بام - حقي 


اا ووزارته ما دام ينفمّذ آراء جمعية الاتحاد ودائزاً لرضاها . 
ا > علا 


إلى هنا ينتبي الدور السياسي الذي مبّد للغارة الطلمانية على طرابلس. ومن 
الآسف أن ما لدينا من المصادر التاريخية ل نعثر فيه على أكثر من هذه المعلومات. 
ودعتقد أن ما خفي علمنا كثير » »؛ لآن هذا الدور كان من أفظع الأدوار السماسسة 
النى ارتكبت أغلاطها في زمن الحكومة العؤائية علانة وبغير مبالاة. وكان 
الفارس الحلى في هذا الممدان المحزي هو حقي باشا رئيس الوزارة القركة . 

وإلى هنا ينتبي فصل من فصول رواية الاحتلال الإيطالي لطرابلس» ونسدل 
الستار على لغة الكلام وحاورات المنطق» ونترك ثعالب السياسة وما يصورونه 
لناس من مناظر لا تلبيث أن تتكشف عن نتن الخبانة وخمث الضائر » فقد 


اناوا إلى مأ قدامت أيديهم > والله يتولى جزاءهم . 


7١ 


وقد انتهى التاريخ مما سجله لهم من عار سيبقى على مدى الأيام سمّة لا تمحى 
- نترك هذا ونستمع إلى لغة الحديد والنار» ولندخل معمعان الحرب وننقب في 
تلك الأراضي الطاهرة عن الأجسام الممزاقة والأشلاء المبعثرة لنجمع من دمائا 
الزكمة ما نسحل به ما وحب لما فار ؛ وماقد مت للوطن من فداء» 
أرخصت في مبدانه تلك النفوس الغالمة . 


*؟ 


الأصال 


مناسبة تسمية كتابنا « جهاد الأبطال»»أحبيت أن أقول كامةفى الأبطال . 
وفد ظهر لى مما درست من أنواع البطولة أن الأبطال ثلاثة : 


١‏ - رجل تتوالى عليه الكوارث والنككبات فترمه على إعداد نفسه لمواجبتها 
نا يدفعها عنه » لا يبالىي طريق الموت أو غيره متى كان ذلك موصة إلى الدفاع 
عن نفسه . وقد يكون فى طسعة هذا الرجل الرضا مما يتسر له من طرق 
الحماة » ولكن قسوة الحماة هى الى جعلت منه أسدا غاضاً » وجعلت من 
اطمئنانه إلى الحياة اطمئنانا إلى الموت لا يدانيه في أبشع صورة متى ما أحسر” 
بضم أو هوأن . 


؟ - ورجل نشأ منذ نعومة أظفاره في بيئة لها أعداء كثيرون > تقاتلهذا» 
وتغزو ذاك » وتنعرض لكل من تطالبه بثأر لنئأر منه ؛ كا تحذر كل من يطاليها 
بأر لتدفع عن نفسها الشر"» وهككذا دواليك» صراع مستمر» و كفاح لاينقطم» 
كل هذا يقع على مرأى همه ومسمع» فيقع نظره على الجريح تنج دماؤه » وعلى 
عضو ممتور » ورأس مبشم » وعلى قتبل هنا وقتلى هناك » وبرى ماعات 
تحممت لإنقاذ فضملة أودفع رذياة» وتصاحمه هذه المناظر من طفولنه إلى كبولته» 
وسماشر منها في أطوار حماته ما مكنه مباشرته» قتنطسم في نفسه هذهالصور 
على مختلف أشكاها » فيعتاد اقتحام المبالك » وتصبح البطولة سحمة له . وأ كثر 


اف 


ما يككون هذا في القبائل البدوية . وقد يكون هذا في الجبوش الدولية» فيصم 
الجندي بطلاً بعد أن قضى شطراً من حماته وادعا » وذلك بتأثير ما أحاطته 

* - ورجل 'غرس في نفسه النزوع إلى المعالي فهو دائب البحث عنها » فأينها 
عنت له من طريق القلم أو السيف دفع بنفسه اليها » لا يبالي تخطفته السسوف 
أو أئخنته الجراح.وهو لا برى فيا يعترضه دونها صعاب إلا ما يحفز همته ليقتحم 
النوع إلى كبح جماح النفس إلى المغي والإعتداء وإلى رياضتها على ما تقنضيه 
الفضيلة ومكارم الأخلاق . 

ونحن واجدون فى أبطال طرابلس من تكوانت بطولته على نحو من هذه 
الذانج الثلاثة . وقد وجدوا في الحرب ااطرابلسية مبدانا لإبراز ما أضفته عليهم 
بيئات العز والنفوس الكبيرة » فكانوا فى طلمعة من أدّوا للوطن واحمه . وفد 
وجب لمم علينا تخليد الذكر > والاعتراف بالممل . 

ونرحو الله أن .وفقنا لكامة الحى > وأن مبى ء نفو س مواطئينا لق ولما » 
فإن الرجوع إلى الحى فضملة . 


ب 


الطرق الحرآمة والممنوعة 
في الحرب 


مناسسة مشروعنا فى كتابة « جباد الأبطال » رأينا أن نلخص ما كشه 

فال الآمير : تقسّم هذه الطرق الى بربرية وغدرية : 

فالطرى البريرية المحرامة هي: )١(‏ جرح العدو اذا استسلم (؟) الإجباز على 
الحر بح () عدم إعطاء الأمان للعدو والمقاتل سواء كان السبب بغضا أو انتقاما 
أو تهويلا (؛) لا يجوز إهانة العدو ولا تعذيبه حتى ولو كان ذلك في سبيل 
إنماره على إباحة أسرار دولته (ه) لا يحوز الفتك بالعدو غملة أو إغراء آخر 
على قتله سواء كان سلطاناً أو جنديا (+) لايحق لأى كان إسقاط آخر من حقى 
حمابة الشرائع وإجازة قتله لكل فرد "١‏ . 

وأما الطرق الممنوعة فبي : )١(‏ استعال القنايل والقذائف والأسلحة التي 
ريد فى تعذيب الجرحى بلا فائدة (؟) الرشق بالأسهم المسمومة » أو الرمي 
, ساص مضوع ومشقوى © أو استعيال رصاص دمدم ( وتسممم الآبار والأنبار 
والسهام والطعام » والغدر » فكل خدعة غير جائزة تعد غدراً واغتبالاً مثال 
دلك : لا نحوز الإخلاف بالوعد » أو النكث العبد أو الكذب بالقول » 
الهاحمة فجأة في أثناء هدنة » والتظاهر بالتسلم حتى إذا اقترب العدو منه 


)١(‏ وهد سددت الدرل في تطسيق هذه القاعدة على تابلمون لا رجحم عن ملفا قي «احزبرة الأ» 
سة ع١ه١‏ ركان ذلك بأغراء وزيره زالابرن المشهور , 


6 


إحتلا لطا امسر 


ظن" الطليان أن طرابلس لقمة سائغة » وأكلة ناضحة لا تلسث أن تبتلم 
فنبضم . .وقد عسر أحد أركان الخحرب الإيطاينعن الجملة التى ساقوها على طر ابلس 
بأنها « نزهة نحرية » وقدروا للاثتباء من فتحبا ١٠١‏ بوما. وقد سمع اللورد كنشتر 
الإنكليزي بهذا التقدير فاعتبره تهور أ من الطلبان » وقدر هو لاحتلال طرايلس 
ثلاثة أشبر . وكان هذا التقدير وذاك على حد قول الشاعر : 


4 وبقدارون فتضحك” الاقدار” 2 


وقد استمرت الحرب اثنتين وعشرين سنة . ريح ضحى الطر أبلسيون فببا تيكل 
مرتخص وعال . » وخاضوا حمارها راضية نفوسهم بما يلاقون من القئل في سسل 
» وما ييذلون من الأرواح الغالية فداءَ للوطن > وأخيرأً تغلمت القوة وكانت 

كان لأسطلول الإيطالي متأهباً للبجوم على طرابلس قبل إعلان الحرب على 
الدوله العثانية ٠‏ وثي يوم 79 سبتمير سئة ١91١‏ أعلنت إيطاليا الخرب . و2 
هذا اليوم ظبرت طلائع الاسطول أمام طرابلس » وضرب نطاقاً حول المدينة 
من التسرى والشمال» والشمال الغربى» وسددد مدافعه إلى قلاعبا» وعرف الابعاد» 


#2 


الأسطول بقيادة القومندان أدميرال « أوبري » . 

ولما أيقنت الحكومة العؤانية بأن الطليان سيباجمون طرابلس فى القريبٍ 
العاحل شحنت الباخرة أدرنه بالسلاح والعتاد الحربى وأرسلتها إلى طرايلس . 
ولد لوصا ميناء رايس يدع سبتماد سنة 1411 كانت رافعة العم لاني 

فأ منالأسطول الإيطالي الدى كان برأقب طرابلس» وكانت تحمل حخمسة عسر 

ألف بندقية من نوع «ماوزو» وملموق خرطوعة» وأفرغت هذه الكينة كلما 
ووزعت على الطرابلسيين. وكانت عناية إلهية تلك التي أعمت الأسطول الإيطالى 
حتى اخترقت الباخرة أدرنة حصاره أمام أفواه مدافعه الموجبة إلى طرابلس . 

وقد أرسلت الحكومة الإيطالية مذكرة فى ١98‏ من سبتمبر سنة ١4١١‏ تقول 
فيها : « وصلت الباخرة أدرنة إلى مياه طرابلس» ويعد وصول مذكرة إيطالما 
لساب العالي لا يسمح لأي” باخرة عهانية بالمرور من تلك الممأه لآأن الأسطول 
الإيطالي قد ضرب نطاقا لمحاصرة السواحل »> ويعتبر إرسال أي مدد للحاممة 
التر كبة في طرابلس عملا عدائياً ضد إيطالما » . 

وقد شاهدت الباخرة أدرنة بعسد تفريغ شحنتها وهي جائمة فى مناء 

ومنذ أن بدت طلائع الأسطول الإيطالى حول طرابلس أمر نشأت بك 
بالاستعداد لنقل المبمات الحربية من المدينة . ومن الأسف أنه لا بوجد من وسائل 
النقل في طرابلس إلا امال » وقلمل من المغال عند الحكومة . 

وكان نشأت بك بنتظر أمر الآستانة فما يحب عمل م وعلى ذلك فلم يأمر 
بالشروع في نقل المهات إلا في آخر لحظة » وبعد أن أيقن من قطع التلغراف 
المحري الدي كان بربط مدينة طرابلس بالآستانة » عند ذلك أمر بنقل ما 
العرب حبوداً مشكورة في النقل على جمالهم وساعدوا الجنود مساعدة كان لما 


يف 


أكبر الأثر في إخراج أكبر كمية ممكنة إلى العزيزية وعين زارة وسوافي بنيادم . 
ولما ضاق الوقت عن النقل أمر نشأت بك العرب بأخذ ما بقى في تخازرن 
الماخرة أدرنة » فكان لتوزيع السلاح على العرب أكبر الأثر في نفوسهم . 


وقد سرى خبر ظبور الأسطول الإيطالي أمام المدينة في البلاد من أقصاها 
إلى أقصاها سريان الكبرباء » وتولى الموظفون وأعبان البلاد في المرا كز حث” 
الناس على التطوع للحباد » فلّى الناس هذه الدعوة وجاءوا إلى المدينة من كل 
صوب لبتحققوا ماذا جرى » وقد بلغ اماس بالناس منتهاه » وغصّت المدينة 
بالمتطوعين» وكان هذا في أول أكتوير » وكان الجيش الإيطالي ما بزال بالأسطول 
ينتظر الأمر النزول . وفي الموم الثاني من أكتوبر أرسل قائد الأسطول إلى 
وكيل الوالي ( الدفتردار ) الأميرال « فافاريلى » في بارجة حربدة ومعه 
قنصل إيطاليا في طرابلس ليطلب منه تسلم المدينة في الحال » وإخلاءها من كل 
ما يعوق الجيش الإيطالي في نزوله إلى البر ١١‏ . وكاري] نشأت بك ”25 - وهو 
أركان حرب الجيش الععاني بطرابلس - مع الدفتردار » فأجاباه بأنهما ل يتلقا 
أمرأ من الباب العالي بالتسلم » وأنها بريان تأخير كل عمل حتى يأتي الأمر من 


)١(‏ كنت حاضراً أنا وجمهور كبير من الطرابلسيين واقفين يقرب دار الحنكومة ( السراية 
الجراء ) حمنا تقد.ت بارحة الاميرال فافاريل ٠‏ ونزل منها وصعد الى و كيل الوالي . ركنت 
حت الى المدينة مع الذين جاءوا للتطوع في الجباد . 

(؟) كان نشأت بك وقت الاحتلال الايطالي رئيس أركان حرب »2 وبرتبة أمير ألاي , 
وكان مثير باشا لواء ووكمل كومندان ٠‏ فلا مرض مثير باشا عين نشأت بك بدلا عنه . ثم جاءه 
الامر برتبة وال وكومندان فخلت وظيفة رئيس أركان حرب التي كان يشغابا » فشغلها فتحي 
بك الذي كان ملحقاً بالسفارة التركمة في باريز . 

وقد جاء الامر بتعبين نشأت بك واليا وكومندانا على طريق تونس ومنها الى ذهمية إلى 
تالوت . وكان الموظف المسؤرل عن هذه المراسلات قائمقام الوت الدكتور رأفت بك . وكانت 
الأخمار تأت إلى الوت رأسا فى خط مستقل . 


26 


الباب العالي. وما دام يمكن حل المسألة "وديا فلا فائدة من إراقة الدماء.فرفض 
الأمنرال الإيطالى قدول ذلك وقال : « إن مسألة الأسطول والجخيش تتعلق 
نككرامة الآأمة الإبطالمة : والأمر الدى صدر لا مكن مقاومته وسسداً الحرب 
مما قريب » فأجابه و كيل الوالي ونشأت بك با يأق : « إن جيش طرابلس 
وسكاها لا يصغون إلى أوامر تصدر إلمبم من إيطاليا > وهم يعرفون كيف 
جحافظون على وطنبم » . وكانت هذه الكامة آخر ما قبل في محاولات دفع الشر 
ووفأية الارواح من الموت ©“ فخ رج فافاريلق بدون تحدمة '؛. وبعد وصوله الى 
حبث الأسطول يرابط في عرض البحر وأخبر القائد بما جرى أرسل القائد إلى 
الدفتردار إنذاراً بضرب المدينة بعد أربع وعشرين ساعة. وأرسل نسخة من هذا 
الإندار إلى قناصل الدول الموجودين في المدينة يعامهم بذلك » ويطلب إليهم 
الالتحاء إلى الأسطول» وقد جمع وكيل الوالى رجال الحتكومة وأعبان السلادء 
وقرأ عليهم الإنذار . 

وقد وقنّم هذا الإنذار من قناد ل الدول موقع الخوف والذعر4وكان سدم 
فلقا فنصل إسبانيا » حتى توهّمأن الفرنحة سذيحون عن آخرهم . وقد سمعوا أن 
دشأت بك ومن معه من ضباط الترك قرروا الدفاع عن المدينة إلى آخر جندي 
منهم وسمموتون تحت أنقاضها ولو أدّى ذلك إلى فناء جمبع من فمها » فازدادوا 
حوفاأ » واجتمع وفد منهم وذهب لقايلة نشأت بك ومن معه من الضباط » 
فاحتمعوا بهم فيدار القنصليةالألمانية ‏ وتقع في ربضالمدينة من الناحمةالغربية 
ولما تحققوا متهم صحة الخبر توسسلوا إلسهم بكل ما مكن التوسل به ورحوثم 
«إلحاح في العدولعنهذا القرار رحمة بالسكان وإبقاءعلى أرواح النساءوالاطفال. 
وعد لآي» وحديث طال للرجاء فيأخذ ورد تحصلوا منهم على وعد بالانسحاب 
مى المدينة بدون مقاومة فمها. ففرح القناصل كشيراً وعد وها شيامة من الأتراك » 


(١)الخروج‏ بدون محية معناه في مثل هذه الظروف انتباء كل مماولة لاسلم » ولم ببق إلا 
لسر رع في الحرب . 


5 


وهروءة من نشأت بك ورفقائه . وأثنت جرائدهم على هذا الخلق الكريم من 
الأتراك. وسجتلبا لهى مؤلفوهم في كتبهم الت ألفوهاني الحرب الطرابلسيةمقرونة 
بالشكر والثناء » ما اعتبروا طلب قائد الأسطول إلتجاءهم إلمه في آخخمر لحظة 
خطأ في الرأي » وعدم تقدير لا يجب من الوقت الطويل لنقل عشرات الألوف 
من السكان » وقد قرروا المقاء فى المدينة ثقة بشهامة الأتراك وبوفاجم بعدهم » 
واعتّادأً على نشاط المولمس العؤانى فى حفظ الأمن . وقد عبد قناصل الدول إلى 
قنصل أمريكا المستر «وود» أن يكتب إلى قائد الأسطول .هذا المعنى فكتب ما 
تر حمله : 

« إن القناصل ورعايا دوم لهم الثقة التامة بالحكومة العئانية الحلية » 
ولدلك فهم قد عزموا على البقاء في المدينة » . 

وترجم هذه الرسالة إلى الفرنسية « توبلين فيس » قنصل فرنسا» ووقعوا 
عليها كلهم وبعثوا بها إلبه . 

وكان الموليس العؤاني عند ظنهم » فقد حافظ على النظام بكل شجاعة» ي 
وفى الضباط بوعدهم ول يعرضوا المدينة والسكان لتدمير القنابل والتهام النيران. 

وفي الساعة العاشرة من صباح الموم الثالث من أكتوير ذهب القناصل ازيارة 
الموظفين العئانيين وتوديعهم فوجدوا نثكأت بك » والجنر ال مني بانا » 
والدفتردار » ومدير الأمور السماسة فأظهروا لهم أسفيم لما حصل > فقال لهم 
مدير الأمور السماسمة : « إن هذا الاعتداء ربما كان معقولاً منذ خمسمائة سنة » 
ولككن في القرن العشرين بعد توحشاً » . 

ويقول الذين شاهدوا هذه الحادثة : إن قنصل أمريكا اعتبر هذا الكلام 
توبيخاً للأوروبيين عموما » وكان السبب فيه توحش الإيطالبين واعتداءهم 
الفظيع . 

في الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والثلاثين بعد ظبر الموم الثالث من 


ثم 


أكتوس سئة ١981١‏ بدأ الأسطول الإيطالى في ضرب مديدة طر ابلس . وفى هذا 
الوم أتم نشأت بك نقل الجنود منبا > ول يبق فيا إلا بعض المدفعيين الذين 
كلفوا باستعمال المدافم الصالحة من القلاع ضد الأسطول ليشغلوه عن ضرب الجنود 
المنسحمة “وقد تم لهم ذلك»ووصل الحخنود «سوألى بنمادم ) و«عبنززاره» في سلام . 


وقد اشترك فى ضرب المدينة ست مدرعات من المدرعات الضخمة » وكانت 
القلاع والحصون قد أهملت في وزارة حقي باشا من الإصلاح وأخذ ما فيها من 
المدافم يحجة إصلاحبها أو تغيرها » وهي معاذير تنتحلبا وزارة حقي باشا 
والإتحاديون . والواقع أن هذه الأعمال كانت تميمدا للاحتلال الإيطالي . و/ 
بقاوم من هذه القلاع مقاومة تذ كر إلا القلعة السلطانية والقلعة احميدية فتغلب 
الأسطول على القلعة السلطانية في اليوم الأول » وتغلب على القلعة الجمبدية في 
الوم الثاني وهو الموم الرابع من أكتوبر » وبسقوط القلعة اميدية انقطعت 
اللقاومة من القلاع وانسحب من بقي حم من جنودها ولحق ببقية الجند في 
«وسوالى بنادم» . 


وعا أن القلاع كانت مهملة » ومدافعبا كانت من الطراز القدم فلم تبد هن 
المقاومة إلا ما ذكرنا. 


ويقول الذين كتموا في وصفها : إن قذائفها كانت لا تنجاوز خمسة أمسال 
ونصفا » بدنا كان الأسطول الإيطالي يضربها من مسافة سبعة أممال . وبعد أن 


أثرت علمها ضريات الأسطول تقدمت منها بعض الموارج وضربتها من مسافة 
ثلاثة أمسال . 


برج سيدي يعقوب 1١"‏ بيقع شرق سبدي يعقوب المدفون بزاوية 
العمساوية . ويبعد عن البحر إلى الغرب بنحو خمسين متراً . وقد أزاله الطلمان . 





. سمي بهذا الاسم لوقوعه وار سمدي يعقوب » ولم يعرف إسىن الحققي‎ )١( 


د مياد الابطال ١م‏ 


وم ببق من آثاره إلا بعض الجدران أقيمت علمبا أبشة تستعمل السكى 
وعيرها . وبلصق جداره من الشرق قموات منخفضة عن مستوى حدرانه » 
كانت تلجأ إلمبا المرا كب البحرية في زمن يوسف باشا إذا هاج علمها البحر . 
والموحود الآن سنة «٠‏ بإ“ا؟ا ع .مها منيأ لسع فقموات © وهي محازن مقبوة 
الجر » ول تعد صالحة لما أنشأت من أجله » وفصل بينها وبين البحر بشارع » 
اش 3 
وفد أزيلت ولم ببق لها أثر . 

أما قلعة قرقارش فا زالت آثارها موجودة في قرقارش . وأما القلعة 
المحسدية فكانت بحوار سبدي الشعاب ولما آثار هناك . 

وكانت آخر القلاع دفاعا القلعة المجدية» فسكنت سكوتها الأخير بعد حماة 
طويلة كانت فيها مناط آمال الطرابلسيين في الدفاع عن وطنهم فى مثل مذه 
الأيام العصيبة 37 . 

هذه القلاع هي أبراج بنيت في عصور مختلفة للدفاع عن الملاد » متها : 
الكاتب . ويمعد عن الساعة إلى الشرى بنحو ماثق متر كا سعد عن مدرسة 
الكاتب إلى الجنوب بنحو ستين مترأ قبالة بوابة سوق الحرير الواقم يحوار فندق 
الريح من الجنوب . وإلى جنوببه بنحو مائة متر تقم الترسانة القدية التي أزالها 


وكان هذا البرج يطل على البحر »> ويفصل الآن بين مكانه وبين البحر شارع 
عرضه نحو عشرين مترأ . وقد ضربه الطليان في احتلالهم ول يبقوا له أثراً . 

برج سيدي الشريف - يتصل هذا البرج بالبحر شمالى برج سمدي يعقوب »> 

)١(‏ الذي شعرفه من هذه القلاع : القلعة السلطاتية ٠‏ والقللمة المحبدية » وبرج الشماب ء 
وبرج التراب » وقلعة قرقارش . 


آم 


وشرقي برج بوليلة » في مكان يقال له الفلفول . ويقع قى حواره من الغرب 
« بثر إسبانية » وهي حفرة في البحر عميقة تسمى بهذا الاسم . وتقع بالقرب 
منه إلى الغرب «النقازة» وهي صخرة مرتفعة في وسط المحر متصلة يبرج بولملة 
«صعد عليهبا السباحون ويثبون من عليها في الماء . 

برج بوليلة -- يقع في الجبة الشهالمة من المدينة » داخل” ف البحر بنحو مائة 
مغر خارج السور القدم » مسامتا لجامع سيدي المشاط من الشيال » ودتوصل 
إلنه بطريق على حوامل ممنءة بالححر فى وسط المحر > وما زالت منه بقية إلى 
لآن سنة .89 ع .مو . 


برج التراب - بقع في مسامة برج بولبلة من الجنوب > في النصف بينه وبين 
حامم المشاط . وهو مبني في السور القدم . وقد أزاله الطلبان وم يبقوا له أثرأ 
وبنوا مكانه قبر الجندي المجبول . 

وفي الموم الرابع من أ كتوبر» وعقب انقطاع مقاومة القلاع أنزلت المدرعة 
دغاربالدي» أربعة من جنودها » وكنوا نحو ثلاثمائة يمار ومعهم أربعة مدافع 
رماشة لتعطبل ما قد يككون باقما من المدافم في القلاع بعد أن تحققوا تهدامها 
وفراغبا من الجند » ثم عادوا إلى الأسطول . وهو أول يوم وطنّت فبه أقدام 
الطغاة أرض الوطن العزيز . 

وفي الموم الخامس من أكتوبر نزل فريق من المحارة ونسفوا الماخرة أدرنة 

'في حاءت مماة بالسلاح وقد تقد م د ذكرها آنفأ . وق الساعة الرايعة والخصف 
سعد الظبر نزل فريق من البحارة في القلعة السلطانية » ونزل فريق آخر منهم 
بى القلعة والمدينة » وق الساعة الخامسة بعد الظبر رفع العام الإيطالي على دار 
الحكومة « السراية المراء » وقد حصل كل هذا من غير أن يلقى الطلمان أي 
مفاومة إلا ما ذكرنا من ثأن القلاع . 

وبدنا كانت طرابلس تضرب بدافع الأسطول الإيطالي كانت وزارة حقي 


لثد 


باشا تحتضر وكانت أنفاسها في النزع الأخير. وكانت تحاول الحصول على موافقة 
بعض رجال الدولة بالاعتراف للطليان بالأمر الواقع ولكنها وجدت معارضة 
شديدة » وكان في مقدمة المعارضين صاحب الفضملة شيخ الإسلام الأستاذ 
صبرى > وناظر الداخلية ففشلت»وقد"مت استقالتها فقشلت . وسقطت ولسان 
الدنيا يقول « لالعا "١‏ » وألفت وزارة سعيد باشا يوم ه من أ كتوبر سنة ١51١‏ 
وهو اليوم الذي نزلت فيه الجنود الإيطالية في طرابلس . 

تزول الطليان في طرابلس : 

في البوم الخامس منأ كتوبر سنة ١51١4نزلت‏ الجنود الإيطالمة في طرابلس» 
وكانتالماة مؤلفة من مانمة ألابات من المشاة؛ و ألالمين من الجنود الرا كبين!")؛ 
وعششرة آلاف من الخمالة والطبحمة والمبندسين » وحملتبا نحو أربعة وأربعين 
ألفاً » وتولى قيادتها الجنرال كنيفا . وقد تتابع إنزالها من يوم ه أ كتوبر إلى بوم 
+7 منه > ونزل معظمها بوم ١!‏ منه . ونشرت «مجلة لمسا» ااصورة في شهري 
فبراير ومارس سنة لا ١98‏ مائصه : 

في الموم الرابع من أكتوبر سنة ١41١‏ نزل الإيطالبون في طبرق وفي بومه 
منه نزلوا في طرابلس . وفي بوم ١1‏ منه استولوا على درنة > وقي بوم ١94‏ منه 
نزلوا في ببي غازي وف يوم ٠١‏ منه نزلوا في الس ) . 

وقد أصاب الطرابلسيين شبه ذهول في أيام الاحتلال الأولى » كا أن الطلمان 
اشغلوا بترتيب شؤونهم في هذه المدة » فلا العرب هاجمومم في المدينة > ولاهم 
قاموا بأعمال حرسة خارحبا . 


منشور ايطالى : 

وفي أثناء هذا الفتور وزع القائد الأعلى الجيش الإيطالي «كاراو كننفا» 
)١(‏ كلمة تقال من وقع ؛ ومعناها : لا قام من وقعته , 
(؟) الحمولة على الآ لات المكاننكمة . 


00 


منشورا على العرب يدعوثم فيه إلى الخضوع والتسلم بالأمر الواقع » وإلى عدم 
معاونة الترك » ويتهدادهم فبه بالفناء إذا هم لم يستحسوا لقوله . وهفذا نص 
المدشور : 

« بسم الله الرحمن الرحم والصلاة والسلام على كافة الأنبباء والمرسلين صلى 
اف وسلم علمهم أجمعين / 

بأمر ملك إيطااما المعظم فسكتور عمانوثمل الثالث نصره الله وزاد يجده . 

أنا الجنرال كارلو كسفا قائد العساكر الإيطالية الموكل إلسهبا محو الحكومة 
الغ كئة من طرابلس والقيروان » والمقاطعات التابعة لها . فبناءً عله أعلن 
الشعوب جميعبم القاطنين في المقاطعات المنوه عنبا من شاطىء البحر إلى آخر 
الحدود الداخلية »> الذين يملكون ببوتا في المدن وبساتين وحقولاً ومراعي حول 
المدن نفسها أو بعيداً عنها ما يلي : 

إن العساكر الخاضعة لأمري لم يرسلها جلالة ملك إيطاليا - حماه الله 
لإضعاف واستعباد سكان طرابلس والقيروان وفزان والملاد الأخرى التابعة لها 
الى توحد الآن تحت سمأدة الأتراك ؛ بل لتعسد إليهم حقو فهم وتقنص من 
المعتدين عليهم » سواء كان الأتراك أو أي شخص كان بريد استرقاقهم . وعلبه 
هأنتم با سكان طر ابلس والقيروان وفزان والبلاد الأخرى التابعة لما من الآرن 
محكك رؤساء من موكل إلبهم أن يقضوا بينى بالعدل والرأفة عملا بقوله 
نمالى  :‏ وإذا حكتم بين الناس أن تحكوا بالعدل # . وستكون هذه الأحكام 
عت حماية ورعاية ملك إيطاليا السامى حرسه الله . 

واعاموا أنه ستبقى الشرائع الدينية والمدنية محترمة » وترم الأشخاص 
والأملاك والنساء والحقوق وجميع الامتيازات المختصة يأماكن العبادة والير" » 
لآن غاية أعمال الرؤساء يحب أن تككون واحدة وهي تحسين حالتم والممل على 
سنتساب راحتك »“ويجحب أن يكون ذلك مطابقاً الشسريعة الغراءوالسئّة الحمدية 


46 


السمحاء . وسيقضى بينم بالعدل طيقاً للشريعة وحسب أوامرها نواسطة قضاة 
قد اشتبروا بتفقبهم في الشرع » ذوي إستقامة وسيرة حممدة » ؟ا أنه لا نفض” 
الطرف عمن يظم من الرؤساء » ولا نغتفر غشاً أو خداعاً من أحد القضاة 
فالكتاب والشربعة والسنة فقط تقضي وتحك ببدم . 


واعاموا جمداً أنه لا 'يدعى أحد من الخدمة العسكرية بالرغم عن إرادته» 
وإعما بقل للدخول فسباأ أو لك الدين برعبون الإنضام حت اللواء الطلمانى 
اختيارهم » لأجل حماية النفوس والأملاك » ولككي يكفلوا للا اسم اجاح" 
وأما الآخرون فيبقون في بيوتهم » وعا كفين على العمل في حقو هم ورعاية الموامي 
أو معاطاة التحارة والصناعة والمحرف الضرورية لقبام الحماة المدنسة . 


وعلى هذا فكل امرىء عمكنه أن بقم الصلاة في معبده ( الجامم ) > 
تعالم دينه .ويازمم أن تتضرعوا إلى الله عد" وجل أن برفع بحد الشعب الإيطال 
ويجد ملكه لآنه أخذك تحت حمايته . 


والإيطاليون يرومون أن يكون اسمهم مبابا من جميع أعدائك » وأما منك 
فسكون محصوباً وممار كا فقط . 

وبناءً عليه » وحسها خو لني جلالة ملك إيطالما العادل المنصور وحكومته» 
أعلنك با تقدم 6 وسمجري مفعوله من ه ذا اليوم من شهر شوال سنة وعس؛ 
لسقى كأساس للعلاقات المستقبلة التي ستوجد بين الحامية والمحميين» وبين الإيطالى 
وسكان هذه الملاد» وإنى واد ثق بأنم تقبلون هذا المنشور بسرور قلبى لأنه سسككون 
قانونا يحب أن يحفظ بأمانة واستقامة ضير وشبامة من كلا الطرفين . 


وإذا 'وجد من لا يحترم الشرائع » أو لانتس الأشخاص» أو كس حرمة 
النساء » أو يخترى حرمة الملك > أو يقاوم » أو يثور على إرادة العناية الإههة 
الى أرسلت إيطالما إلى هذه الملاد» وبأسعيا صدرت لى هده الأوامر وقملتبا من 
ملك حق الأمر فسيكون الانتقام منه عظمما » وسأحافظ على تنضذها بالقوة 


5م 


الموكلة لعبدى بنبراس العدل وال , 


فما سكان طر ابلس والقيروان والمقاطعات التابعة لما اذكروا أن الله قد قال 
في كتابه العزيز : هل لا ينها م الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدبن وم 'مخرجو؟ من 
ديار كْ أن تبروم وتقطسوا إليهم إن الله يحب المقسطين# وقد جاء أيضاً: وووإن 
سدحوا للسم فاجنح لما وتوكل على الله وجاء أيضاً :98 ولقد كتبنا في الزبور من 
بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحور: 4: أي الدن يصلحون الأرض 
وهنعون منها الفساد وينشرون فبها العدل والعمران . وجاء أيضاً : #وإاتث 
تنولوا يستمدل قوما غيرك ثم لا يكونوا أمثالم 4 أي إن تفسدوا في الأرض 
إن تولمتم أمور الناس ويقاتل بعضم بعضاً > إن الذين يفعلون ذلك يلعنهم الله 
و تقسصسهم ويعمي أبصارهم ويستبد لهم بغيرهم . وجاء أيضاً : © قل اللبم مالك 
املك تؤتىي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء وتعزءُ من تشاء وتذل من تشاء 
سدك الخير إنك على كل شيء قدير © . وجاء ايضاً : هل ومن لم يحم بما أنزل الله 
مأو لك م الظالمون * فإرادة الله ومشيئته سبحانه قضتا أن تحتل إيطالما هذه 
الللادلانه لا يحري فى ملكه إلا ما بريد»فبو مالك الملكوهو على كل سشيء قدير . 
همن أراد أن يظبر في الكون غير ما أظبره مالك الملك رب العالمين » المنفرد 
سنسرافاته في ملكه الذي لا شريك له فيه » فقد جمع الجبل بأنواعه وكان من 
الممقرين . 

وبنا عليه يلزم على كل مؤمن أن برضى ويسل بما تعلّقت به الإرادة الريانية 
وأبرزته القدرة الإلهمة » فالملك له سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء . 

فإيطاليا تريد السلام » وتريد أن تبقى بلادم إسلامية تحت حماية إيطاليا 
وملكبا المعظم ويخفق فوقبا العلم المثلث الألوان: أبيض وأحمر وأخضر » إشارة 
إلى المحمة والإعان والعشم في وجه الله » . 

+ بود عد 
هذا منشور الحنرال كفا الذي ظن أنه خاقة « النزهة السحرية » التى عسّر 


8177م 


ها عن احتلال طرابلس . وقد تخيّل أن انضواء الطرابلسين تحت علمه المثلث 
لا يحتاج إلا إلى مثلهذه الثرثرة ثم '.برعون إلمه أفواجاً. وهذا من جبل الطلمان 
بنفسية الشعوب » وعدم دراستهم البيئة الطرابلسية» وعدم معرفتهم ما تنطوي 
عليه نفس المسم العربي . 

وكانوا يعتمدون في معلوماتهم عن الطرابلسين على سماسرة الاستعار الذين 
ل همهم إلا ملء جيوبهم 2 يضاف إلى هذا ما كانوا يشاهدونه بأنفسهم من عدم 
المعارف في طرابلس وخلوها من أساب الحضارة الحديثة » فخمّل إلبهم أن هذا 
هو كل ما يحب أن يتوفر من الأسباب لاحتلال شعب عربي مسم وكسر شوكته 
واستعباده. وكانيح ب عليهم أنيعرفوا أنالذي يخونوطنه ويدل العدوعلىعوراته 
ويمكانه من مقاتله » هو أشد" خيانة لغيره » فهو لا يتور”ع عن أن يخترع من 
المعلومات الباطلة ما يوصله إلى ملء جيوبه . ويحب علبهم كذلك أرن يعرقوا 
ما تنطوي عليه نفس الشعب الطرابلسي من الإباء وعزة النفس التى هي من أخص 
صفات الشعوب العربية » وما كانت متأثرة به نفسه من التعالم الإسلامية التي 
تحرام عليه الخضوع لمن لا يدين بدينه » وتوجب عليه قتاله لأجل التخلص من 
سلطانه » وهو فائز في كلتا الحالتين بإحدى الحسنين : إما حماة العزة وسعادة 
النصر والظفر » وإما جزاء الشهادة ورضوان الله فى جنته . 


وقد دلتهم تحارب ثلاثين سنة على ان الذي حمل الطرابلسين على قتال 
الطليان عشرين سنة إنما هو عزة النفس وإباوها » وتأثر نفوسهم بالتعالم 
الإسلاممة إلى أبعد حد ٠‏ ولو درسوا نفوس الطرابلسسين من هاتين الناحستين قبل 
إقدامهم على احتلال طرابلس لأراحوا أنفسهم من هذا العناء» ولكن من الأسف 
م يعاموا هذا إلا بعد أن فاتهم القطار . 

وقد اخطأ « كسفا» التقدير في تأثير هذا المنشور علىنفوس الطرابلسين»فإنه 
م يطلع عليه أحد غير تلك الأبدي المأجورة التق كتبته » فضلاً عن كونه يؤثر 
على الطر ابلسيين أو يغير من موقفهم إزاء محاربة الطليان والوقوف في وجوههم 


.ةم 


وإن القارىء لا يكاد ينتبي من قراءة هذا المنشور حقى بوقن بأنه من دنع 
الحماء وموت الضمير . وفي الحديث : « إذا! تسح فاصنع ما ششئت » . 


منشور إيطالىي : 


وف بوم 59 من سوال سنة ه٠١‏ الموافق ١١‏ من أكتور سنة ١91١١‏ أصدر 
روفائيل بوباريحي والي طرابلس منشورأً يذكر فيه قوة إيطاليا ويدعو فيه 
العرب إلى الخضوع والترحمب بالنود الإيطالة » وهذا نصه : 


«أا الأهالي الحترمون لا يخفى علمك انه وصل الموم القسم الأول من عسا كر 
برية إيطاليا » وسيصل عما قريب ألوف كثيرة من هذه العساكر فاحتفوا إذآ 
ورحموا بهم وأكرموا مثواهم » فإنهم ماوطئوا هذه الديار إلا بعواطف 
المؤاخاة » وبأشد ما يمكنهم من الرغبة للدفاع عن حقوقكم » والذب” والمحافظة 
عن دينك المقدس » وصبانة عرضم وناموسم » وفضلاً عن ذلك فإنهم قد تلقوا 
من الحكومة الإيطالمة أوامر سُديدة في هذا الشأن . 


واعاموا أيها الأهالي أن هذه العساكر قدمت وستقدم إلى هذه البلاد لى 
يحير و وإبانا ويكفوا عنكوعنًا عدوم وعدونا. لتحنىإيطالما» لمحمىالملك . 
طرابلس فى ١١‏ من أكتوبر سنة 881941١‏ من شوال سنة و١‏ 
والي طرابلس وما يجاورها 


روفاثمل بورباريجي 
قلنا آنفاً إنه أصاب البلاد شبه ذهول في أيام الاحتلال الأولى » ولكن هذا 
الذهول الذي شمل البلاد من أقصاها إلى أقصاها م يطل » وحصل اتصال بين 
أعبان البلاد » وتبادلوا الرأي فما يحب عمله » وكان الرأي الراجح في جانب 
الحرب . 


45 


وقبل مواجبة الطلبان بفكرة الحرب أحب” الأعمان أن بتصلوا يقواد 
الأتراك ليكونوا على بيّنة من رأهم » فألتّفوا وفداً كان من بين أعضائه جمد بك 
فرحات الزاوي » والشبخ على بن تنتوش »> وذهبوا إلى نشأت بك فى العزيزية » 
وتشاوروا معه فما يحب عمله . 

ومن أغرب ما بتصور أن الترك كانوا غدر واثقين من إخلاص العرب »> م أن 
العرب غير واثقين من إخلاص الترك »“وهذا دليل على فساد سيامة القرك وجهلبه 
ما يحب على الحا ك من قعراف مول الناس والامتزاج بهم . 

ومن أسوأ ما وقع من تصرفات الترك أنه كان يوجد نحو خمسة 1لافجندي 
وطني » فتآمر الترك على طردهم وحاولوا نزع سلاحهم . وقد ن كثير منهم 
من أشرب بسلاحه . 

وبناء على ما عند نشأت بك من تعلمات سسر'ية بعدم الحرب كتب هو ومن 
معه من ضباط الأتراك عرائض بتوقبعاتهم يطلبون فنها من الطرابلسين الموافقة 
على عد م الخحرب في طرابلس ٠‏ ولأ دعوا إلى توقيعها بعص ضر اط العرب ومن 
نهم علي أشر ف أفندي المروعي '' ( من ترهونة ) ملازم أول . و صمعي 
أفندي الترهوني يوزبائي ‏ امتنعوا وهمددوم بالثورة عليهم إذا ل يرافقوا 
على الخرب . 

والحققة أن الحا م التري شديد التمسسّك بمظبر الحاكمية أمام العرب ولا 
بوجد فى جوانب نفسه مأ ينسم للامتزاج بالعربى والاتصال ببه فا نقطة تنتج 
عنها مصلحة عامة .وهو سُديد التمسك بإصدار أ وامره فى شىء كثير منالعحرفة 
والكبرياء . وكانت أكبر صلة بين الطرابلسين والقرك هى مسألة الديانة لا أكثر 
ولا أقل” . وهي الناحية الوحيدة التي كانت تسلي الطرابلسين عما يقاسونه من 
صعوية أخلاق الترك وجفائه » لدلك كان كل من الفريقين يجحبل الآآخر » حتى في 


. استشبد فى معارك عين زارة الاولى‎ )١( 


8 + 


أحرج الأوقات كانوا مضطرين التفاهم عما يحب عماه لمصلحة الميم . 


ولما اجتمع الوفد بنشأت بك وأبدى له فكرة الجهاد التى هي فكرة الشعب 
أبدى بعض التردد معتذراً عن ذلك بقلة الجند » وهذا العذر إنما هو لمحجرد 
التخلص » والحقيقة أنه لا يثق في العرب لأنه يجبل نواباهم وأنه يحاول أن ينفذ 
التعلمات السرية التي تلدّقاها من جمعية الاتحاد والترق بعدم الحرب. ولكن الوقد 
أفهمه انه لا بد من الجهاد» وإذا ترد”د الجيشفى الاشتراك فى الحرب فقد لا تحمد 
عاقمة هذا التردد . 


شأت بك في الميدان ' 


وإزاء هذا الإلحا ح المشوب بالتبديد م بر نشأت بك والضماط الأتراك بد" | 
من اموافقة على الحرب » فقريورا لاد . أرسلوا هذا القرار إلى عمو القبائل 
الطرابلسية في شرق البلاد وغربيها » فقوبل من سكان القطر جميعاً بالسمم 
والطاعة » ونفر الناس خفافا وثقالاً للجهاد بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله » 
وأخذ نشأت بك يعد جدشه للقاء العدو» واتخذ العزيزية مركزاً لقمادته » وكان 
مقر" الجند في عين زارة وسوافي بنيادم» ونقلت بعض الأشماء الثقبلة إلى غريان. 
وقصد المجاهدون مرا كز الجند والتفوا حوله» وانفم” فرحات بك ومن معه من 
الأعمان إلى نشأت بك لتدبير أمور الجباد والمجاهددن . 


وعئّن نشأت بك موظفين إداردين : فعسن جمد بك سلابى قائمقاما ف الزاوية 
وبعد ثلاث سئنوات تحصل عل الشهادة النباشة منه » وسافر إلى الآستانة » وبقي في سلك مكتب 
الطمحمة إلى سنة ١+١‏ حيث انتقل إلى قسم الطرحية » وترقى منه سلة ١٠+١١‏ إلى رتمة 
صابط استحكام , وقد امتاز بين رفقائه بفنون الحرب وهو يتكلم الفر نساوية والألانة » فضة 
عن العر بمة والثر كمة وكان قائد منطتقة العززية , 


5١ 


بعد أمين المبدوي » وعبّن الحادي بك كعبار قامُقاماً في غريان » وموسى بك 
قرادة قامُقاماً في الجبل ( يفرن ) . 


وكان فى مقدمة امجاهدين سكان السواحل: زوارة» والزاوية » وورشفانة » 
والنواحي الأربعة »؛ وترهونة وزليطن » ومصراتة » وغربان . وحضر من أولاد 
أبي سيف السيد حمد بن عبدالله ومعه جماعة منهم 6 3 تلاحق الناس من كل 
جبة » واجتمعوا في المنطقة التي تبندىء من تراينة غربأ ود إلى حدود ترهونة 
شرق . واجتمع من المجاهدين خلق كثير » ومعهم جماعة من النساء يتولين بعض 
أمور المجاهدين ويحرسن الأمتعة وقت الحجوم مع من يبقى معبن من لا قدرة لهم 
على الحرب . 


وأذكر أنه كان من بين هؤلاء النسوة امرأتان من نساء بلادنا « الحرشًا » : 
اسم إحداهما غيثية » وهي زوجة أبي بكر بن حمد» من أشراف أولاد أبى حميرة 
وأصلها من أولاد « بو عيسى » سكان الصابرية » مات عنها زوجها وبقبت تربي 
أولادها.وكان سنها إذ ذاك حوالي خمس وأربعين سنة. واسم الأخرى «عائشة» 
بنت مبلاد زوجة الأسطى حميدة الجربى الحداد » وهي من الجنس الأسمر» مات 
عنها زوجها كذلك وبقيت تربى أولادها . وسنسّها فى مستوى صاحيتها . وقد 
تفشت المى في المجاهدين فكانتا تقومان بشؤون المرضى وتواسيانهم . ول أنس 
بعد أني) كانتا ليلة اهجوم على الماني تشجتّعان الناس بالزغاريد وتدعوان لهم 
بالسلام والنصر . 

وفي مدة انتظار المجاهدين في سواني بنيادم وما حولها كان الضباط الأتراك 
مبتمين بتعليم المجاهدين الحركات العسكرية النظامية » فكانوا يجمعوننا فى أوقات 
مخصوصة ويرانوننا على النظام العسكري »> وقد تناول هذا النظام الفرسان منا 
والمشاة . وكان الوقت ضيق) لا يتسع لأكثر ماكان حاصلاً . وهي محاولات 
كانت من قبل « مالا بدرك كل لا بترك كله » . 


1 


وقد بقى المجاهدون فياننظار المحوم على الطلمان إلىالموم الخامس والعشرين 
من أكتوبر سنة 141١‏ وفي ليلة 4م منه توجّهنا إلى قصر الهاني لمباجمة العدو . 


ترجمة أدم باشا : 


وكان ممن اشتبروا في الحرب الطرابلسية أدم باشا . 

وهو من القواد العرب المعدودين » ومن رجالات العسكرية العؤاننة 
لمتقاعدين > والمشهود لمم بالكفاية الحربية . 

ولا أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثاننة فى طرابلس دفعته الضمسة العربسة 
إلى التطوع في سلك المجاهدين . وعندما وصل إلى طبرق ل يحد بها سوى ثلاثة 
جنود »> فرفع العم العؤاني . واتصل ببادية العرب فأخذ يخطب في رجالها 2 
وحئهم على الجهاد في سبيل الله والوطن . فتأثروا طبه » ولدّوا دعوته . ول 
يكن معهم إذ ذاك إلا السبوف وبعض بنادق صيد قدية . ول يلبث أن وردت 
إلبه الأسلحة عن طريق مصر » فوز”عبا عليهم » وأخذ هاجم بهم الطلبان وقد 
انتصر علمهم مراراً عديدة . 


أول اصطدام في بومليانة 


يوم ٠١‏ من أكتوير سئنة ١٠41١١‏ 


نرجع بالقارىء قليلاً إلى اليوم العاشر من أكتوبر» فقد شغلنا عنه مفاوضات 
الزحماء مع نشأت بك » ودعوة الناس إلى الجباد واجمّاعبم له . 

وأول اصطدام بالطلان كان فى بوملمانة بوم ٠‏ أكتوير سنة ١41١‏ وهى 
أول مرة أطلق فببها الطرابلسون رصاص بنادقهم على الطليان » وكانت الحد” 
الفاسل بين استعداد الفريقين للحرب ومماشرمما : وكارت ما أطلق فمها من 
رساص أول هاتف سذل الفداء ماية الوطن . 


47 


وسبب هذا الاصطداء أن المجاهدين م يكتفوا بمراقية العدو من بعيد » 
فقراروا ان يقتحموا علمه معاقله » فألفوا جماعة من الطرابلسين'١١'‏ بقمادة ضابط 
ترق » وتسللوا تحت جنح اللبل فاقتحموا علمه أسوار المدينة لاكتشاف أعماله 
حتى وصلوا إلى ومليانة » وهناك انتهزوا منه غرة وأطلقوا عليه رصاص 
بنادقهم إيذانا له بأنهم في أعقابه إذا أدبر » وفي انتظاره إذا أقبل » وقد 
أطلقت عليهم النار من ججميع الجبات > ورمام الأسطول عدافعه الضخمة» وظن” 
الطلبان ان قمامتهم قد قامت.وفي الصباح وجدوا ثلاثة شبداء وجريحا واحدا. 
كلهم مصابون برصاص البنادق » وذهبت أعمال الأسطول عيثا . وهؤلاء الثلاثة 
أول جماعة تشرفوا بالشهادة في الجهاد الطرابلسي - على ما نعم - في حادثة 
أطلق فمبها الرصاص من الجانبين . 


احتلال مدينة الس 
٠‏ هن اكتور سنة ١41١١‏ 
اقفتصرت أعمال الطلمان فى الخفسة عشر يومأ الى تلت احتلال مل دنه ة طرايلس 
على ترقدب جموشهم فها » وبناء الاستحكامات وحفر الختادق . وكان الأسطول 


في البحر براقب الشواطىء » ويختار أسبل النقط وأضعفها لإنزال جنوده فى 
بقبة المدن الساحلية التى تقفي الخطط الخرسة بسرعة احتلالها . 


وفي يوم ٠١‏ من أكتوير داهم الأسطول مدينة الخخس وأطلق علمها مدافعه » 
ولكنه لم يحد فمبا مقاومةلأنه لم تكن فمبا حامية »فنزلت جنوده فبها واحتلوها 
ددون مقأومة دعل أن نسحب منها عسس المجماهدين . 


ومدينة الخخس 3 تقععلى ساح ل البحر شرق مدينة طرابلسعلى مسافة 1١7١‏ كم. 


)1 يقول المسمو « ريجئالد » المكاتب الحربي الفرنساري: دوم برد عددهم عل م ١‏ رحلا 6 


4 


وهي مدينة صغيرة قائمة على جزء من أنقاض لمدة ‏ المدينة الأثرية المشبورة - 
وكانت دائما مر كزاً لتصرف الجبة الشرقنة 2١‏ . 


وحينا ضرب الأسطول الإيطالي الحصار على مدينة طرابلس » وقبل أرن 
تفطم أسلاك التلغراف البحري أرسل أهل مدينة المس تلغرافاً إلى الآستانة 
احتجاجا على أعمال الطليان واستنجاداً حكومتها . وهذا نصه بعد الدساحة : 

« إن طرابلس الغرب تريط الحكومة العؤانية بإفريقية » فالتفريط فيها عمل 
تأناه الوطنية العئانية . وأن أهلبها ليفاخرون بانتسابهم إلى الخلافة والسلطنة 
العؤانية » فأرتباطبها هذا هو فخرهم الأعظم » ولئن كانت جزءاً صغيراً منالسلطنة 
فإن سكانها على اختلاف مشاربهم يبلغون حكومة الآستانة انهم أقاموا اجتاعات 
كثيرة » وقرارواان سفكوا آخر قطرة من دمامُم فدا للوطن. فلينعم الباب 
إلا بالدم . 

لقد أهملت بلادة في السابق إهمالاً مرا » فلترسل إلمنا المؤن والنخائر 
والعدد الحريبة على جناح السرعة لنذود عنها ونرقع رؤٌوسنا بوطنيتنا . وإننا 
رجو من حكومتنا آلا" تجبب الإيطاليين إلى مطلب » ولا تعطيهم امتيازاً في 
بلادنا ولو امتيازأ اقتصاديا على الإطلاق . وإنا تنصح” للحكومة ألا تحملنا على 
عدم مقاطعة الإيطالمين الذرن صاروا فى نظرنا أعداء الدولة . فبذه الحرب 
الافتصادية تعود عليهم يخسارة فادحة لنعامهم كيف يكون الاعتداء . 

ولمعم جميع العؤانيين أننا نستقبل الموت باسمي الثغور مبللين. فحماتنا ننذها 
رخمصة غير آسفين فى سمل شرف الدولة » ولا تقمل ان يكون شبر أرض من 
دلادنا مهدداً من الأجانب» فشوخنا وشابنا متفقون على استقبال الموت يقلوب 


)١(‏ كلمة م متصرف » : لقب حكومي مدني يطلق على حا م المنطقة ؛ وهي تساوي لقب 


م5 


لا تهاب المنايا » فذلك خير من استبداد الأجني بهم . 

هذا ما نعرضه وجموعنا واقفة في مكتب التلغراف وفى خارجه » نطلب 
إمدادنا لنقوم بالواجب علينا » . 

وبأدنى تأمّل فى هذا التلغراف يتصور القارىء ما عليه الروح الطرابلسة 
من تحمس للاقاة العدو» ويدرك إلى أي حد” وصل الاستباء والتببج بالشعب . 

وكان قائد منطقة الس خليل بك عم أنور باشا » وهو الذي تولى الدفاع 
عنها بمن انضم إليه من المجاهدين ''' . 

وقد انحاز خليل بك ومن معه من المجاهدين إلى المرقب »> وهو ربوة شامحة 
تشرف على مدينة الخفس من الناحية الجنوبية الشمالية» وأقاموا حوله خط دفاع» 
وتحصّنوا وراء هذه الربوة » وأخذوا على العدو مسالك المد > فا من أسحد من 
الطلمان محاول الخروج من مدينة امس أو الإتنان بأى حركة إلا كان 'عرضة 
لرصاص المجاهدن . 

وقد ضاقفت |الحال العدو فجمع جيوشا جرارة وهاجم بها المحاهدين عدة 
مرات محاولاً بذلك إجلاءهم عن المرقب واحتلاله حتى يفك عن نفسه همذا 
الحصار الذي طال أمده . ومرت به فترة ل يتمكن من تحقق هذه الأمنمة . 
وسارجمع إلى الموضوع فى حوادث سنة ١9١1‏ . 

وافعة المنشبنة 
878 من أ كتوير سنة ١٠81١‏ 
م برق المجاهدين ما حصل هم في بومليانة » فقرروا أن يكيلوا للطلتارن 
)١(‏ خليل بك٠رقي‏ بعد ذلك إلى رتبة باشا » وفي الحرب العامة سنئة ١١‏ التحق بالعراق 

موأيته قاور الأعداء 1 


15 


أ- 21111 


كيلا كيل خصوصا وأنهم في واقعة بومليانة إنما جاءو! للاستطلاع لا للبجوم . 
وقد انتبزوا غرة من الإيطاليين فانقضُوا عليهم في فجر يوم *7 من أكتوير » 


قام المجاهدون بهذا الحجوم على طول خط القتال من قرقارش غرباً إلى 
ساحل المدينة الشرق» وهو خط يكوأن شبه هلال من ناحمق الغرب والجنوب. 
كان قلب الجيش موجه إلى المنشية وهي مر كز الحجوم > أما الجناحان من 
احمة قرقارش ومن ناحية ساحل المدينة الشرق فكان مقصوداً .با المناورة 
لتضليل القيادة الإيطالية وصرف نظرها عن مراكز اهجوم . وقد بدأ الحجوم 
عند انبثاق الفجر » وانطلت الحبة على القائد الإيطالي وظن أن المحوم عام 
فوز”ع قوته على طول الخط.ولما اشتدت المعركة انضم الجناحان إلى القلب تنفيذاً 
الخطة المرسومة » فظن الطلمان أن هذا الانسحاب تقبقر من المجاهدين » ولكنه 
على رأي المثل العربي : « أمر ديّر بليل » . وحمي وطيس المعركة في المنشية » 
وثار أهلها على الطليان وضربوهم ضربا لا هوادة فبه» واستّمر القتل في الطلبان» 
وفتك المجاهدو نيهم فتكاذريعاحتى ملأت يحثثبه أخاديدالآرضوآار البساتين"١'.‏ 
وم يلدث قائد الجيش الإيطالي حتى جاءه الخبر بأن جموشه 'هزمت » فحاول أن 
تدارك الأمر ولكنه أفلت منه . وقد استشهد كثير من المجاهدين » نظر 
لضق المنطقة »؛ واضطرارثم لمطاردة الطلمان ف ١‏ بعض الشوارع 


وبرجم الفضل في هذا النصر المؤزتر الذي أحرزه المجاهدون في المنشة: أولاآ 
إلى إحكام خطة الهجوم > وثانياً إلى ثورة أهل المنشة وصدق بلامُم في الطلبان» 
ذلك البلاء الذي كتبوه على صفحات التاريخ بدمائم الطاهرة » فإنه ما كاد 


)١(‏ بعد ما استتب الأمر للطليان اعتصموا بيساتين المنشية وبيوتها التي وقعت فببا هذه 
المعركة » وينوا فمها نصياً تذكاريا موه « تذكار الجنود البرسالليري » . وقد أنزلوا في إحدى 
الآبار ممن كانت قد ملت فى هذه المعركة يحثث الطلبان مصابيح كبر بائية » وصاروا يثيروتها في 
أرقات مخصوصة تذكاراً لن ألقيت جثثهم فبها . 


# هه مياد الابطال 41 


أهل المنشية يسمعون بجوم إخوابم المجاهدين حت ثاروا على الطليان وأثخنوم 
فتلا » وكانت نورتهم مما عجّل بهزعة الطلمان . 

والتحأ قائد اخملة الإيطالسة « بريتش » ومعه بعض الجنود إلى أحد بسوت 
العرب فتحصدوا فيه » لكن العرب تسوروه علمهم وقتلوهم » وم ينج منهم إلا 
إثنان التحقوا بمن بقي من فلول جيشهم . 

وكان الجيش الإيطالي فيهذه الواقعة مكوناً منالأورطتين الرابعة والخامسة» 
وفرقة البرسالليري الحادية عشسرة . وقد قال المستر فرانسز ماكولا بصف بعض 
ما حل بالطلمان من هزية في هذه المعركة : « إن العرب أوشكوا أن يفنوا كل 
فرد من جنود الأورطتين : الرابعة والخامسة » وفرقة البرسالليري الحادية 


4 


عسيره )© . 

واقعة شارع الشط في ٠‏ من أكتوير سئة ٠911١‏ : 

شارع الشط : يمند من قرب سبدي الشعاب وينتبي في الجبة الشرقمة بالسور 
الدي بناه الطلمان حمث « كشلة بوستة» . وكل هذه المسافة في أرض النوفلين . 
وكانت المعركة تشتمل هذه المسافة في مثلها مرتين إلى الجنوب؛ ؛ ولبس هو شارع 
الشط الذي يقع على المحر مماشرة . 

وقد قتل فى هذه المعر كة قائد اده ش الإيطالى الحثرال كنتوري ونصب لَه 
الطلمان سنة مم١‏ تثالاً على شارع الملك فمتوربو إلى الشيال منه بقرب «سقالة 
الحلفا» التي على البحر بنحو عشرين متراً . وبقرب قثال الغزالة وقد أزيل ول 
سق له أثر . 

وكا تسمى هذه الواقعة واقعة المذشية تسمى واقعة شارع الشط » وذلك أن 
فرقة البرساللبري وضعت في الناحية الشرقية لتحمي مدسرة الفرقتين الرابعة 
والخامسة » فباجمها المجاهدون من الشرق فاضطرت إلى الانسحاب »© فاقتفوا 
أئرها وأرغموها على القتال والتحموا معبا في مقتلة بقرب شارع الشط» فاضطرب 


54 


نظام الجيش الإيطالي وبدت عليه الهزيمة » واستدت علبه ضريات المحاهدين فن 
كل ناحمة »© فكانت الدائرة عله . وكانت هزية فرقة البرسالليرى فما حول 
شارع الشط من البساتين » فلذلك سمبت واقعة شارع الشط . 

وبعد انجلاء المعركة رجع المجاهدون إلى أماكنهم » ورجم معهم بعض أهل 
المنشية > الذين ثاروا على الطليان »© وبقي أناس منهم مم كثير من النساء 
رالاطفال . 

وقد جّن جنون الطليان لهذا الاندحار الفظيع الذي أصابهم فيأول معركة 
استعد فرها كل من الطرفين للقاء الآخر > فعاثوا في سكان المنشة قتلاً » وثأروا 
لأنفسهم من النساء والأطفال » ومثلوا بهم تثيلاً يأباه شرف الجندي الذي يحترم 
نفسه » والقائد الذى يمثل شرف القمادة . وكان الأجدر بالجندى الإيطالى أن 
بثأر لنفسه من الذين نازلوه في الممدان وجبا لوجه > وحعلوه أضحوكة أمام 
الجبوش الأوروبية » ولكنها عادة اتبعها في الحرب الطرابلسة » فها من معركة 
نمصل ويكون في طريقه جماعة من النساء والأطفال إلا مثّل بهم سواء أ كان 
منتصرا أم منهزما . 

وقد كتب مراسل انليزي شبد الواقعة بنفسه في «جلة بلا كوو» فى ديسمير 
سنة ١81١‏ ما نصه : « صدرت الأوامر بإخلاء الواحة ''' في الخال » وأرنى 
.هنل كل عربى معه سلاح » أو يوجد معه ما يدل على أنه اشترك فى الثورة » . 

وقال مكاتب الشمس : « إن الشدة التي استعملبا الجيش الطلياني في الانتقام 
م العرب الذين ثاروا يوم الاثنين يصح أن يقال عنها انها كانت عمل قتل إجمالى 
ددون تفريق »> وقد فتحت أبواب سفك الدماء » وفى أكثر الأحسان تحاوز 
الطلمان كل حد ومثّلوا بالأبرياء » . 


ونشرت الديلى كروتكل ما نصه : « ظل الجيش الطلياني ثلاثة أنام يطلق 
)١(‏ بقصد الماشمة . 


44 


الرصاص على كل من يلقاه فى طريقه بدون محاكمة » فقتلوا البريء وامجرم على 
السواء » وقتل عدد كثير من النساء والأطفال . وقد بلغ موع من قتلوهم من 
العرب من يوم الاثنين إلى يوم الممعمة أربعة آلاف عربى » وصدرت الأوامر 
بإعدام كل عربي يوجد في الواحة ‏ يعني المنشية - وأن يدخلوا المنازل واحدا 


٠ واحداً»‎ 


وبقول عيره: « إن جئث الشوخ والنساء والأطفال كانت أكواماً مكد”سة 
وكان ما ارتكبه الطليان في المنشية والساحل من أفظع م١‏ شوهد في تاريخ 
الشر » ,.'١٠'‏ 


وكانوا يقتلون الشبوخ والعجائز » والأطفال في السوت : يقتلون الشخ على 
مرأى من أبنائه الصغار » ويقتلون الأطفال على مرأى من والدهم المريض أو 
الم ةسعد »ويتر كون فتلامفي الشوارع حتى تتعفّن أجسامهم .ويتر كون الجرحى 
في الشوارع ينون » وعلى مرأى من رجال الصليب الأحمر حت وتوا . 

كانوا يتلبّون بقتتل النساء والأطفال أنا رأوم أو التقوا بهم 5 يتلبى 
يتحققوا موته.كلهذا كانفى شوارع المدينةالتى استولوا علمها منأول وهلةوبدون 
مقاومة » ولم يقدر سكانها على الهجرة » وليس عندهم قدرة على الدفاع » وفى 
القرى التي يستولون عليها وتدخل تحت نفوذهم . 

والدي يطلم على ما كته مرأسلو الجرائد الأجندسة فى أكتوير سنة ١ ١1‏ 

(1) كثيراً ما ننقل عن مراسلي الصحف الأجانب الذين كنوا يرافقون الجيش الادطالي في 
طر ابلس ء ليطمئن القارىء إلى صحة ما نكتبه من هذه الفظائع المؤلمة » والي لفظاعت-ا قد لا 
تستريح النفس للتصديق بها . ولو سمحت لنفسي أن أقول غير الحق لما أمككن للخمال أت 
يتصور أفظع مما ينقله هؤلاء المكاتبون وهم شبود عبان مع الجيش الايطالي ٠‏ ومن بني جنسه 
ودينه . والخدث ما شهدت به الأصدقاء . 


١ . ء‎ 


شمر دوا من كل مقوامات الشرف » وصفات الانساننة . 


وكانت صدمة المنشية شديدة على الطليان فنببتهم إلى خطئبم في تقدير 
الطر ابلسيين » وحولت مجرى تفكيرهم في هذه الحرب الت أقدموا علببا » 
ووضعت أيدهم على ما للعرب من قوة العزيمة وشدة الشوق إلى لقاء العدو » 
والاستهانة بالموت في سبيل الدفاع عن وطنهم » وأدر كوا لذلك أن ما أتوا به 
من قوة لن يقوى على مقاومة العرب >2 وأنهم إذا أحبط بهم مرتين في مثل واقعة 
المنشية فلن يكون أمامهم إلا الجلاء عن طرابلس . وكانت واقعة المنشية من 
الوفائع التي رفعت من أن الطرابلسيين في حروبهم مع الطليان . 


واقهة الماني 
75 من أكتور سئة ١٠41١‏ 


كان النصر الذي أحرزه المجاهدون في واقعة المنشية مما حمّب إليهم لقاء 
المدو وأطلعهم على بعض مواضع الضعف فيه . وما بلغهم من تنكيل العدو 
بإخوانهم سكان الساحل والمنشية حافزاً لهم على التفكير في اتخاذ خطة سريعة 
لإنفاذ من بقي منهم . وقد أجمع رأهم على القيام .هجوم سريع قبل أن يجمع 
الددو شمله ويزيد في تحصين مراكزه . فاتفق الرأي على أن يكون هذا الهجوم 
,م ادس 8 من أكتوبر سئة 1١91١‏ . 

وقد انقضى يوم الثلاثاء والأربعاء 4؛ و ه؟ منه في مناورات على طول 
خط لعجم عود العدو ومعرفة مواضع الضعف منه » وفي يوم الأريعاء أعطيت 
الأوامر للمجاهدين بالاستعداد للبجوم على قصر الحاني . وكان المجاهدون يجتمعين 
في سواني بنيادم وما حولها » ونظراً لما بين مجتمع المجاهدين وقصر المهاني من 
مافة ») فقد صدرت التعليات بالسير من المغرب حتى نصبح العدو ممع يزوغ 


١١١ 


الفحر » وهذا ما حصل . 

وكانت عندنا عقمدة أنا و كثير من عرفتهم من المجاهدين أن رصاص المدفع 
الرشاش لا يخترق الجسم » وكل ما له من أثر أن يصطدم به »6 ثم يسقط في 
الأرض . وقد توجبنا إلى اهجوم على العدو ونحن على هذه العقيدة . وهي وإن 
كانت لا تنفق مع الواقعم ولكنها شجعت كثيراً من المحاهدين على الإقدام» 
ومنشؤها الدعاية لتهوين أمر الطلمان . 


وقصر الهاني يقع شرق ساحل طرابلس على مسافة ١١‏ كم تقريبسا وهو 
الذي كان في مواجبة أمل الزاوية وزوارة وورشفانة. واشترك فى المعركة 
كذلك النواحي الأربعة ومصراتة وترهونة وغيرهم كثير . وسار محاهدو 
الزاوية ومن انضم إليهم في صفوف طوية تعب الضباط الأتراك في تنظضمها . 
واعترضنا في طريقنا بعض الأراضي الرملية حتى أحسسنا بالإعياء . وكانت 
الأنو ار الكاشفة تنير أمامنا الأراضي للاستتكشاف ما بين حين وآخر ؛ فكنا 
نؤمر بالوقوف حتى تنطفىء لأن الحركة مما يعين على تبين الأشخاص . 

وعند انبثاق الفجر » وفي لحظة لا تزيد على بضم ثوان خشعت الأصوات » 
وأحبست الأنفاس » وإذا بلفة الحديد والنار تمل ضوضاوها ما بن الساء 
والأرض » وإذا بالمجاهدين يندفعون كالسيل المنهمر إلى الأمام بخاطب بعضهم 
بعضأ : « تقدموا فإن رصاص المترالموز لا يقل » ولعنون بالملراليوز المدفم 
الرسّاش وأسرف الطلبان في إطلاق المدافع من الأسطول » والأبراج البرية ؛ 
والمدافع السيارة » وكان صوت المدافع الرشاشة علا الفضاء في ضجة لا تنقطم » 
والجنود الإيطالبون يطلقون الرصاص في غير روية . وبالرغم على هذه الضحة 
النارية لا يلسث الإنسان أن يسمع صوت المجاهدين يأمر بعضهم بعضا بالتقدم في 
شجاعة وحماس » وخرج الأمر من أيدي الضباط الذبن حرصوا كثيراً على أن 
يكون اهجوم نظاميا»ولكنهم كانوا قلة بحبث ل يمكنهم ضبط حماس الحاهدن . 
واندفع المجاهدون تحت هذا الستار مزالنار فاخترقوا خطوط العدو وشار كوه 


١ ١ ؟‎ 


في الملاد » وتثر سوا بأسوار البساتين وجذوع النخل» واستمروا في تقدمبم إلى 
أن أشرفوا على المدينة » وسمعت فسا أصوات التبلمل والتكيير » فاشتعلت 
الحئة في صدور بعض الناس فر كض جواده فى أحد شوارعها ونادى بأعلى 
صوته « الجهاد فى سيل الله » . واستمرت المعر كة فى شدتها إلى ما .قارب 
الظبر والمحاهدون في أتون من المحم لا تسمع إلا أصوات الرصاص وزججرة 
المدافم » ثم خف إطلاق النار وأخذت المعركة تنحلى شيئا فشيئاً » وإذا بها 
نسفر عن كثير من ااشهداء » ودفع المجاهدون أغلى ما يدفم في سبيل الله 
(نقاد الوطن . 


ومما يحب أن يذكر فى هذه المعركة أنه كان مع جماعة زوارة رجل اسمه 
سام بن أبي بكر الشوسان وهو من موالى عائاة بوسهمين . وكان من شعراء 
المادية المبرزين » مخشى الناس لسانه » ويخافون هحاءه » ولا تسمح لإنسان نفسه 
أن بعر"ضها لكامة هحاء من مثل هذا الشاعر المفلى ولو أدى الأمر إلى موته» 
فكان هذا الرجل يشجم الناس ويحذرم مما ينتظرهم من المار إذا هم خينوا . 
فكان لتشجمعه أكبر الأثر على نفوس المجاهدين » فكانوا يتهافتون على الموت 
تهجافت الإبل العطاش على الماء » حتى كادوا يفنون عن آخرهم . وقد كتب على 
هذا الرجل أن يصاب بشظية قنباة فى بطنه فاندلقت أمعاؤه » فربط بطنه 
سمزام » واستمر حراض المحاهدين > ولكنه ما لسث أن أعساه جرحه وسقط 
*بمداً عليه رحمة الله . وكانت الخسارة فادحة من الطرفين في هذا اليوم المشهود 
في الحرب الطرابلسية . وكان معي اثنان من أبناء عمي : على بن عبد الله » 
وإبر اهم بن حمد > فاستشهد إبراهم » ورجعت أنا وعلى . 

وما أنس لا أنس أستاذي الجليل الشيخ عبد ال رحمن بن عبد اميد البشتي 


ونم في طريقنا إلى لقاء العدو » وهو راكب فرمه يتنقل في صفوف المجاهدين 
:ن] وثمالا تأمرنا بالصير عند لقاء العدو » ودشحمنا بقوله تعالى : إن تنصروا 


بنصرك # و ا قاتاوهم يعذهم الله بأيديم ويخزهم وينصرع عليهم © وغير 


١١“ 


ذلك من الالفاظ التى تشق” طريقها إلى قلوب المجاهدين المؤمنين . م اني لم أنر 
الشخ مد سوف شيخ المحامين في عصره » وهو راكب على جواده دؤانس 
امجاهدين بعد رجوعبهم من المعر كة وسْبت قلويهم ؛ وحرضهم على الاستمرار 
ف اباد » وقول لهم : « لايصح أن نصدر عن المئر قل أن نشرب » » 
ومعناه : يحب علينا أن نصبر على ملاقاة العدو » ولا نترك الجباد حي نطرده 
من بلادنا . 


وقد مبدت واقعة الحاني الطريق لمحاهدين لمزاحمة الطلمان حول المدينة » 
وتخفيف الضغط على سكان الساحل والمنشية الذي حصل لمم بسبب واقعة بوم 
الاثنين » وسبلت للكثيرين منهم الانضمام إلى اللجاهدين الذين اقتحموا على العدو 
مواقعه بالساحل والمنشية » ونازعوه فيه| مواضع أقدامه . 

وفي يوم 77 أكتوير - وهو اليوم التالي للمعركة - تم" انسحاب الطلمان إلى 
الناحمة الغربية نما بسامت مكتب الزراعة وسبدي المصري من الناحمة الشهالمة 
فها بينه| وبين المدينة » واتخذ المجاهدون من ببت السد بركة الشريف مركزا 
هم » ونصبوا مدفعاً في « قوز الزناتي ١‏ » وصارت قذائفه تقع في سوق الثلاث 
داخل أسوار المدينة وحول دور الحكومة . وأحسٌ الطلمان يخطر هذا المدفع 
عليهم فبيّتوه» وصوابوا نحوه مدافعهم من الير والبحر حت « جرحوه » على حد 
تعبير المجاهدين » يعني كسروا عجلة العربة التى كانت تحر”ه » فتعذر إصلاحه 
كا تعذر استعماله ونقله » وسكت في غير جين » وفقد المحاهدون معونته . 

ونشط المجاهدون في مضايقة الطليان في كل مكان > حتى قال أحد الطلمان: 
« وأصبح العرب يخرجون الينا من كل مكان كأن الأرض تنبتهم » . 

وقد عم المجاهدون أنجماعة من ضباط الطلبان اتخذوا بيتاً بساننة الماشا!؟ا 

. القوز في اللغة الطرابلسية الدارجة يطلق على الككثيب من الرمل‎ )١( 
(؟) سائية الباشا: هي سائية أحمد راسي باشا, ولفظ السانية يطلق في اللفة على الحيوان الذي‎ 
. يستعمل لاشراج الماه من الآبآر » وتوسع الطر ابلسيون في إطلاقه على اليستان‎ 


١١+ 


المنشة محلا للبوم ويأتون إلمه ببعض المومسات > فانقضُوا عليهم ذات لبلة 
فقتلوهم عن آخرم > ووجدوا في البيت « ببانو » فأخذوه معيم ورجعوا إلى 
معاقليم . 

وي الأسبوع الأول من نوفمبر سنئة ١9411١‏ حاولت قوة كميرة من الطليارن 
استرداد الساحل والمنشية ولكنها م تفلح . واستمر المجاهدون في أماكنبم ©“ 
ا استمر الطلمان في هذه الحال المزعجة إلىأول ديسمبر سنة ١411‏ حمث أخذوا 


ستهدون لاحتلال عين زارة . 


وقد ذكر المستر فرانسز ماكولا ١‏ فما كتبه عن واقعة الحافى أنها واقعة 
هرمى فيبها الجيش الإيطالي سلاحه ور كن إلى الفرار » . ثم قال : « وبلغ من 
فشل القوم - يعني الطليان ‏ أن أرجعوا معسكرهم في اليوم الثاني ميلا إلى 
إلى الوراء حتى كن العدو - يعني الطرايلسين - من الدنو إلى المدينة » ورمى 
فنابه فأصاب منزل القائد العام بالذات » . 


وقال المستر أرنست باندت "2 فما كتبه عن هذه الواقعة : « وقد أثرت 
حوادث ١م‏ أ كتوبر على الجئرال « كسفا» وأركان حرب حلشسه حق أنهم هرروا 
رما التقبقر بمراكزه إلى الوراء لناحمة المدينة » وقد جاءت رواية هذين 
الر حلين مطابقة لما شاهدناه ورويناه . 





)١(‏ فرانسز ماكولا صحفي النجليزي مم الجيش الايطالي دكاتب الجرائد الانجليزية 
,الامريكية . وقد جمع ما شاهده في حروب الطرابلسيين مع الطليان في كتاب » وترجمه الى 
المربية بوسف أفندي سر كمس > وفشر فصولا منه في«جرددة المؤبد»قي سنتي ١‏ ١91١ار١951١.,‏ 

)١(‏ نانب من نواب الاتجليز في مجلس العموم » وكان مع الجيش العثاني في العزيزية وكاتب 
الجرائد الانليزية » وكتب ما شاهده في الحرب الطرابلسية وسماه « مع العثانيين في طرابلس » 
وقد ترجم هذا الكتاب سلم أفندي سر كيس إلى العربية » ونشر فصولاً منه في جريدة اللؤيد 
في سنلني 1١41١‏ ر 5 841١ا.‏ 


6ط 


أثر واقعة امهاني في نفوس الطليان : 

هذه هي الصدمة الثانية التي اصطدم بها الطليان مم الطرابلسيين في الحرب 
الطرابلسة وقد كانرا يعتقدون أن احتلال طر ابلس نزهة يحرية » ولكنهم 
وجدوأ في طريق هذه النزهة من الشوك ما جعلهم يتحسسون مواضع أقدامبي » 
ومن أسود العرب ما منع عنهم الطريق وردهم على أعقابهم مدحورين . 

وقد كان من أثر هذه الواقعة عليهم أن فقدوا توازن أعصايهم . وملكت 
روح الانتقام عليهم مشاعرهم » فأطلقوا يد الجند في النساء والأطفال » بل وفىي 
المرضى والعجزة من سكان المدينة والمنشية والساحل » فصاروا يتلبّون بقتل 
هؤلاء كا يتلبى الصباد بصده . 

وقد وصف مكاتبو الجرائد الأوروبية الجيش الإيطالىي بكل نقمصة » 
وجر دوه من كل إنسانية و كرامة لما ارتكبه من الفظائع الت لا برتكبها إنسان. 
والتي تخالف المروءة وقواعد الإنسانية العامة . وخرج عن كل تقليد مدني وأتى 


ويظبر أن الطلمان أول من سن قتل الإنسان بطريق الذيبح . فكارن 
المجاهدون يدخلون ببوت المنشية بعد واقعة يوم الاثنين » فمحدون أفراد 
الأسرة بأكملب! : نساءها ورجالها وأطفانها مشدودن بالحبال ومذبوحين 
ذبح الخراف. وهى حقرقة أجمع المجاهدون على رؤيتها» كا أجمم مكاتبو الصحف 
الإفرنج على روايتها . 

وقد أضرم الطلبان بهذه الوحشية نار الحقد في صدور الطرابلسيين ولكنهم 
- رخما على مذا - كانوا يترفتّعون عن كل نوع من أنواع التمشل» فكانوا إذا 
تقابلوا مع الإيطاليين لا يفعلون بهم غير القتل بالرصاص » أو بالخناجر والسدوف 
إن اختلطوا بهم . وكنوا في كل حال من الأحوال - بترفعون عن قتل النساء 
والأطفال والعاجزين عن القتال من الرجال . 


٠١5 


وقد استباح الطليان القتل في مدينة طرايلس بشكل ل تراو التاريخ مثله ؛ 
واشترك فى هذه القسوة الضباط والجنود » وجماعة الصلبب الأحمر » حق 
القساوسة الدن ددعون النسسه بالمسيح . و سنفرد هذه الفظائم فصلا خاصاً 


إن سأء الله ٠‏ 


ضنم طر ابلس إلى أملاك روما : 

كان الطليان حريصين على الظبور أمام الأوروسين بمظبر المنتصر الظافر > 
الرغم على ما يعانونه من الصعاب في طرابلس» وعلى انكسارات جدشهم المتتالية 
وكانوا يشوهون الحقائق وينشرون ما يفيد انتصار جدشهم » وإن كان هو 
النبزم المغلوب . 

وقد أرادوا أن يفبموا العام أنهم غير مكترثين لا حري في طرابلس 
فاستصدروا أمراً ملكا بتاريخ ه من نوفمير سنة ١41١‏ بإلحاق طرابلسبأملاك 
روما . وحوال هذا الآمر في ه؟ من فبراير سنة ١41١+‏ إلى قانون رقم م من 
فوانين الدولة واجب التنفيذ . وقد فعلوا هذا في الوقت الذي كارى رصاص 
المحاهدين يصل إلى دور الحكومة بمدينة طرابلس . 


واقعة عين زارة واحتلالبا 
م من دسمثبر ١951١1١‏ 
إن الحوادث يأخذ بعضها برقاب بعض > و.بمىء بعضها لبعض. فما من واقعة 
إلا وتمت" للتى بعدها بأسباب لا تلبث أن تخرج في قوة تختلف باختلاف قوة هذه 
الأساب وضعفها : فقد هسأت حادثة بوممانة لواقعة المنشة » ونشأت عن 
وافعة المنشية واقعة الحانى » وها نحن أولاء نرى واقعة المحانى تمت" إلى واقعة 
عين زارة بأقوى الأسساب »> وتدفعها إلى الظبور دفعاً في عجلة تقتضضها ظروف 


١ 


الطليان الحرجة وتهديد مركزهم في مدينة طرابلس . 

استمر المجاهدون في الساحل والمنشية نحو الأربعين يوما يضايقون الطلمان 
ويقضون مضاجعهم ذ بص ربونهم ف كل سارع من شوارع الساحل والمنشية ؛ وق 
كل بستآن ومنزل من بساتينها! التى أحديت إلا من الرصاص »© ومناز لما الى 
خلت إلا من جئث القتلى والمذبوحن . 

ول يحد الطلمان مخرجاً من هذا الاق برج إل ياجله اجامدين بن الساسل 
والمنشية . واحتلال عين زارة من أمم العوامل التي تسبل الاستملاء علمها . 
يمكن الوصول إلى عبن زارة إلا بقوة عظيمة تحتاج ن ارقت رفكت لير 
ما يكفل ها النحاح . وقد جمع الطليان ما يمككن جمعه » وطلسوا نحدة من 
«سيرا كوزه» فحاءت على وحه السرعة. ويقول مكاتبو الافرنج 0 
جمع خمسة عشر ألف جندي يحبزين بأحدث آلات الحرب وأكللبا.و 
المحاهدون : إن الإنسان إذا نظر إلى هذا الجيش لا .رى إلا ا 5 
تتحرك في مسافة من الأرض تنتدىء من قرقارش وملا ما بين جنزور والمنشة 
مارة بالقر و د وقاصدة إلى الحنوب ٠.‏ وعلى كل حال فإن وصف المحاهدين شهدا 
الجيش كان مطابقا لوصف مكاتى الصحف الإفرنحمة فما يتعلق بكثرته 


٠ واستعداده‎ 


كان المجاهدون برابطون في سواني بنيادم وعين زارة وما حولما . وهذا 
الخط عتد جنوبي سبدي المصرى ومكتب الزراعة وقصر الماني » الى كانت 
يحتلها الطليان » وينحني من عين زارة إلى الشمال ويدخل إلى الساحل والمنشة . 
وكانت طلائع المحاهدين تصل إلى جازور وسبدى بلال على شط المحر لا كتشاف 
حركأات العدو. وكان الطليان شبه حصورين في الحاني والمصري ومكتب الزراعة 
لآن طلائع المجاهدين كانت تمنعهم من الإتمان بأى حركة » وكان تحول المحاهد.ن 
في الساحل والمنشية يقطعالصلة بينهم وبين وصول المدد إليبومن مدينةطرابلس. 


والوضع الحربي على هذا الشكل يقتضي الطلبان اهجوم من الجبة الغربية على 


١ ٠م‎ 


طريق قرقارش والقر'و_د "١‏ فيا بين جنزور والمذشية » لآن هذه الجبة هي التي 
تواجه قمادة المجاهدين من الناحمة الشرقمة الشمالة » وهذا ما حصل . 

وفى أوائل ديسمير سنة ١٠41١‏ كثرت طلائع الطليان لالكشف والاستطلاع 
بشكل لفت نظر قبادة المجاهدين وأحست أن في الأمر شيئا » فأرسلت مدافع 
كبيرة كان الجيش الترى أخرجبا في انسحابه من المدينة » ونصبت في أمكنتها 
اللائقة ها » استعداداً لما عساه يحصل نتسحة لهذه الحركات غير العادية . 

وفي اليوم الرابع من ديسمبر شرع الأسطول عند للبجوم فشرع في ضرب 
عين زارة وما حوهًا من مواقم المجاهدين ضرباً لا ينقطع. و كثر تردد الطائرات 
على خطوط المجاهدين وضربهم بالقنابل . وابتدأ زحف الجيش الإيطالي على 
المنشة بثلاث أرط واستمر القتالالنهار بطوله» وني المساء رجع الجيش الزاحف 
على المنشية إلى مراكزه » وفي الوم التالي أعاد الكرة في الحجوم على الساحل 
والمنشية » وهجم ألف وخمسائة على ميمنة المجاهدين في عين زارة لأنهم رأوا 
أنها أضعف نقطة يمكن اقتحامها. وبننا المعركة على شداتها فى المنشة وعين زارة 
والمجاهدون صامدون للعدو جاءت الأخبار إلى نشأت بك يخروج العدو من 
ناحبة قرفارش والقر و د بقوة عظيمة ليضرب ميسرة المحاهدين وحيط بهم من 
الحنوب والغرب وه ذا الوضع يمكنه من فك الحصار على المصري ومكتب 
الزراعة والهاني » فرأى مالا مناص منه أن يأمر المحاهدين بالإنسحاب إلى 
الوراء لآن العدو أحاط بهم من اليمين والشمال وخرج في مواجبتهم من الأمام » 
فأصدر أمره إلى من في المنشية والساحل بالتأخر وكانوا لا يعامون يخروج 
المحاهدين من ناحية قرقارش »> فكبر عليهم الانسحاب ©» وكادوا يترددون فى 
الآمر لأنهم كانوا في مر كز يمكنهم من الثبات أمام العدو . ولكتهم لا عاموا 
الحقمقة امتثلوا وانسحموا إلى عين زارة. وقد تكائرت جوش العدو » و كتشف 


)١(‏ تطلق كلمة « القرود » في لغة الطرابلسيينالدارجة على الأرض التى تخالط تريتها المجارة 
أماغارة وتككون قِ العادة قلملة الخصب . 


١ 


الأسطول حل المدافع التي كانت تقوم بقسطبا في المعركة » فاتخذ منبا هدفاً 
لصواعقه المدمرة » وثبت المجاهدون ما أمكن الشات »> ولكن القوة المائا: 
اضطرتهم إلى الانسحاب فأخلوا عين زارة وانسحموا على مبل كا يقول مكاتشو 
الجرائد الإفرنج إلى سوانى بوٌمحةوما حوها لا يخشون حصاراً ولامطاردة. 
واضطروا لترك المدافع لأنها ثقيلة من عبار ١6‏ » وكل مدفع منها يحتاج في جر". 
إلى ١5‏ بغلا »2 ولا بوجد هذا العدد من البغال » فضلاً على أن الأرض رملمة 
لا يمكن حي" هذه المدافم فبها في وقت أنسحاب المجحاهدين ؛ وهو ظرف يقتضي 
كثير أ من السرعة » وقد تر كوها غير صالحة للعمل . وتم استبلاء العدو على عبن 
زارة في البوم الثامن من ديسمبر سنة ١4١١‏ بعد معركة دامت أربعة أيام بدون 
انقطاع . وجرح في هذه المعركة رمضان السوحلى . واستولوا أيضا على 
سوألي بنمادم . 


يف 


جعجعة : 

طبل الطليان وزمروا لاحتلال عين زارة . ولا شك أن القوة غير متكافئة 
١‏ في المدد ولا ني المندد » فإن ماد حرب المجاهدين على البندقية ؛ يخلاف 
الأسطول الذي لا بسكنهم أن يفارقوا مماقلهم طرفة عين إلا ي حاة مداقمه . 

ومن المبالغة غير المقمولة أن يقال إن عدد المجاهدين بلغ أربعة 1لاف جامد 
فضلاً عن ثمانية آلاف التى ذ كرها العدو في بلاغه عن إحتلال عين زارة . أما 
الجيش الإيطالي فكان مؤلفاً من ١5‏ ألفاً غير الاحتباطي . 

ولنذ كر هنا ما ذكره ه المستر « أرنست بانيت » بصدد التهم بالجيش الإيطالى 
في ماه المرلة قل : و والذريبافي تصرف الطليان أن جيشهم الهاجم - وعدد. 
خمسة عشر ألف مقاتل أبام للأتراك الانسحاب يكل سكينة ول يعترضهم © 
ولا أدري ما كان يصنع فرسانهم ؟ وهل يخطر لعاقل أن أي جيش أوروبى غير 


١١ 


إيطالى بسهم لعدد قليل من أعدائه بالإنسحاب بدون أن سدي أقل معارضة بإ 
وبدلاً من عمل هذا الواجب فإن تلك الألوف الطلبانئة اقتحمت المعسكز الفارغ 
واتولت على المدافم المعطثلة ». 
الجرائد الأوروبية تبك بالجيش الإيطالي فقال : « بلغ عدد الجنود الإيطالية في 
الثاني من شهر ديسمير سنة ١41١‏ مائة وعشرين ألف جندي : منه سبعون ألفا 
في مدينة طرابلس و 5" ألفاً في بني غازي > وه٠١‏ ألفا فى درنه و 5.٠.٠‏ آلاف 
في كل من ثغري الخفس وطبرى » . وإذا نظرنا إلى مر كز الطلمان الحرج وما 
بتطلبه منهم الموقف الحربي من توسيع خطوطهم وفك هذا الحصار عنهم رأنا 
أن تقدير الجيش الإيطالي بخمسة عشر ألفاً فبه كثير من تحر"ي الحقمقة . 

وقد ذكر الطليان أنهم تغلبوا على جيش للعرب مؤلف من كماننة آلاف 
مقاتل . ونرد” عليهم بما كتبه أيضا « المستر أرنست بانيت » الانجليزي فقال : 
وك أنه غير صحيح قوهم إنهم هزموا مُانية آلاف من العرب وأجاوهم عن عين 
رارة والحقيقة أنه لو تدسّر وجود أربعة آلاف عربى ‏ لا مانئة 5لاف ‏ لقابلوا 

هذا بعض ما كتبه الأوروببون ‏ مراساو الجرائد الأوروسة - عن الجبش 
الإيطالى في هذه المعركة . 

وهه| قلمت النظر فى هذه الواقعة سواءَ من ناحمة قل الجدش و كثرته » أو من 
١حية‏ العتاد الحربي وآلات الدفاع » أو من ناحمة حسن القمادة والإتتناه إلى 
لساعتيم . 

مناورة : 

أراد الطلمان أن يصرفوا نظر قبادة المجاهدين إلى الإهدام بغير الذي هو بين 


١١١ 


بدا او على مقربة منبا » فذهدت مدراعتان من أسطوهم في ١١‏ ددسمسر سنة 
5 إلى ناحمة زوارة وأنزلتا بعض يحارته) في مكان يقرب منبا » وكان قائد 
تلك المنطقة موسى بك الممنى برتبة « قومندان ©» وسرعان ما فطن هم سكان 
تلك الناحمة فحضروا وطردوا البحارة الدين نزلوا . ولما رجسع البحارة إلى 
المدرعتين أطلقدًا المدافم على المجاهدين » وم يصب أحد بسوء . وقد حاولوا أن 
يفعلوا مثل هذا في يوم ١‏ منه > ففي نحو الساعة الخامسة صباحاً جاء طرادان 
إلى نفس المكان الذي وقفت فبه المدرعتان في الموم الأول وأنزلا نخحوءه؛ 
يحاراً » وكان العرب قد فطنوا لهم فكنوا لهم بأمر موسى بك » وم يلبثوا أن 
انقضًّوا عليهم فقتلوا ضابطهم وبعض الجند»ففروا وتر كوا بعض البنادقو كثير أ 
من الخرطوش »© فحبطت هذه الملاورة ورجع الطليان خاثيين . 


اهجوم على زازور 
فى ١7‏ من ديسمابر سنة ١91١‏ 


بعد أن احتل" الطلبان عين زارة انفسح أمامبم يجال العمل قليلآً » وأصبح 
جنوي المدينة كله في أيديهم . وقد أنشأوأ حصنا في الرأس الأحمر وهو ربوة 
عظيمة بالقرب من عين زارة من الناحية الشالية » ووضعوا فيه ١4‏ ألفجندي. 
وأنشأوا من قبل احتلالها حصنا في الحانى » وحصنا في المصري » وحصناً في 
مكتب الزراعة « عدا الحصون التى أنشأوها في قرقارش . وانحاز المحاهدون 
بعد احتلال عين زارة إلى سواني بوجمحة »2 وقسم منهم إلى سواني ينيادم 
والعزيزية » وامتدوا في جنوبى زنزور إلى ترينة مما يلى الزاوية . وقد اطمأن 
الطلمان إلى الحصون الى أنشأوها بعد أن عززوها بالمدافع » وملأوها بالجند 
لتقوى على رد المحوم على المديئة فها إدا حصل هجوم عليها من المجاهدين ؛ 
وحمعوا حدشأ لاحتلال زنزور » وكان الجبش مؤلفا من أريع أرط من الفرسان 
وقسم من أورطة وف » وقسم من أرطة خمسين» ومن أرطة مدفعمة علىالغال. 

1 


8 -811آ 


وقد عامت قمادة المجاهدين بهذا الاستعداد فاحتاطت للأمر . وفي البوم السابع 
عشر من ديسمبر سنة ١411‏ خرج هذا الجيش عن طريق قرقارش قاصداً 
زنزور » وصادف أنه لم يكن فبها إلا أربعة من الفرسان من المجاهدين . ول 
رأوا حدش العدو قادماً أخلوا له الطريق ودخل زنزور بدون مقاومة > وهدم 
مبنى التلغرفات وقطع أسلاكه .وقد التحى الفرسان الأربعة بإخوانهمفي جنوبي 
زنزور »> وأرسلوا نذديراً إلى العزيزية مخبر القمادة باحتلال العدو زنزور ©> وقد 
تقدم العدو إلى جنوبي الملدة فالتقى بتسعة عشر ججاهدا فأطلقوا عله الرصاص 
من بنادقهم » فظن أن قوة كامنة له وراء الآ كام فأطلق ساقه للريح ورجم من 
حيث أتى 2 ولم يبت إلا في المدينة وقرقارش تحت حماية الآأسطول . 

ويقول الذين كتبوا على هذه الحادثة : « إن العدو أطلق مائق مدفع من 
البر والبحر تمبمداً لهذا المجوم الفاشل » . 


واقعة طبراز 00 


في ١5‏ من ديسمس سنة ١٠951١‏ 


لا فشل الطليان في هجومبم على زنزور أرادوا أن يحربوا حظهم مرة ثانبة» 
فاتفق رأيهم على أن يهاجموا المجاهدين في سواني بونمجة » وهي جنوبي عين 
زارة » بقوة كميرة مؤلفة من ثلاث أرط من المشاة » وأرطة من الفرسان » 
وثلاثة مدافععلى البغال»وبضعة مدافم مكسم وبعض المشاة من فرقةالبرساللير ي 
الحادية عشسرة . و كأن هذا الجدش بقمادة الكولونمل «فارا» . 


ولا يخفى على من له إلمام بأعمال الجيش الإيطالي في طرابلس أن سوء الطالع 
ما انفك" ملازما له » فبو على رغم ما يعده من كثرة الجند ومختلف الأسلحة 
)١(‏ وتعرف أيضا واقعة السررة ؛ ووأقعة سررة الجلابية وهي من الوقائم المشوورة 1 


5 حمباد الانطال ١١+‏ 


النارية » فإن الهزية لا تفارقه » وإذا نحح ففي الغالب إنما شحخ من قبل 
الصدف . 


وبينا هو ساثر في طريقه إلى سواني بوجمحة التقى بعسس المجاهدين يطبراز 
فاعترضوا طريقه وقاوموه > و كانوا نفراً قلملاً » وم يلبثوا أن جاءتهم لنمجدة 
وانقلست المقاومة إلى معركة . وقد حصل اختلال فى صفوف الجيش الإيطالى 
يسبب الصاية اي كانت بينه وبين المجاهدين » فضل الطريق واتحه إلى غير 
وكان المحاهدون بدذلون حبد المستطاع لتضلماء والسلولة بدنه وبين 
قصده » وقد حاول أن بدي فشغله الدفاع عن الإهتداء وسحاول أن بحد قْ 
الدفاع عن نفسه فأنبكه التعب وخارت قوته المعنوية لهذا المركز الحرج الذي 
وجد نفسه فمه . وما زاد فى حيرته أنه حمما توآحه وحك أمامه المحاهدىن »2 
وظل المجاهدون طول النهار يضربون وجوهه وأدباره » ويقلمونه ذات الممين 
وذات الشمال وهو لا يدري أبن يتواجه» فى حيرة ملكت عليه شعوره»وموقف 
حرج ل يحد فيه بجالاً التفكير في أمره . وقبيل المغرب أمكنه الاتجحاه إلى 
الشيال . وقد استدت مضابقة المحاهدين له » وصار الرصاص بيتخطنفه من كل 
ناحمة » وبقست قتلاه ميعثرة في كل منخفض من الأرض » وعلى كل رابية . وقد 
أزعجه تكيبير المحاهددن وزاد فى فشله » فكاما دنوا منه صاحوا به : «الله أ كبر 
وأطلقوا عليه الرصاص فل يزده ذلك إلا إرتباكا. واختلط عليه الأمر فأخطأ في 
تقدير الزمان والمكان . فاما جن علمهاللمل إزد'دت حيرته » فأمر القائد الجيش 
بالنزول لأخدْ قسط من الراحة » فنزل فى جوار « سدرة الجلابة » ونصب حوله 
المدافع والرشاشات وحفر الختادق » فا زاد ذلك إلا شدة في حصاره . وتجمع 
المحاهدون حوله وأصلوه ناراً حامية » فأمر القائد الجيش بالرحصل فرحل »2 
وسار بقمة اللمل وهو فى شك بأن وجبته عين زارة . وبعد لاي » وفي وضح 
النبار الثاني وصل خبره إلى عين زارة فجاءته نجدة وأدر كت من بقي منه على 
قمد الحماة . 


١1 


وقد كتب المستر « أرنست بائدت » دصف هذه المعركة فقال : « أما خسائر 
الطلان في هذه الواقعة فمئات من القتلى . وقد جمم العرب حو ماق دندقة 
وآممة وافرة من الددخيرة . وعرضت ف الموم الثانى تمسات كميرة من أحدية 
دريحا.وما لا ريب فيه أن الذي أبقىعلى بقبة جيش الكولونيل «فارا» وحال 
ك4 إطلاق بنادقها مثل ه؛ لاء العرب © : 

و كنب جندي إيطالي من خط القتال إلى شقيقه يقول له : « إفي آسف لهز 
البر سالليري في بئر طبراز » بعد أن قتل منهم أكثر من مائة وجرح ما بربو 
مأنة وخمساين 6 . 

والقارىء برى فما يكتبه الأجانب مما شاهدوه من الجيش الإيطالى تلك 
الحقمقة النأصعة الى نتروماأ عن كيار المحاهدين ورؤسامم من خبرناهم وعرفقنا 
مبلغ صدفهم . 

كان قْ إيطالما حزب استرا يي برأسه 2 ماوق » 2 يخطتىء الحكومة 
الطلمانية في إعلانها الحرب الطرابلسة. وفى بعض أعضائه جرأة دونها جرأة 
الفوضويين والفداثيين. وقد شاهدنا منهم الستيور مرتمنى في طرابلس سنة ١519‏ 
وا. اه ١‏ يكتب فى الجرائد الطرابلسة طالب حكومته بإعطاء الطرايلسين 
عقوقبم كأملة . 

وكان فبها حزب جمهوري متطراف يكره الملوكية الإيطالية ويعمل ضدها 
4 وصح النهار وعى روّوس الاشباد . 

ومن أعضائه المتطرفين السنيور « املمكارسبرياني » العضو المبوري في يجلس 
واب إبطالا . وكان هذا العضو من أشد أعداء التكومة ومعارضبها فى إقدامبا 


13 


ن 


١١6 


على الحرب في طرابلس . 

وقد كتب مقالاً فى جريدة «الأومانيته: الفرنساوية في أول ينابر سنة؟51١‏ 
يسفّه فمه آراء الملوكمة الإيطالية» ويلصق بها أقبح النقائص وأحقر الصفات . 
وهذا نص تعريب ما حاء فى مقاله : 

«إننا لو شئنا أن نسرد في هذا المقام سائر الجرائم التي ارتكبتها الملوكية 
المدئّسة الى فضحتنا أمام الملأ“ودهورتنا فى حضض البانة منذ وطنت بقدممها 
ثرى طرابلس الغرب لا انتبينا من إحصائا . 


أما أنا فلن أبرح ممسكا بتلابيبها لأنها لا تنقفي لحظة بدون أن تقم الدليل 
على أنها ل تمح' اسمي من صفحة ذا كرتها.. .ولقد جر هذا الملك الفظالدعي على 
أن يذيع بواسطة أعوانه الحقرين أن ميوله منصرفة نحو الاشتراكيين ... 
وحقيقة الواقع أنه لا يميل إلى الحزب الاشترايى ... وإنما كل ميوله وتعطفاته 
منصرفة نحو القسوس والجندرمة والسفا كين » والمشثانى التى رفعها بواسطة 
أعوانه لرفم أعلام المدنية » وللإشارة إلى ما بريده بالطرابلسيين من الحضارة 
والعمران . 

وملك إيطالما مثل حي” لوالده من وجوه الانعطاف على الخونة . وإنه لفي 
استطاعتى أن أذكر هنا أسماء ستة من رؤساء الوزارات الذين م يعبد إليهم 
بالرياسة إلا بعد أن قدموا البراهينالقاطعة والآدلة الساطعة على أنهم خانوا الحزب 
الحبوري .. إلى أن قال : تلك هي اأدنية التي تر بد اللمو كمة المحرهة من 
« سافويا » وضم غراسها في طرابلس الغرب ''' » . 


)١(‏ فشرث تعر يب هذا المقال حريدة المؤيد بعددها الصادر يوم ١59١/١/٠٠‏ وقد 
نقلناه بدون زيادة ولا نقص فيا نقلناه . وحذفنا بعضه لا اشتمل عليه من ألفاظ لا تسمح 
الظروف بنشرها. هذه الألفاظ كانت تتعلق بنقد حسن باثا القرمائلى والحط من كرامته . وأقل 
ما اشتملت علمه وصفه بالخمانة لوطنه» وخدمة السيامة الايطاليةضد مواطنيه:وموافقته على كل 


١١5 


وعلى اثر ما صادف الجيش الإيطالي من هزائم منكرة في طرابلس سرت 
روح هن التذمّر فى إيطالما م تقنصر على الأحزاب المعارضة بل ملت كل 
الغيورين على شرف إيطاليا العسكري؛ حتى اضطر بعض النواب الإيطاليين إلى 
التصريح بقوله : « إن إيطالما فى هذه الحرب الطرابلسية أكلت ضرية هائلة قٍ 
اسمها العسكري » فمثل هذا التصريح وهذا المقال تتيجة لما بحس به الشعب 
الإيطالي من الهزائم التى لحقتهم في الحرب الطرابلسية . 


وى هذا التدمر السارى فى طبقات الشعب الإيطالى » وى هده المعارضة 
الشديدة للحكومة > وفى ما دكتبه مكاتبو الصحف الأجنسة بين كل حين وآخر 
دلبل واضح وشاهد صدق على انتصار الطرابلسيين وحسن بلاءهم . 


نعود بالقارىء إلى مدينة الس لنضع يده على ما وقع فيها من أحداث 
حربية » وما قام به خليل بك من أدوار سياسية في الاتصال برؤساء القبائل 


لإقناعهم بفكرة الجباد والدفاع عن الوطن ' 


كانت مددمة امس في التقسيم الترى الإدارى مر كز المتصرافة “ويد خل نحت 
همطقة سرت . 


7 كانوا برتكمون من حر ائمفتل الطرابلسمين وتشريدهم.ومهأ ؤزالت همه المعاني مدو نة في عدد 
عريدة «المؤيد» المذ كور . 


١١ 1/ 


النصر 2١١‏ في ثورة عبد الجلمل علمها سنة لمه١١‏ ه. وطاردته هو فى عدة 
مناسبات لإخضاعه لحكبا فاعتصم منها بالصحراء » لهذا لم يسرع في المشاركة 
في حرب الطليان. ومر نحو ثلاثة أشهر والحرب قائّة و يبد حراكاً . 

وقد أراد خلمل بك أن بأخذه بالحكمة فأرسل إلمه وفداً من الأعمان مؤلفا 
من : الحاج فرحات القاضي > والحاج فرج بن إبراهم من مسلاتة . وجمد نوري 
أفندي السعداوي من مصراتة . وحمد بن عامر رئيس بلدية سرت . وعلى فائق 
مسيكٌ الغريافي من ضباط الجيش . وما اجتمع به شرح له الظروف الحرجة 
والخطر المحدق بالبلاد . وأعطاه كل التأكندات بأن الحكومة لا تنوي له إلا 
الخير . ولكنه اعتذر فمئس الوفد من إقناعه ورجع واستمر سيف النصر يعندا 
عن حركة الجباد إلى أن احتل الطلدان الجفرة سنة ١41‏ . وكان تلكو سيف 
النصر عن المشار كة في الجهاد نتسحة مساع بذلما عر المنتصر عنده لإقناعه 
بالإنضمام إلى الطلبان » ولا أقل من أن برضي صديقه عمر المنتصر بعدم اشتراكه 
في الحرب . ويظهر أن عمر المنتصر أمكنه أن يؤثر على سيف النصر يعد أرنف 
لواح له بشيء من المغريات التي كانت متوفرة لدى بنك دي روما »> فر كن إلمه 
وسارا فى طريقى واحدة . 

ولما وقع الإحتلال الإيطالي كان عمر المنتصر حاكما لسرت . وم يلبث ان 
انتقل إلى طرابلس » حيث نفوذ الطليان وتولى بعده جمد الأدغم من قبل 
خليل بك . 

وكان اعتصام سيف النصر بالصحراء وبعده عن المدن ومراكز الحكومات 
من أقوى الأسباب التى سبّلت له المراوغة في الاشتراك فى الجباد» فقد مرت على 
الحرب نحو ثلاثة أشبر لم يقم من جانبه بأي مشاركة فييبا » أو با يدل على 
إستعداده للمشاركة . ومثل هذا الموقف فى مثل هذه الظروف يحمل على سوء 


. أحدهما والده والآخر عمه‎ )١( 


١١4 


النبة » وينمّه إلى إتخاذ ما يلزم لدرء ما عساه أن ينجم عن هذا الموقف من 
الخطر ... وهذا ما وقر فى نفس خليل بك قائد منطقة الخمس > فقد سأور 
نفسه من المنوفما دعاه لأن يحد فى إتخاذ الوسائل للوقوف على جلية نفس سيف 
النصر » قفأرسل إلمه بواسطة محمد الأدغم ساك سرت يطلب إلبه الاشتراك في 
الجباد هو وأشاعه 1 فأحابه بأنه مدمعيل وااخل في جمع المجاهدين لأمحيء مهم إلى 
خط القتال . وبعد أيام حضر هو وأخوه غيث »2 ونحو ثلاعائة رجحل من عير 
ملاح إلى سرت » فقاباتهم حكومتها يكل احترام » وعينت لهم أرزاقاً مدة 
إفامتهم في سرت »> وتكفلت لهم بما يكفيهم في طريقهم إلى خطوط الخرب > 
منها أ:هم سسذهيون إلى القتال » يا هو ظاهر من حالهم » وكا هو سيب 
دعوتهم ... وقد طلب سيف النصر من حتكومة سرت ما يكفي لتجهيز ألف 
نر كز سرت ريما تحضر له الماقي . فأعطته باسم المجاهدين ثلائمائة جوال من الأرز 
سندوقا من الزيت »> وصندوقا من الشاي « وأربعة أحولة من السكر ومائة 
لبرة ذهما » كل هذا غير مخصصاته مم المحاهدين بصفته رئيس لهم . 


ومع هذا الإكرام والاحترام اللذين غمرته بهما حكومة سرت كانت نفسه 
هبر راضة »© وكان مصر”أ على عدم الوفاء > وعدم الاشتراك في الجهاد . 


وكان على فائق مسيك الغرياني رئيس التحبيزات في سرت »© وهو المسرف 

حم وظمفته ‏ على أرزاق المحاهدين وتصريفها . وكان قومندان هذه المنطقة 
كمد بن حسن الشيخ من مصراتة . 

وبعد أن سلَم له ما ذكرنا من السلاح والأرزاق طلب إلبه قائد المنطقة أن 
اسافر هو ومن معه إلى خط القتال » فتلكأ وراوغ ثم ارتحل هو ومن معه من 
مر كز الحكومة إلى المشيطية » وهي تقع جنوبي سرت مسافة ساعتين . وكان 


حلدلا 


التحار قد وضعوأ فمبا بضائعهم نظرآ لبعدها عن محل الخطر » وعسنوا خفراء 

ولمارأى سسف النصر وأشاعه كثر ة هذه البضائ ع المكد”سة وسوس لهم 
شيطان الطمع بالإغارة عليها واغتصاءها من أهلبا وقوى في نفوسهم الإقدام على 
فعل الشر ما أصبح لد.هم من السلاح الذي أعطي لهم لمقاتلوا به الطليان» فاتفقوا 
على دلك ؟ وبدّتوا الغدر يحراس البضاعة. وكان مندوب حكومة سرت يحثسهم 
على السفر إلى خط القتال فكانوا براوغون » وينتحلون المعاذير انتظاراً لفرصة 
ينفّذون فمها ما بيّنوه من الغدر . وأرسلوا سر”أ إلى أنصارم من بادية سرت 
ليأتوا لهم بالإبل لبحملوا علمها ما سسغتصبونه من أموال الناس . 

وفي ذات صباح هجموا على بضائع التجار » وشْدوا وثاق الخفراء» وشرعوا 
في حملبا على الإبل .. وسرعان ما تسراب الخبر إلى مر كز الحككومة » وعلم 
أرباب الأموال بغدرهم» فخفوا إلى حل الحادث وأدر كوه قبل أنيتسًوا فعلتبم» 
وأحدقوا بهم قبل أن يغادروا المكان واشتبكوا معبم في معركة أسفرت عن 
سبعة عشر قتيلآ » منهم أربعة عشر من أتباع سيف النصر » وهرب هو فيمن 
بقي معه حما من أتباعه » وتر كوا كل شيء في مكانه » ول يتمكنوا حق من 
دفن قتلاهم والتحقوا بفزان . 

وهذا أول دور من أدوار سيف الاصر التى مثلها فى الجهاد الطرايلسيى » 
دعاه المسامون إلى قتال الطليان فقاتل المجاهدين ونهب أرزاقهم » وسنذكر بقمة 
أعماله في محالها » وعند مناسماتها » وسسحد فببا القارىء صورة مصغرة لتاريخ 
هذا الرجل الذي ملآ صمته الصحراء » وبنى شبرته على غير ما بنىعلمه سادات 
العرب شهرتهم من جلائل الأعمال وكرم الفعال » ونصرة المستغيث » والدفاع 
عن الحوزة . 

وقد أدرك خلمل بك أن وجود سسف النصر فى الصحراء بعد أن قاء هذا 
الدور خطر على المجاهدين والمصلحة العامة » وانه سكون مصدر فتنة بما 


١19 + 


سيقوم به من الإغارات إنتقاما لنفسه » فأراد أن بأخذه من طرق المكة 
ولين الجانب فأرسل إلمه الوفد الذي ذ كرناه فى ص ١١١‏ 


؟“ هن ينابر ١١1‏ 


كانت خمبة الطليان في الهمجوم على سواني بوتمحة مؤللمة . وكان السيب المؤثر 
فمبا خطأ القمادة الإيطالية في تقدير الزما نالصالح لخروج الجيش والطريق الذي 
بلكه » وقد رجعت فلول جيوشهم من الحجوم عليها في حالة من الحسبة 

وكان لحم في هذه الحادثة من دروس العبرة ما جعلهم يفكرون في إعداد 
ما بواجبون به هذا المدو الخفي الذي كان يفاجئُهم من حيث يشعرون ولا 
يشعرون . وقد أصاءهم شبه ذهول فمكثوا مدة لا يقومون ,هجوم . وانتهز 
المحاهدون هذه الفرصة و شنوا الغارة عليهم في ناحمة قرقارشعدة مرات حقى 
قلق الطلمان وفكروا في مواجبة هذا الغزو المتكرر» فحاءوا بنحدة من إيطالما 
بوم ١١‏ من يناير +141 قوامبا ثلاثون ألف مقاتل» استعداداً لارد على المجاهدين 
مثل أعمالهم . وفي يوم ١5‏ منه أغار المحاهدون على الطلبان في قرقارش فأجلوهم 
عنها إلى لماجي ١١‏ والمدينة » ثم رجعوا إلى مراكزم لأنهم لا يمكنهم البقاء 
فسها نظرا لقرءها من الأسطول وثكنات الجيش . 

وكانت الخطة المتبعة عند المجاهدين في الحرب الحجوم أو المناوشة وأخذ 
ما يمككن أخذه من غنممة وأسرى * ويتحاشون الدخول مع العدو في معارك 
فاصلة نظراً لكثرة جنده وقلتهم. فاما جلا الطلمان عن قرقارش أخذ المجاهدون 


)١(‏ مكان يتصل بمدينة طرابلس من الجبة الغربية . وكان فيه بعض النخيل وقليل من 


١أ؟١‎ 


مأ وحدوا من أسلابهم ورجعوا إلى مرا كزهم في زنزور . وقد ا كتشف الطليان 
يوم 5١‏ من يناير أن قرقارش خالية من المجاهدين فرجعوا إليها وأشاعوا أنهم 
احتلوها » والحقئقة ما ذ كرناه . 


وق بوم منه خرجوا بقوة عظيمة مؤلفة من ألاي من المشاة وبلوك من 
الفرسان »> وبطارية مدافع لاحتلال زنزور » فاعترضهم المحاهدون با لد.هم من 
فوة وملعوهم من التقدم إلى زنزور واضطروم إلى الرجوع إلى المدينة » وغنموا 
منهم غنائم كثيرة » وقتل وجرح من المحاهددن ما يقارب الخمسين . 


شجاعة : 


هناك في بلاد الدفاع » وتحت ممع التاريخ وبصره » بمثل المطولة العربية 
في الدفاع عن النفس والكرامة شعب من سُعوب العرب البواسل » ويشترك في 
ميدان القتال رجاله ونساؤٌه : يدافع الرجل عن عرضه ووطنه » وتحذره المرأة 
العار وقبح الأحدوثة» فبتفانى في الدفاع. وقد تضطر المرأة مبمتها فيالتحر يض 
وتقدم المساعدات للرجل إلى الاقتراب من العدو فتكون عرضة لرصاصه 
وسظانا قنابل . 


وتوجد جماعة من النساء التحقن بالمجاهدين للتشجيع وحراسة الأمتعة إذا 
دهب المجاهدون إلى صف القتال » وسقاية المحاردين وتضسد جراحهم وما إلى 
دلك . 

وذهاب بعض النساء مع المجاهدين عادة عربية قديمة منذ الفتح الاسلامى 
وقبله . وقد كان جماعة منبن مع النى مَلُمٍ في واقعة أحد . 

وكان ممن عثرنا على أخبارهن في الحرب الطرابلسية اللائي كن يشاركن 
المحاهدين ق القتال : مبرو كة المقسسة » وهىي خادم سودآاء © سوسانة من 
سواسنة الصعان » حضرت معارك زنزور » وخر حك 2 فخذها » وكانت 


١7 ؟‎ 


َنَقدم المحاهدين و تحشسهم على ملافات العدو بزعار بدها وتشحمعها . وقد أعحب 
نشأت باشا بشحاعتها فأعطاها سسفا » فكانت تتقلره حين تدخل المعركة . 

وعثرنا أيضاً على خادم سوداء من شواشنة )١١‏ محمد بك سُلابى » وكانت من 
هذا النوع في الجرأة والإقدام . وأقرب الظن أذ التي عناها مكاتب جريدة 
( بارى جرنال ) ومماها جاندارك الثانية هي إحدى هاتين الفتاتين . 


وقد لفتت حادثة من هذا النوع نظر مكاتب جريدة( باري جرنال )- وكان 
مع الحيش الترى بطرابلس ‏ فكتب فيا وصف به الطرابلسين من الشجاعة 
بقول : « إن فتاة عربية هجمت على المواقع الإيطالية في قرقارش في نفر من بني 
حلدتها تشجتّعبهم على النزال والكفاح » وهي مجر'دة من السلاح متطية جوادا 
أسود متشحة برداء أسمر » وقد أصابتها سظايا قنملة جرحت ذراعبا السرى . 
ول يمنعها ما حل" يها من حث” قومبا على اقتفاء أثر الإيطالبين وتمزيق شملهم» بينا 
كانت مدافع الإيطالمين تقذف من أفواهها النيران المستة » . 

ولشدة إعجاب الكاتب هذه العرسسة الباسلة سماها « جاندارك الثاننة» وهو 
معذور في هذه التسمية» لأنه لا يعرف مثلاً أعلا فيالمطولة النسائية غيرجاندارك 
الفر نساوية . ولو تقسم التاريخ العربي لوجد الكثير من أمثال هذه الفتاة . وقد 
وصلت أخبمارها إلى تركيا فأثنت علبها الأديبة التركية « فاطمة علمّة » بنت 
حودت باشا في مقال نشسرته جريدة صباح . 


ومن الأسف أني ل أوفتّقى إلى معرفة اسمها ونسبها »بالرغم على ما بذلته من 
)١(‏ دطلى هذا الاسم على من كانت ملوكة من السودان ثم عتقت . ودقال للذ كر شوسان وق 
المالب يبقون بحوار ساداتهم . وكثيراً ما يعتزون يمن ظبهرت نحابته منهم . 


١7 


وأَحْر بهذه الفتاة أن تسمى « خولة بنت الأزور » الثانئة ما سمتبا جريدة 
«المؤيد» > وهي من النساء العرببات اللاق اشتبرن بالشحاعة . 


وخولة هذه هىخولة بنت الأزور أخت ضرار بن الأزور الصحابى المشيور» 
التي برزت في الشجاعة أيام الفتح الإسلامي في الشام . 

فى الخمس : 

أراد الطليان أن يحر"بوا حظهم في المس فبجموا بعشرة كلاف جندي على 
مجاهدي منطقة الخخس في 07 من ينابر ١117‏ لإجلائُم عن مرتفعات المرقب 


فنبنوا لهم» وكان القتال وجها لوجه »واستعمل فيه السلاح الأبيض»وانتهى الأمر 
بأرتداد الطلمان ٠‏ 


ج«صيال : 


في الوقت الدي تنجلى فيه الشجاعة العربية في طر ابلس 4ويدافمالطر ابلسبون 
عن وطنهم دفاعا شريفاً » وتتجلى في دفاعهم خصال المروءة والترفم عن فقتل 
من لا نحملون السلاح من الإيطالمين كأنت نذالة الطلمان تدفعهم إلى فقتل النساء 
ودبح الأطفال والشبوخ من الطرابلسين » وأسر من لايقدرون على حمل 
السلاح . و كان جينهم وحقارة نفوسهم يحملانهم على إتبان ما تترفّم عنه نفس 
الجندي الباسل والإنسان المؤدب . 

وقد شاهد المكاتبون الأجانب من فظائم الطلبان في طرابلس ما ضاقت 
نفوسهم عن حمل رؤيته > وبلغ بهم الإستباء إلى حد لم يمكنهم معه أن علكوا 
شعورهم ويخفوا سخطبم على أعمال الطلمان. وقد رأوا من أكبر العار على أو رونا 
والدين المسيحي أن “تنسب هذه الفظائع الإيطالية إلى دولة أوروبمة مسسححمة . 
وفي وسط هذا التذمر الشائع أوجس الطلبان في نفوسهم خيفة منتسر”ب هذا 
التذمر إلى الخارج » فشدادوا الرقابة على الأخمار » ومنعوا المراسلين من نشر 


ل 


الحقائق. وبالرغمعلى ما اتخذوه من الاحتياطات فقد مكن بعض هؤلاء المراسلين 
الذين كانوا مع الجيش الإيطالي من إرسال بعض مشاهداتهم إلى جرائدهم . ومن 
هؤلاء المراسلين مكاتب جريدة « لندن إ كسبريس » الخصوصى في طرابلس ؛ 
فقد بعث برسالة إلى جريدته فى ١9‏ صفر سنة ١.٠‏ يناس سنئة ١9١١‏ 
بقول فسبأ : 

هل ماتت المسحمة في أوروا ؟ أم ضاع الإنصاف والعدل ؟. تشدادت 
إيطاليا في المراقبة على الأخبار حتى لا تصل إلى أوروبا » فلم يعد يسمع عن تلك 
البلاد أخبار بعد ما افتضح أمر الطليان في المجزرة البشرية والمذيحة الحائلة التي 
ذهبت فبها النساء والأطفال يبد النذالة » إلا أن هذه المذحة التي عرف العام 
أمرها لم تككن الوحيدة التي خرقت بها إيطاليا القوانين الدولية » وتعدات يعملها 
حدود المدنية » بل هناك عشرات من أمثالها أخفيت أخبارها » . 

وجاء فيا : « والحق يقال إن فرائص الطليان ترتعد من العربي » والسبب 
في ذلك تلك الغلطة التي ارتكبوها من ذبح الرجال العزآل من السلاح والنساء 
والأطفال . 

هذه حقائق لا برقى إلمها الشك » خصوصاً وقد جاءت على لسان مسحي 
انمحليزي » وهي تدل ‏ في صراحتها ‏ على نوع من النذالة والجين اللذين يلحأ 
إلمها الطليان حينا بريدون أن يظبروا شجاعتهم مع أضعف الناس عن الدفاع » 
وهم الشبوخ والأطفال » أما في مواجبة المجاهدين في مبادين القتال © فبهم إلى 
تسلم سلاحبم » أو الحرب إن أمكنهم » أسرع من النعامة أمام الصائد . 


وجاء فيبا أيضاً : « وقد زرت صباح بوم مستشفى الملال الأحمر » وفشه 
مرضى وجرحى كثيرون . فوجدت في إحدى خيامه بننأ عربية تتقيوٌ وإلى 
جانمها الطبيب » فأراني فى جنيها جرحا كبيراً من رصاصة اخترقته »> فسألتبأ: 
ما سدب هذه الشرية ؟ فقالت : دخلت العساكر الإيطالة بيتنا فقتلت أبى 


١ 6 


5 


وأمي وأختق » و كنت قريبة من باب الدار فبربت » فانطلق جندي في أثرى 
ورماني برصاصة كانت السبب فما ترى . 


فبأي” ذنب راميت هذه الطفلة بالرصاص ؟ ؟وأى نفس لا تشمئز من التدكمل 
بهذه الطفلة البريئة السادحة ؟ » . 

وهذه واحدة من عشرات المآمي التي يرتكبها الإيطاليون مم الأطفال في 
صايس دلي إن دلت ٠‏ على ثم شىء فإا تدل على #محمة متأصلة» وإنسانة فقدت 


الكونت سفورزا ف الأسر : 

أشرنا في صدر الكتاب إلى دعثة الكونت سفورزا العسكرية » وقد بقست 
هذه البعثة تتجول في داخل طرابلس إلى أن قامت الحرب الإيطالة » وقبض 
علمها في صفر سنة 178٠‏ ينأير سنة 141 >2 وعلى رغم ما عرف عنها من الأغراض 
السيئة التي كانت تخفيها تحت ستار اللقب العامي الذي انتحلته لنفسها فإت 
الطرابلسيين قد عاملوها بأحسن ما تعامل به البعثات العامة ؛ وبقست ىق بفر 
إلى أن سلّمت إلى الطليان بعد صلح أوثى فى نوفمير سنة 15 . 


فشل السياسة الايطالية : 

فرت السياسة الإيطالة ‏ عقب هذه الهزائم لكرة - في أن جد له 
ترجا من هذا المأزق الذي سقط فيه شرفها السكرى إلى الحضض » 
جيسها أضحوكة بين جبوش دول أورويا . وقد مر على جدشبا أكثر من 
أشهر وهو لا يستطيع القرار في غير حماية الأسطول 6 بابزا حصورا 3 
مدينق طرابلس والخمس . ولا تزيد أبعد نقطة احتّلبا أما م مدينة طرابلس 
- وهي عين زارة - على ١١6‏ كملومتراً . 

وقد ثبت لدى الجهات العليا في إيطالما»أن سبب هذا الخذلان هو ما تسر “ب 
إلى الجنود من الخوف » وما أصاب روحهم المعنوية من الخوار . وقد أدركوا| 


١7 5 


«لك عن التجربة في عدة معارك كاثر يحشدون فببها الأاوف منهم » ولكنها / 
ت بالفائدة التى كان يحب الحصول علبها من هذا الجيش الكثير المسلح بأحدث 
5 الحرب وآلات الدفاع . . وقد ركد بعضبم على الأوامر وامتنع عن خوض 
الممارك > وانتحر بعضهم » وأصيب بعضهم بالجنون من سد ما أصمموا ده 
من هزاثم . 
وقد رأوا علاجاً للموقف أن 'يدخلوا على الجندية الإيطالية عنصراً أجنساً 
طلم الكثرة ولتحسين الموقف »> فجاءوا يحنود من مصوع » ووصلت أول فرقة 
منهم إلى طرابلس في ينابر سنة ١51١5‏ وكان الطليان يقدمونبه في معامع الحرب 
لسككونوا وقاية لمن وراءهممن الإيطاليين»وكان هم جلد على تحمل السير فيالجبال 
'حفاة» وقد قامت ضحة إذ ذاك فى الجرائد المصرية احتحاجا على أعمال الطلمان 
في مصوع وتجنيد سكانها » يحجة أنها بلاد مصرية وتابمة للدولة العثانية ٠‏ 


ر أي القائد الأعلى الايطالى : 


وللابد لعلاج هذا الموقف من أخذ رأي القائد العام للحموش الإيطالك 
طرابلس وهو كارلو كنيفا » فاستدعته حكومة روما في منتصف ا 
ها لسؤاله عن أسباب فشله : وقد سألته « مل أنت في مر كز جمد مع 
ما حصلت عليه من الوسائط » لآن ما حصلت عليه من حتكومتك يجعل لإيطالما 
الظفر الممين في طرايلس حتى إذا وضعت شيروط الصلح مع تر كبا كارى الصلح 
قطسا بتنازلها عن تلك الولاية » ؟ . 


“ع .م 


فأحاب « كنسفا» بلا تردد : « لدس لدي هذا المركز » . 

وفال في آخر حديثه : « إن كل ما أستطيم الإجابة عده هو التدرج 2 
الاستملاء على كل قطعةمن أرض طرابلس وإذا أردتم نصراً باهراً فإما أن تبحثوا 
عن فأند عير ي أو اطليوه بعمداً عن صحراء طر ابلس »> لآأن حرباً استعمارية 
'بذه لا قدر جيش فبها على الحصول على فوز باهر لا في بوم ولا في شهر ولا في 


١7 


سنة » بل ولا إلى مدة طوبلة 23١‏ , 
إن خسائرنا في الشبور الخخسة الأولى تحاوزت مماراً ونصفاً من الفرنكات». 
ثم سئل :«و ل ل تنتبز فرصة احتلال عين زارة وتتعقتّب العدو ؟ ». فقال: 
هو إن تعقب العدو لا “يحدى نظراً لسرعة حر كنه وتنقله » وان كل تقد 
الآما م إن لم يككن حاسما فإنه يعرض انود بلا فائدة إلى المشاق » ولا نكون 
له إلا أثر سمىء» لآن عودة الجنود إلى معسكراتما تعد تقبقراً» فإزلك لا أوافق 
على الزحف إلى الأمام في الحال أو في القريب العاجل » . 


إلحاق طرابلس بروماأ 


هم فبرار سنة ١٠9١١9‏ 


سياسة الأمر الواقع : 

وي هذا التاريخ حول «المرسوم الملى »الصادر بتاريح ومننوفمير سنة ١951١١‏ 
بضم طرابلس إلى أملاك روما إلى قانون من قوانين الدولة » ويظبر أن الغرض 
منه إرضاء الرأي العام الإيطالي » وظهور الحكومة أمامه بشىء من مظاهر 
الحزم والنشاط » ويقصدون من وراء هذا العمل أيضاً صرف نظر الترك عن 
التشبّث يحقوقهم في طرابلس فيا سبحدث من مفاوضات حيث إنها أصبحت 
جزءاً من روما . وكثيراً ما يتشدث المستعمرون في اغتصاب الحقوق من أهلبا 
بسيامة الآمر الواقع . وذلك بأن يسلكوا من الطرى الملتوية ما نحم لون به 
صاحب الحق أمام حقيقة واقعة : إما باستصدار أمر يحتم علبهم القانون تنفيذه 
ولو بالقوة كالمراسيم الملكية “ أو وضع البد من طريق القوة فيضطر صاحب 
الحق إلى التسلم 5 مقابلة القوة بالقوة إذا كان قادراً . 


. صرح هذا القائد بأن احتلال طرابلس «نزهة نحرية»‎ )١( 


1١178 


مفاآامرة : 

كانت الحكومة العؤانية تود" يكل وسيلة ‏ أن تقوى المقاومة في طرابلس 
لأن انشغال القوات الإيطالية فيها يبخفف عنها ضغط السياسة الإيطالية في 
الأناضول والبلاد التركية » ولكن يقظة الأسطول الإبطالي في البحر الأبيض 
المتوسط كانت تحول دون وصول أي مدد إلى طرابلس . وقد أرادت أن تحرب 
- مع اليأس من النجاح - فأرسلت باخرة تقل" ١٠6٠٠‏ طن من الأدوات الحرسية 
لإنزانها في أي نقطة من السواحل الطرابلسية . وقد أسرها الأسطول الإيطالي 
فى مبأه صقلية يوم لا" فبراير سنة 1١91١1‏ . 


إحخلال المرقب 
م فبراير سئنة ١9١17‏ 


المرفب ربوة صخرية عالية تقع جنوبي مدينة امس إلى الغرب يقليل» والذي 
ستول عليها يكون له تمام السيطرة على المديئة . وكان الطلمان قبل احتلاله 
لا مكنهم الإتمان بأي” حركة إلا كانوا عرضة لرصاص المجاهدين الدين كانوا 
حتلونه . وقد ضاقوا هذه الحال ذرعاً وأرادوا التخلص منها بأي من » فحبزوا 
جيشاً كبيرأ وهاجموا المجاهدين فبه يوم 4؟ فبراير سنة 245411 ودافم المجاهدون 
دفاعا مسرافأ . ودام القتال النهار بطوله » ثم اضطروا إلى الانسحاب واحتله 
العدو » واستشهد في هذه المعركة كثير منهم . ومن حبنذاك أصبح مركز 
المجاهدين مبددأ لما لمرقب من الإشراف على ما حواليه من الأرض إلى 
مسافات بعردة . 

وقد حصنه الطليان تحصينا هائلاآً » وتوا في صخوره معاقل ووضعوا فمها 
من المدافع الثقبلة والرشاشة وفرق الجند ما جعله من أمنم الحصون وأقواها 
في طرابلس . 


هة - مياد الابطال ١١5‏ 


طرد الطليان من عين زارة 
ردم الآخر سئة .ثم" ؟ مأرس سنة «ا ١6١‏ 


منذ أن أحثل الطليان عين زارة في 4+" ديسمار سنة أله!ا وثم في 9 
قْ أوقات الأ وساءات الل » وهى بطبيعة موقعيا وانفصالها عن لمدة 
عرضة لغزوات المجاهدبن ومحاصرتهم . وتبعد عن المدينة إلى الجنوب بنحو ه٠١‏ 
أن يقيموا فيها خط دفاع أماميا لأن أرضها سبخة ومنكشفة » وكل ما فمها ما 
يمكن استعماله في الأغراض الحربية » ربوة عالية في جبتها الثالية تسمى «الرأس 
الأحمر » » نصب الطليان عليها مدافع » وبنوا حولها تكنات للجيش . 


وقد فكروا فوا يقيهم شر هذه الغارات الى لا تنقطع » وهذا الرصاص 
لذي يطلقه عليوم المجاهدون في كل حظة » فأحاطر أنقسوم ع سور من الأسلااك 
وأوصوا ها أجراس) كبرائة دذث تنكه العسس لا يق فمبا » فإذا ما وقعت فمها 
ررجل إنسان أمسكت به وتحراك الجرس بحر كبا فيتنبه العسس ويقبض على 
من وقع فمهآ . 


وما احتال به الطلمان لإتقاء مضايقة المحاهدين » أن نصموا آلة لما صوت 
كنشباح الكلاب » اعتقدوا أن العرب إذا سمعوا صوتها ظنوا أنها كلاب تنبحبه 
فيبتعدون عنهم . وسرعان ما فطن العرب لذلك وأيقنوا أنها خدعة عملت 
للتلبيس عليهم » وذلك لآن صوتها كان متواصلاً وبدون انقطاع مخلاف نباح 
الكلاب الدى لا مخلو من تقطع وفترات سكوت . 


٠١؟‎ + 


وم نغن هذه التحصنات عن الطليان شيئأ » من إزعاج المجاه دين إناهم 
وإقلاق راحتهم . وما زالوا بهم حق أمكنتهم الفرصة فيجموا عليهم » وكارف 
هجوما موفقا صحيهم فيه التوفيق وأخرجوثم من عين زارة في ربسم الآخر 
نه ١#.‏ مأرس سئة ١91١“‏ وقثلوا م هم كثيراً » وغنموا عنام لا تحصى 
وها آلات تلغرافمة وتسفونة . 

وى هذه المه ركة ظبر الضعف والخور على الجنود الإيطالبين وسرت فيهم 
روح التمر د د على الأوامر ؛ ولولا ما أبدته الفرقة الى جاءوا بها من مصواع من 
المقاومة الشديدة لكانت هزعتهم منكرة » ولأخذوا عن بكرة أببيم . 


إحتلال زوارة 
فى ١١‏ إبريل سنة ١5١١‏ 


كان طرد الطليان من عين زارة نذير شوم عليهم لأنه أول هزيمة اصطدموا 
ها بعد أن قوتوا جيشهم وعدالوا خططبم » على ضوء ما لاقوه من صعاب فى 
محاربة الطرابلسيين » ولكنهم ل سأسوا » فاتجه تفكيرهم لاحتلال زوارة » 
كانت إذ داك 1 تقل بعد رد غلت اشرب في شبدها السابم : 

وكانوا يؤملون من وراء هذا الإحتلال أن يتسم ايدان الحربي فبضطر 
المحاهدون إلى توزيع جموشهم » وبذلك تضعف قوتهم » هذا من جبة » 
حبة أخرى فكانوا يؤملون أن يقطعوا طريق الإعانات التي كانت ترسل إلى 
الطرابلسسين على طريق تونس . وقد قلنا في صدر الكتاب إن حركة الجباد فى 
طر ابلس امتازت بصبغة عربية ششيرقلة ©» وذلك لأنبا كانت باكورة النيضة 
الحربمة العامة المسلحة فكان اماس لما سُديداً والعطف علبها شاملا » وكان 
هذه الصبغة أثرها اللموس في الإعانات التى كانت تتدفق عليها من تونس و كانت 
هذه الإعانات من أكبر العوامل في ثبات الطرابلسيين وتشجمعهم على مداومة 


١١ 


الضاط ومرأسلى الصحف ٠‏ الأورويين : 

ولا يوجد من وسائل النقل في طرابلس غير الإبل » فكانت الأرزاق تنقل 
من « بنقردان » إلى العزيزية ومرا كز المحاهدين في كل ناحمة , وما دام المربى 
يحد سلاحه > ويكفل قوته وقوت عياله فأحئر به أن يخلص فى جياده وأزن 
يؤدي الواجب . 

وقد أدرك الطلمان هذا > فأرادوا أن بقطعوا طريق الإعانات عن الجاهد.ن 
ولا يكون ذلك إلا باحتلال زوارة . 


مناورة : 

أراد الطلان ان يبوروا بغير قصدمم فباجموا المجاهدين في زنزور عدة مرات 
سنا كان الاستعداد على قدم وساق لاحتلال زوارة» وقد كثشفت ت قمادة المجاهدين 
القصد من هذه المناورة فأمدت ناحمة زو وارة بما يازم من الجاهدين واستعد”وا 
لمواجبة هذا الغزو الجديد . 

وكانت جيوش المجاهدين تككوان هلالاً مفتوحا نحو المدينة دستدىء محدود 
ترهونة شرقاً وينتبي بساحل البحر في مواجبة زنزور غربا . 

وقد أعد” الطلان قوة كييرة بقيادة الجنرال « جار يوني » تتألف من 

عشر ألف جندي مجبزين بأكمل الهدد والآالات الحرزية انط هن ا 

وحمل الأسطول هذه القوة من طرابلس ٠‏ وق صبحة يوم 586 من ريسم الآخر 
سنة ١*٠.‏ الموافق ١١‏ من إبريل سنة «م١هه؛‏ أطلقت المدمرات الإيطالمة 
مدافعبا على زوارة حق كادت البلاد تنسف »> وتحت هذه الصواعق المحرقة 
كنت الجموش الإيطالية من النزول في زوارة وتم" احتلالها . 


وف هذه المدة حاءت مركب هخملة سلاح) » بطريق التبريب وأنزلته على 


لقنا 


النوشة ‏ مكان غربي قصر بوكاش ‏ وكان من ساعدوا في إنزال هذه الشحنة 
السبد عمد أفندي الشامخ»شاويش النقطة »وبفضل جبوده مك نالعرب من إنزاهها 
وتهرسها إلى المجاهدين . 

وقد أصبح مبدان زوارة المدان الثالث في طرابلس » أما المدان الأول 
والثاني فه| ممدان العزيزية وهو المدان الرئسي » وممدان الخس . 


وفي بوم احتلال زوارة احتل الطليان شبه « جزيرة اتخايز » قرب قصر 
وكاش وهي جزيرة فروة» وكانت تسمى رأس المخبز . وقد هجم المجاهدون على 
هذه الجزيرة بوم > من جمادى الأول محاولين استردادها فلم يوفقوا . 


وكان لميدان زوارة أههمية كبرى لأنه يعر"ض طريق الإعانات إلى الخطر » 
ولذلك 'عني بشأنه عناية خاصة » وجمع له المجاهدون من كل ناحمة »؛ فاجممع فبه 
جماهدو زوارة وخويد والسعفات والتوابل »؛ وكلهم من سكان تلك المنطقة » 
وانضم اليهم فريق كبير من مجاهدي العجيلات والزاوية » واختير له من رؤساء 
المحاهدين الشيخ همد سوف » والسيد عبد ال رحمن أفندي العروسي » والبمنبائي 
مود أفندي القلالى الزاوي . وعلى رأس هؤلاء جميعا قائد المنطقة العام مومى 
بك الممني ٠١١‏ » وهو مشهود له بالحنكة والنبوغ في الفنون العسكرية . وقد قيل 
هيا كنب عنه : « إنه طبق في حرب طرابلس كل ما يمكن تطبيقه من النظريات 
المسكرية الحديثئة . وكان فطناً لكل ما يمكن أن يعمل » ووقف للايطالين 
“لمر صاد مدة بقائه فى الحرب » .اه. 

وكان محترماً عند الطراباسيين أ“يما احترام .. وقد وجد من صدق عزية 

)١(‏ كان أيام,نزول الطليان قومندانطابور برتيةبنباشي وبعد صلح أوشى سافر مع نشأت إلى 
الآستانة . وفي سنة ١91١٠‏ رجع مع نوري بك إلى برقة . وبعد فشل اهجوم التركي على حدرد 
«مر بقي في برقة » ثم نفاه السيد ادريس السئومي إلى الكفرة ء كا أخرج من برقة كل من كان 


بنايع السياسة التركية . 


قفن 


الطرابلسيين في القتال ما شجمّعه على بذل جبوده وإظبار مقدرته . 


وي هذا الشبر حصل هجوم من المجاهمدين على قصر بوكاش ولم ينجحوا 
فى استرداده . 

الا سو أني بو مج 0 احثلاها . ْْ 

وفى ” مابو ١ ١5‏ خرحوا منوأ قوة كر : ة بقسادة الجنرال دغارياق» (إقصاء 
المحاهدين عن أما كنهم . ودارت معركة كبيرة ول ينل الإيطالبون بغيتهم 
فأعاد المجاهدون عليهم الكر”ة ة في صببحة الموم الرابع منه > وفي الموم 0 
هحم المحاهدون على لبدة . 

وكرار العدو ضغطه على المحاهدين في الممادين الثلاثة ؛ فكانوا دقفون منه 
تأر موقف المدافع » وتارة مأجمونه في اليوم التالى محومه عليهم . وكان قصد 
العدو من هده الدّدة 2 اهجوم إنزال ما مكن من الخسائر المحاهد.ن 4 
ومعرفة محل الضعف ا هم أشد ضربة يمكن إنزاها : بهم > ولكنهم 


احتلال زتزور 
في 4 يونه ١91١‏ 


طرابلس » والطليان ل يحتلوا زنزور بعد » وهي لا تبعد عن طرابلس أكثر من 
5 ككملومتراً . 


وعجز الطليان عن احتلال زنزور في كل هذه المدة » دليل على عجزم عن 
مصارعة الطرابلسين » وعلى ما سدونه من سُدة المقأومة وحسن الملاء . 


كن 


ومه| حاول الطلبان اتتحال المعاذير لما أصابهم من النكبات في الحرب 
الطر ابلسية فلن يحدوا في أساليب الكلام ما يعتذرون به عن حصرم هذه المدة 
كلها فما حوالى مدينة طرابلس والخخس وزواة » ولما وسعبم إلا الاعتراف بالعيحز 
إن كان لديهم بقبة من إنصاف . 


م يأت احتلال زوارة بالفائدة المرجوة منه وهي قطع طريق الإعانات التي 
كانت تأتى من تونس . وكانت في زنزور قوة كبيرة من المجاهدين نظراً لقريها من 
مر كز القمادة العامة لامحاهدين وهو العزيزية » واحثلالها يدد مركز القسادة 
ديد مماشراً » فكانوا يتمنون أن يظفروا باحتلالها مه| ضحّوا في سبيلها. وقد 
أجمعوا أمرهم على أن يقوموا بهذه التجربة فجمعوا جيشا قوامه ثلاثون ألفا 
مكامل عدده . وفي صبيحة الوم التاسع من يونيه سنة هه اّدأ هذا لمش 
العرمرم زحفه على زنزور > وانبثق الفجر على دوي المداقم بيصم الآذان من 
البر والبحر. وضجيج الرصاص من البنادق والمدافم الرشاشة علا الفضاء. وربض 
المحاهدون في متاريسهم ينتظرون دنر الطلدان منبم » حتى إذا ما أصبحوا على 
مرمى رصاص بنادقهم أصلوهم ناراً حامية » واشتد” وطيس المعركة » والتف" 
المحاهدون على مسسرة العدو من ناحسة قرقارش . واستمرت المعر كة طول 
النهار . وقد استعملت فبها المدافم من البر والبحر بكثرة لا نظير لها ثم انحلت 
عن احتلال زنزور . 


المجوم على المرقب 


١91١ برنشه‎ ١ فى‎ 


منذ أن احتل” الطلمان المرقب فى8١‏ فبرابر سنة ١4١‏ والمجاهدون يحاولون 
سترداده وقد هأحموه عدة مرات لسبر ما أودع الطلمان فه من قوة , وكانت 


فكرة استرداده من العدو الشغل الشاغل لقائد منطقة امس خلمل بك . 


+١ وم‎ 


وقد ثبت لديه من أخبار السرايا التي كانت تهاجمه أنه حصن تحصصنا قل" أن 
بوجد نظيره فما أحدثه الطلبان في طر ابلس من حصون : فقد أنشىء علمه 
حصنان قويان » وأحيطا بئان مناطق من الأسلاك الشائكة » وجبزا بما يكفي 
للدفاع عنها من المدافع الثقيلة والر.شاشات والجنود » وشقنّت في صخوره طرق 
توصل ببنه وبين مدينة الخخنس »> مر فيها قوافل المؤن والذخائر ولا تتعرض لأي 
خطر من الخارج . كل هذا ل يمنع خليل بك من مهاجمته لأسساب كان يستند إلمها 
ف إمكان القيام بهذه المهمة. فجمع من خيرة المجاهدين نحو ألف > ووكل قمادتهه 
إلى ضباط ذوي كفاية . وجبزت جماعة من المجاهدين بمقصات أعدت لقص 
الأسلاك الشائكة » وفتح طرق لدخول المجاهدين منها . 

وفي ليلة ؟١‏ يونبه سنة ١417‏ ابتدأ الزحف على هذه الكثلة من الحديد 
والنار . ورمكنت جماعة المقصات من فتح ثغرات في مناطق الأسلاك الشائكة » 
فندفق منبا المحاهدون سغون الوصول إلى ما وراءها > واقتحموا على الطلمان 
حصونهم > ونازعوثم فبها مواضع أقدامهم »© وقتلوا من فيببا إلا من اعتصم 
بالفرار » واستولوا على ما فمها من سلاح ومتاع . 

وبينا كان المجاهدون يستولون على الحصنين » كان فريق منهم يتقام إلى 
ساحل البحر تحت وابل من نيران المدافم والأساطيل» حتى وصلوا إلى معسكر 
الطليان الاحتياطي الحم في البساتين بين أشجار النخيل »> فأعملوا فيه رصاصهم 

وقد أحدث هذا التوسع من المجاهدين عدم تماسك بين صفوفهم. وقد أدراك 
الطليان هذا فحمم قوة كبيرة الحياولة بين جماعات المجاهدين وصوابت المدافع 
نيرآنها إلمهم من المرقب وسيدي بارق > ومدينة الس وبعض مرتفعات لمدة » 
ومن الأسطول بشدة لا مثيل لها » فكثر القتل في المجاهدين > فرأوا أن بقاءهه 
على هفده الحالة المزعجة يسبب هم خسارة كبيرة نظرأ لتوسعهم في المحوم > 
و كئرة الجبوش الإيطالية التي تخللت صفوفهم . ول يمكنهم نقل ما استولوا عليه 


لين 


في الحصون فأضرموا فيه النيران » وعاد من بقي منهم إلى معسكرهم » وما 
كاد سلغه إلا بشقى” الأنفس . 

وجاء في البلاغ العؤانى أنه : « قتل من الطلبان في هذه المعر كة سبعة عشر 
ضابط] » ونحو ألف جندي » واستشبد من المجاهدين نحو مائة وجرح نحو 
المائثين » . 

والذي سمعته ممن شهدوا المعركة في وصفبا الفظيع يدل على أن العدد الذي 
ذكر من شبداء المجاهدين أقل من الحقيقة . 

على فائق أمسيك : 

وكان من بين الذين تشر”“فوا بالشبادة في همذه الملحمة الضابط النجيب علي 
فائق أفندي امسمك الغريانيى » وقد كسرت ذراعه في المعركة » فدافع بمسدسه 
حتى كسرت الثانية » ثم قتل عليه رحمة الله . 


)10 
إحتلال سيدي سعيد 
+” برنضه سنة ١911‏ 


كان يوم إحتلال «وسبدي سعمد» يوم مشهودا» أبلى فنه الجاهدون بلاء حسنا 
بقبادة البنباشي ممود أفندي القلالى الزاوي. وعقل بعضالمجاهدين رجليه خوف 
أن تحداثه نفسه بالفرار » وقد استشهد كثير من المجاهدين يوم ذاك وهو على هذه 
الحال . وقد كتب الله الشهادة في هذا الموم لنحو أربعائة من زوارة أبلوا في 
هذه المعركة بلا حسنا أذ كر منهم : الصادق بن يوسف من السعفات شيخ قبيلة 
أولاد منصور الطمدب من السعفات » ولحو أريعين مجاهداً من الزاوية فقط » 


)١(‏ مكان يقم غربىي زوارة بنحو ءعسرين كم . ووقعت معركة شديدة في سبدي عبد الصمد 
جنربي زرارة بنحو م كم . 


يفن 


أذكر من بينهم العربي ابن رحومة بن حمد » وسالم بن حمد بن سالم وكلاهما من 
قساة أولاد أبى حميرة سكان الحرشا . وى مقدمة هؤلاء الشيداء رئدس يجاهدى 
الزاوية حضرة السبد عبد الرحمن أفندي العرومسي من أعمان الأرشات ورحالات 
الزاوية المشهورين» وكانت سنه إذ ذاك حوالى خمسين سنة > رحمه الله وشكر له. 
وتعرف هذه المعر كة بمعركة السكدّومة . وجملة من استشهدوا في هذه المعركة 
نحو ستّائة مجا 
وقد بقى الطلمان نحصورين فى منطقة زوارة وسبدي سعيد إلى مايعمد 
“ تكنهم جبوشهم وأساطيلهم وطائراتهم من التقدم خارج حماية 
الأسطول قمد شبر » وبقست طرق الإعانات محفوظة بفضل ما بذله المحاهدون 
من الجهود في الدفاع عنها . 


8 بوه سنة ١8١١‏ 


مرت تسعة أشهر على احتلال الطليانطرابلس وم حصورون فى ثلاث مدن 
من المدن الساحلمة » وهي : الس »© طرابلس - العاصمة - وزوارة . وكلا 
تنحوا م ميدانا من هذه اميادين الثلانة ة على أمل أن يتسع لهم المجال في إرهاق 
المحاهدين خاب أملهم » وازدادوا حرقة على ضياع أموالهم وفقد رجاهم قبل 
الحصول على نتمجة أو ما يشبه أن يكون نتمحة . ولم ببق أمامهم إلا مدينة 
مصراتة » التي بقيت هذه المدة كلها محروسة بعناية ال وهمّة أبنائا من شرور 
الطليان ومصائبهم. ولم يقتصر يقتصر أبناؤها على الدفاع عنها فقط » بل كان لمم جيش 
في ناحمة العزيزية برابط مع المرابطين وجاهد مع المجاهدين . وقد اصطدموا 
بالطلبان بوم كور لآ ١‏ وهوالبوم السابق ليوم معر كة اغانى كان 
لهم فيه موقف حميد » وفقدوا فيه من خيرة رجاهم نحو الأربعين رجلا » حفظ 


١8 


لهم التاريخ في صحائفه ما يستوجب الشكر . 

كان الطليان يعتقدو نأن الحلقة المفقودة من سلساة مدن السواحل هي مدينة 
مصراتة فأعد"وا أنفسبم لاحتلالها» وجبزوا لها جيشا جراراً وأسطولاً عظيماً. 
وفي الموم التاسع من يوليه سنة ١4١٠‏ ظبرت على سواحلبها تلك الجزر العائمة من 
الأسطول الإيط الى » وأخذت ترمبها من مدافعها بقذائف تدك* الجبال د كا » 
ونزلت الجبوش في حماية نيران مدافم الأسطول المتقدة . ولم يكن أمام هذه 
المدافع إلا بنادق تختبىء وراء 1 كام الرمال » فلم يتمكن المجاهدون من صد" هذا 
الشار الجارف فاحتلوا قصر .حمد وتقدموا منه إلى « المواطين » عاصمة مصراتة 
وفي إحدى هذه المعارك جرح رمضان السويحل في بطنه جرحاً بلغا كاد يودي 
حماته » وانتقل السكان إلى الغيران » وأحاط الطلمان المواطين بسور من التراب 
وجعلوا فيه أبراجاً ونصبوا عليها مدافع واضطر مجاهدو مصراتة إلى الانسحاب 
من الميادين الغربية للدفاع عن مصراتة . وقد أصبحت مصراتة الممدان الرابع . 

وبقمت مصراتة تحت الاحتلال إلى أن خرج الطليان منها بعد واقمسة 
القرضابية التق سبأق خبرها مفصلاً في محله . 


استردأد زازور 
6 من نوفمسر سنة 8ا1١1؟١ا‏ 
لا بد" للذي همه أن يسيطر على مدخل مدينة طرابلس الفربي أرن يحتل 
زنزور » ويمكنه ‏ باحتلالها ‏ أن يتحكفي طريق المواصلات بين الزاوية والعزيزية 
من ناحسة تراينة » بل ومبدد العزيزية نفسها. وكان هذا أمل الطلبان من احتلالهم 
زنزور بوم 4 يونمه سنة ١9119‏ »> ولكن الطلمان ل بوفقوا لهذا الغرض لا كان 
ببديه المجاهدون من شدة المقاومة ؛ وبقوا محصورنن في زنزور . 


وقد رأت قمادة الحاهدون أن تحتل زنزور لتعسد سسطرتها على مدخ لالمدينة 


هل 


الغربى » وهو ما يزيد في حصر الطليان ويضايقهم ؛ فحمعت نحو ألف لف وحمسمائة 
بجاهد > وابتدأ الزحف صببحة يوم !7 سبتمبر سنة 5 »© وحصلت معر كة 
هائزة دأمت سبع ساعات كان النصر فيها للمحاهدين » د ' طرد الطلمار1ل من 
زنزور يوم 5؟ منه وبقبت تحت تصرف المحأهدين إلى أن حصل صلح أوثى 
في أكتوير سئة 1911 , 


إشاعات الصلمم' '' 


كان ما التجأت إلءه إيطاليا لإضعاف المقاومة فى طرابلس > حملبها ا 
الأوروبية على التوسط في الصلح بينها وبين تركية لتتتفق معها على صلح تشتر 
لها فيه ألاتسحب جنودها من طرابلي» ويذلك تضمل القاوم قبا شط 
العرب للتسلم . وكانت الدول الأوروبءة راغبة في حمل الحكومة العثانئة على 
الصلح مع التساهل » ولككن الحكومة العؤانبة كانت تقابل هذه الرغبة بشيء من 
الصلابة في التمسك يحقها في طرابلس » حتى اعتبرت الحكومات الأوروسة هذا 
التمسك ردأ لوساطتبا . 

وفى أوائل سنة ١و١‏ كثرت إشاعات الصلح حتى وصلت إلى المجاهدين فى 
طرابلس وكانت الحرب على قدم وساق » وبالرغم على أن هذه الإشاعات لم تؤيد 
بما يذبت صحتها عند رؤساء المجاهدين » فقد كان لما في نفوسهم أسوأ الأثر » 
واحتجوا عليها لدى مجلس المبعوثان بتلغراف أرساوه إلى الآستانة في ١6‏ من 
المحرم سنة .م١‏ ديسمير سنة ١411١‏ ووقعه عنهم الشيخ سلبان الباروني. وهذا 
نصه بعد الديماجة : 


(1)ُ نراع في هذا الموضوع ترتيبه الزمني مع ما قبله من الحوادث لتكون سلسلة الككلام مه 


4ط 


لانرضى بصلح نحل" بعئانيتنا ويجعل لالعدو أي مدخل في بلادنا ولو أبرمةه 
الدولة ورضمه الخلمفة . ونحن إلى الآن نحارب ,اسم العئانيين والطرابلسين » 
فإذا أبرم الصلح على ما لا برضينا أمكننا مداومة الحرب باسم الطرابلسيين فقط 
إلى آخر قطرة من دمائنا . ولا بوجد بيننا متقاعد عن الخرب أو مال إلى 
العدو أو مسال له قط . وقد أوجبنا الحرب على كل قادر بدون استثناء . ولا 
دخل فى ذلك للترك أصلاً . وسنحلب ما يازمنا من المدافع الموجودة في غريان 
إلى خط الحرب إذا تحاوز العدو خط النخمل . وما دامت الدول العظمى ملتزمة 
الحماد فإننا نحارب باسم دولتنا ووطننا » ومتى ظبر منها الوقوف في طريق 
إنتصاراتنا وقوفا غير مشروع فإننا نعد" ذلك منها تعصبا وإذاً سنحارب بامم 
الدين فقط . 


ومن لم يذاد” عن حوضهٍ سلا حة 5 1 "م ومن لا يظلم الناس 'نظل 


والذي حمل الطرابلسين على هذا الاحتجاج هو أن مساعي الصلح كانت 
تحري بين القرك والإيطاليين بدون ان يكون الطرابلسيين فيبا دخل . وليس 
من مصلحة الطرابلسبين أن يسكتوا على مثل هذا التصرف لأنهم مم الذين منتعود 
عليهم نتائج هذا الصلح إن خيرا أو شرا . كا أنه كان من واحب الترك ألا 
بترموه يدون أخذ رأي الطرابلسيين قبه : 


وقد تضمّن احتجاج الطرابلسيين تهديداً للدول الأوروبية بالحرب باسم الدين 
إذا هي لم تكف عن التدخل في سُؤؤُون الطرابلسين بغير المصلحة . والحرب 
بأسم الدين مما يخشاه الأوروبيون دائًا ويقض” مضاجعبم > لأنهم بعتقدون أرن 
المسلم أشد ما يكون قتالاً لهم إذا كان يقاتل باسم الدين 

الضغط على الحكومة العئانية : 

وقد رأى الطليان من الوسائل التى تحمل الحكومة العؤانية على طلب الصلح 
ديد سواحلها وضرب ثغورها » واحتلال جزرها . 


ول ترق هذه السياسة في نظر الدول الأوروبية» خوفا على مصالحبا في المدن 
والثغور الساحلية العؤانية » وخوفا من توسع إيطالم|ا الاستعماري . و كانت 
حجتبم في هذه المعارضة أن الاتفاق الذي حصل بينها وبين إيطالما قاصر على 
الإذن بالأعمال الحربية في طرابلس» وقد بذل الطلبان مساعى كميرة لدى الدول 
الأوروسمة » وأعطوا ضمانات بقصر الأعمال الحربية على المنشآت العؤانة فقط » 
وعدم المساس بأي مصلحة من مصالح دول أورويا » وعندئذ أزن لهم بالقيام 
بناورات على التغور والسواحل العؤانية » فضرب أسطوهم القنفذة يوم ١١‏ من 
ناير سنة ١4١9‏ . وأمدوا السيد مد الإدريسي بالمال والسلاح للقبام بالثورة على 
الدولة العمانية » فحاصر أَبْها قاعدة عسير و كانت تابعة لها , 

وعندما كانت إيطاليا تقوم بهذه المناورات» كانت دول أوروبا تسمى لجل 
الحكومة العؤاننة على عقد صلح مع الطليان » فقد ذهب سفراء اتجلترا وألمانا 
وروسيا وفرنسا والنمسا في روما » إلى المر كيز سان جوليانو وزير الخارجسة 
الإبطالية إذ ذاك في الأسبوع الأول من شهر مارس سنة ١417‏ »> وطلموا منه 
أن يطلعهم على الشروط التي تشترطها إيطاليا للصلح مع تركيا بشأن طرابلس » 
فأبلغهم في اليوم العاشر منه مذكرة تحتوي على ما يأق : 

١ - ١‏ اعتراف تر كيا بضم طرابلس إلى إيطالما وملكيتها لها واسترجاع 
جنودها منيا . 

١‏ - إذا قبلت تركيا هذا الشرط ‏ وهو أسامي ‏ فإن إيطالما مستعدة 
التساهل في الأمور الدينية والمالية » وإعلان عفو عن الأهالى “وف وضع 
التعر دفة لمر كمة “© وإلغاء الامتنازات القنصلمة قْ السلطنة العؤانية 6 . 

وقابل سفراء الدول المسةفي الآستانة مد عاصم بك وزير الخارجمةالتر كمة » 
وساموه اقتراحات إيطالما » وطلموا منه الرد” مع استعال اللين وشيء من 
التساهل للوصول إلى نتيجة . وفي البوم الثامن من إبريل» سامهم مذ كرة مشتماة 
على كثير من الإعتدال والجاملة » وعلى شكر الدواة لتوسطها في الصلح . وقد 


١45 


جاء في المذ كرة : 0 إنه لا يسع الدوله العئانية قمول إفتراحات إيطالما مطلقا. » 
وامتملت المذ كرة على شروط هذا نصبا : 
١‏ «المحافظة على حقوق ملكنة السلطان لطر ابلس ويرقة محافظة حقيقية. 


؟ ‏ جلاء الإيطاليين عنهما عسكريا . 

م - منمم إيطاليا امتمازات اقتصادية في تلك البلاد » , 

وحاء فى المذ كرد : 

« إنه لا يسم الدولة قبول صلح على غير هذا الأساس وإلا ساد الاضطراب 
السلطنة كلبا » . 

وكا رفضت تركمة شروط إيطالما كذلك رفضت إيطالما شروط تركية » 

ول برض سك تركمة يحقها الدول الأوروبية » واعتبرته رفضا لوساطتها » 
فأغرت إيطالما بضرب السواحل التركمة على البحر المتوسط » فحمعت أسطولاً 
هاجمت مدخل الدردنيل بتسع وثلاثين بارجة» وأطلقت عليه مائة وكمٌانينقنباة» 
فقابلتها القلاع بالمثل » فأغرقت إحدى البوارج وانهزم الأسطول الإيطالي . 

وبعد خمسة أيام من حادثة الدردنيل ظبرت قطع من الأسطول أمام حرر 
الدوديكانيز واحثل بعضها يوم ؟ من إيريل. واحتلت عاصة الجزر بوم ه مايو. 
وم يأت يوم١‏ منه حتى احتل الطليان ثلاث عششرة جزيرةمن جزر الدوديكانيز. 
وكل هذا لم يثن من عزم حكومة الآستانة في تمسكبها بطرابلس . 

وكان ا شحع الحكومة العئانية على التمسك يحقوقبا فى طرابيلس مؤازرة 
الشعب الترى لها » وتحمّسه لعدم الاعتراف بأي حى للطليان في طراباس . 

وكان للبرنس يوسف عز الدين ولى عبد المملكة العؤانية » رأي مشر ف 


١ 


بشأن الصلح مع الطليان » فقد جاء فيا صرح به في هذا الشأن : « إن الصلحم 
2 يتفق مع مصاحة الدولةالعةانية “لا مادياً: ب لآن النصر مأ زَال حلمفنا؛والطلما دعل 
كثدتهم وقوتهم لم يتتجاوزوا الساحل . ولا أدبياً : لأنه لا سمقل أن يسلم الخليفة 
في أمة مسادءة “تددن له بالطاعة إلى أمة مسرحمة اعتدت علمبها . ؟ا أنه لس من 
المعقول أن نتنازل عن حقوقنا الشرعبة في طرابلس وما زال النصر حلمفنا » . 

وجاء أيضاً على لسان الصدر الأعظم قوله : 

« ونحن عاقدو العزيمة على عدم إيرام الصلح إلا على قاعدة الإعتراف بحقوق 
ملكية السلطان الحقيقية والفعلية على طرابلس الغرب . أما القول بأننا سنعطي 
حق السمادة الدينية على هذه البلاد » فإنه خداع ومغالطة » لأن هذه السمادة 
موجودة على كل مسلٍ » . 

وعلى هذا الطراز من الإحساس الشريف » كان الإحساس العام في تركية . 

ولبت هذا الإحساس وهذا التمسك بطرابلس كان وقت أن أهمل ثأنما » 
ونقلت جموشها ومدافعها إلى السمن » وأعرضت عن إصلاحبا وزارة حقي باشا 

أما القيام بمثل هذه الحركة الآن فقد جاء بعد أن « فات القطار » وأقل” 
ما يقال فيها إنها ليست من أجل طرابلس فقط » بل لأجل تخفيف الضغط 
الإيطالي عن تركبة أيضاً » لأنه كاما اشتدت المقاومة في طرابلس كلما شغلت 
أصكير عدد ممكن من الجبوش الإيطالية . وفىي مثل هذا يقال : « الصف 
ضيّعت اللبن » . 

وقد توالت الفتن بعد دلك » و كثرت المؤامرات الحرسة والطائفية 6 واسدد 
النزاع بين الإتحاديين والاثتلافيين » واندلع لحمب الثورة الداخلمة في ألماننا » 
واضطرب الرأي العام في الآستانة » فرأت حكومة سعد باشا أن تدخل فى 


١41 


مفاوضات مم الطلبان لتصل إلى نتسحة» تهد"ىءمن هذا الاضطراب الذي أصبع 
مهد”د المملكة العؤانية بالفوضى ثم بالزوال . 

بدء المفاوضات : 

ابتدأت المفاوضات أيام وزارة سعيد باشا » في جو” مضطرب > وفتن تكاد 
تحتاح المملكة العؤانية كلبا . 

وأول جلسة عقدت بين المتفاوضين كانت في لوزان (سويسرا) يوم ١١‏ يولمه 
منة ١5١+‏ . وكان عثل الحكومة العئاننة مد نالى بك سفيرها في بلغراد » 
وفخر الدين بك سفيرها في الجبل الأسود . ويمثل إيطاليا السنيور فوزيناتو » 
والسنور بيرتولمني » والكونت فولي . وقد اشتدت الأزمة الساسة في 
الآستانة » فاستقالت وزارة سعد ياشا يوم 7 بولمه سنة ١9١+‏ »؛ وخلفتيا قُْ 
الحم وزارة مختار باشا فرأت أن تستمر في المفاوضات . فاستمرت بقبة شهر 
يولبه » وشهر أغسطس ونصف شهر سبتمبر » وكل من الطرفين يقترح ما لا برضى 
صاحمه فيرد عله اقتراحه » ويقترح الثانى بدوره فيرد علمه الأول »> وهكذا 
دوالسك . وكانت العقبة التى لا تلتقي فبها الآراء هي الاعتراف بإلحاق طرابلس 
روما؛ فالطلمات يصر”ون على الإعتراف من الترك بهذا الإلحاق>والترك يصر”ون 
على عدم الإعتراف به . 


مؤأمرة : 

فى ١‏ مارس سنة ١917‏ تحالفت حكومتا الصرب والبلغار ضد تر كبا مدة 
ست سئوات . وفى 74 منه تحالفت البلغار والمونان ضدها أيضا مدة ثلاث 
سنوات . وقى م من أكتوير سنة ١9411‏ أعلن أمير الجبل الأسود الحرب على 
تر كما . وفي ٠٠‏ منه طالبت المونان والصرب والملغار تركيا بالإصلاحات في 
الرومللى » وطلبت توزيع العسا كر العانية المرابطة في الرومللى . وكانت 
مذكرة هذه الدول شديدة في لححتها » فلم ببق أمام تركية إلا إعلان الحرب . 


١ 6 عمباد الابطال‎ - ٠ 


وكان لهذه المؤامرة الإجماعية مز دول الملقان أثر كبير في الضغط على تر كما 
حق اضطر ت إلى إبرام الصلح مع إيطاليا . 

وفي هدة المفاوضات كانت الدعاية الإيطالمة تتغلفل فى قلب الأناضول 
وتحرض على الثورة . وتمد الألبان وغيرهم من الثوار بالسلاح والأموال اللازمة 
وكثرة الأخذ والرد في المفاوضات / تزد الحالة في المملكة العئانية إلا سوء] » 
فاعتزمت وزارة مختار باشا أن تصل بالمفاوضات إلى نتبجة لتتفرغ لمعالجة هذه 
الفوضى الت كادت تعم المملكة كلبا»فانتدبت رشمد باشا وزير الزراعة وزودته 
بسلطة واسعة » فسافر إلى لوزان يوم ا من سدتمبر سنة ١5١+‏ للاشتراك فى 
المفاورضات »> وبمجرد وصوله استؤنفت محضوره واستمرت إلى أوائل أكتوبر 
سنة ١9179‏ حيث اتفق الطرفان على شروط رأى فيها كل منها ما يصلح أرن 
يككون نهاية ذه المفاوضات وإن كان الترك يرون أنهم لم يصلوا إلى غرضهم 
ولكنهم رضوا بهذه النتيجة على مضض بعد أن أرهقهم الثورة الداخلية » وبعد 
أن بذلوا كل هافىي وسعهم الحصول على ما يمكن الحصول علمه . وفىي ه منه 
سافر رشيد باشا إلى أوثى لتوقيم المعاهدة مع الطلبان . 


معاهدة أوثى 1 
نص معاهدة أوثى : 


لا كان جلالة ملك إيطاليا وجلالة سلطان العؤانئين برغبان كل منهها كالآخر 
في إيقاف الحرب الدائرة بين الدولتين فقد عسّنا مندوسسه! : فعسّن جلالة ملك 


١)‏ اطلعت على نص ثن هذه المعاهدة يختلف قإملا عل هذا النص في ألفاظه وسشفقى مياه قِ 
المعني . وسيب الاختلاف في الألفاط الأختلاف فى الترجمة . 


١45 


إنطااما المسبو بسترو برتولمني الحامل ثشان تاج إيطاليا من الدرجة الأولى » 
ونشان القديسين: موريس ولازار من الدرجة الثانئة والعضو في مجلس النواب 
والمسبو جوددو فوزيناتو الحامل نشان تاج إيطاليا من الدرجة الأولى ونشان 
القديسين : موريس ولازار من الدرجة الثانية والعضو فى مجلس النواب وفي 
جلس الدولة. والمسو جدسب فولنى الحامل نشان القديسين: موريس ولازار من 
ونشان تاج الدرجة الثالثة إيطالما من الدرجة الثالثة . 

وعسّن جلالة سلطان العئاننين عطوفة حمد نابى بك الحامل للنشان العئانى من 
الدرجة الأولى والمندوب فوق العادة والممتمد المفوض . وسمادة روم أوغاو 
فخر الدين يك الحامل الذشان الحمدى من الدرجة الثانة » والنشان العئانى من 
الدرحة الثالثة والمندوب فوق العادة والمندوب المفوض . وقد ادل أولئك 
المفوآضون فحص أوراق اعتادم فوجدوها صحمحة قانونينة واتفقوا على 
المواد الآتمة : 

المادة الأولى ‏ تتكفّل الدولتان أن تنذذا ‏ حالما تمفى المعاصدة ‏ 
الإجراءات الضرورية لوقف ررحى الحرب -الاً. وسيرسل معتمدون خصوصصون 
إلى ساحة الحرب لتنفمذ ذلك . 

المادة الثاننة ‏ تتكفل الحكومة العؤاننة وحكومة إيطالما أن تصدرا 
الأوامر حالاً بعد إمضاء هذه المعاهدة باستقدام ضباطه) وجبوشها وموظفيه) 
الملكيين » الأولى من طرابلس الغرب وبرقة » والثانية من الجزر التى احتّلتها 
في بحر إيجه . ش 

ونجلو الضباط والجموش والموظفون الملكيون الإيطالسون فعلاً عن الجزر 
المذ كورة بعد جلاء الضباط والجموش والموظفين العئاندين عن طرابلس وبرقة . 


المادة الثالثة ‏ تتبادل الحكومتان الأسرى والرهائن بأسرع ما يمكن . 
المادة الرابعة ‏ تتكفل الحكومتان بإصدار عفو عام تام : فتعفو حكومة 


١ 17/ 


إبطاليا عن سكان طرابلس وبرقة » والحكومة العؤانية عن سكان جزر حر نه 
التابعين للسلطنة العثانية الذين اشتركوا في الحرب أو الذين أسندت إليهم بعض 
التهم بسيبها ما عدا الجراتم الختصة بالحق العام بحيث لا يمكن محا كنة أي شخص 
من أي طبقة أو من أي فئة كانت » ولا ممر” شخصه أو أملاكه أو حقوقه 
بسبب أعماله السياسة أو العسكرية » أو بسبب الآراء التى أبداها فى مدة 
الحرب . ويطلق في الحال سراح الأشخاص الذين سجنوا أو نفوا بسبب ذلك 


المادة الخامسة يعمل سالا جمبع المعاهدات والإتفاقات والعقود التي عقدت 
أو كانت نافذة بين الفريقين المتاقدين قبل إعلان الحرب مها يكن جنسها أو 
نوعبأ والغاية منها . وتعود حالة الحكومتةن ورعاباها إزاء بعضها إلى مشل ما 
كانت علمه قبل وقوع الحرب . 


المادة السادسة ‏ تتكفل إيطاليا بأن تعقد مع الدولة العؤانية حمنا تحدد 
معاهدتها التجارية مم الدول الآخر ى . معاهدة تجارية على قاعدة الحق العاء 
الأوروبى > بمعنى أن تترك للدولة العؤانية كل استقلالها الإقتصادي > وحتى السير 
فى أمورها التجارية واجمر كبة على خطط الدول الأوروسمة من دون أرن تغل” 
يدها الإمتيازات القنصلمة والمعاهدات الأخرى المعمول بها الآن. ولا يعمل .هذه 
المعاهدة التتحارية إلا حمما يعمل بالمعماهدات التحارية الى تعقدها الدولة العؤانية 
على هذه القاعدة مع الدول الأخرى . ثم إن إيطاليا تقبل من جبة أخرى رفم 
رسوم امرك النسسة عن البضائع في السلطنة العئانية من ١١‏ إلى ١6‏ فى المائة 
باحتكار الأصناف الخمسة الآتمة » أو بزيادة الرسوم على ما يستهلك منها » وهى 
البترول » وورق السمحارة »> وثقاب الكيردت »؛ والكحول » وورق اللمب » 
على شرط أن تشمل هذه المعاملة جميع واردات البلاد الأخرى فى آن واحد > 
وبلا تيز ولا تفريق . وتكون إدارة هذه الاحتكارات مازمة بأخذ قسم من 
هذه الأصناف من الواردات الإيطالية بيحيث يعيّن مقدار هذا القسم على قاعدة 
الوارد السنوى منبا . ويكون كنبا مطابة؟ لحالة السوق حين شراما» مع 


١46 


مراعاة جنس البضائع ومتوسط ثنها في السنوات الثلاث السابقة لسنة إعلان 
الحرب . 

فإذا رأت الدولة العثماننة أن تستعسض عن احتكار هذه الأصناف بفرض 
ضريبة إضافية على ما 'يستبلك منها » وجب لفرض هذه الضريبة على الأصناف 
لمذكورةالإيطالمة أن تفرض أيضا على حاصلات الدولة العثانية والأمم الأخرى 
من هذه الأصناف . 

المادة السابعة ‏ تتكفل الحكومة الإيطالمة بإلغاء مكاتب البريد الإيطالية 
فى السلطنة العثمانة حالما ”تلغي الدول التى لما مثل هذه المكاتب في بلاد الدولة 
المثمانية مكاتبها . 

المادة الثامنة ‏ لما كانت الدولة العلية تذنوي مفاوضة الدول في مؤمرات 
وبطريقة أخرى فى إبطال الإمتسازات القنصلية من السلطنة العثانية واستبداها 
بنظام الحق الدوللى » فإيطالما تعلن من الآن رغيتها فى تعضضدها في ذلك تعضدآ 
صادقاأ »؛ وتعترف بأحقسة مقأصدها من هد| القسسل . 

المادة التاسعة ‏ تعلن الدولة العثانية أنها مستعدة أن تعبد الرعايا الإيطالبين 
الموظفين في مصالحها والذين اضطرت أن تفصلهم عنبا حين إعلان الحرب إلى 
وظائفهم إظباراً لرضاها عن خدماتهم الصادقة لما 6 وأن تدفع لهم رواتب 
الاستمداع عن الأشبر التى قضوها خارج وظائفهم ولا يضر" هذا الانقطاع عن 
الخدمة أقل ضرر بالمستخدمين الذين يستحقون معاشاً . 

ثم تتكفل الحكومة العؤانية أيضاً أن تتوسط لدى المصالح التي لما علاقة 
دلك > حتى تعامل الرعابا الإيطالمين الدين كانوا في خدمتها نفس هذه المعاملة . 

المادة العاشرة ‏ تتكفل حكومة إيطاليا أن تدفم سنوياً إلى صندوق 
الديون العمومية العؤانية لحساب حكومة جلالة السلطان مبلغاً معادلا لمتنوسط 


١44 


المملغ الدي خص في السنوات الثلاث السابقة لإعلان الحرب من إبرادات ولايق 
طر ابلس وبرقة لصندوق الديون العمومية العئانية » ويعسّن مقدار هذا المال 
السنوي معتمدان » تعسّن أحدهما حكومة إيطاليا والآخر الحكومة العؤاننة » 
فإذا وقع خلاف بين المعتمدبن برفع الأمر إلى مجلس تحكم برأسه مرجم يعمّن 
باتفاى الفريقين > فإذا لم يتم“ الاتفاق على ذلك عيّن كل فريق من الفريقين دولة 
وعينت الدولتان مرجحا . ويحق لكل من حتكومة إيطالبا وصندوق الديون 
العمومية العؤانية ‏ بواسطة الحكومة السلطانية ‏ أن يطلب استبدال هذا المال 
السنوي بمبلغ تككون فائدته موازية لامال السنوي المذكور بمعدل ؛ / . 
وتعترف حكومة إيطالما من الآن أن هذا الملل السنوي لا يكون في حال 


من الأحوال أقل” من مليوني فرنك إيطالى» وهي مستعدة أن تدفع إلى صندوق 
الديون العمومية العؤانية رأس المال كله دفعة واحدة حالما يطلب منبا ذلك . 


المادة الحادية عشسرة ‏ يعمل بهذه المعاهدة من تاريخ إمضاءًا . 
ولهذه المعاهدة ملاحق ثلاثة نذ كرها تباعاً . 


المحق رقم ا 
منشور جلاله السلطان إلى سكان طرابلس ويرقة : 


لما كانت حكومتنا السنمة في حالة يستحيل معبها علبها أرن تسديك 
المساعداتالتي تحتاجون إليها للدفاع عن وطنك» ولما كانت من الناحمة الأخرى 
مبتمة بضمان راحتك وهنائم حاضراً ومستقبلاً » فرغبة منا في اتقاء مواصاة 
حرب مدمرة لم ولعائلاتم» وذات خطر على إمبراطوريتنا » وفى إدخمال 
اهناء والسلام إلى وطنكم قد منحتم استقلالاً داخلياً مطلقاً وتاما بما لي من 


)1 جاء في االحق رقم ١‏ أن نانب السلطان والقاضي تدفع رواتبها الكرمة العؤائية . 


١6+ 


حقوق السيادة علي » وستدار بلاد5 موجب قوانين جديدة وأنظمة خاصة » 
رشترك رجالك في إعدادها لكي تأنى مطابقة لحاجاتيم وعاداتم . 

ولقد عّنت شمس الدين بك المعروف بصدى الخدمة مثلآ لي عند؟ > ومنحته 
لقب نائب السلطان » وعبدت إلمه نحاية المصالح العؤانية في بلادم » وذلك لمدة 
خمس سئوات مع احتفاظي محق تحديدها أو تعبين غيره . 

ولما كانت أمنمتنا الحافظةعلىبقاء الأحكام الشرعيةالقائمة بينم» فقد احتفظنا 
حى تعيين القاضي الذي يتولى تعمين نواب عنه من العاماء أبناء البلاد فيقضون. 
بنك طبقا لما ثة تقضى به السربعة . 

وستدفم رواتب القاضي من جانينا » ومثل ذلك راتب نائب السلطان . 
أما الموظفون الشرعمون الآخرون فتدفم رواتبهم من دخل البلاد » . 

الملحىق رقم " 

وهو منشور من ملك إيطاليا إلى سكان طر ابلس وبرقة : 

« عملا بالقانورن رقم هم" الصادر يوم 86 فبراير سنة ١4١١‏ والذي يحمل 
طرابلس الغرب ويرقة خاضعتين خضوعاً تامأ مطلقا للسسادة الملكمة الإيطالمة » 
ورغبة في التعجيل بإعادة السل إلى هاتين المقاطعتين » وبناء على اقتراح مجلس 
الوزراء أصدرنا المرسوم الآتى : 

المادة الأولى - منح العفو الا , العام الطر ابلسيين والبرقاويين الذين اشتركوا 

فى الحرب أو الذب: ن أسندت إلبهم ' بعض التهم يسبيها » ما عدا الجرائم الختصة 

الحق العا م » بحيث لا يمكن محااكمة أي شخص من أي طبقة أو أى فئة كانت 
ولام" شخضا أو أملاكه وحقوفه بسيب أعماله السياسة أو العسكرية » أو 
بسبب الآراء التي أبداها مدة الحرب » ويطلق في الحال سراح الأشخاص الذين 
سحنوأ أو نفوأ نتسب دلك 5 


١65 


المادة الثانية ‏ يظل أهالى طر ابلس و برقة متمتعين بهام الحريةفي إقامة شعائر 
الدين الإسلامي كا كانوا في الماضي ويراظبون على ذكر اسم جلالة السلطارن 
الأعظم بصفته خليفة المسادين في الصاوات العامة » ويعترف بالسابة عنه الشخص 
الدي يعسنه جلالته لدلك > ويدفم راتب همذ النائب من الإيرادات الحلمة » 
وتحترم حقوق المصالح الدينية « الأوقاف » كا كانت في الماضي . ولا يوضع أقل 
عائق في سبيل علائق المسامين بقاضي القضاة رئيسهم الأمين الذي يعيّنه شخ 
الإسلام» والنواب الذين يعسّنهم هو والذين تدفع رواتبهم من الإبرادات المحلية . 

لمادة الثالثة ‏ ويعترف أيضاً لنائب السلطان المذكور بحاية مصالح الساطنة 
العؤانية والرعايا العثمانيين » حسب ما صارت إلمه في الولايتين المذ كورتين بعد 
إصدار قانون مب فبرابر سنة ١91‏ . 

المادة الرابعة - تعيّن بمرسوم ملكي لجنة يكون من أعضاءًا بعض أعضاء 
البلاد تقترح وضع الأنظمة المدنية والإدارية للولابتين » على أن ستمدا من 
المبادىء الحرة ويقوما على احترام أخلاق البلاد وعوائدها . 


هذا الملحق خاص بما يحب عمله مع سكان جزائر يحر إيجه » وليس فمه 
ما ينعلى بطرابلس لا من قريب ولا من بعيد لذلك رأينا عدم ذكره . 
الاتففاق السري 
وقد وضع اتفاف سأي شده المعاهدة » وهذا ئصه : 


المادة الآولى - تنعهد حكومة الامبراطورية العؤانية بأن تصدر في خلال 
ثلاثة أيام من توقيع هذا الاتفاق على الأ كثر فرمان موجبا إلى الشعب الطرابلسي 


١65 


والبرقاوي يطابق الملحق رقم ١‏ . 

المادة الثانشة ‏ يحب أن توافق الحكومة الملكية الإيطالية مقدما على تعبين 
نائب السلطان والرؤساء الديشين » وأن تحدد رواتب هؤلاء الرؤساء ونائب 
السلطان باتفاق خاص يعقد بين الحكومتين وتدفع رواتبهم من الدخل المحلى » 
ما عدا راتب القاضى فإن الحكومة العؤاننة هى التى تدفعه » ويجب ألا بزيد 
عدد هو لاء الرؤساء على ما كان علىه عند إعلان الحرب . 

المادة الثالثة - تتعبد الحكومة الإيطالية الملكية بأن تصدر فى خلال مدة 
ثلاثة أيام على الأ ك لثر من نشسر الفرمان الملى المنصوص عله في المادة الأولى 
مرسوماً ملكما مطابقاً لنص الملحق رقم ٠ ١‏ 

المادة الرابعة ‏ تتعهد الحتكومة العثمانية بأن تصدر في خلال مدة ثلاثة أيام 
على الأكثر من نشر الفرمان الملكى المنصوص عله فى المادة الأولى إرادة ملكية 
طبقاً لنص الملحق رقم ١١"‏ , 

المادة الخامسة ‏ عقب نشر المراسم الثلاثئة ذات الطرف الواحد المنصوص 
علمها في ما تقدم يوقم الفريقان المتعاقدان معاهدة عامة طبقا لنص الملحق رقم ؛. 

المادة السادسة- ومن المتفق عليه طبعاً والمفبوم من هذا الاتفاق أن حكومة 
الامبراطورية العثانية تتعهد بأن لا ترسل ولا تسمح بإرسال سلاح من تركيا إلى 
طرابلس الغرب وبرقة أو ذخائر أو أسلحة أو ضاط أو جنود . 

المادة السابعة ‏ لا تطالب حكومة من الحكومتن المتعاقدتين الأخرى بما 
أنفقته من نفقات على إطعام أسرى الحرب وإيراتهم . 

المادة الثامنة ‏ يتعبد الفريقان الساممان المتعاقدان بإيقاء همذا الاتفاى 
سريا » على أن يكون لكل حكومة حى الخمار في إعلانه عند تقد المعاهدة 


. الملحق رقم » لا دخل له فيا يتعلق بطرابلس وبرقة‎ )١( 


١ “هق‎ 


النصوص عليها في الملحق الرابع إلى برلمانها . 

بوصم هد أ الاتفاق موضع التنفيذ يوم توقبعه . 

| المادة التاسعة ‏ ومن المتفقعليه أن الملاحق المنصوص عليها في هذا الاتفاق 

"تعد حزءاً متمماً له , 

كتب في «لوزان» بنسختين يوم ١٠١‏ أكتوير سئة ١411‏ . 

بيتروبير تولني . جويدو فوزيناتو. جيسب فولى 
جمد نابي . روم أوغلو فخر الدين 

وتنفيذاً لما جاء في الاتفاق السر“ي المذكور آنفاً » فقد وضعت نصوص 
المعاهدة » ووقم عليها مندوبو الحكومتين في الساعة الثالثة والنصف بعد ظبر 
بوم ١4‏ من أ كتوبر سنة 917 ., 


»+ »ا عن 


تعلبيق : 

هذه معاهدة أوثى وملاحتقبا. والمتأمّل في هذه النصوصبرى أن أهم ما جاء 
فيهأ مما يتعلق بطر ابلس هو ما جاء في المادتين الأولى والثائةمن مواد المعاهدتما 
يتعلق بوقف القتال وسحب الجنود والضباط الأتراك من مبدان القتال في طرابلس 
وبرقة “وهو أهم ما يصبو إلمه الطلمان . وما جاء في الملحق رقم ١‏ وهو المنشور 
الذي صراح فيه جلالة السلطان همد الخامس بتنازله عن حقوقه في طرابلس 


)١(‏ كانت الدولة العلمة أثناء الفاوضات في أححرج الأرقات . فقد أعلنت الحرب عل دول 
البلقان في الساعة الثانية والدقيقة الأربعين من مساء اليوم السابع عشر من أكتوبر سثنة ؟١ابو؛‏ 
وهو اليوم السابق ليوم توقيع المعاهدة . وفي الساعة الثالثة والدقيقة الأريمين من صباح يوم توقيسمع 
المماهدة هجمت الجبوش العؤانئية على بلغاريا والصرب , 


١6غ‎ 


وبرقة لأهله| » ومنحبم استقلالاً داخلياً مطلقا تام » ولم ينسب إلبه في مواد 
المعاهدة ولا فى ملاحقبها ما يقسّد هذا الاستقلال أو ينقصه. وهو با له من حقوق 
السادة في هاتين المقاطعتين له أن ينح هذا الحق » وقد منحه لأهله . 

أما بقمةالمواد فمعضبا يتعلق بالتحارة»وبعضبا بالأمور المالمة أو الامتسازات 
التنصلمة أو غير ذلك مما ترغب إيطالما الحصول عليه أو إعطاءه فى مقايلة ما 
هو خير منه . 

وقد أصر جلالة السلطان على أن يكو نهذا الاستقلال تام » ولكن الطلمان 
أنوا أن بوافقوا على ذلك . ولذلك ترى نصوص المعاهدة خلواً من التعرض الحق 
السسادة على طرابلس ووضعت اللاحى لتفسير وجبة نظر كل فها يتعلق 
هذه السسأدة . 

وكان تنازل جلالة السلطان على حق سسادته على طرابلس ويرقة لأهلبا 
تقديراً منه لجهود هذا الشعب الأبى" ومكافأته على إخلاصه لعرش آل عفان إلى 
آخر الحظة من لحظات المقدرة والإمكان . 

وقد نقض الطلمان كل ما في هذه المعاهدة» وغدروا بالترك والطرابلسينعقى 
السواء وأتوا في الحرب الطرابلسية بما يورث العار والشنار. وقد تولى اششجزاءم » 
فرماهم بداهية الدواهي » وأدال منهم بأكثر ما أدالوا من غيرهم » وقد قتل 
موسولبني بأيد إيطالية واحثلت عاصتبم « روما » بحموشس الحلفاء وأصصبحوا 
أذلاتء صاغرين . 


بعد المعأاهدة : 


نشر القائد الإيطالي في طرابلس خبر هذا الصلح يوم 9١‏ من أكتوير سنة 
؛> وأبلغه إلى نشأت بك القائد الأعلى لمحاهدين . 


وقد استغرق هذا الكفاح بين الحى والباطل من يوم نزول الطليان في 


١66 


طرابلس إلى يوم إبلاغ خبر الصلح لنشأت بك اثنى عشر شهراً وستة عشر نوماً. 
وقد وفعت فى هذه المدة وقائع دامية بحدها القارىء مدوأنةفى مواضعباأ من 
كتاينا هد أ ان لق سر ابلسيين في هذه المعاركم جولات على باطل الإيطالين 


وقد تكن الطلمان فى هذ. المدة كلها من احتلال أربع مدت فقط من المدن 
الساحلية . مدينة طرابلس ١‏ العامة » وقد أحاطوها بسور من الححر وبقوا 
يحصورين فما حواه السور . ومدينة اخمس » وبقوا محصورين فمها فقط. ومدينة 
زوارة وبقوا حصورين فمبا إلى أن احتلوا سيدي عبد الصمد » وسيدى سعيد » 
فوسعوا دائرة احتلالهم في دائرة قطرها نحو ٠١‏ ك . ومدينة مصراتة » وبيقوا 
حصورين فيها من قصر حمد إلى المواطين»في محبط قطر دائرته مسافة نحو ١٠ك.‏ 


عد عو 


ومبذه المعاهدة دنتبى الشطر الأكبر من الدور الأول من الحرب الطرابلسة» 
وهو الشطر الذي يشرف نشأت بك على أعماله الإدارية والحربسة بوصفه مث 
الحكومة العثمانية ووالبا على طرابلس . ومع نشأت بك عمد فرحات الزاوي »؛ 
والشيخ سلبان البارونى » والحادي كعبار » وأحمد المريض © وعلى بن تنتوش . 
وبوحد عسا كر من من بقايا الجيش العثماني في طرابلس قبل الاحتلال يكم عددم 


. هما تقرساً‎ ٠ 


وكان هذا الشطر من الدور الأول يعتمد في عتاده الحربي على ما كان للدولة 
العثانية فى طرابلس من البنادق وبعض المدافع. وعلى قليل من البنادق التي غنمها 
الجاهدون من الطليان في المعارك التي دارت بينهم لأن الغنائم لم تكثر إذ ذاك . 


وأرنمت الدولة على هذا الصلح إرغاما » وبذلت أقصى جبدها فى الإحتفاظ 
ما يمكن الاحتفاظ به من الحقوق التي تفسحم أمام الطرابلسيين امجال للمطالمة 


١65 


يحقهم والدفاع عن استقلالهم فحاء استقلالاً ناقصاً يحتاج إلى تكملة » وبذل جبهود 
لإقناع الطلمان بالإعتراف به . وقد حاول الطرابلسون الوصول إلى 
تكة مذا النقص من طريق المفاوضات تارة » ومن طريق الحرب أخرى » 


ولكنهم م يفلحوا . 


وقد اشتمل هذا الصلح على خطأبن كبيرين كان لما أثر سبىء فيفشل مداومة 
الطرابلسين على الجباد : 


الخطأ الأول : أنه وقمّم من غير مشورة الطرابلسيين» بل وبدون أن يعاموا 
عنه 9 » وهذا تعد على حقوقهم وتدخّل في أخص” اختصاصاتهم لأنهم أدرى 
تقتضله الخال القائمة ئمة إذ ذاك . وهم الدين سمقعون نحت عبء هذه الشروط » 
0 وتعة ما ينشأ من ضغط الطلمان على الحكومة العثمانية . 


0) 


فاستشارتهم تمكنهم من التفكير في مصيرهم » وتعطي للأتراك الحجة عليهم فيا 
يختارون لأنفسهم من مصير . 


الخطأ الثانى: أن القوة المعنوية لالحرب كانت تعتمد على وجود الترك والعرب 
متساندين »6 وآمال الناس ما تزال متعلقة بالدولة العثمانشة » وما زالت الصلة 
بذلك الماضي القريب تذ كثّر الناس بدولة آل عثمان. ووجود الضباط والجنود 
الأتراك الذينيشار كون الطر ابلسيين بنتهم عنوان على على بقاء صلة الطر ابلسيين 
بدولة آل عثمان » صلة الحكوم بالحا م . فساغتة الطرابلسيين مثل هذا الصلح 
الذي عقد لوقف الحرب من ثأنه أن يحل" العزائم ويثيّط الهمم »وهو ما حصل. 
فاْتراك الطرابلسيين في هذا الصلح أمر” من البداهة بحيث لا 'تحبل ولا ينسى . 
ومع ذلك فقد بقي أمر الصلح سراً مكتوماً عن الطرابلسيين حت انتهى كل 
شوء » وصدرت الأوامر إلى نشأت بك بالانسحاب هو ومن معه من طرابلس © 
وترك الطرابلسين في مواجبة الطلبان يختارون لأنفسهم ما شاءوا في وقت 


١0 1/ 


لا ينسم للإختمار"" . 

وقد أذاع حا طرابلس منشوراً بشأن الصلح في مدينة طرابلس هذا نصه: 
«لما كان الأمر العا الصادر في 7 فيرابر سنة 5 قد وضم طر ابلس 
والقيروان تحت سلطة المملكة الإيطالية » والآن لأجل ترقبة هاتين الولاتين » 
وتأسد الأمن فيهما تقرتر ما يأتي : 

١‏ - يملح عفواً عاما جميع أهاليطر ابلس والقيروانالذين اتر كوا في الحرب 
أو الذين اجترموا جرائم مختلفة في مدة الحرب . ولا بسوغ اضطباد أحد من 
الأهالى أو التدخل في أموره الشخصمة أو المادية » أو منعه من التمتع يجميع 
حقوقه » لأجل أي عمل عمله في الماضي » سواء كان العمل عسكريا أو ساسا ؛ 
أو غير ذلك . وكل من سجن أو أسر لأجل ذلك يطلق سراحه سالا . 

؟ ‏ إن سكانطر ابلس يبقون كا كانوا في الماضي أحرارا» فى ممارسة فروضهم 
الدينية » وأن جلالة السلطان الخلفة الأعظم يحب أن يذكر » كالعادة » فى 
الصاوات الإسلامية . وسيمثله نانب يعسّنه جلالته . وتدفع ماهية النائب من 
إبرادات الحكومة الحلية . ويحب أن تبقى حقوق الأوقاف محترمة كا كانت فى 
الماضي > وألا” تقوم أية عقبة في سمل العلائق التي بين المسامين ورئيسهم الديني 
أي القاضي الذى يعسّنه شخ الإسلام - والتى بينهم وبين نوابه الذين يعسّنهم 
القاصى نفسه . وأمًا ماهمات القاضى ونوابه فتدفم من الإبرادات اللحلة : 

- النائب السلطافي المذكور أعلاه تكون وظيفته المحافظة على مصالم 





)١(‏ قد يقال إن للحصر البحري الضررب على طرابلس دخلا في صرف نظر العثانبين عن 
استشارة الطرابلسيين » رلكن كان من الميسور الاتصال ,بم على طريق مصر . وتحن لا نكر أن 
البلاد كانت تابعة للدولة العثمانية » ولكن نرى أنه كان يمحسن يحلالة السلطان ‏ وهو يءتزم 
التنازل عن البلاه ‏ أن يأخذ رأي أهلبا ليعدوا أنفسهم هذا المستقبل الجديد.وم يكن لاحتجاجٍ 
الطرابلسيين على عدم إشسراكهم في المفاوضات أي أثرء واستمر المفارضون الأتراك في مبمتممحتى 
انتبوا فمها إلى ها ذكرة . 


١ 6 


الدولة العثمانية والرعايا العثمانيين التى لا يمسّها الأمر العالى الصادر في 76 فبراير 
سنة 1919 . 

؛ - سبصدر أمر عال آخر بتعيين لجنة يككونجانب منها من أعيان الأهالي 
لى تسن قوانين ونظامات للإدارة امحلية فى الولادتين محسب ممادىء الخرية » 
يحسث تحترم يموحمها العادات ا محلمة » أه . 


والأمر العالى » المشار إلبه » في ه؟ فبراير سنة *41١هو‏ قرار ضم طرايلس 
وبرقة إلى إيطالما » وقد وقّم عليه الملك وجوليتي رئيس الوزارة » وجولبانو 
وزير الخارجمة © وبقمة الوزراء . 


الإعتراف بتبعبة طرابلس وبرقة للطلبان 


ذكرن فى صدرالكتاب أن دول أوروبا كلها كانت موافقة على احتلالالطليان 
لطرابلس . وما كادت توقع معاهدة «أوثى » بين الطليان وتر كبا حتى تسابقت 
دول أوروبا الى الاعتراف بتبعبة طرابلس وبرقة للطلمان . وهي رغبة كانت 
تنتظر لإعلانها أي مناسبة » فاعترفت انجلترا بسيادة الطليانعلى طرابلس في ١5‏ 
أكتوير سنة ١498‏ . وفى 8١‏ منه اعترفت فرنسا هذه السبادة . وفي +7 منه 
اعترفت بها رومأشما . 1 

وفى 98 منه ابتدأ القواد الإيطالبون في طرابلس يفاوضون نشأت بك ومن 
معه من كمار الضباط فى سفر الجتود العثمانين طبقا لشروط الصلح . 

وم تحترم هذه الدول اعتراف جلالة السلطان بتنازله عن حقوقه الشرعية في 
طر ابلس الطرابلسيين » ول تعترف يحق الطرابلسيين ني بلادهم الذي جاهدوا من 
أجله وم يتنازلوا عن شيء منه » وذهبت تتسابق إلى الاعتراف حق إيطاليا في 
طرابلس إرضاء لما . وهي مبادلات معروفة بين دول الاستعار : تعترف 
الواحدة منبن بأحقية غيرها فى اغتصاب حقوق الشعوب الضعمفة » لتعترف لما 


١65 


هي الأخرى بأحقيتبا في مثل هذا الاغتصاب . 

وى 7١‏ منه أرسلت الحكومة العثانية إلى جميع الولاة قِ ملكتيا تخبرهم 
بعقد الصلح . كا أرسلت وزارة الحريية العثمانة إلى نشأت بك تعامه بذلك 
وتأمره بالانسحاب هو ومن معه من الأتراك من ممدان القتتال م وأن ساموا 
أنفسهم إلى الطليان لبأتوا بهم إلى الآستانة . 

مفاجاأة : 

عقب وصول ابر إلى نشأت بكجمع رؤساء الجاهدين والضباط الطرابلسين 
وأعيان البلاد والوجهاء وأبلغبه الخبر » فوقم علمهم وقوع الصاعقة . وسرعان 
مأ عاودت الناس تلك الشكوك التي ساورتهم في أول الاحتلال» من إهمال التراه 
لبلادم » والتفريط في حقوقهم » ووقع في روع بعضهم أن هذه حلقة سقطت 
من الدور الدي مثلته وزارة حقي باشا » جاءوا بها الآن لإقام الفصل وسدل 
الستارة على بقمة الرواية . 

وكانت هذه المفاجأة سسا في حل عزائم المجاهدين » وتسر”ب المأس إلى 
النفوس » وذهب كثير من المجاهدين إلى ببوتهم تعلو وجوههم الكابة والحزن . 

كل هذا سيبه عدم أخذ رأي الطرابلسيين في هذا الصلم » ولو استشيروا 
لأعدوا أنفسهم للأمر على كلا الوجهين > واختاروا في سعة من الوقت ما برون 
في أنفسهم الكفاية له »؛ وما تساعدهم ظروفهم الوطنية والمالمة على القيام به ١:‏ 
دلوقع من نفوسهم الموقع المعدا له . ولككنه شيء حصل | يككن لحم فيه رأي » 
فباءوا بغرمه واستأثر غيرهم بغامه . 


بين السام والحرب : 


جاء خبر الصلح والجاد قائم ؛ والطلمان بحصورون فى المدن الساحلمة 6 
والمحاهدون تسَدّقدون حماسا للقاء العدو ومنازلته » فنزل ذلك الخير على حماس 


١ 


الجاهدين بردا. وعلى أثر ذلك عقد قواد الجيش وروساء المجاهدين وأعبان البلاد 
اجتّاعا تادلوا فمه الرأي فها يحب عمل إزاء هذا التحول الجديد وكانفي مقدمة 
الجتمعين نشأت بك وفتحي بك والشيخ سلمان الباروني » ومختار كسار » 
واغادي كعبار » وأحمد المريض »> وعلى بن تنتوش » وفرحات الزاوي . 
واتفقوا مبدشاً على مطالبة الطلمان بالإعتراف بالاستقلال الدي منحبم إياه جلالة 
السلطان » والدخول معبم في مفاوضة لتكيل ما عساه أن يكون في معاهدة 
«أوثى» من نقص. وانتخدت هيئة المفاوضة من اهادي كعبار »وعلى بن تنتوش 
وفرحات الزاوي . 

غير أن نشأت بك كان يضمر رأيا آخر ل يصارح به المجتمعين » ذلك أنه 
كان ييل إلى جمعية الاتحاد » وبريد مواصلة الحرب ياسمها . 

وهي مناورة سياسية ينطب عليها المثل العربي «الصيف ضيعت اللبن » فؤن 
موقف الإتحاديين من طر ابلس غير بجبول . وقد يككون نشأت بك مقتنعاً يعدم 
فائدتما . ولكنبا محاولة » فإن نجحت نسب فخرها إلمه » وإن فشلت كارن 
غرمها على غيره . 

وأفضى نشأت بك إلى الشمخ سلوان الباروني بهذه المبمة فوجد منه ميلا 
وتعبداً بالقيام بها . 

بين المهادي كعبار والباروني : 

للا عدل المارونى عن موافقة أعبان البلاد على الدخول في المفاوضة مع 
الطلمان » وتزعم الحركة التى كانت ترمي إلى مداومة القتال ‏ كان لهذا العدول 
أثئر سسىء على نفوس الزعماء » وم يطتق الهادي كعبار صبرا على ما تأثرت به 
نفسه من عدول المارون عن المفاوضة إلى مداومة الحرب > فكاشف اللماروفى 
هذا التأثر فى لمحة شديدة » ؛ ولكن الباروني استمر في الوقاء يما عاهد عليه 

نشأت وكان للبحة الهادى الشديدة أثر في فتور العلاقات بينه وبين الباروفي 


١5١ حباد الابطال‎ ١١ 


سيتضح فمأ ند كره نعد 


من هنا نشأت فكرتان : فكرة قبل إلى السم والتقدم إلى الطلمان بطلب 
تنفيذ المعاهدة » وبالمفاوضة في تكبيسل ماعساه أن يكون فمها من نقص » 
وأنصارها من ذ كر نا آنفا » وجمسمع أعمان الزاوية وورشفانة وغريان إلى مصراتة 
حسّذونما .وحجتهم في ذلك أن ما لديهم من العتاد الحربىي لا يكفي لقاومة دولة 
من أكبد دول أوروب » والأقوات في البلا قلية » والإعانة التي كانت تاق من 
تر كما وقدرها مائة ألف جنيه في الشهر قد انقطعت» والإعانة التي تأتيمنتونس 
مورد غير ثابت » وقد يؤدي تغلب العدو إلى قطعها > فنكون بذلك قد عرضنا 
أنفسنا ومستقبل بلادنا إلى الخطر » فقبول الأمر الواقم على أساس الإعتراف به 
وتكميل نقصه أولى » ثم نبذل كل جبودنا لإقناع الطلمان تحقوقنا . 


وفكرة تميل إلى الحرب » وأنصارها الشيخ سلوان الباروفي » وانظم إلبه 
الشيخ سوف والسيد جمد بن عمد الله الموسيفى . وغرض أصحاب هذه الفكرة 
تهديد الطليان بالقوة لإرغامهم على الاعتراف بالإستقلال الذي اعترف لهم به 
حلاله السلطان ٠‏ وتزعم هذه اجداعة الشيخ سلبان المارونى وملّمه نشأت بك 
النقود التى كانت عنده “وقدرها ألفا ليرة ة عتانية ذهباً» وسلسم إله سند ا يأر بعة 


عشر ألف شوال من الأرزاق يتسلّمما من « بنقردان »1 , 


توجه نشأت بك ومن رغب السفر معه إلى الزاوية » ثم منبا إلى مدينة 
طر ابلس للسفر منها إلى الآستانة » وكان ذلك في أوائل نوفمبر سنة ١4١‏ . 


)١(‏ ذكر الاهمير شكيب في تعليقه على ابن خلدون أن تركية كانت تصرف على الحرن 
الطرابلسسة ماثئة ألف جنيه في الشبر . في حين انه ذكر أن الطليان منرفوا على الحدرب 
الط رابلسة فى العدر أ سئوات الأولى +..,....,..٠‏ جشه 


١ 7 


وكان يوم دخول نشأت بك مدينة طرابلس للسفر منبا إلى الآستانة يوم 
حزن شامل . ومن بصداق أن نشأت بك تكرهه الأوامر العسكرية على تسل 
نفسه إلى عدو ه الدى طالما جراع حنوده ككوؤّوس الموت وأوردها الهلكة ؛ 
وير كب في بوارجه التى طالما رمته بقنابلها لتحمله إلى الآستانة تنضذ! لا أملاه 
القوي على الضعيف .. 


ولما سافر نشأت بك من العزيزية أخذ معه « سفورزا » وبقمة أعضاء المعثة 
الإبطالية الذين كانوا معه وسلّمهم لوالي طرابلس . وقد لقبت هذه المعثة معاماة 
حسنة من المارونى فأرسل إلمه و كمل الوالى خطاب ششكر هذا نصه : 


« إلى حضرة الفاضل الأديب سليان بك الماروني جازاه الله . إننا لسنا 
متمقانين هل تسامتم خطابىي المحرر تاريخ 1 أ كتوبر . وعلى كل حال فقد وصل 
البوم هنا أعضاء البعثة العامية الإيطالية فسمعنا منهم مشافبة ما أفضتم علمهم من 
اللطف » وما سعيتم لهم من المساعي > فكان ذلك تأ كيدا كاملا لما كان قد بلغتا 
قبلا . ولا شك أن مسلككم مذا! مع وجود التعاون الصريح بيننا هو من 
المكرمات »2 بل دلبل لامع على شرف نفسيتك » وجميل عواطفك . 


إن المستقبل بسد الله تعالى » ولكن مهما كان سير الحوادث فنه يحوز لى أن 
أؤكد لي أن حكومتنا ستعتبر خلوص نياتك في أعمالم عند سنوح فرصة 
زلك “كا أنها قد قدرت من زمان قدر ما تحصلتم علبة من التأثير المستحق في 
علوب العرب »© . 

حرر في طرابلس الغرب فى ؟١‏ نوفمبر سنة ١91٠‏ . 


الجنرال أمير الجموش الإيطالمة الجترال تومازونى 
ق ولاق طرابلس وبنغازي وكبل الوالى 


١17 


نوري بك "١‏ 
كان نوري بك أخو أنور باشا مع نشأت بك في العزيزية . ولما سافر نشأت 
0 ف نوري عن السفر معه وذهب إلى ( سرت ) للإلتحاق بالمجاهدين فى برقة 


5 


١‏ وبظبر أن هذه حلقةمب سماسة الاتحاديين أراد يقوم بها في(سر ت) 
ولكنها م تفلح . ولما وصل إلى ١‏ (سرت ) ترامى له أن قم فيا بضعة أ م2 
وصار يشجع الناس على المضفى ق الجباد وعد 500 يل تا 
إذ ذاك عبد الل بن ملمطان من جبة خلمل بك قائد منطقة ١‏ ' سرت ) فوحد منه 
اشرما ومناصرة ات ال ات برك لل ا سعونة 

السلام واتساممة اوري ووزعه على الغا ق (سرت ) # قارح مق ال 
التى جاءت من قسل الصدف شيثا من النشا 

احتلال سرت : 

لادان بجداكد وري في د ؛ وخافوا أن ستفحل أمرها فجاءوا 
وعمنوه ٠‏ قافقاما علا “و يلب أن قيض عل د ل وأرسل فى 
أثر نوري من يطلبه للقبض عليه » وقد أدر كه الطلب قبل حدود برقة » فحياه 
عبد العاطي الجرم وهداد الذين ذهبوا في أثره بالقتل إن م برجعوا » فرجعوا » 
ونجحا نوري إلى بر فهَ > م سافر إل الآممانة . 

بعد سفر نشأت بك : 

اجتمع أنصار المفاوضات وتقداموا إلى الطليات برغباتهم » وأ رساو | إليهم 

, وستأق أخياره هناك‎ ١51 رحمم الى مصراتة في سنة‎ )١( 


154 


حواباً مع الشيخ عمر المنصوري ''! لتعيين الزمان والمكان لبدء المفاوضة > وقد 
رأوا من المصلحة أن تتم المفاوضات في مدينة طرابلس فانتقلوا إليبا . وقد 
ساور المجاهدين الشك في نية الطلبان نحو المفاوضين. ولكنهم ما لمثوا أن تحققوا 
حسن نيتهم . وأن المفاوضين لا خوف عليهم . وقد جعلوا أساس مفاوضاتهم 
4 مادة » رأوا أن معاهدة « أوثى » لا تتم إلا” بإضافة هذه المواد إليها '"'. 

واجتمع الشبخ سلمان الباروني » ومن انم إليه » من أنصار فكرة الحرب 
وأعلنوا الطليان برغبتهم في إتقام الصلح والموافقة على المعاهدة على شرط 
الإعتراف باستقلال طرابلس الذى اعترفت به الحكومة التركمة العثمانة بدون 
مفاوضات »© وإلا” فهم مصمّمون على الإستمرار على الحرب''! »2 وامتنع الطلبان 
عن مشار كتم هذه الرغمة . 

وانحاز كل فريق إلى رأيه » ورأى الطليان في قوتهم ما سجتّعبم على التمسك 
رأهم » وكانت النتيجة وقوع الحرب » فتأثرت بها المفاوضات الجارية وفشلت . 

من هذا 'يفهم أن الفكرة كانت متحدة » وهي مطالبة الطليان بالاستقلال » 
ولكن اختلفت وجبة النظر في تنفيذها : فأنصار المفاوضات رأوا أن يطالبوا 
بالحجة والإقناع المنطقي > وأخذ ما يمكن أخذه والمطالية بما بقي » ورأوا أن 
الإلتجاء إلى الحرب غير جد للأسباب التي ذكرناها آنفاً . أما البارونٍ ومن 
انفم' إليه فرأوا أن يطالبوا الطليان بالموافقة على معاهدة «أوثمى» » والإعتراف 


1( كان الاستاذ عمر المنصوري من علماء طرابلس العاملين ومن المجاهدين| تخلصين. ركان عر بز 
النفس لم يدنس شرفه بالانةماء الى الطلمان . وكان منظوراً المه بعين الاحترام والتقدير من 
جمسع مواطئيه. 

توفي يوم الخميس أول سبتمير سئة وغة١‏ عن نحو سبعين عام ودفن يجامع اللنصوري ببلدته 
« صياد » التي كانت تسمى المنصورية عليه رحمة الله . 

(*) ل نعثر على نصوص هذه المراد 1 

() يظبر من كتاب الباروني الآتي الوالي أنهم ل يتلقوا ردأ على هذا البلاغ . 


1506 


إستقلال البلاد » وهم على أهبة الحرب » حت إذا راوغوا نازلوهم الحرب . 


حقيقة : 


ثبت من حوادث التاريخ» ومادلت عليه التجارب في معاملات الأوروسين 
الشرقمين أ: نهم لا يعطون ما أخذوا » ولا برجعون عما صموا على اغتصابه إلا 
بالقوة . والقوة في هذه المواقف هي المحة الدامغة والحاع النافذ الحم » فيا 
رأينا في التاريخ دولة أوروبمة دخلت بلدا إسلامياً وخرجت منه إلا وهي 
تخوض في دماء أبنائه فتلك الأندلس > وهذه الجزائر وتونس . وكثير من 
بلاد العرب ما زالت ترسف ق قمود الاستعمار » وقد طالب الكثير منبا محقوقه 
بالحجة فلم يصغ لا يقول . والتجأ بعضها إلى القوة وبذل الكثير من أرواح أبنائ 
فلم يصل إلى ما برضمه» وداهمته القوة فكان القول الفصل لما وحدها. وحوادث 
التاريخ حافلة بأن النتبجة المفبومة هي ما جاءت من طريق مقدمات الحديد 
والنار لذلك نرى أنه كان من الواجب على الطرابلسين أن يفكروا قبل الإقدام 
على الخرب فيا يضمن لحم دوام الحرب ؛ فإذا ما ضنوا ذلك وجب عليهم 5 
محاربوا » وكانت الحرب هي الطريق الموصل إلى النجاح . 


الباروني في يفرن : 

انصرف الماروني ومن معه لترتيب أعمالهم »> فاختاروا « بفرن » مركرزاً 
هم » ونقلوا إلمها ما سامه إلمهم نشأت في العزيزية من أرزاق وغيرها » وأنشئت 
ترتدمات إدارية وكلت أمورها إلى موظفين بقدر ما اقتضته ضرورة الحال القاءٌة 
إد ذاك . واتخذوا الرابطة محلا لإقامة المحاهدين . 

وقد أنصم إلى الباروني وصحبه جماعة من العلالقة والعحصدلات وزوارة 
والنوائل وأولاد أبى سف والصعان وسكان الحمل » مع مأبوجد من روؤوس 
الفتنة المطأطئة طئة خوفاً» وهي تتسمع الأخبار ولسمهر الفرص للتخلص من البارونى 
وإشواته » خصوصاً بعسلد أن اتسعت شقة شقة الخلاف عليهم وأصبحت حبود هم 


ا 


لا تكفي لما تتطلبه الحال » وأصبح ينطبق عليهم المثل القائل : 
تكائرت الظباء على خراش20 فا يدري خراش” ما يصيد 


ورجم الشيخ سوف إلى منطقة زوارة لمباشرة أعماله هناك » ويمجرد وصوله 
هاجم الطلبان في العجبلات » و”قتل في هذه الممركة الشيخ شلتيق رئيس بادية 
المسصلات . 


ورحقفت حموشس الطلعاأن فاحثكلت سوانى بنمادم والعزيزية 6 ورنزور 6 
والزاوية » وغريان » وترهونة وما بعدها من جبة الشرق إلى مصراتة بدون 
بسدىء من حدود غربان الغرسسة وير" ثمالاً إلى ما يقارب العزيزية من الجنوب > 
3 يغرب ماراً تحد وى زنزور والزاوية إلى محاذاة صرمان من الجنوب» ثم ينزل 
شى| لآ إلى صرماتن 6 لأا كانت هي والعحصملات مشموله بإدارة المحاهد.ن تبع 
منطقة زوآارة ٠‏ 


وكان عبد النى بن خير من رؤساء أرفلّة ‏ ممن انضموا إلى الباروني 
وإخوانه في فكرة الحرب » فترك بعض الجاهدين من أرفلة في الرابطة وذهب 
إلى بنى ولمد مر كز أرفلة » حجة أنه سبحمعم الجاهدين ويرسلبم إلى خط القتال 
والواقع أنه فعل هذا لمكون له ححة عند الطلبان بأنه لم ينضم إلى الحاربين » 
وكان يحاول أن يضرب عصفورن حجر » فصار يكاتب الطلبان يستجلب وداهم 
و يعتذر شم عدم حضوره لديهم يما براه بودي إلى هذا الغرض. ويكاتب البارونى 
فى بفرن ويطلب منه الأرزاق باعتمار أنه من أنصاره » وم مخف على الباروني 
هذا التلاعب من عمد النى » ولكنه كان يصانعه طمعاً في اتقاء شراه » ويناء على 
هذه المصائعة لعبد النى جاء في بعض كتايات الباروني : « أن خط حرينا 
بستدىء من أرفليّة » والواقع أنه كان لا سّحاوز حدود غريان الغربية شيرقاً . 


0 


جباية الزكاة : 

ول يكن ما تركه نشأت بك من المال يقوم حاحة الجاهدين . يضاف إلى 
ذلك ما أحدثه الخلان من الوهن والفتور في العزائم وأخذ ما ببد الباروني في 
النفاد »؛ وتأخرت مرتمات الموظفين وأحور الجالين الدن كانوا ينقلون الأرزاق 
من بنقردان إلى بفرن . وبدت الحاجة إلى كل سيء » وظهر النقص في كل شيء؛ 
فاضطر الباروني إلى جماية الزكاة»فأر سل حاسبين لحصر الحموانات لجماية زكاتها» 
وكانت الزراعة لم تنضج بعد فأعد العدة لجباية زكاتها أيضا > ولكن النفقات 
كانت أكثر مما فى استطاعته جمعه من المال . وأللّت الحاجة إلى درحة أنه لا 
يمككن انتظار نضوج الزراعة . أضف إلى ذلك تقدم العدو في كل ناحبة » وضمق 
المناطق التي بقيت في أيدي المجاهدين التي«مكنهم جباية زكاتها . 

وبقي البارونىن وصحيه يقاسون الصعويات “ ومحاولون تذلمل بعضها > 
واستمرت هذه الحال من | كتوبر سنة ؟١١‏ إلى أول مارس سنة 191 > وفى 
هذه المدة وقعت بينهم وبين الطليان مناوشات كانت أشبه بمناوشات الإختمار . 


وقد عم الطليان أن ما يبد الباروني من الأرزاق نفد أو كاد » ولا يجباور: 
قلة ما ببده من العتاد الحربي » فأخذوا يعدأون العدّة لمعركة فاصلة يكون فمبا 
القضاء على المجاهدين » وبالقضاء علمهم يقفى على آمال المفاوضة »> فحبّزوا حدشا 
عظمما بقمادة الجنرال « لكويوا » » واتخذوا له مركزاً في العزيزية ومركزاً فى 
عريان » وكانت خطة الطليان الإطباق على المجاهدين منالشمال والشرق والجنوب. 

مكاتبة : 

في أثناء ما كان الباروني في ( يفرن ) كتب إليه القائد الإيطالى كتاباً ينبزه 
فيه ببعض الألقاب التى لا تتفق مع الواقع'"' » فرأى فيها المارونى مساسا 


(1) تفهم تلك الألفاط من نص كتاب الباروفي . 


1578 


نكرامته » فردً علمه بما ينفى هذا الإفتراء . وهذا نص كتاب المارونى : 


, حمدأ وصلاة 


إلى حضرة جناب الام قائد جيش ووالي الدولة الإيطالية بمدينة طرابلس » 
أرشده الل؛ السلام على حضرتكم. لنكن في عامكم أني لست“ متقلياً ولاغدارأ 
ولا محنا لامال » ولا معاديا للإصلاح والمدنية نّة » واسألوا عنى الروساء وامحاربين 
يتضح لكم الحق . ولككني رجل” عرفت” قيمة الوطن ومعنى الدين ولداة 
الحرية وفضماة الشرف » فأنا أكثر الناس شوقا إلى رؤية بلادا رافا” فى حلل 
الترقي » منتسرة فمها المعارف العصرية والإصلاحات المدنيّة » على شرط حفظ 
كرامة سكانها » وبقاء استقلاهها المسروع . 


أنا لا أكره التعاون مع الأوروبيين والإستفادة مما أودعه الله من اخيرات في 
بطون أودية بلادنا ورؤوس جمافا »؛ وتعم الجاهمل من العام » ولكن أكره أن 
أرى الوطني عبدا مملوكا لغيره » يحيث لا يملك شيئاً من دينه وعرضه » فإرف 
الموت أسهل وألن” طعما عندي! من ذلك ٠‏ 


وقد أدركت” بالتحربة والساحة فى بلاد الله قدمة الاستقلال » ولنكة حماته 
الهندئة » وتحققت مرارة الإستعباد والراقسة » وعرفت ماهي المدنية » وإني 
أستسبل في جنب حرية النفس كل صعب »> وها أنا الآن 1 كل من الطعام أخشنه » 
وأنام على الأرض متوسداً سرج جوادي» وأشرب الاء الملح تارة والمر أخرى» 
وأسير في الليل افلم الممطر > وفى هاجرة النبار » ولا أرى هذا إلا" ألذا 

من الشبد »© ولا يزيد بدني إلا" قوة »ولا حأشى إلا” شاتاً » وإن دفسي لتتوق 
إلى الشبوات »> ولكن على شرط حفظ الكرامة » فحافظوا يا حضرة الوالى 
على شرفنا وشرفكم» وأشيروا على دولتك بالموافقة على استقلالنا حسبالفرمان 
السلطاني » وتعالوا نستعن بكم على تعمير هذه البلاد حبث قفى الله بمجاورتا » 
كا كان أجدادنا من قبل . 


115 


لا يغرنك يا حضرة الوالي أقوال الذن لا يقدرون المصلحة فترمى بدولتك 
في حرب جديدة معنا لا تدرى عاقمتبا » فإن النصر سد الله دؤته من بشاء . 
« 5 من فئة قلملة غلبت فئة كثيرة بإذن الله » . 


أجبتم عن جوابكم الأول ما قرارناه وأعلناه » وطلبنا منككم الجواب » 
ولكن من الأسف رددكم الرسول بدون جواب . ولعلكم تظنون أننا لا نخارب 
إلا” بالترك وتريدون التجربة ولو بمحاربة واحدة . فإن كان كذلك فإن أهالمنا 
يعتقدون أنضاً أن عسا كرك ما وقفت أمامهم إلا” بحاية الأسطول وأبراجالمدافع 
الكبيرة » فهم جازمون بالانتصار في المواطن البعمدة عن المحر » ويتمنون أن 
يحر'بوا أنفسهم فيا بين غريان وسواني بنيادم » ولكن هل يصح “لي ولكم أن 
نتلاعب بدماء أبناء طرايلس و إيطالما بحرد التجربة ؟ . اللبم إن هذا ما تمَحّه 
العقول المتنوكرة والأذواق السليمة . وإن أبيتم إلا" ذلك فنحن حاضروت 
الدفاع » والله والناس معنا . 

هذا ما اقتضى المقام ببانه من قبيل النصيحة وحقناً للدماء ودمتم سالمين » . 

حرر في مركز الجبل ٠١‏ الحرام سنة م١‏ . سلمان البارونى 

معركة جندوبة : 

بقبت الجبوش الإيطالية من أوائل مارس إلى 7١‏ منه تستكمل عد” 2 
وتستعد للقضاء على الباروني وأنصاره . وقد عم المجاهدون ,بهذا الإستعداد » 
فزو دوا نفوسهم بالصير » ووطمنوها على الموت في سبمل الله » واعتتمدوا على الل 
في لقاء هذا الجيش > وهم يعتقدون أنهم سيقفوزورن بإحدى الحستدين : إمّا 
الشبادة في سسل الله » وإمًا التغلتب على العدو . 

وفي صببحة يوم ؟ مارس سنة ١91‏ زحفت هذه الجبوش على المجاهدين » 
فقابلوها بالشات والصبر» وبادلوها إطلاق الرصاص » وقامت الحرب على مأقيا» 
وظبرت دشاعتها فى تلك الأثلاء الممز قة والأعضاء المتناثرة » معضباأ يدافع عن 


ا 


زفسه ووطنه ؛ وبعضبا ينتصر لباطللء وقواته . وأخذ الطلمان يقذفون نحسموسهم 
الحائلة كلما فنى صف من صفوفبم جاءوا بغيره » وثبت الحاهدون لهذه الجموش 
النبمرة . وبقيت المعركة طول النبار لا تسمع إلا” أصوات الرصاص ودوي” 
المدافم . وقد أظبر أولاد أبي سيف بطولة نادرة في همذه المعركة من تاحمة 
الرابطة » وأقمل اللمل بظلامه » وقد رجّحت كفة المجاهدين في الرابطة و كفة 
المدو في جندوبة » ول يبق” لدى المجاهدين من الخرطوش ما يكفي لممارية 
ساعة » فاضطروا إلى الانسحاب تحت جنح الظلام. وباتوا الليل بطوله مشغولين 
بدفن شهدائهم » ونقل جرحام إلى ( يفرن ) . ول يمبلهم العدو > فاقتفى أثرهم 
إلى (يفرن) وصبحهم نحبوشه » وقد أنبك التعب قواهم مع نفاد ما بأيد.هم من 
الخرطوش فانسحبوا مكرهين من (يفرن) »> وقصد من بقي منهم إلى ( نالوت) 
للإلتجاء إلى الأراضي التونسية .واستمر الطليان في زحفبم» فاحتلوا (غدامس) 
فى إبريل سنة ١941#“‏ » واحثلوا ( مزدة) ف بولمه من هذه السنة . 

وكانت همذه آخر معر كة قام بها الباروني وإخوانه للدفاع عن الشرف 
والوطن » وطسّر الخبر إلى الشخ سوف بناحية ( زوارة ) بالواقعة » فانسحب 
المحاهدون من هناك للإلتحاء إلى الحدود التونسية . وغادر المجاهدون وطنهم 
بعد أن دافعوا عنه إلى آخر سبم » وآخر مافي الإمكان » وفضلوا الجلاء على 
التسلم للعدو . ففازوا بثواب المجاهدين وأجر اللباجرين © ولبسوا بأو”ل من 
غلمتهم القوة . والنصر بيد الله يؤتبه! من نشاأء . 

بعد انتباء المقاومة في الجبل : 

كان الشخ سوف » والشيخ سلبان الباروني» والشيخ جهمدين عبدالله البوسفي 
أكبر الرؤساء الذين قاموا بالحرب بعد سفر نشأت بك . ولما انتبت مقاومتهم 
بعد واقعة جندوية اختار الشخ سوف والشيخ سلءان البارونيٍ “ ومن معبم » 
الإلتحاء إلى الحدود التونسية » ومنها سافر الباروني إلى لندن ثم إلى الآستانة . 
وهاجر الشيخ سوف ومن معه إلى حلب (الشام) > واختار السبد مد بن عبدالله 


وا 


ومن معه الإلتحاء إلى (فزان) “ وأاعتصموا هناك في انتظار الطلبان مرة ثانمة 7 


ولقد كان للسبد مد بن عبد الله ومن معه جولة في حروب (فزان) » كندت 
هم فيها السعادة والشادة في خير سنذ كره مقروناً بما وحب فم من الشككر 


والثناء » كا أن للباروني وسوف أخباراً ستأق مفصلة في محلبا » إن ساء الله . 


منأسبة : 

ناسبة ما دار من مكاتبات بين الشيخ سليان الباروني والمهادي كعبار» حمما 
كانت جيوش الماروني تغير على عربأن ؛ ولا أشيع عن الهادي عقب هذه 
المكاتيبات من أخمار يحتاج المنصف إلى تمحيصها » رأدت” أن أجل سيرة الحادي 
كعبار في الجهاد الطرابلسي من يوم أن احتل الطلبان طرابلس إلى أن توفي علمه 
رحمة الله » ليمسكدن من يحب إنصاف الناس الوصول إلى الحقبقة » ومعرفة ما له 
وما عليه » من غير تحيز » ولا مبالغة . 


ف 


١7 


قمه 
فوى 


المدارس التر 
من نعمة 
الذا كر 


وسهرة 
© قوى 


كة ود 


١ 
المحة‎ 


في 
صول كا 
ظ 
ولما وقعت الحرب الطرا؛ 


و2 
لو 
معد 


6 

نهشةب 

و 
سية 


اناندا 5 
1 
طٍِ الس 0 ب 
4 5 14 
ا فد 
3 5821 
6 3 
' 5 3 
2 نل +- 
023 
2 1 . 
٠:‏ 3ط 


1١ 


7 
--ه 
4 از 
رص الس 
حصيية وي 
أل 2 
/ 4 
ا 
+ 
4 3 
-ِ 
ْ, . 
+ 
- الي 
-- 8 
0 
٠‏ . 
0 - 
37 
]2 
5 31 
#ديه مويو 
ّي 4 
3 / 
سبي 3 1 
006 
ييذ| *# 
+ 
3 يأ 
8 اسه 
إلبة 





للحباد وقاموا ده . وكان معدوداً في طبقة المفكرين من محترم الناس آراءه ؛ 
ويقفون عند حدود ما يرسمون . ولا تولى نشأت بك إدارة شؤون الحرب كان 
المادي في طليعة من يعتمد عليهم من أعيان طرابلس »> وعمّنه قائقاما على 
عربان . 

ولما تنحّى الترعن إدارة الحرب في طرابلس قتف ى معاهدة أوثى وانتيخب 
الطرابلسيون هيئة من الأعيان لمفاوضة الطليان في إتام ما ينقص هذه المعاهد: 
اختير الحادي عضواً فى هذه انهيئة . ولا وقع الانقلاب بعد القرضاببة كان فى 
مقدمة الثائرين على الطليان واحاربين لهم . ولا 'وقع صلح بنيادم في سنة بهو 
اتتخب في هيئة المفاوضة . وكل مجال 'يحتاج فمه إلى قوة الححة وطلاقة اللسان 
كان الهادي كعبار أول من يدعى إليه » لا يماري في ذلك أحد . 

ولو تتمعنا أدوار القضة الطرابلسية كلها من سنة ١91١‏ إلى سنة بابايه؟ 
لا نحد مجالاً من مجالات القول أو العمل إلا والمحادي كعبار يشغل منه مركرزاً 
لمق عقدرته ومكانته . 

هذا عرض بسيط لحياة هذا الرجل الذي تناولته ألسنة الناس - إن صدقا 
وإن كذبا ‏ با يحط” من قدره ويخدش كرامته . ولبيت ما قبل فيه من قببل 
ما يمكن أن يتساهل فيه ولكنه من نوع لا تستسيغه النفوس» هو الخمانة العظمي 
خيانة الوطن » وبيع المواطنين لمن دوس كرامتهم ويستذل رقابهم » خمانة 
الوطن التي لا جزاء لما عند الله » وعند القانون وعند الناس إلا القثل على أعواد 
المثائق . 

فبل يكون منالمسلتم به أن رجلا يتمتع بمثل هذه المكانة بين مواطنمه ينقلب 
بين عشمة وضحاها إلى خائن لوطنه » منبوذ من مواطنيه » تنقز”ز النفوس لسماع 
سمه ؟ وهل يصح - إذا كنا منصفين ‏ أن تخوض في عرض هذا الرجل بدون 
أن نبحث عن الدوافع التي سببت له هذه التهم ؟ لا شك أن هذا لبس مد 
الإنصاف في شيء . 


1,7 


وأول تهمة نسدت إلبه كان سببها خلافه مع الياروني حينا أجمع زعماء البلاد 
على مفاوضة الطلمان» وخالف الباروني واختار الحرب بناء على اتفاقه مع نشأت 
بك في مداومة الحرب تنفيذاً لفككرة جمعية الاتحاد والترق . والحادي لم يكن 
بدعا في مخالفته للباروني . بل ثأنه .أن الأكثرية المطلقة »> فلم يخالف فكرة 
المفاوضات إلا الماروني وتبعه في ذلك السيد حمد بن عمد الله الموسيفي > وانفم 
إلمها الشيخ سوف »© ولكن الحادي لم يطتى صبراً على مخالفة الباروني فصارحه با 
في نفسه بلبجة أفبمه بها أنه غير راض على مخالفة ما أجمع عليه الزعماء » ومن 
هنا نفهم أنه خلاف في الرأي على ما تقتضبه المصلحة لا أكثر ولا أقل . 


وجاء دور الحرب » وحاصرت جموش الباروفى غريان لأا كانت محتلة 
الإيطاليين مثلبا في ذلك مثل جميع البلاد الطرابلسية » وصار جيش الباروني 
بغزو بلدان غريان الغريبة » فطلب أهالي غريان إلى الحادي إتخاذ طريق لتأمين 
أموالهم وأرواحهم » فكاتب الحادي كعبار الشيخ سلمان الباروني في الكف عن 
غزو بلاد غريان » فم تفد الكتابة شيئأ » ونسب الحادي إلى الطلينة والإنحباز 
العدو . وكاتبه المارونى بما ب كد ذلك > فرد الحادي بما يدفم عنه هذه التهم . 
ويفهم من كتاب الباروني الذي أطدلعنا عليه أن هناك مكاتبات تبودلت بينه 
وبين الحادي .حسب ما تقتضضه الحال » وكانت كتاية البارونى في لمحة شسديدة 
ينضح منها أنه كان متأثراً من كتابة اهادي التى لم نطلع على نصها. ولو نقل إِلما 
الماروني ما اطلع عليه من كتابات الحادي لعامنا موقف الحادي منه »> والتمسنا 
له عذراً » ولكنه اقتصر على تدوين كتابته هو الت كان يؤرخبا بتاريخ /! من 
رسِم الأول سنة ١م١٠‏ > فأهملنا نقلها واكتفينا بالإشارة البها » ولو كان جيش 
الساروني على حدود ترهونة أو مصراتة أو غيرهما من الملاد الحتلة لكان موقفها 
مشاما لموقف غريان من جميع الوجوه . 

ومن هذا الوقت بدأ تإشاعات السوء تنتشر ضد اهادي بين أنصار الباروني 
وتسربت منهم إلى غيرهم» وفسّرها من لا يدر كون فهم الخلاففي الرأي بخالفته 


١7 


لمصلحة الوطن . وانثقلوا من هذا إلى رممه بالخمانة العظمى وهي بسع الوطن 
والإنحماز إلى عدو ه ٠‏ 

ولو جاز لنا أن نقول هذا في الحادي كعبار لجاز لنا أن نقوله في غيره من 
الزجماء من زوارة إلى مصراتة » لأ:هم كلهم متفقون على مفاوضة الطلمان ومخالفة 
النارونى قُِ فكرة الخرب . فإلصاق هذه التهمة الشتعة مهادي وحده - ول 
يكن لها من سبب إلا مصارحة الباروتى وأتصارة برأده الدي يشار كه فيه جمسع 
الزعماء ‏ لا يتفق مع المنطتق والإنصاف »> ولدس من ذنب الهادي أن يصارح 
برأيه ويسكت غيره . وقد 'عرف بصراحته واعتزازه برأبه 1 


وقد اتنبى هم ذا الدور يفشل البارونى في مارس سنة ١941١‏ وسافر إلى 
الآستانة . ولما عاد منبا إلى طرابلس سنة 1941 وجد اهادي كسار يحتل 
مكانته بين الزعماء المناهضين الطلمان . 

هذا سبب التبمة الأولى ىا وقعت مم ملابساتها وظروفبا . 

أما النهمة الثانبة فبي شبيهة بهذه في وقوف الهادي عند رأيه ودفاعه عما 
براه حقاً . وذلك أنه بعد حرب البرير والزنتان ضعفت المقاومة الوطنئة» وحلا 
سكان السواحل إلى الجبل» وكان من الصدف أن اختارت همئة الإصلاح المر كزية 
غريان مقراً لها » مما اضطر الطلمان أن نجعلا هدفا للقضاء على الجركة الوطنية . 
وكان من رأى المادى أن نفرض عدد من المحاهدن على الملاد المحمطة بغريان 
التابعة لنفوذ الممئة ‏ وفى مقدمتها ترهونة - وقد تعبد على نفسه أن تألى 
بمجاهدين من غريان يساوون عدد مجاهدي ترهونة مها كثر عددهم وما بتجمم 
من المجاهدين يكوان منهم جيش على طول خط الجبل توكل إلبه مهمة الدفاع » 
ووافقت الميئة على ذلك» وكان الطليان يبذلون كل جهودهم للاتصال بالجبل عن 
طريق الوطية » وحصل فتور في جمع المجاهدين » وألم المادي في التنفيذ نظرا 
لنشاط الطليان المتواصل > وقرب الْخطر من الجبل ول تنفّذ الهرئة ما وافقت 


هنل 


علمه» وواجه الحادي أعضاء الهيئة ورئيسها بلبجة شديدة » وحذرهم من الخطر 
ادق بهم > ولكنهم ل مجمعوا من المجاهدين ما يكفي ارد الخطر الداهم > 
فأفبمهم بأن غريان أول بلاد معرضة للخطر وإذا م ينفذوا ما اتفققوا عليه 
فسمضطر إلى مكاتبة الطليان دفعا الخطر الحدق بغريان > فلم يبد رئيس اغيئة 
أي نشاط في التنفيذ » واحتل الطلبان الجبل من ناحية يفرن وأخذت طلائعه في 
التقدم من ناحمة العزيزية » فأقدم اهادي مرغما على مكاتبتهم ليؤمن غريان من 
شرهم > وهو موقن بما في هذا العمل من خطر على حياته » وتقدم الطليان 
فاحتلوها وقيضوا علمه وجرت الأمور على ماكان «توقعه » وذهب ضحية 
اقتناعه بر أيه » وعدم تنفيذ اليئة ما أجمعت عليه . وعادت الذاكرة بسيمي 
الظن وبأتباع كل ناعتى إلى تلك الإشاعات »> فكان لهم فمها ما كان لهم في التهمة 
السابقة . 

هذه أقوى أسماب التبمة الثاننة » التى تلصق اهادي بك كعبار » أشد 
الشناعات » وأفظم المويقات . ١‏ 

ولو أخذنا بإشاعات من لا يدر كون الأمور لما وجدنا مبرواً لوساطة الباروني 
بين الطليان وبين خليفة بن عسكر. و كثير من الناس لا يحسن الظن بن لا يدرك 
عقله آراءهم » فبخيّل إليه - من طريق الجبل وقصر النظر - أنهم خائنون 
فيتناولهم بما هم منه براء » وهم في تقديرهم للوطن ومحافظتهم على كرامته فوى 
مستوى عقول هؤلاء » وفوق ما يدر كون . 

ولعل فها ذكرنا وسبلة لمن بريد أن يصل إلى حقائق الأمور » ويعم أعذار 
الناس فما مختارونه لأنفسهم من آراء قد لا يفبمها » وقد تكون أسيابها 
بجيولة لديه . 

الباروني وسوف في تونس ''' : 

التحأ الشخ سوف ومن معه من المجاهدين الدين كانوا في منطقة زوارة إلى 
(0) للكلام هنا شعبئان : طعبة تتعلق يسوف والماروني وستيتدىء بها » وسعمة تتعلق 
الطلمان وما انتبوا إلمه » ومنذكرها يعد ذلك . 


؟!- بحباد الابطال ١/1‏ 


حدود أونس » وعلى أثرهم جاء الشيخ سلهان الماروى ومن معه من ابجاهدين » 
ومعه من أعمان ال حمل ساسي خزام وبوسف خريدش © واحة جتمع اجمبع في 
الأراضى ني اتونسية > فطابت منهم فرنسا تسم سلاحهم قبل كل شيم ا 
الطلب بعد أن محتازوا الحدود عسافة نأ دأمنون فمها على أنفسهم من الطلمان . 
وبعد أن تسامت ج. مع أسلحتهم قالت لهم : إن الأراضي التونسية لا تنس لغير 
هلها ؛ وخيهم بين أن تختار هم امتكومة مكان يشمون شه يجتمعين أو 
مختاروا لأنفسهم بلدا آخر يذهبون إليه » فاختار بعضهم الرجوع إلى طرابلس» 
والتحق بعضهم بالسبد محمد بن عبد الله في فزان . واخثار البارونى الدهاب إلى 
الآاستانة »؛ واختار سوف المحرة إلى الشام » واستمبل حكومة فرنسا ريثا 
ممئون لأنفس بم الوسائل الكافبة لنقلهم » فأميلتيي . 


وسم الباروني الأرزاق الموجودة في بنقردان باسم المجاهدين إلى يوسف 
خربدش » وسافر هو وسامي خزام إلى تونس . 


الكونت سفورزا! : 
كان في اابعئة المسكرية التي أسرت في الجبل فى ينابر سئة ١91١‏ وكانت 
بينه وبين الشبخ سلوان الماروني معرفة شخصية . ولما سل العرب البشة إلى 
الطلميان قِ زوفمبر سنة ١٠981١‏ رجم سفورزا إلى روماء ولمناسبة معرفته بالمارونى 
كلفته حكومته بالتوسط لدى الباروني في ترك الحرب والدخول فى المفاوضات 
مع المفاوضين > ولأجل هذا جاء إلى تونس للاتصال بالبارونى وقمل اتصاله ده 
تغلب الطليان على البارونى , وجلا عن الجبل إلى تونس والتقى به سفورزا . وعدل 
عن التحدث معه في المفاوضات إلى أن ينصح الناس بالرجوع إلى طرابلس . 
وكان الحديث بين سفورزا والباروني وسامي خزام بمعرفة الحا م الفر نسأوي . 
تم استدعى حمد سوف إلى الإسُتراك 2 الخددث ؛ فحضر ومعه سعد حللودة 
مدير الصيعان » والشيخ ضو العلا" » فأصرو! على عدم رجوع المهاجرين إلى 
طرابلس » وانتبى الحديث بينهم وبين سفورزا »> ورجع إلى إيطالما » وبقي 


١7 


الداهدون في تونس إلى أن بأتيهم الإذن بالممحرة إلى الشام . 

وطنية سوف : 

في أثناء الحديث مم الكونت سفورزا بدرت منه كلمات رأى فبها الشيخ 
.وف مساساً دكرامة العرب > فقال له : « إن طرابلس أمنا حملتنا وولدتنا 
وأرضعتنا : أما حق امل والولادة فقد أديناه حربا » وأما حتى الرضاع فلبا 
علمنا ألا ندخلها وأنتم فيبا » . 


سفر الباروني إلى لندن : 

سافر الباروني من تونس إلى لندن لبذهب إلى الآستانة . 
نهمنه فيها بالخيانة وأخذ الرشوة. وهي إشاعات لا تركز على أساس من الصحة . 
وأسماءها الأخبار الكاذبة وإشاعات السوء . فرأى فى هذه الإشاعات مساسا 
دكرامته فاضطر إلى الرد عليها . وقد اجتمع بصاحب مجلة التيمس الإفريقية في 
4 من شوال سنة ١١‏ فأفضى إلله حديث طويل نقتطف منه ما يتعلق بالرد 
على هذه التهم الباطلة مع اللحافظة على نصه وعدم التصرف فيه ؛ قال الباروني : 

« إن حكومة إيطاليا تحققت نزاهتي وعفدّتي من زمن الحرب التركية فلم 
ننحاسر على مخاطبق في شأن الرشوة» لأنما لما أشارت إلى ذلك في بعض مكات اتا 
درل أحمتها بأنني .ا ورجالى لا نرضى إلا بالموافقة على الاستقلال الدي تفضل 
له علينا السلطان .. » ثم قال : 


« إني ما التجأت إلى تونس إلا بعد نفاد كل ما ببدي من لوازم الحرب ...» 
أم سامت سلاحي إلى مأموري فرنسا لمقبلوا دخولي للأراضي التونسية © ففى 
إن لم أترك للصلح مجالاً » ودافعتها إلى أن أخذت مني الملاد بقوة المدافم و كثرة 


١/5 


الجنود. ولو سأل مخابرو تلك الجرائد بعض رؤساء الحكومة الإيطالية لأخبررم 
بأمماء الدين قبلوا ارود © ومدوأ يديهم الحقيرة مطأطئي رؤوسهم لتناول 
الرشوة من لشرفهم . أما أنافلا يحدون إسمي إلا في صدور دفاتر الوقائع 
المشبورة > واللحجوم الشديد في اللمل والنهار على الحصون والاستحكامات » من 
وم اهجوم على الحان إلى يوام دخولى ودس © . 

هذا ما نقلناه بنصه من حديثه لمحرر مجلة التسمس الإفريقمة وهو واضح فما 
قصد إلبه من رد تلك التهم الباطلة . 

م سافر البارونى من للندن إلى الاستانة » فأكرم السلطان محمد الخامس 
وفادته » وأنعم علمه برثمة الماشوية . 


وله عودة إلى الجهاد في طرابلس > وسنذكر أخماره في محلبا إن شاء الله . 


هجرة سوف ومن معه إلى الشرق 


أرسل الشخ سوف اينه عونا إلى الآاستانة للإتصال بذوي الشأن فمها لتسير 
أسباب المحرة للمجاهدين » فسافر من تونس في ذي الححة سنة ١+١‏ وأرسل 
معه كتاباً خاصا إلى أنور باشا وكان إذ ذاك وزير الحربمة يستايض همله فى 
تسهمل أهور المحرة للمجاهدين -- فوافق على ذلك» وخصص لهم باخرة للإتسان 
بهم جميعاً الى الآستانة .وفي شهبر ربس الأول سنة ار كب الشخخعون الماخرة 
وجاء بها الى قابس » حلث كان المحاهدون فى انتظاره وكانوا نحو ٠.ه؛‏ . 


وكان مع الشيخ سوف منأعيان المباجرين الشيخ سعدحلبوده مدير الصعان. 
والشيسخ ضو بن الحاج العلاقي . والشيخ على كلّه فر كبوها جميعا منمرمى قابس 
وقفلت بهم إلى الآستانة . وقد تراءى الحكومة العئاننة أن يقم المباجحرورتف 
الطرابلسيون في حلب » لآن أراضمها واسعة » وسكاها عرب »> يتفقون في كثير 
من عاداتهم مع عادات الطرادلسيين » فنزلوا في الإسكندرونة » ومنبا انتقلوا 


١م‎ 


37 دف العرب إل الإحتفاء بإخوابم والثياء بواجب الشيافة . . 


وم يطل المقام بالشيخ سوف في حلب حت قامت الحرب الكبرى في البوم 
الثاني من شهر أغسطس سنة514١فاستدعته‏ الحكومة العؤانية لترسله إلىطرابلس 
#غسام ,الثورة فببا على الطليان » فأجاب طلبها وسافر ؛ وسنذ كر خيره في حله. 


عبد الني بن خير : 

قلنا آنفاً إن عبد النى بن خير من انضموا ‏ في الظاهر - إلى اليباروني 
وإخوانه في حارية الطليان . وقد ترك بعض مجاهدي أرفلة مع المجاهدين في 
الر ابطة » فكان هذا برهانا عملم على تأسده فكرة الحرب. ولكنه فما بينه وبين 
نفه لا يؤمن بجاح هذه الفكرة » وإنما هي بد اتخذها عند الماروني ورفقائه 
0 ولمنال قسطه من أرزاق المجاهدين» ودذهصب إلى بني ولمد 
مر كز أرفلة لمبلو أخبار أهاها ويعرف ميوهم عن كثب > فاتضح له أن كثيرا 
مهم يؤيد فكرة الحرب » وكان المادي بن قطنتش وأنصاره يؤيدون فكرة 
المفاوضات. وكان الطلمان يتوهمون فى سسف النصر (غول الصحراء) ويرغبون 
أن لو اتفق معهم » فوعدوا عبد النبي بما برضيه إذا هو حقق هم هذه الرغبة . 
وذهب عبد النبي إلى سيف النصر في (هون) وذ كر له من عدالة الطلبان وحسن 
نهم نحوه ما جعله يصلداق > وجاء معه إلى بني وليد . فوجدوا الطليارن 
احتلوها بواسطة عبد اهادي بن قطنش فنزاوا في شمبخ . وقام عبدالنمى يدور 
و .سيط بين الطليان وسيف النصر . واجتمعوا الحا م الإيطالى في شعبة الكرمة 
وادي بنى ولسد واتفقوا على أن يكون سيف النصر متصرفاً على الحفرة . 
وسافر عمد النسى إلى طرابلس وعمّن مستشاراً للطلنان . وذهب سسف النصر 
إلى سوكنة . | 


وأاسثئمرت هذه المفاوضات بين الطلمان وعبد الننى وسمف النصر من مارس 


اها 


إلى دسمير سنة ١91‏ . 
“د عد ع 

إلى هنا انتهينا من ذ كر الحوادث التي وقعت في الدور الأول فما بين (سرت) 
وحدود تونس » وما بين الساحل وأرفلة سواء منها ما كان قمل سفر نشأت بك 
أو نعذده م وأحملنا بعصماأ تعلق بالاعسب عبل النسي . وكل دلكحسب المستطاع » 
وحسب ما رويناه عن أوثق المصادر ممن شاهدوه . 

وبقيت بقبة وقعت حوادثها فوا بين أرفلة وفزان » وكان بطلبا من أنصار 
الطليان عبد النمي بن خير » ومن أنصار الوطن جماعة من المجاهدين وعلى رأسها 
السبد جمد بن عبد الله البوسسفى » علمه رحمة الله . 
بلومه على عدم محاربته الطلمان > ويذ كشره مما أشاعه هو وعبد النبي من أنهم 
اتفقوا على حاربتهم » فرد عليهم بأنه لا ينضم إلى الطلبان ضدهم > ولا يأتيهم 
إلى معاونته . 

ولو حلت الممداية قلوب عبد النبي وأنصاره من المنشقين وانضموا إلى 
إخوانهم لكان موقف الطرابلسيين أقوى » ونهايته أسل . 

وبعد احتلال بني وليد أصبح أم البلاد وأغناها في يد الطلسان > ودخل 
بحت نفودهم من ( سرت ) إلى حدود تونس وم يق إلا" فزان والجفرة وما 
حوالمها من الناحمة الجنوسة . 
موافقة عبد النبي وملاينة سيف النصر فرصة تمكنهم من أغراضهم » فألفوا 
جدسا برياسة الكولونمل «أممانى) مكوناً من بتالموني'١'‏ من عساكر الحدشة » 


6 البتاليرني حشري على ألف مارب ' ريساوي الفوج . 


"ا 


وللاث كومبانيات''! من غيرهم » وفصيلتين من الطوحية الجبلية مع ما ياذم 
ف4... احملة من المعدات . وسار الجيش إلى سو كنةحمث يقم سيف النصر واحتلبا 
.ون مقاومة منه ولا من أتباعه . وأخذ الطليان برسلون جواسيسهم إلى فزان 
لا.نطلاع أحوال السسد محمد بن عبد الله وأتباعه » وتحمّم لديهم من المعلومات 
ما أغر اهم الحجوم عليهم . 

وعرضوا الأمر على عبد النبي » على أن يكون مع الجيش الذي سيذهب 
(عضاعبم » فوافق على شرط ألا” يبقى سيف النصر في سوكنة > وأن يعيّن 
هو بدله » فوافق الطلمات على ذلك . وشرع عبد النبي يكاتب أولاد أبى سيف 
والمفارحة والزنتان وغيرهم من سكان الجنوب »2 حاولا إقناعبم باستسلامبم إلى 

؛ ويؤكد لهم أنه سيكفل لهم كل أنواع الراحة مع الطليان . 

وبعد أن تم استعداد الطليان للبحوم على السيد محمد أخبروا عبد النبي بأنهم 
سقضون على سيف النصر » وكلفوه بالذهاب إلى سو كنة لبحل محله » وليذهمب 
مم الحدش الدي سبهاجم السيد مد في فزان . 


سفر عبد النى : 


مافر عبد النبي إلى سوكنة . ومر في طريقه « بالوديان »”'2 منازل أولاد 
بي سيف . وهناك اجتمع بالسيد محمد بن يشير . وكان هذا الاجتاع صدفة » 





وفد حاول عبد النبي أن يقنع السد محمد بضرورة خضوع أولاد أبى سيف 
للطليان » وأعطاه عبوداً بأنه كفل لهم راحتهم لدهم . ولكن السبد محمد ل 


. و ٠ه” ورتساري الكندمة‎ ٠ الكوميائية : يتراوح عددها بين‎ )١( 
(؟) الوديان : محل حذولبى مزده رهي مواطن أولاد د ي سيف ومرابعوم . . وكتسيراً ما‎ 
ازعهم في ملكدة عا الزئتان 2 ووقعءت ينهم ممارك هائلة بسدسهأ . ومن أشبر هذه الممارك معرة‎ 
وقد تغلب فبها الزنتان على أولاد أبي سيف فجلوا عن‎ ١91١ حمل » حوالى سئة ١٠و٠١ أو‎ « 
واخدار السيد حمد بن بثير وأحوته : - على وعمد ار من رجحمد  األاء الى أرض‎ ٠ ب طانهم‎ 
. .رت ونزلوا في الوادي الأحمر‎ 


١8م‎ 


يصل معه إلى نتيجة وذهب عبد النبي إلى وجبه » ؛ وبقي السيد محمد في الوديان - 
مع أولاد أبى سيف . ول يكن مقمماً هناك وإنما كان يقم في( سرت) “وجاء في 
: مهمة سنذ كرها قرسا . 


اعتقال سيف النصر وأولاده : 


وقبل وصول عبد النبي إلى سوكنة سومين قسض الطلمان على سيف النصر 
وأولاده : أحمد » وعمر » ومد» وسليان» وعبدالجليل» وذهيوا . مهم إلى زوارة 
وتولى عبد النبي مكانه » وأسندت | لنه متصرفمة الخفرة وا الطلتار:. 
أعمالهم الحربسة على السد محمد بن عبد الله » وكان عبد النبي في مقدمة الحملة . 


وفي يوم ” من ديسمير سنة 141 تحرتك الجيش الطلمانى من سوكنة قاصداً 
براك لحاربة السيد محمد بن عبد الله البوسيفي ومن معه من المجاهدين ؛ » والاستملاء 
على فزان ٠‏ وقد وقعمتمن يوم ديسمبر إلى يوم منه معارك شديدة في «الشب» 
و«أشكدة 6'' نال فيها كلا الفريقين من صاحمه . 


وافعة امحروة وق_:(') 


77 من دلسمس سنة 17 ةا 


وفي ايوم الذالث والعشرين من ديسمبر سنة ١115‏ حصلت واقعة المحروقة » 
وقد أبلى المجاهدون فنبا بلا” حستا » واس لا ليب سيد حمد بن عيد ال 
البوسيفي وجمع من أصحابة اخلصين الذين طالما عرضوا أرواحهم لاموت في 
سسل الله » وقد لاقوا مصارعهم جمبعا فدا,” للوطن فذهوا كوأ 





)١ ْ‏ الشب »2 وأشكدة : مكانان بقرب براك » بوحد فى الاول مءدن الشب ٠‏ وفتل سس 
0 : أشي أبو القاسم بن عثان البدي من أولاد أبي سيف ٠‏ 
(؟) المحروقة : بلدة وادي الشاطىء من أعمال فزان . 


85م 


وقد حضر السيد محمد بن عبد الله الحرب من أوفا . ول أنس أني التقيت” 
به مع المجاهدين قبل واقعة الهاني » وعليه من هيبة الرجوله وجلال الطلعة 
ما عل النفوس مبابة وإجلالاً » وبقى ملازماً خطوط القتال حتى وقم الصلح ؛ 
ثم انفم إلى صف المجاهدين . وقد أبلى في واقعة جندوية هو وإخوانه أولاد 
أبى سف بلاء ما زلنا نحفظه لهم » ثم انتقل إلى فزان وحارب العدو حتق 
لقي'ربه شبيداً مضرجا بدمائه في سبيل الله والوطن . رحمه الله وشكر له , 


احتلال فؤان 


+ من مارس سنة ١51١4‏ 


بعد مافتل السيد حمد بن عبد الله البوسيفي : 

وقد حاول من بقى من أصحاب السيد محمد بن عبد الله بعد مقتله أن يقوموا 
بواجمهم » كا لو كان موجوداً بينهم . ومن كبارهم الشيخ سام بن عبد النبي 
الزثنانى . وقد احتفظوا بمراكزهم على قدر ما مكنتهم جبودهم » واشتدت 
وطأة الطلبان عليهم » وواجبهم عبد النبي مع صفوف الطليان » فكانوا يحدون 
في مقاومة الجيع عناء أي عناء . وبقيت مزرق في أيد.هم م يمتلها المدو إلى 
أوائل مارس سنة 1414 > وفي الموم الثالث منه احتلها العدو » وباحتلااما 
انتهت المقاومة المر كدّزة١١‏ فى طرايلس كلبا من الساحل إلى فزان . والتحق 
بزاوية العقر في (سرت ) بعض من بقي من الجاهدين » و كثير من أولاد أبي سيف 
والمقارحة والزنتات » والطمول من أرفاة » واستقر بهم المقام هناك منتظرين 
فرصة أخرى للحباد . 


)١(‏ المقاومة اأركزة : هي التى يتخذ فيها المحاربون مكاناً معينا] يأوون إليه » وتقي فيه 
جماعة منهم _تدير سؤرتهم ١‏ 


١1ه‎ 


وإلى هنا انتهى الدور الأول من الجباد الوطني في طرابلس »> وامتد” نفوذ 
الطلبان من سرت إلى حدود تونس ؛ ومن فزان إلى البحر الأبيض » والدنا 
دول ٠‏ والله يوق ملكه من بشاء . 


خاتمة الدور الأول : 


كثير من الناس تلتوي عليهم طرى الخياة فيطلبون السعادة من طريق مخسّل 
إلمهم أنها تؤدي إلمها ولكنا ل تؤدي إلا إلى الشقاء ؛ ودسلكون إلى الرفعة 
طريق الضعة والخخسّة » فيسيرون إلى غاياتهم منطرق لا توصل إلا" إلى نقنضبا. 

وهكذا كان شأن عبد النبي بن خير » » فقد استعمل حذقه » وحصر تفكيره 
فها يستميل به الطليان ويرضيهم عنه » غير حاسب لشيء آخر حساباً كائنا 
ما كان » ولو أدّى ذلك إلى القضاء على مواطنمه ونكمة الوطن . 


ولو وفى كل ذي حذق إلى استعمال مواهيه في سعادة وطنه »لما وحد 
الممتعمرون سبيلاً إلى أغراضهم . ولكن الحذق مالم يصحمه علو النفس فهو شر 
على صاحبه من البله والغفلة . 

وقد خيل إلى عبد النبي أن استجابة الطليان لمطالبه في مثل تلك الظروف 
السدة إخلاص منهم له > ومكافأة ة لأعماله معبم التي تراءى له أنها في محل الرضا 
لديم . وقد فاته أن المستعمرين يعتبرون هذه الساعدات منه ومن أمثاه دلملا 
على الخمانة والتباون بالمصالح الوطنمة لا تة تقابل عندهم إلا و بعزة النشسوالوقوف 
من هؤٌلاء موقف السيد المعطي . 


وقد دلت التجارب على أن المستعمرينيعطون أمثال عبد النبي ويقر بونهم »> 
لا للإحترام والمكافأة » بل للتحقير والإهانة . 


وأول ما يأخذونه من أمثال هؤلاء خمائرهم وذعهم » لم لا .همهم بعد ذلك 
مافاء- تهم > وهم يعتقدون أن صفقتهم راحة » وهو الحق الذي لا مراء فمه . 


كلها 


ولم برض الطلمان من عبد النبي برأيه ومشورته » بل كلفوه يحرب مواطنيه 
فلم بسعه إلا الإجابة . وخرج محاربا في صفوفهم يستظل براية تحمل الصليب » 
رأنصارها أنصار الصلمب »© وسمحت له نفسه أن يوجّه رصاص بندقيته إلى 
سدور مواطنيه الدين يدافعون عن ديئهم ووطتهم . 

ومن يدري ماذا كان مختلج في نفس عبد النبي > وهو يسدد الصربة إلى 
مواطنشه ؟ ! . قبل كانت تَوؤنّبه من أجل هذا العمل المستكره ؟ ! . لا شك 
أن نفسه كانت توؤنسّه »ولكن سق السسف العذل » فقد باع نفسه لمن لا يتساهل 
في قتلبا » ولبئس ما شرى به نفسه . 

وبعد احتلال فزان رجم عبد النبي إلى طرابلس يحمل بين كتفيه ذلك الرأس 
الذي فكّر في محاربة المسامين » وفى القضاء على الحركة الوطنية » وبقيمستشارا 
للطلمان فما يسّتونه من الكيد للوطن » إلى أن كانت حملة القرضابيبة فخرج 
رئيسا على جيش أرفلة . 

وكا يحفظ التاريخ للرجال حسناتهم » كذلك بحصي عليهم سيثاتهم » فبو 
الصديق الوفي” » والعدو” الذي لا برحم .وفي التاريخ عبر لا يعقلها إلا” المالمون. 


رحلة أولاد أبي سيف إلى سرت'١'‏ : 

لما كان السسد حمد بن عبدلله البوسفي محاصراً في فزان وانتهت المقاومة ف 
ورأوا أن في بقاعم على م ذا الوضع خطراً عليهم » خصوصا] وأنه لم يبق” لهم 

)١(‏ وقعت هذه الرحلة فما بين إبريل وأكتوير سنة ١41١4‏ »وقد ذكراها هرتبة حسيا 


رريناها عن الثقات الدين شاهدوها ٠‏ واجستمعوا بأعسان أولاد أبي سيف . 


١ لاله‎ 


منفذ إلا إلى (سرت ) . 

او سي ده بن بثير يق فيه وكان من وجبائهم وأصحاب الرأي 
ا ف اردان - حيت حيث التقى بعبد النبي كا قلامنا آنقا لاوس م 
بج اس أ لوست لو اطي ا 1 

: أن سقوا بسلا‎ -١ 

؟ - وأن تفتح لهم الأسواق لامبرة وقضاء مصالحهم 

وألا” يتعرض هم الطليان بسوء ولا يتعر“ضون لهم . 

فقبلت وساطته » ووافق الطلمان على ذلك . 

ارسل السيد مد إلى أولاد ني سيف بأن الأمر قد م ووافق الطليان على 
دخولم إلى (سرت) ) على الشروط الثلاثة » فانتقاوا هم » ومن معهم »© بقضهم 
وفضيضهم إلى سرت > وكانوا عدداً كبيراً » وكانوا مسلحين » ومعبهم كثير من 
الإبل حملة بالسلام . 

وقد رأى الطلمان في كثرء نهم ما أوجس في نفوسهم خيفة منهم ٠‏ وقد ترتب 
على خوف الطايان من كارة ملام في سيف أن احتوا النوفاية , ووقعت بينهم 
وجماعة كندة م أيار بجر وصول أولا أي سيف ذهبوا إلى سوى 

وكان في أمل الطلان جم ب بمحر د د وصوق / يذهبون إليهم متهافتين » 


١ 8م‎ 


ولكتنبم ل يفعلوا » وأبت عليبم نفوسهم أن يتقد'موا إليهم . وقد زاد هذا في 
عاوفبم » فطلبوا إلى عمر المنتصر أن مجمعهم بروٌساءُم »“فرفضوا »و أراد الطليان 
أن خضعوهم من طريق القوة » فخرجوا عليهم في جيش كيير فالتقوا به في 
الذو قلمة وحاربوه حتى ارتد على أعقابه إلى سرت . 


خيير : 

في أواخر سنة ١414‏ أرسل محمد العايد السنوسي ‏ وكان في واو - إلى حمر 
المنتصر كتاباً برجوه فمه أن يتوسّط له لدى الطلمان فى إعانة . وقد أرسلوا إلبه 
هدانأ كثيرة مع الذي جاء بالجواب١١‏ . 

وهذا أول خبر نرويه فما يتعلق بمحمد العابد » وله أخبار أخرى سبأقي 
بعضها قريباً . 

سيف النصو : 
وفي إخضاعهم من طريق القوة » التجأوا إلى سيف النصر ‏ وكان معتقلاً في 
زوارة ‏ فأتوا به من منفاه لمتخذوه وسيطأ بينهم وبين العرب القفاطنين في 
سرت وما وراءها » ووعدوه بالقيام بكل ما يضمن راحة الناس . وقد انثتهز 
هذه الفرصة لخروجه من الإعتقال . وجيء به هو وابنه أحمد إلى سرت ليقوم 
مبمة الوسبط »© وخرج هو إلى زاوية العقر حبث يق المغاربة وأولاد أبي سيف 
وأخبرهم برغبة الطلبان في تهدئة الحالة “ويتعبدهم بكل ما يكفل لهم الراحة » 
فم يحد من الناس إلا إعراضاً » وأخبروه بأنهم سبحاربون الطليان إلى النهاية . 
المحاهدين . وكان له شأن محمود فى واقعة القرضابسة . 


. الذي جاء بالجواب هو على بن حمد الزادمة من أولاد سلمان‎ )١( 


١66 





ابتدأ الدور الثانى يحرب العصابات . وذلك أنه باحتلال فزان انتبت 
المقاومة المركزة » وانتشر الطليان في طول البلاد وعرضها » وخمّل إلبهم أن 
الأمر قد تم . فاتخذوا لهم مراكز للحم في بني وليد » ومزدة » وسيناون . 
وغدامس» وبونجم » والقريات » وسرت. وكا كان بعض هذه المرا كز الصحراوية 
مراكز الحم » كانت كلبا مراكز للاتصال بين الشال والجنوب » وتكنات 

وكانت هذه النواحي لأولاد أبى سف » والمقارحة » والزنتان » وأرفلّة 
وغيرهم . وقد سهل بعد ما بين مرا كز الطلمان لهذه القبائل التجول والإتصال 
بعضهم ببعض في كثير من الطمأنينة » كا سهكل عليهم الغزو على قوافل الطليان 
وقطم الطرق علبهم في كل مناسبة » ومن هنا نشأت فكرة حرب العصابات . 

وقد انضم كثير من القبائل التى ذ كرناها إلى زاوية العقر ١"‏ ليستندوا إلى 


)١(‏ بقال ها زاوية العقر » وزاوية النوفلية . وهي زاوية للسئوسية بنمت في مكان شوق 
سرت يقال له وادي العقر » وفيه بثر يقال لها النوفلية » والزاوية تنسب إلى كل منها . 


١ جباد الابطال‎ -١ > 


حركة الجهاد في برقة التي كان يقوم بها إذ ذاك السبد أحمد الشريف »> ولتكون 
برقة ملجأ لهم إذا اضطروا إلى الجلاء مرة أخرى “كا أنهم يكوئنون بتقاريهم 
يعضوم ص بعض كثرة يستفيدون منها في مناوأتهم الطليان . وقد كان هؤّلاء 
الجاهدون في نقطة من الجنوب الشرقي من سرت تقع فها بين النوفلمة ثمالاً » 
وزلة جنوباً » ومرادة ششرقاً . 

وإنه ليبدو لمن لا يعرف جغرافية طرابلس »© أنه باحتلال فزان يستتب” 
الطليان الأمر ويستولون على جمبع طرابلس . ولكن لأدنى تأمل في الوضع 
الجغرافي » وفي طبيعة سكان مناطق الجنوب يدرك أن النتبجة ستأق عكسة 
لا محالة . ذلك أن الطليان باحتلالهم فزان وما دونما من الصحراء إلى أرفلة 
انقطع قلب جيشهم عن مؤخرته » وبعدت ميمنته عن ميسرته » فأصبح قله في 
فزان ومؤخرته في طرابلس »© وميمنته في غدامس وميسرته فى سرت . وصار 
موزعا فى محمط قطر دائرته من الشمال إلى الجنوب نجوا ١.١.‏ كم . دضاف إلى 
هذا قلة مرا كز الإتصال و'بعد ما بينبا» وصعوبة الطرق ال لا تعدو أن تكون 
جمبلمة تارة ورملمة أخرى » ويضاف إلبه كذلك أن سكان هذه المناطق كلهم 
من العرب الرحل » لا يحلو لهم المقام إلا حيث يسقط المطر وينبت الربيع ؛ 


فحيش” هذه طسعة الأرض التي يحتلبا» وهذه حماة السكان الذين بريد أرن 
يخضعبم بالقوة ليس من مصلحته الإيغال في مثل هذه الصحارى دفعة واحدة »© 
فإن ذلك مما يعرضه لقطع مواصلاته » والإغارة على مراكز توينه وقوافل نقله» 
كا حصل ذلك له بالفعل . فإن سكان المادية الذين اتحازوا إلى زاوية العقر ألفوا 
عصابات مسلحة > ور كبوا إيلهم وخيلهم وصاروا يغيرون عليه في بونجم » 
ومزدة » والقريات > بل وق غدامس وفزان »2 فضلاً عن سرت ومصراتة وبي 
ولمد وما جاورها . 


وقد بذل الجيش الإيطالى آخر ما فى وسعه للاحتفاظ بمراكزه » والمحافظة 


١|814 


على طرق مواصلاته وتموينه في تلك الصحراء المتقراممة الأطراف » ولكنه م 
مسنتب له الآمر في فزان إلا تسعة أشهر » من يوم * من مارس سنة ١414‏ وهو 
الموم الدى استولوا فمه على مرزى عاحمة فزان » الى بوم /اا من نوفمهر سنة 
١‏ وهوالموم الدي سقطت فيه سببة والقاهرة . 

إعلان الحرب العامة : 

وفي هذه المدة التى امتلك الطلمان فنها فزان أعلنت الحرب العامة في 
؟ أغسطس سنة414*١‏ فكان إعلانها مما زاد في ارتباك الطليان وجعلبم ينظرون 
من خلال الحوادث الى ما ينتظرهم من جبود مضنية قد تشغلهم عن مواجبة 
الحوادث في طرابلس بما حب الها من الاهتام 2١١‏ . 

وقد لاقى الجدش الإيطالي في هذه المدة صعوبات جمة فلم يقو على مقاومتها » 
مخارت قواه واقتطعت أطرافه » وانهار في تلك الصحراء فابتلعته وأصمح أثرا 
بعد غان . 

واعترف الجنرال جرازيانى في كتابه « نحو الفزان » هذه الصعوبات» واعتبر 
بعد مراكز الطليان بعضها عن بعض » وبقاء القبائل العربية مسلحة من أقوى 
الاسباب التي حالت دون ٠استمرار‏ سيطرة الطليان على القسم الجنوبي من 
طر ابلس . 


الغزو علل الطليان 
بعد أن اتسع الخرق على الطليان » وفغرت الصحراء فاها لابتلاع جنودم 


.١9١٠ أعلنت إدطالما انضهامبا إلى الحلفاء في الحرب العالممة الأولى في أغسطس سنة‎ )١( 
. ١91١ه و أعلنت تركما انضامبا إلى ألمائما في سستمير سنة‎ 


ووسائل نقلهم ومعدات أسفارمم .و كاما وضعوا في جوانيها من جموش ووسائل 
المواصلات وظنوا أنما امتلأت قالت هل من مزدد ؟ بعد هذا ركس المحاهدون 
إبلبم ؛ وضربت عصااتهم في طول الصحراء وعرضها فجاءوا من الطلبان 
بالأسلاب والغنائم » وحالفهم النصر والسلامة في كثير من غزواتهم » فشد هذا 
النصر عزائمهم »© وقوى نفوسهم على مباجمة الطلبان في مرا كزهم » وأوقعوا 
بالطليان في غزواتهم علمهم ما سنسرد بعضه قريباً . 


ومن أهم الغزوات التى قامت بها عصابات المجاهدين على الطلمان فى الفترة من 
مارس إلى نوفمبر سنة ١914‏ غزوة « الزيدن » ''! وقد عنموا فمها من الطلمان 
خمسائة حمل محماة أمتعة وبضائم مختلفة » وقتل فمها كثير من الطلمان . 

وغزوة الفاتية » ''! وقد قل فبها كل من في اخملة » وغم فيها المحاهدور:. 
اثني عشر بغلاً حملة بنقود الذهب والفضة وأوراق الينكنوت الإيطاللة . وكان 
الغزاة فمبا انين رحلا من المقارحة وأولاد سلمان » والمغاردة وأرفلّة 3 وكان 
رئيس الغزاة أبا بكر الهليب من قبياة العوامرة . 

وغزوة « بونجم » وكانت يوم الخدس » وهو الموم الدى وشعت قله واأقعة 
بوهادي الأولى » أغار المجاهدون على قافلة للطلمان » واستاقوا منبا نحو ثلامائة 
جمل » وقتل كثير من الأحباش . وغزوة الشويرف . 

وأول غزوة قامت بها عصابات المجاهدين على مرا كز الطلمان بعد أن قويت 
شوكتها هي غزوة القاهرة . فكانت فاتحة الدور الثاني من الجهاد فى طرابلس . 


. سشر في وادي (بي) في حدود سرت تمم القذادفة‎ )١( 
(؟) بثر في وادي (بىي) في أرض المقارحة واستشهد فيها الشبخ أحمد بن الحاج أبي القاسم‎ 
. التأنب المحمودي‎ 


١55 


غزوة القأهرة 
ف بالا من نوقفمسر سلة ١41١4‏ 


القاهرة ربوة عالبة في سبهة » وفى رأسها قصر قدي وفمه بر » ويقال إنها 
ات في التاريخ القديم مقر ابن جبم وابن المنتصر . 

وسببة تنكون من ثلاث قرى : إحداها القأهرة ©» وقد اتخذ الطلمان منها 
حصنا بعد احتلال فزان للدفاع عن سببة » وأحاطوها بسياج من المدافع 
والأسلاك الشائكة حتى أصحت جد مندمعة » واتخذوها مستودعاً حرساً » 
وكان رئيس الغزاة عليها الشيخ سالم بن عبد الني »وكان معالسيد حمد بن عبد الله 
الموسفي > وبعد أن استلشهد السبد حمد بن عبد الله في واقعة الحروقة التحأ 
الشبخ سال بن عبد النبى هو ومن معه من الزنتان إلى نواحي الرملة الغربية » وبقوا 
ننقلون هناك إلى أن سنحت لهم الفرصة وهاجموا القاهرة وطردوا منها الطليان 
وغنموا فمها أسلحة وأرزاقا كثيرة . وقد صدّحوا في القاهرة يوم لاا من نوفمير 
سنة 1414 . وكان يوم أغر” هبت فيه ريح النصر على جماعة من الطرابلسيين » 
فاقتلعوا منها جذور الطلبان» وكانت لهم فها جولة ما زلنا نذ كرها لهم بالفخر 
والإعحاب » وكان حمد العابد السنوسي موجوداً في ناحية فزان »> فاتصل 
المماهدن بواسطة المبدي السني » وأخذ منبم بعض الغنائم . 

ومن هذا الوقت ظبر حمد العابد في فزان » والتحق به كلب السيد . وستأقي 
أخمارهم إن شاء الله . 


ائر سققوط القاهرة : 
كان لسقوط القاهرة أثر حميد في نفوس سكان المناطق الجنوبية ٠.‏ ورأوا في 
افتراب إخوانهم منهم واستيلام على القاهرة مشجعا على الثورة » وسرى هذا 


١ 


الخير قِ مع أنحاء فزان فمار كل من أمكنته الثورة » وحاصروا مراكزر 
الطلمان . وايتداً الدور الثاني من الجهاد يشى طريقه إلى أم الوطن وما حوالمها 
لاستئناف حلقة ثانية كان سببها هذا النصر المؤزر الذي أحرزته تلك العصادة 
عبدالله الموسيفي > عله رحمة الله . 


وقد التجأت هذه العصابة إلى الرملة » وصارت مأوى لكل نحب” للحباد 
حتى كثروا » وكان لهم هذا الأثر الحمود . وهاجم المجاهدون سببة في لا من 
نوفمبر سنة ١414‏ وتسواروا قلعتبا “وأعملوا رصاص بنادقهم في الحامية الإيطالمة 
فاضطرت إلى التسلم . وبذلك أصبح الطريق إلى فزان مأمونا . 


الثورة : 

بعد سقوط القاهرة سقطت أوبارى » واندلعت الثورة فى فزان » وأحرط 
الطليان في مراكزهم » وعجزت القيادة الإيطالية عن إخمادها » فلم يبق” أماء 
الكولونيل إمباني ‏ وهو القفائد الأعلى للجبوش الإيطالية في الجنوب ‏ إلا 
الإنسحاب . ولكن كيف يكون ذلك وبينه وبين حل النجاة نحو ألف 
كبلومتر؟. ولكنه أولىمن الاستسلام للموت»ونحاة بعض الجيش خير من تعريضه 
للفناء كله . 


وكان «إمياني» يقي في مرزى عاحمة فزان»فانسحب هو وبع ضالضباط في 
بوم ١٠١‏ من دلسمبر سنلة 14114 « فى ست سبارات » » وحمل معه قنهاأ ما خف 
حمله وغلا مُنه » والضباط والعساكر الأوروسين وترك عساكر المستعمرات الذين 
بقوا محاصرين ١١‏ يومأ ثم سلّموا أنفسهم للمجاهدين . وقد انضم الطلمان الدين 
كانوا معه إلى سو كنة لمتقواوا بإخوانهم هناك . ودخل هو الصحراء تاجيا 
بنفسه مع من معه لا يلوي على شيء تار كا وراءه كل شيء » حق وصل مصراتة 
يوم © من ديسمبر سنة 1414. وخرج الطلبان من (غات) وتركوا كل ما فمها. 


١ 4 


وخمرحوأ من الخفرة فى لاا من ينايبر سنة ١9١6‏ . وخروجهم من الجفرة خلت 
الحجات الجنوبية كلها منهم » وبقبت مرا كزهم في سرت» وبونجم > وبني ولبد» 
ومزدة » وما دونها من المراكز الشمالية إلى طرابلس > وبقوا كذلك في الجبل» 
ونالوت > وسيناون » وعدامس ٠.‏ 


المجاهمدون فى سرت : 

عقب انهزام (إمماني) من فزانفي ديسمير سنة 15414 نشطت الثورة»وبلغت 
أغمارها إلى برقة . وكانت الحرب قائمة فبها برياسة السيد أحمد الشريف . وبا 
أن أراضي سرت على حدود برقة عبّن السيد أحمد الشريف أخاه صفي الدين 
انما عنه لتنشطبا . وقد حضر أحمد التواق و كيلا عن صفي الدبن فوجد فبها 
حماعات كثيره من أولاد أبي سيف وغيرهم . وانضم إليهم كثير من مصراتة 
و سكان السواحل » وكانوا يغيرون على الطلبان في مصراتة وأرفلة » ويقلقون 
راحتهم ويقطعون علببم السسل . وقد توسع المحاهدون فى الإغارة فلم يفراقوا 
بين الطلمان وغيرهم » فأصيب كثير من الناس في حمواناتهم “فضج النأس من هذه 
الحال و كثرت شكاياتهم » وانضم كثير منهم إلى المجاهدين . فأدرك الطليان أن 
الخطر يستفحل شيثئا فشيئا » وأن الثورة تسرع إلسهم يخطى واسعة > وعما 
فر يب تقتحم عليهم حصونهم > وقد شكى أرياب الحيوانات المنهوبة إلى رمضان 
قد م إلى الطليان » ورفع إليهم شكايات هؤلاء الناس الذين أغير على إبلهم تحت 

مم الحكومة وبصرهأ . وأفهمهم أن أول واجب الحكومة أن تحمى السكان 
من هذه الإغارات وتعطبهم سلااحاً لمدافعوا به عن أنفسهم . وأظبر فم 
ستعداده للذهاب إلى المجاهدين في سرت لمفاوضتهم في رد" الإيبل » ومعرفة 
ها بقصدون من وراء هذا الغزو » وهل لهم مطالب بريدون أن يتقدموا بها إلى 
الحكومة أو لا ؟. 


رد المنبوبات , 
أذن الطلمان لرمضان بالذهاب إلى سرت لقابلة المجاهدين وطلب منهم أن 


١6 


يعطوه سلاحاً هو ومن بريد الذهاب معه ؛ فأعطوه » وذهب فى نحو اربعماين 
فارساً من مصراتة لقابلة المحاهدين في سرت ومعه أخوه أحمد . 


وكان الناس قبل أن ينشط المجاهدون في سرت »> وفي المدة التى ساد فبها 
الحم الإإيشالى » سئموا معاشرة الطليان واثمأزت نفوسهم من أحكامهم » 
ووجدوا من معاملتهم غير ذلك النوع الذي وعدوم به » وغير تلك السهولة الت 
كانوا يظبرونها قبل أن يتم لهم الأمر » فاما رأوا أن رمضان السويحليى خرج إلى 
الجاهدين لبفاوضهم فيرد الإبرقوي” أملهم فيالثورة»والتبحق كثير مني بالمجاهدي 
في سرت »> وتجر”أ كثير منهم على طلب السلاح من الطلمان ححة الحافظة على 
أموالهم من هؤلاء المغيرين > فأعطوا القليل منهم » وصاروا ينظرون إلى قرب 
بوم الخلاص بعين الأمل . وهكذا كان خروج رمضان إلى المجاهدين سبباً في 
تحمس الناس ضد الطليان وتهيئة نفوسهم للثورة . 


وقد وصل رمضان السويحلى إلى المحأاهدين ف وادي « التلال » واجتمع 
بأحمد التواق وهو إذ ذاك وكبل عن رئيس المجاهدين من قبل السنوسية 
وتذا كر معه في شأن الإبل المنبوبة » وأقيمه أن ردهأ يحدث لهم دعاية طبية 
ويرغب الناس في الإلتحاق بهم. وقد وجد رمضان أصدقاء له حمذوا فكرته » 
وأقنعوا التواقي بصواب رأيه . وقد اقتنع التواق وأمر بإحضار الموجود من 
الإبل وعدم التصرف في الغائب منها . 

وقد أحس” الطليان بعد سفر رمضان بنشاط في الناس غير عادي » وبتزايد 
إلتحاق الناس بالمجاهدين > فأدر كوا أنهم أخطأوا في الإذن لرمضان بالذهاب إلى 
المجاهدين » ولكن الآمر أصبح حقيقة واقعة » فماذا يصنعون ؟. 

وأكد هم خطأم أن الأخمار التي وصلت إلبهم كلبا جمممة على أن الناس 
أصبحوا في حالة نفسية تنتظر الثورة في القريب العاجل » فرأوا ‏ علاح) 
لخطئهم - أن .باجموا المجاهدين في سرت © فإذا 'وفقوا في التغلب عليهم فقد 


» + ”ا 


فضوا وطرشم وأمنوا هذا الجانب »> وإن كانت الثانية كان هذا المحوم ممثابة 
اخشار قوة النجاهد.ين . وعحم عودهم لمعد وأ هم القوة الكافة . فهاجموهم في 
فصر بوهادي بعد وصول رمضان إلبهم بنحو ثلاثة أنام» فصمدوا لهم» واشترك 
فى المعركة رمضان ومن معه » ودامت نحو سبع ساعات » ثم انجلت عن انتصار 
المحاهدين وارتداد الطليان إلى قصر سرت * وغم المجاهدون كثيرا من السلاح 
ومات وجرح بعض من كان مع رمضان » وكان من بين الحرحى أخوه أحمد بك 
المومحل . 

وكان إشتراك رمضان فى المعركة دلبلا عمليا على إخلاصه لامجاهدين “2 
وانتظار الفرص للإنضام إلمهم . 


رأي رمضان في جماعة التوالي : 

كان رمضان يمل إلمه أن التواتي وجماعته على شيء من النظام وحسن 
الترتيب » يحيث يكونون أساسا لإنشاء جيش تعتمد تعتمد عله ثورة تنتظم البلاد من 
أقصاها إلى أقصاها » ولما اتصل بهم ورأى ما هم علمه من النظام > 
وما تدهم به رياستهم من الآراء » و كبفية الاتصال بينهم وبين ما يسمونه رياسة؛ 
وحد الأمر على خلاف ما كان يؤمل » فكان يعوزم النظام » والتوحمه الصالح 
لاحب عله أصالحة الوطن > وحسن النية فيا يقومون به من أعمال لا يقصد منها 
إلا الكسب الدشوي > ول عنعه هدا إظبار شعوره معيم . 

وكان بريد أن يطيل المقام معهم لمعرف من أمرهم أ كثر ما عرفه فى هذه 
المدة القصيرة» ولكن حصول المعركة فيوحوده خصوصاً وقد جرح فيها أخوه 
أحمد يك - جعله يتعحل الرجوع إلى مصراتة خوفا أن بعلم الطلمان دصوره 
وتسبمل انضمام الناس إلسيم ؛ ورحجمع إلى مصراتة هو وبعض رفقائه ؛ ومعهم 


5+١ 


أخوه أحمد لأنه كان جريحا . وقد بر" بوعده وأمد جماعة التواق ببعض ما انوا 
في حاجة إليه . 

وسبقه الخبر إلى مصراتة » وعامت الحكومة أنه حضر المعر كة وحارب مع 
المجاهدين م وأن أخاه أججد جرم قِ المع ركذ ٠.‏ 

وللااوصل إلى مصراتة سأله الطلسان عن بقبة رفقائه » وبقمة الإبل المنبوية 
وحضوره المعر كة » فأجاب بأن رفقاءه تأخروا مع الإبل لأنما وزعت > أما 
المعركة فلم يحضرها لأنها وقعت قبل وصوله . فسألوه عن الملجاهدين فأخبرهم 

وسواء اقتنع الطليان يحوابه أو لم يقتنعوا » فإنهم لم يسيئوا إلمه . 
خاص »© ووفعت حنك مواطننه موقم القبول والتقدير » لآنما كانت وطنة فى 
الصميم ؛ وكان الناس في حاجة إلى من يفتح لهم هذا الباب من الأعمال الوطئمة . 

ول يككن رمضان قبل الآن من أرباب الوظائف أو المقر”بين من الحكومة » 
وإما كان معروفا بين الناس بالإقدام والشجاعة » مباباً بين القوم » مي الجانب 
ما عرف عن أسرته من البأس وعزة النفس . وقد عرف فنه الطليان رجلاً من 
غير ذلك الطراز الذي يعتمد في حياته على التقرب من الحكومة لكسب الشيرة 
كبفم| اتفق » راضياً من العمل بالفخر بما للآباء والجدود من مكانة , ٠‏ 

وقد أصبح النأس فه قريقاين : صديقا مناصراً » وفد وجد من اهام 
الحكومة بشأنه مشجعاً على التمسك بناصرته» وعدواً كارهاً أكل الحسد صدره 
وكلا الفريقين مشغول به من حبث يشعر أو لا يشعر . 

ولا يسر الطليان أن يوجد في الطرابلسيين من تقفز به أماله المحمدة إلى 
حيث لم يصل إليه من عرفوا بالتقدم منذ مئات السنين » فالإستعار لا يتفق مع 
وجود هذا النوع الدي يمثله رمضان السوحلل ؛ ويراه شوكة فى طريقه بحب 


١ 


خضدها . ولكنهم أكرهوا على مصانعته لأن موقفهم إذ ذاك كان مضطرباً . 
وقد كانت هذه الواقعة سسا فى اختماره في جيش القرضابية . 


بل «الكولونيل إمباني» أن هزيته في فزات وضمس بده على حل النقص فى 
سياستهم فا عتقد أن سسها الوحمد هو قلة الجمبوش اللازمة لحفظ الآمن 
والمواصلات . والحقيقة أن هناك عاملاً آخر أقوى من هذا وأازم منه لامتلاك 
الصحراء ؛ وهو التأني وعدم الطفرة. وكانت الطفرة من أقوى أسباب انكسار 
حشي القرضالية ومرسيط » أن إمياني أراد أن يصل بحيشه إلى فزان وسرت 
دون أن يؤمن ما خلفه » ويتخذ العدة اللازمة لتأمين السكان والحماولة دنهم 
ودين الثورة والقائٌين بها . فا وقع له بعد القرضايبة هو ما وقع له في فزاتف 
وغيرها ؛ وإِنما يزيد علمه يكثرة الجبوش التى كانت سبباً في فداحة النككبة . 


نخاذ ما يراه كفيلآ بنجاح هذا المشروع > وقد شجم على هذه الفكرة مأرآه 
حكومته بدا من إجابته لما طلب نظراً لما أصابيا من المرعة المدكرة » ولآنه 
رحل درس سَؤٌّون الصحراء أكثر من غيره »؛ وتلقى فمها دروسا عممة يتلك 
المهمزعة الى أصابته فى فزان . 

وكان من ضمن برنايجه أن يؤلف جدشين كبيرين يتوجه أحدهما إلى الجنوب 
على طريق غريان ومزدة والقريات ثم إلى فزان > ويتوجه الثاني إلى سرت ومنها 
إلى الجفرة » وتحند أكبر عدد ممكن من العرب في هذين الجيشين برياسة جماعة 
من رؤساء القبائل وأعمانهم » عام منه أنه لا يفل" الحديد إلا الجديد » وأيناء 
العمرب أدرى بطببعة بلادم > وأقدر على مقارعة بعضهم لبعض . وقد استشار 


فى 


في هذا الراي كثيرا من لهم صلة بالحكومة الإيطالية » كعبد الى بن خير 


وعيره » فحبذوه له ووافققوه علمه ٠‏ 


كان الطلبان فد اننهوا إلى العزم على إعداد الحيشين اللذين تقدم ذكرها» 
وجاء دور التنفيذ وجمع رؤساء القبائل للزهاب معبا . 

وفد حصر رمضان إلى طرابلس بن على دعوة من ححكومتها » وسألته 
جما جرى في ذهابه إلى سرت » فأخبر بما أخير به حكومة مصراتة , 

وكان عبد الني بن خير إذ ذاك مستشاراً للطلمان في طرابلس » فشقال إنه 

هو الذي أشار على الطليان باستدعاء رمضان لشكليفه برياسة قسم مصرأتة تة مدلا 
من عيره . وقد خسره الطليان بين ثلاث : إما أن يعقد مع الشوار في سرت 
صلحأ يريح الطرفين » وإما أن يحارهم والحكومة مستعدة لتجهيزه عم يطليه » 
وإما أن ينفى إلى إيطالما ٠‏ وكل من الأمور الثلائة صعب تحمله » فنفس رمضان 
لا تسمح بمحارية إخوانه ومواطشه » لأنه أما” رمه الدين وتأناه الكرامة » 
ولا تسمح أن يسم نفسه الطليان من غير أن يحاول الإفلات منهم » وقد اخثار 
أن يقوم بدور الوسط فى الصلح بين المجاهدين والطلمان » فرعأ أتسحت له 
فرصة الخروج من هذا المأزق » فاشتر شترطوا عليه أن يذهب مع جيش الحكومة » 

حت إذا لم تنجح وساطته حارهم مع بقية الجيش » فأدرك رمضان لساعته أنا 
خدعة > وأن فكرة ة الصلح إن هي إلا ستار اتخذوه لتنفيذ أغراضهم 4 وأنهم 

على أن هذا التخبير الذي عرضوه على رمضان لم يعرضوه على بقية الرؤساء » 
مما يدل على أنهم يقصدون إلى توريط رمضان لا أدر كوه من ممله إلى جبة 
الجاهدين . 

وكانت الفرصة سانحة للقىض على رمضان »> والتخلص منه » وما توفعون 


5» 


له من مستقبل يعتقدون أنه في غير صالحهم . ولأمر مال ينتبزوا هذه الفرصة > 
وكلفوا رمضان ؟ كلفوا غيره بالمشاركة في هذه الملة . 
وعدم معرفة منها يحقائق الرجال وتقدير الأمور . وأن ما تر كوا من أحله هذه 
الفرصة خمال لا كن محقمقه » وآمال لا يمكن الوصول إلمبا ''' . 

وكانت فكرة ذهاب رهضان مع الجيش عقبة وضعت أمامه» إذ لولا وجود 
الجبش لكان تجال العمل أمامه أوسم » ولو مانع في فكرة الجيش لتحققت 
عماوف الطلمان منه » وحمنذاك لا يتأخرون في القبض عليه ونفيه إلى حبث لا 
دعود . وقد أدرك رمضان هذا فرأى من المكة أن تار مصاحنة الحمش . 
ومن هنا ابتدأ تفكيره فى الإنقضاض على الجيش الإيطالى إذا م يوافق المجاهدون 
على الصلح . 

إعداد الجيشين : 


كان الناس عزلاً من السلاح»وكان الطلمان فى حاحة إلى جيش عظم للوصول 
إلى فزان والجفر:على أن يكون قادراً على إيادة من يعترضه في طريقه منجماعات 
الثوار الت ما تزال تلا الصحراء » ولكنبم كانوا عاجزين عن تأليف هذا الجيش 
من أبناء حلدتبم * لأنهم في حاجة إلبهم لتقوية حيو سهم في أورويا للقيأم بنصيبهم 
فى الحرب العظمى » لأنها ما تزال قائمة إذ ذاك . ومن ناحية أخرى >2 فريا 
انكسر الجيش فتككون خسارتهم في مواطنيهم فادحة . وسواء عليهم ألمححوا 
أء ل ينجحوا » فإن الخسارة في كلتا الحالتين واقعة على الطرابلسيين. فعمدوا إلى 


(1) ذكر هذا الءني في ص م؟ من كتاب جرازياني ( نحو الفزان ) ولم يذكر العلة في عدم 
الفيض عل رمضان . ويظبر أنهم كانوا ينوون استعمال رمضان في محارية المجاهدين ثم يقبضوتل ‏ 
علمه فمكونون قد ضربوا عصفورين حجر » وسواء وفقوا أو ل يوفقوا فإن ذلك سيكون سبة في 
معة رمضان بين مواطنيه ولكن الله أراد غير ذلك وكتب له النصر والفخر . 


تجنيد الطرابلسيين » وأجيروا كل قبيلة على إحضار عدذ من الرجال برئاسة واحد 
من أعيانها » وجعلوا معهم قسما كبيرا من الأحباش والإيطاليين ؛ فكان الجدش 
ملفا من هذه الأجناس الثلاثة . وكان الطرابلس.ون مكرهين على هذا العمل » 
ونفوسهم متذمرة » ما سهل على رمضان وأصحابه الإنقضاض على الطلبان في 
القرضابسة “ وأوقعوا بهم تلك الكارثة المشبورة . وقد جبّز الطلمان هذا الجبش 
بالسلاح والمؤن وما يازم لنقل أثقاله من الإبل والسمارات . 


تقسم الجيش : 

قسّم اليش إلى قسمين : قسم ذهب إلى جبة الجنوب قاصداً فزان على طريق 
عريان ومزدة والقريات وكان معه رامم كعبار . وبينا هو سائر في طريقه التقى 
جاعة من المجاهدين في وادي مرسط “ والتحموا معه قى معرة حامسة انتبت 
باتكساره > وغنموا جمبع ما معه من معد أت حربمة ومتاع » ونما منه نفر 
فلبل و مهم راسم كعبار . وكان ذلك بوم الأربعاء الا من حمأدى الأول 


سنةٌ سو الموافق لا من إبريل سنة ه١يه١؛ ٠‏ وإلى هنا انتبى خيره وعفا أ: ه 1' 


وذهب القسم الثاني إلى الجفرة » على طريق سرت » وهو جيش القرضاببة » 
وسمأق خيره قرسا . 


5*5 


)1 
وائمْ المَرضَابْ 
6 من جمادى الآخرة سئة ٠#‏ 
4 صن إبريل سنة ١91١6‏ 


مقدماتيها : 





كانت واقعة القرضابية مبدأ لدور مهم وطني بحت » وفاتحة عبد لسلسلة من 
الهزائم المريعة التي لحقت بالجيش الإيطالي » تتصل حلقاتها بما تقدمها من الهزائم 
في طول البلاد وعرضها » لاقى فها الجيش الإيطالي من النكبات المرواعة شر 

وقد هيأت لما ظروف الوضع السمامي بأسباب كانت في أكثرها طبيعية 
ومعقولة . ذلك لآن وجود جماعة من المجاهدين فى سرت يغيرون على المراكز 
الإيطالية في كل مكان وهم في إزدياد مطرد من ينفم إلبهم من المتبرمين بالحم 
قدم لوي ذأ الامم « ويقم في الجنوب الغربى هن فصر سير با وعأ أن الجموش المتحارية كانت 
:شغل المسافة التى بين القرضابية وقصر بوهادي وقت المعركة نسيت المعركة إلى كل منهاء وبا أن 


الممراكة حمي وطدسها 1 القرضابدة »راستحر فمما القكل أكثر من تأحمة وهادي »؛ اسكورت بنستيا 
إلى القرضابسة أكثر . 


الإيطالى في كل بوم »© وهزية (إمباني) في فزان > والفتك بالجبوش الإيطالية في 
الشويرف » والفاتية » وبونجم » وإقلاق سكان المرا كز الإيطالية القريبة من 
السواحل كل هذا يحتم على الطلبان أن يقضوا على أسباب هذه الحركة قبل أن 
تشتد » وأن يحافظوا على مراكزم القريبة من السواحل لثلا تستفحل الثورة 
فتلتهم ما بقي من البلاد . 

على أن الطلبان لم ينسوا ما لحق بهم من العار من تلك الهزائم المنكرة » التي 
لاقوها فى فزان» فهم يود”ون أن ينتقموا لأنفسهم من الطرابلسيين » إذاً فلم يكن 
الطليان بد" من الإصطدام بالطرابلسيين » في معر كة فاصةة » مثل واقعة 
القرضابية » لسحققوا هذه الأغراض أو بعضها . 

وم يكن في حساب الطليان أن 'تسرع إلمهم الهزيمة في فزان بعد احتلاهها 
بتسعة أشهر فقط» لأن:هم أخطأوا التقدير فما تقتضيه الصحراء من قوة هائلة لحفظ 
الأمن والمحافظة على طرق مواصلاتهم الطويلة الصعبة . فجاءت هزيتبم في فزان 
نتدجة محتمة لهلهم بسياسة الصحراء وسكانها » ولأعمال الطفرة التي نشأت عن 
حمبم الاستعار قبل أن يعدوا أنفسهم له . 


جيش القرضابية : 


هذا هو القسم الثاني من الجيش الكبير الذي أعدته الطليان لغزو الجنوب . 
واسترداد فزان عن طريق سرت والجفرة . وكان مؤّلفاً من أربعة عشر ألفاً . 
ولسوء نبة الطلبان بالعرب جعلوا المدفع والرشاشات في -وزة الطلبان داعا 
وتحت رعأيتهم . و كان مع هذا الجدش من الرؤساء : الساعدي نن سلطان من 
ترهونة » ورمضان السويحلى من مصراتة » وخمود عزيز من ظلمطن وهحمد القاضى 
من مسلاتة » ومد بن مسعود من قماطة» وعمر العوراني من الساحل» وعبدالني 
ابن خير من أرفلتّة . وكل واحد من هؤلاء رئيس على جماعة من قسلته . 
واتفقوا على أن يجتمع الجدش كله على بنعيزار . و كان الرئس الأعلى لهذا الجيش 


١١4 


الكولونيل إمياني . 


أئر الجيش على النفوس : 

وقد أحدث هذا الجدش رحدّة عظممة فى البلاد» وأصبح الناس بين حزين لا 
.سحل بإخوانه الجحاهدين من هذا الجيش العظيم وهم في تلك القلة ؛ وبين سامت 
وهم الدين تربّوا على موائد الطليان » وبين مؤمل خيراً وهم الذين يحسنون الظن 
بإخوانهم رؤساء الجيش» وهم فيهم أمل أن يتدار كوا الأمور بما يدفع اشر عن 
الوطن ويحفظ له كرامته . 


اجتاع الجيش على بنعيزار : 


اجتمع الجيش على بنعيزار في أوائل جمادى الآخرة سنة ١١+‏ إبريل سنة 
١1.‏ » ثم سار إلى وجهه علا الفضاء » فلا يتوارى عن البصر فوج منه حتى يقع 
على فوج آخر > وكانت تلك الصحراء ‏ وهو يسير فيها - حرا تتلاطم أمواجه 
الشر . 


وقد نساءم كثير شمن ترنوا على مواند الطلمان وحود رمضار:.. 
السويحلى مع الجيش على رأس جماعة كبيرة من مصراتة > لما يعرفونه من كراهته 
للطلمان وحمه الثورة » كما تفاءل أنصار الثورة بوجوده » واعتقد كل من الفريقين 
وقوع الحرب لا حالة : هذا من طريق تفاؤله » وذاك من طريق تشاؤمه» و كأن 
الله ألحمهم ما سيكون . 

وقد تواترت الأخبار من لهم صالة برمضان بأنه كان يعتزم الانقلاب على 
الجيش الإيطالي إن / يوافق المجاهدون على الصلح . وقد صرح رمضان بهذا 
الشخ مد بن حسن حينا قال له والجيش على أهبة الخروج من مصراتة - كيف 
تحارب إخواتك المسامين ؟ فقال له رمضان : أنا ذاهب لدعوتهم إلى الصلح > فإن 
امتنعوا فسأنقلب معبم على الطليان . واعتزام رمضان الانقلاب على الطليارن 


غ ١‏ نحباد الابطال 8 آ! 


لا يشك فمه إلا مكاير . وقد أكد لى هذه الحقيقة الحاج بعسّو بيت المال » وهو 
من أعمان مصراتة » وكان حاضراً في معركة القرضابية » كا أكد لى أن رسل 
رمضان كانت تروح وتحيء بيله وبين التوانى ؛ وكمل صفي الدين للإتفاق على 
خطة ضد الطلمان . 

ولا نستبعد أن يكون بقي الرؤساء فكروا في م ذا الانقلاب » ولعل 
ما رأوه من كثرة جيش العدو منعهم من تنفيذ الفكرة . 

وتخلف عبد الني وجماعة أرفلّة من بنعيزار بحجة أنهم يخافونعلى أرفلّة من 
حمد ‏ سيف التنصر ‏ . 

وقد اند رمضان لسيره مممنة الجدش » وكان الكواونمل إمبانى يسير فى 
القلب > وبقمة الجيش تسير في المسسرة والمؤخرة . 

وكان حمد سيف النصر > ينزل بالسدادة ''' على تمد أبي خطوة » وفي أثناء . 
سير الجيش كتب إلمه رمضان بأن شحنب طريق الجيش ويقترح علمه أن يلتحق 
اجاهدين في سرت» حتى إذا حصلت مذا كرة في الصلح كان معبم فأبى » وبقي 
يطارح الجيش فى طريقه من الناحمة الغرسة » وسساغته كاما عنكّت له الفرصة . 


وبينا كان الجيش في طريقه إلى سرت »> كانت الرسل تروح وتغدو بين 
رمضان والمجاهدين للاتفاق على خطة بينهم . وآخر رسالة أرسل بها رمضان إلى 
الجاهدين في سرت رسالة حملها عمر أبو دبوس في عشرين فارساً » وكانت متحتوي 
على رجاء المجاهدين في عقد صاح ولو مؤقتاً » حى يتمكن الناس من إخراج 
م يمكن هذا فلا أقل من الابتعاد قليلآً من طريق الجيش حتى يصل بوهادي » لآن 
خطتهم تقضي بالوصول إليه » وقد يككون في هذا اقتناع لهم بأنهم نفذوا خطتهم 


. قطعة من جمل عجري تقم على مدخل وادي نفد من تاحمة الشهال والشرق‎ )١( 


لا 


وقد يوغلون في الجنوب» وفي هذه الحال يمكن الإطباق على الجيش من كل ناحية 
وأخذه فى الصحراء ما أخذ غيره من قبل . وهذا الشق الثاني من معنى الرسالة » 
لا بترك شكاً في أن رمضان كان ينوي العمل مع المجاهدين ولمصلحتهم كيف 
«نت النتبجة . وأكد عر أبو دبوس لأحمد التواقي أن رمضان مصمم على 
الاستقاض على الطلمان لا حالة » ولكنه بريد أن تكون الفرصة مواتية للعمل 
المشترك » فاما عم التواقي بهذا التصمم من رمضان حم على عدم الانتقال . 


وقد رأى رمضان من قوة جيش الطلمان وكثرة عديده ما جعله قريياً من 
الافتناع بأن المجاهدين لا قبل هم به » فكان يقترح هذه الحلول لمتمكنوا جميعاً 
من تدبير الخطة اللازمة للقضاء على هذا الجبش فى كثرة من العدد وسعةمن الوقت 
ولكن الجحاهدين رفضوا كلا الإقتراحين » وكانت هذه المكاتدات تحري سراً بين 
رمضان والجاهدين في سرت لا يعامها أحد إلا الكواونيل إمماني 1 


وصول الجيش إلى سورت : 


لا رفض المجاهدون الصلح والانتقال من مكانهم وصمموا على الحرب مها كلفهم 
الامر » بقي الوفد معهم » ورجع الخبر إلى رمضان بما >مموا عليه » وبعد أن 
وسل الجيش إلى سرت سأل الككولونيل إمياني رمضان عما تم في ثأن الصلح » 
وأ خبره بأنهم رفضوا الصلح وصمموا على الحرب . 


وكان إممانى عمل إلى الحرب لما براه من كثرة جيشه وآلاته الحربية »© وقلة 
المحاهدين » وجبل أن النصر ببد الله يؤتبه من يشاء » والعزة لله وإرسوله 
وللمؤمنين . فأمر بترتيب الجيش وتممئته للقتال » فكان هو والطلمان احمر فى 
هم خرة القلب والأحباش في المقدمة » ومصراتة ومن معبم في الميمنة وترهونة 
وبقمة الجبش في المدسرة والمؤخرة . وركب إممانى سيارته ومعه رمضان 
والساعدي بن سلطان . 


51١١ 


المجوم : 

وف صممحة يوم امس ١6‏ من حمادى الآخرة سنة مم١‏ الموافق 59 إيريل 
سنة ١9416‏ صدر الأمر بالحجوم بعد أن 'رتتّب الجيش على النحو الذي ذ كرنا » 
وتوجه من سرت إلى حبث تلك الفئة القليلة من ال مجاهدين » وقد انساب في تلك 
السائط يغطي وجه الأرض سواده » وثار نقعه إلى عنان الساء . وما هي إلا 
لحظات حت التقت طلائعه بالمجاهدين » فابتدروهم بالرصاص > وتدفقت سموله 
عليبم من كل جبة »> وفغرت المدافع أفواهها ترميهم بحممب ا » واختلط صوت 
المنادق يصوت المدافع » وخلا المبدان من كل شنيء إلا صوت الحديد والنار » 
وحمي وطيس المعر كة فاستشهد من المجاهدين لأول وهلة نحو 1٠٠‏ سييد» واسند 
الككرب على المسامين » ففرح إمياني بذلك وبرق السرور في عينيه ٠.‏ كل مذا 
وجماعة رمضان السو>لى لم يشتركوا في المعر كة فاما رآهم إمباني عل هذه الخال 
استفهم من رمضان على هذا الموقف فقال له : هم ينتنظرون قدومي إليهم > فأذن 
له فذهب إلبهم» وكان حمد سيف النصر قد أغار يخملءعلى مممنة المقدمة فتوقفت 
فلملا . وصادف بنجىء رمضان وقت إغارة حمد سف النصر فأمر من معه 
بإطلاق النار على الطليان فأطلقوها عليهم من الخلف فكانت بداية النباية» فحاص 
الجدش في بعضه حيصة المر » ورجعت أولاه على أخراه » واختلطت خيل 
برجله » وارتكس بعضه في دبعض طلم للفرار ولا فرار» ور كب العرب أقفيتهم 
واشتدت الضربة على العدو » وأنزل الله ساعة النصر » فتمزق ذلك الجيش وم 
ينج' منه إلا ..ه جندي'١'‏ > ونجا الكواونيل إمياني إلى سرت بجروحاً مع من 
بقى من الجيش > وبقي في مكان المعر كة كل ما كان مم الجيش من معدات الخحرب 

وعتادها : من إبيل وخمل وبنادى ومدافع ورساسات . 


وكان أفظع ما يقع عليه نظر الإنسان تلك الأكوام من الجثث البشرية . 
)١(‏ ذكر هذا المدد الأمير شكيب في تعليقه على حاضر العالم الإسلامي ج؟ ص ١٠٠١‏ . 


5 


ظ ويحرد وصول إمياني إلى سرت جراد جميع العرب م الأسلحة وعقد بجلسا 
مسكربا وحك بالإعدام على كثير من السكان ومن أبناء العرب الذين التجأوا إلى 
ارت وف مقدمتهم من الأعيان والرؤساء الحاج جمد سمد القاضي من مسلاتة » والخاج 
سمد بن مسعود من قماطة » وحسونة بن سلطان » وأبو يكر النعاس ؛ وأحمد دن 
د الرحمن من ترهونة » وقتل من غيرهم نحو سبعائة » وأصدر أمرا القثل 

العام » فصار الحند يقتلون الناس فى الشوارع وعلى أواب السوت » ويربطون 
همسر 5 ة والعشرين في حبل واحد ثم يقناو نوم » ورمى كثير من الناس بأنفسهم في 
"حر قرار من التمشيل بهم » فكان منظراً مريعا » وبعثوا إلى روما نحو ألف 
أسير أكثرهم من السكان والمالين الدين استأجروا جمالهم . 


خيبة أمل : 

كان الكولونمل إممانى في الذروة إذا عد القواد الإيطالنون » وي مقد مه 
النايفين منهم في الفنون العسكرية . 

ولامرة الثاننة يتكسر الجيش الإيضانيٍ بقادته شر انكسار » لو قيس 
مكار الجمبوش التى 'هز_مت في الحروبالمشهورة في التاريخ لوجد فيمقدمتها. 
وشد أراد أن بغسل ما لحقه من العار في انتكسار جيشه الأول في فزان » ولكنه 
.. نفشل أمن وخذلان أفظع . 

وقد حاء هذا الخذلان المزدوج محققا لما قاله الأمير شكيب أرسلان عن 
شساعة الطلمان : 

ال 

يام نر لفرابشين ل لبان سرك عن كد المعارك التي 


وض 


وكان الفضل في الخصول على هذا النصر المؤزر لرمضان السويحلى وحده 
ولولا عزمه على الانقضاض على الجيش الإيطالي من أول ما فكر الطلان فى 
تكوين هذا الجيش » ولولا تنفمذ ما اعتزمه حين واتنه الفرصة وتقدم جيش 
إمباني في طريقه لقفي على جميم الحاهدين الموحودين في سرت . 


ومما لا شك فمه أن الوفد الدى أرسله رمضان السويحلى ومعه تمر بو دبوس 
إلى التواتي؛ قد أفبم التواتي أن رمضان ينوي الانقضاض على الطلمان » ولكنه 
ينتظر الفرصة . وكان ثما أوصى به رمضان السويحل أنه من الخير أن بتأخر 
التواتي قليلآ حتى يتمككن جيش إمياني في الجنوب » وحينئذ يمكن الإطباق علب 
من الجنوب بامجاهدين الموجودين مع التواق ومن الغرب بالمجاهدين الوجودين 
مع حمد سيف النصر ومن الشمال الجاهدن الموجودين مم رمضان السويحل ولو 
نالتقي هذا الرأي لكان الشكبة عى الطليان أشد ولكن النواتي لماعم من 
مر بو دبوس عزم رمضان على الانتقاض على الطليان ثبت في مكانه » ولما عل 
رمضان ده بنصمم التواني على الشبات نفذ ما اعتزمه ونزلت المرزعة بالجدش الإيطالى 
وكانت أكبر هزية نزلت به في طرابلس وأن الدى ينتسم حركة هذا الجش 

منذ أن فكر الطليان في جمعه إلى أن شتت الله ثمله لا يشك في أن مضان يعتزم 
ما نفذه منذ اللحظة الأولى ٠.‏ وان الدين حاولون نسمة النصر الذي أحرزه 
الطرايلسودفى القرضاسة إلى غير رمضان السويحل» إما أ: نهم ل يفهموا الحقبقة » 
وإما أنهم مغرضون لا يعترفون بالفضل لأهله وبريدون أن محمدوا عام تفعلوا 
ونعود فنقول : إن بطل القرضابية هو رمضان السوحلى » ورمضان السويحلى 


وححداه . 
بعد انتباء المعركة : 
وبعد انتهاء المعر كة طبر خبرها باللاسلى إلى مصراتة وأرفلّة وترهونة » 


14 


فكم الطليان الشير. وق اليوم الثاى لامعر كة بدت علبب علامات الشدة 
والانتقام ففهم الناس أن المعركة انتبت في غير مصلحتهم . 

وكانت معاملة الطلمان لأهل مصراتة قاسية جداً » فقد جمعوا الأعيارن 
والوجهاء والنساء والأطفال فى مكان واحد » وحشروم حشرا فظبعاً مربعاً » 
, حمترموا الكير لسنته » ولا الصغفير لضعفه » ولا المرأة لحمبتها وجلالها » 
وطاؤهم الأرض » وغطاوُم السهاء » وأحاطوم بالأسلاك الشائكة » وفر” كثير 
حرقوا بده وصادروا أملاكه . 


وكان من بين المقبوض علبهم صديقنا الفاضل التبامي بك قلمصة وحرمه 
وبعض أقاربه » وأحمد بك السويحلى. وبقوا في مصراتة مدة وهم على هذه الحال 
المررية » ولا بزداد الطليان عليهم إلا قسوة . 

ولما اشتد حصار المجاهدين على مصراتة » وخاف الطلمان أرى يقتحموها 
علمهم أخذوا بعض هؤلاء المساجين إلى إيطاليا أسرى ومسهم صديقنا التبامي بك 
فلمصة “ونقلوا بعضبم إلى مدينة طرابلس مسحونين» ومنهم أحمد بك السويحلي» 
وبقي مسجوناً فيها أربع سنوات ونصفاً » كا بقي أكثرهى في السحن والأسر 
نمو أربع سئوات حتى استبدلوا بأسرى إيطاليين في منتصف سنة 1119 . 


رجوع رمضان إلى مصواتة : 

م خف على رمضان أن الطليان سيعيثون في الناس قتلآً عقب وصول خبر 
كسار الجيش مماشرة » فأراد الرجوع إلى مصراتة لبعمل على إنقاذ أهلبا من 
امد الإيطالبين . وبعد ستة أيام من انتهاء المعركة سافر إلى مصراتة ومعه 
جماعة من قومه مسلحين بما أخذوه من الغناتئم ومعبم مدفع واحد » وهو الذي 
سمح هم به صفي الدين » واحتفظ لنفسه بكل ما غم في هذه المعركة المائلة 
س عتاد حربي من ختلف أنواع الأسلحة وبمجر”د وصوهم إلى مصراتة شرعوا 


516 


في حصارها . 


ولنترك رمضان السوحلى بحاصر مصراتة ونذهب إلى أرفلتّة لننظر ماذا 
حرى فبمبأ . 


في أرفلة : 


وصل خبر المعر كة إلى بني ولمد مركز أرفلّة في أول يوم بواسطة التلغراف» 
وكان وقعه أليما على نفوس الطليان ولكنهم كتموه . وأراد الحا . الإيطالي أن 
يختبر عبد النى نحملة يستطلع بها مبوله حو الطلبان قدعاه إلبه واجتمع به يوم 
الأحد ‏ وهو المومالرابع للمعركة _وسألهعءا يختاره أعبان أرفلّةفيا لو فككرت 
الحكومة في الإنسحاب من بني ولبد » أينسحبون مع الحكومة ؟ أم يبقون في 
بني ولد وينضمون إلى المجاهدين ؟ وعرض مثل هذا الأمر في مثل تلكالظروف 
لايخفى على عبد النى »> فأدرك فى الحال أن نتيجة معركة سرت فى غير مصلحة 
الطليان » فقال إن الأعبان لا يمكنهم البقاء هنا بعد الحكومة لأن عل الناس 
بوهم للحكومة يحعل بقاءهم بعدها خطراً علبهم » ولا يمكن لعبد الني أرن 
يحيب بغير ذلك لأنه في قبضة الطلمان » والجند حيطون به من كل ناحية . ثم 
قال عبد الغنى : فإذا فكرت الحكومة فها تقول فعلمبا أن تأق بسارات لنقل 
عائلات الأعبان إلى طرابلس . فقال الحا الإيطالي : إذاً سنفكر في الموضوع 
وغداً نعرفك » وانصرف عبد النى راجعاً إلى بيته . وقد ظبر للطلمان أرن 
يقبضوا عليه فأرسلوا في إثره فل يحدوه في بيته فأخذوا ما فمه وأحرقوه . 
وخرج من بني ولبد كل من أمكنه الخروج . وفي البوم الخامس لمعركة القرضابية 
خرح الطليان في قوة كميرة لمطاردة المجاهدين فاعترضوه ©» فرجعوا منهزمين 
إلى قصر الحكومة وتحصنوا فبه » وأحاطوه بالأسوار والخنادق ووضعوا 
عليها المدافع . 


2.15 


في الحصار نحو أسبوع ثم ذهب إلى غريان لمحاصرتها . وبعد نحو شهر من ايتداء 
الحصار حاء ححمد سسدف النصر نانسا عنصفي الدبن ومعه جماعة من الدن حضروا 
الفرضابية ونزلوا فى مدينة آ.ن تللس ى الجبة السرفة من المكان الحاصر 
واشتر كوا فى حصار الطلمان . 


طلب الهدنة من العرب : 
طال حصار الطلبان في أرفلّة نحو خمسين يوم » وضيّى علبهم المجاهدون 
الخناق » وم ينقطم طول هذه المدة إطلاق الرصاص والمدافع من الطرفين . وفي 
أثذاء مدة الحصار أرسلت .حكومة طرابلس إلى هؤلاء الحصورين بأن الحكومة 
لا يمكنها إمدادهم بشيء فعليهم أن يديّروا أمرهم . وقد قارب النفاد ما عندهم 
من الأرزاق والعتاد الحربي فم يسعهم ‏ إزاء هذه الظروف ااسيئة ‏ إلا أرن 
إلى عبد النى وحمد سيف النصر للتفاهم معبا في كف إطلاق النار لعمل هدنة » 
فوافق كل منها » وعمّن الزمان والمكان . وانتخب العرب لمفاوضة الطليارن 
أربعة : السيد محمد العيساوي بوختحر ١‏ » وعئان بن خليفة السكبي » ومفتاح 
التايب الحصني وسالم الأصببعي. وجاء من الطليان ثُانية ضباط » واجتمع الكل 
بقرب قصر الحكومة من ناحية قرية الصر”ارة » فعرض العرب على الطليان أرن 
نمي لآل عمد . تابغة النسابين في طرابلس والعالمين بأيام العرب فيها . يقص عليك من أفباء 
ما تسأله عنه فكأنك تشاهد ما يقصه عليك وبروي لك ص أخبار طرابلس وقبائلبا ما لا تحده 
في غير داكرته . 
تثقف فى المدارس التركمة في طرابلس » وتولى من وظائف الحكومة ما هيأته له ثقافته . قوي 
الداكرة » حاضر البديهة » أديب بطبعه وروحه . 
سابر الجهاد الطرابلسى منذ نشأته الأولى . وكان عضواً في مؤمر غريان وهاجر إلى مصر مع 
المجاجربن سنة 4 ١45‏ وسعى فيها للقضمة مع الساعين . ورجم إلى طرابلس حوالي سنة هغ#و١‏ 
رحمره يناهز السبعين سنة . 


ينض 


يساموا أنفسهم وما معهم من السلاح والحيوانات والأرزاق “ وهم عهد الأمان 
على أنفسهم وعدم م 0 حتهم <ى يفصل في الخحرب . 
وعرض الطلمان أن بتر كوا وسأ يمأ معهم من اراق والموانات والسلاح 
لملتحقوا مديئة طرابلس > وهددوا نا؛ نهم إذا تعراض لهم أحد حعلوا من معهم 
من العرب في المقدمة ليكونوا عرضة للرصاص > فل يقبل العرب ذلك وأصروا 
على رأيهم » فوعد الطليان بإعطاء النتيجة في اليوم الثاني . واجتمع المتفاوضون 
في الموم الثاني » ورضي الطليان بالتسلم على مااء” سترط العرب . واحتمعوا في 
السو م الثالث على أن يتم التسلم . وكان مع الطليان جماعة من العرب أبوا أرن 
سوا أنفسهم وخرجوا بسلاحهم ولكنهم أذعنوا آخر الأمر » ومن الأسف أنه 
حصل خلاف بين المجاهد.ن على الجهة التى تتسامهبم » فحمد سيف النصر بريد 
أن يتسامهم لأنه نائب عن صفي الد.ن ن الدي يدعي لنفسه صفة الجاكمية . و . 
النبي يريد أن يتسامبم لأنه رئيس أرفلّة والحادث في بلده فلا يصح” أن 99 
غيره» وأيضاً فبو لا يعترف حكومة صفي الددن. وكان مم بعض هؤلاء الأسرى 
نساومم » فاستاموا من هذا الموقف الذي هم فه كالخراف المعروضة للميم 
وأطلقوا النار على المتخاصين عليهم » واشتبك الفريقان في معركه أسفرت عن 
نحو ألف قتمل وأ سر الماقون. أما الطليان الأصليون فلم ؛ دشتر كوا في هذه المعركة 
وأخسّر من بقي من الأسرى بين البقاء مع المجاهدين أو رجوعهم إلى بلادهم فاختار 
أ كثرهم الرجوع إلى بلادهم وكانت هذه المعر كة في يونمه سنة 56 . 


أستتسالام حامية أرفلة : 


ودامت الفاوضات , بيد العربوالطلمات فما اير من يديا سنةه 2111 


رف بعد سصار ام ثو حل ين وما ٠‏ وكان اليش الإلال قبا يقاري الف 


وخمساثة ؛ منهم إيطالياً بين ضابط وجندي » ونحو مائتي حشي ٠.‏ 


14 


أربعة مدافع وأربعة رشاشات » وخمسين بغلا » وثمان سيارات كبيرة » وخمسين 
ألف فرنك من النقود » وتركوا لهم ما عندهم من الأرزاق واللأكولات . وبقوا 
في أمان ؛ وكان من بين الأسرى مم الطليان زى أمقيق ٠١‏ . 


صفي الدين في أرفلة : 

جاء صفي الددن إلى أرفلّة بعد أن سلّم الطليان أنفسهم في يوليه سنة 
و1٠‏ > وكان برى لنفسه صفة الجاكمية » لذلك يحاول أتباعه دائما أن يستولوا 
على جمبع الغنائم التى بتر كها الطليان في الملدان التي يجليهم أهلها عنبا > ولو لم 
محضروها . 

وفى أثناء محاصرة الطلبان في أرفلّة استولوا على كثير من أموال التجار 
وبضائعهم » فأخذها أنصار صفي الدين باعتبار أنها غنائم » فاستاء المجاهدون 
لدلك . واتهم عبد النبي بتدبير الحركة » فحاول حمد سيف النصر أن يقبض 
عله فلم يقدر » فأمر يضرب بيته بالمدافع فضرب . 

وفى هذه الأثناء جاءت الأخبار بأن رمضان السويحلى أجل الطليان عن 
مصراتة » وأخذ كل ما كان عند الطلمان من سلاح ومتاع . فذهب صفي الدين 
إلمها لستولى على هذه الغناتئم . 


وقد ذهب عمد النى إلى مصراتة لمشكو إلى صفى الددن اضطباد حمد سيف 
اانصر له » فوجد الدور الذي مثسّل في أرفلة يمثل في مصراتة » فرجم إلى أرفلة 
و سنفصّل ذلك قرسا . 
)١(‏ ذى أمقيق من قول أوغلية الزاوية » وتخرج في المدارس التركية برتية ضايط . وكارف 
من الماهدين التخلصين فى بداية أمره ثم انصم إلى الطليان سنة * ١و١‏ في المدة التي وصلوا فمبأ 
إلى فزان ٠‏ ثم انضم إلى القامين بالحركة الوطنية في سنقى ه١41١‏ + ١5١9‏ . واعتير الطليارنف 
هذا الانضام مخالفاً لرغيتبم فحفظوها له , ولا تغلبوا في سنة ١٠55‏ حاول أن بحسن علاقته بم 
الانضام المبم فلم يفلح » وستقوه سنة ١555١‏ , 


مض 


وبقي اسرى الطليان في أرفاة مدة طويلة لاقوا فمها صعويات كثيرة من 
الجوع والعرى إلى أن نقلوهم إلى مصراتة في أواخر سنة 1911 واستخدموم م 
وأسرى مصراتة في مختلف الصنائع »> وبقوا فيها منعمين إلى أر:_ ساموم إلى 


سقوط مزدة : 
كانت الحامية الإيطالية الموجودة في مزدة تستند إلى القوة الموجودة في 
أرفلة من جبة الشرق » فاما سقطت أرفاة أصحت عرضة للخطر من جمة 


فى “رهونة : 


تسر"يت أخبار المزيمة الفادحة التي حلت بالجيش الإيطالى في القرضايمة إلى 
المُويْرات'١'‏ مركز ترهونة ىا تسربت إلى مصراتة وأرفلة . وقد أرسل حاك 
ترهونة القبطان «موريق» إلى الشيخ عبد الصمد النعاس والصغسر المرئّض ‏ من 
أعيان ترهونة ‏ فلا جاءا إلبه أخبرهما أن الجيش الذي ذهب إلى مسرت انكسر 
في القرضابمة » سبب خمانة العرب الحكومة » وقد غدروا بالجبش وضرووه من 
الخلف فانهزم شر هزعة » واحتفظ بهم رهينة عنده خوف إنتقاض ترهونة على من 
فيها من الطليان » واحتال جماعة الصغير المريض لإخراجه وجاءوا بدله بابنه 
عبد السلام » وبقي هو والشيخ عبد الصمد النعاس تحت يد الطلمان . 


إلى ثرهوية لمقوأوا مر كزهم فمها » وكان فمبا قبل ذلك ٠٠‏ جحلدي فأصبح 
فيها 46٠.٠‏ جندي 4 ثم وصلت أخبار أخرى بأن الطلمان انتقموا من العرب 


٠ جممع بر مصغرة : مكان في ترهونفة عرف ببذا الاسم‎ )١( 


ري 


الذرن معهم منالمكثّارين أصحاب الإبل وغيرهم بعد انتهاء المعركةوقتاوهم في سرت 
در قتلة » وقتلوا من أعمان ترهونة : حسونة بن سلطان > وأبا بكر النعاس » 
وأحمد بن عبد ال رحمن» فاشتد حذقى الناسعلى الطليان وبِيّتوا لهم الشر» وصاروا 
بتر يصون بهم . وأحس الناس دقرب الثورة فأخذوا يبتعدون عن 


مراكز الحكومة . 


بدء الثورة : 

وفي ذات يوم كان جماعة من ترهونة يسوفون أغنامهم إلى حيث تككون في 
مأمن فما لو حصلت حرب مع الطليات » فرآهم الكربئير ١(‏ فأرادوا إرجاعبم 
فأبوا » فأطلقوا عليه الرصاص فقابلوم بالمثل وقتل خمسةمن الكربئير» وتسامع 
الناس وقامت ترهونة قومة رجل واحد > وحاصروا البويرات . وهي مر كز 
الحكومة إد ذاك ‏ وكان بوحد فمها 6.ة؛ جندي إيطالى . 

وفى الوقت الذي ابتدأت فيه الثورة في ترهونة كانت أرفلة في حالة ثورة 
وحاصرة لما فمها من الطلمان . وكان رمضان السويحلي يحاصر مصراتة . إذا 
فالقسم الشرقي كله من البلاد في حالة ثورة على الطليان | 

وكان الطلمان يستندون في دفاعهم عن ترهونة على العزيزية لأنما حصن منيع 
وفرسة من المدينة . وقد فكر الطلبان في إنقاذ امحصورين في ترهونة » فاتفقوا 
معهم - على طريق الإشارة الضوئية - على أنه ستخرج لنجدتهم قوة من العزيزية 
على طريق بوعرقوب » وقوة من مسلاتة على طريق الداوون © وعلى أن يكون 
عروج القواتين في بوم الخدس ١7‏ من بوشه سنة 1١91١6‏ . 





' المولمس الايطالي‎ )١( 


5١ 


واقعة بوعرقوب وواقعة المسيد 


يوم اخقيس 4 من شعبان سم ١7‏ من يونبه سنة ١916‏ 


أراد الله أن يصدق على الطليان قوله تعالى : « وإذا أراد الله بقوم سوم 
فلا مرد له » فأخطأوا فهم اليوم المتفق عايه : ففهم المحاصرون في ترهونة انه 
يوم الجمعة فلم يخرجوا يوم الخنيس > وفبهمت القوة التي في العزيزية ومسلاتة أنه يوم 
الميس فخرجت بخيلها ورجلها تجر” من آلات الحديد والنار ما أمكنها أن 
تحمله. وقد تصدى للقوة التىي خرحجت من مسلاتة جماعة ترهونة الشرقمين فردوها 
على أعقايها . ويقال لهذه الواقعة « واقعة المسيد » لأنها وقعت في مكان يقال له 
وادى المسيد . 


والتفت القوة التي خرجت من العزيزية بمجاهدي النواحي الأربعة وترهونة 
الغرببين من الدراهيب وغيرهم برياسة المإدوك المنتصر > وحصلت بينهم معركة 
من كبرياتالمعارك التي حصلت في طرابلس فني فبها الجيش الإيطالى عن آخره» 
وحاول جماعةمن الضباط الهرب فيسيارة فلحق بهمسبعة فرسان من الدراهيب 
فقتلوهم » وفتل اثنان من الفرسان السمعة . 


ووافقعة بوعرقوب هذه من الوقائم المشيورة 2 الخرب الطرابلسية 6 التي 
“تعد مثيلاتها على الأصابع » وكان الفضل فيها للنواحي الأربعة وترهونة © وَعَنم 
فبها المجاهدون من السلاح والعتاد الحربى شيئاً لا يحصى . ودامت المعركة من 


بفرض 


الصاح إلى العصر ؛ وبعد انتبائها انصرف المجاهدون لشأنهم ودفن شهدامُم 


واقعة ترهونه 
بوم الجمعة ه من شعمان سنة س١‏ لم١‏ من بوه سئة ١91١6‏ 


وجاء دور الطلبان المحاصرين في البوبرات »© فخرجوا ميكرين في صببحة 
,ها > نفد فيه زادهم » وأكلوا أكثر ما معبم من البغال والخيل » وأخرجوا 
معهم الشبخ عبد الصمد النعاس وعبد السلام المردض ؛ وهم كالجراد الممتشر ف 
طر بقبم إلى العز يزية فأحاط بهم الحاهدون فى وادي الشقيقة 2١١‏ »> واشتبكوا 

واعترضهم الشبخ المبروك المنتصر ومن معه من المجاهدين من الأمام في دفع 
وادي ملّغة » وأصبحوا محصورين من كل جبة » وم يأت الظهر حتى قصي على 
حمبع المشاة بين قتبل وأسير . وبقي الفرسان ومعهم الكبتن موريتي وعبد 
السلام المريض والشيخ عبد الصمد النعاس » فحرح حصان عبد السلام المردمض 
فوقم به » وألهتهم عنه الحرب فنجا من شرهم » وهرب الشيخ عبد الصمد على 
حواده فأنحاه الله > وفضي على دقمة الجيش من الفرسان © وم بسجم منه إلا 
الكبتن موري في قليل من الخيل نحو العشرة » فوصلوا العزيزية نعد أن حم 
الموت على صدورهم مرارا . 

وقد قضت فئة من الطرابلسين على جيشين عظيمين في يومين مانابعين » 
فؤن نصراً باهراً للطرابلسين » وهزية منكرة للطلبان . 


. من أراضي ترهونة شرق وادي ملغة‎ )١( 


انض 


وقد أخذ المجاهدون يوم المممة كل ما في الموءرات من معد”ات الحرب 
وآلاتها » يا أخذوا يوه الخخيس كل مخلفات الجيش الذي انكسر فى بوعرقوب 
والمسيد » و كثر السلاح ونشط الناس للاقاة الطلمان . وكان اختلاف يشي في 

تعبين اليوم الحدد للخروج سبباً لاتكسارهما » ومصداقا لقوله تعالى : 8 وإذا 
أراد الله بقوم سوء فلا مرد له 4 . 


# #د كا 


كانت وأقعثا دوعرقوب والبوبرات من الوق ع المشبورة و في فى الخرب 
الطراباسية الت برز فمها الطرابلسبون في ممدان الجهاد والفتك بالعدو . وكانت 
نتبجة لانكسار جيش الطليان في القرضابية . وكان بينها وبين القرضابمة .مغ 
بومأ» وما دهش له الطليان أن تنتقل الثورة في هذه المدة القصبرة من سرت إلى 
بوعرقوب على أبواب مدينة طرابلس . وأيقنوا أن إخمادها غير مكن فأصدروا 
أوامرهم بسحب جموشهم من المراكز التى ما زالوا فمها . 


8811-1 


)١( . 


للبحوم على حصن آخر من أهم الحصون التى يعتمد عليها الطليان وهو د برأ كة 
ان غشْسّر » وكانت هذه البراكة مقامة على قطعة من الارض متسعة جدا» 
وكانت تناوح العزيزية من الناحمة الشالمة اتخذها الطلبان مر كزاً للجيش وحصناً 
مهمون به العزيزية» فعسكروا حوالها بوم ؛ من رمضان سنة ١١#‏ الموافق ١‏ 
- بولمه سنة م6١1١‏ وكاأنو| عنمو أ مدفعاً قْ معر كة بوعرقوب فنصبوه على 
ه هنشير بنت خلف » لضرب البراكة . وفي يوم 7١‏ منه الموافق أول أغسطس 
سنة ١916‏ أحاطوا بها وأطلقوا عليها مدفعبم فأصابها إصابات محكة» وضصقوا 
على من فسباأ ودافعوا دفاع المائس وكنوا نحو .٠م6١‏ 6 وجاءتهم نجدة من سوالى 
بنمادم فردّها المجاهدون واستولوا على البرا كة يوم 5؟ من رمضان سنة ١١#‏ > 
إلى زنزور > وأخذ المجاهدون ما فيها من سلاح وأرزاق وملايس . 


)١(‏ البراكة : كامة إيطالية معناها بيت من الخشب ٠»‏ وكانت هذه البراكة كبيرة جداً اتخذها 
الطلمان تكنة للحدش » وأحاطوها بسور من التراب ومن ورائه الأسلاك الشائكة . ويحيط بها من 
الشرق والغرب والجنوب سهل من الأرض نخو كماومتر من كل ناحمية » فككل من رثي في هذه 
المسافة رمي بالرصاص . 


6 مياد الأبطال‎ ١ 


سوق بعود لى الحباد : 








تمد سوف بك امحمودي 


هو ابن الحاج مد اللافي ال حمودي » وحفيد الشيخ غومة بن خلمفة من قساة 
المحاأميد المشهورة في طرابلس الغرب . 

ولد ر حمه الله في وادى سوف بأرض الجزائر سنة 4/اااه أثناء هحرة حده 
الشخ غومة حمما كان ثائراً على الحكومة التركية لجور الحكام وفساد النظام ؛ 
وهي السنة التي توفي فمها جده الشخ غومة . ولقنّب « سوف » لآإنه ولد فى 
وادى سوفا. 

تربى في بدت العز والفروسمة والكرم “فكان عر بر الجانب > فارسا مغواراً» 
كريما إلى أبعد حدود الكرم . 

عرفته البيداء ؛ والليل والخيل » وألنته معامع الحروب وممادن القتال » 
بالبطولة . 

حارب الطليان من أكتوير سنة ١41١‏ إلى مارس سنة ١418#‏ 4 ثم هاجر 
إلى الشام سنة 1941. وفي مارس سنة ١414‏ رجع إلى طرابلس نحاربة الطلمان 
مرة ثانبة . وكان له في هذا الدور من الأثر ما يحده القارىء مذ كوراً فى مواضعه 
من هذا الكتاب . 


رق 


وكان عصمة الأرامل ومأوى المتأمى والمعوزين » عمسم النفس © كريم 
الأخلاق » وسم الطلعة » متواضعاً حتى ينسيك أن هذا هو الرجل الذي تهاب 
النحمان منازلته » عليه من جلال الميبة ومهابة الرجولة ما يحببه إليك وتأنس 
يه نفسك . 


وكان خصب الخبال » قوي الذاكرة » ومن نوابغ شعراء البادية وأفصحهم» 
.عطي إعطاء من لا يخاف الفقر » ولا يبقي في بيته شئا وف جواره معوز . 
بقدار العم والعاماء » ودعرف الفضل لأهل الفضل . 

ولا أتحدث عماله فى رياسة الجبوش والإدارة » فقد ذكرناه في مناسباته 
مسلا فى هذا الكتاب . ولما تغلب الطلمان فى سنة ١97«‏ هاجر إلى مصر 
سة ١44‏ > وبقى فمها مرموقاً بعين الإجلال من سادات العرب و كبرامم . 


وقد كان الأجل يدفم عنه الموت في جميم ما حضر من زحوف الحرب 
ومعامعها . ولا يوجد في جسمه موضع شبر إلا وفبه أثر ضربة بسيف أو جرح 


ص سأسععة 5 


ولما بلع الكتاب أحاء حضرته الوفاة وهو على سريره يوم ١6‏ يولمه سريةه 
,ةا نقرية المتراس محوار مدسنة الإسكندرية » ودفن مبا رحمه الله وشكر له . 


> عد عا 


وقفنا في أخبار «وسوف» فى الدور الأول من الحرب الطرابلسية عند انتهاء 
أخماره بجرته إلى حلب . ولكن ل يستقر به المقام في حلب حتى قامت الحرب 
العالممة فى +؟ أغسطس سنة ١4١4‏ وكانت حكومة الآستانة قد انضمت إلى 
ألماننا » فرأت في قيام الحرب فرصة لتجديد الثورة على الطليان في طرابلس > 
وتغذيتبا بكل ما يمكن. وقد رأت أن تد”ها بأكبر بطل من أيطالها وهو الشخ 
مد سوف يك الحمودي 2 فاستدعته من حلب إلى الآستانة » وعرضت عليه 


6 


الذهاب إلى طرابلس التحريض على الثورة فقسل ٠‏ وزوادته بما يحتاج إليه من 
الأوامر والتعلمات “ وأرفقت معه خليقة الذدعيك الدي عرف أخيرا يخلفة 
الزاوي - وحمد فريشك وهما من الضباط الوطنيين من الزاوية الذين تخرجوا فى 
مدارس الحكومة التركية . وتوجه من حلب إلى طرابلس على طريق 
الإسكندرية » وكان الإتجليز إذ ذاك حلفاء لإيطالما فاهتموا لأمره » وحاولوا 
القبض علمه هو ومن معه بكل وسملة» ولكن الله سلمه » وفشل كل ما اتخذوه 

من الوسائل القيض عليه . وقد كلف « انجرام » الإنجليزي على بن عبد العظم 
الأرفلٍ وعمما الصايغ من سكان عزبة باسا بالإسكندرية بالقيض عليه ووعدهما 
بإعطاء ٠٠‏ جنيه ذهبا . ولكنها لم يتعرضا له وأنكرا وجوده . 

ومر سوف يبرقة وكانقبها السد أحمد الشريف واجتمع به وم ندر ما دار 
بينها من الحديث . وكان السد أحمد إذ ذاك حمل لقب « نائب السلطان » 
فأعظى همد بك سوف رتبة « وكمل وال .» ووجد الشخ سوف كثيراً من أهل 
طر ابلس مباجرين ببرقة فأخذهم معه وسافروا جميعا إلى جبة طرابلس . 


ووصل سوف إلى سرت فى حمادى الأولى سنة #سم؟ الموافق مارس سنة 
06 قسل واقعة القرضاسة بقلمل » فوحد اماهد.ن دشنون الغارات في طول 
البلاد وعرضبا وحالة الطلمان تزداد سوءً 6 فلم يطل المقام في سرت ©» ودهب 
مغر"باً قاصدا ناحمة غريان .ووقعت معر كة اله رضاسة قمل أن يصل إلى أرفلّة. 


ولمامد 15 رفلة وجدها محاصرة فاشترك فى حصارها 6 وبقي مم المجاهدين 
حق أخذت > ثم ذهب إلى ع ران » وقد سبقته أخبمار القرضاسسة » وأخذ مر كز 
الطليان يتزعزع يوم بعد يوم » فأحدث مجيئه نشاطا في بعض الوطنيين ولحق 
ا مجاهددن وأخرجوا كثيراً من سكان وادي القواسم ومن بيسهم أسرة سطسة 
وخرجت قوة من الطلمان حارية سوف ومن معه فالتقوا بهم في كور »> ووقعت 
بينهم معركة سُديدة انتصر فيبا سوف ومن معه انتصاراً باهرا » وأخذوا من 


بير 


الطلمان غنائم كثيرة . واستشهد فيها الشبخ مد الواعر من أولاد بريك . 

ولما انهزم الطلبان في بوعرقوب وترهونة تلك المهزيمة الملكرة » وحاصر 
المماهد رن البراكة ترك سوف جماعة من الدين معه يحاصرون غربان والتحق 
يحامدي ترهونة والنواحي واشترك معهم في حصار البراكة وأخذوا منها غنائم 
كثيرة تقوأى بها هو ومن معه . 


يأس الطليان من إخماد الثورة : 

بعد وأقعقي بوعرقوب وترهونة وسقوط أرفلة والبويرات يس الطليان من 
فهمم الثورة » وأصبحوا يفكرون في سحب جنودهم من بقبة المرا كز . 

وقد أصدروا أوامرهم في يوم ه من يوليه سنة ١416‏ بالإنسحاب من جميع 
المراكز » ولكن الثورة سبقتهم وحوصرت جموشهم في كل جبة © فبوجموا في 
سيناون يوم ه من يوليو سنة 1416 وبعد كل مشقة خرجت حاميتها » ووصلت 
. إلى نالوت. وتمكنت القوة التى في يفرن من الوصول إلى الزاوية سالمة . وحاولت 
الحامية التى في جادو ( فساطو ) من اهرب إلى الساحل > ولكن امجاهدين 
أحاطوا بها في الطريق وم ينج منها إلا قليل . وخرج من فى نالوت من الطلبان 
مع من انفم إلبهم من كانوا في سيناون قاصدين إلى زوارة فأدر كهم المحاهدون 
فى الطريق فالتحأوا إلى الحدود التونسية الفرنساوية . وكان بغريان 14٠٠‏ من 
الحنود الإيطالبين تمَكنوا من الإلتحاق بطرابلس على طريق العزيزية يدون صرر 
شير ووصاوها يوم 4 يولبه سنة 1416 . وف ١6‏ منه سققطت العزيزية وسرت . 
روفي ١7‏ مله سقطت الزاوية وزوارة . وفى ه من أغسطس سقطت مصراتة. 
وبعدها بقلمل سقطت غدامس والتجأت حاميتها إلى الحدود التونسية الفرنسية . 
هكذا تم جلاء الطليان عن القطر كله في مدة وجيزة تبتدىء من يوم ١4‏ إبريل 
:. وهو يوم القرضابية ‏ إلى منتصف أغسطس سنة ١11‏ “ ول يبق لهم أثر إلا 
ى مدينتى طرابلس والخس »> وشملت الثورة البلاد كلبا » وتولى ادتبا رمضان 
:-ويحلى في مصراأتة »؛ ورؤساء ترهونة 5 ترهونة والشبخ سوف فق العزيزية 


ملام 


وما حوالمها إلى زوارة . وامتدت حببة القتال من مصراتة إلى زوارة » وكانت 
العزيزية مر كز القبادة العامة برياسة الشخ سوف . 

وقد استولى العرب على مقادير هائلة مما تركه الطلمان من المّن والأسلحة 
والعتاد الحربي وذكر جرازياني في كتابه « نحو الفزان » مقادير هذه الأسلحة 
فقال : « وقد استطاع العرب الإستملاء على مقادير كبيرة من الأسلحة والذخيرة 
الني كانت موجودة في مخازننا في شق المرا كز حمث رجعت قواتنا مننا بسسرعة 
دون أن يمكنها نقل ما معبا . وقد قدر ما استولى علمه العصاة”١'‏ بنحو أربعين 
ألف بندقية حربية » ونحو مائة راثة ونحو ثلاثين مدفعاً » وزد علمبا مقداراً 
كبيرا من الأسلحة التى دخلت وقت الحرب العظمى » . 

هذه ترجمة ما كنبه جرازياني بهذا الصدد » ولعله غير مبالغ فوا يقول فإرن 
الطرابلسيين كانوا كلهم مساحين بالأسلحة الإيطالية »“واستمرت الحرب الطرابلسة 
نحو إحدى وعشرين سنة كان تحو هه في المائة من المجاهدين يحملون السلاح 
الإيطالي . 


سوف في العزيزية : 

اتخذ الشيخ سوف العزيزية مركزاً له بصفته وكيل وال للمنطقة الغربية 
وعيّن هيئة إدارية برياسته » و كان من أعضامًا : عبيدة المحجوبى من صرمان . 
والشبخ المبروك المنتصر من ترهونة ©» والصويعي الخمتوني من النواحي الأربعة . 
والفيتوري الرمالي من ورشفمّانة » وعيّن حكام مناطق » منهم : عون بن 
الحاج ‏ من المحاميد ‏ قائمقاماً فى الجوش »> وأبو القامم خيشة ‏ من المحاميد ‏ 
رئيس على المجاهدين » وأحمد الماشا ‏ من المحاميد ‏ متصرفاً في يفرن »© وسمد 


3 


. يعني العرب‎ )١( 


نشرف 


ان أبي القاسم ‏ من الحاميد ‏ قامقاما على النوايل » وعيسى أبو سبمين ‏ من 
زوارة ‏ قائُقاما علمها » وشطسة فى غربان . 

وكان لهذا التعمين أثر سسىء على نفوس بعض الناس » فكان سلطان بن 
معان برى نفسه أحتى بالرياسة في زوارة . لأنه أ كبر ثأناً وأكثر شيرة من 
عدسى أبو سهمين . و كان حرب النايلى ‏ وهو من رؤساء قبيلة النوايل - يرى 
نفه أولى برياسة قسلته من مهمد بن أي القاسم المحمودي . و كذلك الأمرمع 
ماسي خزام في يفرن فإنه يرى نفسه أولى يحكبا من أحمد الماشا لآنها من أشهبر 
بلاد البربر وهو من أعمانهم . 

وقد تدارك الشخ سوف الأمر فما يتعلق ببفرن » فعزل أحمد الباشا وعسّن 
بدله ساسي خزام متصرفا . وبقيت الحال في غيرها ما وضعت أول مرة . 

استقرار الأمور : 

اتدأت الحال تستقر على هذا الوضم في الجية الغرسة : رؤساء ترهونة فى 
بلادهم » وسوف ف العزيزية » وتّند منطقة نفوده من العزيزية إلى زوارة » ومن 
بفرن إلى الزاوية . وأخذ الناس يستّرون أمورهم في شيء من التؤدة والحذر » 
حر يصين على التوفمق > شأن حديث العبد بالإدارة وسساسة الأمور. وبذلت 
الحمئة الإدارية ما في وسعبا لتسير الأمور في طريقها. وبقبت نفوس الدين رأوا 
أنفسهم أولى بالأمر متأثرة بفوات ما كانوا يؤملون فحقدوا على هذا النظام » 
وأخذوا يعملون لتنفيذ ما في نفوسهم . وفي مقدمة هؤلاء سلطان بن شعبان 
وحرب النايلى . وستظهر نتسحة مساعى هؤلاء بعد اجتاع الناس بصفي الدين 
نسلاتة . 


حصار مصراتة 


وقفنا من أخبار رمضان السويحلى عند رجوعه من معركة القرضايبة لحصار 


مصراثة . 


تفرش 


وقد أتينا على أخمار أرفلة وترهونة » مفصلة 5 وصلت إللمنا من أوثق 
المصادر وأصح الروايات .وكان حصار ترهونة وأرفلة في وقت متقاري وزم. 
بكاد كون متحداً . أما حصار مصراتة فقد طال زهنه »6 واقفتضت معأناثه 


جهوداً كبيرة . 


>« عا علا 


وصل رمضان مصراتة بعد حوالي عشرين يوها من يوم القرضابية وى هذه 
المدة كان رمضان برسل رسلء لمأتوا إلىه بأخمار العدو ؛ ولمدلوه على مسالك 
الملد » ومن بن يكن دخولها . 
ا كان مشحعاً لرمضان ومن معه ص الإقداء اللوصول إلى مثل هذه التتائ 
المحمودة . 

وأول ما بدأ الجاهدون يحصار القوة الإيطالية الق كانت فى تاورغه » قما 
أحست بالخطر يتبددها طلمت نجدة من مصراتة لإنقاذها » فأرسلت إلسببا » 
واتفقوا على موعد للإلتقاء على أن تقوم القوة ة الخاصرة بيجوم في وقت تكور:. 
القوة التي جاءت من مصراتة لنحدتها قاربت تصل تاورغه. وقد تمكن المحاهدون 
من رد القوة التي كانت خارجة من مصراتة وبقي من في تاورغه محصورين . 
سالك قبة مادمة يسلكها الداخل إلا والخارج سنا ب . وهلده ٠‏ السخة أرض 
رحوة مسشعة مشبعة بالمماه تتراءى للناظر أنها أرض و لكنها لا تثدت تثبت عليها الأقدام 6 
وكل من حاول المي عليها ابتلعته وهو إلى غير قرار . 

وفعد ابماهدون على أبواب تلك المسالك » فكاما حاول الطلمان التحامما 


ترف 


هذه المسالك فضلّوا الطريق » وحاولوا خوض السبخة فابتلعتهم عن آخرمم . 
وعبدك بالرجل منهم يلواح للإستغاثة ‏ بيده ثم ببندقيته » ثم تنطبق عليه 
الأرض فلا تجحد له أثراً » فكان حرب الطبيعة أشد عليهم من حرب البنادق 
والمدافم . وكفى الله امحاهدين شر هذه الفرقة واتحبوا إلى حصار مصراتة ؛ 
وابتداً الحصار فى ١8‏ من مايو سنة ١9١6‏ . 

وفي أوائل يونمه سنة 1416 تمكن رمضان من حصارها من جمسع الجهبات > 
وقطم الصلة بين الطلبان وبين قصر حمد » وهو الممساء الوحيد الذي تأتبهم منه 
الارزاق والإمدادات الحرسة . 


مناوشات : 

وفى أثناء الحصار حصلت معارك بين العرب والطلبان أشهبرها معركة رأس 
الطوبة » وكانت يوم الثلاثاء ١١‏ من رجب سنة سسب ١‏ المواففىئى 6 من مأبو 
سنة ١9416‏ وقد أصيب فببا المجاهدون بأضرار حسسمة » واستشهد فمبها نحو 
مائة شهبد كان من بينهم الشيخ عمر شقلوف وهو والد صددقنا الحاج الفمتوري 

ومعركة بوفار » وكانت يوم المعة ١4‏ من رجب واستمرت إلى بوم السدت. 
وبوفار م مححة حدوبى مصراتة قال لها سسخة بوفار » وكان بوم مشبودا» دارت 
الدائرة فبه على الطليان وأسر منبم «القبطان فسكي» وبعض المنود . وقد بلغ 
رمضان السويحلى أن الطلبان يسيئون معاملة سكان مصراتة » فاستكتب هذا 
القبطان جواباً ذكر فهه ما لقمه من حسن المعاملة من رمضان »6 وأخبر الطلمان 
بأنهم إن لم يكفوا عن الإساءة لسكان مصراتة فإن حياته ستكون في خطر . 
التي بذها الطليان لفك الحصار عنهم . وفي أثناء حصار امجاهدين مصراتة طلبوا 


نادف 


من صفي الدين ‏ وكان بأرفلّة ‏ أن يدم بالخرطوش الدى حصل علمسه من 
غنائم القرضابية » فراوغ حتى فات الوقت . ثم أرسل إليهم نصف صندوى من 
الخرطوش» ولما وصل الرسول إلى مصراتة وجد المجاهدين قد احتلوها . أخبرنى 
بهذا السيّد أحمد السويحلى رحمه الله . 


الحلاء عن مصراتة 


وف لملة الخميس الموافق ؛4؟ من رمضان سنة مم١‏ الموافق ه من أغسطس 
سنة 1516 جمع الطليان كل ما بقي لديهم من قوة ليشقوا لأنفسهم طريقهم إلى 
البحر > فتلقاهم الجاهدون يكل حماس واشتبكوا معبم في معركة دامت ثلاث 
عشرة ساعة وبعد قتال عنيف شقوا لأنفسهم طريقهم إلى قصر حمد » وكانت 
البواخر في انتظارهم فحملتهم إلى طرايلس وتر كوا مصراتة بكل ما فيها من 
معد"ات الحرب والأرزاق» وكان شيئا لا يحصى كثرة. واستشهد في.هذه المعركة 


7 
مائة وعشرون سسدا. 


تا :»الس كاي 


فرفق 


موجز ع. حيأة رمضان السويحل 


هو رمضان بن الشتموى '١'‏ السويحلى, وقد غلب لقب السويحلى على رمضان 
وإخوته وبه اشتهروا . وهو من سكان زاوية الحجوب بمصراتة » ومن قمملة بدار 
من « القول أوغلمة 6 هم 


مولده : 
بعبدة عن مظاهر الحم ووظائف الحكومة 25 , واستير والده بعفة النفسر. 
وعزة الجانب » فكان لهذا الخلق أعظم الآثر على نفس رمضان . 

تعلييه : 


يبا 


3 بلغ حوالى السادسة من مره أر سل والده إل زأوية سبدي إبراديم 
المخحوب الحفظط القرار:. كعادة النأس فى زمنه ف تعلم أولادهم المدء بحفظ 
القرآن » فحفظه قبل الباوغ في السلكة الثانمة على الفقبه ‏ سويسى بن ضمف الله 


)١(‏ ولد الشموي بن أحمد والد رمضان السوحلى سنة+ ١١‏ شه وتوثي في مدينة طوابلس في 
أواخر سنة 0؟ ١ه‏ , يمرض الحمى»ردفن عقبرة سيدي مشذر الصحابىي المشبور بالقرب من ضريح 
الاستاد البهاول » ويجوار قبر الشيخ الساتي عن أربع وستين سنة عليه رحمة الله . 

وقد وقم له في حماته كثير من مواقف البطولة فتغلب علمها كلبا با أعطاء اله هن قوة الارادة 
والقدرة على مقارعة الخصوم : : 

(؟) أكثر سكان المدن الساحلية يطرابلس يتربون بعيدين عن وظائف الكومة » ويشتغلون 
بفلاحة الأرض وزراعتها » وبتربية الماشية في البادية بواسطة الخدم أو تأجير سكان البادية . وفي 
الوقت نفسه تحدهم يشتغلون بفلاحة البساتين ويزرعون قيها جميع أنواع الفواكه والخضر . ولا 
يشغلبم هذا وداك عن استعمال ما فضل لديهم من وقت في التحارة . لهذا تحد حياتهم ناعمة رخية 
بعسدة عن شظف المادية » ورخاوة التمدن وكانت حياة بيئة رمضان من هذا النوع . 


8 


من أولاد ا مححوب . وبعد أن حفظ القرآن أخذ مبادىء في الفقه على مذهب 
الإمام مالك ف زاوية المححوب على الشيخ إبرأهم عزوز “وى زاوية الزروى على 
الشبخ رمضان أي تركية . 

وجاءت الحرب الطرابلسيةوهو في عز شبابه ينقد حماسأ ورجولة»فانخرط 
في سلك يجاهدي مصراتة » وحصر وأفعة بوم الأردماء هم من أكتوبر ١41‏ 
وى بوم 5 منه استشيد رئيس بجاهدي مصراثة الحاج أحمد المنقوش فأسندت 
رباستهم إلى رهضان . 

وى هذا الدور من حماة رمضان بقول عنه الجنرال جرازيانى فى كتايه 
ه نحو الفزان » ما ترجمته : « فى أثناء الحرب التركمة الإبطالمة كان أكثر تقدعا 
وتفضلا لشجاعته وإقدامه اللذين يفوقان الحد الطبيعي” وكان أسْد عدو" 
للقضة الإيطالية . ول يحجم عن عرقاة أعمالنا بأي” واسطة استطاع “ ولم يتردد 
مطلقا في إظبار عداوته لنا . وهو ذو عزم قوي وصلابة لا تنثني » . 


وبقى مرابطأً بمحاهدي مصراتة حوالي مدينة طرابلس إلى بوم أن احتل” 
الطلمان عيبن زارة في 8 من ديسمبر سنة 141١‏ . وفي هذا الموم جرح في صدره 
حرحا بلمغا » فاضطر* إلى الرجوع إلى مصراتة للتداوي . وهيّأت له فرصة 
نخراطه فى سلك امجاهددن التعر”ف إلى الناس فكان محل" إعجابهم في نشاطه 
واعتزازه بنفسه . 

ولما احتل” الطلمان مصراتة فى ل من يولمه سنة ١4١‏ كان رمضان في مقدمة 

وكان يعدش يعدا عن الطليان » غنم بنفسه عن كل ما يملك الطليان التفضل 
به . وقد أكسسه ترفّعه عن تملق الطلمان حماً لدى من عرفه أو سمم به » فكان 


165 


فكان قطب دائرة إخوانه في التفكير فيا تقض الطروف الخبطة ب 

ولا انكسر الجيش الإيطالي في فن"ان في أواخر سنة ١4١4‏ وأوائل سنة 
ضاعف الطليان جهودهم لمعرفة ما تنطوي عليه نفس رمضان نحوهم . 

وفي لمدة التي أقامها في مصراتة هيأ نفسه لما ينوي القمام به ضد الطلمان. 
وبقى ينتظر الفرصة حى حاءت مقد" مات القرضاسة فكان ما سنأ على قصصه. 

وكانت واقعة القرضابية باكورة أعماله التي رفعت من شأن الوطن وأعز ”ات 
جانبه . وقد رفعت من قدره وألسته فخراً وثناء قصرر ات دونها أعناق 
معاصريه واخذ يمه يتألتى في سما الوطنية » وسارت بذ كر. أسلاك البرق 
طن وتالت تكبات على الطليان فكان الشقل الشاغل لسياستم والسخة الو 
المحسرر ت دونه كلمع وسيايم» كان العدن اللدود ود لإبطائيا كا مرحجرازياني. 
سئة ماه١ ١‏ شكل فمها حكومة وطنية بوياسته وأظهر فسها من سحن الإدار: 
وقوة الإرادة ما أعجز الطلبان عن النمل مديأ . ودان له الناس بالطاعة عن 
يس خحى بن كيدي ؛ وعل مخض في النفوس من يدوم : . 
ما يعرض عليه من مشاكل . وتؤلف هذه اثة مه ٠‏ الشيع تمر الميساوي امفق 
إد ذاه » والشيخ رمضان بليباد. والشخ رمضان بي تر كية ان 
برجع الأمر في تنقيذ ما تذك به الهرئة الشرعة 7" 

وأنشأ بيت مال تحفظ فيه الغنائم الإيطالمة ؛ وجعله في عيده ماعة من 
أغناء مصراثة وأعما: نهم » وهم مسؤولون ع نكل ما فيه . وأنشأ قم محاسة 


م3 


رياسة صديقنا الفاضل التهامي بك قليصة مسؤولاً عن الداخل والخارج في 
جمبع ما يتعلق بأموال الحكومة وصرفها في وجوهها . وأنشأ قسما من الدراك 
يتولى حفظ الأمن وتنفيذ الأوامر ؛ وإلزام كل واحد بالقيام بواجبه نحو نفسه 
وغيره . 

وجعل لمجاهدين رؤساء يرفعون إلبه شؤوهم النظر فيا هم في حاجة إلبه 
وهم مسؤولون عن ترتيبهم في أماكنهم من الثغور ومراقبة حركات العدو 
وسكناته . وعلى بساطة هذه الترتسات فقد كفلت للناأس حمةة الهدوء 
والطمأنيئة والأمن » وضنت لكل واحد ماله وما علمه من الحقوق والواجمات. 

وقد كان في خلق رمضان من الحزم والصراحة ما جعله مباباً في عبون الناس 
تملكت مبابته القلوب فكان شيحه ماثلآً في كل مكان » يهد"د كل من تحدانه 
نفسه بعمل يخالف مصلحة الوطن . وكانت حكومة مصراتة مضرب امثل في 
الدفاع عن الوطن » لما كان يحيطها به رمضان من قوة الإرادة والعزم الصادق . 

ولما فشلت السماسة التر كمةفى برقة سنة ١41‏ واتحبت إلى طرايلس وحدوا 
في نظام حكومة رمضان أكبر مشحّعلم على المفي في تنفيذ خطتهم السياسية . 
ولما شكلت حكومة المبورية الطرابلسة كان رمضان فى مقدامة العاملين 
لإنجاحها . وكانت حكومته من أكبر العوامل فى تكوينها . وعتد” نفوذها إلى 
سرت . ويشمل كذلك زلمطن وساحل الأحامد » ومسلاتة والخجس ‏ ما عدا 
المدينة ‏ وقصر خبار . 

ولا وقنّم صلح بنيادم كان لرمضان فيه الرأي الفصل وكان تأسيس حكومة 
القطر الطرابلسى فى سنة ١5919‏ بموافقته كا جاء في قرار الوالى الآتي نصه . 

وبعد أن انتقل من سواني المشاشطة عقب صلح بنيادم اتخذ مسلاتة مركزا 
انما له بعد مصراتة . وله فمها موقف سياسي وحربى سبأق ذ كره . 


وأخباره في الحرب الطرابلسية كثيرة يحدها القارىء مفصّلة عند الكلام 


854١ سحباد الأبطال‎ ١5 


عن أي دور منأدوار الحركة الوطئمة . وآخر محاولة لهف خدمة وطنه تلك الغزوة 
التي قام بها على أرفلة > والق سنفصلها في محلها . وقد ذهب ضححمتها 
في 4؟ أغسطس سنة ١49٠‏ عليه رحمة الله ورضوانه . 

واسمع ما يقوله عنه جرازياني القائد الإيطالى : 

رمضان الشتموي الأكثر ضراوة غير قابلة التحو”ل فى عداوته ومعارضته 
للقضية الإيطالية . وهو الرجل الذي ظل من عام ١4١+‏ وما بعده/م يدع أية 
وسيلة تعرقل مساعمنا إلا وسلكها . وقد برهن نحلاء على معارضته لأي عمل من 
أعمالنا الى تثبت سلطاننا . 

وقال : وبتاريخ ١5‏ إبريل سنة ١15‏ وق القتال الدى جرى مع قواتنا 
بقمادة الكلونمل (إميانى ) ضد الموار بمقصر بوهادى خاننا رمضان الستبوي »وعدر 
ينامع جميع الفرق التى كانت معه 1 والق سلاحت من طرفئا 6 واكتسح 
بقواته قافلة الدخيرة والتموين » وفتّح النار على قواتنا , 

وق أيام حكمه ( سنة ١516‏ “64 »4م ) وجه جميم تصرفاته 
دون هوادة » ضد كل من يذ كر الإيطاليين على لسانه » أو يفكر فبهم . 

وقد سمح بإقامة حامية إيطالية في مصراتة» ( و كان هذا بعد صلح بنيادم ) 
واعتبر ضابط الاتصال جرد رجل يتصل به . 

ولما فتل رمضان قال : 

وكانت نهايته من حظنا» لأن هذا الشخص كان علك دشكل ممتاز صفة القائد 
المقدام » بالاضافة إلى أنه كان عتاز مقدرة غير عادية على التنظم العسكري 
والسماسي » ومن أقوى المتديّنين الأوائل . 


برياسة رمضان السويحل 


السويحل . ول يكن لاحد فضل عليه في إنشاء حكومة مصراتة سوى قوة 
عزمته وصدق بلاء إخوانه الدين عرفوا فيه علو الحمّة والإخلاص لدينهووطنه. 

وأول ما بدأ به جمع الغنائم وحصرها في دفاتر » ووضعها في مخازن في خمان 
+اعة من أغنساء مصراتة وأعماتها تحت إشرافه » على ألا يتصر"فوا في شيء 
منما إلا بإذنه . 

ثم أخذ في اختمار من برى فيهم الكفاءة لمعاونته من المخلصين له . وكأن من 
دنهم صديقنا الفاضل التبامي قليصة عليه رحمة الله . وأخذ الأمور بما تستحق 
من الحرم » فاستقامت له وسارت 5 حب أن تسير , 


صفي الدين في مصر أتة : 

وبعد استيلاء رمضان السويحلى على مصراتة جاء إلمها صفي الدين في ٠؟‏ من 
رمضان مم١‏ ه > فاحتفل به أهلبا وأحلّوا مقدمه وقابلوه ما يستحق من 
الترحاب وحسن الضبافة. وكان الناس يعتقدون في السنوسمة البركة لما لطريقتهم 
من الإتتشار في صحراء طرابلس وجبات برقة . وعلى هذا الاعتبار كان 


رخص 


صفي الدين في محل الاحترام من سكان مصراتة . 


كامة عن المسنوسية : 

قضى السنوسية جل حياتهم قبل الحرب الطرابلسية وبعد وفاة السيد المبدي 
في عزلة عن الناس © وكانت إقامتهم في الكفرة والجغبوب . واكتسب جداهم 
السند همد بن على السنوسي شبرته من طريق الدعوة إلى الله وإرشاد العامة . 
ومن هذه الطريق تسر”بت الشيرة إلى أبنائه وأحفاده . وكان بعض الناس 
برحلون إلى الكفرة والجغبوب ازبارتهم . واتخذوا لهذه الزيارة تقاليد منها : 
الإستئذان معد ثلاثة أيام من قدوم الزائر وأن يخلم الزوار نعاههم عند المقابلة » 
وأن يدخلوا عليهم زاحفين على الأبدي والركب > أو ماشياً على هيئة الراكم » 
فإذا ما وصل الزائر إلى أح دم وهو جالس » قبّل يده ور كبته » ثم رجع 
القبقرى حتى يصل محل جاوسه » فبجلس في >مت وخشوع © وبعد هنيهة يرفع 
السنوسي يده علامة الإذن بالإنصراف > فيرفم الحاضرون أيديهم ويقرأورن 
الفاتحة » ويبذا تنتبي الزيارة » ويذهب الزائر حمث شاء » فإذا كان الزائر من 
ذوي المكانة والتقدير فازيارته نظام غير هذا . 


ومن عادات السنوسية في أسفارهم أن يكون معبم جماعة من حفاظ القرآن 
يسدّون الإخوان » يقرأون الأوراد التى تنطلبها الطريقة السنوسية ومن ضمنها 
قراءة شيء من القرآن أينا حطنّوا رحاهم . 

وكامة ( إخوان ) ) يطلقها السنوسية على أتباعهم ( © كان المبدى بن تومرت ) 
يسمي أتباعه . وهؤلاء الإخوان يتفاوتون في الحظوة لدى السنوسية : فكبراؤم 
هم الحجتاب عليبم والوسطاء بينبم وبين الناس » فإذا أراد أحد زيارة أحد 
السنوسة فلا بد من الإستئذان له من طريق أحد الإخوان . وقد لايحصل الإذن 
بالزيارة قبل ثلاثة أيام » وهو الغالب > فإذا أراد الزائر استعجال الإذن لضضق 
وقته أو لأي أمر قبل له حتى حصل الإذن . 


56 


وإذا غضب أحد السنوسمة على أحد من الزوار أو من الإخوان قيل له أنت 
١‏ مبحور ) 4 والرجل العامي من أتباعهم يفضل الموت على أن يسمع من أحد 
ماده السنوسسة أنه مبجؤر . 

وقد بلغ حب سكان البادية لهم أن يسموهم الأساد كو كمة الأسياد في يرقة لا 
نطاى إلا علىالسنوسمة .وأن يقولوا لنساعم (أمباتنا)تشسبا لمن بأمبات المؤمنين» 
أ الني صلى الله عليه وسلم > وأن ينكروا موت المبدي السنوسي » ودقولون 
إنه تغسب » لاعتقادهم أنه المبدي المننظر ولا يسمحون لأحد يقول إنه مات »© 
كلا سمحون لأحد أن تذكر أحداً من السنوسسة باسممه جردا عن السبادة . 

وكان من عادات السنوسية عدم الاختلاط بالناس > والإكتفاء مملاقاة بعض 
الإخوان فى بعض الأوقات “وم يخبرونهم به عن الناس خسيرا كان أو شرا . 
هذا بعض ما درج عليه السئوسية فما يتعلق بصلتهم بالناس في أكثر حماتهم 
ومن هذا الطريق وحده » وعلى هذا النظام | كتسبوا معلوماتهم فا يتصل بالحماة 
المامة الي تتصل بأمم العالى وسعوبه . 


وقد تغسّر هذا الشكل من الحماة بعد الحرب الطرابلسة *فما يتصل بالحساة 
الخارحمة الى تستازم اتصالهم بالغير» وكان سكان البادية من برقة يطبعونهم طاعة 
ساء » لا يسألون لاذا أعرواء ولماذا ”نموا . ولا يعرفون إلا السمع والطاعة . 
ولهذا م بسمع السنوسية في حماتهم كلمة ( لا ) ) ول يتعودوا خالفة فى الرأي “ 
وامأ حاءت احرف الطرابلسة»واضطروا إلى الاختلاط بالناس صعب على صغار 
ا الموقف لمصلحتهم “ )جر مانا بصدر عي هؤلاء الحجاب أو 
وأعمال لا عم للسنوسية بها وقد لا تصلهم أخمارها . وكان كبر الإخران ال 
كانوا 'مع صفي الدين إد داك مصطفى منينة . 


هآآ 


وهذا ما حصل للسيد صفي الدين في مصراتة » فقد استغل” من معه سمعته » 
ونسموا إلمه أوامر وأمالاً لاعم له بها حتى سفر الجو بينه وبين رمضان . 
واضطر رمضان أن برفض ما يصدر إلبه من أوامر يزعم أنصار صفي الدين أنها 
صدرت عنه . 


ومن هذه الأوامر : الأمر بفرض ضرائب على المموانات » وحماية الزكاة » 
وتسلم الغنائم التي استولت عليها مصراتة بعد طرد الطلمان منها . 

وعلى حسب ما اعتادوه في الكفرة والجغبوب من الطاعة ونفوذ الأمر ممن 
حو لهم كبر على أنصار صفي الدين أن يعارضهم رمضان وأن يقول لهم ولاه ف 
يبلتغونه من أوامر . 


ولما أبلغوا رمضان أمر فرض الضرائب © وتسلم الغنائم » وجماية الزكاة 
رفض هذه الأوامر وقال لهم : إن فى فرض الضرائب على الناس إرهاقاً هم أن 
أكثرهم في صفوف القتال ونفقاتهم على أنفسهم : وأما حماية الزكاة فلامانه 
منها من ل يؤداها . . وأما تسلم الغنائم فبذا شيء غير ممكن لأن الناس فى حاجة 
إلمها » وهي عماد المحاهدين فى هذه الحرب القائمة في كل مكان . وقد كلفت 
بضبطها لجنة من أعبان مصراتة وتجارها الأغنياء » وسامت إليهم بعد إحصائا 
إحصاء دقيقا » وتحملوها أمانة في ذمهم لا يمكن أن يصرف منبها شيء إلا بإذن 
الحكومة» وهم مسؤولون عنها أمامها. فلم يقتنعوا بهذا وأصروا على ما قرروه. 

ول يكن رمضان ايينى بهذا الإصرار »؛ وأبلغ صفي الدين أنه لن ينفذ من 
هذه القرارات سر سدئا . وكان وقوف رمضان في وجه صفي الدين وعدم تنفد 
أوامره أول حادث من نوعه يسمعه الناس في معارضة السنوسسة . ومن هنا نشأ 


الخلانف بان رمضان السويحلى وصفي الدين وانضم إلى دشي الدين بعض الدين 
كانوا ينازعون رمضان السلطة » أو من أنصار السنوسة» وقد تمكنوا من التأثير 


على صفي الدين ؛ فأعلن في ملآ من الناس أن رمضان « مبحور » وأنه معزول 
من وظيفته . و كامة مبجور يعافب بها السنوسية من يغضبون عليه من أتباعبم . 


,”* 


وم يكن لهذا الإعلانمن صفي الدين أي أثر إلا بدء الفتنة والشقاق» وانعتكست 
الفضبة على صفي الدين وأحس” بأن بقاءه فيهمصراتة أصمح تحفوفاً بالخطر فرحل 
عنها إلى أرفلّة حيث كان يقم و كيله أحمد التواقي . 

وفىي الحقيقة ان صفي الدين كان مستساا ماعة من الإخوان يسسّرونه كيف 
ناءوأ من أجل ما كانوا يحيطون به من مظاهر الاحترام حق أصبح يثق في رأيم 
اغة عساء > ولا يخالفهم في نيء . وسواء أكانت وايا جسنة > ولكنهم كار 
ممطئون في فهم الأمور » وأ: نهم كانوا يتعمدون الخطمأ لأغراض 0 
رما على صفي الدين إلا الوافقة إن طليت من ١‏ 

ولصفى الدين كل العذر في تصريحه يعزل رمضان »© لأن استسلامه لأر لك 
الححاب حال بينه وبين فهم حقائق الأمور ومعرفة الناس . 

دفي أثاء ماكان الخلاف قائماً بين رمضان وصفي الدين فى مصراتة جاء 
مشاكستةه نا رجم إلبا وجده أمان يناصبه العا 


ولم برف السنوسية » وأنصارهم موفف رمضان منهم »> وتقموا عليه . 
عسل إلمهم أنهم بحدون سوقا رائحةفى ترهونة لدث” د وا ا 
علمه » فانتقل إلمها صفي الدين وو كمله أحمد التواتى . وكان مما احتالوا به على 
جمع الناس لتأليبهم على رمضان أن أرسلوا رسلا إلى أعبان النواحي وورشفّانة 
والزاوية وزوارة للامجيء لزيارة صفي الدين . وكانت هذه الدرع_وة تحمل فى 
طلياتها أخبث النوايا وهي حمل الناس على محاربة رمضان . والذى فبمناه من 
أعمان ترهوذة أ: نهم مأ كانوأ بعامون من أهر هذه الدعوةسوى أنما للزءارة “»ولدلك 


1 


اعتبروا صفي الدين ضلفاً في يلادهم وقابلوه عأ نسعدقه الضف مسن الإكرام 
والإحترام 5 وانتقل صفي الدين إل مسلاتة حرست وافأه أعمان الغرب ٠‏ 


ىا 


فتنة: 
أجله » وأن وجود أعمان الغرب في هذا المع الزاخر يجعلهم أمام الأمر الواقع » 
فموافقون على ما توافق عليه ترهونة ومسلاتة . وقد جمع الناس في حفل حاسد» 
وفاجأهم التواق بما يدل على ما انطوت عليه ندّنه من فتنة كان يظن أنها واقعة 
لا محالة » فى أسلوب من القول فى صورة استفتاء اتدأه بقول الشاعر : 

أترحو أمة ” فتلت حسدناً شفاعة 2 جيل 0 يوم الحساب 

ومضمون الإستفتاء أن رجلا عصى الكومة السنوسة وأهان الأشراف هل 
يقتل أو لا ؟ فاستغرب الناس هذا الإهام » وهذا الإستفققاء في مثل هذه 
الظروف > ول يبد أحد فيه رأيأ » فقال له الشبخ عمر الللصوري : نحن لا نوافق 
على هذا الكلام المبهم . وكانت قرائن الأحوال تدل” على أن المقصود هو رمضان 
وهو لا عل له يها . ورمضان / يعمل ما يخالف الاصول > ولكن رعمة التوانى 
في التسلط على ما في أبدي الناس بامم صفي الدين هي التي حملته على هذا . 


وقد أنكر الناس جميعاً على صفي الدين إقرار أحمد التواق على هذه الأعمال. 
وكانت الفتنة متوقعة في كل لحظة »> والتواق برغي وبزبد » ويأبى إلا أن يتفق 
ايع على حرب رمضان © فتقدم إلمه الشيخ سوف والشيخ حمر الملصوري »2 
وسلطان بن شعبان وقالوا له : نحن دعمنا إلى زيارة » ومن أجلبا جئنا ؛ ولو 
دعمنا إلى الحرب © فإما ألا نجسب ونبقى في ديارنا » وإما أن نجيب ونأقي 
مستعدين للحرب . على أنه لا يصح محارية رمضان قمل الاتصال به وأخذ رأيه» 
واستأدنوه فى مقابلته . 


"4 


ولا سمع رمضان بحركة التواتي اختار عددأ من الفرسان من مصراتة و وزلمطن 
وعسكر بهم في فندق الزدام خارج زلمطن ما يل الساحل . 


وذهب إلمه سوف ومن معه 2١١‏ واجتمعوا به وعرضوا عليه الأمر » فذ كر 
هم ما حصل بالتفصيل ما أشير ا إلله 5 نف] » فاقتنعوا بوجهة نظره > وتحقق 
لديم أن الدي قام بذه الفتنة هو أحمد التواتي على حساب صفي الدين . ومما 
قاله لهم رمضان: إني مستعد للقيام بككل ما يازم لصفي الدين ومن معه من مث 
وغيرها على شرط أن يتخذ له جببة أمام العدو في أي مكان شاء . وقد رجع 
الوفد من عند رمضان مبدا الرأيوعرضوه على التواتي فلم يقبل و صر على الخرب 
فم ينفه” إليه أحد في هذا الرأي 4 ورجع الشيخ سوف ومن معه إلى أهلهم > 
ول د ببق إلا صفي الدين ومن معه ولم يليث أن هاجمهم رمضان فانسحسوا إلى 
ترهونة فى فبرابر سنة ١91١١‏ ومنيأ إلى أرفلة . فلحقهم هناك ؛ وأجلاهم 
عنبا » وقرض على أحمد التواقي - رأس الفتنة - فقتل » ونحا صفى الددىن إلى 
أجدابية على طريق سرت . 0 

وم يشأ رمضان أن يتابعه بعد أن قبض على التواتي لأنه هوالرأس المفكتر . 

وكان التواتقى بريد أن زج بترهونة ومسلاتة فى حرب مع مصراتة لمنتقم 
لنفسه بأيديهم من رمضان » ولكن فشلت مساعىه » ونا الناس من فتنة كانت 
حققة الوقوع لولا موقف ترهونة المحمود . 

أثر اجتاع مسلاتة 

كان لاجماع مسلاتة أثر سسىء فى نفوس الطرابلسين وعلى سمعة السنوسية 


فقد ظبر فمه صفي لدين والتواتي بالتحيّز لأغراضهم وعدم الممالاة بالمصلحة 
العامة . وكانت عاقبة هذه الآراء الخاطئة أن نقم الناس مدهم سوء تصرقهم . 


)١(‏ روى لي يعض الثقات أن التواقي لم بتر مهم يتصاوا برمضان ٠‏ فانتعئلرا زارة سمدي 
عبد الملام حية واتصاوا به . 


146 


وغادروا مسلاتة حانقين غاضيين . وبلغ الحنق يسلطان بن شعبان أرن اتصل 
بالطليان يأساً من نجاح العمل مع مثل التواتي » فسر الطلبان بذلك أيّا سرور. 
هذا ما حصل . وهكذا كانت نتيجة انقياد السنوسية لأنصارهم . 


سلطان بن شعبان : 

وكان سلطان بن شعبان ذا نفوذ كبير في زوارة وما حولما » وعند الإياضة 
عموماً ؛ وقد تأثر برأيه أناس منهم حرب زعم النوائل . 

وأدرك « سوف » خطورة الموقف فجمم وفداً من الساعدي بن سلطان » 
وساسي خزام © والحاج همد الباوطي . وتحالفوا على سبدي رمضان” بأن 
يكونوا يدا واحدة ولو ينضم إلمهم سلطان . وذهبوا إلمه في زوارة 
للاجتاع به . 

ولسوء الحظوحدوا عنده والي طر ابلس الطليانى !ميلو »و سافى مدير السساسة ؛ 
وكأنت معهم أموال كثيرة وأسلحة حاءوا بها لساموها إلى سلطان وأتماعه 
إن تم الاتفاق معبم . ولما اجتمع الوفد بسلطان رجوه ألا يشتى” عصا الطاعة » 
وأن يبقى معبهم. فأفبمبم أنه قد اتفق مم الطلبان. وأقام لهم الدليل على صدقه 
بأن جمعبم بالوفد الإيطالي . وانتبز الوالي فرصة هذا الاجتّاع فحاول اقناع 
«سوف» ومن معه بفكرة سلطان فأبوا » وأيقنوا يحقبقة الأمر فقطعوا رجاءهم 
من سلطان » ورجعوا . وم يلبث الطليان أن احتلوا زوارة بعد رجوع «سوف» 


وصحبه سنة ١916‏ . 
سامي خزام عين من أعمان البدبر » وبينه وبين سلطان بن شعبان روابط 


في العزيزية . 


ءءء" 


ونظبر أنه أقنعه بفكرته . 

ولما رجم الوفد بقي سامي خزام في زوارة » ثم سافر منها إلى الجبل على 
لمريق نالوت متشعا بفكرة سلطان » وجمع له أنصاراً من ضعفت عزائمهم > 
“قضا بذلك عبده الذي عاهد عليه الشخ سوف وإخوانه في العزيزية . 


وقودت شوكة سلطان بعد احتلال زوارة وانضمام سأسي خزام إأنه» وصفت 
إلمه قلوب أناس كثيرين من السعفات والنوايل وما جاور تلك المنطقة » وأصبح 
الأمر يتطلب سرعة العمل ©» فجهز الشيخ سوف جيشأً من العزيزية ٠.‏ وجهز 
خليفة بن عسكر جيشا من نالوت. وجاء جماعة من أولاد أبي سيف من الجنوب» 
وأطبقوا على ساسي خزام ومن معه في يفرن » فدافعوا دفاع البائس > ثم غلبوا 
على أمرهم واستساموا » وأخذ ساسي خزام حياً ثم قتل رمياً بالرصاص . 

ولايمكن أن يكون انضام سلطان بن شعبان للإيطاليين نكاية في وطنه . 
وقد يكون نفوراً مما رآه من سوء معاملة التواتي وصفي الدين السنوسي . وكان 
علمه ألا يتعحّل الأمر » خصوصا] بعدما ذهب إلبه الوفد ورجاه في إصلاح ذات 
الين ؛ ولكن « العناد بورث الكفر » . 


عمد العمابد : 

سق أن أشرنا إلى كتاب محمد العابد الذي أرسله إلى الطليان في سرت > 
«طلبمنهم إعانة» وقلنا إنه مبدأ ظبوره» وفي واقعةالقاهرة بفزاناتصل المبدي 
السنى ‏ وهو من أتماعه المقر”بين ‏ بالجاهدىن الذين افتكوها من الطليان » وأخذ 
منهم بعض الغنائم اسمه » ومن هنا ظهر اسمه» ووجد أنصاره طريقاً للدعاية له . 

ولا تحهل أحد ما كان السسد أحمد الشريف السنوسي من الأعمال المجيدة في 
الحرب الطرابلسة فى برقة . وكانت أعماله الماهرة حافز؟ لأخيه محمد العايد على 


6١ 


منأفسته © فتوحه من الكفرة إلى فزان لستخذ منها مسداتاً لأعماله . تحاهد م 
جاهد السيد أحمد » وينال من الفخر مثل ما نال . وقد أخطأ التقدير فى أرن 
يككون له من الذكر اميل مثل ما كان للسيد أحمد » 5 أخطأه التوفيق الذي 
لازم السيد أحمد : 

فالسيد أحمد رجل صقله العلم » وهذبته العبادة » فعفّت نفسه و كبرت همته 
وإنكشت يده عما للناس فمه حق أو شه حق » وأخلص مه لله فتولى الله 
توفيقه » وأطلق ألسئة الناس بمدحه والثناء علمه . 


أما عمد العابد فم يؤت حظا من العلم مثل أو قريياً ما أوتيه السيد أحمد . 


وقد سلك إلى ما تنوق إليه نفسهمن الفخر طريقا غير موصل إلى غايته » فانتهى 
به إلى النهاية الطببعمة وهي الخسة وسوء الأحدوثة لا إلى الغاية المنشودة له . 


وقد وجد الطامعون سبيلا إلى التأثير على نفسه بما أحاطوه به من أسباب 
الأهة والإحترام فخيّل إلبه أن ذلك بسبيل من الإخلاص له » فزينوا له غير 
الحسن » وقبّحوا له مالا يمكن أرن يكون قبيحا » فانطلت عليه حيلبم » 
وتستروا نحاهه للوصول إلى ما في أيدي الناس من متم الدنيا وملن"اتها » وجروا 
في هذا المضمار شوطأ كان لمم فيه الغكم وعليه الغثرم » وضربوا دونه ستراً من 
أعمال التصنّع حالوا به بينه وبين الاتتفاع بآراء الحمين له والمحلصين للسادة 
السنوسية » فصار سجين الخيمة لا يدري من شؤون الدننا إلا ما يعرض عليه من 
أموال الناس بدعوى أنها مهداة إلمه » وما هى إلا أمتعة مسلوية وأموال 
منهوبة » سرقها أولئك الذين م يخافوا الله فيه فأساءوا إلى سمعته » وهو فى 
خيمته أسيرا لا يدري ماذا يحري . 


وكان « كلب السيد  »‏ المدعو هاشما الزدوبّي - رئيس تلك العصابة » وهو 
الذي تولى كبر جمبع ما اقترفته » حتى نمسي اسم عمد العابد مع اسم و حلب 
السسد » . 


م 


ولقد كان كلب السد فى خزعيلاته هندياً ماهراً » متغالما الغلاو كل فما 
بطمئن نفس ممد العابد من جبته » فكان يكتب إلى الناس ويوقع كتبه باسم 
و كلب السند »6 أو « كليب الحضرة » . وتنطلى على همد العابد مثل هذه الخيلة 


ل بها 5 « 
فمصدى أن هذا من إخلاصه له . 


وكلفما قلبت الأمر فلن تحد ما دبرز موقف محمد العابد من أعمال كلب 
السيد» كا لا تحد من أعمال الجهاد ما ينسب إلى مد من أول حركته إلى آخرهاء 
وإِئما هي سلساة إجرام ارتكبت باسمه » فأصابه منها ما جعله عرضة للانتقاد 
واللوم . بل وللعن في بعض الحالات . 


مسابقة : 


بقول المطلعون على بواطن الأمور انه كانت هناك مسابقة بين صفي الدبن 
وحمد العابد لسط نفوذهما على أكبر قطعة ممكنة من طرابلس وذلك لا رأوه 
من تمكن نفوذ السبد أحمد في برقة » وكان كل منه| يعمل باسمه ولنفسه . 

وبدنا كان صفي الدين يقوم بالدور الذي ذ كرناه آنفأ قْ مصراتة وأرفلّة 
ومسلاتة كان أخوه جمد العابد يقوم بمثله في فزان وما حواليها . 


وكان أكثر أنصار صفي الدين وحمد العابد من قضوا جل" حماتهم فيالصحراء 
حمث تنتشر الآمبة وتسبطر على العقول عادات البداوة. و كاما امتد بهم الشوط 
إلى حمث توجد مبادىء الحضارة والعلم وجدوا أناساً بز نون الحماة بغير الموازين 
الى عرفوها في باديتهم فوففوأ منهم موقف العاجز عن مجاراتهم » واضطروا 
إلى الاحتفاظ بقديمهم فقلدّت أنصارهم » ووجدوا من الناس جفاء ما كانوا 
بقدرون وحوده . وحاولوا أن يقنعوا الناس بما كان لآباء السنوسة من مكانة 
وشبرة » ولكن ما كان يأتئه هؤلاء الأتباع من السلب والنبب حال دون أن 
«قتنم الناس بمثل هذه اللحاولات » فسقط في أيد.هم وفشلت مشاريعهم . 


لتر 


خلاصة السلاطان : 

هكذا كان يوقع محمد العابد على كشه بهذا اللقب الذي انتحله لنفسه ولم يكن 
له فيه سلف © كالم يكن له من أسباب القوة ما يكسيه هذا اللقب » ولع 
اتتحله ليصرف أنظار الناس عن السيد أحمد » ولكن همهات أن نكون انتحال 
الأثقاب مما يكسب الشبرة إذا لم يصحبه العمل وقوة السيف . ولا شيء يدعو 
إلى انتحال هذا اللقب إلا مزاحمته لآخيه السيد أحمد في برقة . ولكن السسد 
أحمد لم ينتحل لنفسه لقبا لأنه كان يجاهد لله وفي سبل الله » فحاءته الألقاب 
من حمث لا بشعر . 

ول بعد على مد العابد من انتحال هذا اللقب إلا سخرية العقلاء وانفضاض 
أهل الرأي من حوله » بل التعصب عليه ونسبة قبائح كلب السد إلمه . 


ولما انتبى أمر صفي الدين إلى ما ذ كرناه كانت طلائع دعاية حمد الايد 
وصلت إلى ابل فما بين نالوت وغريان . 


فوضى : 
وكانت دعايته تحمل جميع أنواع الفوضى من السّلب والنبب تحت رعادة 
كلب السيد ومن انضم البه . 


وقد بلغ من أمر هذا الداعبة أن قتل الشيخ سعد بن عمر جلغم شنقاً . 
واغتصب ابنته بدون رضاها ولا رضى أحد من أولمائا . وقتل الشبخ عمر 
القريد من أعمان الشاطىء » وكان من أهل الصلاح رحمه الله . وربط الشسخ 
الحبيب عز الدين الغدامسي على المدفع وختّره بين القتل ودفع مبلغ من المال » 
فدفم له ألف جنيه ذهبياً . 


وكان لكلب السيد أعمال قببحة لا تحصى يرتكبها باسم عمد العابد ؛ وقد 
يكون كاذباً فى هذا لآن شناعة أعماله لا برضى بها أحد . وقد أنضم إلبه قي 


نان 


هذا الإجرام جماعة من 'حفاة البادية تمن لا يحر"مون ما حرام الله ورسوله . 
كلب السيد في نالوت : 


وأول ما وصل كلب السيد إلى نالوت قبض على خليفة بن عسكر وأرسله إلى 
الزنتان مسجونا » واستمر إلى أن وصل إلى الجوش فقبض أيضا على عون 
ابن الحاج وأبي القامم خيشة ور بطب) على المدفع . 

ولما عم بأمره السخ « سوف » بعد رحوعه من مسلاتة جمع له قوة كسيرة 
وهاجمه في الجوش وحاصره فبه » وطلب إليه أن يششسرح له ما جاء من أجل “» 
وما يبغي من وراء هذه الأعمال » ولكنه لم بحر جواباً . فقال له الشيخ سوف : 
إن كنت تريد حرب الطلمان فاذهب إلى زوارة وأقم هناك أنت ومن معك 
وعلمنا كل ما يازمكم » ونشكر؟ على هذه المساعدة . وإن كنت لا تريد ذلك 
فارحل عنا . فأبى كل ما عرضه عليه الشخ سوف 4 فشدد عليه الحصار 
أربعة عشر يوم » فرأى أنه قد غلب على أمره وطلب أن يخ سبيله ليذهب 
إلى الرحيبات فخلى سبيله » فوجد الجاهدين سبقوه إليها فواصل سيره إلى 
الزنتان حيث يكثر أنصاره > فاستاء من وجوهه فى الزنتان أحمد الصد وعلى 
الشنطة وغيرههما من أعمان البد » وطلموا إخراجه فأبى أنصاره . وبعد فتنة 
مات فيها نحو عشرة من الناس حضر الشيخ « سوف » في قوة من المجاهدين إلى 
الزتنان » ونزل في سبدي مومى وهدد كلب السيد إن م برحل عن الزنتان » 
فخاف » فطلب الأمان إنفسه فأعطيه » ورحل إلى فزان ووقى الله الناس ششره 
بعد أن أوقد الفتنة وفر”ق الماعة . 

وقمل أن بطرد من الزنتان أراد همد العابد أن يلتحق به فاعترضه أولاد 
أبي سيف وأجبروه على الرجوع إلى فزان حيث التحق به كلبه . 

وإلى هنا ننتبى من قصة خلاصة السلاطين وكلب السد ؛ ونكتفى ,هذه 
الصورة المصغرة . ووراء ما ذ كرناه من الحقائق المؤلمة ما لا تسم المقام لذ كره . 


ا 


الشيخ حرب النائاي : 


هو زعم قبيلة النوائل » ومن أشهر رجالاتها كرم] وشجاعة . وبطبيعة 
قربه من زوارة كانت له صلة برجالها المشبورين . وكانت إذ ذاك محتلة بالطلمان 
فخمف عله من التأثر بهذا الإحتلال . فاتصل به قائُقام الجوش الشبخ محمد 
أبن أبى القاسم اللحمودي لمتحدث إللنه قْ عدم الإصغاء إلى الدعانات الماطللة 
والانضمام إلى إخوانه المجاهدين.وبينا كانت المكاتباتجارية بينه| وكان الشخ_أبو 
القامم خيشة الحمودي يفكر في الهجوم على الشيخ حرب . وقد وصلت أخبار 
هذه المؤامرة إلى الشخ حرب فاستعد للطوارىء » وأرسل إلى زوارة يطلب 
نجحدة . وقبل أن يصل الشيخ محمد بن أبىي القامم مع الشيخ حرب إلى نتيجة 
هجم الشبخ خيشة على الشبخ حرب في حلته و كان على استعداد لمقابلة هذه 
المماغتة . ووصله أثناء المعركة أربعون فارساً من زوارة مردفين > وكنت لا 
تسمع إلا طلقات الرصاص في ور الرجال . وكانت معركة كبيرة قتل فيها 
من الرجال البارزين الشبخ أبو القامم خيشة المحمودي »> قتله محمد بن الوحيشي 
من قبياة الأعاقيب النوايل » وكان موجوداً مع الشيخ حرب وقت الهجوم 
عليه » والشيخ على الختجاري © وأخوه الشيخ سعيد من الصيعان » والشيخ 
مفتاح الحراري من الحرارات وغيرهم » واتكسرت فيها رجل الشيخ حرب » 
وأسفرت المعركة عن انتصار الشبخ حرب وأنصاره . 


وقل اعتبر الشخ حرب هذا الهحوم عليه إهانة له ولقومه »> وتعد”دا على 
كرامته فجاهر بانضامه إلى الطلمان هو ومن معه وانحازوا إلى زوارة. وفشلت 
فكرة محمد بن أبي القاسم في ضم الشيخ حرب إلبه بسبب سوء تصرف 
أبي القامم خيشة » و كان عليه أن يتذرع بالصبر في جلب زعم النوائل إلى 
صفه » خصوصا] وأن هناك من ينافسه فى استّالته إلبه » وقد انفرد بهذا 
التدبير الخاطىء من غير أن يستشير الشيخ « سوف ) قدذهب ضحية خطئّه » 


"5 


2811-5 


وخسر الجاهدون قبياة من أشجع القبائل العربية فيطرابلس وهي قبيلة النوائل» 
وألحىق الضرر بنفسه وبغيره »> وقديا قالوا 2 فى العجلة الندامة ) ه 


لا بد لمن يكنب فى تاريخ الحرب الطرابلسة أن يلاق بعض الصعوبات في 
تمر'ى الحقائق . وقد رأيت أن أقتصر على ما ظهر لى من أسباب هذا الخلان 
نار كا ما وراء ذلك للزمن فبو كفمل بإظبار ما خفي » أو ما ترك لأسباب 
اقتضت ذلك . / 

أسبابه : 

من أه” الأسباب الظاهرة لهذا الخلاف النزاع علىمسلاتة » فكل منمصراتة 
وترهونة تصر على أن تكون تابعة لا . 

ومند أن أسست حكومة مصراتة حّت مصراتة حل مدننة الخجس » 
وأصحت كل البلاد التى كانت تابعة لمدينة الخمس تابعة لمدينة مصراتة » ومن 
ضنبا مسلاتة» خصوصا وقد امد نفوذ مصراتة إلى «قصر خبار» الذيلا يمكن 
الوصول إلمه إلا من طريق مسلاتة . 

وقد أقام فيبا رمضان السويحلى في أواخر سنة 6 الحاج فرج بن ابراهم 
نائا عنه . ولما جاء إلمبا صفي الدين في أوائل سنة 1941١‏ خرج منها مندوب 
مصراتة ؛ قانتبزت ترهونة هذه الفرصة وأقامت فببا مندوباً عنها . ودعد أن 
أجلى رمضان صفي الدين عن أرفلة رجع إليها وطرد منهبا مندوب ترهونة . 
ومن هنا أخذ الخلاف يشتد . وناصر فريق من زعماء مسلاتة ترهونة » ؟! ناصر 
فريق آخر منهم مصراتة » واتسعت شقة الخلاف بين الفريقين ونشبت بينه) 
الحرب فى شوال سنة ماه أغسطس سنة 5م . 


جباد الأبطال بات ؟ 


ولم يككن اسلاتة في هذا مصاحة » ولو خسرت لا اختارت أحد الطرفين . 
ولكنا رعمة الذحماء الى طالما و سحت اأشعوب إلى الوحمة غير الصاطة ٠‏ 

وانتهز الطلبان الفرصة فكانوا يزيدون الفتنة اشتعالاً » وكان الوطن كله في 
خطر من هذه الحرب الداخلية التي استمرت خمسة أشبر » ثم دفم الله شرةها . 
وسنذ كر قريباً كمف كان ذلك . 


الساسة التركية 
في طرابلس وبرقة 


بعد أن انضمت إيطالنا إلى الخلفاء وإنضمت تر اكمة إلى ألماننا )١١‏ قْ الخرب 
العالمية الأولى سنة ١4١4‏ فَكّرت تركمة فيالانتفاع من الثورة القامة فيطرابلس 
على الطليان . وقد هيأت ظروف الحرب هذا التفكير با جعله منتحا . ذلك 
أنه بعد إعلان تركية الحرب على الطليان أصبح كل ما بينها من المعاهدات 
والاتفاقات ملغى . فإذا أضيف إلى هذا قيام الثورة فيها على الطلمان » وحاحة 
الطرابلسين إلى المعونة تبين أن اتصال الترك بطرابلس جد ميسور مفمد . ومن 
الممكن تقوية الحركة العدائية القاممة قبا ضد الطلبان والانجليز بإمدادها ما 
بزيدها قوة واشتعالاً من المال والسلاح سواءَ في طرابلس أو في برقة . 

لهذه الأغراض السياسية جددت تركيا اتصالها يحركة الجباد فى طرابلس -- 
بعد أن تنازلت عنها في معاهدة أوشى سنة 1919 فإن نحت كانت الغندمة 
لها » أو شريكة فيها » في مقابل ما قدمته من مال قليل » وسلاح أقل »> وإن 
خسرت كان الغرم كله على الطرابلسين . 


)١(‏ أنضمت إنطاليا الى الحلفاء في نوفمير مئة ه ١1ه١‏ وأنضمت تر كمة الى المائما قي دبسمير 


,. ١91١6 سئة‎ 


4 


الترك في برقة : 

كانت الحرب قائمة في برقة بين العرب والطليان أثناء الحرب الكبرى سنة 
4و > وكان لهام بشؤونما والمدير لحر كتها هو السيد أحمد الشسريف . و 
نه !. السساسة الإيطالة فرصة للتأثير عله لتبدىء من حداته ضداها » كا كان 
الإعاءن فى مصر بيلتمسون رضاه خوفا من انتائه إلى الترك . والترك ينظرون 
| لمه بعين العطف طمعا في انتائه إلسهم ضد الإنحليز . 

وهه| كان من شأن السساسة التركة ©» أو الانحليزية » أو الإيطالة فلا 
كن لإحداها أن تنفذ إلى برقة من غير طريق السند أحمد السنومي » لذلك 

دان دامًا ملتقى تفكير هذه الساسات الثلاث ؛ والفائز هو الذي يمكنه أرن 

ثميل إلى جاتيه . 

وبما أن أحداثاً وقعت للسسد أحمد كان لما اتصال بسساسة مصراتة » لذلك 
كان ضروريا أن نتناوها بما يجعلبا مفبومة لدى من يعنيبم فهم الحقائق . أما 
لدين يتطفلون على التاريخ » ويستبيحون لأنفسهم التبحّم على أعراض النساس 
«لسبتان وقول الزور فالحقائق كفيلة بإيطال مفترياتهم . 


السيد أحمد الشريف : 


الحاهد المخلص © وعدو الطلبان اللدود © ووارث سر جدة السند محمد 
ابن على السنوسي . وبانتقاله من برقة ماتت الدعوة إلى الله » في بادية برقة » يم 
انقطع الجهاد منها حتى تحدد بأول هجوم على أجدابية في إبريل سنة 1574 . 
وهو بداية حرب السيد عمر اتختار . 

ولما غزت إيطاليا طرابلس في أكتوبر سنة 141١‏ كان السيد أمد في 
الحغبوب » ول يلتحق بالمجاهدين في برقة في جبة درنة إلا في مابو سنة 1و١‏ 
بعد سفر أنور إلى الآستانة . 


565 


وكان أنور باشا قد ذهب إلى برقة بعد الشلاك الإيطالى ومعه بعض 
الضباط ليكون على صلة بالحوب الطرايلسية . واستقر في الجبل الأخضر مدة » 
وكان مدة بقائه على صلة بالمجاهدين ام ماليث دوقت أحداث فى تر كمة فى 
أوائل سنة ١4١١‏ بسبب الثورات التى أحدثتها دول الملقان فاضطر 
إلى مغادرة برقة» وقمل أن بغادرها وكل قبادة المجاهدين إلى عزيز بك المصري. 
وكان من خمن المجاهدين بقبة منجند الأتراك الذين كانوا في برقة.وذهب أنور إلى 
الجغبوب لمقابلة السيد أحمد الشريف لأنه ‏ إذ ذاك ‏ ما زال مقمما بالجغموب . 
ومنها توجه إلى الآستانة على طريق مصر . وبقي عزيز المصري نائبا) عنه في 


رداسة المماهد.ن ٠‏ 


. ولا عقدت معاهدة أوشى دس ٠‏ كوم لعانية والطليان. في أ كتوبر 


والعساكر الوجودين في طرابلس وبرقة . ب مد عزيز المصسري مشطراً 3 


أ عي ري يمد فر أخكة ما كان مه واف اد 
سلة 191 . 


فاعترضه ابجاهدون » وحصلت مشادة بينه وبينهه أدت إلى مقتلة كيرة 
بين الطرفين . وننقل تفصصل هذه الادثة ما كثنه الأمير شكب أرسلان فى 
تعلدقه على حاضر العام الإسلامي ج ؟ ص 4؟١‏ >4 ١١8‏ الطبعة الثانة . 


قال الأمير شكيب : 


« ولما نشب تحرب البلقان أل الأتراله على أنور بالرجوع إلى الآستانة فرجع 


بالل 


مكر ها وسلتّم القيادة إلى عزيز بك المصري الذي واصل قتال الطليان . ثم لما 
نهدت الدولة الصلح مع إيطاليا سنة ١9١‏ رأى عزيز بك نفسه مضطرا إلى 
م القتال » فسحب العسكر النظامي الذي كان في يرقة »© وكنوا زهاء 
أر بعائة » وأخذ الأسلحة الى أمكنه أخذها » وسار قاصداً الحدود المصرية . 
وهو هذا م يعمل إلا بحسب الأصول الدولمة » ولكن المجاهدين السنوسيين نقموا 
مله أن عطل المدافع التي بقيت عندهم» ودفن القراطيس والقذائف فى الأرض» 
وهذه روايتهم الت رووها مبع الناس » وحرروها وقدموها إلى الآستانة والله 


أعم لها . 


ثم إن عزيز بك أبى أن يسلتّم العرب النادق التي مع عسكره » وذلك 
وفقاً للأصول الحربية التى تقضي بعد انعقاد الصلح بين تر كيا وإيطاليا ألا يسلّم 
العسكر العئانى أسلحته لأعداء إيطاليا . ولكن العرب / يقبلوا هذا العذر 
أيضا » ول يفبموا كيف أن الدولة بعد أن عقدت الصلح مع إيطاليا مكرهة 
مر نمة بسدب حرب الملقان تعود فتسحب هذه القوة الضشلة الى كانت ياقمة 
ها في برقة » ثم تأبى أن تترك لهم المنادق التي كان يحملبا الأربمائة عسكري 
الذن مم عزيز بك » ولذلك أصروا على عزيز بك في تسلتمبهم البنادق . وبدأوا 
أولاً معه بالجدال » وانتبوا أخيراً إلى الجلاد » فوقعت حادثة مؤسفة مؤلمة » 
وى من واجبات الأمانة التي تازم المؤرخ عند ذكر الوقائع ألا ندعها مسكوتا 
عنها كف كان الخطأ فنها . 


وذلك أن الأعراب تحبلبم عندما قطعوا أملهم من تسلّم البنادق بالرضى 
أطلقوا الرصاص على العسكر العؤاني » وكان قد خيم في دفنة غربي السلوم » وم 
بمى إلا أن يصل الحدود . ولعلهم قتلوا أو جرحوا بعضا من العسكر »© فأمر 
عزيز بك بمقابلتهم بالمثل » فنشبت معركة سقط فيها أكثر من ستين قتبلا من 
العرب » وبضعة عشر قتملا من الجند . وعند ذلك امد صريخ العرب بعضها إلى 
بعض » وأقبلت من كل صوب تريد الانتقام من عزيز بك وعسكره . وهذا كله 


"1 


في دفنة والأراضي المسّماة بالبطنان » وأخذت العرب تجتمع لباجمة الجند 
النظامي . وكان السيد أحمد الشريف السنومى فى الجمل الأخضر. وقد سفر 
الجو بينه وبين عزيز بك المصري يسبب سحب هذا العسكر النظامي وتخليته 
إرقة . ولكنه لم يكن ليرضى أن تكون النهاية قتل المسامين بعضهم بعضاً» وأن 
يوقم العرب نحند الدولة التي كانت تحافظ على بلادهم . فأرسل السيد السنوسي 
الأكبر ”'' الشبيد السيد عمر الحتار لتلافي الشر ومنع الأعراب من الححوم » 
فقطع عمر الحتار مسافة أربعة أيام في بوم واحد» مواصلاً الإغذاذ إلى أن أدرك 
العرب قبل هجومهم » فحجز الشر » وأبلغهم ما في مقاتلة عسكر الدولة من 
الفضحة والشاتة وسوء القالة » وسد أبواب عواطف الدولة على عرب طرابلس» 
وما زال بهم حتى أقنعهم بأمر السبد السنوسي أن يتركوا ثأرهم » ويعدوا هذه 
الواقعة كأنها لم تككن . وفي مقابلة ذلك أخذ لهم فها سمعت ‏ البنادق التي 
كانت مسألتها هي سبب الشر الذي وقع. ولكن عزيز بعلي المصري وصل إلى 
مصر > ثم إلى الآستانة وقد امتلً صدره وغراً على السنوسية » كا أنهم هم أيضاً 
قداموا الشكوى بنحقه إلى الدولة بعد أن صار أنور ناظراً للحربسة ©» واتسهموه 
بأشاء كثيرة أحالته الدولة من أجلها إلى الجاكمة » ثم خانّت بعد ذلك سبيلء 
بشرط أن يغادر تركيا إلى مصر وطنه » في خبر ليس هذا محل ؛ لآأنه يتعلق 
بموضوع الحركة العربية على تر كا أكثر مما يتعلق بطرابلس الغرب » . 

هذا ما كتبه الأمير شكيب أرسلان في هذه الحادثة المؤلمة » وهو صريح في 
أن ما فعله عزيز المدمري موافق للقانون العسكري . 

وكانت إيطالما ترى في اليد أحمد مصدر الخطر على وجودها فى برقة » 
فكانت تحاول بكل الوسائل أن تلين من فنأاته. ففى أواسط سنة وه ١‏ 
توسلت إليه يجناب الخديو عباس حالي الثافى » فأرسل إلمه وفدا من : المأمون » 

, يعني السيد أحمد الشريف‎ )١( 


رقض 


والسنوسي © ومصطفقى > أولاد السد عبد المتمال الإدرسي © ومعهم 
ماحد بك شديد » وقايلوه بالجبل الأخضر»وطلبوا منه_-باسم الخديو_الكف 
هى القتّال » على أن يتوسط سموثه مل إيطالما على التساهل معه » فاعتذر 
لآو فد ولم يقبل هذه الوساطة . 

ونشدت الحرب العالممة في أغسطس سنة 4 وأرادت تركما وألانيا أن 
تغلا نفوذ السدد أحمد فى برقة » وحركة الجباد القائمة فببا في إحداث ثورة 
ض حدود مصر الغربة ضد الانجليز لشغل أكبر عدد ممكن من الجبوش 
الإنحليزية عن المشاركة فى الضغط علىقناة السويس» فاختير جعفر باشا العسكري 
القمام هذه الميمة » فحاء إلى مصر واتصل ببعض رجالاتها وانتبى به السير إلى 
أن اتصل بالسمد أحمد فكان موضع ثقته وتقديره . وم يلبث أن التحق به 
وري بك أخو أنور باشا والكونت مانسان ”2 الألماني بطريق الغواصة » 
و نمكنوا بما معبم من المال أن نكسوا أنصاراً وصاروا يعملون للغاية التي جاءوا 
من أجلبا وهي إحداث الثورة على الإنحليز . ثم لحى بهم الشيخ سليان الباروني 
فى فبرابر سئة ١496‏ يطريق الغواصة أيضاً لهذا الغرض ولكتنه عومل معاملة 
دئة من السسد أحمد حق أصبح شبه مسجون في خيمته » فرجع الى الآستانة 
فى غواصة فىديسمير سنة 6 هوف هذه السنة لحق بهم عبد الرحمن بك عزام 
لأغر ض نقسة . 

ويقول أمين سعد : « وحمل نوري بك كتابا خاصاً من أخيه أنور باشا إلى 
السسد أحمد تخبره فمه بإعلان الجباد ويدعوه للاشتراك فيه » ويقول له : « إن 
الخلسفة عسّنه ناا عام له في برقة » ومئحه حق إعطاء الرأتب والساشين )'''. 





. أقام الكونت مانسان مدة طويلة في بلاد المغرب وكان يثل فيها الجاشوسية الآلانية‎ )١( 
. وهو من ضماط الجيش الألمانى المشبود هم بالتفوق‎ 

(؟) هذه النسابة من قبيل المغريات السياسية التي يقصد بها التأثير على السيد أحمد للانتفاع به 
في نسفيذ أغراض مخصوصة . خصوصاً وقد جاءت فى زمن لم تكن طرابلس فيه تابعة للآستاتة وم 
يككن لسلطان تركيا حمق شرعي في طرايلس . 


خض 


وجاء نوري بصندوق منها لتوزيعه على الز عماء والرؤٌساء .م حاء برشب وأوممة 


وقد أصبح مفيوما لد السد أححد أن جعفر يشا ورقاق إنما جاءوا لمحارية 
الإنجليز على حدود مصر . فكان يعارضهم » ونحاول إقناعبم «١‏ بعدم جاح هذه 
الحركة » وقد أدرك حرج موقفه » ولكن حعفر باشا ورفاقه / ياوا موقف 
السبد أحمد» واستمروا في دعايتهم» واختلطوا بالمجاهدين ورؤسائم » وبمشايخ 
القمائل و كمار الإخوان وبذلوا من امال والدهاء السياسي ما أقنع الكثير من 
هؤلاء بفكرتهم ؛ وأفلت الأمر من يد السد أحمد » وصاروا دنتظرون 
الفرصة التنفمذ . 

وفى سبتمير سنئة ١916‏ أرسل السلطان حسين كامل إلى السسد أحمد وفدا من 
السبد مد الشريف الإدريسي وابنه السبد همد ميرغني »؛ وقايلاه فى المسعند » 
وبلتغاه نصيحة السلطان حسين بعدم الانضام إلى الأتراك والأللان » وعدم 
الإسفاء إلى دسائسهم وحمل الوفد كذلك كتبا من السر هنري مك )هون نائب 
ملك الإنجليز فى مصر » ومن الجنرال مكسويل قائد حدش الإحتلال الانجليزى 
في مصر إلى السند أحمد ينصحانه مغل ما تصحه به السلطان حسين كامل . 
ويعدانه - إذا التزم الحماد ‏ بالمساعدة على استقلال بلاده والتوقيق ببنه 
وبين الطلمان . 


وفي الوقت الدي كان الإنجليز يحاولون فبه .هذه الطرق الديلوماسة كسب 
الوقت لإقام معداتهم والتأثير على السبد أحمد كان أنور باشا برسل إلى أخنه 
نوري فى برقة الأمر تلو الأمر بأن شحر ش بالإنحلير ويحمل السند أحمد على 
مها جمتهم . وكان يكتب إلى السند أحمد فى إلا - بمعاضدة نوري 6 وأنه 
لا يقبل له عذراً في التماطؤ عن عزو مصر ٠.‏ وبلغ الأمر بنوري أن كتب إلى 
أخة أنور بقول له : إن السند أأحمد لا بريد معاداة الاتحلز 6 ودعث أنور 
إلى مصر بإشاعات صد اللسمد ِ ولما كثرت الإشاعات صده قال الأمير 


4 


شكيب : « استدعى السيد أحمد نوري بك وقال له : ها أنذا حاضر لامسير 
فلا تقدر أن تقول إن العائق كان مني ؛ وإِما إذا فشلت هذه الملة فلا أسكون 
أنا المبؤول » وركب السيد » ومعه نوري قائدا أول » وجعفر العسكري 
فائداً ثانا . و كان كل ما جمعوه من الجند أربعة آلاف » . 


,# 


هذا مارواه الأمير شكيب »> وهو صريح في أن السسد اضطر" أخيرا إلى 
الموافقة . 

ولما اعتزم السبد العمل كان للإنحجليز جيش لا يقل عن ثلاثين ألفا . 

ولما ينس السيد همد الشريف الإدرسي من التأثير على السيد أحمد رجع إلى 
مصر هو وابنه واجتمع بالسلطان حسين وبكبراء الإنجليز وأخبرم أن الأمر 
خرج من يد السيد أحمد » وهو وإن كان شديد الرغبة في عدم الهجوم على مصر 
ولكنه مغلوب على أمره » وأن الحرب واقعة لا حالة. واقترح عليهم أن يتصلوا 
بالسد إدريس »© فأذنوا له أن يكاتبه في ذلك فكاتيه . ومن هذا الوقت تحوال 
بحرى السياسة الإنجليزية الإيطالية إلى السيد إدريس . وجرت المكاتبات بينه 
وبين الطليان والإنجليز بواسطة محمد الإدريسي لتسوية ما بينهم وبين السنوسية 
من خلاف . 


اهجوم : 

ابَدأ الحجوم على الإنجليز في١١‏ ديسمبر سنة ه41١‏ واحتل” الآتراك السلوم» 
وجلا الإنحليز عنها إلى مطروح » وتبعهم نوري لمتحر ش مهم هناك فشنتوا له » 
ودارت باإن الفريقين معارك كان أشداها معركة يئر مأحد يوم 14 ديسمار 
سنةه ١91‏ قتل فبمها نحوء ٠‏ #تجاهد.وفى “١‏ منه احثل الإنحليز مرسى مطروح. 
لم معراكة العقاقير بوم 84 قبراير سنة ١4١‏ »> وكانت القاصاة » وفمها أسر 
جعفر باشا العسكري ونحا نوري بك بأعحوية »واحتل” الإنحليز سدي برانى» 
وفي يرم ١4‏ مارس سنة ١9١5‏ استرد الجيش البريطاني السلوم واستولى على 


8 


معسكر السدوسية وانتقل السيد أحمد مع بعض رفاقه إلى سروه »> ومنبا إلى 
الواحات > وهناك قاومه الإنحلز فارتد” إلى سوه فلحقوا به وحصلت ببنه 
وبينهم معركة فى م فبراير سئنة ١91١19‏ دامت نحو ٠؟‏ ساعة وكانت الفاصلة . 

وكسر جيش السيد أحمد والتحاً هو إلى الجغبوب ومنيا أرسل إلى ابن عمه 
السيد إدريس يستأذنه في الرجوع إلى الجبل الأخضر فأبى ؛ وأبدى له رغنته 
في عدم بقائه في الجغبوب »؛ مستندآ إلى ما كتبه إليه الإنجليز » وهو كا بقول 
الأمير شك.ب - « إن بقى السيد أحمد في الجغوب فإ إنهم بهاجمون الجغبوب 
ويسةولون علمها » . فسافر من المغوب إلى حالو على طريق صحراء قرضة . 
ومات كثير من إخوانه فى هذه الصحراء حوعاً وعطشا . قال الأمبر شكب : 

« ولم شوقف السسد أحمد فى جالو وأوحلة إتقاء الخلاف مع ابن سمه سبدي 
إدريس''' » فسافر إلى سوكنة . ويقول الأمير شكب « ومعه ثلاثة 71 لان». 


وخلا الجو فى برقة السبد إدريس . وتحت تأثير ما تضمنته المكاتبات التي 
ينه وبي الإنجلي والطليان من اقتراحات قبض عى من بقي من الاك وأفصارم 
فسجن بعضهم ونفي مومى بك الممنى إلى الكفرة ؛ وبقى نوري بك والأستاذ 
عبد الرحمن عزام في البطنان فأرسل إلبها بالحضور إلىأجداسة فحضرا فحاو لا 
إقناعه عحارية الإنحليز ثانة فرفض بشْدة . . ولا ينس عبد الرحمن عزام ونوري 

من إقناعه جرب الإنجليز والطلمان سأفرا إلى مصراتة في أو وآخر سنة ١141م‏ 2 
وكان بها رمضان السويحلى قائًاً بحر كة الجهاد وكانت إذ ذاك أقوى مراكز الجباد 
في طرابلس . 


)١ |‏ حاء في معاهدة عكرمة الي أبرمت فى إبردل سنة باطواعل أساس محادئات ت-الزويقينة في 
أوآخر اسن 15 عل أسان السند إدرس مأ يقئضي منم السيد أحمد من دخول برقة . 
وذص : « المغد العأشر - - تتعيدك أن ددعل عن قطر برفه كل مسدب لله سأد » أو سع في إبحاد 
ل بدننأ وبين الحكومة الايطالمة وغيرها من أصدقائنا وأصدقا عا ». وأول سْ طيقٌ عليه هلل | 
المند هو السد أححمد ومن معه , 


511 


وبسدب مكاتمات السد مد الشريف الإدرسى تبئأت الفرصة السمد 
إدريس السنوسي للمفاوضة بينه وبين الإنجليز والطلمان » فسافر السد نحمد 
السريف الإدريدسي وولده من القاهرة إلى بنيغازي مع الوفد الإنجليزي للاجتاع 
الوفد الإيطالي . وكان الوفد الإنجليزي مؤلفا من اللواء طلبت باشا وأحمد 
حسنين » والوقد الإيطالى من الكلونيل ببلا » والكوماندتور بباجمئق . 


وسافر السيد الإدريسي مع الوفدين إلى الزويتينة حيث كان السيد إدريس 
في انتظارهم » ويقول أمين سعيد : « إن المحادثة كانت مع الوفد الإيطالي » أما 
الوفد الإنجليزي فكانت مبمته التوفيق بين الطرفين »© لآنه يرى أن النزاع بين 
الإنخليز والسنوسمة انتهى بالتغلب على السسد أحمد وإبعاده عن الحدود المصرية » 
واتفق السيد إدريس مم الوفد الإيطالى على أساس المعاهدة وهو : انتباء حالة 
الحرب بين الطرفين » واعتراف الإيطاليين بالإمارة السنوسية للسيد إدريس على 
حالو » وأوجاة » والكفرة » والجغيوب »> فى داخل واحات برقة وهي أششه 
الصحراء منها بالقرى »2 لا ثروة فيها» ولا حضارة ولا علم. واحتفاظ الإيطالبين 
: بأيديهم من مدن برقة وقراها > ومن الأراضي الساحلية وبقامُم فبها » وإقامة 
الحدود بين الأراضى الساحلية » والأراضي الداخلية ١‏ , 

واتفق الطرفان على صغة الملماهدة » وحملبا الوفد الإيطالى لعرضها على 
حكومة رومة. وف إبريل سنة 1911 أقر” الطلان مشروع المعاهدة وأخطروا 
الوفد الإنجليزي يذلك . وحضر الوفد الإنجليزي والوفد الإيطالي إلى طبرق 
ووافاهم السيد إدريس في عكرمة ‏ وهي بئر قريبة من طبرق ‏ وتم الاتفاق 
بائا على المعاهدة » ووقتّع عليها الأميرالاي دوبتا الإنجليزي > والكومندتور 
لومي بنتور الإيطالل © والسيد #د إدريس السنوسي . 

ويظبر مما نقله أمين سعيد أن المعاهدة الت نقلنا منها البند العاشر هي التي 


00 سعدودك بالفمل على خغرئطة رممت قمل أننهاء المفارضة . 


خض 


وصم أساسها في الزويتنة في أواخر سنة 1و١‏ ووقعبا الطرفان في عكرمة 
إبريل سنة 1911 .وأطلق علمها معاهدة الزويتشة »باعشار أن قواعدها 'وضعت 
في محادثات الزويتينة . وهي معاهدة عكرمة لأا 'وقع علمها في عكرمة . 
سياسة المعاهدات : 
وبعد أن طرد الإنجليز السيد أحمد الشريف السنوسي من برقة سنة 141١6‏ م 
وانفرد إدريس بالإشراف على أمورها طلب منه الإنجليز والطلمان عقد معاهدات 
فلم يمانع . وانشيزوا فرصة استسلامه لهم فسليوا منه كل شيء » وم يعطوه 


ونحب أن ننقل الى اللسين نصوص هذه المعاهدات التى بقست حقمة من 
برقة عن طرابلس ليروا ما كسبه إدريس لبرقة ؛ وما أصاب الوطن من تقسي 
وضياع حقوى . 

اتفاق اازويتينة : 

بدأت المفاوضات في الزويتنة فى أواخر سنة ١916‏ واستمرت بين أخذ 
ورد بين السيد إدريس وبين الإنجليز والطليان إلى إبريل سنة1١91١حبث‏ وقسّم 
عليه الطرفان فى عكرمة . ولذلك يعرف هذا الاتفاق بمعماهدة عكرمة . 


وهذأ نصه . 
اثفاق الزويتننة 
شروط تمهيدية لراحة خواطر أهل الوطن 
البند الأول - مستعدون لعمل الترتيب في الكف عن المحاربة في قطر 


574 


برقة (سيرتانكا) وذأك بممنم التعديات سواء كان عن الطليان والعرب الموجودين 
معوم والتحار حسث يصير التعامل بين عرب الداخل والعرب الدين نحت النقط 
الإيطالية يكل حرية في المستقبل . 

المند الثاى ‏ التجارة يمكن إجراوها بكل راحة . بحيث التجار العرب 
يحوز لهم التردد إلى الداخلية والوصول إلى الأدوار . ومثل ذلك عرب الداخل 
يتاجرون بكل حرية ويدون سلاح . 

ونظراً لوحود الفتن » فطرق التحارة بدثنا تكون منحصرة مؤقدت] في ثلاث 
نقط» وهي: بني غازي ودرنة وطبرق بحبث يمكن لنا حصر التجارة في الجبات 
المذكورة حتى لا تتعدتى لغيرنا . وعند انتباء الفتن تطلق التحارة من جميم 
النقط .حسب الاتفاق الذي يكون . والمحافظة على أمن البلاد تكون عائدة إلى 
حكومة إيطاليا في المناطق التي هي محتلة بها وإلى السيد إدريس في الاطق 
الداخلمة الغير محتل” بها الظلمان . 


المند الثالث ‏ يقف الإيطاليون على حد" نقطبه امحتلون بها الآن ولا يحددون 
نقط] عسكرية زيادة على ما هو كائن ونحن كذلك . ونع نحن وإيطالبا وقوع 
التعدّيات من عرباتتنا وعساكرنا ضد بعض »© ونحري أشد العقورات على من 
يتسبب فى وقوع أي شيء مناف لشروطنا هذه . وبعد اتتباء الفتن تكون 
الراحة . وأن السد همد إدريس يتعبّد بأنه عندما يصير الاتفاق معمولاً به 
حيط عل الحكومة الإيطالية مواقع قوات أدواره . وإذا تألفت قوات مسلحة 
سواها بدون مسواغ فسكون الحكومة الإيطالية كال الحق في مباجمتها . 


البند الرابع ‏ إن إيطاليا تتعبّد بإبقاء الها الشرعية في الأماكن التي فيها 
زوم لها وبأن تعسّن فربا قضاة عاماء موثوقاً بهم وهم صلاحية في الدعاوى 
المتعلقة بالنكاح والطلاق والفرائض وكل الأحكام الدينية الإسلامية. م أن الحام 
النظاممة تكون كا كانت مراعمة ابادىء الشريعة والعوائد الإسلامية . كذلك 


71 


للمزيد من الكتب 7 . 11105121211725 . الا لالالال١//‏ :10لا على سنة الحبيب 


توجد إيطاليا في برقة مدارس للعلوم والصناعات ويككون فيها تعل القرآن ومبا 
عاماء دينيون ليتيسّر لنا إرسال أبناء العرب المنكن إرساهم للتعلم في داخلمة 
العلاد لا ال سعية اخورض ولبعلم من ذلك أن اطمكوية الإيطالة تحب" الدين 
الإسلامي وتحترمه وتسعى في نشسره وتعدمه سلاد قلكبا » وبذا يتسسّر انا 
طمأنينة خواطر العرب وقبولهم لما نقوله » وبذا نتوصل إلى ما نتمناه في 
اليل , 

المند الخامس . إن الزواءا المحتلة من طرف الطليان يعبدوها لنا في المستقبل 

بعد الاتفاق كا أن إيطاليا ترد لنا الأملاك التي سيعترف بازومها للزوايا وكانت 
ماوكة لها د بوتكوق الاملاك المد كووة مسقا ف الاعشاد . أما أراضي الزوايا 
المستعملة التي يحتلها الجند الإيطالي فتبقى بد الطليان إلى أن يمكن إرجاعها لنا 
يدن آلى ابنة , وأن الحكومة الإيطالمة بمعرفتها وبناعءً على طلينا ستعسن مرتيات 
الذين نعبدّنهم من قبلنا بصفتهم مشايخ زوايا أي نواباً عنا وما يازم . وذلك في 
الأراضي التى يحتلها الإيطاللو: ٠.‏ ويكون لنا الحق في تعبين مشايخ زوايا فى 
الأراضي امحتلة وعزهم ونقلهم وقطع مرتباتهم وإعطامٌ م إناها . كل ذلك بشرط 
السبى بطلب رضى دولة الوالى . 

المتك السادس دوعا آنه لا سبيل الآن مل الناس على تسلم السلاح خصوصاً 
في هذه الحوادث والفتن التي ياذم فيها زيادة على أن ينزع منهم إجباريا فيالمستقبل 
ويترك عندي . وبشرط أن نترك للعائلات العدد الدى لا بد منه للدفعة من 
االصوص . ٠‏ ولتعبد السيد إدريس بعدم معارضة الحكومة فى نزعبا السلاح من 
الناس . م أن الحكومة نكون لها الحق في نزع السلاح قبرا امن العائلات المعتدية 
على النقط والمرا كز الإيطالمة اوصبيي 


مشابيخ لزوانا المعمنين 0 الأشغال مو عرس 
ويفهم الرئيس بتلك الجبة السبب الذي أوجب حضوره » وعند وجود أساب 


1 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب 5.07 - الالالالانا// : لا على سنة الحبيب 


قوم بتسبيل الصلات بيئنا ونتفاهم مع مشايخ الزوايا فيا يتعلق بحركاث التجار 
الإيطالمين والتابعين لهم الذاهين إلى الداخلة بأشغال ت>ارية . ويحوز للحكومة 
الإبطالة أن تعمّن نائيا عنها بزورنا عند وجود أسباب تدعو إلى ذلك في نحل 
وحودنا بمعرفة وكلائنا ومشايخ زوايانا ويحوز لنائب الحكومة الإيطالية عند 
وفوده الينا أو إلى شيخ أية زاوية أن يستصحب معه عسكراً ( درك ) مسلحين 
بالعدد اللازم لحفظه وخدمته . وحافظ رجالا عليهم خشمة التعدتي» وبعد 
انقضاء مبمته يعود إلى مر كزه . 

المند الثامن -- أما المسائل المتعلقة بواحات الكفرة فلا لزوم للتككم عليها 
فى هذا الاتفاق ومتى لزمنا أي إصلاح فبالطبع نأخذه من الحكومة الإيطالية . 

المند التاسم ‏ إن البضائع المستوردة والمخصصة لعائلة السيد إدريس و لطلبة 
واحات الكفرة تكون معفاة من جميع الرسوم لمر كية في جمسع موانىء البلاد 
ما عدا تحارة السلاح فإنه لا يوز دخوله كا أن محصولات واحتي الكفرة وجالو 
الحلمة الممسكن تصديرها على حساب العائلة المشار إليبا تكون معفاة من جميم 
التكاليف المركية . وفي بعض الموانىء يكون تعيينها بالاتفاى بين الطرفين في 
رقة . تبني الحكومة الإيطالية محازن أو مظلات لحفظ المضائم المذ كورة في 
الفقرتان السابقثين . 

المند العاثير ب تعد بأن نبعد عن قطر برقة كل مسدب الفقساة أم ساع قْ 
إبحاد الفتن بدننا والحتكومة الإيطالمة وغيرها من أصدقائنا وأصدقاءًا . 


المند الحادى عشر ‏ ونسبة لوجود أسباب تدعو الحكومة الإيطالية أن 
نط بالمساعدة المادية فإن الحكومة الإيطالية تنظر في طلبنا بالمده المالي بعين 
الالتفات وتسمح بتوصمل أدوارت المعترف بها والمذكورة ف المادة الثالثة بأقرب 
المراكز الإيطالمة بواسطة التلفون وهذا تسبملاً للمواصلات ولتبادل الآراء لأجل 
ا محافظة على النظام والأمن . 

المند الثاني عشر - لا لزوم للنكلم في شيء مما بخص مرتبات وخلافه للعائلة 


5 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب 5071 - الالالالالا// : ملا على سنة الحبيب 


0 ريت ابيا لاية 


راحة والغفرض الس عة : ف الأعمال والنواءا 57 0 الآن عل لإملاء 
وإطفاء الفتن ونعود إلى إمام اموق : 


4 إبريدل سنة 9اوه؛ 
الاميرالاي دوبتا الكومندتور لوحي بنتور 
الحتم 


»د ب 
اتفاق الرجملة 


ووفاء بالوعد ايان بوي ا اتفاى الروشنة بالعودة إلى 
إتما م الأمور » فقد عقد اتفاق الرحمة . وهذأ نصه 


المقدمة: 


سا ا 1 وراء راحة الملاه عفنا 


أهلما وانتظا م شغلها ورقسها فإنما سلتماعحه رضة الى السشرس ولد ارد 
ما يأنى : 


0١‏ الحكومة تفوض إلى الأمير السذوسي رداسة وإدارة واحات أوحةة: 


نفس 


1128م 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب 5071 - الالالالالا// : ملا على سنة الحبيب 


إدارة الواحات الم كوو 5 

(ب) يكون له الحق بأن يقدم الحكومة عدداً من نواب أهالى الواحات 
المذ كورة بنسبة سكانها يقبلون في مجلس النواب لا فرق بينهم وبين النواب 
الآخرين ودرجتهم كدرجتهم وصفتهم كصفتهم . 

(ج) يحب على الحتكومة إستاع رأي الأمير وذلك فى أوامرها إذا أصدرت 
أوامر تتعلق بالواحات أيضا ( كالأنظمة القانونة مثلاً ) . 

(د) يكون للأمير السنومي الحق في التشريفات والأشعرة والنعوت المدنة 
على حدة فى الملحق حرف ( أ) . 

المادة الأولى ‏ ليس عند الحكومة الإيطالية ما يحملها على مخالفة السسد 
إدريس في رغبته بأن تكون رتبة الأمير السنوسي من بعده تنتقل بالوراثة إلى 
أولاده وأنساله الأكبر فالأ كبر وفى الوقت الحاضر ينتخب الأمبر بمعرفته أحد 
أفراد عائلته خلفا له فى رتدته وما يتعلق به . 


المادة الثاننة # يكون للامير مام الحرية في الإقامة و التجوال في جميم أنحاء 
القطر البرقاوي,الاتفاق مع الحكومة » والحكومةتكون مسرورة جداً كاما قدام 
لها الأمبر ملاحظاته على حريان الأمور لأجل مصلحة الملاد وسعادة أهلبا . 


المادة الثالثة ‏ للأمير أن بتخذ عم شخصا يحوز له رفعه فوق منزله في كل 
مكان بقعم فبه وأيضاً في الملدان التابعة لإدارته ولكن السواحل » وما كان على 
الحدود من أماكن تلك البلدان لا تخفق علمها إلا الراية الإبطالة وحدها > ذلك 
حفظا لسلامة أراضها إزاء الدول . 


المادة الرابعة ‏ نظراً لما تنوده الحكومة من احترام الملكية وعدم التطاول 
على ما للجماعات والأفراد من الحقوق في أراضيبا فمن المديبهي أنها ستراعي 


١ حباد الأبطال‎ ١, 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب 65.071 ١‏ الالالالانا// : ]لا على سنة الحبيب 


مصلحة الأهالى والطائفة السنوسمة وتعثير ما سديديه لما الأمير من رأبه وفكره 
عند منحها لكل شركة رخصة إمتياز لأجل إجراء أعمال إصلاحية أو تجحارية في 
قطر بنغازي كله » ولكى يتبين للناس أجمعين أن الحكومة لا تريد إنحاد مصااح 
لأحد خلافا لأبناءالبلادمن الآنفصاعدا على أرباب كلمشروع كبير يزيد رأسماله 
عن 0.٠‏ ألف فرنك أن يقيموا اكتتاباً عاما لا يقل" عن ربع رأس المال 
يكون مخصصا لأبناء الوطن ومن جملتهم العائلة السنوسية الكريمة دون غيرهم 
ويتركوه مفتوحا لمدة 5 أشبر كاملة ليشتركوا معهم في المسروع . 

المادة الخامسة ‏ إن الحكومة ستجعل تحت تصرف الأمير باخرة لائقة بمقامه 
كاما أراد الأمير ذاته أو أحد أفراد عائلة السادة السنوسية الكرام السفر . 

المادة السادسة ‏ سمترك لأهالي القطر المنغازي من أهالى الحاضرة والمادية 
ما عندم الآن من السلاح لبحافظوا على الأمن ويدافعوا عن أنفسهم . هذا مع 
بقاء مجلس الشبوخ مازما ما فرض علبه في المادة التاسعة من الترتيب السماسي 
الإداري لقطر بنغازي المصد"ق بأمر الولاية بتاريخ الأولمن مابو سنة؟١1رقم‏ 
566 وهكذا نكون رؤساء القمائل ومشايخ المشارخ هم الدين بديرون سؤون 
قبائلبم حسب نص القانون الأساسي ووفقاً لهذا القانون يكونون هم المسؤولين 
إزاء الحكومة عن حفظ النظام والأمن في الأراضي القاطنة فبها قبائلهع والتى 
هي بنزلتها » ولذلك سملغي الأمير بصورة دائمة الأدوار وقرقولاته وكل 
التشكلات الساسمة والإدارية والعسكرية أية كانت من الجهات التي ل تعبهد 
إدارتها إلنه ويكون إجراء ما د كر في الفقرة السابقة فى مدة لا تزيد عن تمانة 
أشبر من تاريخ التوقيم على هذا الإتفاق . 

المادة السابعة ‏ إنالحكومة الإيطالمة تعلن على رؤؤوس الاشاد 5 لا تنوى 
أصلآ أن تتملك أراضي الأهالى سواء كانت ملوكة لأفراد أو ماعات فضلاً عن 
أراضي الزوايا لى تعطيها ملكا لآخرين . 

المادة الثامنة ‏ إن الحكومة ستجعل لمشايخ قبائل الواحات معاشات مثل 


/آ5 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب ١5.71‏ الالالالالا// :]لا على سنة الحبيب 


"نى ستدفم لمشايخ القبائل الأخرى ‏ إن هذه المعاشات ستكون دائمة وسترتب 
بغاية الإعتناء باعتمار دفاتر الأسماء التي يقدمبا الأمير الحكومة . 

المادة التاسعة ‏ عملا بالقانون الأساسي لا تفرض الضرائب إلا بعد أرن 
كون يجلس النواب المحلى قد حث عن ذلك وقرر إمكانه أو عدمه نظراً لخالة 
النلاد فإدا حدثت اسان تراءى فبها من المصلحة استشارة بعض الهمين عير 
الحائزين لصفة النباية فيمكن الحكومة أن تستقدمهم وتستشيرهم في ذلك 
الموضوع . 

المادة العاشرة ‏ للأمير السنوسي إذا اقتضت الحالة أو المصلحة العامة أرن 
شير على الحكومة بتخفيف جزاء أحد المحكومين أو يسعى في استحصال العفو 
له بالطرى القأنونمة . 


المادة الحادية عشسرة ب سبعسن فى جدش برقة ضاط وصف ضباط من أهل 
الوطن وذلك بالطرق والكمفيات الواردة فى القانون الأساسي . أما إذا لزم 
إرسال ضماط عسكريينمن الإيطالمين وأيناء الوطن إلى الجهات الت قد فوكضت 
الحكومة إدارتها إلى الأمير فستعيّن الحكومة مراكزم بالاتفاق مم الأمسير 
وتعتبر كل الإعتبار ما يعرضه عليها في شأن سلكبى وللأمير أن يختار ضابط 
عالناً عريناً أو إنطالدا حسب رغيته لحرسه الخصوصي . 

المادة الثاننة عشسرة ‏ يعفى العرب من أهالى قطر برقة كافة من الخدمة 
العسكرية إلا من تطو"ع بحر”يته ورضاء نفسه كا ورد في القانون الأساسي . 


المادة الثالثة عشرة ‏ تؤؤسس بكل سرعة ممكنة مدارس إبتداشة وإعدادية 
الإتطاللة والعرسة -حسب التفردق الوارد ف المادة الحادية عشسرة من القانوت 
الاساسي وهكذا يعترف الطرفان بازوم تأسيس مدرستين إعدادية وعالية في 
بنغازي وإعدادية في درنة وواحدة رشدية في كل من طبرق وأجدابية والمرج 


نمضا 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب 5.07 - الالالالانا// : لا على سنة الحبيب 


وعند اللزوم واحدة رشدية في كل من مراوة والزاوية السضاء » وأما المكاتب 
الإبتدائية فتؤسس كافة في مراكز الداخلمة والشواطىء» ويكون حلب الأولاد 
لها تكليفاً إجبارياً على الأهالى المسامين . وأماما يختص بالنظام المدرسي 
فسبقرره مجلس النواب والمعارف الخصوصية الت يمكن أن تشكل لهذا الغرض. 

المادة الرابعة عشرة - اللغتان الرسمستان في القطر هما : الإيطالمة والعرسة 
وفقاً للقانون الأساسي » وأيضا في الحام تكون المرافعات بالإيطالية والعربية 


إذا أمكن . 


المادة الخامسة عشرة . الحكومة بقدر الإمكان ستدفم معاشات لبعض 
المشايخ السنوسية على ما يشير به الأمير ويراه موافقا وستعترف الحكومة بإعفاء 
الزواءا السنوسمة من كل الصرائب وداخل حدود ما كانت عله الحكومة 
التر كمة . 


المادة السادسة عششيرة ‏ إن الحكومة ستجعل للأمير معاشا كافب) للقيام 
بشؤون إدارته الخصوصية ومصاريفهمع معاشات مختلفة لأفراد العائلة السنوسسة 
على موجب الجدول المربوط بهذا الملحق ( حرف ب ) ويكون الدفم للأمير 
سنويا» يعني تدفع الحكومة له معاش سنة كاملة من شهر أكتوبر سنة415١‏ الذي 
جرى فيه الاتفاق بين الطرفين وتدفم مءعاشات العائلة السنوسمة بواسطة الأمير 
ودنكون لأفراد العائلة السنوسية الحق في انتقال مرتب أحدهم إذا وافته منسّنه 
إلى ورثنه فيكون للآمير وحده الحق في تقسممه على الورئة حسما يعطيه الشرع 
الشسريف ومصلحة العائلة . والأمير بصفته رئيس العائلة نكور: هو المرشد 
والمدير فها بخص سلوك أفرادها وهو الكفمل والمسؤول إزاء الحكومة » وبناء 
عله إدا ارتكب أحد منهم_لا سمح الله بدون تعمد جرعة أى ايا رسب 
الجزاء فلا تباشر الإجراءات اللازمة إلا يعد سماع رأي الأمير . 


المادة السابعة عشرة ‏ الحكومة ستعمّن أنضا فيلقاً مخصوصا] للآمير يدفع 


شحض 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب 5071 - الالالالالا// : ملا على سنة الحبيب 


منه ما يازم لإعاثة عدهد كاف من الجنود لبحرسوا شخص الأمير ويقوموا 
الحدفات الشبويقة بإغافة على الأمن فى الواحات والجهبات التق تفوض 
المكومة إلى الأمير حفظ راحتها وأمنها وذلك بشرط ألا يكون دون الألف 
ودسواع زيادة عددهثم باتفاق مم الحكومة ' 

المادة الثامنة عشرة ‏ إن الأمير يتنم بصورة قطعية عن تحصيل ما يقال 

له امرك وعن جماية الوبر كو والأعشار وغير ذلك » ولا تعارض الحكومة في 
فوله لشخصه أو ازوااه الزكاة الديننة المقدامة له طوع؟ وبدون ! كراه حسما 
بمطبه الشرع الشريف . 

المادة التاسعة عشرة ‏ إن العلاقات الحسنة التى بين الحتكومة والأمير تقضي 
علمه ببذل قصارى جبده في معاونة الحتكومة لأجل حسن تطبيق القانون 
الأسامى فلأجل ذلك يتعبد بأن يسبل لدى الأهالى تنفيذ هذا القانون وفروعه 
المشقرط عرضبا على مجلس النواب الحجل لكي يصادق علبها فمتمكن أبناء البلاد 
من تدبير شؤون أنفسهم با يستحقون من الأحكام الحرة . 

فمناء علىتلك المادىءالحرةوتطسقاً لما تكو نالتحارةحرة في كلاليلاد حتى 
إلى أقصى الداخلية والعكس بالعكس . وستساعد الحكومة المادلات التحارية 
بأحسن وجه حتى بإجراء ما يستفيد منه تجار القوافل من الأعمال النافعة 
والإنشاءات الصالحة » أما الأمير فبو من حبته يتعبد باستععال نفوذه العظم 
فى الإرشاد والإقناع كي لا يحول أحد بأي وجه كان دون مد" الطريق والسكك 
الحديدية » وخطوط البريد والأوتوموسلات » والسسارات والتلغراف والتليفون 
ودون الأشغال اللازمة كرسم الأراضى ومساحتبا ودون العملمات التي تقتضببا 
القوانن العقارية فإن مثل هذه الأشغال كلبا لا بد" منبا لتعمير الملاد وترقنتها 
واروكم تحارتما . 

المادة العشرون - إن المتعاقدين يتعبدان بأن يعيدا النظر على ما لم ينص عليه 
فى هذا من المسائل الواردة في التنسوية السايقة التي قبلبا السيد إدريس مبدئيا 


فض 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب 5071 - الالالالالا// : ملا على سنة الحبيب 


وعلى كل مسألة تنشأ بعد هذا الإتفاق فتحل” المسائل المذكورة بصفة ودادية 
ومواققة للسادىء المقرارة هنا مثلاآاً كفبات ت تحصيل رسوم المرك وغيرها 
المفواضة إدارتا الختارة إل الأمير . 

الرجمة فى ه؟ أ كتوير سنة ١ 1 ٠‏ الإمضاءات 


ملحق حرف (أ) 


بيان ما يخص الأمير السنوسي من ملحق النعوت وعلائم التعظم والأشعرة 
إن الحكومة الإيطالية ستمنح الأمير السنومي لقب صاحب السمو ون 
وفى الاحتفالات الر معمة دكون مكان الآمين أقرف مكان بعد الوالى . 

قد م الأمير بصفة رممة على كل مدينة , فيها مدافع وجب إطلاق المدافع 3 
له ١١‏ طلقة . وعند وصوله إما برأ أو يحراً تؤدي له فصملة من المعسكر التحمة 
العسكرية الجارية مها العادة » وإذا كان يقم بصفة رسممة في مدينة واقعة في بلاد 
إسلامية ومر حرس القشلاقات والمعسكرات وغيرها من الأماكن العسكربة 
وجب عليه نداء الخقراء فيصطفتون صفا ويقفون الوقفة التى يقال لها أتنق 
( انشه ) وينفر الموق ثلاث نفرات ©» وإذا كان يقم بالصفة الكورة وقهت 
إلى م لأداء صلاة المعة قامت فصماة من الجنود لأداء التحمة العسكرية له . 
وفي أثناء موكبه في أي موقع كان في القطر البنغفازي ينصب على الزاوية 
السنوسية التي في المتصرفية التي يقيم فيها الأمير عامه والسفينة التى يركب الأمير 
فبها تنصب عمه في الصاري الكبير على حسب العوائد عند سفرها في المبحر 
ووجودها فى الماه الساحلة . وإذا طلب الامير من الحكومة الإنعا م على أحد 
برتمة من رششة ندشان كونت إيطالمة : قتمتير الحسكومة طلمه كل الإعشماو ! 


الرجمة يوم الاثنين ١‏ صفر سنة وسوس١‏ 
الموافىق هم“ در سلة .اه الإمضاءات 


نمض 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب ١5.071‏ الالالالانا// :]لا على سنة الحبيب 


ملحق حرف ( ب) 
مقدار معاش سمو الأمير شبرياً فرنكا إيطاليا ( >٠٠‏ فرنك إيطالي ) 
ماش الخلف والمسمة ( 16.٠٠‏ فرنك إيطالي ) أما السيد أحمد الشسريف والسيد 
عمد عابد والسد رضا والسيد هلال والسيد صفي الدين وأولاد السيد علي الخطابي 
المر حوم > على أن هؤلاء الآخرن يعتبرون شخصا واحداً فلكل منهم ٠٠٠٠١‏ 
هر نك إيطالى. ونككون أنضا لكل واحدة من السدات أمبات العائلة السنوسية 
الكريئمة وعددهم ست معاشات شهبرية 7.٠٠‏ فرنك إيطالي . 
الرجمة يوم الاثنين ١١‏ صفر سنة ١#‏ ه 
الموافق ه أكتوير سنة 6م 
وهذا نص” التعبد الذي أخذه الإنجليز على السيد إدريس . 
قد اتفق السد عمد إدريس السنوسي مع الحكومة البريطانية وتعبّد لها 
نا بألى : 
أن يسم جميع الأشخاص الذين يصلون للجهات الغير محتلة بالإيطاليين في 
9 برقة وحبات سرت سواء كان وصوشم يسبب عرى مر كبهم أو لآأي 
بعت من الأسنات هق كان هد لاء الأشخاص تابعين لدولة بريطاننا أو أي دوله 
من دول الخلفاء ؛ وأن يسلتم أيضا جمبع الأشخاص من أي جنسسة كانت إرتف 
كانوا مسافرين على مركب بريطاني أو مرحكب تابع لدولة من دول الحلفاء 
والتحأوا إلى البر لضرر أصاب مر كبهم » ودقو م السيد إدريس بتسام هؤلاء 
الأشخاص كلهم لأقرب نقطة ؛ بريطانة أو إبطالية من دون أن سوم أي ضرر 
من تابه ويدون ما جر يي اعرسم . وأن يسم أيضا جمبع 
المصر بين المحجوزين ضد رغبتهم في أقرب وقت ممكن . 


أن يسل إلى البريطانيين ؛ كأسرى حرب جميع الضباط الترك والضباط 
و المنسوبين لدوله معأدية وجمسع الاقشاضن الدين بلنسسون لدولة معادية 


154 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


للمزيد من الكتب 65.071 ١‏ الالالالانا// : ]لا على سنة الحبيب 


لبريطانيا ويككونون تابعين لتلك الدولة إذا وقم هؤلاء الأشخاص في قيضته » 
ولسمادته الخمار إذا شاء في أن يبعدهم من قارة إفريقية / 


ب لا يسمح لأحبد عن المنوسيين السلسين أن بقع في «سبوة» أو الجغبوب 
وأن يدخل من جبة أخرى في الأراضي المصرية ولا يسمح بعقد أي اجتاع 
مسلح السنوسيين قرب الحدود المصرية ويستثنى من ذلك ه من السئنوسية 
يقبمون في الجغبوب يسمح لهم يحمل السلاح يقصد الحافظة على النظام والأمن في 
تلك الجبة . 


؛ - أن يبعد من الجغبوب ويرقة كل شخص يسعى فى الفساد أو دعسث بالأمن 
أو في إحداث القلاقل بين السنوسة والحكومة البريطاننة . 


6ه بقوم وكلاء السنوسمة عمسأعد5 الحكومة الدريطاننة نفك القوانين الى 
وضعتها لمراقبة التجارة بين مصر والجهات الغريبة . 


وبتعبد السبد إدريس بالقيام بالشروط المتقدمة ؛ تقوم الحكومة 
الديطانية بها يأي : 

أولآ ‏ بفتح طريق التجارة ما بين مصر والجبات الغربية تحت القوانين 
الآتشة : 


)١(‏ إن ممناء السلوم السوى الو-حمد المفتوح التحصارة هع عرب اللجبات 
الغرسة ولا يسمح بالتحارة ما بين «سموة) والواحات وبين الجبات الغربسة 5 


(؟) البضاعة التي "ترد للسلوم تستحضر من الإسكندرية فقط » وبكمية 
محدودة توافق علمها الحكومة . والمراكب التى تحمل المضاعة تسافر ما بين 
الإسكندرية والسلوم على مسؤولمة أصحاءها وطبة] لقوانين المواتىء المصرية» 
ولست الحكومة مسؤولة عن هذه المرا كب ولا عما تحمل من البضائع . 


خا 


على سنة الحبيب 71.. ١5112111325‏ لالالالالانا// :مادا للمزيد من الكتب 


(8) دسمعم لعدد محدود من التحار فقط تختارهم الحكومة عزاولة التحارة 


(؛) جميع عرب الجبات الغربية الذبن يريدون مشقرى أشياء من الساوم 
بازم أن يكون معهم تصريح من السبد إدريس وستكتب الحكومة إلى السد 
دريس صورة هذه التصاريح لتكون ججيعها بالصورة ان توافق عللها الحكومة 
ولسكن مفهوما جلياً أنه إذا ظيرت علامات تدل. على أن امون المشاداة من مصمر 
أو من الأسواق الإبطالية ستصل إلى أعداء دول الحلفاء أو إذا ظبر أن شروط 
الإتفاق التى بين السيد إدريس والحكومة البريطانية والحكومة الإيطالية غير 
معمول بأحدها قفى إحدى تلك الحالتين يقفل سوق السلوم في الخال . 


آنا ولو أن الحكومة لا تسمح بوجود زوابا للسنوسة فى أراضي القطر 
المصرى أو في «سموة»أو الواحات في المستقيل إلا أنها ستسمح لرجال السنوسية 
غير المسلحين أن جمعوا الهبات التي يحود بها منتسبو هذه الطرتقفة ف القطر 
المصرى > وذلك عندما يستتب الأمن وبرجع النظام الملى ي. * الجبات التى قد 
استيدل فيها الحم العسكري . وستخابر الحكومة السيد إدريس عندما 
بتم دلك . 


نالنا ‏ الأشخاص المعتقلون في مصر والمشتبه فيهم بانحيازهم ومساعدتهم 
السد أحمد يطلق سراحبم متى تبيّن للحكومة أن إطلاق سراحبم لا يعود 
بالضرر لا عليبه ولا على الحكومة » وقد سبق وأطلقى سراح كثيرين منهم . 
والحكومة تعمد النظر كل شهر في قائمة أسمامم لتخلى سبيل من يمكن إطلاى 
سر أحة متهم . 

رابعاً ‏ ولو أن الجغنوب ستمقى كا كانت داخلة في الحدود المصرية إلا أن 
إدارة شؤونما الداخلية ستعبد إلى السيد إدريس تحت مراعاة الشرط الثالث من 


14١ 


السروط المتعبد بها السبد إدريس . فى ١4‏ إبريل سنة ١9119‏ . 


اللواء طلست مد إدريس المبدي السنوسي 
تمثل الحكومة البريطانية النائب عن السنوسة 


ع« شا دس 


هاتان معاهدتان وقّعت أولاهما بين السبد إدريس من ناحمة »وبين الإنجلز 
والطلبان من ناحمة أخرى . ووقعت ثاندتي) بدنه وبين الطلسان . وقد اختص" 
الإنجليز بأخذ تعبد عليه في مقاباة اختصاص الطلمان بإحدى المعاهدتين وكل من 
المعاهدتين والتعبد لا مختلف عن الآخر فما تر كه من أثر سمىء على ولحطدة 
طرابلس وبرقة . 

وم يككتف الإنجليز بما جاء فى المند العاشر من اتفاق الزويتينة المشترك دينهم 
وبين الطليان » بل أخذوا مثله على السيد إدريس في رقم ؛ من التعبد الخاص 
بهم . ولا يخفى على أحد أن السعي في الفساد » والعنث بالأمن » وإحداث 
القلاقل » وما إلى هذه الألفاظ التي ذكرت في رقم ؛ من التعبد التى ليها القوى 
على الضعيف إنما هي عبارات يقصد منها الحد من نشاط الوطنين والضشرب على 
أيدي كل من يناوىء سماسة الإستعمار أو يحاول معارضته) . 

والبند العاشر من اتفاق الزويتينة وما ماثله في المعنى من التعبد الإنجليزى 
رقم ؛ هما اللذان بمقتضاهما منع السيد إدريس السيد أحمد الشريف من البقاء في 
برقة ‏ بل ومن دخولما ‏ بعد أن تغلب عليه الإنجليز على حدود مصر . 

وقد طبقت إتفاقية الزويتينة قبل توقبعها على من بقي في برقة من رؤّساء 
الجاهدين والضماط الأتراك فطردوا من برقة إلى الكفرة وغيرها ك» والتحأ 
عبد الرحمن عزام ونوري بك إلى مصراتة . وبطرد هؤلاء الرؤساء والقادة خلا 
الجو للسد إدريس لمواجبة السماسة الإنجليزيةالإيطالة بمفرده »فلم يمكنه التخلص 
مما أملته علمه إلا بالموافقة . 


تيسن 


وكان اتفاق الزويتينة أول حجر وضعفيسياسة الفصل بين برقة وطر ابلس» 
كا كان السد إدريس أول من وضع هذا الحجر . وبهذه المعاهدة قفي على حركة 
الجهاد في برقة . وأمن الطليان بقاءهم فيها » وحوالوا جبوشهم وأسلحتهم التي 
كانت فمبا إلى طرابلس . وفي هذا الوقت كانت الثورة الوطنية في طرابلس على 
أسْدّها يتزعمها رمضان بك السويحلى » ومختار بك كعبار » ومحمد يك سوف 
وأحمد بك المريّض وخليفة بك بن عسكر» والحاج جمد فكبني » وعمد فرحات 
الزاوي وعيرهم . 


معاهدة الرجمة : 


وعقتضى معاهدة الرحمة منحه الطلمان الإمارة على أربيع واحات فيدواخل 
برقة لا ثروة فبها ولا حضارة ولا عم » وهي : أوحلة > وحالو » والحغنوب» 
والكفرة . وقد جاء فى هذه المعاهدة ما نصه : 

د بما أن الحكومة الإيطالمة قد عرفت بالتحربة أثناء الحرب العمومية عناية 
السسد حمد إدريس المبدي السنوسي في السعي معبا وراء راحة البلاد ورفاهية 
أهلها » وانتظام شغلها ورقيّها فانه ستمنحه رقبة الأمير السنوسي ؛ إلى آخر ما 
جاء في المعاهدة » وقد وقنّع السيد إدريس هذه المعاهدة بعد أن فهم أن إمارته 
منحة من الطلمان ؛ وأتها قاصرة على أريم واحات في دواخل برقة هي أششه 
الصحراء منبها بالقرى . 

وهذا أول عبد العائلة السنوسة بالإمارة فى حماتها الطويلة فى برقة ؛ وهذه 
أول إمارة أسندت إلى السيد إدريس السئوسي . وهي بما يحوطها من ظروف 
كان قبولا محل" إستغراب من جميم مواطنيه . وكانت هذه المعاهدة أضر من 
سابقتها فى إعتراف السمد إدريس بفصل برقة عن طرابلس. وقد احتاط الإنجليز 
والطلبان في ألفاظ هاتين المعاهدتين حدث ل يقع فيها لفظ يفيد العموم » أو 
لا يكون صريحا في برقة فقط . 


187 


وفي هذا الوقت كان في إمكان السبد إدريس أن يتصل بالزحماء الطرابلسين 
في طر ابلس ويتفاهم معبهم على ما يحب عبماه » لأن ما كان بين برقة وطرابلس من 
سوء التفاهم قد زال وم يبق له أثر بفضل ما حصل من الإتفاق فى مؤر سرت 
الذي اجتمع فيه الطرابلسيون والبرقاويون في 7١‏ ينابر سنة ١48+‏ ولكنه ل 
يحاول ذلك . 

وقد أدرك الطرابلسيورن. سوء عاقبة هذا التقسيم ؛ ولكنوم صبروا على 
مضض © ول م عكنهم أن يعدلوا من موقف السند إدريس لآن وبلات الخرب 
كانت تشغلهم عن ذلك > ولأنه لم يجعل في حسابه أن طرابلس ويرقة حزء لا 
تحزأ )» ولم يحسب الإنجليز والطلمان لغيره حساباً » فوافقهم على ما تقدموا به 
من عروض . 

وبقي العرايلسيون يلنظرون فرصة يعبترون فيها عن رأيهم في هذه الوحدة 
التي ر رأوا أن معاهدات السيد إدريس ضربتها في الصمع . وحمنا عقدوا مؤتّر 
غريان في أكتوير سنة 147٠‏ قرروا فيه ما يأق : 

« إن الحالة التي لت إلمها الملاد لا حكن تحسينبا إلا بإقامة حكومة قادرة» 
ومؤسسة على ما يحقق الشرع الإسلامي بزعامة رجل مسلمٍ ينتخب من الأمة ولا 
يعزل إلا بحجة شرعية وإقرار مجلس النواب . وتكون له السلطة الدينة » 
والمدنية » والعسكرية ية بأكلها وجب دستور تقر”ه الآمة, بواسطة نوايها » وأن 
يشمل حكه جميم البلاد يحدودها المعروفة » . 


وقد أرسل هذا القرار إلى والي طرابلس الإيطالي « مر كتيل » . وكانت 


هذه أول فرصة سنحت الط رابلسين بمواجهة الطلمان ‏ من طريق رسي - 


بوحدة برقة وطرابلس . 


ولم يقف الطرابلسسون عند هذا الحد" » بل انتيزوا أنضاً فرصة مفاوضاتهم 
مع الطليان في مارس سنة ١98٠‏ فاشترطوا على الطلمان و.حدة القطر كله من 


"4 


حبلل واد مصر إلى جدود تونس »© ومسكوا مومه الوحدة »> وعارض الطلمان قمبأ ؛ 
وأصر” الطرابلسون على تنفذهاء فقطعت المفاوضات من أجل ذلك واستؤنفت 
الخحرب . 

واعتزم الطرا, بلسبون أن يحققوا هذه الوحدة > وأن يجعلوا الطليارن أمام 
الأمر الواقم » فاتفقوا على إمارة السيد إدريس »> وأرسلوا إليه وفدأ يدعوه إلى 
طر ابلس لسبايعوه بالإمارة » فأظبر تردداً كان من أقوى أسبابه ما كان بينه وبين 
الطلبان من علاقات حسنة » فحملبم إخلاصبم للوحدة ورغبتهم فيها على أركف 
يكتبوا وششقة السعة بالإمارة وأرسلوها إلى السيد إدريس في أجدابية مع وفد 
فمها من شسروط الوحدة والشورى ومواجبة العدو صفأ واحدافى طرايلس 
وبرقة . وهذا آخر ما فى إمكان الطرابلسين عمله لتحقيق الوحدة في ظروف 
كانت الجموش الإيطالية تهاجمهم فيها بالألوف ‏ وقد عر”ضوا من أجلها أنفسهم 

وكان في أملبم أن يقدر السيد إدريس هذا الإخلاص للوحدة ويقوم بتنفيا 
شروط البيعة » ولكنه م ينفّذ شرطأ واحداً منها » ولم يلبث بعد قبولها أرن 
سافر إلى مصر وترك البلاد في أحرج الأوقات . وكانت صدمة عنيفة خر” من 
أجلها الوطن كله صريعا تحت أقدام الإيطاليين ‏ وهاجر عشرات الألوف من 
أبنائه إلى مصر وغيرها من الأقطار العربسة ٠‏ 

وبسببعدم تنفيذ السيد إدريس شروط الببعة اعتبرها الطرابلسيونمتحلّة 
واعتبروا أنفسبم غير مازمين بالوفاء مها. ومنذ أن هاجروا إلى مصر سنة ١974‏ 
وهم يشتغلون بقضيتهم على اعتبار أنهم غير مرتبطين بهذه الببعة . 


3 * ب 
هذا دور من أدوار القضية الطرابلسية كانت ظروفه تحتم على الوطنيين أن 


6 


بعملوا للوحدة » وأن يبذلوا في تدعممها ما استطاعوا من جبد . وقد أو<زن 
فبه موقف الطرابلسيين من الوحدة» كا ذ كرنا بعض مواقف السمد إدردس منبا. 

وإذا تتمعنا هذه الفترة القصيرة من القضمة الطراباسية لا لمجد قيها السند 
إدريس ما يوثق عرى الوحدة » بل لو أنصفنا أنفسنا ووطننا في تتتبع أعماله 
فيها وتفهم ما جاء في معاهداته مع الإنجليز والطلمان لوجدنا عذراً للقائلين بأن 
أعماله ليس فيها ما يدعم الوحدة » بل هي إنفصاللة محضة . 


وهناك حلقة أخرى من حلقات القضية الطرابلسية كانت ملابساتها في مصر» 
وكان العمل لها في مصر . وسردناها مفصلة في الكتاب الأببض ودعمنا ذل 
حادثة بما يتصل بها من نصوص الكتب المتادلة بين السيد إدريس وزعماء 
طرابلس » ومحاضر الجلسات وما يعرفه كل مواطنينا ولا يجبله أحد ممن لمم صلة 
بالقضية الطرابلسة . 


وبما أن اتفاق الر حمة هو الدي منح يسببه جمد إدريس المهدي السنومي لقب 
أهير من قبل ملك إيطاليا» فرأينا أن نثبت هنا نص المرسوم الملى , رقم ١56‏ 


.)١( 


الدي ‏ ملح به الإمارة 

تقديراً للأعمال التي قام بها السيد إدريس السنوسي أثناء الحرب العالمة » 
والإتفاق مع الحكومة الإيطالية .. وتقديرا لهمته في التعاون مع التكومة 
الإيطالية لنبدئة الخواطر في برقة ورفاهية البلاد وتقدمها ... وتقديراً وإثماتاً 
لفضله. وبعد الإصغاء إلى مجلس الوزراء .. وبناء على اقتراح وزر المستعمرات؛ 
مر ممأ هو آتر : 


صاحب السمو ٠‏ ولوصفقه ريسا متتتيا ما ل إدارة واحات أو حا وسار 


٠. ]و5 فى؟‎ ١ نقلاً عن حريدة الثورة الصادرة في ه]‎ )١( 


لس 


والجغسوب والكفرة إدارة ذاتية . 

كا برخص له باختيار أجدابية كمر كز رئيسي لإدارته . 

نأمر بأن يسجّل هذا المرسوم وعلمه خاتم الدولة في الجريدة الرسمية الخاصة 
بقوانين ومرأسم ملكة إيطالا . 

على كل من يخصّه الأمر تنفيذ هذا المرسوم .. والعمل به » . 

صدر في روما بوم 6 أكتوبر سنة ١ 4 ٠‏ م . 


فيتوريو إيعانويل 
جيوليتق روم|] 


ومعاهدة عكرمة أو الزويتدنة هي أول معاهدة عقدت بين إدريس السنوسي 
من ناحمة » وبين الإنجليز والطلمان من ناحمة أخرى . 

ولأ وفعت هذه المعأاهدة كان السيد أحمد الشريف يتنقل في الأراضي 
لطرابلسية بين الجفرة وسرت © لآن إدريس السنومي منعه من دخول برقة . 
وكان معه جماعة قلملة من إخوانه يفتك بهم الجوع والمرض © وهو يتحسّر ألما 
م بشاهدهويقاسه إخوانهمنبؤوس وحالهة سأادة لا كر مخاطر إنسان إلا جر سحية , 

واتحه السد أحمد إلى سو كنة ‏ وكان بها سيف النصر ‏ وكان مضطراً إلى 
الحصول على ما كفي أتباعه من المأكل والملس > وم يكن لديه منه الكفاية » 
ولاها يقرب من الكفاية فأرسل إلى نوري فى مصراتة برجوه النظر 2 هصذأ 
الموقف : إما باعانته » أو بتسبمل الطريق له لدخول مصراتة . 

وعرض نوري الأمر على رمضان » فوافق أن تصرف له ولأتباعه إعانة . 
وأمر رمضان الحاج على المنقوش ‏ وكان حاكما في سرت أن دصرف أرزاقا 
السد أحمد ومن معه ووافق نورى ومن معه من الأتراك على هذه الخطة » تمبمدأ 
لفتح الطريق أمامبم في المستقبل » إدا اضطروا لدلك . 


وض 


وكان مع السيد أحمد صالح الأطبوش » وعبد الهادي البرانى » فعرض علبه) 
الحاج على المنقوش أن ينضموا إليه في سرت» ويككونوا من من موظفي مصراتة. 
ولكن السند أحمد مانع في دلك» فأمر رمضان السويحلى بقطم الأرزاق الح ى كان 
أمر بصرفها لهم . 

سياسة الترك فى مصرأتة : 

كان الترك في مصراتة فريقين في سماسة الاتصال بالسنوسسة : فريق بريد 
الإتصال بالسيد أحمد على نبة أن يستخدموا نفوذه في برقة ضد السد إدريس » 
لامتئناف الحرب على الإنجليز والطلمان في برقة . وعلى رأس هذا الفرسق 
نوري بك . 

وفريق يريد قطع الصلة بالسئوسية من أي وجه» مكتفيا بما وقع السيد أحمد 
مام يوافقهم على تحاربة الإنجليز على الحدود المصرية . وبما عمل السيد إدريس مم 
الترك لما طرد من بقي منهم في برقة . وانفم” رمضان السويملى إلى هذا الفريق. 

يتتّضح من هذا أن سماسة الترك متفقة على كراهة السنوسة » إلا أرن 
بعضهم حامر بذلك وينادي بقطم الصلة بهم . وفريق يكتم هذه الكراهة » 
ويريد أن يسلّط بعضهم على بعض » وينتقم منهم بأيد هم . 

وف المدة التى كان نوري فى مصراتة .حدثت حادثة لها صلة بتعكير ُو بين 
السنوسة ومصراتة . . وهي أن جمماعة من الطلبة المنتمين إلى السنوسة كانوا 
مع السيد أحمد في سرت» جاءوا إلى مصراتة التجارة» وكان معبم ثيء من المال 
بريدون أن يشتروا به شيئا مما يازمهم من مصراتة » ونزلوا ضموفا على رجل من 
برقة أسعه عبد السلام » واشتبر بضابط | مير » فتامر علبهم هو وحمد الخداد 
وكات شرطبا في مصراتة ‏ فقتلوهم وأخذوا أموالهم » ووضعوهم في بثر في 
دفنية مصصراتة . 


وحاول المغرضون أن دلصقوا هده الجرعة برمضان السوحل 6 ودقولون أنه 


١4 


7117-0 


أمر بقتلهم . ويعلم الله انه بريء منبا » ولا يمكن أن تنزل نفسه إلى هذه 
الحقرات . ول يكن له فيها بد » وم يعم بها إلا بعد وقوعبا .. وكل ما يؤخذ 
على رمضان أنه لم يعاقب جمد الحداد وضابط ا لمير ما يستحقون بارتكايهم 
هذه الجرعة . 

وقد أراد نوري أن يد السيد أحمد بإعانة ‏ اعتادا على ما له من نفوذ في 
مصراتة ‏ فأرسل إلمه شيئاً من اال مال وبعض المنادق .. ولكن الترك الدين 
لا بريدون الصلة بالسنوسية ديّروا مكمدة ضد هذه المعونة » فأرسلوا من تربص 
للذين أرسلت معبم > فقتلوهم عن آخرهم » وأخذوا ما معبم من المال والبنادق » 
وم بعلم رمضان بأمر هذه المكندة إلا بعد وقوعبا . 

وكان نوري بك واهما في تصوره إمكان استغلال نفوذ السيد أححد ضد 
إدريس ف برقة » فإن السسد أحمد كان من أشد” الناس كراهة لقتال المسامين 
بعضهم بعضا . ول تسمح له نفسه محاربة إدريس آنا منعه من دخول برقة بعد 
رجوعه منبزما من محاربة الإنجليز » وهو فى أشد" حالات المؤس والفقر وقد 
تحمل أشد الآلام في سبل إرضاء هذه العاطفة النبيلة . 

وقد طال المقام بالسيد أحمد على تلك الحال نحو ثمانية أشهبر » ثم اتخذت له 
مساع من مصراتة لنقله إلى الآستانة “وجاءته الغواصةفر كيها من «مرمى العقيلة» 
في أكتوير سنة 19411 م . 

هذا موقف رمضان من السبد أحمد » وم يكن المدبّر للمسكيدة وليس له بها 
علم » وليس هو المرجع الأعلى حينذاك في ما يتعلق بسياسة الترك . ويعلم الله أن 
الترك م الذين دبّروا المكيدة لقتل من أرسلت معبم الإعانة » وعلى الرغم من 
أن نوري بك هو الذي أرسل الإعانة فقد ديرت المكيدة مناهضة لرأبه . وما 
كان دقصد من هذه الإعانة وجه الله » ولكنه أراد بذلك استغلال السيد أحمد 
ضد ان عمه بدلمل أن الإعانة كانت تشتمل على كثير من البنادق » وما كان 
السيد أحمد فى حاجة إلمها . 


- حياد الابطال 18 


وللككن المفرضين برمون داعا رهوضأن مأ هو منه برأء . و ثم بعمليم هفدأا 
يكذبون على التاريخ » ويدلتون على تحمّزهم إلى الماطل وغمط الحق . وقد 
أعانهم على هذا جبلهم الحقائق وعدم التحري فيا يصل إامهم من أخبار . 

ولرمضان كل العذر في أن يحترس من السنوسية » وفى أن ينحاز إلى الأتراله 
الذين يذهبون إلى قطم الصلة بالسنوسمة » فإن الفتنة التى أحدثها أحمد التواق 
بام صفي الدين في أرفلة ومصراتة ومسلاتة ها تزال قريمة العبد » وما زال 
الناس متأثرين بها » ولا أنصار في كل الملاد » ولولا ما أخذ به رمضان الناس 
من الشدة والحزم لما انطفأت . وما تزال فتنة « كلب السمد » في الجبل الغربى 
قريبة العبد» ولا أنصار يترون الدوائر بخصومهم . كل هذا مما يجعلرمضان 
على حذر من نفوذ السنوسية . وما عرف عن السيد أحمد من طيب النفس ولين 
الجانب يفتح الطريق أمام دعاة الفتنة . وعلى أي حال قلدّبت منعم الأتراك 
السيد أحمد من دخول مصراتة لا تحده مخالفاً لنتضضات السساسة إذ ذاك » بل 
ولا لمصلحة الوطنية » فإن كل الظروف القائمة إذ ذاك تحمل الثورة فى أقرب 
وحوه الإمكان . 

وإذا كان هناك سلب لا حصل للسمد أحمد من التعس وما فأسأه من الأهوال 

وبعد أن سافر السيد أحمد إلى الآستانة كان له فنبا وفى أنقرة مواقف 
مشرافة » ولاقى هناك من التكرم والإجلال ما يغيطه عليه كل إنسان دتمنى 
لنفسه علو اهمة وحسن الأحدوثة . وقد ذكر الأمير كيب ف الجاد الثاق من 
تعلدقاته على « حاضر العام الإسلامي) ما عل السمد أحمد في مصاف الأنطال . 


ولهذه المناسية نذ كر نبذة تتعلق برمضان بك السويحللى من كتاب أرسل به 
السيد أحمد الشر يف ب وهو مأردين | إلى المواهد الكير وصفى بك الخازمي قُْ 


0 


الى سنة . + “امش . قال و حة الله خاطب وصفى يل : 


1 
« نعم أيها الولد المكرم الحترم » فإني والله تأسفت غاية الآسف على ما 
عصل ... » إلى أن قال : « فبالل الذي لا إله إلا هو إى كنت عازما على 
! كرام رمضان بك السويحلى وإنزاله المنزلة التي ما كان يظنها . والناس الذين 
.هوا في الفساد مثل أمين وغيره » فبؤلاء لا حاجة لهم في صلاح 'لوطن » بل 
عاحتهم في امتلاء جموبهم ... » إلى أن قال : « وقد بلغني ما أساءني جدأ وهو 
فل المرحوم رمضان بك السويحلي فإني والله تأسّفت غاية الأسف »© لأنه كانت 

العمومسة قيو حدما ...»© . 


هذا نوع من إحساس السيد أحمد نحو رمضان وهو لا شك يعبر عن سعوره 
دانة رمضان الوطنمة . وقد جاء فمه من الألفاظ ما يدل على أن رمضان يعد 
مما كان بديره الترك 


السيد أحمد الشريف 
في مرسين 


لا كان السيد أحمد في مرسين بتركية طلب كولونيل إيطالي مقابلته » وفي 
أثناء المقابلة عرض عليه عقد صلح بينه وبين إيطاليا . فقال السيد أحمد : نحن 
لا نكره الصلح » ولككن على شرط الاستقلال الحققى لوطننا . ثم سأله : هل 
ندك تفويض من حكومتك بالكلام في الصلح ؟ فقال الكولونيل : لا > ولككن 
مكنني أن أحصل على التفويض. فقال له السيد: إذأ بعد حصولك على التفويض 
قابل الأستاذ عبد العزيز جاويش » واذكر له ما تريد . واتصل السيد أمد 
بالأستاذ جاويش وذكر له القصة » وقال له: أعرض على" الجواب . 


وبعد قرابة هر اتصل الكولونيل بالأستاذ جاويش وأفذى إلمه يما تريده 
حكومته » فعرض خلاصة الشروط على السبد » فكان جوابه ما يأت : « قل 
لهم لا نقبل أن تككون القوة العسكرية في أيديهم» ولا أن تككون الشرطة منهم. 
وكل ما نتسامح معهم فيه هو الامتيازات الإقتصادية » وأن يكون استؤار البلاد 
حقاً لهم دون غيرهم من الأجانب» فأما قوق الملكية فلا ننزل عن شيء منها» 
وسلاحنا لا بد" يبقى في أيدينا . وعلى غير هذه الشروط فلا سلام ولا كلام » 
لأن طرابلس وبرقة ليسا ملكي لأجود بها على الطلبان بل هما ملك أهلها » . 


فاما رجع الاستاذ جاويش إلى الطلمان بالجواب عاموا ألا سبيل إلى الصلح 2 
فأذاعوا في الجرائد أن مفاوضتهم السسد السنوسي غير صحيحة . 

وقبل أن يقدم السيد أحمد على هذه المفاوضة أخبر مصطفى كال با جرى 
فأشار عليه بالصلح إذا طاب له ووافقته شروطه . 

ونحن نقدكر للسمد أحمد الشريف هذا الموقف المشر”ف من القضمة الطرابلسمة 
وسكه حقوق طرابلس وبرقة على السواء واعششارههما وحدة لا تتحزأ » وما 
شرطه على الطلمان من شروط كلبا في مصاحة الوطن وأهله . 

وقد كافأه الله بإخلاصه فأطلق ألسنة الناس بالثناء علمه » سواء من عرفه 
ومن لم بعرقه . 

ولد رحمه الله بالجغبوب !5 من سوال سنة ٠9؟١ه ‏ 18097 م وتوفي بالمدينة 
المنورة بوم الجمعة؛١‏ من ذي القعدة سية اه*١اه‏ 9م24 رحمه الله وشكر له. 


بوم أن استرد الانجليز السلوم وهذا إذا صح أن نسمي ما وقع بين السيد 
أحمد وبين الانجليز حرباً » أما الحرب الإيطالية التى هي من أجل الوطن فقد 


نكخض 


اتوت من مرفة شل د دسمار سنة ١91١6‏ م ٠.‏ ودشست مناو شات بين السيد أحمد 
والإنجليز في الواحات و«سيوة» انتبت في فبراير سنة 1911 بتغلب الإنجليز على 


5 
سعك أحتمد , 


قَضى الإنحليز على حرركة السد أحمد فى أقل من سنة ونصف . وق هذه 
“دة كانت الثورة في طرابلس مر كزة في السواحل » وتم انسحاب الطليان من 
مع البلدان الطرابلسية وانحصروا في مدينتى طرابلس والمس . 


وقد أبقن ولاة الأمور في الآستانة أن برقة لم تعد صالحة لتنفيذ السياسة 
تعاكسة للحلفاء بعد أن تغلب الإتجليز على السند أحمد وتولى أمرها إدريس 
انوسي » فاتحبت أنظارهم إلى طرايلس لمتخذوا منها مركزاً للقيام بسماسة 
مماكسة لأعدائم » فرأوا أن يقدموا لهذا الأمر بما يمجعلهم على بيّنة ما عليه 
الحال في طرابلس »> خصوصاً بعد ما وقع في برقة من أحداث قد يظن أن أثرها 
امد إلها . 


بحيى الباروني في مصراتة : 
فكلفوا يحمى الماروني بالسفر إلى طرابلس - وكان إد ذاك فى الآستانة - 
:.ظر الحال ومختبر وضع البلاد وشعور السكان » فسافر في غواصة وأنزلته على 
: بورتّة » جنوبي مصراتة “ووصل إلى مصراتة يوم ا من رمضان سنة :١ه‏ > 
و ان القائم بالأمر فمها إذ ذاك رمضان السويح#لى » فاتصل به وأخبره أخبار 
الاستانة وما تنويه الحكومة التركمة من الاتصال بالثورة فى طرابلس مرة ثانية 
و ماهد الجر كة الوطئية بنفسه ودرسها على كثب . 


لحل 


وم يليث أن عاد إلى الآستانة في غواصة ومعه الدكتور عؤان ''2 » بلغ 
حكومة الآستانة ما شاهده بنفسه وما فبمه من الزعماء في اجتاعه ,هم » وشرح 
هم ما عليه الوضع السياسي والحربى في طرابلس . ؟ أن الدكتور عئان أدلى ما 
وصل إلبه اختباره لروح الطرابلسيين » وما شاهده من تصميمهم على مداومة 
الحرب . فكانت معلومات يحمى الباروني والدكتور عمان من أقوى الأسساب 
التي سبلت لولاة الأمور في الآستانة أن يلحقوا طرابلس بتركية . 


)١(‏ الدكتور عؤان كان ضابط) تركيا . وقد طوحت به ظروفه إلى السودان وجاء منها إلى 
طرابلس ٠‏ ورجع إلى الآستانة في الفواصة التي أقلت يحبى الباروني . 


كض 


الغاىه ط ابلس بش كيد 


مهد الترك لهذا الإلحاق فاستصدروا « فرماناً » مرسوماً سلطانا من حلالة 
السلطان حمد الخامس بإلحاق طرابلس بتر كمة . 

وقد جاء هذا الإلحاق فى وقت كان الطرابلسون محتاجين فمه إلى المساعدة 
فاغتبطوا له أَينَا اغتباط » وهميعامون أن الترك لم بقصدوا من اتصالهم بطرابلس 
في مثل هذه الظروف نفع الطرابلسيين ولكنها سياسة مبيّتة بينهم وبين الآلمان 
لإشعال الثورة ضد الانجليز والطلمان ربح الطرابلسيون أو خسروا. وقد مر"ت 
على طرابلس نحو ثلاث سنوات وهي مقطوعة الصلة بتر كبة حساً ومعنى . وم 
تفكر تركية في إعادتها إليها أو الاتصالبها من يوم أن تنازلت عنها للطرابلسيين 
نعاهدة أوشى في أ كتوبر سنة ١4١‏ لآن الأحداث التى توالت علمها في الداخل 
والخارج » والحرب العالمية الى اننبت بتمزيقها وسقوط الآستانة في يد الحلفاء 
أمككت قواها وحالت بينها وبين التفكير في طرابلس . وما تغني عنها طرابلس 
وهي مبددة في الآستانة » والدردنيل على وسُك السقوط في أيدي الأعداء » 
إذا فإلحاق طرابلس بالآستّانة كان سماسة مميتة ‏ كا ذكرنا ‏ بين الترك والألمان 
لإذكاء نار الثورة في طرابلس وامتئنافها في برقة إن أمكن من طريق وجودهم 
في طرابلس ليتمكنوا من شغل أكبر عدد ممكن من الجبوش الإنجليزية 
والإيطالية . 


ه85 


في سرت : 

انتهز السيد إدريس السنوسي فرصة الخلاف القائم بين ترهونة ومصراتة 
وأرسل جماعة مسلحين من طرفه برياسة الشخ صالح الأطبوش لاحتلال سرت 
- وكانت إذ ذاك تابعة لمصراتة ‏ فاحتلوها على أثر ما حصل بين صفي الدين 
ورمضان السويحلي . 

الفتئة الجائحة : 

من حوادث سنة ١415‏ تلك الفتنة الجائحة الت وقعت في أوائلها . وهى 
حرب الإباضية والزنتان الأولى . حرب اشتملت على كير من الشناعات » 
اقتتل فبها الإخوة والمواطنون . فكانت حرباً مخر”بة » ومقتلة إنتقامبة أسفرت 
عن قتل الوطن كله با خلفته من حزازات وأحقاد عجزت الأيام عن محوها . 

وكانت سببأ في حرب سنة 1480 التي كانت سبباً في إستيلاء الطليارن على 
الوطن كله . 


الباروني في مصراتة : 

وقد وجدت حكومة الآستانة في المعلومات التي أدلى بها يحبى الباروني 
والدكتور عؤان ما أقنعها بصلاحية طرابلس لتكون مركزاً للسسامة التركية فى 
شمال إفريقية » وأن الثورة فيها على وضع يستحق العناية وبذل الجهود . فعمنت 
سلوان الباروني والما على طرابلس »> وقومئدانا عام لها » وأرسلته فى غواصة 
هو والدكتور عثان الذي كان سافر للآستانة مع يحبى الباروني » وأرسلت معبها 
ملابس ونياشين ورتب عسكرية» ونحو أربعة آلاف جنيه _أكثرها عملة مجمدية 
وآلات حرسة» ونزل على مصراتة في١من‏ دى الححة سنة ؛ ١ه‏ يوافق إبردل 
سنة ١191م‏ . 


وم تترك الحكومة العؤانبة التصر'ف للطرابلسيين في ماكانت ترسله من 


1 


أموال وسلاح » فأرسلت الدكتور عئان مع الماروني للإشراف على ما أرسلته . 

وعقب وصول الماروني إلى مصراتة أرسل كتاباً إلى «الشخ سوف» في 
العزيزية ‏ وكان رئيس امجاهدين فيها ‏ وإلى الأعبان والمشايخ يخبرهم فبه 
بقدومه » وهذأ نصه : 

« إنه من سلبان وإنه يسم الله الرحمن الرحم : 

السلام علمم ورحمة الله وبركاته . عدن ولله الحد ‏ والعود أحمد ‏ إلى 
وطننا العزيز من دار الخلافة العظمى تحملنا عفاريت المحر السانحة فوق جبال 
الأمواج تارة » وتحت عمق خمسين ذراعا في لج الم" أحماناً . 

إلى أن قال : عدنا ولله امد » ومعنا كل ما يازم » واستقبلنا أهل مصراتة 
الكرام بكل سرور وابتهاج . 

هذاوقد تفض لأمير المؤمنين_أيدهالله ‏ فأمر حكومته بإلحاق طر ابل سالغرب 
بلادنا بالولايات العؤانية » واقتضت إرادته السنة إرسالى لأجل إجراء الترتسات 
للازمة ملكية وعسكرية وتعبّد أن يوالي المدد إلى النباية ها تطلعون على ذلك 
فى منشوره العالي الشأن . | 

وسنعرفك من مر كز مسلاتة بعد المذا كرةمع البطلالغيور رمضان بك ومن 
معه من الأبطال عن المكان واليوم الذي يصير فيه الاجتاع العمومي إن شاء الله» 
فانتظروا حواينا . 

والسلام الأسنى على العاماء الأفاضل والمشايخ ورجالم الكرام . 

من أخبي 
9 دي الجحة سنة 4م١٠١‏ سلمان السارونى 

وأرسل كتاباً بهذا التاريخ إلى المبروك المنتصر يحثه فبه على التوسط لإنهاء 
الفتنة القائمة بين ترهونة ومصراتة ويعامه فمه أنه أأرسل من قل السلطان محمد 
رشاد الخامس والما على طرابلس وقومندانا لها والمبروك المنتصر شيخ من شوخ 


1 


ترهونة المبرزين . ومن الشجعان الذين اشتبروا في الحرب الطرابلسة . أمفى 
أكثر أوقاته مدة الحرب فى خطوط الحرب يتولى رياسة المحجاهدن وينظر فى 
أحوالهم . 

وقد اطلعت على كتاب بإمضاء قائد القوات الإفريقمة الفريق نوري عدحه 
فبه بعلو الحمّة والغيرة الوطنية وقال له فيه : « ولما نعبده فم من الشجاعة 
والتدبير رأينا أن أوجهم إلى خط« تاحورة»برفقة القومندان حمدي يك»وبوظفة 
( معاون قومندان ) وأن تأخذوا معم الطوحية والمدافعم .... وغرضي أركل 
تذلوا قصارى الجهد في ضبط خط «تاجورة» ومنع التعامل مع العدو. .الغ » . 


والمبروك المنتصر غير يجبول للطرابلسين في جباده وشحاعته وقد هاجر 
فيمن هاجر إلى مصر سئة ١474‏ وتوفي بالفيوم . 


كتأبه إلى إدريس السنوسي : 


وقبل سفره إلى مسلاتة أرسل كتابا إلى إدريس السنوسي يطلب منه 
الإنسحاب من سرت قطعاً للفتنة والتزاع . وهذا نصه بعد الدسماجة : 


«هذا وقد وصلت” مصراتة مرسلآً من لدنحكومتنا السنية بطلبمن الأهالى 
بعنوان والي وقومندان طرابلس . ولدى وصول المر كز وصل الخبر بأن قوة 
قدمت من جبة برقة تحت قيادة القائقام مومى بك واحتلت قصر سرت بعد أن 
بارحتبا قوة الجاندرمة التي هناك من طرف رمضان بك السويحلي باسم الدولة 
العئانية » فبادرت بإرسال جواب إلى موسى بك والشيخ صالح الأطبوش لأن 
بلغني أنه مع القوة المذكورة . فجاء الجواب من الشيخ صالح مبيناً فبه أنه ما 

قدم إلا بأمر من سيادتم ومن نوري باشا بعنوان « متصر'ف سرت »© فتأسفت 
لأنه كان أول أمر أصدرته متعلقاً بتحبيز قوة لمقابلة تلك القوة المنسوية إليم 
إلا أنني أمرت قومندان القوة أن تحاثى ‏ ما أمكن الدخول فم تكدر 


١54 


الخواطر بين بى وطن وأحتيد ودين وأحد رجاء أن تتحلى القوة حتارة 
عن القصر بعد أن بسلغها المنشور السلطانى الذي أرسلناه إلمك . 

بناء علمه أرجو الممادرة إلى تسوية هذه المسألة إن كان أمر حركتبا 
صادراً منك . 

9 خ# من ذي اللحة سنة 4سم١‏ 

فرد عله السد إدريس يكتاب يقول فيه : 

2 وعميه وذكرتم نزول عسا كرنا بسرت فصحيح ذلك قبل قدوم؟ »2 إد 
كانت الفتن مشتعاة بين السويحلى وترهونة » فأجبرنا الحال أن نطفئها بأي كان 
من دون إذن أحد .... وها نحن أمرناهم بأن يقفوا بالقصر ١١‏ ... 
نأمل من جناي معاونتنا على إطفاء الفتن ... ونحن وأنتم لافرق سننا » كلنا 


1 الحرم سنة مس »و عمل إدرس ابن السسد المبدي 


ولم يطل الباروني المقام في مصراتة » ثم سافر إلى العزيزية مر كز المجاهدين 
بالجبة الغرسة ووصلبا فى ؛ من صفر سنة ه*8#١‏ . وقد مر في طريقه بسلاتة 
حمث الحرب قائمة بين مصراتة وترهونة » واجتمع برمضان السويحلى وبرؤساء 
ترهونة وتوسط بينها| بالصلح ووقف الحرب » فقبلت هذه الوساطة من الطرفين 
وأوقفت الحرب 2 ب لممسسعم الأول سنئة ١6‏ »> عير أن الخرب نضع أوزارهاء 
وم يتم" الصلح بين الطرفين وبقي كل منها واقفاً في مكانه نحو ستة أشهر . 


)١(‏ يعنى قصر سرت وجلوا عنبا في شعبان سنة ه ++ ١ه‏ ومن هذا التاريخ رحجعت إلى ذفوذ 
مصرأتة , 


556 


استمر الباروني في طريقه إلى العزيزية . وهناك اجتمع بأعبان العزيزية 
والزاوية والجبل والجبة الغربية كلها ») وتلي الأمر السلطاني بإلحاق طرايلس 
بالولايات العؤانية» كا قرىء الأمر العالى بتولمة البارونى والما على طرابلس ١١‏ » 
وكان ذلك بحضور جم غفير من الطرابلسبين من الجاهدين وروّسامهم وأعبان 
القمائل وأشرافبا . 


ومازال الناس قربي العبد بدولة الخلافة ونفوسهم منأثرة بتابعيتهم لد 
مسامة تدين بدينهم وتعتقد ما يعتقدون.ول يحدوا في نفوسهم غضاضة من إلحاق 
بلادهم بدولة الخلافة مرة ثاننة » بل وجدوا في ذلك راحة لهم وقوة على ما ثم 
بسبله من الجباد . وانفض” الاجتاع وانصرف الناس كل” إلى عمله » ا انصرف 
الباروني لإدارة ما أسند إلمه من شؤون » واتخذ «الزاوية» مركزا له . 


الأمر يعدم وقد ان مه السيد !ري وأا و السلية أ قط سل برل 


بالترك لأن سياستهم فيها عادت علبها بالضرر والخسارة » فعمل لذلك »2 واتصل 
بالإنجليز والطلمان وعقد معهم معاهدات . 


شا » وعبد الرحمن بك عزام والكونت مانسمان الألمانى "' . ولما بنسوا من 
تنفيذ سياستهم ضد الإنحليز في برقة » واتضح لهم ميل السبد إدريس إلى عقد 


١')م‏ نتحصل عل أمر الالحاق ولا على أمر التعبين . 
ْ ؟") كان الككونت مانسهان عثل السياسة الألمائية في برقة ولما سافر فوري بك وعزام بك إلى 
مصراتة » ولم يبق أحد من ممثلي السياسة التركية في برقة لم يمد في بقائه فمبا فائندة فسافر إلى 


مصراتة » وكانت معه نقود ذهمية كثيرة » فقتل في الطروق قبل أن يصل إلى مرت » وأخذ كل 
ما معه من النقود وكانت تربو على عشرة 1 لاف جنمه ذهباً . 


عنث٠‎ ٠ 


معاهدة بيئه وبين الإنحليز والطلءان انتقل نوري بك وعزاء بك إلى مصراتة 
فوصلاها فى أواخر ستتمبر سنة ١9١‏ ويقى الكونت مانسمان فى برقة وقد 
أفاد وجود عزام ونوري في مصراتة الحركة الوطنية عنصراً آآخر من النشاط . 
وقد تجلتى نشاط عزام بك في تهدثة الفتنة القائمة ببن ترهونة ومصراتة > وما 
زال سعى بالخير حتىقبلت وساطته وأتم” ما مبّد له الباروني. واجتمع الفريقان 
فى روضة سسدي أبى الأجراس في فواتير مسلاتة » وتساحا » وتم" الصلح بينها. 
وكان ذلك فى رمضان سنة و١‏ > وبانتقال عزام ونوري إلى مصرات» انتقل 
النشاط السساسي الترى إلمها . 


كان اتفاق ترهونة ومصراتة من أقوى أسباب نجاح الحركة الوطنية » وكان 
بركة على جمبع القطر » وكل ما وقع بعاه من أدوار النشاط إعا تم بسسه ٠‏ 
وقد حصل في وقت أضيف فيه إلى الجهاد الوطني عناصر قوية » فكان ‏ مع ما 
لابسه من هذه العناصر ‏ عبداً جديداً كله خير وبركة على الوطن . 


تحوال سياسي : 

كانت الغواصات الألمانمة تأق إلى برقة لإمداد القائمين فبها بالسياسة التركية 
الغواصات إلى مصراتة » وصارت تأتي ءا يازم لتغذية إدارة الحرب من المال 
والسلاح . 


وفي رببع الأول سنة ه١١‏ نزلت مركب على السميرة شرق قصر حمد 
نحو ١٠١‏ كملومتراً برراسة محمد القاسسى مرساة من الآستانة مممّلة بالسلاح والآدوية 
وفمها ما ينوف على ثلاثين در”اجة . وفبها إثنا عشر صندوقا ملوءة بالمجيدي 
( عملة فضمة عئانئة ) وحضر إلمبا نوري من مصراتة لتسلم ما فمها وقد طاردها 


5*١ 


الأسطول الإيطالي وضريها بالمدافع » ولكنها تمكنت من الوصول إلى البر سالمة . 
وفي البوم الثاني جاءت بعض قطع الأسطول وأنزلت جنوداً الكشف عنبا 
فكمن هم الجاهدون وضربوهم بالرصاص وكان ذلك نحضور نوري بك وعزام 
بك فقتل بعصهم وفر الماقون . 

وم يعد غريبا أن تصبح طرابلس مركزاً لإدارة السياسة التركمة الألماشة 
في إفريقية لأنها أصبحت تابعة لتركية » وكان مر كز هذ! النشاط السيامي 


مصراتة . 


مصراأتة : 

هذه المناسية نحب أن نعر*ف عصراتة تعريفاً سناسياً لسكون القارىء على 
عم من هذه المدينة . 

مصراتة من أحسن المدن الطرابلسية » وأقدمها في التاريخ »© وأشهرها فى 
النشاط التحاري وعاصتبا ال مواطين »© وهي تمعد عن المحر بنحو عشرة 
كملومترات إلى الجنوب الغربي . وممناؤُها المحري قصر حمد » وله شهرة قدة 
بين موانىء البحر الأبيض المتوسط الإفريقمة . 

ولفظ مصراتة كا يطلق على الباد يطلق على سكانه » فمقال الملد مصراتة » 
ويقال لسكانه مصراتة » وقبيلة مصراتة . وكانت زمن الحكومة العثانية تابعة 
في الإدارة لمتصرفية الخس» ويسمى رئيس الإدارة فمها قامُقام» وجاء الاحتلال 
الإيطالي وهي على هذا الوضع . 

وبعد أن أجلى رمضان السويحلي منها الطليان أسس فبها حكومة وطنية 
وتولى رياستها ودان له أهلها.بالطاعة على طبب نفس من الكثيرين » وعلى مضض 
من البعض © وهم قلة . 


وعلى هذا الوضع وجد الماروني مصراتة بعد مجمئه من تركمة » ووجدها 


ا 


كذلك عزام بك ونوري بك بعد جيئها من برقة فطاب هما بها المقام » ووجدا 
فى سماسة رمضان متسعاً لنشاطهما ويذل حبودهما في الإصسلاح والتنسق . 
وكانت مصراتة فما بعد محطأ الغواصات ت » كا كانت مقرأ للأمبر عثان ومديري 
الساسة التركمة . 

وقد اجتمع فيها من عناصر الحساة ما جعلها في مقدمةالبلاد الطرابلسية أثناء 
الحرب كلبا » بل زعممة للحركة الوطنية في طرابلس . وأقوى هذه العناصر هي 
رياسة رمضأن بك السويحلى علبها وصلابة عوده وعفة نفسه . ومن العناصر 
القوية اتخاذها مر كزاً لإدارة الساسة التركمة التي تتبعها إدارة الحرب . وكانت 
سامة مصراتة هي الميزان الذي يوزن به سياسة الحرب في طرابلس كلما . 


وكانت ضرورات الحرب تلح في | كال ما ينقصها » وولاة الأمور يمذلون 
جهودهم للوصول إلى سد هذا النتقص »> فنشأ فمها نوع من صناعة الحديد لإصلاح 
بعض القطع الحرسمة الصغيرة وملء الخرطوش الفارغ . ونشّأت 0 صناعة 
دراغة الجلود لإعداد يعض ما يازم لآلات الحرب من السيور . نشئت فبها 
مدرسة لتخريج صغار الضباط في أوائل سنة وس ا وخر سنة 
سمو ه. وتمعا لهذا النشاط الحبوي اتحبت أنظار الناس إلمها من كل جبة » 
وأصحت سساسة مصراتة السياسة الوطنية التي يحب اتباعها وتنفيذ خططبا . 
و يؤثر وجود الأتراك في مصراتة على نفوذ رمضان يك السويحلي لآن وجبة 
النظر كانت واحدة تقريياً . على أن الأتراك وجدوا في صلابة رمضان ما جعلهم 
بتحر”ون انحاهه ينوع من الحكة. 


وكان نفوذ «صراتة الماشر يشمل : زلمطن » وساحل الأحامد » والخقس 
( ماعدا المدينة ) وفقفصر خمار » ومسلاتة » ويمند جنوبا إلى سرت . وقسك 


استمر هذا الوضع منذ أن أسس رمضان بك حكومته فبها في أغسطس سنة 


م 


6 إلى أن احتل الطليان البلاد كلبا فى سنة ١١8+‏ , 


وفي سنتي 191891911م كانت غدامس تابعة لنفوذ رمضان السويحبى » وكان 
القاكقام فبها على الشنطة » ثم جاء بعده أحمد الفسّاطوي . وفى هذه المدة كانت 
منازعات وحروب بين الشعانبة ‏ وهم من سكان الصحراء ويتبعون الجزائر - 
ودان التوارك ‏ و ثم من سسكان الصحراء وبلبعون طرابلس »© ومر كزهم 
(عات ). 


وى سنة ١91١‏ أرسل رمضان السويحلى مع الحاج بعمو بدت المال حمسة 
آلاف جننه دهاً إلى فاعقا م غدامس ١"‏ للإنفاى منها على الحند القاغين بمراقئة 
الأمن في غدامس وعلى الحدود التونسة . وقد سلم الحاج بعيو المبلغ إلى قامقاء 
غدامس وسلمه معه رسالة من رمضان إلى السلطان أمود رئيس لتوارك بدعوا 
فيها إلى السعي بالصلح بين التوارك والشعانبة وأوصل قائقا م غدامس ‏ وكان 
أحمد الفساطوى ‏ هذه الرسالة إلى ( الساطان أمود ) ؛ وأرسل إلى الشعانية 
بمثلبا » ولبى الطرفان دعوة رمضان إلى غدامس وحضر السلطان أمود سمخ 
التوارك ومعه جماعة من أعبانبم » ا حضر جماعة من الشعانبة » وتم" الصلح 
بينهم استجابة لوساطة رمضان السويحلى . 

أما نفوذها الأدبى فقد كان أرمضان بك أنصار في جمسع الحمات . ومن 
هؤلاء الأنصار : خليفة بن عسكر فى نالوت ؛ والشخ محمد هويسة في الزاوية ومعه 
قسم كبير من البلاعزة » وخليفة الدعيك ‏ الذي اشتهر أخيراً يخليفة الزاوي ‏ 
في فزان » وكان حاكما عليها » ومختار بك كعمار وأخوه اهادي ف غريات . 
وكل هؤلاء وأتباعهم كانوا من المعجبين برمضان بك وسباسته . وكانوا برون 
فمه الرحولة الممتازة والوطنسة الصادقة 


أحد شان ا 0 


بار 





٠ © لاس مياد الأنطال‎ ٠ 


هذه لمحة من حماأة مصراتة الساسية في الجباد الطرابلسي . 


أما حرويها وما وقع فيها من معارك فسيجدها القارىء مدو”نة 2 أما كنبا 
من سلساة الوقائع الطرابلسية التى تككسب الفخر و تخد المجد . 


تداس : 


جد على طرابلس في سئة ١11‏ عناصر قوة هي : إلتحاى بعض العناصر 
التركمة والعريمة بها » وتردد الغواصات الألمانة عليها حمّلة بالنقود والعتاد 
الحربى . 

وقد أحدثت هذه العناصر قوة ماموسة في جمبع ما يتصل يحماة المجاهدين » 
ونشاطاً في روحهم المعنوية » وكان لها أكبر الآثر في انتصاراتهم التى أحرزوها 
فى سنى ١9117‏ و4١5١‏ و ١5395‏ » يا أحدثت احتكا كا فى الأفكار كارت من 
تتائجه أن فتيح مبدان التنافس لتعر'ف طرق الحماة »وتلقتي الدروس العملية فيا 
يحب للوطن وعلى الوطنيين . وقد استفاد الطرابلسون من هذا الاحتكاك في 
تحسين إدارتهم وإصلاح شُوُونهم . وأكسب وجود هذه العناصر الحركة الوطنية 
إستقراراً بعد تلك الانتصارات الى أحرزها الطرابلسيون في سنة ١١١6‏ 
وأواخر سنة ١41١4‏ . وتركزت في الساحل الذي يد من مصراتة إلى زوارة » 
وكانت: حرب طراد وجولان في مبادين متنقلة بين فزان وطرابلس» وبين سرت 
وزوارة . 

وتولى نوري بك الإشراف على ما يتعلق بالأعمال الحربية وكان الاستاذ 
عبد الرحمن بك عزام نقطة الارتكاز فيا تلتقي فيه مصلحة الإدارة ومصلحة 
القبادة الحربية . وكان لحذقه ولعربيته المقام الاول في هذا المر كز الممتاز . 

وكان بمد المجاهدين كثير من الأسلحة الختلفة مما غنموه في مصراتة وترهونة 
وغيرهما »من المرا كز التى انسحب منها الطليان فى سنة ١516‏ . يضاف إلى هذا 
ماكانت تأتي به الغواصات إلى مصراتة . فاجتمع لديهم من العتاد الحربي 


”م 


ما شجعبم على ملاقاة العدو » وأصبحوا على أتم" استعداد ناز لنه ٠‏ 
نشاط العصدو : 


وقد أبدى العدو نشاطاً كمسيراً في مختلف الجبات - وخصوصا في حبة 
زوارة ‏ حت أصبح المجاهدون يتوقعون هجومه عليهم في كل وقت ٠‏ وكارف 
المحاهدون يكو نون جمبة متصلة من العزيزية إلى زوارة . وكانت هذه المنطقة 
أكبر مسدان لنشاط العدو ويعلق عليها آماله في النجاح » كا أنها كانت أكبر 
ممدان وقف فنه الطرابلسيون أشرف المواقف ولاقوا فيه أعظم الخطوب . 

وكانت العزيزية هي مر كز الأساس » والقلب النابض هذا المبدان » تشرف 
على حركة الجباد كلها من قصر القربولى إلى زوارة > ويل العزيزية في تر كيز قوة 
الحاهدين الزاوية » لأنما كانت ملسمر 5 القلب الماشرة له » فكانت تدافع عن 
نفسبا » ومّد" القلب بما يحتاجه عند الإقتضاء . وكانت نقطة ارتكاز يعتمد عليها 
الجناح الأيسر الذي يمند إلىزوارة في كثير من أعماله. فبينا ترى مجاهدي الزاوية 
حاربونفى زنزور إذا بالأمر يصدر إليهم بالذهاب إلى زوارة للاقاة العدو هناك» 
فلا يأتي مساء البوم الثاني إلا وهم في زوارة . 


وقد جمع الطلانى هذا الممدان ما أمكنيم جمعه من الجموش وآلات الحرب» 
استعداداً لمعركة فاصلة يتقركر فبها مصيرهم في طرابلس . وذ كر الباروني باسًا في 
دعض كتاياته أن أحد الإيطالمين أخبره أنه كان لهم فما بين طرابلس وزوارة 
ماثة وعشرون ألف جندي» وسيتضح للقارىء فها سنفصل بعد' أن" الصراع كان 
عنيفا بين الطليان والعرب لكسب المعركة » ولكن ما أبداه امجاهدون من 
الصلابة وقوة الدفاع جعل هجيات الطلبان الشديدة تموء بالفشل . وبداً 
الحاهدون يتحر “شون بالطليان » فل بر الطليان بدأ من مقابلة هذا التحرش مثله 
بل رأوا أن يسقوا المجاهدين بالمحوم . 

هذا أهم ما حصل فى سنة ١41+‏ 4 وكان كله استعداداً لما حصل في سنة 


يفاض 


من معارك حامة ٠‏ 


معركة االجديدة ٠‏ 

ودخلت سنة ١4107‏ وكان الطليان على أتم استعداد للبجوم . فدهزوا جيشأ 
عظمما بقمادة الحئرال « لاتمنى ») وهحموا على المجاهدين بوم 5 من ينابر سنة 
الجديدة بقرب بوعجملة» وثنت المجاهدون النبار بطوله “ونازلوا الطلان 
منازئة الأبطال . وكان الطليان يقصدون من ه<ومبم على الجديدة صرف نظر 
المحاهد.ن عن يوعحملة وحلب قوة امحاهدين مئة إلى الكديدة . وكانوا أعد”و| 
قو كسيرة ة للبجوم على بوعحيلة ؛ وقد حدمل ذلك وهحموا عليه صبيحة اليوم 
التالى لامعر كة وهو يوم ٠(‏ . وقد طسر الخير إلى الزاوية منْك المو الأول وسجاء 
منبا من المحاهدىن ما سد النقص قْ بوعحمالة بدل الدين دهموا | إلى الخديدة. 
ومبذا تكائر المحاهدون وفازوا بالمعر كتين وارتد الطلمان إلى زوارة . والنصر 
من تميز انه حجمز الهمم وتنشضط النفوس :0 فكانت هده المعركة حافر أ لأمحاهدن 
ومنشطأً . 


وقد أ راد الطليان أن يعمدوا الكر ة في قوة أكثر وبقمادة قائد آخر . 
أ وآخر مارس سنة ١4١107‏ جمعوا جيشأً عظمما من ناحمة زوارة بقيادة 0 
و كسانيس » ووجهته طرابلس . وقد قسّم هذا الجبش إلى ثلاثة أة قسام : قسم 
جاء على الطريق الساحلى ومع؛ سلطان بن سعمان . وقسم حاأاء على حنوبى 
بوعجيلة » وقسم جاء في الوسط يشى بوعحملة » ووحبة الأقسام الثلائة طرابلس 
على طريق صرمان والزاوية وزنزور للقضاء على من قُِ طريقيم ‏ من امجاهدين الدين 
يحتلون كل هذه الملاطى . 

وخرج هذا الجبشيغطي وجه الأرض نحنوده وبنوده» فالتقى به الجاهدون 

في الوم الخامس من إبريل سنة 19117 فحبسوه عن التقدم » ور كبته خل 
المجاهدين : وعرثا حاول الات » فكانت حنوده 02 الريح مرتدة إلى 
الوراء » وآخر نتقطة وصلت إليها ميسرته زواغة « صبراتة » من تاحمة شاطىء 


4 


ادخر 4 9 ارتد من دمي ميةه إل زوارة بحر أذيال المزعة ٠‏ ووقع ساطان 
2 5م ع 0 
ن شعبان في بثر وأ خرج منها ومات عقب وصوله إلى زوارة مباشرة. 


كان عمنا من أعمان زوارة » وسريا من سراتها . ورث الحسب والنسب عن 
'ه وأجداده . وأول ما نزل الطلمان في طرابلس كانت زوارة ‏ وعلى رأسها 
دو وغيره من أعمانها - فى طليعة المجاهدين > وكانت لهم مواقف همودة في 
شالىي وزنزور وحروب زوارة » وكانوا وحدة متممة لصفوف المجاهدين . 

وقد وقعت مسائل يظبر أن سلطان بن شعبان تأثر بها : منها أن سوف بك 
!| رجم من الشام عدن عسى بو سبمين قاكقاما على زوارة » وكان برى نفسه 
حت" هذه الوظيفة . وحينا ذهب إلى مسلاتة رأى من سوء تصراف السنوسية 
و استمداد التواقى في فتنة صفي الدين واجتاع مسلاتة ما زاد نفسه تأثراً . وما 
؛ن من فتئة « كلب السمد » التى كانت من أكبر الأسباب في حرب الإياضية 
والإتنان . فإذا أضف إلى هذا ما وقم في الحرب الأولى بين الزتتان والإياضة 
أمكن للإنسان أن يقول إن نفس سلطان بن شعبان كانت متأثرة بهذه الأسباب 
متمعة ومتفرقة . مما مله على الاتصال بالطليان . 


وإنما نأسف أن يحرم الوطن من معاونة عظم من أبنائه مثل سلطان 
ان شعمان . ولو استعان على نفسه بشىء من التسامح وسعة الصدر »> لساق الله 
على بديه من الخير للوطن ما خلد ذكره وأسعد وطنه » ولكن شاء الل ذلك 
ولاراد لمشيئته . 
كرة ثالثة ولكنها ليست كسابقتيها » بل إن قبادتهم رأت أن تكون المماة 


اس 


مزدوحة : يخرج قسم من اخيش من طرابلس للشغل قمادة احاهدين بالعزيزية 
وما حونا » ويتد بعض هذا القسم إلى زنزور وإلى الزاوية إن أمكن لتوسيم 
الجبهة على المجاهدين وشغل أكبر قسم منهم بالحرب حتى لا يمكنهم إرسال نجدة 
مواجبة الجيش الآتي من زوارة . ويخرج قسم من زوارة ووجبته طرابلس 
لاحتلال بوعجبلة والزاوية والقضاء على من فيها من المجاهدين . وتتككون نتمجة 
نحاح هذا التدبير التقاء القوتين > والاستملاء على الساحل الغربى كله من طرابلس 
إلى زوارة . ومضت خمسة أشهر بعد هزهتهم في إبريل سنة ١41١1!‏ وهم يعد ون 
العدة لهذه احملة المائلة . . وخرج مام هذا الججدش بوسف خرببش ركسا 
على المرتزقة . 


وقد ترامت أخمار هذه الاستعدادات إلى قمادة الجاهدين في العزيزية» فكان 
الباروني باسًا » ونوري بك ها اللذان شرفان على ترتيب المجاهد.ن »؛ وأعدوا 
للأمر عدته 4وصدرت الأوامرا إلى «سوف»وغيره من روساء المجاهدن بالاستعداد 
للاقاة العدو > وجمعوا من المجاهدين ما يمكن جمعه » وأعداوا أنفسبم للقتال . 


بدء هجوم : 

وف فجر الموم الثالث من سبتمبر سنة ١911‏ ايتدأ الطليان الجوم من 
ناحمق طرايلس وزوارة » واعترض المحاهدون هذا الزحف المائل » وكان سملا 
جارف من ناحبة زوارة » فلم يقووا على صده > وفي الموم الرايع احتل جية 
بوجي وصرمان والزاوية وجد أم وصياد . وقد أتوا في لزادية من اممحلات 
أقراطين وحليهن في قسوة كانت تؤدي في كثير من الأحياد إل قط + سعحمة 
الأذن مع القرط.. ٠‏ ورج النساء والأطفال والعحزة من الرحصال إلى العراء 
هربا بأرواحهم “ وم يغن عنهم ذلك شيئا » فقد قتلوا في غير رحمة . وك من 


عفن 


أعمى قئل وهو يتامس موضع قدمه > ومُقئُعد اخترقت الرصاصة قلبه وهو 
لا «قدر على النبوض . 
فنلوا على هذا النحو » وما زال على قمد الحماة الد.ن شاهدوا في مدينة 
مر ابلس أقراط النساء معروضة للمسع وفمها قطع من آذانمن . وكانت فسوة 
الطلمان والمتطلنين أشد” من أن تحترم حرمة النساء » وضعف الأطفال 
والمقتعدين . وقد تولى كبر هذه الشناعات بوسف خربيش ومن انضم إلمه من 
المرتزقة » وه الآن بين يدي الله يحازهم با يستحقون . 
وفي الموم التأسم - وهو الموم السايع لامعركة التقت القوتان فى زنزور . 
وفي أثناء ما كان الجيش الآنى من زوارة يتقد"م إلى الشرى كانت القوة التي 
حر احثت من طر ابلس بقمادة الكلونيل برونىي مشتسكة فى معارك هائلة مم 
القوتان : الآتسة من زوارة والآتمة من مدينة طرابلس في حارية المجاهدين » 


فتراجعوا إلى فندى ابن غشير وسواني بتمادم . 


حسين الحكر يتاي : 

وقد ظن الطليان أنهم على قاب قوسين من النصر النهائي » فأرادوا أرتف 
تكون الضربة قاضضة © فجاءوا بقوة أخرى هائلة فبها كثير من المرتزقة وعلى 
رأسهم حسين الكريتلى » واجتمعت هذه الجبوش الإيطالية كلها واتجبت نحو 
العزيزية وهي مركز قمادة المحاهدين. وأتيحت للمجاهدين برهة من الوقت جمعوا 
فنها ما يمكن جمعه . وأصبح المجاهدون أمام خطر داهم وقوة لا تعد" بالألون 
بل بعشرات الألوف. ونزل البارونى باشا وجمد سوف بك ونورييك إلى المبدان 
بأنفسهم واشتر كوا في المعركة » وحفزت الهمم وثارت امية» وكان الموت أقرب 
إلى المجاهدين من أنوفهم > واعتزموا الدفاع إلى آخر رجل منبم . وفي يوم ٠١‏ 


1 


من سبتمير سنة 1417 التقى اجمعان في فندق ابن غشير » وحمي الوطيس » 
وسكت كل شيء إلا الحديد والنار » ووجًّه الملجاهدون نيرانهم إلى قلب الجيش 
الإيطالي فقتل حامل الراية » فازدحموا على حملبا » فانتبز المحاهدون فرصة 
هذا الازدحام واشتدوا في إطلاق الرصاص عليهم » واشتركت رشاشات 
المحاهدين في هذا الزحام فكانت تحصدهم حصد الهشم» وقتل اثنان من تبادلوا 
حمل الراية الإيطالمة » واستمرات المعركة حمس ساعات على أَسْد ما تكور.. 
المعارك قتلاآً » ثم وقف تقدم العدو » وقتل حسين الكريتلى فكان قتله بدء تقبقر 
الإيطاليين » وحال الظلام دون استمرار المعركة . وانسحب الطلان إلى المدينة 
وانسحب المجاهدون إلى العزيزية وكل' من الفريقين لا يدري ما فعل الله بصاحمه 
وكادت هذه المعركة تكون فاصلة لولا ثبات المجاهدين وقوة إيمانهم » وما أبداه 
نوري بك من دقة الإشراف على فرقة المدافم الرشاشة . وهي من المعارك 
المعدودة في الحرب الطرابلسية الت أبلى فمبا الطرابلسيون بلاء حسنا أمام 
حموش الطلمان المائلة كثيرة العدد والعندد . 

وقد لاقى الطلمان فى هذه المعر كة صدمة هائلة جعلةهم يفيقون من غفلتهم » 
ويحسبون لقوة المحاهدين حسابا غير ما كانوا نحس.ون » وتراحعوا عن المراكز 
التي أخذوها وتحصنوا في زوارة » وأنشأوا لهم مخفراً في اميل » ومكثوا سنة 
لايحرأون على الخروج ولا تحدتهم دفو سهم بأ شحوم * ولم يقوموا بعمل حربى 
ستحق الذ كر سوى مناوشات صغيرة كانت تقم في فترات متقطعة» واستمرآت 
هذه الخال إلى سستمدر سنة م١9١‏ . 


سفر نوري وعزام إلى الاستانة 2١‏ : 
قال الأمبر شكدب في حاضر العالم الإسلامي : « لما استدعى أنور أخاه 
)١(‏ سافر نوري وعزام من مصراتة في أغسطس سنة وتوفى نوري قدلا في حادث 
اتفحار مصنع للزخيرة الحربية سنة ١9+69‏ . 


اذى 


نوري - من مصراتة - إلى الآستانة وولا”ه قمادة جيش القفقاس استصحب معه 
إلى الآستانة الأستاذ عبد الرحمن عزام . وقال لي نوري مرة هذه الملة : « لولا 
هذا الشاب ماكان يمكننى أن أوفتق في طرابلس » . وكارىن عزام يد 
نوري السمنى 6 . 


الأمير عثمان فؤاد في مصراأتة : 

قال الأمير شكبب : ولا أرسلت الدولة الأمير عثان فؤاد ابن الأمير صلاح 
الدن إلى طرابلس أميراً وقائداً عام عليها مكان نوري باشا أرسلت معه 
عبد الرحمن عزاء الصري 27 مستشاراً ومديراً » فاما انتبت الحرب الكبرى 
وانعقدت المتاركة ‏ ومن حمة شروطيا إخلاء الآتراك لطرايلس ‏ صدرت الإرادة 
السلطانئة إلى الأمير عؤان فؤاد بترك تلك البلاد فذهب إلى تونس وسلّم نفسه 
إلى الفرنسس »© وهؤلاء ساموه إلى الطلبان الذين أفرجوا عنه » ولكن بقيت 
الحكومة الوطنية في طرابلس على ماكانت عليه » وهي حكومة حلفية '"' 
مر كزها مصراتة » وعبد الرحمن عزام هو الدي يدير أمورها » ويرتق فتوقبا > 
ودؤلف بان اللجيات المتنافرة حتى يتسنى لهم بالامحاد حفظ استقلالهم '' » 


. ١91١4 حاء الامير عؤان وعزام في مارس سذة‎ )١( 

(؟) يقصد الامير حكومة المبورية » وهي التي كانت تشتمل عل معنى الحلف وم تتخد 
مصراتة مركزا لما ٠‏ ونظرأ لظروف الحرب الت كانت قائة حين تأسيسبا » فقد رأى أعضازها 
الاردعة أن بقعم كل واحد ملم في منطقة نفقوده .وفيسنةة ١91‏ كانت أكثر إقامتهم في العزيزية . 


(») نتقل هذا عن الامير شكببء وهو من حوادث سنة1١؟ ١‏ . ونحن الآن في سنة ١6٠‏ 
وما زال عزام باشًا يحيط هذه القضبة بروحه وجميع جبوده » وكأن الله خلقه من أجلما » وقد 
انغمس فى العمل للقضمة الطرابلسية حق ذ نسي نفسه , وقد أصبح المرجم الوحيد الدي لا يستغني 
أحد عن رأيه فمما , فا من حمكومة ‏ عر بلة أو أوروبية ‏ أو مؤسسة عالية أو همئة سماسية - 
وطنية أو غير وطنية ‏ لها صلة بقضية طرابلس إلا وتصدر عن رأي عزام شا فيا تريد 
أن تعمله في هذه القضية . 

ومن حسن حظ قضمتنا » أن كان عزام باشا أمينا عام لجامعة الدول العربيةء فقد حاول - 


نر 


ولما طرد مصطفى كال آل عؤان من استانبول لأ الأمبر عئان فؤاد إلى مصر 
وقرر أن يقضي حباته متنقلاً بين مصر وباريز » وتزوج من الأميرة المصرية 
( فدرية حلم ) . 

« وقد مثّل دور عظيما في هذه الوقائعرمضان الشتبوي الملقب بالسويحلي» 
وجاهد فى الطلمان حتى الجهاد» ولكنه كان صعب المقادة » أسُوس مر" العداوة. 
وكان يناصب السنوسية العداء ''! . فاما قدم عليه نوري مغتاظ مما فعله سبدي 
إدرس تلقاه برأ وترحساً وعزز به مركزه » : 

جاء الأمير عؤان فؤاد إلى مصراتة في مارس سنة 1114 لتنفذ سماسة متفق 
علمها بين الترك والألمان لتغذية الثورة في طرابلس ضد الطلسان » حتى إذا ما 
وفقوا حاواوا أن تند الثورة إلى برقة للإغارة على الإنجليز في مصر مرة ثانئة . 
وكان الأمير عؤان يثل السياسة التركية أما السماسةالألمانية فكان يثلها المارون 
فريدفون توندورف > وقد تولى هذا إدارة التلغراف اللاسلى . وكان بجيئها هما 
ومن معه| من الضباط بطريق الغواصة » وجاء مع الأمير عّان عبد الرحمن بك 
نافذ أركان حريه . 

وكان مما تنطوي عليه هذه السياسة إحماء فكرة جمبورية شمال إفريقة الى 
قامت من أجلها ثورة الحامة سنة 1416 . وقد وجدوا من نشاط الطرابلسين ما 
شُجّعهم على المفي في العمل من أجلها . وكان الأمير يحمل لقب « القائد الأعلى 


- جميسع الطرق إقناع الدول العربية بأحقية هذه القضية » وإلاتفاق في سبيل نجاحها إلى أبمد 
حدود الامكان ححتى أصيحت منهم محل العطف وعرقوا عنها ما لم يكونوا يترقوته . وإرتف 
الدين شاهدوا ما بذله عبد الرحمن عزام باشًا من الجوود لنجاح القضدة الطرابلسمة من سئة ٠44١و‏ 
إلى سنة ٠.‏ هو١‏ لا يشك فى أن ما نقله الامير شكب حلقة من سلسلة -حياده الطويل القضمة 
الطر ابلسية . 


السيئّة الي كان يأتيها أنصاره وقد بيّنا هذا في محل , 


1+ 


للقوات الإفريقسة » إعداداً له لنكون قائدا عاما فما لو تحققت جمبورية شثمال 
)١( 5‏ 


|فريقية 


نهنا 


)١(‏ جمبورية مال إفريقية : كان الاستعمار الفرنساوي في ثمال إفريقية مضرب امثل في 
الاسشدآد بالعمرب والاساءة إلمهم ٠‏ وكان الاحرار من التوئسمين » والحزائر بين والمرا كشمين 
بفكرون دائا فى التخاص من هذا الكابوس الذي حم على صدورهم وسلب حقوقهم » وقد انتبزوا 
فرصة دوب الحرب فى سنة 1و١‏ فألف جاعة منبى في الآستانة وفداً أخذ يعمل لانشاء 
د جمبورية ثمال إفريقية » ينضوي نحت لواما من حدود مصر إلى حدود تحر الظامات وكان 
فى مقدمة هؤلاء السادة الجاهدين السيد علي شا حنيه» والشمخ صالح الشريف » والشيخ إسماعيل 
الصفائحي » وهؤلاء الملاثة من تونس » ومعبم جماعة من الجزالريين والمر أ كشمين » وزار الوفد 
نأظر الخارجمة العثانية وأبلفة رغبة سكان ثمال إفريقية في الامتقلال » وإنشاء جمهورية إفريقية 
متحدة » وطلبوا منه إبلاغ ذلك إلى أمانيا والنمسا رمميا » وأن يسمح لهم بالسفر إلى برلين 
رقدنا ليسط مطالءب, والحصول على الوعود والمساعدات اللازمة . 


وعرض اقتراح الوفد على سفير ألمانيا في تركمة ؛ فألغه يأن حكومته لا تتعيد لأبناء مال 
إفر دقمة الاستقلال إلا إذا روا عل الفرنساريين الذين يحتلون بلادهم . وغادر الوفد الآستانة 
عقب ذلك إلى برلين وزار وزارة الخارجمة الالمانية * وقدام طلءاته فقملتها وسجلتها رممياً ٠‏ 6 
اعترفت يبا النمسا وثر كما أيضاً فكان ذلك أول اعتراف دول بالجبورية الافريقية ااتحدة في 
شمال افريقمة . وقصد الرفد بعد ذلك إلى لاهاي ( مقر الحكة الدولية ) فسجل هذا الاعتراف 
فى سجلاتها ٠‏ لأن عصبة الامم م تكن أنشئت إذ ذاك . 


وتنفيذاً لرغية الالمان في الثورة على الفرنساويين » ورجاء الوفاء بما وعدوا به الوفد من 
المساعدة » وإمداد الثورة عا بازمبا من ااال واآلات الحرب وإدشاء -جمبورية مال إفريقية قامت 
ثورة الحامة سنة ١4١6‏ فاضطرت فرنسا إلى أن ترسل من جيشها ثلاثين ألفا لاخاد الثورة . 
وقد اختيرت الحامة مكاناً للثورة لقريها من الدود الطرابلسية » وليسبل الاتصال بها والاسئناد 
إلمها » وكانت إذ ذاك على أشدها . وقد قام بهذه الثورة الشيخ سعيد دبان من أعيارن جنوبي 
تونس ومثله في امعمة الشورية » فأغار على مراكز الفرنساويين فى الحامة . وقد تداركبا 
الفرنساويون تحدوشهم فأخمدرها فى مدة خمسة أيام » وأسفرت عن قتل الشيخ سعيد وابنهوخادمه» 
وحماعة من رحاله » وعن حو مائة قتيل من الفرتساودين . 


رانتقم الفرنساويون ممن وقعوا في أيدهم من أنصار الشبخ سعيد بالقتل والشنق والسجن . 
رالتحأ كثير متهم إل الحدود الطر ابلسيةء و حاهدوا ع الطر ا بلسسينءى ركذا لسمموم «المياجر بن »)7ت 


' “186 


شر الأمير أعماله في مصراتة » ومعه عمد الرحمن م دك نافذ أركان حريه » 
والأساذ عبد لحن بلك رار مسقطاره ١‏ ور اط ا 4 
فثولى إسحاق ناشا منطقة الزاوية فكان فمها خير مثال للقائد الحربى . 


وكانت الحرب إذ ذاك قائمة في جزيرة العرب بين الإنجليز والعرب من ناحمة» 
وبين الترك من ناحية أخرى » ول يطل الآمر حتق جحت كفة الإنجليز على 
الترك » ثم اشتد” الضغط عليهم من الجيوش العربية والإنجليزية في الشام »وتنابعت 
عليهم أهزائم فخارت قوام وانهار جيشهم > فاتكسر في معارك حمص وحماه » 
وحل بي أ كتوبر سنة 419414 فراض وا بالمزعة مكرهين وألقوا السلاح »واستولى 
الإنجليز على المنطقة الممتدة من السويس حتى شمالي حلب. وعقد الترك مع الحلفاء 
معاهدة جزيرة « موندروس » في ”١‏ أكتوبر سنة 1914 تعبّدت فها سحب 


جيوشها من جميع البلاد العربية . 


وما جاء في هذه المداهدة مما يتعلق بطرابلس في المادة ١٠‏ « يحب على جمسم 
الضباط الترك في طرابلس الغرب أن يسلّموا أنفسهم إلى أقرب مر كز إيطالي . 
ونحب على ترا كمة أن تقطع الأرزاق والمساعدات وكل صلة معهؤلاء إذام 
بذعنوا وساموا » . 


وجاء قي المادة 1 « تسم جميع الموانىء في طرابلس ومصراتة إلى أقرب 
قائد لجموش الحخلفاء » . 
وكانت هذه المعاهدة آخر سلاح أستعمل الحلفاء لقطع صلة الترك بالعرب 01 


ح وكان كبيرهم الشيخ الوحيشي رحمه ألله. 

وكان من أكبر أسباب فل ثورة الخامة عدم وفاء الترك والاللمان بما وعدوا به هن إمداد 
الشورة المال والسلاح . وكان بوحد عدد كير من الضاط التوذسمين على استعداد للالتحاق 
بالثورة » ولكن الترك والالمان لم يفوا يما وعدوا . 


لض 


الما حتى طمعت فبها الأرانب بله الأسود والفبود » وزال ظلها عن طرايلس 
رعد أن ملكتا 5 4 سنة » من سمة م إلى مخ امام تنقطع صلتها ميا . 
حتى وصات فى آخر عبدها إلى أحط” الدركات » وطوى التاريخ صفحاته على 
ما لما وما علمها فى بلاد العربية . ولله در" الشاعر إذ يقول : 
أوتيت” 'ملكا فل أحْسن سياسته كذاك من لا يسوس' المُلك 'يخلَع» 

وفى هذه الفترة القصيرة التي تتتدىء من مجيء نوري بك والأستاذ عزام 
سنة 1915 . وتنةبي سقوط تركمة في أكتوير سنة ١9414‏ أخذت الإدارة 
تتر كز في مصراتة وبدأ التحسن في جميع الشئون إدارية وصناعبة وعسكرية . 
وأبدت الغواصات نشاطأ فى إمداد المجاهدىن با سد عزاعهم » وزادهم قوة على 
الدفاع وصبراً على المفي فيه . 

وبدنا الأمور تسير في مصراتة من حسن إلى أحسن إذ وقعت الكارثة » 
وطير الخبر إلى الأمير بسقوط تركمة فأحدث عنده إرتبا كأ عظمما » وكان له 
وقع سبىء على الذين يتولون حركة الجباد في طرابلس .واتحبت الأفكار إلى إنحاد 
ما يجمع الشمل ويوحد الكامة قبل أن تسرب الوهن إلى صفوف المحاهدين 6 
فكانت أجمهورية الطرابلسسة ولمدة هذا التفكير » وكان لما من الأثر مأ 


ينض 





امريو راي الطر ابلسية 
١‏ صفر سنة اه - 1١5‏ نوفمير سنة 1918م 


مقدمصة : 

كان لإنشاء الجبورية الطرابلسية ظروف دقيقة » وأسباب م تترك للقائمين 
بأمر الجباد في طرابلس وقتاً للتفكير العميق فى التمسسد لإنشائا . فقد وجد 
التفكير فيها عقب محيء الخبر إلى مصراتة في أوائل نوفمبر سنة ١9١4‏ بسقوط 
تركبا في الحرب العظمى الأولى وتسليمبا . ووقوع هذا الحادث فجأة وعلى 
غير انتظار أحدث ارتبا كأ في تفكير من ببدهم تسيير دفة الجباد. ومن طبمعة 
هذا الحادث أنه يقتتضي سفر الأمير عثمان » الذي كان يمثل السمادة التركبة فى 
طر ابلس والقائد الأعلى للجيوش الإفريقية . وسفر الأمير يتبعه قطع المدد الذي 
كان يأتي من تركية » بل إن المدد كان سينقطع ولو م يسافر الأمير »> لآن تركية 
سقطت واحتلها الحلفاء . وقطع المدد يؤثر ‏ بلا شك إلى حد كير فى نشاط 
المجاهدين » ويضعف من حر كة القتال . والبلاد ما تزال قريبة عهد يحروب 
داخلية قد يكون من المحتمل جداً أن يرى أحد الخصمين فى هذه الظروف 
الحرجة فرصة للثأر لنفسه © فتعيد الفتنة سيرتها وتقع البلاد في شر مستطير . 
وقد جاء خبر سقوط تر كبة إلى مصراتة فى وقت كان زعماء الملاد كل وأحد فى 


ا 


5111-0 


منطقة تفوذه يدير شؤونها » وهي مناطتى بعيدة عن المر كز الذي يقم فيه الأميز 
وهو مصراتة. كل هذه الأساب ‏ آخذاً بعضها برقاب بعض ‏ فرضت المهورية 
فرضاً لتعالج من هذه الشؤون الكثيرة ما يمكنها معالحته » مم التغلب على 
ما خلفته الفتن الداخلءة من الأاحقاد والضغائن حتى تصفو النفوس ويسبل العمل. 


وكمفما قدكرت أسماءها وظروفها فقد لاقت نجاحا باهرا بفضل ما بذل 
لأحلبا من حبود من عناصر وطئبة وغضير وطنية . وكان للاخوة الإسلامية 
الفضل الأول فى مم ثلاث عناصر : ترى » ومصري > وطرابلسي وطني . 
وكان كل منها دعامة في إقامة هذه الجبورية مع تفاوت بين هذه المناصر في 
السعي لتكوينبا ومداها بأساب الحماة والصلاح . وقد وجدت في ظروف 
أحوج ما يكون الوطن فبها إلى حكومة تتولى منه ما يجمع شمله ويصون 


وحدلة . 


ظروفها : 

لا جاء الخبر إلى مصراتة بسقوط تر كبة بطريق اللاسلى أسره النأرورتف 
فربدفون توندورت رئيس التلغراف اللاملى الألماني إلى الأمير مصحوياً بأمره 
مغادرة طرابلس هو ومن معه من الضباط تنضشذ] لشروط معاهدة «موندروس» 
فوقم في حيرة > ورأى أن بقاءه قد يعركضه إلى الخطر » وترجسح عنده السفر 
إلى الآستانة » فذهب في الصماح المسكر إلى الغفواصة » وكانت في انتظاره على 
الرومية - شرق قصر حمد بعشرة ك م - و نت أتت معها بعمد القادر الغناي » 
وذهب مع الأمير عؤان عبد الرحمن بك نافذ للسفر معه . والأستاذ عبد الرحمن 
عزام وسلمان أسأ البارونى لتوديعه » وكان الأمتاذ عزام لاايملم عن الأمر 
شيئا » فاتصل بربان الغواصة وسأله عن الأمر فباح له به » فقال له عزام : وما 
الذى تعتزمه المانما ؟ فقال ربان الغواصة : ستحارب إلى النهاية . فقال له عزام : 
ونحن يمكننا أن نشكل حكومة عربسة فى طرابلس لمداومة الحرب ضلا 


١؟‏ - مياد الأبطال 5 


إيطالما » على شرط أن تتعبدوا بإمدادنا بالمال والسلاح » وعلى ألا يسافر الآمير 
فى هذا الدور لنستعين بوجوده في تشكميل الحكومة » فوافق ربان الغواصة 
على ذلك > وبقي إلغاء سفر الأمير سراً بينه وبين الأستاذ عزام . ويقال إن 
لسفر الغواصة بدون أن تأخذ الأمير سسا آخر وهو أن الماروت فريدفون 
توندورت لم يؤمر بالسفر »> فتدخل في الأمر لدى ربان الغواصة » لتسافر بدون 
أن تأخذ أحداً ففعل . وسافرت الغواصة بعد أن اعتذرت للأمير عن 
عدم نقله في هذه المرة بيشدة مراقبة أساطمسل العدو » ووعدته بالعودة في 
أقرب فرصة . 

ورجع الأمير ومن معه إلى المواطين . وصرح الأمير للحاضرين حقيقة 
الأمر . ومن هنا ظبرت فكرة المبورية وطرحت على بساط الدحث . واشترك 
فسبا رمضان بيك ؛ وعزام بك > والباروني باشا » وسمو الأمير عمان » ومحتار 
بك كممار . وعرض على الأمير أن يكون رئسا لما فوافق على فكرة الجمهورية 
ول يوافق على الرياسة . لأنه كان متأثراً بتسلم تركية » وببقائه في طرابلس . 
واتفق الكل على تأسسدس المهورية » وأرسل رمضان إلى عبد النى للتشاور 
فى الأمر . | 

ونظراً لأن الأمير كان على وشك السفر فقد بوشر في العمل » وأرسلت 
الدعوة إلى رؤساء القبائل وزعماءًا وأعبان البلاد باسم الأمير عثمان لعقد اجِّاع 
عام في مسلاتة لإعلان المبورية» وأجاب الناس الدعوة» ووفدوا على مسلاتة من 
جميم البلاد الطرابلسية . فوسعتهم برأ وضيافة » وتشرفت مسلاتة بهذا الاجمّاع 
التاريخي العظم . 

وف يوم السدت الثالث عشر من صفر سئة ١««‏ الموافق ١١‏ من نوفمير سنة 
4 اجتمعت الوفود الطرابلسية في جامع المجايرة بمسلاتة » وهو أكبر جامع 
فمها » وحضر الأمير عثان فؤاد » وأخبر المؤرين أن الأستاذ عبد الرحمن عزاء 
بك سبخطب فبهم بالنمابة عنه » وأنه سيتكل بلسانه » ورجاهم أن يوافقوا على 


قف 


ما سيطليه مئهم وينفّذوه . 

وخطب الأستاذ عزام خطبة طويلة كان المقام الاول فبها للحث” على الدفاع 
عن الوطن والموت في سبيله » وعلى جمع الكامة في صفوف متراصة وأخوة 
مادلة » وعلى المثابرة على العمل للوصول إلى الاستقلال وطرد العدو عن الوطن 
ثم طرح عليهم فكرة إنشاء حكومة وطنية تتوحد فيها الكامة وتنوى أمور 
الللاد » وتنظر في شؤون الوطن »2 فلقست الفكرة استحساناً من الجميع» واجماعاً 
بدون خلاف وسمت « الجمبورية الطرابلسة » . وأجريت الانتخابات في الحال 
لاخشار أعضاء الجمبورية . فأسفرت عن انتخاب الآشة أسمائهم : 

رمضان بك السويحل . سلمان باشا البارونيٍ . أحمد بك المريض . عبد الني 
امن خبر . 

وهؤلاء الأريعة بمثلون الملاد الطرابلسة من حدود برقة إلى حدود تونس . 

وكانت النمة متحبة لانتخاب مختار بك كعبار أحد أعضاء المهورية الأربعة 
ولكن عرض ما يقتضي انتخاب عبد الني » فأددى رمضان بك رغبة في ذلك 
نزولا علىما تقتضيه المصلحة »فتنازل ختار بكعن ترشيح نفسه وانتخبعبد النبي 
بدلا منه عضواً للحمهورية واتتخب هو رئسسا لامالة » فكان هذا التنازل منه 
حل" تقدير إخوانه جميعاً . 

منأسبة : 

ولهذه المناسبة نقول إن وجود مختار بك كعبار في مصراتة وقت تأسيس 
المحبورية كان لمهمة وطنية نرويها كا أملاها على . ذلك أنه جاء موفدا من أعبان 
وزعماء الجبة الغربية التحدث مم الأمير عئان في طلب إمداد الجهة الغريية 
بأكثر مما اعتمد أن تمد" به من االمال والسلاح » وذلك نظراً لكثرة الحركات 
الحرسة فسا . ولطلب إله التوسط قى إنشاء قاعدة للغواصات فى 
ال اوية في الجبة الغر سة لتمد”ها ما يازم الحر ب من عتاد ونفقات » لأن مصراتة 


نون 


مر كز بعمد عن الزاوية ووسائل النقل غير متوفرة . وكان على أسئم دأد السفر 
إلى الآستانة . وقبل الوصول إلى نتيجة جاءت الأخبار بسقوط تركية فبقي في 


وقد رأى المحتمعون إذ ذاك أن من المصلحة عدم انتخاب رئيس الحبورية 
حتى تستقر الحال . وكانت الآراء متحبة إلى أن تكون الرياسة للأمير عئان » 
ولا أنه امتنع نظراً لما ساوره من الشكوك في استقرار الحال بعد سقوط تركة. 

وقمل افتراق الجتمعين انتخب مجلس شورى للحمبورية » فأسفرت النتشحة 
عن انآخاب : 


الشخ حمد سوف بك رئيساً أول من الزاوية 

يحمى المارونى , ثانا « الجمل 

الشيخ عبد الصمد النعاس عضِواً د ترهونة 

الحاج مفتاح التريكي 2 و مسلاتة 

الشيخ على بن رحاب 0 د قاطة 

الحاج عمد بن خلمفة , « الساحل 

عبد السلام الجدايمي ,0 « زلمطن 

الحاج علي ا منقو شس 0 و مصراتة 

عمد المنتصر ,2 « عن سرت 
مفتاح التادب , : أرفلة 

السند محمد بن بشير ) « أولاد أبى سيف 
عمد الرحمن بركان ,) من همرزرى ‏ فزان 
مد بن أحمد الفايدي 5 و الشاطىء 
الشيخ الدب عز الدين م و غدامس 


رض 


إبر اهم أبي الأحماس عضواً ”3 الجبل 


الحاج مد فكنى 2 د الزحمان 

الشخ أحمد البدوي : « الزنتان 

سال البرشوشي 2 م الجمل ‏ يفرن 
على بن عبد الرحم 0 م ككيلة 

الشخ شطسة ,0 و غريان 

د علىبن تذنوس ,0 « ورسفانة 

) عمد الرحمن شلابي ) « الزاوية 

و على شلابى ,0 د النواحي الاربعة 
0 عسدة الحجوبي 09 عن صرمان والعحيلات 


وانتخب « بجاس شرعي » للجمهورية من العاماء الأساتذة : الشيخ عمر 
|| ء فى 23 


وم يحضر كل أعضاء مجلس الشورى الاجتاع » بل كان بعضبم غائبا » وإنا 
انتخب توزيعاً لامسئولية وتحقمقأ لامساوأة والوحدة بين جميع القنائل . وقبل 
الانصراف من المسحد أقسم الحاضرون جسعا يمين الولاء والإخلاص للجمهورية . 
وتوكمداً للممين أحضروا مصحفاً وكل من أراد اليمين وضع يده عليه . وهذا 
نص السمين . 


د أقسم بالل العظم قابضا بدي على هذا القرآن الكريم أن أجعل نفسي 
ومالى فداء لوطني وحكومتي المهورية الطرايلسية . وأن أكون لعدو"ها عدواً 
ولصديقبا صديقاً » ولقانوتها الشرعي مطيعاً » . 


)1( الارل من الزاوية . والثاني من غريان . والثالث من الزنتان » والرايسع من سكارلن 
المدينة . 


؟ 


م وزع الأمير عثمان بعض النماشين والرتب على أعضاء اخمبورية و كثير من 
الأعسان والوجباء . 
عبد في عنق كل طر ابلسي يحديها مما يحمي منه نفسه وماله » وأصبح من الحم 
عليه الوفاء ؟! أقسم عليه لما من الولاء والإخلاص . 


بلاغات الجميبورية : 

وبعد أن تم” انتخاب أعضاء الجهورية واتتخاب أعضاء بجلس الشورى 
والمجلس الشرعي اجتمع الأعضاء وقرروا إعلان سكان طرابلس وجمبع الدول 
الأوروبية » بما تم من تشكبل المهورية الطرابلسة . وكان أول ماابتدأوا به 
جملهم هذا الكتاب المبارك لتوزيعه على الناس في جميع أنحاء القطر : 

« سم الله الر حمن أأرحم 

في الساعة الرابعة والنصف من يوم السبت المبارك الثالث عشر من شهر صفر 
سنة ١890‏ قررت الأمة الطرابلسية تنويج استقلالها بإعلان حكومتبا الجبورية 
باتفاق آراء علمائا الأحلا”ء وأ: شرافها وأعبانها وروساء المجاهدين الحترمين الذين 
اجتمعوا من كل أنحاء البلاد . وقد تم" انتخاب ب أعضاء مجلس الشورى الطرابلسي» 
وانتخب أعضاء مجلس الجههورية وافتتح أعماله بتبلمغ إعلان المهورية إلى الدول 
الكبرى وإلى الدولة الإيطالمة . 

إن الآمة الطرايلسة تعتبر نفسها حائزة لاستقلاها الذي ١‏ كتسبته بدماء 
أبنائها وقوتها منذ سبع سنين » وسعيدة بالوصول إلى هذه الغاية التي هي أشرف 
ما تصل إلبه الأمم وتهنىء أبناءهما بتام نجاحها واتادهم على الثبات التام في 
الدفاع عن وطنهم وحكومتهم الور الجدددة . والتوفيى سد الله تعالى 


وحده ) . ١‏ صقر سنة باس 
سليان الباروني أحمد المريض 


شضر 


البلاغ الثاني إلى الضماط الوطنيين : 
« إلى حصرة الوطنى 


ها أن جنابك وطنيى صادق » ومجاهد في سبيل الدين والوطن » منذ ابتداء 
الحرب الطرابلسة فإننا ندعوك إلى تقديم طاعتك لحكومتك المخبورية الجديدة 
والقيام بما تقلدك إياه من الخدمة والدفاع عن شرف الوطن 2حى تنال منها شرف 
الاحترام والترذ م > وتترهن للعام أنك ابن الوطن العزيز وأحد رجاله الذين 
سمحفظ لم التاريخ ذ كرهم ألمجيد » . 

البلاغ الثالث - إلى رئيس الحكومة الإيطالية : 

« تفتخر الأمةالطرابلسة بتتويج استقلالها بإعلان الحم المبوري وانتخاب 
نواب عنما من كافة أنحاء القطر لمحلسى الحكومة والشورى ولاهدف لما إلا 
شان وحدتها وحريتها داخل حدودها الس ابي العروقة “ور ولا تقصد إلا أرن 

لذلك فالحكومة الجمبورية الطرابلسة تدعو الحكومة الإيطالية إلى 
الاعتراف بها » وسد كل باب يضطر الحكومة الطرابلسة إلى مداومة الحرب 


١71 صفر سنة‎ ١+ 


ملحصكق : 
إذا قلت المواد الآتية ووضعت موضع الإجراء فالحكومة اجمبورية 
الطرايلسية مستعدة للبحث مم الحكومة الإيطالة في عقد صلح طدقا للقواعد 
الآتتنة: 
١‏ - في حال دوام المذا كرة يحب على كل من الطرفين المحافظة على مواقعه 
لصوره هدلة , 


. "1 


؛ - لا تقرب السفن الحربية السواحل غير المحدلة بالعساكر الإيطالمة 

ع- لا تتحاوز الطمارات حدود الاستحكامات . 

4 لا تقع مخابرة خصوصية مع أي أحد كان لا من جبة المناطق الحربية 
ولا من غيرها . 

ه - يقطع كل ما فيه وسيلة للاختلاط بالأهالى من طرف الحكومة الإيطالمة 
كأخذ وإعطاء البضاعة وتوزيم الإعانات على أي صورة وبأي طريقة كانت . 

؟ - المخايرات الرسمية والدخول والخروج لا يككون إلا من الموقم الذي 
يصير تعبينه في منطقة الس من طرف الحكومة الطرابلسة . 

 »4‏ الحكومة الجمبورية الطرابلسية مستقلة في شؤونها وحركاتها قام 
الاستقلال » وغير مقبّدة بأي شرط أو قمد تضعه حكومة أخرى أو تتميد نا 
لحكومة إيطاليا في طرابلس . 

م - ضباط الترك والألمان الموجودون في داخل طرابلس م بازلة ضوف 
عند الحكومة الطرابلسية » ولا تسمح يسفرهم إلا بصورة تكفل منفعة وشرف 
الأمة الطرابلسة وحكومتبها المبورية . 

- بما أن الآمة الطرابلسة لما الحق في إظبار حقوقها للعمالم الإنساني 
وبالخصوص الحكوماتالموجودة قناصلها فى مدينة طرابلس مل النحلترا وفرنسا 
وأمريك فعلى الحكومة الإيطالية قبول وتوصيل ما برسلمن الحكومةالطرابلسية 
إلمها بدون اطلاع عليه » وأخذ سندات من القناصل المذ كورين وإرساها إلى 
الحكومة الطرابلسية حت لا تضطر إلى اتخاذ طريقة أخرى لمواصاةة مخايراتا 
المذ كورة . 

٠‏ -الخايرة مع الحكومة الإيطالية لا تجوز إلا تحريراً . ولا يعتبر أي 
كلام شفبي . 

١‏ صفر سئة لاعس 
الإمضاءات 


يسن 


وقد حمل هذا البلاغ مختار بك كعبار رئيس الالية في الحكرمة المبورية ؛ 
وذهب به إلى امس - وهي أقرب مدينة محتلة إلى مسلاتة ‏ لمقابلة ذوي الشأن 
من الإيطاليين والمذا كرة معبم في إبلاغه إلى حكومتهم . وقد أبوا أن يتفاهموا 
معه ق موضوعه »2 وأفيموه أن حكومتهم لا تعترف الجبورية الطرابلسة » 
وأنما مستعد”ة للحرب إلى النباية . و.بذا الرفض أصبح موقف الطليان إزاء 
الطرايلسين موقفا عدائيا بكل ما تفيده هذه الكامة من معنى العدأوة . 


البلاغ الرابع - إلى الرئيس ولسن : 

و نتشرف بأن نعرض على فخامتك أن الآمة الطرابلسية قد توج تاستقلاها 
بإعلانما حكومة جمبورية . وفي ١4‏ نوفمبر سنة 1414 تم انتخضاب مجلس 
سوراها وجلس ججمبورئبا . 

إن قواعدم المشبورة بالنسية لقدرات جميم الأمم سواء كانت فى أورونا 
أو خارجبا قد سجتّعتنا كثيراً على أن نضم آمالنا في مقاصدم العظيمة ونوايا م 
العالمنة الإنسانية . 

انه لس هناك حد" للحقوق والواجمات البشرية » لدلك إئنا متأ كدون من 
أنه لا كنك أن تنظروا بعدم الإكتراث إلى استعماد أمة صغيرة بقوة السلاح 
مثل أمة طرابلس وهي تقاتل لثامن سنة ضد الغاصب اللمعتدي يكل متانة. 
وهي متأكدة من أن بسالة أبنائها قادرة على أن ترد قوات المعتدين علمبا في 
كل زمان . 

وإننا تؤمل أن عواطفك السامية نحو الحكومات والآأمم الصغيرة الحيسة 
ستحشك على أنّنعوا تكرار سفك سفك الدماء بدشنا وبسن الطلبان يتسكلمفهم,الاعترات 


أعوفق 


محكومتنا الجمبورية . 

وثي المتتام نرجو قبول احترامئن! ووضع المسألة الطرابلسة على بساط 
مذ كرات الصلح العمومي » . 

البلاغ الخامس ‏ إلى رئدس الوزراء الإنجليز : 

« نتشرف بأن نحط فخامتك علما بأن الآمة الطرابلسية قد تواحت استقلالما 
بإعلانا الحكومة الحمبورية . وى 5 نوفمر سلة م١9١‏ أعلنت تتسحة انتحايات 
جلس سور اها وجلس جمبيوردشيا . 

ليس بين الأمم من هو جدير بحريته واسئة ستقلاله أ كثر من الأمة الطرابلسية الت 
تعاتل إلى ان فاني سنوات ضم عاصب ارضها وحريةا ٠‏ وإننا لاشك في أن 
حاة عرب م عل الف عل جبوريا ادي الر: ٠‏ وإذنا نو كد لع 
أيضا أن قومنا وضعوا حا” آمالهم في انحلترا حامسة حقوى الأمم الصغيرة . 
فرجاوة أت تتفضلوا وضع المسألة الطراباسية على بساط مذ كرات الصلح 
احترامنا » . 

البلاغ السادس ‏ إلى رددسس الحكومة الفردسمة : 

« نتشراف بأن نحيط فخامتكم علا بأن الآمة الطرابلسة قد تحت 
استقلالها بإعلان الحم المبوري ٠‏ وف ١5‏ نوفمير سنة ١914‏ أعلنت نتمحة 

انتخاب ما سى امبورية والشورى . 

إن ماقامت به فرنسا الرة من نشر إعلان الحرية في العالم وتكمّدها كل 
الصعوبات في سبيل حمايتها لا تحبله أحد » وإنه لحكتوب على صفحات القلوي 
ععداد الحماة تلغدى ده أرواح الأحرار في كل الأقطار لا ينسخه توالي الدهور 
ولا محوه زلازل الحروب . 


“لاله 


إن من قام في هذا العصر بطلب حريته سواء كان بسفه أو قامه فإنما هو 
مستمد من منبع الحرية الزلال » ومقتدس من سناها الساطع» ومغترف من حرها 
الطافح » ومستخرج من معدنها الصاني ( قاعدة فرنسا الحرة ) 

فلا عحب إذا قامت الآن فرنسا لجاية حرية الأمم الصغيرة » كأمة طرايلس 
الغرب الى مابرحت تريق دماء أبنائها منذ سبع سنين وزيادة في سبيل نيل 
حر نبا واستقلالها ورد جموش إيطالما الفاصة لأرضها المعتدية على ششرفبا . 

إن الأمة الطرابلسية الت لا تجبل تاريخ فخرها القدم لم ترض أن تساق الآن 
بعصا الذل والهوان4وأن تستعيد في زمن مادت فيه الأرض شرقاً وغرباً وجنويا 
وثمالاً بالحروب الحائلة لأجل تحرير بنى الإنسان . 

إن" كل من يتتبع التاريخ بإنصاف يحد أن الآمة الطرابلسية م تملكبا دولة 

من الدول كا تملك البلاد ملكا مطلقاء بل م تزل منذ خلقت أو عرفت بين الآمم 
ف مناضلة كل من يقصد استعبادها سواء كان من الدول الإسلامسة أو المسحية 
وكانت ولاتزال تفضل الجملاء وسكنى القفار على تحمل الضم والاحتقار . 
وها هي أطلال بلادهم الخالية بادية » وأنساما المنتشرة شرقاً وغرباً شاهدة . 
فسعى الأمة الإيطالمة وراء استعبادها الآن هو ضرب من طلب المستحيل > ولو 
راجعت تاريخ أجدادها وأجدادنا القدماء لرأت فيه ما يصلاها الآن عن 
سفك الدماء . 


اذلك تؤمل ححكومة طرابلس الجهورية الجديدة من جارتها الجمهورية 
الفرنسة أن تنظر إلى المسألة الطرابلسية بنظرة الاهةام والاعتبار » وأن تعنى 
وضعبا على بساط مذكرات الصلح العمومي »> وأن تقنع حليفة ألمانيا القدعة 
وحلفةها هي الآن حكومة إبطالما بالاعتراف محقناأ المشروع حتى يقف تسار 
إراقة الدماء بان الأمتن وتستريح الملاد والعماد د » وتنال البلاد الطراباسية 
نصسبا من هذه الراحة أيضاً فإن منفعة البلدين ومضرتها واحدة » . 
+« عد ند 


وقد أرسلت هذه البلاغات إلى الحكومات الموجتّهة المها ممضاة كلها 
بإمضاءات أعضاء الجمبورية . وعسن موظفو الإدارة في جميع أنمحماء القطر » 
وانصرف الأعضاء والموظفون كل” الى عماه . 

وقد قامت قيامة الطليان لهذه الجمهورية » وأخذتهم العزّة بالإثم » وأنفوا 
من أن تدعوهم الجمبورية الطرابلسية إلى الإعتراف بها » وألقت طائراتهم 
منشورات تهدد فمها بالقتل والفناء وتنوعّد بالسحق والمحق» واستعملوا الغازات 
الخائقة على الزاوية وغيرها . وهم في ذلك كله يعتمدون على جيشهم الذي بقي 
مان سنوات وهو محصور في ثلاث مدن على الساحل . وقد جرب حظه مرة في 
ظروف واتنه فوصل إلى فزان . ولكن ل تمض عليه سنة حتى هزم تلك المزعة 
الشنعاء التي تركت أشلاءه مبعثرة في كل مكان من صحراء طرابلس » وصار 
يصرب به المثل في جبنه . 

وعلى مثل هذا الجيش يعتمد الطليان دام في كسب فخرهم . وها نحن 
أولاء في سنة 146٠‏ وبعد أن سقطت روما في يد الحلفاء بنحو سبع سنوات )١7‏ 
وما زالت أصداء الهزائم التي حلّت بهم في الحرب الأخيرة في سيدي برانى » 
وثي العامينوغيرهما ترن" في آذان العام '"2. ولولا جموش الألمان التي كانت تدافع 
عنهم للا أفلت من جيوشهم جندي واحد . وقد دالت دولة موسولمني وقتل بمد 
الإيطالبين في ؟؟ إبريل سنةه44١‏ وبقبت جئته ملقاة على قارعة الطريق برممها 
الملرة يسبل من البصاق استخفافاً بقدره . ثم علق على خشية من رجلمه ورأسه 
إلى أسفل . وهكذا لاقى من الإهانة من أبناء جلدته ما هو جدير بتبوتره 
وععحرقته . 


. ١؟ع# سقطت روما في يد الحلفاء في م سبتمير سنة‎ )١( 

(؟) في ديسمير سنة ٠غ ١‏ انكسرت جيوش الطلمان في سبدي برأني . وفي أول يولمو 
سنة ١545‏ أوقفت جبوش المحور في العامين . رفي » نوفمبر سلة ١+5‏ تم تحطم خطومل 
المحور فمه . 


نوس 


كان موسوليني وعشيقته كلارابتاشئي أسيرين في كوخ في قرية دونجوا على 
حدرة كومو. فجاءه الثوار وقتلوه رمياً بالرصاص هو وعشيقته يوم ١545/4/59‏ 
ونقات الجثتان إلى ممدان مملانو الرئيسي حيث طرحتا وتزاحم الشعب يركله) 
وييصق عليه في زراية واحتقار » وقد ضرب موسوللني برصاصة في جببته 
فتنائرت خلايا ممه . وفى المساء علق الجمهور الجثتين من الأرجل في إحدى 
محطات المنزين . وفي صباح الموم التالي أنزلنا ونقلتا في عربة الى فناء معرض 
الموتى . 

ويقول قاتله « والتر أديسو » : ان موسولني مات جبانا لآنه وقف وظهره 
الى الحائط برتعد فزعاً قسل إعدامه رميا بالرصاص »> وظل يتمتم وولكن... 
ولكن ... ولكن نا كولونمل » . 

وقد قتلته بخمس طلقات من مدقم سريع صغير . 

وقد روى عنه الذءن عاصروه في ساعاته الحرجة وقمل مصرعه أنه قال : 

لقد أخطأت الاخشمار ... كان أمامي أحد طريقين : إما أن أقف مع 
الفلاحين والعمال وغيرهم من الطبقات الكادحة فى سبل الحق ٠‏ وإما أن أقف 
مع رجال المال وملوك الصناعة الكبار والمغامرين العسكريان . 


ولقد بدت لى الجموعة الأخيرة على الطريق الثانى أقرب الى السلطة وسرت 
معبا الى حمث أنا الآن . 


بعد تأسيس الجمهورية : 
كان للحمبورية الطرابلسية أحسن الآثر فينفوس الشعب الطرابلسي» ونشاط 
اعتقدوا أن مصدره هذه الحمبورية الى رأوا فمبا فتحا مديناً 4 وكمرة من رات 


بأد ثم ا موفقق , 


لقف 


ولم يكن سكان المدن في طرابلس أقل” فرحا .بذه الجمبورية من إخوائهم 
ا مجاهدين » فقد كان شعور الطر ابلسيين متجها الى ناحمة واحدة هى التغلب على 
الطلمان » وكانت الجمبورية مثالا بارزأ في التعسير عن هدا المعنى © فكانت فى 
حل الإجلال والتعظم من نفس كل طرابلسي . 

وقد رأى أعضاء اللمبورية ان الوضم الحربي يقي بأن يهم كل عضو من 
أعضاء اخمهورية فيمنطقة نفوذه يصرف أعمالها كيفما برى متحملاً تبعة أعماله : 
فأقام رمضان بك فى مسلاتة » وأحم_د بك المريض في ترهونة » وسلمان 
باشا الساروفي في العزيزية والزاوية » وعيد النبي بن خير في أرفلة . وكان 
من بين قرارات الجعهورية إسناد قيادة اجاهدين العامة الى عبد القادر الغناي 
بدلا من اسحاق باشا » وأن تكون الزاوية مقر" هذه القمادة . 


الزاوية : 

كانت الزاوية عقدة العقد ؛ وشجى فى حلوق الطلمان » فكانت المركز 
الأوسط من ثلائنة مراكز حربية فيا بين طرابلس وزوارة : المركز الأول 
العزيزية » وهى معسكر قلب الجبوش الطرابلسة » ومركز قبادتهم العامة . 
والمر كز الثانى الزاوية » والمر كز الثالث بوعحماة وكانت الزاوية على اتصال داعم 
مع هذين المر كزين لد هم بالمجاهدين عند الحاجة. و كلما أراد الطليان أن .,حموا 
من الشسرق إلى الغرب ‏ أو من الغرب إلى الشرق كانت هي الصخرة تتكسّر 
عليها جبوشهم . وكان أكثر الحجوم علمها من الغرب إلى الشرق . 

وقد حاول الطلمان احتلاها عدة مرات فلم يفلحوا إلا فى بعضها » وكارت 
احتلاها يقتضيهم استعداداً خاصا وجموسا هائلة . وقد استعدوا لاحتلالها في 
ديسمير سنة 1418 > وجهزوا جيشين عظيمين خرج أحدها من طرابلس بقمادة 
الجنرال « ينتانو ) والثاني من زوارة» وغرضها اهجوم من الشرى والغرب لطرد 
المجاهدين من الساحل واحتلال الزاوية» وقمل بدء الحجوم تقد م من قبلهم بعض 
الوسطاء بالسعي لدى عبد القادر الغننّاي لتسلم الزاوية»فوافق ممدثياً علىالتسلم 


كرضي 


وأوقف امشحو الإيطالى. وأنقكى سهر د لمم اال قِ المفاوضات يدنه وبين الطلان 


5 
55 بد -3 


وانتبت سنة م١5١‏ والطلمان زالوا محصورينف طرابلس والخمس وزوارة. 


0 
9 0 


- 
_- 
1 
2 
3 


2 
0 


0 


- ا 
0 





ماهدان عل 5 لماه مع 


إسحاق بأشأ : 


حاء إسحاق انا إلى طرابلس سنة ١414‏ يعد أن سافر نوري إلى الآستانة 
وتولى قمادة المحاهدين العامة فى طرابلس > وكان مر كز قيادته الزاوية . وهو 


١ 
لمعه‎ 


5-5 


ع 


أرنأوطى أصل سُجاع في غير بور > وحازم مع عم بشؤون القياده وتصردف 


0 


على من ثيتت إدانتهم بانتاهم للعدو أو حامت حوهم الشببة . وكان إذا اشتبه 


أمور اند 1 فوى الإعتداد هسه سك دك التسكتك برأده ُ حمار قْ عير ر حمية 


«* 


. 


في إنسان بأنه جاسوس صم أذننه حتى إذا عاد مرة أخرى كانت أذناه أقوى 


0 


دليل على إدانته . أما من ثينت إدانته فجزاوٌه الصلب في الحال. وكانت الزاوية 
في أيامه أمنع من عقاب الجو » وقد أكسيته جرأته مهابة في قلوب الناس 
صرفتهم عن غيره. وكانت له مواقف حازمة مع الذين يتهاونون في أداء الواجب 
الوطني مثل موقفه مع عبيدة المحمحوبى» فقد كان بريد قتله لما رآه فمه من التلاعب 
والمميل إلى الطليان . وقد فطن عيدة ا بِيّته له إسحاق باشا فبرب إلى مصراتة 
فأرسل في أثره وطردته الخمل حتى دغل مصراتة فحماه رمضان السويحل . 
وكانت حمايته له سدبأ في فتور الساسة ببنه وبين إسحاق باشا » واعتبر هذا من 
رمضان تحديا له . ولو استطاع أن ينتقم منه لما تأخر > وقد أراد أن سطش 
البارونٍ ليتخلص من نفوذه » فالتجأ إلى ترهونة » واحتمى بأحمد المريّض . 
وكان إسحاق يرى أنه متى كانت كل قبية تخضم لرئدس فلا يمكن توحمد الملاد 
توحصداً يمكنها من مقاومة العدو » وبناءً على هذا كانت نفسه تطمح للقضاء على 
جميع الرؤماء » وهي فكرة بعيدة المنال في طرابلس من أجني عنها بريد أن 
ينصم الطرابلسيون إلبه على قفتل رسام © أو التخلى عنهم © ودون تحقشقها 
حروب أسشد هولاً من حروب الطليان . 

وقد شعر الرؤساء من أعماله بما أوغر صدورم عليه وجعلهم يتريصون به » 
وم يقتصر التبرام به على رؤساء العرب 2 بل تعد”اهم إلى الضباط الأتراك » بل 
وإلى سمو الآمير عثمان فؤاد » فكان برى فى أعماله نوعاً من الإستمداد به » 
واغتصاب سلطته التي خو الها له جلالة السلطان»لآنه هو الذي كان عَشدّل جلالته 
في شمالي إفريقية . 

ولما تم تشكيل المهورية عرض عليه البقاء في منطقة قيادته فأبى » فمَسّنت 
ال مجبورية بدله عمد القادر الغناي . 

ويعل الله أنه كان من قبيل استبدال الترهم بالدينار : فإسحاق باشا فى 
حزمه وسبامته وحسن قيادته من خيرة من سهبدوا الحرب الطرابلسية . 
وعبد القادر الغناي ليس من طبقة إسحاق باشا لا في حسن القيادة ولا في الحزء 


ارا 


والإخلاص » بل ولا قريب الشبه به . 


ولما اعتزل إسحاق باشا القمادة ترك الزاوية وانتقل إلى غربان وأقام بها إلى 

عبد القادر الغناى : 

هو من مواليد بني غازي » وتعلكّم في المدارس التركبة وتخراج فبها»وتقلب 
في وظائف الجيش التركى إلى أن بلغ رتبة أميرالاي . وجاءت به الغواصة إلى 
مصراتة لمحاول الاتصال رخرفة الترو يج للسماسة التر كمة ودث” روم الثورة ف 
الناس على المعاهدات الى عقدها إدريس مم الطلمان والإنجليز 6 وعقب وصوله 
إلى مصراتة حاء الخسر سقوط حكومة الآستانة م6 وتسلممبا الحلفاء ى الحرب 
العامة الأولى » فعدل عن تنفيذ الخطة التي جاء من أجلبها وأقام بمصراتة . وما 
أنشئت الجمبورية عمّن قائداً عام الحموش الطرابلسة » وتقر“ر أن تكون 
الزاوية مر كزاً هذه القمادة . وبا أن المارونى عضو فى الجمهورية عن المنطقة 
الغرببة فقد ذهب معه إلى الزاوية لإعلام الضباط والمجاهدين بتأسيس الجمهورية 
وبتعمين عمد القادر الغنايى قائداً عام بدلاً من إسحاق . 


الغناي فى الزاوية : 

جاء الغناي مع الباروني إلى الزاوية » وتسلّم القيادة من إسحاق » وانتقل 
إسحاق ومن معه من الضماط الترك إلى غريان » وزار الغناى المحماهدن فى 
تلتيل ١”‏ ورجع إلى الزاوية » واقتّضح أن له صلة بالطليان ليسلتّم لهم الزاوية » 
وصار يتردد عليهم في سيدي بلال في جبة . 

وقد اشتبه فيه بعض الضباط الوطنيين المو كول إلنهم حراسة شط البحر 
مسبدي بلال > ومن بينهم حمد سيف النصر الورشفاني فسألوه عن سبب تردده 


. قرية صغيرة » من أملاك العلالقة . شعالى بوعحملة‎ )١( 


؟ ؟- جباد الايطال فر 


غلى سبدي بلال 2 فلم نمحمهم بما يسترمحون إلمه . 
0 السؤال فاع م ف انام 


واستمر في اتصاله بالطليان بسبدي بلال » وذدات مرة رجع إلى الزاوية 
ومعه ثلاثة ضباط إيطاليون والسيد حسن المصراتي ١‏ [ كانت بره برتبة قاتمقام ) 
وفرحات الزاوي » وخطب السيد حسن في الناس بما معناه : أنه حصل صلح 
ممع الطلمان ١‏ ونمه على عسكر المجاهدين بازوم المدوء وعم القيام بأي سح رك 
عدائمة ضد الطلمان »؛ ومن يقوم بأى حركة عداشة يعدم ٠:‏ 


وخطب الشيخ عبد الرزاق بن عبد اميد البشتي بما يؤيد كلام السبد حسن» 
وقال : إن الصلح تم" مع جمسع الرؤساء والأعيان»إلا رمضان السويحلى الشقى . 


وكان بين عسكر ماهد ن جماعة من برقة فانصم بعضهم إلى الغناي» وخالفه 
بعضهم وقبهم عبد العاطي الجرم . 


وقبل انتقال إسحاق باشا من الزاوية أرسل الدكتر عؤان ( وهوترى ) 
والشخ مصطفى الجزائري إلى« غات» لو لفوا فنها حكومةعربية .وقبلوصولم) 
إلى «غات» حاء الأبر بسقوط تر كمة ( فأرسل إلسها وردهما من غدامس وانتقل 
الد كتر عئان مع إسحاق ياشا ومن معه من الضماط الأراك إلى غريان » وبقي 
الشبخ مصطفى الجزيري بالزاويةمع العسا كر الموجود,نفبها وكان الشيخ مصطفى 
برتبة قومندان يلك > فأسندت إلبه رياسة من بقي من عسكر الجاهدين . 


وسرى التذ مر في صفوف المجاهدين بسبب ما خالط نفوسهم من الريبة في 
في الأمر » واتفق رأي الجمبع على إعلان الثورة . ووزاع الموجود من السلاح 
على العساكر » وأطاتى الرصاص إعلاناً بالثورة . 


كرض 


وسمع عبد القادر فحضر على صوت الرصاص إلى مر كز الزاوية حمث تجمّع 
العسكر والمجاهدون » وحاول أن يهدىء من غضب الثائرين فلم يستمع له 
أحد » فاختفى هو والسسد حسن » والطلمان الثلاثة . ويقال إن سفمئة إيطالية 
كانت في انتظاره على شطوط الزاوية ( ولعلها كانت على مرمى ديله ) فر كبوا 
فيها وذهبوا إلى طرابلس . والتحق الشيخ مصطفى الجزيري ومن معه 


بالعزيزية . 


وحاول جماعة البرقاويين الدين كانوا يؤيدون الغناي ‏ وتركبم والتحق ‏ 


بطرايلس ‏ حاولوا أن بأخذوا 
إيلآً من الزاوية بألقوة لبنقاوا 
علدبا أثقالهم إلى العزيزية فل 
عكنيم ذلك . ووقع ببنهم وبين 
أهل الزاوية قثال » وقتل منهم 
ماعة »© والتحق من بقي ملهم 
بالعزيزية حمث مر كز الجاهدين. 

وكانت مماولاات الغناي في 
دسمس سئة 8م ١91‏ “ويعد اختفاء 
الغناي من الزاوية احتلبا الطلمان 
قْ أول ناير سنة ١919‏ .وكان 
ها إذ ذاك جمد يلك سلابى )١١‏ 
قامقاماً . 


ا 
0 - 
- 





0 





» جمد بك شلابى من قسلة أولاد الحاج 4 من أولاد عغسى « بلاعزة 6“ سكان الزاوية‎ )١( 
وتعلم في المدارس التركية » وأسندت إلمه عدة وظائف . وعينه‎ ٠ ولد في الآستانة من أم تركية‎ 
وكان لين العريكة سبل الجاتنب» وكان لمئه يغفرىج‎ , ١5١ نشأت بك قائمقاما في الزاوية سنة‎ 


فر 


تخب الضباط الأتراك من طرابلس : 

كان من شروط معاهدة موندروس أن تسحب تركمة جنودها وضماطبا من 
طرابلس ومن جميع البلاد العربية . وأمضيت المدنة العامة فى ١١‏ نوفمبر سنة 
لم4١‏ فأكيّدت هدآ الشرط ٠‏ وعىأثر معأهدهة مونددروس حاء الأمر إلى الأمير 
عثمان فى مصراتة بالإنسحاب هو ومن معه من الضماط . 


وقد طلب إلى الأمير ومن معه أن يساموا أنفسهم إلى أقرب مر كز إيطالى . 
ولككن الطرابلسيين أبوا ذلك وأبقوم عندهم ضيوفاً حى يحين الوقت لسفرهم 
إلى الآستانة في عزة و كرامة . وقد ضمّنوا مذ المعنى بلاغ المهورية الذي 
أرسل إلى الطلمان . ولكن الطلمان أرادوا أن يستعحلوا الأمر لاعتقادهم أن 
المسسّر لدفة الحرب هم الأتراك فإذا ما انسحيوا من طرايلس عجز العرب عن 
المقاومة ووضعت الحرب أوزارها فألحنوا على الحكومة العثاننة بطلب سحب 
ضباطها من طرابلس تنفمذ] لشروط الهدنة فلم تحد تر كما بدأ من تنفمذ هذه 
الرغبة فأرسلت أكرم بك بن رجب باشا إلى طرابلس مندوباً عنها لتبليغ 
اوامرها إلى الضباطبوجوب سفرهم إلى الآستانة. فوصل إلى طرابلس في فيرابر 
سنة 1414 وأرسل إلى زعماء العرب تخبرم بقدومه > وأنه موفد من قبل جلالة 
السلطان في مهمة » ويريد أن يتذا كر فيها معبم . وهذا نص رسالته : 


د لحضرات السادة الحترمين أحبابى الأعزاء : أحد أعضاء بجلس الأعتارن 


حديه الناس بالالماح عليه في قضاء حوائجوم ولو في غير المصلحة»ء وكانوا يحدون في حامدما يوصلهم 
إلى أغراضهم. وكار: يعتز باللا عزة إلىيحد كبير. و كثيراً ما وضعه امه موضع الضعف وفتح 
الماب للتدخل فى سَُدونه . ومن أجل هذا كان محل النقد والؤاخشذة وى سدة + كن في 
مقدمةالذين هأ جروا من الزاوية» ومرضق غريان وطال به المرض» ولا احتلتعريان في ١‏ ذوفمر 
سنة ١95‏ انتقل إلى أرفلة وهو هريض »2 وتوفي في وادى سوفحين فى +؟ من شعمان سنة 
٠** ١‏ الموافق ١١‏ إبرمل سنة *؟ و١‏ ودفن فى قلعة سوفحين وتسمى ( قلعة الشيخ ) رقيد 
صلمت عليه وحصرت دفنه . وعمره إذ ذاك شاهز الستين رحمه ال رحمة واسعة . 


2 


الكرام سلوان بك البارونى وأحمد بك المريّض والمادي بك كعمبار 
ا الخمتوني وعلى بك ابن تنتوش وجميع الأعبان الأفاضل 

7 إيفاء التحمات الخالصة والاحترامات القلسة اللائقة إنى أعد نفسي 

بتقدم هذا الكتابلحضراتك الدين نعدم أحمابا خالصن» خيرآ ا بأنى 

اصحاين امتائيول عوجي إرادة جلالة مدعا مولا حشرة السلطا الأعظم 
إلى طر ابلس » واني متبيء العزيمة في أثر مذا! الكتاب بكال السرعة لبتم 
الفسحاء لأجل الاجتاع بى» كا أن خروجي منطرابلس سيكون إن ساء الله بعد 
غد العزيزية في ( كهربة ) إيطالبة . وعلمه أرجو أن تستقملوني في العزيزية . 

وفي الختاء تكرر احتراماقي القلسة لحضراتك وكافة الأعبان والأهلين. 
ودمتم مخير وعافية . 

( فبراير سنة ١941‏ ) أكرم رجب باشا 

وقد أرسل الطلمان مع أكرم بك كتابين أحدهما يتضمن العفو العام عما 

« إلى حضرة الموزياشى اليش العثياني أكرم كاين المرحوم رسجب باسشا والي 
طر ائلس الغرب سابقاأ مندوب الحكومة العثانية لتنفذ شروط الههدنة | الختصة 
بقطري طرابلس الغرب وبني غازي التى قبلتها الحكومة العثانية . 

قد وكلت حضرة الموزياشي أكرم بك رحب بأن يصراح أن حكومة 
المستعمرة بناء على قصدها المتحه لرفع ما وقم من سوء التفاهم بينها وبين الأهالي 
قد نسبدت كل مأ سيق من طرف الأفراد والجموع ؛ ومنتحت الأهالى ‏ فرادى 
وجماعات ‏ عفواً تام عموهما في كل ما يتعلق بالجرائم السماسية » وعلاوة على 
ذلك وكثلنا الموزاثي المومى إلمه يأن يصرتح بأر: كل من أراد ترك القطر 
الطر ابلسبي والتوحه إلى - جبة أخرى فلهم الخرية التامة فى ذلك » ولا يصير نهم 


"4 


أدنى ضرر لا في أشخاصبم ولا في أموالهم ». 

طر ابلس في 7 فبراير سئة ١419‏ رئيس دائرة السماسة 

أما الككتاب الثاني فيتضمن الإذن للباروني بمغادرة طرابلس إلى حمث بريد 
وهذا نصه 

« قد وكلنا الموزياء شي أكرم رجب بك بأن يصر'ح أن > ومة المستعمرة 
نظراً إلى كون حضرة سليان الباروني قد عيّن قبل نشوب الحرب الأوروسة 
عضواً في بجلس أعمان الدولة العؤانة لا تصير له صعوبة فى أن حصرة المومى 
إلمه سير كب على سفئنة التو حه إلى الآستانة العلمة والإقامة دقر كدة مع كو نه 

من أبناء القطر الطر ابلسي » . 

عن طرابلس في ١‏ فبراير سنة 9١و٠١‏ رئيس دائرة السساسة العسكرية 

الجترال تارديق 

وحمل أكرم بك الكتابين» وذهب إلى العزيزية لمقابلة زعماء العرب لامذا كرة 

معبهم في تنفيذ شروط الهدنة بشأن الضاط الأتراك . 


وقد ظهر الطليان في هذين الكتابين بمظبر المتفضل بنح العفو عمن أخطأ ثم 
ندم على ما قراط منه . وهى لغة سياسية لا يحبلبا زعماء العرب »© ولا مخفى 
00 من اللف والدوران وإحداث الفتنة . 


جتمع أكرم ' بك برؤساء العرب وتذا كر معبم فها جاء من أجل » وبلغ 
ا الأتراكرغمة الحكومة العؤانية فى مغادرة ط دس وسغرم إلى الآستانة 
تنفيذاً لشروط الحدنة فلم يصخ لقوله أحد لا من رؤساء العرب ولا من الضياط 
الأتراك . وقد ” ح أكرم بك لر ؤُساء العرب يطلب الهدنة من الطلمان والدخول 
في مفاوضات للصلح . ويظبر أن هذا العرض كان موعزاً به من قبل الطلمان من 
قبيل الجس' والاختبار » ولم يعطوه صبغة رسمية خوفاً من رفض العرب فيكون 


كيان 


في ذلك تحقير لهم وتسفيه لرأ.هم . وقد وطأوا له بهاتين الرسالتين لمجد أكرم 
فى حمله) مبرراً لفتح الكلام في موضوع الحدنة . وكانت رغنة رؤساء العرب 
«تحبة إلى أن تكون المفاوضات بينهم وبين الطلبان مباثءرة وبدون واسطة 
أجنسة » كا كانت وجبة نظرهم في الأتراك والألمان الموجودين في غريان أنهم 
تسليمهم إلا بعد عقد الصلح واستتباب الأمن . وقد رأى أكرم بك أنه فشل 
في مبمته » فسافر !! الآستانة من غير أن يصل إلى نتبجة . 

اقترن تأسدس الحمبورية بعقد الحدنة العامة فى ١١‏ من نوفمبر سنة م914١‏ 4 
الفرصة للإتمان بالعدد الكافي منها إلى طرابلس لفك الحصار عنبهم والتقدم 
لاحتلال العزيزية . 

وقد انتبىدور الغناي إلى تلك النهاية التى طاما تَنّوها وهي احتّلال الزاوية» 
فرأوا في احتلالها فرصة فتحت لهم باب التفكير في القيام بمعر كة فاصلة يكون 
فسبا القضاء على الجمبورية » فجاءوا يحموش كثيرة وعتاد حربي هائل من مختلف 
أنواع الأسلحة . 

وكان الاشتراكون يعارضون ف الإتمان بالجنود إلى طرايلس » ويحاولون 
إقناع الشعب الإيطالل وحكومته نحل المشكلة الطرابلسية من طريق الصلح » 
وامتنم بعض الجنود من الدين اننبت مدتهم العسكرية بانتياء الحرب الكبرى 
من أنجيء إلى طر ابلس . 

وكان بعض الاشترا كين يلقي بنفسه على قضبان سكة الحديد ليمنمع القطار 
المقل. للحنود إل طرايلس من السفر . 

ونشأ عن هذا الخلاف أن الحزب العسكري ل يحقى رغيته في الحصول على 


يكار 


العدد الكافى من الجنود الدي كان برجو الحصول علمه ٠‏ وإذا كأن ما سنذ كره من 
الجبوش الإيطالية قليلآ في نظر الحزب العسكري فك كان يأمل أن يسوق على 
الطرابلسيين من الجبوش يا ترى ؟!. 


و لنقتصر ق وصف هذه الجسوش وم جهزت به من معدات الخرب على 
ما ذكره الجنرال جرازياني في كتابه « نحو الفزان » ليطلع الناس على مقدار 
ما بلغه حنق الطليان على الطرابلسيين حتى بِيّتوا سحقهم من الوجود لو أمكنهم 
دلك . قال الجترال جرازيانى : 

)0 وابّدأت تأت من أ الوطن وحدات كثيرة من مختلف أسلحة الحدش . 
وانضمت إلى الجبوش الموجودة فى المستعمرة من قبل » فتكوئنت فرقتان : بوم 
و١‏ وفي أواخر فبراير سنة 1414 وصل إلى طرابلس الفرقة الأولى وهي فرقة 
الجنرال زوبي» ونزلت في جهات مختلفة من طرابلس . وبهذا أصصح في طرابلس 
ثلاث فرق إيطالية : الفرقة م” والفرقة ١م‏ والفرقة الأولى . وفي أول مارس 
كان تحت تصرف طرابلس الجبوش الآثمة : ثلاثة قواد فرق . وده أورطة من 
الجموش المشاة > و .هم دطارية مدافع من أحجام مختلفة عدا الجبوش القبام في 
طرايلس واخمس وزوارة. وى ١7‏ مارس سئنة 9١51١قررت‏ الحكومة الإيطالية 
الموحودة ببجوم كبير على « سواني بنادم 6 . 

وسسنا هي مشغولة بإعداد الجموش اللازمة لهذا الممحوم اتصلت بزتسماء العرب 
وجرت بينها وبينهم مفاوضات للصلح فأوقف المجوم . 

ولما فشلت المفاوضات استأنفت الحكومة إعداد الجش »> وقرارت أضحوم 
فى ١7‏ من إبريل سنة ١٠١١9‏ . وكان ترتدب الحجوم هكذا : 

باجم الفرسان سكة الحديد الممتدة بين العزيزية وطرابلس وتحتلها» والفرقة 
الموجودة في الزاوية وزنزور تهاجم تراينة وسواني بنمادم لاحتلالهما » والفرقة 


2 


,م« تهاجم فندق ابن غشير لاحتلاله . والفرقة الأولى خصّصت للاحتياطي لتمدة 
مواضم الضعف في الجيش بما يسد" النقص . وتقرر أن يكون المجوم على جبهة 
طولها خمسون كماومتراً » من الزاوية إلى بئر الفرجاني » وعلى أن يكون الجيش 
متصلاً بعضه ببعض لسكون التعاون تام بين وحداته إلا الجيش ذا الأاوارنف 
وهو مؤلف من سبع أرط - وجيش خربيش غير النظامي » والفرقة ١م‏ 
وهذه الوحدات كان علمبها أن تعتمد على نفسها لبعدها عن الجيش الأبيض "٠‏ . 


وكان الجدش الذى و“كل إله احتلال المنطقة من زنزور إلى يدر الفرجانى 
مكوناً من ١9‏ أورطة (5) » يشد أزرها سبعة طوابير مدافع رشاشة » ورا 
بطارية مدافع متنقلة . وكان مم الجيش المختلط من الحبش وغيرهم أربع بطاريات 
مدفصة . و وكان لدى قمادة الجيش العامة سبع بطاريات من المدافم بعيدة المرمى 
لنمبد الطريق لتقدم الجيش. يضاف إلى هذه الجبوش 7١‏ أورطة ماية القواعد. 


وجعل لكل فرقة من الجبش 44 سارة مل الماء والأمتعة : واعدت مأ 
وستون سسارة في زنزور للنقل السريع لسد ما عساه أن م الجبش من 
تقص في أقصر وقت ممكن » والغرض من كثرة الاستعداد الوصول إلى التتيجة 
بطريقة اتصال الأشياء بعضها ببعض بحيث إذا نقص شيء حل محله غيره بنفسه 
من غير أن يحتاج إلى من يضعه فمه : « أتوماتيى » على التعبير الافرنحي . 

وبدنا كانت هذه الجموش قد استكلت عدتها وتنتظر الأمر بالحجوم 9" » 


بن 


(؛) الجيش الابيض هو المكون من جنود إيطاليين . والجيش الملون هو المكون من أحباش 
وعيرثم . وخيش آخر يدش ثم المرتزقة الذين باعوا ضنائرهم وحاربوا وطديم لقاء درمببيات قلملة 
برياسة يوسف خربيش » لا سد الله جوعتةهم . 

(؟) الأورطة من ٠٠‏ إلى ألف جندي . 

(») لم تكن هذه الجيوش منتظرة الآمر بالمهجوم » بل كانت تخوض غمار الحرب بالفعل » 
ركانت الحرب مستعرة ص زنزور إلى الزاوية » وفي وسط هذا الجحم نيتت فكرة الصلح . 


26 


اشع في الدوائر السياسية أندحصلت مفاوضات في الصلح بين الحكومة وزعماء 
العرب > فأوقف الهجوم حتى تنتبي المفاوضات . 

وكان يحب أن نسسطر على المستعمرة من طردق استعال الآلات الجريسة 
وانتصار الجيش » لا من طريق السياسة الواهية وهي المفاوضات والصلح في 
بلد عامنا من تقاليده أن السطرة عليه لا تكون إلا بالقوة . 

وهذا الاتفاق مع العرب عطتّل الاستملاء على مصراتة أيضاً » وكان قد أعد 
جدش هائل لاحتلالها . 

وفي الوقت الذي كان في طرابلس ثمانون ألف جندى لاحتلال الملاد بالقوة 
رضخت الدوائر السياسية إلى هذا الصلح المثين لحكومة خرجت منتصرة من 
الخرب العظمى » . 

وقد نقلنا هذه الترتيبات الخربمة الهائلة من كتاب الجترال حرازنانى « نحو 
الفزان » ليرى القارىء مبلغ الاستعدادات التي يعد”ها الطلمان اللقضاء على 
الطرابلسيين . وليدرك الأسباب التي من أجلها ركن الطليان إلى الصلح وعندم 
هذه القوة الحائلة التي جمعت بين قوق البر والبحر . وقد أحس المحاهدون عا 
بعده الطلبان من هذه الجموش الرارة فببأوا نفوسهم للاقاتها ووصلوا جمهة 
دفاعهم بالزاوية على طريق ترينة وم يمبل للمجاهدون الطليان بل هاجموم في ترينة 
والزاوية عدة مرات . وفي آخر مرة تقبقرت قوة الطليان في الزاوية » ومكن 
ابجاهدون من مطاردتهم في سوارعبا وبين السوت وأصحت مبد دة بالسقوط 
واستشيد كثير من المحاهدين في واقعة ترادنة . 


وكانت فكرة الصلح تبدو مستحملة التنفيذ من ناحمة الطلمان لتفوقهم يكثرة 
الموش وآلات الحرب . وماكان أحد يشك فى أنهم بريدون الانتقام من 
الطرابلسيين والثأر لشرفبم العسكري الذي لصقت به أكبر سمّة لصقت نحدش 
أوروبي للا أصابه من النكبات المتكررة والهزاثم الشنبعة . وفى وسط هذه 


5 


الممارك الطاحنة والحموش المتقاتلة نيت فكرة الصلح 


سبب طلب الصاح : 


عحمب جداً أن بر كن الطلمان إلى الصلح في مثل هذه الظروف المواتة هم . 
ويرجم السبب في ذلك في نظر بمللى السياسة العسكرية © وى مققد متهم 
الجثرال حرازانى - إلى ساسة الضعف الى سلكتيا الحكومة فى التقرب من 
العرب » ومبادلتهم رغبة الصلح » ويرجع - في نظر مثلي السياسة المدنية - إلى 
ما دلت عليه التحارب الطوية من فشل السماسة العسكرية في الاستبلاء على 
الملاد بالقوة المسلحة وقد مضت على اليش مان سنوات مني فببا بهزاتم مريعة 
فى كل مكان » من فزان إلى البحر » وهو الآن محصور في ثلاث مدن على البحر 
لا يتجاوز حماية الأسطول » فمن الواجب إذأ الوصول إليه من طريق الصلح . 

وهناك سدب آخر وهو اشتداد الخلاف بين مش ل السساسة المدنشة ومثلى 
السماسة العسكرية وتمصّب كل إلى رأيه . وكل من الفريقين غير واثق انتتصار 
هذه القوة الهائلة الق نحشدونما » وقد بدت علبها بوادر الضعف ف معارك 
الزاوية وترثينة . ولو قدر على هذه الجموش الهائلة أن تنكسر لكانت القاضة 
على الطلمان فى طرابلس . 


وممن كان يعمل لإقناع الطليان با بفكرة الصلح مدا بك فرحات الزاوي وهو 
عنصر قوىي فى الرأي الطرابلسى فإنه كان من الذين ينوا سباستهم على أخذ 
ما يمكن أخذه من طريق المححة وأساليب الساسة » وكان مقتنعاً يأنه إذا 
اتفق رؤساء العرب على هذه السماسة وعملوا لها مخلصين فسيكون كسبهم من 
الطليان - من هذه السياسة ‏ أكبر من كسبهم من سياسة الحرب والقتال . نما 
عند العرب من عتاد الحرب شيء محدود لا مورد له ومآ له الفناء طال الآمر أو 
قصر . وما عند الطلبان شيء غير محدود» ولهم من صناعاتهم ومواردهم وعمالهم 
ما بجعله أضعافاً مضاعفة , 


يذنن 


والطليان يعامون منه هذه السياسة » ولكنهم يعامون أيضا أن الرؤساء 
الذين ببدهم الأمر على خلاف رأيه » فكانوا لا يعلقون علمه أءلا كبيراً » وكان 
بو كد للطليان دائما أن سياسة السلم في طرابل سأجدى عليهم من سياسة الحرب. 
ولا نحم فرحات بك فى سياسته ضد عبد القادر الغناى » عدوا مذا نحاح] 
لسياسته وتأثرت أفكارهم بآرائه . 

وبقي فرحات ف الزاوية يعمل لسماسة التقريب بين العرب والطلبان رغم 
مأ يقوم به الطليان من حشد الجبوش > ورغم ما قام به الجاهدون من المحجوم 
على الزاوية . وكاتب روساء العرب في العزيزية فوجد منهم ما سُجّعه على الممي 
في مبمته . 

وأذكر أن من الذين وسّطهم الطليان الصلح بينهم وبين العرب « خلافو 
ناحوم » » وهو بودي من أكبر تحار طرايلس »> وله صلة صداقة برمضان بك 
السويحل »> فأوفدوه إلبيه لبحمله على الصلح في مقابل إصدار عفو عام على 
الطرابلسين ورد" ما اغتصب منهم من أملاك - وكانت قليلة إذ ذاك - وهي 
سخافة أراد الطليان أن يخفوا بها ضعفهم أما م العرب . وسُببه بها ذلك العرض 
الذي عرضوه عليهم بواسطة أكرم بلك " . انظر ص #41١‏ 7417 . 

وقد ردات هيئة المبورية على هذا التلاعب من الطلمان بكتاب قالت فيه : 
« إننا قوم لا نأبى الصلح » ولكننا لا نرضى المذلّة والعار . ونحن الذين يحب 
أن نحم العفو على هذا الاعتداء الفظيع . وإذا أصر* الطليان على هذا العناد 
فسنواصل الحرب إلى النباية . 

وإذا لم يكن من الموت بد" من العجز أن تكون جباة 

وقد كان لهذا الكتاب أثر كيير في دائرة السياسة الإيطالمة » وفبموا منه 
أنهم واهمون في تقدير موقف العرب » وأن العرب عازمون على مواصلة القتال 
بها بت المضيية ١‏ واقتنع الجرال « ترديتي » رئيس دائرة الساسة بما جاء في 

ب الزعماء من الرغبة الأ كمدة ة في الصلح . وكان يصراح بعد عقد الصلح بأن 


576 


كتاب الزعماء كان له أثر بالغ على نفسه في وجوب مبادلتهم رغبة الصلح . 

والطلبان في جموعهم مقتنعون بأن العرب ممّالون داما إلى الصلح » ولكنهم 
العفو ورد الأملاك > يحاولون بذلك صرف اتجاه العرب إلى مثل هذه الأمور 
التافبة . فاما جاء رد" الجمبورية صريحاً فما تعتزمه من الدفاع » وخاب أمل 
قبادتهم العسكرية فى الحصول على نصر عاجل رجحت كفة أنصار السياسة 
اللدثية في طلب الصلح وأذعنوا إلى تفسير شروطه ما يحب أن تفسر به الشروط 
الى بذلت في الحصول عليها الدماء الطاهرة والأرواح الغالية . 

واشْتد” الخلاف بين أنصار الساستين العسكرية والمدنية » وفشلت أعمال 
السبر والاختبار التى قام بها الطلبان في الزاوية وترينة » وعلى أثر ذلك تقدم إلى 
ممدان العمل أنصار الصلح وأخذوا في تبيئة أسبابه . 

هيئة المفاوضات : 

تنكوان همئة المفاوضات فى صلح بنمادم من : الحادي كعبار » والصودعى 
الخمتونى » وجمد فكبني » وعلى بن تنتوش . ثم التحق بهم بعد عدة جلسات 
أحمد المرئّض . 
رمضان السويحلى وسلمان باشا الباروني والأستاذ عبد الرحمن عزام 
ومختار كعبار وغيرهم من ذوي الرأي حتى إذا ما انتهوا إلى رأي تقدموا به 
إلى المفاوض الإدطالى لمناقشوه رأيه » وبدسّنوا له وجبة نظرهم . 


عبد الذي بن خير : 
أما عبد النى بن خير الذي هو أحد أعضاء الجميورية الأربعة فقد سافر إلى 
أرفلة قبل البدء في مفاوضات الصلح لمحمع المجاهدين ويرسلهم إلى صف القثال » 


ير 


ولكنه انتبزها فرصة وبقي هناك. وكأن كلما طلب منه القدوم إلى جببة القتال 
حبث يقم الرؤساء أبدى المعادير » ووعد بما ينوي عدم الوقاء به 0 
المفارضات بين الطلمان والمرب » وأصبح صلح بنيادم 0 فوسين فلم ثم 

وأص ” على عدم حضور المفاوضات »> وانتبت ول يحضر . 

ولما انتبت المفاوضات وقنّم على القانون الأسامي بالنيابة عنه اهادي كعبار 
والصوبعى يي الخمتونى > وبعد انتهاء » الصل م رأى الرؤساء ان ستطلعوا حلته 
ودقفوا منه على هذه الشكوك التى تساوره فأرسلوا إلمه وفدا مكوازا من الشيخ 
عند الصمد النعاس » والحاج فرج بن إبراهم المسلاق »> والصويعى الخمتونى ( 
والشبخ أحمد الفسا لفساطوي ' واجتمعوا به في وادي بني ولبد فأخبرم أن رمضان 
السويحلي يريد أن يقتله » وحنرهم منه » وحاول أن يقنعهم بضرورة الانشقاق 
عنه > فأفيموم ه أن هذه شكوك ني غير محلها » وأظهروا له رغبتهم في الجممسع 
ببنه| ليزول سوء التفاهم » واتفقوا أن يكون الاجتاع في ترهونة » فجاء معبم 
إلى ترهونة وأرساوا إلورمضان في «سوانى المشاشطة» يطلمون قدومه إلىترهونة 
للبحث في سوء التفاهم الحاصل بدنه وبين عبد الني . ولكن رمضان السويحلى 
وكثيراً من الناس رأوا أن هذه فتنة برمي من وراها عبد الني إلى تفريق الكامة 
والتحزب ضد رمضان . 


والحقبقة أن ما لأ إلبه عبد النبى من القدح فيرمضان والتخواف منهودعوة 
الناس إلى الانفضاض من حوله ل يكن له سيب » ول نحدث بينه وبين رمضان 
ما يكدار الصفو ولا ما يقتضى العداوة » ؛ وعلى ضوء هذه المققة رأى رمضان 
بك أنه لا داء ي هذه المقابلة فى ترهونة » وإذا كان ولاابد” من التفاهم قيصح أن 
يكون هنا حيث يوجد زسماء البلاد وأعيانها ؛ فلم يقتئع عبد النى بهذا » و" ورجع 
إلى أرفلة » ووقف الأمر عند هذا الحد . 

والواقع أن عبد النى مصاب يحب الذات حريص على أن يكون زعسماً لا 
من طريق التضحية والعمل » بل من طريق التدليس والدعاوى الكاذية . لأننا 


تن 


لم نر عبد النبي يتقدم الصفوف إذا جد" الجد وفتح الرصاص والمدفع ميدان 
التضحمة والفداء حيث مقام الزعامة ومنبر الصدارة . وها هو تاريخ الحرب 
الطرابلسة نقلبه صفحة صفحة لنعثر فمه على عبد النبي فى صفوف اجام دين 
فلم نعثر له على أثر . ولكنا وجدناه يتقدم صفوف الطليان وهم داهون إلى 
محارية السسد محمد بن عبدالله في فزارن > . ورأيناه يركن إلبهم 
في طرابلس ويحيا حماة البذخ على حساب خزانتهم »وبر كن إلى الخلاف وتفريق 
الكلمة بعد إنشاء المبورية وى موّمّر غريان » وبعد تغلب الطليان وحلاء 
المجاهدين إلى أرفلة سنة ١975‏ . 


وقد سدّب له حب الذات الوسواس ومر كب النقص ووحبه »> وجبة سوء » 
فبو برى كل عمل لا يأتي على يديه ناقصا » وهو لم يعمل شيئا » ويرى كذلك 
كل أعمال الرؤساء إنما دقصد بها مناوأته أو ضرره من قريب أو بعمد . وكانت 
ننه نحو رمضان بك سيئة إلى أبعد درجات السوء لا لشيء سوى أن عدم 
إخلاصه قصر به عن إدراك تقدير الأمة له كما تقدر رمضان. وقد رأى رمضان 
بك أن من الصواب إهمال ثأنه »وإذا بدر منهأي شر" فعلى أعضاء الجمبورية أن 


يفكروا فى ردعه . 
بدء المفاوضأت : 


اجتمم الفريقان في خاة الزيتونة في مارس سنة ١519‏ لهفاوضة فما يكون 
أساساً لشروط الصلح.واستمر”ت المفاوضات نحو شبر لم يصلوا فيها إلى نتيجة. 
وكان الطليان يبددون نحموشهم المائلة التى جمعوها » ولكن أعضاء الجمهورية 
لم يمنعهم هذا التبديد من التمسك بحقوقبم. وفي ١4‏ من إبريل سنة ١115‏ أعان 
وقف الحرب واتفاق العرب والطلمان على قاع دة للصلح وهي « منح الشعب 
الطرابلسي دستوراً يخول له مباشرة حقوقه المدنية والسياسية »ويعطيه الحق في 
القيام يحميع واحباته الكبرى كالشعوب المتمدنة ى] هو من شروط الحرية 


57 


الحديثة . وإلى أن ينفذ هذا الاتفاق ويصير العمل بمقتضاه تعطى للزعماء ضماناث 
وامشازات » ويخوالون حقوقاً . 

على هذا اتفق الطرفان اتفاقا وقتبا » ولكنه كاف لآن يكون مانا ناجزا 
من الناحمتين » . 

وقد استاء كثير من الطلبان ‏ وفي مقدمتهم الدوائر العسكرية ‏ من قبول 
الصلح على هذه القاعدة » واعتبروه تسلمما من الطلمان بدون ترو” “وقال بشأنه 
الجترال جرازياني : « إنه من التمويه والتضمل أن يسمى ما جرى في خاة 
الزيتونة صلمحاً » بل هو إزالة لسلطتنا عن طرابلس » ويلقي التمعة على سماسة 
الحكومة الخاطئة التي توراطت يسببها في قبول هذا الصلح . 


وم مخف جرازياني تعصبه العسكري وامتعاضه من هذا الصلح في مناسبات 
كثيرة . وصراح بأن « العرب فسروه بأنه دليل على ضعفنا لأن عظام جنودة 
الدبن قتلوا في سننى ١9١1‏ و ١9١6‏ ماتزال إلى الآن تظبر بسضاء ملقفاة على 
الآأرض ف ترهونة وسىي ولمد ؛ وعلى السبول المبحورة . وكانت سنة 9١199اسنة‏ 
تحقير لإيطاليا و كره لحا . ولبس لهذا من سبب سوى سماسة الضعف واللادنة 
التي كانت ترسم خططها في الخفاء على مقتضى تلك الكامة التى طالما همست ببا 


2 كلنا إخوار:. 4 ء 
وى نظر الطلمان أرب إعطاء الطرابلسين صلحا على هده القاعدة علطة 


سماسسة ية وخطأ ارتك أنصار فكرة ة الصلح . فإن الطرابلسيين في نظرمم 
لا ستحقورد:_ صلحا عل هده القاعدة النى تعطيهم من الحقوق اكثر مما 


لس حقو ر 2 ٠‏ 


قدلع المفاوضات : 
وقطعت المفاوضات وكادت الحرب لعسك سير ها لنسشد د الطلمان كثير 


576 


من المسائل » واضطرار العرب أقابلة هذا التشدد بمثله . وفي آخر لحظة سوابت 
المسائل الف علمها واستؤئقفت الحادئات هره ثأنية في -حله الزيتودة في مأدو 
منة 1495 لإتمام ما تضمنته القاعدة المتقدمة وتفصل شروط الصلح . وانتبى 
المفاوضون إلى الاتفاق على الصلح ووضم القانون الأساسي في أول يونية سنة 
83 ووافق عله الطرفان . 

وإلى هنا تم الصلح ووضعت الحرب أوزارها » ودخل الناس في عبد سم 
وأمان » واستقملت البلاد عبد النضال السامى كا استقيلت قبله عبد الحرب 
والمقارعة بالسلاح . 

ويقول جرازيانى في كتابه و نحو الفزان» : 

( إن الزعماء الرئيسيين الدين حوالوا حقنا إلى طيف خبال»وحكم غير مباشر 
وإلى حالة من الاذلال والإهانة هم : رمضان الشتبوي > أحمد المريّتض . 
الصوبعي الخبتوني » عبد الرحمن عزام » حمد فكبني » على الشنطة » الأخوان 
اهادي ومختار كعبار » و-خلمفة بن عسكر وغيرهم ). 

خامفة: 

إلى هنا ينتبي الدور الثالث من الجهاد الوطني في طرابلس الغرب »> وبانتهائه 
انيت ميمة الجمبورية بعد جهاد دام عانية أشبر » حصلت بعده على استقلال / 
يتحصل علمه غيرها فى عشرات من السنين . 

وقد صحببا التوفيق في هذا العمر القصير » فأدارت دفة الحكم في ظروف 
أقسى ما تككون من الحرج » وكانت الشؤون العسكرية في المقام الأول من 
واجباتها. وشغلت من أفكار قادة الطليان العسكريين والمدنيين ما هم في حاجة 
إلى الاستعانة به في تنظم أمورهم » ووقفت منبم في مفأاوضات الصلح موقفاً 
مشمرفأء فلم تلن قناتبهاء ولم تتخاذل أمام قوة الطلمان المائلة» ودلّت بنشاطها 


م ؟- مياد الأنطال ضوعت 


سَُوؤٌّونه . وكانت فى حل الإحلال والإكبار من جميع طبقات الشعب ٠‏ وكانت 
رمزه الذي يحبطه بكل ثقته واحترامه » مما سبل عليها القيام بأعباء الحك 
فقامت بها خير قيام . 

وقد هنأ لهذا الدور ما حصل فى الدور الثانى من انتصارات باهرة لامحاهدن 
وهزائم للطليان مريعة أقنعت الكثير منهم بأن امتلاك طرابلس بالقوة المسلّحة 
الطلبان ولنشاط الجمهورية من ناحمة العرب . 

وكان دور صلم بنماد م دوراً سياسياً حضا )2 وكان الطرابلسون قمه 
مصرب المثل فى الوفاء الع . ولما كان من مقومات السماسة الأوروبمة الغدر 
وعدم الوفاء صار الطلمان بمعدستون الفرصة لنقص القانون الأساسي “؛ وانصم 
الدثيوث متهم الذي كانوا يؤيدون فكرة الصلح ‏ يوم أن كان الضعف آخذاً من 
جدشهم كل مأخدذ ‏ إلى العسكر دين الدين نظموا أنفسهم وظبرت وادر الشر 
منهم في كل حركة وكان من أمرهم ما ستفصله في الدور الرايم , 


6 





سلمان اسا الارودي أ سبلي اعذاء الجهورية الطر ابلسسة 


و عصيو ه.مة المقارضة 2 صأ يفماد 








صدع لسارم 
فى يونة سئة ١9194‏ 

مقدصة : 

هذا هو الدور الرابع من أدوار الجهاد في طرابلس الغرب . وعتاز عنغيره 
من الأدوار التي تقدمنه بالنضال الساسي الذي وقع فبه . فبعد أن فشلت جميم 
حاولات الطلسان في تحسين مر كزم فى طرابلس ؛ وظبورتم مظبر المتفوى 
الغالب > وفي إزالة ما لصقى بهم من عار من الهزائم المتكررة في سنة ١51١4‏ 
وما بعدها وبعد أن عجرت جبوشهم عزالتقدم بوعن تجاوزة اي الأمطول - 
بعد هذ! كله سئموا هذا الموقف المشثين أما م دول العام وأما م أنفسهم فأرادوا 
لتخلص منه بأي طريق وعلى أي شكل / . 

وقد كان في أملهم أن يتحصلوا على صلح اونه كا تشاء لهم ألاعسب السياسة 
وعلى وفق أغراضهم . ولكنهم وجدوا من انتباه أعضاء الججبورية مسأ خيب 
آمالهم وأبوا إل أذ يكون سلما شريفاً تنال فيه طر ابلس من الحقوق ما فق 
رلكنهم نوا الفدر واعقزموا الخيائة ‏ فا كادت الحرب تضع أوزايها ويد 
تقض نصوصه وما جاء فمه ما يكسب الطرابلسين شيعا من ٠‏ الخرية . وقد وقف 
الطرابلسون أمام هده الألاعسب الإيطالية موقفاً مشرفا» استعملوا فمه أساليب 
الإقناع والجححة 0 أ بعد حدودهأ »؛ وتذرعوا قمه بالآناة حدسى ضاقفت الصدور . 
ولكن الطلمان كانوا أز معو | أمر ثم عل نقص هدأ الصلم» فلم معن الححةوالإقناع» 
فاضطر* الطرابلسون إلى مقابلة عناد الإيطاليين ثله » وقامت الحرب الرابعة 
ف /ا#؟ من جمادى الأولى سلة ١4٠‏ (6” من يناي سنة ١917٠5‏ ) وستفصل 
قرسساً ما استملت عليه من أحداث إن شاء الله . 


انا 


القاتون ابر ساسى 
لقطر الطرا بلسي 


الصادر بتاريخ ١‏ بونئة سنة ١919‏ 


( نحن ) ويتوريو عمانوثمل الثالث ملك إيطالما وبفضل الله ومعونة الآمة. 

بعد الاطلاع على الفصل الخامس من قانون المملكة الأساسي » وبعد الاطلاع 
على الآمر اللو كي المؤؤرخ في ه نوفمبر سنة ١9١١‏ رقم 07؟١‏ المحوال قانونا 
بتاريخ 8 فبراير سنة ١411‏ رقم 8م . وبعد الاطلاع على القانون المؤرخ في 
“ا بوشو سنة ١91١‏ رقم ووه . وبناء على ماعرضه عليئا وزيرنا ناظر 
المستعمرات . وبعد استماع مجلس الوزراء ( أمرتا ونأمر بما يأتي ) . 

أب في ( الشيتادينانسة ) 
وهي ( الوطنية ) 


( الفصل الأول ) في القطر الطرابلسي . يعتبر وطنسين إيطالمين ( سشتادينى 
إيتالياني ) بناء على الأحكام المندرجة في هذا الأمر . 


أولا - المولودون فيالقطر الطرابلسي حين تاريخ هذا الأمر أينا أقاموا إذا 


و ضام 


م تكن لهم صفة وطنيين أجانب »> أو صفة تبعة أجانب حسب القوانين 
الإيطالية . 

ثانا من أبوه وطنيبموجب الفقرة السابقة . 

ثالثا ‏ من أمه وطنمة كو حب الفقرتين السابقتين إذا كان أبوه يجبولاً » أو 
م تككن له وطنية إيطالما ولا وطنية دولة أخرى أو تبعنتها . 

رابع المولود فى القطر الطرابلسي إذا كان والداه مجبولين » أو لم تكن 
هما وطنية إيطالبا ولا وطنية دولة أخرى أو تبعيتها . 

خامسا ‏ المرأة التابعة للدولة الإيطالمة أو لدولة أجنسة المتزواجة بمن 
يعتبر وطنياً إيطالياً بموجب الفقراتالسابقة . 

( الفصل الثاني ) كل من سكن عادة واختيارأً في القطر الطرابلسي وليس 
من الوطنيين الإيطاليين بالمملكة أو من الوطنيين الأجانب »> أو من التبعة 
الأجانب يحمل على أنه وطني حسب الفصل الأول . 

( الفصل الثالث ) لأجل إجراء الحقوق المذكورة في هذا الأمر وإلى حين 
تأسس دوائر النفوس فالشهادات اللازمة لإثبات الشروط المذ كورة في للفصل 
الأول يعطبها مختارو المحلات أو القائل التي يسكن فبها صاحب الحق عادة 
بتصديق المحكمة الشرععة فما يخص” المسامين » وبتصديق محكمة الأحبار في 
بخص الإسرائيليين . 


( بأب فيا للوطنيين ومأ عليبم ) 


( الفصل الرايع ) في القطر الطرابلسي : كل الوطنيين الإيطاليين بلا مبيز 
ببنهم على حد” سواء أمام القانون . 

( الفصل الخامس ) تمقى الوطنمين المذ كوربن فى الفصل الأول أحكامهم 
الخاصة بالأحوال الشخصية والمواريث» وهم الحقوق المدنية والسياسية الآتية : 


بض 


أولآً - أن تلصان حريتبم الشخصية فلا يحوز تقسدها إلا فما هو مقرتر 
بالقانون الجاري في إيطاليا من الأحوال والوجوه . 

ثانيا ‏ حرمة المنزل » فلا يجوز لأرباب الضبط دخوله إلا عندما يقتضيه 
القانون المذ كور مع مراعاة الكصفية المقررة فيه والعوائد المحلية . 

ثالث حرمة الملك إلا إذا وجب الانتزاع ( الاستملاك ) لامصلحة العامة 
بعد دفع عوض مناسب حسب القانون » وذلك إذا ل تمنعه العوائد الحلية منعاً 
صريجحا.. 

رابعا ‏ حق المسابقة إلى الو ائف المدنية والعسكرية المذكورة في 
التراتيب المحلية وهي أيضاً شرائط المسايقة و كضتها . 

خامسأً ب حق مباشرة الحرف العالية حتى في إيطالما بشرط حصو هم 
على الشيادات اللازمة . 

سادسا ‏ أن ينتخبوا أو يُنتخبوا ( بضم الباء ) وذلك على ما بمّنه توتيب 
مخصوص من الشرائط والكفمة . 

سابع - عرض مطاليهم وشكاباتهم على مجلس الآمة . 

ثامناً - حق الإقامة . 

(الفصلالسادس ) احترام الدين والأصول والعوائد المحلدة مضمون . 

( الفصل السابع ) تقررت -حرية الطيع والاجتاع وستصدر في ضبطبا 

( الفصل الثامن ) إن الوطنيين المذكورين في الفصل الأول لا يجوز إجمارهم 
على الخدمة العسكرية وإنما وز إحداث قوى عسكرية محلية بتجنيد اختبارى 
سينظم عقتضى نظامات خصوصة : 

( الفصل التاسع ) لا يجعل في القطر الطرابلسي ضرائب حكومية مضروية 


نكس 


مبأاشرة ( تريبوتٍ دبريقي ) إلا إذا عمّت جميم سكانه أو كل من له مصالح فيه 
ووافق عليها مجلس النواب الحلى » ولامجلس أيضاً أن يقرر كيفية تنفيذما 
وتوزيعبا على من جعلت علمه تلك الضرائب. ولا تصرف الواردات الناشئة مما 
ذكر إلا في مصالح القطر الطرابلسي لا غير : 
(الفصل العاشر) التدريس الخصوصي أي غير الرسمي حر >و لكن الحكومة 

النظر علمه بواسطة مأمورها . وما عدا المكاتب الختصة بالتعلم الابتدائي 
الإجماري ستحدث الحكومة دروسا للتعلم المتوسط والتعلم العالى أيضاً فم 
بعد » وأما قما بخص امسلمين فالتملع الإجماري مقصور على الذ كور فقط 

( الفصل الحادي عشر ) فها يخص المسامين تدرس باللغة العرببة جمبع مواد 
التعلم الإيتدائي » وجميع المواد العامية في التعلم المكوسط > وفي جميع الصفوف 
يحب تعلم اللغة الإيطالية أيضا ما عدا الصفوف الثلاثة الإبتدائمة الأولى فإرف 
تعليمها فيها اختماري ٠‏ 

( الفصل الثاني عر ) لا يحوز تعلم المسامين أصولاً مخالفة لدينهم . 


أن في حكومة القطر الطرا بلسي 
وإدارته النختارة ( آوتونما ) 

( الفصل الثالث عثشسر ) ترأس القطر الطرابلسي حكومة مؤلفة على ما يألى: 

أولآً ‏ من وال ينصّيبه جلالة الملك وهو يجمع كل السلطة المدنية والعسكرية 
ما يدخل فى دائرة الصلاحيمة الموكولة إلبه مقتضى الأحكام المتعلقة بذلك . 

ثاذماً ‏ ومن يجلسنواب حل لتنحصه أهل الملاد وفمهعدد محدود من أعضاء 
يستحقون الجلوس فيه بمقضى وظيفتهم وغيرهم يعينهم الوالي طبق ما في الفصل 
الخامس عشر الآنى . 

ثالث ومن دوائر رئاسة مدنية وعسكرية يعين روؤساؤها بأمرملى . 


ناس 


( الفصل الرابع عشر ) إن أعضاء مجلس النواب الحلى ينتخبون باعتبار 
عضو واحد عن كل عشرين ألف نفس من سكان البلاد . 

( الفصل الخامس عشر ) إن رؤساء الدوائر الرئاسة للحكومة ستحقون 
الجلوس في مجلس النواب الحلٍ بمقتفى وظيفتهم » ولهم صوت قراري » ويجوز 
لوالي أن ينصٌب غيرهم من الأعضاء خمد! المحلس من بان رؤساء دوائر الإدارة 
ال حلمة» غير أنه لا نحوز أرب تتجاوز جملتبم نحساب أعضاء الاستحقاق سد سر 
الأعضاء المنتحمين . إن أعضاء » الاستحقاق , يووا عن املس في الحكومة ٠‏ 

( الفصل السادس شر ) لا يتخب" ( بغم الياء) ) عضواً في مجلس النواب 
امحل إلا من تحاوز عمره الثلاثين سنة وكان من الوطنيين؛ حسب القانون ١١‏ 

( الفصل السابع عشر ) إن الوطنيين الإيطالمين المذكورين فالقانون 
المؤرخ فى ١١‏ جونبو سلة 1911 رقم هه لا ينتتخمون أعضاء فى يحلس 
النواب امحل ولا يعطون صوتم في الاتتخاب إلا إذا أثيتوا أنهم سكنوا في 
القطر الطرابلسي مدة خمس سنين متوالية للنتخموا أعضاء » ومدة ثلاث 
سنين لإعطاء الصوت . 


( الفصل الثامن عثسر ) إن الوطنيين الإيطالبين المذ كورين بالقانون الموّرخ 
١١١‏ ا المذكورين بالفصل الأول من هذا 
الأمر ليس لهم أ ن يعطوا صوتهم في انتتخاب أعضاء مجلس النواب الحلي إلا إذا 
تحاوز عمرهم العشر ين سنة ودلك ما عدا الشروط الى سيقررها الترتدب 
المحصوص . 

( الفصل التاسع عشر ) ) إن أعضاء مجلس التواب ا محل لا يحوز رفعهم لدى 
المحا م الجزائية بلا إذن المجلس المذكور إلا إذا كانت الجرعة المشبودة , 


4 


( الفصل العشرون ) إن التراتدب اللازمة لإجراء الأصول المندرجةفي هذا 
الأمر يوافق علمها مجلس النواب امحل قبل صدورها . وللمجلس أيضاً القرار 
فما بأتي )١(‏ في جعل الضرائب الحكومية الموضوعة مباشرة مع ما يخصها من 
كيفية التنفيذ والتوزيع على من جعلت عليه تلك الضرائب (؟) في القواع د 
المرشدة للخدمات المدنية العامة الجارية بالمبالغ الحصصة لما في القسم الاعتيادي 
ليزانمة القطر الطرابلسي بشرط أن لا تزيد المبالغ المطلوية على القدر المعين في 
الممزانة . 

( الفصل الحادي والعشرون ) يقسم القطر الطرابلسي إلى ألوية وقضاءات 
ونواح . وبرأس كل قسم من الأقسام المذكورة رئيس اللواء وهو المتصر”ف » 
ورئيس القضاء وهو القائقام » ورئيس الناحمة وهو المدبر . 


( الفصل الثاني والعشرون ) حداد اختصاص الدوائر التنفيذية للحكومة 


( الفصل الثالث والعشرون ) إذا خلا منصب متصرف أو قامُقام أو مدير 
بعد ابتداء العمل بهذا الأمر يقم التعبين في الوظائف المذكورةبأمر من الوالي 
بعد استّاع هيئة مخصوصة تسمى ( مجلس الحكومة) برأسها الوالي أو من ينوب 
عنه وهي تتألف من عضوين يعينها الوالي وممانية أعضاء ينتخبهم مجلس النواب 
المحلى من خارج المجلس . وتجحداد الهيئة المذ كورة عند كل انتخاب حد بد مجلس 
النواب امحل . 

( الفصل الرابع والعشرون ) قبل انتخاب نجلس النواب المحلى فالأعضاء 
الؤانية يعسّنهم الوالي بأمر منه بوجه وقتي بناء على إشارة من روساء حبات 
طرابلس الختلفة بالاتفاق بينهم . إن الأعضاء المذكورين يبقون في وظيفتهم 
ما دام مجلس النواب المحلي الأول . 


ملم 


( الفصل الخنامس والعشرون ) كل من يتولى رئاسة اللواء والقضاء » وكذلك 
في الناحية إذا لزم له أن يجعلبجلسا يذتخبه أهل البلاد من بين الوطنسين الساكنين 
بالمكان . إن مجالس الألوية والقضاءات والنواحي برأسها المتصر”فون وقامٌُو المقاء 
والمديرون > وها القرار فيا يتعلق بالإدارة الإعتمادية حسب ما يبسّنه الترتدب 
السياسي الإداري . 

(الفصل السادس والعشرون) مدةمجلس النواب المحلى أربع سنين وأما مدة 
سائر امجالس فثلاث سنين» ويجوز للوالي حل الجالس المذ كورة ولكنيحب عليه 
أن يحدد الاتتخاب فى أربعة أسهبر من تار بخ أمره بحل" املس . فى أثناء بطالة 
بجلس النواب الحلى وعند تأكد الضرورة للوالى أن يماشر ما للمحلس من السلطة 
بشرط موافقة المجلس على ما فعله . عند بطالة سائر امجلس فالعمل على ما ذكر 
لرؤساء الإدارة . 

بأب في البلديات 

( الفصل السابع والعشرون ) كل مركز قضاء أو ناحبة هو عادة مركز 
بلدية . ولف إدارة البلدية من رئيس ومجلس ينتخبه الوطنبون كل ثلاث سنين 
ويحوز أن يلحتى بالبلديات التي تزيد على غيرها أهمية ناظر من الحكومة لإجراء 
المراقبة على جمبع شؤونها » وأيضا لإجراء التفتيش عند اللزوم لسائر بلديات 
القطر الطرابلسي ولو بواسطة مندوبين منه . يتولى رئاسة الملدية العضو الدى 
حصل في الاتتخاب على أ كثرية الأصوات بشرط أن يعرف القراءة والكتابة . 

( الفصل الثامن والعشرون ) لامجلس القرار في جميع المواد المتعلقة بالمصالم 
الحلية إذا لم تكن من اختصاص غيره طبق القوانين والنظامات وينفئذ قراراته 
بواسطة رئيس المإدية . 


باب في العدلية 
( الفصل التاسع والعششرون ) الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية وحقوق - 


فر 


العائلة والمواريث والمناسك الدينية ترفع إلى المحا كم الشرعية ف| يخص الوطنيين 
المسامين » وإلى محا كم الأحبار فيا بخص الوطنيين الإسرائيليين . 

(الفصل الثلاثون) إن أمور العدلمة مدنية كانت أو جزائية تتولاها المحاكم 
الاعتيادية برئاسة حاكم من المحاكم المنتظمين في سلك العدلية وذلك ماعدا 
الأمور المذكورة فى الفصل السابق . 


إن الوطنين الذين يدعون إلى المشاركة في المحا كم حسب أحكام الترتيب 
لهم صوت قراري . أما المسائل المدنية الواقعة بين أصحاب ملة واحدة من 
الوطنمين المذ كورءنق الفصل الأول فمحوز إحالةالنظر فيها إلى المحا كم الشرعية 
وإلى محاكم الأحبار إذا تبينت مناسبة ذلك . 

( الفصل الحادي والثلاثون ) تعمين قضاة القطر الطرابلسي يو كل - على 
طريق النسابة - إلى مجلس النواب المحلى » إلا أن الأعضاء غير ا اسامين يحب 
عليهم الإمساك عن إعطاء الصوت في أثناء الاتتخاب . 


باب فى نيل الوطنية في المماحكة 


( الفصل الثاني والثلاثون ) كل من هو من الوطنمين الإيطاليين المذ كورين 
في الفصل الأول له أن ينال صفة الوطئيين في المملكة طبقاً للقانون المؤرخ في ١‏ 
بولمو سنة ١811‏ رقم ههه إذا طلءها وتوفرت فمه هذه الشروط :)أت 
يكون عمره ١ا‏ سنة كاملة (») أن يكون دازوحة وأحدة أو عزبا (”) إن 
م يصدر عليه حككم في جناية يقتفي حرمانه من الحقوق السياسية (؛) أرف 
تثدت إقامته بإيطالما أو بالقطر الطرابلسي خمس سنين إقامة اعتبادية . وفضلاً 
قد خدم بشرف وصدق في الجيش الملوكي أو في البحرية الملوكية أو في غيرهما 
من قوى الدولة العسكرية (؟) أن تكون له شبادة إحدى المدارس الإيطالمة » 


717 


ولا أقل من شهادة إتهام الدراسة الابتدائية () أن يكون من أرباب وظائف 
الحكومة أو من أحيل إلى التقاعد بسبب خدماته السابقة في الإدارات العمومية 
(؛) أن يكون قد قلّد وظيفة عمومية انتخابية (ه) أن يكون صاحب ندشان 
أو رتئدة شرف منحتبا له الحكومة الإيطاامة وأن مكون أبوه وطنسأ إنطاليا 
طبق ما فى الفصل الأول وصار وطنيا في المملكة حمنا تحاوز الا سلة . 

( الفصل الثالث والثلاثون ) إن زوحة من كان وطنما إيطاليا فى المملكة 
بعد زواجها يجوز لها أن تطلب نبل صفة زوجها . 


أب في أحكام عمومية 


( الفصل الر ابع والثلاثون ) إن الوطنيين المذكورين فى الفصل الأول 
الساكنين في الخار ج أو الناقلين سكناه لا يجوز لهم أن يكتسموا صفة وطشين 
أحانب أو تبعة أحانب إلا بعد حصول الرخصة في ذلك بأمر ملوي» ويفقدون 
هذه الصفة جرد وجودهم في القطر الطرابلسي أو فى المملكة أو في المستعمرات 
الإيطالمة . 

( الفصل الخامس والثلاثون ) ستقرار بترتيب مخصوص الأصول الواحب 
اتباعها في تمل الوطشة المذكورة فى الفصل الأول أو عدمها فها بخص" التمعة 
الأجانب وذلك عراعاة المعاهدات الدولمة ها ستقركر أيضا) الأصول المتعاقة 
بل الوطداة المذكورة في الفصل الثلاثين و ىيالفصول التالمة أو عدمها فوا بخص 
الوطنيين المذ كورين في الفصل الأول . 

(الفصل السادس والثلاثون ) لتنفمذ أحكام القانون المؤرخم قى ١‏ يونمو سنة 
5 رقم مهن تعتّبر مدة الإقامة فى القطر الطرابلسي إدا كانت تالمة لتاريخ ه 
توفمار سئلة ١١91ا.‏ 

( الفصل السابع والثلاثون ) التراتيب اللازمة للعمل بالأصول الندرجة في 
الفصول السابقة وسائر التراتيب العامة المتعلقة بإدارة القطر الطرابلسي 
ستوضع بأوامر ملوكمة . 


7114 


1 1ط 


١الفصل‏ الثامن والثلاثون)إن القوانين والأوامر والنظاماتالصادرةبعد تاريخ 
هذا الآمر إذا وضعت فبها أحكام جديدة تتعلق بالوطنية لا تحري على الوطنيين 
المذكورين في الفصل الأول إلا إذا ثملتهم بوجهصريح وسبق وفاق مجلس النواب 
دلي علا , ظ ظ 

( الفصل التاسع والثلاثون ) في جميع الأوراق الر>مية وعند إجراء الأعمال 
لدى الدوائر العموممة فى القطر الطرابلسي يحوز استععال كل من اللغتين الإيطالية 
والعربية . 

إن القوانين الصادرة بعد التوقسم على مذا الأمر الواحب امتثالها على 
الوطنمين المذكورين في الفصل الأول أيضاً تنشر باللغتين الإيطالية والعربية . 

(الفصل الأربعون)عند ابتداءالعمليهذا الأمر يبطلفيا بخص القطر الطرابلسي 
الأمر السابق المؤرخ في 5 إبريل سنة ١4١+‏ رقم ١ه‏ . وسيعرض هذا الأمر 
على مجلس الآأمة حتى يصير قانوناً . 

نأمر بإدراج هذا الأمر الحتوم بطايم الدولة في المجموعة الرسمية لقوانين 
ملكة إيطالما وأوامرها » وعلى كل من يحب علمه ذلك أن متشله ويسعى في 
امتثاله من الغير , 

حرر فى روما فى ١‏ حونو سئة .1١91١9‏ 

ظ >4 #د #د 

انتبى نص القانون الأسامي . 

وهذا القانون ليس كل شيء فما يلزم لحرية الشعوب واستقلالها » وهو كذلك 
قلسل بالنسية لتضحمات الطرابلسيين وما قداموا لوطنبم من فداء » ولكنه باب 
فتح بين الطر ابلسمين واخرية ليشاهدوا من جمالها ما بحفزهم النمسك بحقوقهم 1 
ويجاراة الأمم التى وصلت فيها إلى حدة مازالوا دونه بمراحل > وسيجد 
الطرابلسيون بين مواده ما يوسع أفقهم السياسي »> ويفتح أمامهم المجال للمطالبة 
بتعديل ما يحد من نشاطهم ويجحف بحقوقهم > ويتخذون منه سام للوصول إلى 
دستور يكون أشمل لأنواع الحرية » وأوسم مادة في بناء الأمة » ولو صحبه 


خسن النمة من الطرفين لما قصر دون تقيق بعض هذه الأمانى فما ستقبله الشعب 
الطرابلسي من حماته . ولكن غدر الطلمان جعله حبرا على ورق »> وجعل 
مولودأ ميت لم يسمع أهله له صوتاً » وم ينعموا حساته ساعة . 


تغيير بعض نصوص القانون الأسامي : 

بعد أن اتفق العرب والطلمان على مواد القانون الأساسي أرسل الطلمان منه 
نسخة إلى روما لموقعبا الملك . وم يكن الطلمان أمناء على هذه الصورة ولا 
موفين بوعدهم للعرب »> فقد غيروا وبدلوا في الدسخة التى أخذوها لموقع علمها 
الملك » ووقع علبها الملك بعد التغمير فمها » فاما رجعت صورة القانون من روما 
وقويلت بالصورة التي بقبت عند العرب وجدت مخالفة في عدة مواد . 

وص المواد التى غسّرت : جعل رأي البرلمان قراريا فحعل استشارياً وحعل 
الجند الوطني تابعا لتكومة القطر الطرابلسي > فجعل تابعا للقنادة الإيطالمة . 
ومنع التحنس بالجنسة الإيطالية فجعلوه احا . وقصر أعضاء حكومة القطر 
الطرابلسي على الطرابلسيين فجعلوا فبها عصوين إيطاليين : وم ينص على رباستها 
فى القانون فحعلوها للوالى . 

وكان صدور أمر الوالي بتعبين أعضائا تحضيريا » ولتأخذ صبغة رسممة من 

قبل الطليان في الفترة التي تسبق انعقاد مجلس النواب » لتكون أعمالها رسممة. 
وبعد انعقاد مجلس النواب واعترافه بها تكتسب شكلبا القانونى الرسمى 

وكان تمسك حكومة القطر الطرابلسي بنصوص القانون الأساسي قبل 
تغييرها من أقوى أسباب الخلاف بين الطلبان والعرب . وأضطر الطلمان إلى 
الموافقة على شروط خاصة يتمتع بها العرب ؛ وهي : 

. أن يكون لهم الحى في تحنيد عدد من الوطنيين الخدمة المحلية‎ - ١ 

؟ ‏ إلتزام الحكومة الإيطالية إبدال الأوراق العؤانية بالأوراق الإنطالية . 

ع عدم دخول الجنود الإيطالية المراكز الآتمة : الزاوية » العزيزية » 


ضير 


زنزور » مصراتة » سرت » ترهونة > غريان » الرياينة » لالوت © بنى ولد ؛ 
على أن نكون للطليان فيها ممثل برتبة ضابط يقوم بعملية الاتصال بين العرب 
وحكومته © ومعه بعض الجنود لامحافظة عليه والقيام بأعمال البررد 
والتلغراف . 

4 - عدم أذ السلاح من العرب . 

وقد قبل الطلممان هذه الشروط 4 وعمنوا ضباطا فى هذه المرا كز -حسب 
الاتفاق 6 وتولى العرب إدارة سنونهم 6 وبقي الضاط الإيطالون نظرون إلى 
الأعمال من بعيد لا ثأن لهمي شيء إلا فيها يتعلق بالحكومة الإيطالية فببلغإليهم 
لسبلغوه | لمها ٠‏ 

وم تكن هذه الشروط كافية لحسم الخلاف بين الفريقفاإن . وكان تلاعب 
الطلمان في مواد القانون الاسامى دللا واضحاً على سوء النمة التى يضمرونهبا 
للعر ب ؛ ئظ كان اعم العرب على أخل حدر هم من ألاعسب الطلدان 5 

تبادل الأسرى ه 

وقرئر الفريقان تمادل الأسرى دللا على الإخلاص وصفاء النئة » فأطلتى 
الطليان من عندم من المساجين العرب وكان من بينهم الأستاذ الشيخ مختار 
الشكشو كي وأطلق العرب من عندهم من الأسرى الإيطاليين ويبلغ عددم قراية 
ستائة و كانبعضهم من أسروا في أرفلة وبعضهم أتتبه الغواصات من عرض البحر 
من أمكن التقاطهم من الأساطيل المفرقة . وتم" هذا التبادل يوم +7 من بونية 
سئة 19169 . 

مظهر وطنيى : 

كان لإعلان صلح بنيادم » وصدور القانون الأساسي أثر حسن على نفوس 
الطرابلسيين » وقابله الناس بفرح وسرور بالغين »> وتلاه مظبر من أروع المظاهر 


فض 


الوطنية التي شهدتها طرابلس في تاريخها الحديث . وذلك أنه بعدن أوقعم 
أعضاء المهورية على القانون الأساسي وزال شبح الحرب » واطمأنت النفوس إلى 
السم » وقبل أن برجع الجاهدون إلى بيوتهم رأوا أن بزوروا أم الوطن ( مدينة 
طرابلس ) التي حيل بينهم وبينها زهاء كان سنوات من أول أكتوير سنة ١49١‏ 
إلى بونية سنة ١919‏ وكان هذا الرأي بحل” استحسان اميم إلا أن رمضان يك 
السويحلي أبدى رغبته في تأخير دخوله هو إلى فرصة أخرى . ولكن الطلمان 
ألحوا في دخوله وفسر”وا موقفه هذا بأنه غير راض عن الصلح . وإزاء هذا 
الإلحاح وإظبهاراً لحسن النية أجاب الرغبة ودخل مع الداخلين . 

وقد هيّأوا لهذا الحفل >٠٠‏ فارس » ورتبوهم صفوفا) يتقدمهم أعضاء 
الجمبورية فالزعماء فالرؤساء ثم الأمثل فالأمثل » ودخلوا المدينة في يوم مشهود 
بين زغاريد النساء وأناشد الفتئات وكانت أصواتهن تشق” عنان السياء وه“ 
مطلات من قلا ليات ١‏ المنازل ونوافذها برد'دن أنشودتهن الوطنمة : 


ينصرا حديش المبورية الى خلا الطلمان” رع" 

وكان اماس بالغ » والنفوس في حجذل تكاد تشب من الصدور »> وحادي 
الخل ستفزها في نغم كادت مه نحن © ولولا شسكشكة اللحم لا سمعت إلا 
جمحمميها 5 

وكان هذا المشيد الرائم ف بوم " من دي الشحة سنة برسم؟ , 

وقع هذا على مرأى من الطليان ومسمع > ومرت بآذانب» تلك الهتافات 
القوممة المدوية » وأحضروا آلافاً من جنودهم لحفظ النظام . وكان هذا الموكب 
الوطني المنقطع النظير أثر بالغ في بعث النشاط في الطرابلسيين حتى لكأنبم بعثوا 
من القمور . 


, القلالية : كامة عربية طراباسية يطلقوهاعل البلكونة‎ )١( 


نفقض 


حافل 


2 





وتقابل الزحماء مع الوالي«مينزينحر» ومكثوا معه قلبلآ في السرايةامراء'١‏ 


بدي 











كأن 2 حاء 2 القانون الاساسى الاعتراف حكوهة وطنمة مقر مد دمة 


يها 


طراء .وقد كلت من د ننة اعضاء. وصدر أهر من الوالى الإبطا لتعسدديم 6 


وام 05 9 لعانية 


وهدا دهبه 4 

0 إن والى طرابلس بعد اطلاعه على فصلي *؟ و ١4‏ من قانون أساسىالقطر 
الطرايلسي الصادر يتاريخ أول حونمو سنة ١919‏ عدد ١ه‏ . وما أنه فى 
لتبحر بر المؤرخخ ا سمدهابر الجارى المتقدم من أحمد بلك | دص إلى الحكومة قد 
صار عرض الثهائية الوطنسين الماتخبين أعضاء في مجلس الحكومة . وأن هؤلاء 


الشانة قد صار تقديعهم علنا مرا احتفااية إلى الوالى من طرف رمضار: بك 


شتبوي الذي كان برفقته جمع كثير من روّساء وأعمان القطر الطرابلسي .وحيث 


انه من التحرير المبحوث عنه » ومن الاحتفال الواقم تحقق أن العرض المذ كور 
حصل باتفاق من رؤساء حبات طرابلس ااختلفة . 


يأمر بمايأتي : 

إن الذوات الآتي ذ كرهم قد صار تعبينهم أعضاء لمجلس حتكومة القطر 
عمر بك أو دنواس حمل الصوبعي بك 

أحمد بك الفساطوي على بك الشنطة 

محمد بك مختار كسار الحاج محمد فككيني بلك 


وسبصير تعيين مخصصاتهم بأمر اخر » . 
حرر بطرابلس في ؛ سبتمير سنة 15916 . 


صورة مطابقة للأصل الوالي 
صأر الاطلاع عله كاتب الوالى الإمضاء : ملز بحر 
الوالى طابع الحكومة طايم الحكومة 


وعين اهادي كعبار في وظيفة « متصرف المر كز » وقد طلب أن بكون 
مر كزه مدينة طرابلس بحجة أنه لا يمكنه معرفة مصالح السكان إلا إذا كارت 
مقمماً بطر ابلس لأنما عاصمة القطر وجميع المراكز مربوطة يها » وقد ملك 
الطليان معه مسلك المراوغة فم يمكنوه من اتخاذ مر كز له في العامة . 

واجتمم مجلس الحكومة في لياه طرايلس وصارت مرا كز القطر كلا 
مرنوطة ره © وكان عبد الرحمن بك عزام موجوداً مم الأعضاء » و بهم أكير 
الصلة ٠.‏ وأمشم البارونيٍ عن الدخول فى هذه الشسئّة بعد الإلخاح ع بدعوى 
أنه عؤانى وبريد الاحتفاظ بعؤائدته ويوظيفته في مجلس الشبوخ العئاني . وكان 
يريد اتتخاب مومى قرادة عضواً في مجلس الحكومة » ولكن الزعماء خالفوه 


فض 


لآنه لوحظ فى اتنخا. ن العضو مقمسماً بالمدينة وقت الانتخاب ©» وغذا 
السبب عبنه لم يتخب من بينهم أحمد بك المريض لأنه كان مقيما بالمدينة » وكان 
موسى قرادة مقمما بها إذ ذاك فلم بوافقوا على انتخابه احتراما لهذه القاعدة » 


ع عَِ 


ولم يشذ عنها إلا انتخاب محمد بك الفقبه حسن لانه قصد بانتخابه قثيل | 


المدينة . وأيضا فإنه ل يكن له محل إقامة فى غيرها . وإلى هنا وقفت المسألة . 





عمد الفقئه حسن عضو حكومة القطر الطر ابلسي 


وبقي الباروني في طرابلس بعيداً عن كل شيء يتعلق بالحركة الوطنية إلى 
أن سافر إلى الآستانة فى ١١‏ صفر سنة م*#١‏ الموافق * من نوفمبر سنة ١419‏ 
ولما وصل إلى الآستانة لم يحد من الحكومة التركية إقبالاً بسيب اله_لاغات التي 
قدمها فحقه إسحاق باشا وبعض الضباط الأتراك»وصادف قدومه إلى الآستانة 
وقت الانقلاب الذي قام به مصطفى كال . وقطع الآتراك معاشه من عضوية 
الشوخ>» فلم يطب له المقام بها فسافر إلى رومة > ومنها إلى بأريس» وبقي 


فبها إلى أن رجع إلى طرابلس سنة 147١‏ . 


فض 


وحاولت هيئة الحكومة أن تباشر أعمالها في دائرة سلطتها. ولكن الطلمان 
سرعان ما أفسدوا الجو بالدسائس فم يصف لما الو 


ٍِ - 


وقأثناء تحاولاات جلس الحكومة استعمال سلطة كان رمضأن بك مقممأ 


ع 


بسوأنيالشاشطة بزنزور يرقب الخال عن كثب ومعه قسم كبير من جيش الجاهد.ن 
النظامي بقيادة عبد الله تامسكت » ريما يطبق القانون الأساسى » ودنتيخب 
١‏ التواب ؛ وتنخدذ آخر الترتسات لاستقرار الخال ؛ ومعرفة كل من المرب 
والطلمان دائرة اختصاصه ؛ وبقى رمضان السويحلى في سوانى المشاشطة إلى 
نوقمبر سنة 194169 . 





وأسندوا رياسته إلى أحمد بك المريض ورياسة شرفه إلى رمضان يك السوجحلل . 

وكانت ممأدده ٠.‏ 

. الحافظة على حقوق الطر ابلسسين الواردة في القانون الأسامي كاملة‎ - ١ 

؟ - التعجمل بتنفمذ القانون الاسامي » خصوصا ما يتعلق بالإصلاح » وما 
ينص على تدريب الطرابلسيين على حم أنفسهم حتى يصلوا إلى حريتهم في أقرب 
وقت . 

م« تحقق التضامن بين العرب والإيطاليين على أساس المساواة التامة 
واتحاد المصا أعم : 

ل نشسر التعلم بكل الوسائل » مع الحافظة على العادات الإسلامية » 

لتدعم الأخلاق العربية . 

م يبدل العناية الإصلاح الالة الاقتصادية وتوزيم آله روه الوطسة على أساس 
عادل . 

وأنشأوا سجر دسلك © )0 اللواء الطرايلسي 1 لتكون لسان حأ له 5 وكان الخزب 
وإقناع الطلمان مطالبب! * وأبدى الطليان مراوغة في اتتخاب بجلس النواب 
الذي ينص علبه القانون الأساسي » فكان حزب الإصلاح الوطني يلح في تنفيذه 
وكانت جرددة اللواء الطرابلسي تعيسّر عن هذا المعنى في إلحاح وحرأة 

واكفذ الناس من سجريدة اللواء مدبرأ يصارحون عليه سكومة ‏ الطلمات 
لعيد الرحمن عزاء جولة عل صفساي بإمضاءع . .ع كانت دا مطمم 17 
وكان و دواد رمضان بك السوحلى ف المشاسشطة هو ومن معه من جموشس المجاهدين 
يمد الحزب والحكومة الوطنية بالتأيبد المعنوي اللازم لامثايرة على المطالبة يحقوق 
الوطن . 


7/6 


ومما كان مثارا للخلافبين الطلمان والعرب الصغة التى تكون لصوت البرلمان 
الطرابسي »2 فالطرابلسون تسّكوا يأن نكون صوته ته قرارياً يا جاء في القانون 
الأساسي »؛ والطليان يتمسكون بأن يكون استشاريا. والقانون الأساسي صر بح 
فوا قسك به الطرابلسيون ولكن الوالي بريد أن محعل لنفسه صلاحمة التغمير 
نضلا عن التفسير » فكانت هه المراوغة منهم من أقوى أساب الخلانف 





رهمضان السوحلى قُْ إحدى مقايلاته سس دائرة السماسة 
ودعص الضصاط الاتطالمين و ميرك غيل الر حمن سلابىي 


وقد وجد الطراباسيون أنفسهم بين عشية وضحاها في مر كز اجمّاعي هائل 
تجمع حكومة وطنية» وحزبا وطنياً » وجيشا وطنياً » ثلاث قوى يؤيد بعضبا 
بعضاً فى المطالمة حقوق الآمة وإلزام الطليان بتنفيذ القانون الأساسي » فأوحدت 
فبهم هذه الحال نشاط) كبيرا رأى الطليان فيه خطرأ على سباستهم . 

دسائس الطليان : 

رأى الطليان في مذا الصلح غيناً » ورأوا من بوادر النشاط من العرب 
ما جعلبم يتوجسون خيفة منهم » فعملوا على إفساد هذا الصلح وسعوا بالتفريق 
بين الناس»واتصل أذنابهم ببعض ضعفاء النفوس فزيّنوا لهم الانشقاق فاستجابوا 
م وأصبحوا معاول للبدم . وفهم جماعة من البرير من عدم دخول الباروني في 
هرئة الحكومة أنه غير راض عنبا. فاتكمشوا عن العرب . وفهم 
الحاج د فكيني والشبخ علي الشنطة من امتناع البارونى أنه بريد معاكسة 
العرب > بل ذهب بهم سوء الظن إلى أبعد من هذا » فزحموا أنه بريد أن يؤلف 
في الجمل حكومة بريرية مستقلة عن العرب 2١‏ . وأخذوا يناوثونه في مناطق 
نفوذه في الجمل » وأخذ الماروني يحذر البرير من سوء عاقبة دعايتها ٠.‏ ورأى 
بعض أعضاء همئة حكومة القطر الطرابلسي في أعمال فكنني والشنطة خروجاً 
عن دائرة اختصاصها » وهو شيء يمس" كرامة الحكومة التى هم من أعضائمه ا 
ويثير الفتنة » وحذروهم عاقية هذا العمل . 


وقد أحدثت فتن الطليارن عدم أانسحام دان أعضاء الحكومة العريمة 4 


فانتيزوها فرصة للتدخل فى شؤون العرب »> وما زالوا يسوافون تنفمذ القانون 
الأساسي »؛ وبلتمسون أسباب الفتنة دين العرب »> ويوغرون الصدور بالدسائس > 


)١1(‏ ذكر جرازيانى في كتابه « نحو الفزان » أن الباروني قدم مذكرة للحكومة الايطالية 
سنة خ ١ ١‏ يطلب قمبها إمارة بربرية في صمل نفوسة مسمقلة بأعمالها عن العرب » , وجرازباني 
مشبور بالدس عل الطر ابلسبين والكيد هم . ولعله)ا استندا في دعايتب) إلى هذا الرأي . 


58١ 


حتى فسد الو السياسي بيلهم وبين العرب » وانتبت الال إلى ما سنفصاه بعد . 
بوادر الفتئة : 


رويت تفاصيل هذه الحركة عن الشيخ مصطفى عوني الجزائري . وكان 
ضابطأ في عسكر تامسكت »2 ومع المجاهدين . وهو من أصدقائي » ومن الدبن 
بعتمد على أخبارهم . وقد وقعت هذه الحوادث وأنا بالزاوية وكنت أسمع 
ما جاء مطابقا لما رويته عن الشبخ مصطفى وهو وائق ما يقول » ولا يشك فى 
سىء مله . 


رأى الطلمان أن في بقاء رمضان السويحلي في زنزور ( سوافى المشاشطة ) 
ومعه قسم كبير من العسكر والمجاهدين تهديداً لمم » وتقوية لمر كز الحتكومة 
العرببة في طرابلس»فدبّروا مكيدة للقضاء على الجيش وتسريحاجاهدين فاتفقوا 
مع بعض الرؤساء أن يسعوا في تسريح المجاهدين » وإدخال الجيش النظامي إلى 
نكنات المدينة » فاتصلوا سعض رؤساء الماهدن » وحرضوهم على اللهسرب »2 
فتأثر بعضهم بهذه الدعاية الحسئة ؛ وصاروا بُسللون جماعات وأفراداً » وعل 
بهذا أحمد السويحلي في المدينة فطسّر الخبر لأخمه رمضان من زنزور » فاتصل 
رمضان برئيس الجيش عبدالله تامسكت وأخبره الخبر » وأنبه على حصول مثل 
هذا وهو لا دشعر . 


إشاعصة : 


أخبرى الشيخخ الطاهر الأزهري الزنتاني عن لسان عه الخ أحجمد الأزهري 
« أنه لما شكلت ( حكومة القطر الطرابلسي ) بعد صلح بنيادم »؛ دعأ رمضان 
السونحلي أعضاءها إلى الإجتماع .هم في محل إقامت بسواني المشاشطة بزنزور »6 
فأرسلوا المه الشيخ أحمد الأزهرى للإستفسار من رمضان عما بريده من هذا 
الاجتماع ‏ وقد بدت فى الحو إشاعات ضد المصلحة الوطنمة ‏ فحاء الشخ أحمد 


8 


الأزهرى إلى رمضات وقال له : ماذا تردد من دعوة أعضاء الحكومة ؟ فأقيمه 
بأن هناك إشاعات لمث" الفتنة ©» وأقيمه أنما صأدره من بعضهم وأظبر له أسفه 
الشديد لقيام هذا البعض مثل هذه الفتنة » وأخبره بأنه سينتقل إلى مسلاتة © 
وسوف ترى ما نحدث . 

وك حرد سر رمضأتمن سوانى المشاسطة ظبرتمقدمات الفئنة الى قص علمنا 
تفصملها الشيخ مصطفى عوني الجزائرى © ونقلناها رواية عنة ٠.‏ 

وقد أصمح من الخطر على رمضان البفاء في زنزور » فاعتزم الانتقال إلى 
مسلا نه ردنا ينحلي الموقف وتتحه الامور وحهة واضحة ٠.‏ 

وقمل مغادرته لسوانى المشاشطة تع العسكر وامجاهدين و شرح هم ال موقف »6 
وأن هناك مؤامرة قام ها بعض الناس للقبض عليه وإدخال الجيش إلى المدينة 
لمتمكنوا من أخذ سلاحه و تسسلة4 ٠‏ 

ولحذ رهم من الإصغاء إل هذه الآراء الخاطئة الى لا دقصد منلهأ إلا لسميتك 
شملهم . وتكفل لهم بإمدادهم نكل ما بلزمهم من السلاح والموّونة 6 ومحدنهم 
في أي وقت . وأخذ معه قسما من الجند والمجاهدين وذهب إلى مسلاتة » وكان 


ذلك في صفر سنة م١‏ وبقي بعض المجاهدين وبقمة الجيش في زنزور . 


ودعد سفره اجتمعرؤساء الجند ونظروا فىالأمر » وخاطبوا أحمد المريض» 
والحادي كعبار » والصويعي الخمتوني ومن معهم مزبقية الرؤساء في العزيزيةفيما 
يحب عمله إزاء هذه الفتنة القائمة » فرد أحمد المريض وقال : ( خاطبوا الوالي ) 
يعني الوالي الإيطالي . وقال الحادي ععبار: (أنتم أدرى بمصلحتكم) فكان رد 
أحمد المريض صريحاً في تسلمم الجيش لاطلءان وفي موافقته على ذلك » وأصبح 
الجيش بين أمرين : إما أن يسم نفسه للطليان وهو مالم يحصل > وإما أن يتنع 
عن التسليم » وهو ما حصل »> وقد حفظ الله الجيش والمجاهدين من شر هذه 
الفقنة . 


كرا 


ولا تعلمسبباً يببح لهؤلاء الرؤساء هذا الموقف الذي نعتقد أنه لا يتفق ومصاحة 
الوطن . 


وداعي عمد الله تأمسككت ‏ رئدس الحدش إلى زنزور > ولأ دهسب وحد فى 
انتظاره أحمد المريض والصويعي الخيتوني » وأحمد الفساطوي » وصالح بن 
سلطان > وبشير الشامي» وترجمان دائرة السساسة الماجوتريسسته» ودار الحديث 
معه حول دخول الجيش الوطني إلى المدينة » ونزوله في قشلة بوستة ويبقى 
هو قائداً عليه » فأجّل الجواب إلى ما بعد التشاور مع الضباط . 


وقد أوجس ضباط الجدش خوفا على تامسكت فلحق به بعض الضماط 
والجنود في أثناء الاجتماع . ولم! انفض الاجتاع رجعوا إلى معسكرهم في 


وف صميحة الدوم الثالىي حضر أحمد المردض ومن معه فى سمارة ايطالمة الى 
معسكر تامسككت © وحضر هذا الاجتّاع جميع رؤساء الجند » وأعاد المريض 
الحديث في موضوع دخول الحيش الى المدينة »> فرفض الجيش هذا الطلب » 
واقترح عبد الله تامسكت أن يجعل لهم معسكراً في قرقارش أو سبدي بلال » 
فقال المريئض : الحكومة لا تخلى مرا كزها المهمة وتعطبها لم . 

وافترح عبد العاطي الجرم أن يجعل لهم مر كزاً في ترهونة أو غيرها من 
الأماكن البعيدة عن نفوذ الطليان » فلم يؤخذ برأيه » وأصر' المريض على أرن 
بدخل الحش قشلة وستة ١١‏ , 

وقد سأل الشيخ مصطفى أحمد المريض : ل تخاطبوننا بلسان الحكومة 


)١(‏ قشلة بوسئة : نكنة معدة لاقامة الجسش زمن الحكومة التر كسة 6 واستعملها الطلمان 
الظلمان 1 و شي في النوفلمين في الموضم الذي دقال له لو سامة 4 وبناما ونان السدر حو ٠‏ .و "؟ ماكر ٠‏ 


3173: 


1-1 11اط 


الايطالية وأنتم رؤساؤنا ؟ فقال المريض : الحكومة تريد راحتكم » فقال الشيخ 
مصطفى : | لا تكون هذه الراحة من ناحمتكى» وتكون من ناحية ايطالما ونحن 
غير تابعين لها ؟ فأحرج أحمد المريض . ثم قال للشخ مصطفى الجزيري : قرر 
الجلس دخول الجيش لامدينة فلا بد من دخوله » ولا لزوم لكثرة الكلام . 

وصمم ضباط الجدسش على عسدم الدخول » وانفض المجلس ولم يوافق الجش 
على الدخول . 

وفي الموم الثالث حضر أحمد الفساطوي وترجمان دائرة السياسة وأعادوا 
الحديث في الموضوع » وعيش أ حاولوا اقناع ضباط الجيش بدخول المدينة 
والاقامة فبا. 

وانتقل الجيش من سواني المشاشطة فالتحق بعضه برمضان السويحلي في 


مسلا نة » وده بعضه إلى عربأان وترهونة ووفى الله المحاهدن شر هذه الفدنة ٠‏ 


بعد انتقال رمضان : 

كان انتقال رمضان السويحلي من سواني المشاشطة با كورة فوز السماسة 
الإيطالية في تفريق الكامة » وبداية تحرش كل من الفريقين بالآخر > وبوادر فتنة 

وعلى أثر انتقال الجيش رأى بعض أعضاء حكومة القطر الطرابلسي أنهذه 
الأعمالبإيعاز من الطلمان» واعتبروها تدخلاً فيشؤون العرب ففغير محله وذالفة 
لروح القانون الأساسي > بل هي عمل عدائي ضد العرب ينقض شروط الصلح 
من أساسها » يضاف إلى هذا ما كانوا يلاقونه من عَدّت من الوالى في مسكه 
بأن نكون صو البرلمان استشاريا بدلاً من أن نكو نقرارناً.ولا اشتد الخلاف 
بينهم طليوا إلى الوالى أن يعرض الأمر على حكومة رومة فأبى » وقال إرف 
الفصل فى هذه المسألة من اختصاصه بصفته نائياً عن حكومته فى طرابلس . 
فقالت له همئة الحكومة : ونحن ننوب عن الأمة الطرابلسة بأسرها . وعنثا 


ه لاس حياد الأدطال 46 


حاولوا إقناع الوالى بوحبة نظرهم » فتحرج الموقف» ووقف دولاب العمل > ول 
يسع أعضاء الحكومة إلا الاستقالة » فأجمع رأيهم علمبا» وساموا كتّاب الاستقالة 
إلى علي الشنطة ليرفعه إلى الوالى . وقد رأى هو وبعض الأعضاء العدول عن 
الاستقالة » ورضوا بأن يكون صوت النواب استشارياً » وعلى ذلك عدل عن 
رفع كتاب الاستقالة إلى الوالى . ولكن مختار كعبار» وأحمد السويحلل »وعمر 
بودبوس »> ومحمد بك الفقيه حسن ل يوافقوا على ما عدلوا اله » وأصروا على 
الاستقالة احتحاحا علىتلاعب الطليان ونقضهمالعبود.وغادروا مدينة طرايلس» 
وبقي الشنطة ومن على رأيهفي المدينة. ولكن الطليان لم يقبلوا منهم رأياً حيث 
ان نصف أعضاء الحكومة استقالوا . 

و يتمكن الأستاذ عبد الرحمن عزام من الخروج مع من خرج »> وكان 
الطليان بودون أن يبقى فى المدينة » بل سوا لذلك ولكنه أفلت منهم حيث 
ا خذت لخروجه ترتدبات خاصة فتمكن من الهرب هو والاستاذ خالد القرقنى 

وبقي بعص أعضاء حي فنا الإصلاح الوطبي قْ طر ابلس ومسهم الأسماذ 
عان القيزاني حرر جريدة اللواء الطرابلسي > فكان يقوم بوأاجحنه الصحفي حير 
قيام » ويلح على الطليان في تنفيذ القانون الأساسي » لا يقرك فرصة تمر" إلا نادى 
فمها حقوق طرابلس ف تنفمذ القانون الأساسى . و كما ألحّوا فى الطلب مّادى 
الطليان في التسويف وصرر اللمتعامون من الآأمة ‏ داخل العاصمة وخارجبا - 
يغنون جريدة اللواء بآرائهم فيا يجب اتباعه حيال المطالبة يحقوق الوطن . 


حكومات عربية : 


وتقتفى شروط الصلح أنشئت حكومات عربية : في الزاوية » والعزيزية » 
وزنزور » ومصراتة » وسرت »© وترهونة » وغرلان > والريائة » ونالوت > 
وأرفّة » وسارت على ما ذكرناه آنفا . 


85م 


وقد رأى الطلبان أن وجودهم مع العرب على وضع لا يمكنهم من مباشرة 
الأمور لا معنى له من الناحمة العملة » فأخذوا يعملون لإفساد همذا النظاء 
التدخل في شسؤون العرب لسبب ولغير سبب © وقابل العرب هذا الندخل 
بشيء من الشدة سكا يحقوقبم . وأدكى هذا التشدد من الطرفين إلى الاصطداء 
فى أكثر من مناسية : منبا ما حدث للماجور شيتاريلا” 2١‏ فى الزاوية » فقد 
هدده الشبخ على بنبني بالقتل وشهر عليه بندقيته » ولكنه احتمى بمحمد يك 
شلابى فحاه . ومنبا أنه فى ١6‏ مارس سئة ١519‏ اعتقل الطلنان بعض الْتود 
التابعين لخليفة بن عسكر » فقابل أعماهم بالمثل واعتقل الموجودين منهم بمحطة 
اللاأسلى ‏ وكانوا تسعة ‏ وأخذ ما معهم من ن السلاح 

وقد اتصل رمضان ببذه الحركة فكان دكاتب لذن تقع عندهم مثل هذ 
الحوادث ويطلب إلبهم عدم التساهل مع الطليان . وحدث في الرياينة سبه 
ما حدث في لالوت . ونشط الإيطالبون في إفساد النظام القائم بينهم وبين 
العرب بالتاسهم الأسباب للتدخل في شؤوتهم . وكا أمعن الطلبان في هذه 
المشاغبات قابلهم العرب بما يصون حقوقهم » وساد الموقف السياسي شبه فتور. 
وكان وجود رمضان السوحلى عسلاتة حول دون مجاهرة الطلمان العرب بالعداء. 
ويتجنسون الإصطدام به ما أمكنهم » ولكنهم يعملون جاهدين للتخلص منه 
من طريق الدس' والمكمدة . 


رمضان السوحاي فى مسسلاتة : 


بعد أن انتقل رمضان السويحلى من سوا المشاشطة اتفذ مسلاتة مركزاً 
ثأنأ لاعماله » وصار يتنقل بدنها وبين مصراتة . وكان يطيل المقام بمسلاتة لقربها 
من منطقة النفوذ الإيطالي » فوجوده فيها يمكنه من مراقبة أجم#ال الطليان 
وحركات جيشبم » ومن الاتصال بطر ابلس لتغذية أعضاء حزب الإصلاح الوطني 


. كان متهم بتحريض عبميدة!لنحجوبيعل معاكسةأعيان الزاوية ويسعى بينه و بينهمبالفتنة‎ )١( 


7 


وجريدة اللواء ب| يازم ٠‏ 


وقد تجاهلما دبّرته السياسة الإيطالية للقبض علبه في سوافى المشاشطة رغمة 
في الوصول إلى نتيجة صلح بنيادم . ونظرا لما وقع من الطليان في نالوت وغيرها 
من تعد" .هم على حقوق العرب التي خوالها لهم القانون الأساسي كان يقابل أعمالهم 
بالحذر والاحتجاج عليها » وتقوية مركزه رغبة في السلام وأملاً في تنفيذ 
المعأهدة . 


وقد وقف منهم موقفاً دقيقاً » فلم يترك لهم أي محال للتدخل في شؤون 
المنطقة التي يتولى إدارتها من مسلاتة إلى سرت في غير ما خوكلته لمم شروط 
المعاهدة » وكان حر التصرف في منطقة نفوذه يحي الضرائب > وينفّذ الأحكام 
في الخصومات المدنية وغيرها » ويشرف على البريد الإيطال » ويفتش السفن 
الإيطالية التي ترسو على سرت ومصراتة . ولما رجعت” من مصر إلى طرابلس في 
أواخر ذي الحجة سنة ١#‏ الموافق أغسطس سنة 8 م رست بنا السفينة 
على سرت »© فصعد على ظبر ما حا و سرت ومعه بعص من الحنود الوطنان 
لتفتيشها . وكان لاس الجندى طربوشا أبسض من القىاش وبذلة من الصوف 
الوطني » ويحملون بنادق إيطالية . وكان لا يسمح لمندويين الإيطاامين أن 
يتصر فوا في شيء من مصالح العرب ولا يتعدون اختصاصهم » وهو : مباشرة 
أعمال البريد والتلغراف »> والنظر في ما له صلة يحكومتهم من شؤون العرب . 

وتعد'ي الطليان هذه الدائرة المتفق عليها هو الذي أدى إلى قطع العلاقات 
فب بعد وقيام الحرب . وكان رمضان لا يسمح للوطنيين بالاتصال بالطلسان إلا 
في الدائرة العامة التى لا بد للحماة المشتركة منبا . 


كان موظفاً من قبل الحكومة الإدطالمة بمصراتة بمقتضى الشروط الأربعة 


انل 


التي اتفق عليها العرب والطليان خارج القانون الأساسي» وليس له حت التدخل 

وقد حدث أن أوعز الطلمان ‏ بواسطة غالمانى ‏ إلى بعض المفسدين بإغراء 
أرفة على مناوأة مصراتة. فأرسل رمضان بك احتّحاحاً إلى الإيطالين على هذا 
العمل احالف » فتلقسّى الرد بأن الحتكومة لا علاقة لما ,هذه الأعمال » ولكن 
رمضان لم يصدى هذا » وأعتيره مراوعة سماسية يقصد منها التعمية 6 والحقيقة 
أن هذه الأعمال كانت بإيعاز من الطلبان بواسطة غالياني مندويهم في مصراتة . 


واستطاع دعاة الفتنة ‏ ومنهم عبد القادر المنتصر ‏ أن يجعلوا الطليان 
يصدقون بأن عملهم سؤثر على مصراتة . وعلى م ذا توه غالياني أن مر كزه 
سسكون حرجا أماء رمضان فما إذا هاجم دؤلاء المفسدون مصراتة » فأخكد 
ينتحل المعاذير لسفره إلى طرابلس . 

وحدث أن امرأة قتلت فى مصراتة لسوء سلوكبا » فاتخذ من هذا مبررا 
لسفره بدعوى أنه عمل يخل شرف حكومته . فأفيمه رمضان بأنه سحقق في 
الموضوع وإذا ثبنت إدانة المنهم حك عليه بما يستحق » فل يقتنع وحمم على 
السفر » فأذن له رمضان . وذهب معه صديقنا الفاضل التهامي قليصة إلى 
مرسى قصر حمد»وفي أثناء الطريق أفهمه التهامي بأن سبب سفره لا كا يدعي » 
ولكنه يخاف افتضاح امره لأنه هو المدبر لفتنة أرفلة فاعترف بذلك . 

ومن هذا الوقت تغيرت الساسة بين الطلمان ومصراتة وأخذوا يفكرون 
في مباجمة مسلاتة » فأرسلوا من يختبر لهم الطريق الموصل من جبة قصر خبار 
للتأكد من صلاحيتها عند اللزوم » وليعاموا مقدار يقظة رمضان وانتباهه 
لأعمالهم ٠.‏ قفي بوم مايو سنة ١98.‏ خرجت سبارتان إيطالتان وفيه) 
ضباط وعسا كر إيطاليون قاصدين قصر خبار ‏ وقصر خيار من مناطق نفود 
رمضان السويحلي بمقتضى شروط الصلح ‏ فهما كان للطليان أن يدخلوما بدون 


فى 


إذنه » فاما وصلوا إلى قصر خبار طبّر حا المنطقة الشيخ على بن رحاب الخبر 
الى رمضان في مسلاتة بالتلفون > فأمر بالقبض عليهم» فقبض عليهم وأرساوا 
إلى مسلاتة . 


مخوة عربية : 

كان من بين المقبوض عليهم الماجور شيتاريلا » وكان قريب عهد بالزواج » 
فاما سمعت زوجه بالقبض عليه جن جنونها » وأبت إلا أن تلحق به . وعبثا 
حاولت الحككومة إقناعبا بالعدول عن رأيها » فأباحت لها الخروج وأفهمتها أنها 
غير مسؤولة عنها » فخرجت من الخس قاصدة الساحل > فعثر عليها المسس من 
العرب فأتوا بها إلى قامقام الساحل محمد الذيب فأ كرمها وأرسلبا إلى رمضانيك 
في مسلاتة . ولما سئلت عما جاء بها أفادت بأنها جاءت لتشفع في زوجبا > فقبل 
رمضان بك شفاعتها وأطلق لما زوجبا » وأرسلها في خفارة بعض رجاله إلىان 
وصلا مدينة الس . وكم كان عحب الطليان شديداً من هذه المروءة العرسسة . 

وقد استاء رمضان بك من هذا الإعتداء المتكرر من الطليانفأمر الحاج علي 
المنقوش قاعقام سرت بالقبضعلى مزفبها من الطلبان ‏ وكانوا نحو مائة ‏ فقسض 
علمهم وأرسلوا إلى مصراتة » وقبض على من في مصراتة ايضاً وأصبحوا جميعاً 
أسرى »> ومبذا الحادث انقطعت العلائق بين رمضان بك السويحلى والطلمان . 

واعتبر الطرابلسيون هذا العملمن رمضان علاً وطنياً يستحقو عليه التقدير. 
واحتل” من قلوب الناس مكان الاحترام بهذه المواقف المسرفة» واتحبت الأنظار 
إلنه فى طول البلاد وعرضها » وصار له انصار وأصدقاء فى كل مكان : فى 
الزاوية برئاسة الشبخ مد هويسة ٠”‏ ونالوت برياسة خليفة بن عسكر » وغريان 


)١(‏ هو من أولاد الواعر من قبيلة أولاد عيسي من بلاعزة الزاوية . وكان كرم الخلق طبب 
النفس » حارب الطليان قي جميم أدوار الحرب الطرابلسمة 6 وكان من ألد أعدانم .8 وأستدت 
عداوته شم يتا عاموا بانتصاره لرمضان السويحلي»وقد حاولوا القبض عليه مراراً فل يفلحوا. ‏ 


ا 


برياسة ختار بك كعبار وكان من أَسّد” انصاره وأعز” أصدقائه 6 وغيرها من 
السلدان الطرابلسسة . 


واقتنع العرب ‏ بسبب تكرثر هذه الحوادث من الطليان ‏ أنهم يتصدون 
إفساد شروط الصلح من طريق الخداع وانتهاز الفرص للوثوب عليهم > وأن 
هذا تعد على حقوقهم . فسرت فبهم روح الثورة » وكانوا في اتجاههم إلى الثورة 
يعتّمدون على قوة رمضان وحدشه المنظم . 

وكان الطليان شرعوا في تثبل دور في غريان مثل الدور الذي مثلوه في 
نالوت وغيرها » وظبرت ترهونة عظبر ا تالف لغربنان . 

وما وجدت فيه ترهونة مبرراً لخلافها مع غريان أن الاسلحة الى كانت و 
العزيزية ونقلت إلى شري بعد ساح بلداد] لم ينقل منها سيء إلى ترهونة » فصار 
تطالب بنقلها إلمها » وأبى مختار كعبار أن يساميا شدثا منبا . 


وكان رمضان السويحىق في مصراتة » وخليفة بن عسكر في نالوت > 
وحمد هويسة في الزاوية » وعبد السلام العربي في النواحي الاربعة يؤيدون 
رأي غريان . وكان الحاج عمد فكمني > وورشفانة »؛ وبعض النواحي يؤيدون 
رأى ترهونة . ومن هذا نشأت فكرة الشرق والغرب انقسمت فيبها البلاد إلى 
فسمين : قسم شرق تتزعمه مصراتة » وقسم غربى تتزعمه ترهونة . وقد استد 
النزاع حتى خمفت عواقبه .فرأى محبو الإصلاحانيتدار كوا الامر قبلوقوعالفتنة 
فألّفوا وفداً من الشخ محمد هويسة وعبد الرحمنشلابى عن الزاوية. وعبد الصمد 
النعاس من ترهونة . والفيتوري الزمالي من زنزور > وصالح بن تنتوش من 
ورشفانة . ومسعود الشويخ من النواحي ي الاريعة وأحمد الصد من الزنتان . 


60 


ح وكان من الممحمين برمضان ومنأنصاره اتخلصين. وهاجر من الزارية في حرب سنة ٠‏ غ١‏ » 
رمات فى هنشير بودرمهسة من أراضي ترهونة في ؟ من محيادي الآخرة سنة ذغ+١‏ علمه 
رحمة الله , 


لعن 


وانفم اهادي كعبار وأخوه الحتار كعبار الى الوفد لأنها طرف النزاع 
الثاني » وحتى يمكنه| الدفاع في مواجبة ترهونة أمام الوفد .. و يحد الوفد مأ 
ببدر موقف ترهونة من غريان وأيّد رأي غريان . وفي أثناء وجود الوفد فى 
ترهونة -جاء اير موت رمضان. وقد أخبرنى مختار بك كعمار أنه رأى جماعة 
من ترهونة يبنىء بعضهم بعضاً بموته وقال لى ايضا : لو طلب مني رمضان بك 
ان اهاجم معه ورفلة لما تأخرت » لأني اعتقد ان عبد الني كان خائنا ؛ وأرن 
القضاء علمه واجب . 


وابتدا الطليان شل هذ الدور فجاءوا يزى امقيق وجعلوه قامُقاما في 
غريان > وأخذ يناوى, ختار بك كعبار. وأعانه على ذلك بعض صغار النفوس »> 
وفطن مختار بك كعبار للأمر الذي برتتّب ضده فعمل للقضاء علمه © وأمر 
بالهجوم على الطليان في قصر الحكومة في غريان. وكان مأمور السساسة القبطان 
« دسكاتا » فبحم علسهم العرب يوم م يونبة سنة ١97٠‏ قساموا انفسهم بدون 
دفاع» وكانوا نحو سبعين جندياً وأخذ العرب كل ما في المر كز من سلاح وأمتعة . 
وفي هذا البوم أغار العرب على سيارة البريد الإيطالي في وادي القواسم وأخذوا 
ما فبها » وقطعت اسلاك التليفون بين العزيزية وغربان »> وبين المرا كز الموحودة 
في نفس غريان بعضها مع بعض © وفىي مساء الوم نفسه جاء مختار كعبار ومعه 
قوة من الفرسان وأخذ الطلمان أسرى واعتقلوا فى ببت كعسار وجرت بينه 
وبين الطلبان خايرات بشأنهم » فاتفق معهم على ان يسابهم إليهم في فندق 
الشيباني » وفي يوم 9١منه‏ ارسل هؤلاء السبعون أسيراً إلى فندق الشميانى» ومن 
هناك تسامهم الطليان وذهبوا بهم الى طرابلس ٠‏ ول يحتفظ بهم مختار كعبار م 
احتفظ رمضان السويحلي بمن عنده » لآن غريان ل تككن مستعدة للانفاق عليهم» 
وم يكن في قتلبم - وهم أسرى ‏ ما يعود على البلاد يخير » فآثر تسليمهم على 
الاحتفاظ بهم . 


نض 


كل الطرابلسيين يعامون ‏ مع الاقتناع التام ‏ أن مصراتة هي مر كز الحركة 
الوطشة وقلمها النابض » لا لشيء سوى انها مر كز لأعمال رمضان السويحلي . 

وقد عرف رمضان ‏ بصلابته وقوة ارادته ‏ كيف يكو نمن سكان مصراتة 
وما جاورها من البلدان انصاراً يعتمد عليهم في تنفيذ رغباته وقد أتبحت 
لمصراتة فرص / تنح لغيرها من البلدان الطرابلسية » فقد هسأها موقعبا الجغرافي 
لتكون محطأ للغواصات الالماننة . ولمس الموقم الجغرافي وحده هو الذي هيأها 
لذلك » بل وجود رمضان فمبها هو الذى هيأ لما هذه الظروف الصالحة » وجعل 
منبا مقراً لحتكومة عرسسة كانت لها سمعة ووجود قبل مجيء الغواصات > وكانت 
زوارة أولى مبذا المر كز لو وجد فمها مثل رمضان السوحلى . 

وكان جندياً بطبعه : فيه طبم الجندي الباسل وميزات الزعم > 5 يقول 
7 جرازانى ) وفمه حب الامستقلال بالأمر فى غير استيداد أو محابأة 7 

وقد قال عنه جرازياني ‏ والفضل ما شبدت به الاعداء ‏ في كتابه ( نحو 
الفزان ) انه : « فى اثناء الحرب التركية الإيطالية كان اكثر تقدم] وتفضيلاً 
لشحاعته وإقدأمه اللذين بفوقات امعد الطببعي ٠‏ وكان د عدو القضة 
الإيطالية » وم يحجم عن عرقاة اعمالنا بأي واسطة استطاع » وم يتردد مطلقأ 
في اظبار عداوته لنا » وهو دو عزم قفوي وصلابة لا تنشى » . 

هذا بعض ما يقوله عنه جرازيانى » فى حين انه يذكر غيره بما أغدقه عليه 
الطلمان من الالتقاب الكيرة والاموال الطائلة . 
المشبودة > ول بصف حرازياني غيره في واقعة القرضابية بالانتقاض على الجبيش 
الايطالى والإيقاع به » وم ينسب هزعة اليش الإيطالي في تلك الكارثة لغيره . 


ووم 


ول يظبر تألمه من أعمال اي شخص مثل ما اظهره من اعمال رمضان السويحلى 
ضد الطلمان مدة حماته كلها . 

ولبت الدين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله » يطالعون ما كتبه 
عنه جرازياني في واقعة القرضاسة لمعاموا من هو بطل هذه الموقعة المائلة : اهو 
رمضان السويحلى ؟ ام عغيره من الدين يحبون ان محمدوا با لم يفعلوا . 

و ترك رمضان السويحل فرصة مر الاقوكىفسها مر كزه»وأحاط حكومته 
يدت دعائها » وكان شديد السبر علمها » براقب الصغيرة منبا والكيرة » 
وينال من موظفيه على ما يطلع عليه من اهمال او تقصير . ومن هذا الطريق 
اكتسب طاعة الناس في غير ذلة ولا استبداد . وأصحت شخصمة رمضان 
محترمة وأوامره نافذة » وحكومته محط الآمال ومعقد الرحاء . وأصبح لديه 
جيش منظم احسن تنظيم حسما تقتضيه الخال إذ ذاك » لا بقل" عدده عن ثلاثة 
آلانف جندى مسلحين باللنادق وبعض المدافع الرساسة . 

وقد طعن عليه جرازياني بأنه يقتل الذين يساعدون الاسرى الطلان )١(‏ 
ويقطع أيديهم » ولديس في هذا طعن على مصراتة ولا على رمضان » بل هذا نما 
بزيدهم شرفاً . 

حقيققة : 


والحقيقة ان الأسرى فى مصراتة كانوا يعيشون كا بعش اهل مصراتة : 
لا ينقصهم ا كل ولا ملس ولا مسك: ن» آمنين على ارواحهم . وقد بلغ من إ كرام 
اهل مصراتة هؤلاء الاسرى انهم تقاسموا كثير أ منهم “ وصاروا ينفقون عليهم 
ما ينفقون على عباههم » وأصبحوا مسؤولين عدبم امام التكومة. هذه هي الحقيقة 
التي عرفها التاريخ » والتىق يشهد بها لمصراتة اما , الاجبال القادمة . 


سويز وري باهز 


, يقصد أحمد السنوسي المنتصر الذي قتله رمضان‎ )١( 


ع 


وقد صرح جرازياني غير مرة بأن رمضات السويملى هو العدو” اللدود 
لإيطالما » فبو يكرهه من ناحمة عداوته للطليان . وعداوته للطليان هيالتي 

اما قتل الذن ساعدوا بعض الاسرى على الحمرب » فلا يمكن ان يكون 
غيره جزاء لأولئك الذين اسدوا تلك المساعدة حتى عند جرازياني . 
وتفصل دلك : 

أن احمد السنوسي المنتصر كان في طرابلس» وقد كلفه الطليان ان يخرج الى 
رمضان لمفاوضته في إبدال الاسرى . فخرج من طرابلس لهذا الغرض وقابل 
رمشان وأخيره عأ جاء من احله » فاحترمه وأكرمه » واعثذر له عن قبول 
هذه الوساطة الآن» وأقنعه بأن تؤشّر حتى بحيء وقتها المناسب »> ووقف الأمر 
عند هذ! الحد . 

ولكن السنوسي المنتصر لم يقف عند هذا الحد » بل أخذ يعملسراً لتبريب 
الاسرى » فاتفق مع بعض النوتية لبأخذ بعض الاسرى في مر كبه حتىيوصلهم 
الى طرابلس وقد نفئّذت هذه الفكرة » وحملوا معبم كتابا منه ومن العرابيبن 
عطبة » ووضع هذا الكتاب في علبة من الصفيح ليمسكن خبؤه اذا اقتفى الحال 
في ظبر المرركب مما يلي الماء » وسافر النوتبة بمن معهم من الأسرى » وبتلك 
الكتب المصفحة . وبريد الله أن يفضح الأمر. فباج البحر بتلك المر كبالصغيرة 
ورمى بمن فها الى قعره » وطفت تلك العلمة الت فيها الكتاب على وجه الماء 
وظل” يقذفبا حتى رمى بها على ثمد حسان فعثر علمها بع ضالناس . ومنالصدف 
أن نوري بك كان مار بتلك الجبة فسامت اليه » فاما فتحت وقرىء ما فيهبا 
فإذا هو قصة تريب الأسرى » ممضاة بإمضاء السئوسي المنتصر والعرابي بن 
عطبة» فاما سئلا عما في الكتاب اعترفا ما فيه وبتوقيعيه| » وجيء بالسمكري 
محمد بن حسونة الذي لحم العلبة فاعترف » فشتقوا الثلاثة ٠‏ 1 

هذه هي قصة رمضان السويحلي مع الذين ساعدوا الاسرى على الفرار» ولتي 
نتقده من أجلها جرازياني . وماذا كان يصنم جرازياني لو وقم له مثل هذا . 
ولكن كراهته لرمضان جعلته ينتقده حتى فيا يسلم هو بصوابه . 


6 


أحبه من أجلها مواطئوه » وأحلواه من نفو سهم التعظيم والإحلال ؛ 
فكراهة إنسان لا تستدعى الكذب عله “ كا لا تسوغ انتقاص اعاله الموافقة 
الصواب . 

ولكن جرازياني أيطالي قبل كل شيء »؛ فكذبه على رمضار: ‏ السويحلى 
: اعظم من تلك الحازر الى كان يقتل فببها الطرابلسين بالعشرات والمنّاتِ 


_ وعدواناً 3 





أحمد المريّض رئيس هيئة الاصلاح المر كزية 


15 


التفلر في غزو أر فر 


أمسبابه : 





أحس" رمضان - نعد صلح بنيادم ‏ نحركة من الطليان» لا يشك أحد أنهم 
يقصدون من وراءًا إفساد هذا الصلح . وقد وجد الطلمان من أصاخ لدعوتهم 
واتخذوا منهم أداة للإفساد » وفي مقدمة هؤلاء بوسف خربيش الذي انضم إلى 
الطلمان فى تلك الجموع اللهائلة المسلحة من المرتزقة . وقد وقع ما أشرنا إليه من 
حوادث الزاوية ونالوت وغريان ومصراتة » فكان ذلك من بوادر ما بنته 
الطلمان للغدر بالطرابلسيين . 


وقد أراد رمضان أن يتدارك هذه الحال قبل أن يتفاقم خطبها بتوسيع 
نفوذه وإخضاع يعض البلدارن لمكه ليمكته الضضرب على أبدي بعض أنصار 
الإيطالمين » ولمفتح الطريق بينه وبين أنصاره فى غريان والجنوب . ومن غريان 
دسهل عليه الاتصال بأنصاره فى السواحل وجيل نفوسة . وحمنا فككر فى هذا 
كان يعم أن هناك أناسا يتسمعون هذه الفتنة الإيطالية وبر وجون لما في السر . 
ومواقفهم السلبية لا تقل“ عن الصراحة في عدم مؤّازرة الحر كة الوطنسة . 


ومن الذين وقفوا هذه المواقف المردية عبد النى بن خير في أرفلة » فبو منذ 


د 


أن اسّدأت مفاوضات صلح بنيادم انتقل إلى أرفلة»وبقي فمباء ولما كان رمضان 
في مسلاتة دهمت بعثة إيطالمة إلى عبد النى وحصلت اتصالات بين عبد النى 
وبعض خصوم رمضان.واقتنع بأن هناك تدبيراً ضمّده فأخذ يمّد للأمر عّدته . 
وقد حدث بعد هذه الاتصالات ما قوتى هذه الشكوك عند رمضان > وهو أن 
أحد خصومه وهو عمد القادر المنتصر اتخذ أرفلة مر كر أ لدوصار يغير على أراضي 
مصراتة ويستولٍ على مواشبهم من ناحمتها . 


ومركز أرفلة الجغرافي مركز مهم" يمكن للمستولي علمه التأثير في المركة 
الوطنية قوة وضعفاً»فإذا أضيف إلى هذا أنه تحت سيطرة عبد النى “وهو رجل 
مصاب بالشكوك والوساوس »> يتخيل عداوة الناس لأوهى الأساب؟ولا بسعى 
في غير مصلحته وما يقي نفسه ما يتوهم من عداوات الناس له . وقد وقف من 
أعمال الطليان موقف المتفرج > فلم يشارك في الحركة الوطنية حتى ترجم 
كفتها ؛ ويحس” بقوته أنصار الفتنة فتخف”" وطأتهم » ولم يجاهر بالعداء لبعامل 
معامات الأعداء. وإنما كان يعمل في الخفاء لتنفيذ أغراض الطلبان » وى الحق ان 
ظاهره إلى العداوة أقرب منه الى الصداقة» لآنه ‏ وهو في هذا الموقف السلى- 
كان متصلا بالطليان » وكانت قوافل أرفلة تغدو وتروح على طرابلس متخذة 
طريقها على حدود ترهونة الشرقية ما يلي غريان » وقر* بالعزيزية ؛ فإذا أضيف 
هذا إلى ذاك » وأضيف اليها ما حدث من التحرش بمصراتة من عبد القادر 
المنتصر ومن معه ممن تحمسهم ارفلة وتحرأضهم على هذا التحرش تبين ان بقاء 
ارفلة على دلك الوضم خطر على الحركة الوطنية ولا سك » وتين انه من اقوى 
أساب ضعفبا » وأن إزالة هذا الخطر مما يزيدها قوة ونشاطا . والبدء بإخضاع 
غيرها من البلاد الطرابلسية قد لا يكون مضمون النجاح لأن وجودما في 
الجنوب نجعلها تسيطر على ما أمامها من البلاد الشمالبة » فتكل حر كة فى الداخل 
يناصبها عبد الغنى العداء في ارفلة مساعدة انصاره تكون معرضة لالخطر . 


كل هذا فكثر فمه رمضات طوبلاً ونحسيب محسأبه »؛ وانتبى منه إلى تتمحة 


8 


هي عزو ارفة اولاً» حتى إذا ما 'وفدى إلى الاستبلاء علمها سهل عليه الاسثيلاء 
على غيرها . 

وقمل أن يشرع في غزو أرفلة أراد أن تكور: له منبا أنصار » فاتصل 
بكثير من رؤساء قمائلبا فحمذوا له الفكرة » ووعدوه بالمساعدة على الاستبلاء 
علمبا وبذل ما يمكن بذله » وكان فيأرفلة قسم من العسكر > فاما اتصل بهم 
الخدر »وحد هوى نفو سهم لأنهم كانوا متبرمين ععاملة عبد النى » ووعدوا 


بالمسأاعدة. 


وقد ولحل رمضان من موافقة بعص أهل أرقلة ب وف مقدمتهم ماعة 
الطبول_ما قوتى عزمهع ىتنفيذ الفكرة»فاعتزم الأمر وأخذ يعد نفسه للتنفيذ. 


غزو أرفلة : 

كان رمضان السويحلى يعم ان غزو ارفة عملة شاقة محفوفة بالأخطار » 
ولكن الخطر الذي كان يحدق به من ارفلة وأنصارها ومن الطليان أشد يكثير 
ما كان يتوقم من غزو أرفلة » فلا بد من القيام هذه العملية للقضاء على مال 
المتلاعمين » ولإنقاذ مصراتة من هذا الموقف الحرج» فألّف جدشاً يقرب منألفي 
مسلح . وكان رمضان يعل من دهاء عبد النبي ما لا يعامه غيره » وفوق ذلك يعم 
أن له مكانة عند أرفلة» لذلك أوصى بعدم قتله» وبذل ما يمكن بذله في المحافظة 
على حماته . 


وتوجته الجيش إلى ارفلة في حوالى ٠١‏ أغسطس سنة 148٠١‏ 4 وتولى قبادته 
بنفسه » وكان الح شديداً » والمسافة تقتضيبم ثلاث مراحل » لأن الجيش تجمع 
على دوفان» ومن هناك ابتدأ سيره. ويظبر ان الترتسات التى اتخذت لتوفير الماء 
الجيش كانت اقل" مما يحب ان تكون » ول تتنخذ التدابير الكافية للاستيلاء على 
الآمار»فكان عدم توفر الماء الكافى لجيش رمضان هو العنصر القوي الدي تحكم 
فى المعر كة » وكان الفصل فببا له . 


لحار 


وفي فجر يوم 74 أغسطس سنة ١٠7و١‏ صبح رمضار:. نحمشه ارفلة على 
حين غفلة من أهليا » وكان الحدش منبوك القوى من التعس ومتأئراً من 
العطش إلى حد كيير » وما زاد في تأثره من العطش شدةة الحر وحجمارٌة 
القفظ . 


وأول ما نزل الجشعل قصر أرفاة ونصبالمدافع أمامه . وكان من الترتسات 
التي اتخذها رمضان أن كلف جماعة بالقبض على عبد النبي » فتسللت هذه الماعة 
إلى بيته في الصباح المنكر » وكان أحد افرادها حمر العوراني من ساحل آل 
حامد > فدخلوا علمه فى حجرة نومه » وأيقظوه على دوت « أجب دعوة 
رمضان السوبحلي » فلم ينتبه إلا وهو في قبضتهم» وفي أثناء إخراجه من حجرة 
نومه لاحت له فرصة للإفلات منهم فانتبزها وصاح في بعض رجال كنوا بالقرب 
من منزله » فصاحوا هم بدورهم فممن كان قريب منهم» فاتتشر ابر وتجمع الناس 
لقتال ونشبت المعر كة » وتسابق رجال عبد النى إلى الآبار حتىق أصبحت كلبا 
2 حورتهم . وخذل رمضان اعمان” ارفلة ورؤساؤها الدين وعدوه بالمساعدة 
ما رأوه من اتفاق عبد النبي وبعض انصاره » وصلته بالطليان » ويجيء بعثة من 
الطليان إلى عبد النبي في أرفلة» فتوتهموا ان ذلك يسبب فشلهم وعملوا علىذلك» 
وامترك كثير منهم في المعر كة ضده»واشتد” العطش بر جال رمضان فأحبط بهم » 
وأسفرت المعركة عن قتل رمضان شرق قصر أرفلة بالقرب من سعمة ابن فايد » 
رحمه الله رحمة واسعة » وهكذا انتبت هذه الحماة المملوءة يحلائل الأعمال بهذا 
النوع من النهايات الذي م يكن منتظراً . 


وقد كراس حماته لخدمة طرابلس فكان لا يعمل لغيرها . وغامر من احلبا 
عدة مغامرات : في القرضابية » وفي حصار مصراتة » وفي سواني بنيادم » 
وفي غيرها كثير» فكان التوفيق حلمفه » وكان هذا التوقيق لا بزيده إلا تواضعا 
لإخوانه وإمعاناً في خدمة طرابلس . وكانت الأمنية التي لا يخطر على قله 
سوأها هي خدمة طرابلس . وهذا الغرض كان يحسط جيشه وحكومته بعزماته 


+٠٠ 


الصادقة لمحعل منه) أداة صالحة للدفاع عن وطنه.وكانت حكومته هى الوحمدة 
من نوعبا فى طرابلس كلها . 

ولحذه المناسية نقول اعكثر ال جرازياني : « وعلى هذه الخال انتيت حماأة 
الرجل الذي كان أشد الناس كراهة وحقداً للاسم الإيطالي » وكان ذلك من 
حسن حظنا > لأنه كان يتصف مجميع ميزات الزعيم مع جدارة وخبرة نادرة 
المثال في التنظيم العسكري والسياسي » مع ما نال من شبرة تدان قوي ؛ فلو 


بقى حسا لكان امامنا عملنات شاقة ومصاعب جمة . 


هذا قصصما يتعلق بوحوم رمضانالسويحلىعل أرفاة» نقصدّه لاحقيقة والتاريخ 
على من بريدون إنصاف الناس ومن يقدرون ظروف الاحوال » ومقتضياتها وما 
تقتضه واحيات الوطن من تضحية » ومن أخذ الأمور بالحزم » حستى تكسر 
فرون الفتنة ودقضى على داعاتها “وام لاشك واجدون فببا ما ببرر موقف 
رمضان من ارفلة » ومقدرون له هذه المغامرة الى أودت حماته فى سمل خدمة 
طرايلس »© وهو وإن لم يصحيه التوفمق فمبها فقد صحبه في كثير من امثالها م) 
رفع به شأن طرابلس » وخاد له من الذكر الطيب ما سبحفظه له التاريخ في 
صفحاته السص . 

ويشبع عض خصومه أن غزو أرفلة غلطة من غلطات رمضان أملاها عليه 
حب التسلط وغرور النفس . ولكن ما اقترن ,بذه الحادئة من أسياب لا يبدل 
على شيء من هذا » بل ما كان يبدو في أفق السياسة من تحزاب ضده »© وتحخريض 
الطلمان عليه » وتلاعب عبد النبي وأشاعه» واتصاهم بالطليان » كان يتم عليه 
القيام بمثل هذه الملة ما أشرنا إلى ذلك نف . 


كر دذلسة : 


هى كارثة حقاً » بل هى كارثة الكوارث تلك الى تفقد مها طر ابلس رحلها 
الوحمد رمضان السوحللى » لا عارى فى ذلك أحد 5 لسلي حدصومه وهنأفسه 6 


5 ؟- حباد الابطال 4*١‏ 


وهكذا تنتبى حماة العظباء فى سسل الوطن واامدأ الشريف . فقدت طرايلس 
هذا الرجل الفذ في أشد الآوقات حاجة إلبه» ففقدت فيه أبر” أبنائها وأخلصهم 
لها )» وكانت تعلق عله آمالاأ لا تنمروي دون الخرية الكامزة وتطييرها من العدو 4 
فانفرط بموته عقد هذه الآمال وذهبت مع أحلام الاين . 


وفي الموم الذي توفي فمه رمضان كان أخوه أحمد في قوة من الخبل يطارد 
عبد القادر الانتصر » وهو أحد أنصار عبد النى في قرارة القطف لأنه كان من 
المنضمين إلى الطليان » وكان يحارب من أجلهم . ولكنه ل 'بقيض عليه » وهرب 
على حصانه وترك شابه وسلاحه . وانتبى به اهرب إلى بنى ولمد ملتحئا إلى 


ع ع 
يك الى وهو أسولل أنصاره ومشأيعيه وو حيد المعركة فل انثيت بقثل رهمضأن. 


إنقضاض الصاعقة . ونشرت حريدة اللواء الطرابلسى الير نمت عنوان « موت 
عظم من عظاء المساسن « وبلغ الناس من سدمب رمضان وإ كبارهم إنأه أنهم 1 
يصد قوا عمو نه مع افتناعهم مضوره المعر كة م ودهست هده الإشاعة و سيية 
أشبر م تنقطم » واستغل الموقف مدعو البركة فأخذوا بو كدون لسطاء 
العقول أن رمضان ل يمت وسيظبر عما قريب . 

وم أنس أني اجتمعت يصديقنا الفاضل التبامي بك قليصة "١١‏ أيام مؤ قر 
غريان في غريان فسألته عن جلية الأمر - وكان بعلم قوة الإشاعة وانتشارها - 
فأكد لى أن رمضان قد مات » وعلى الناس أن ينظروا في غير هذا الشأن فقد 
أصمح م لا شك قمه ٠‏ 

إلى هذا الحد بلغ | كبار الناس لرمضان وإعحابهم به » وإلى هذا الحد رفع 
الناس من شأن رمضان مما قدمه للوطن من الأعمال الجلية حتى ل تسم نفوسهم 


١ )ُ‏ ( كان من أعمان مصراتة وهن رحالاتها الدين كان رهضان فدهك عليوم قُِ تصر دف الاهور, 


1*7 


1 ظ ه . 7 0 1 7 
بالاعتراف دمونه 1 فموت مثل هذا كارئة الوطن أى رده زر “مسيةه الله 


ظ 
سد راله. 





اقترن موت رمضان الفتنة الى كانت قائمة سن الزنتان والبرير عقب تلك 
الحرب الطاحنة » وخمف أن أن يتتبز الطلمان هذه الفرصة للبجوم على مصراتة » 
كا خيف أن مد خصوم رمضان من هذه الفرصة سسملا إلى تنفذ أغر اضهم 

وبعد جهود بذلت لتلافى الموقف » سعى الناس مم الكلمة على رجل تخلف 
رهضان في منصمه بمصراتة » فاجتمعت الكلمة على انتخاب أخيه أحمد السو 


4 


وأسندت إلمه رياسة حكوفة مصراتة » وكان ذلك فى أواخر أغسطس سنة 
وأسندت إلله كذلك رياسة الجيش » فكان الضمال يتصلون به مماشر 

وءوذا العمل اسةة ر” الأمر في مصراة ة. وكان انتخابه في مصراتة بالإجماع» وظهر 
دعض الهالفين في زلءطن » ولككن,م ل يقووا على مناوأة الأ كثرية»ووافق ساحلى 
الاحامد ومسلاتة وقياطة وكل من كان تابعاً لحكومة رمضان . وكار:. 


لعبد الرحمن عزام فضل كبير في تهدئة الخواطر وجمع الكلمة » شكر الله له . 
ودقست حالة طر ابلس العامة فمها شيء من الاضطراب: فأر فلة تعتبر هحوم 
رمضان علبها إهانة لكرامتها فبي تسعى لمم أنصارها للثأر لنفسها » وإرف 
كانت دي الي فأزت 2 المعركة . وحصوم رمضأن ترون قْ مو ده قر صة للو صول 
إلى غاباتهم . وفتنة الزنتان والبرير فتئنة عمماء تهد”د الوطن كاه من أقصاه إلى 
أقصاه . والطلمان من وراء ذلك كل يتحفزتون بحموشهم اطائلة. للقضاء علىالوط 


ومافي الوطن . 


وعقب استتباب الامر لحتكومة مصراتة ذهب عبد ال رحمن عزام إلى ترهونة 
وكأن يدنمأ ودين مصراتة فثور وسوء تفاهم لمقالة أحمد المريض للسعي في 
حسن التفاهم مع مصراتة وإزالة ما في النفوس »> وقد كلل الله مسعاه بالنجاح. 
وأراد الله بالطرابلسيين خيرا فامست رحمته قلوب ارين منبمفقاموا بدعوةإلى 
عقد مؤغر عل الملاد من أقصاها إل أقصاها للنظر فما ١1‏ ت إلمه حال الوطن . 
وكان ف مقدمة هؤلاء الخير بن عمد الرحمن عزام فكانت دعوة متقلة واحدت من 
القلوب انحل اللاثق عبا » و استتحاب لها الطر ابأسيون من جميسع الجبات > وهمسّت 


ح# 
الاسياب لعقك مؤعر عربان ٠‏ 


حرب الزنتان واليربر : 
وفعت دن الزئتان والرحمان من تأحمة 1 وجماعة الدرير من نأحسة م دروب 


طاحنة فقدت فيها طرايلس من أبنائها ما لا يعم عدده إلا الله . 


15 


وقعت الحرب الأولى بينهم سنة ١51‏ وخلفت من الضغائن بين الفريقين مأ 
كان سسا من أكبر الأساب فى الحرب الثاننة الى دارت رحاها فى سنق ١١٠٠١‏ 


و١"95١ا.‏ 
وكان لرؤساء الفريقين سيب مماشر فى هذه الحرب وتلك . وهم أسباب 
ومقدمات ملتوية ومتداخلة » تتصل بالطليان تارة » وبغيرهم أخرى . وقد 
يقتضمنا ذكر هذه الأسسابالملتوية المتداخةالتعر ض إلى أشاء من وق تّالنعرض 

إلسيا دبعل 9 

والاحتفاظ ببعض الحقائق إلى أجل قد تدعو إليه ظروف تتم على الإنسان 
مراعاة شعور مواطنيه وخواطرهم » لذلك رأيت ان اقتصر على ما لا بد" منه» 
وأترك مأ وراء ذلك إلى المستقمل ٠‏ واكدت أردد ان اذ كر دعضها 2 هده الطيقة 
النّانسة 4 ولكنى رأدت قٌّ التأحمل خيرا فأحلت ٠.‏ 

والتاريخ مناسات تحد من نشاطه فى ذكر الحقائتى ؛ كا لغبره من أمور 
الحمأة الاخرى : 
نفوسة » وأقاموا في زوارة وما حوها من البلاد الساحلية » وقد طالت بهم 
المجرة وأَلْسّت علبب. الحاجة » فلم يحدوا بدا من العودة إلى اوطانهم »© فسعوا 
يكل وسملة ين سم هم ذلك فم دان سهو ري وقمار ودددمس سئة ٠.5١8‏ 

وم رق هذا الرجوع الاج جمد فكيني وعلى الشنطة خوفا من ان يتحر ش 
م البرير مرة أخرى وتنشسب بدمهم حرب لأنية . ولكن هذا لا يبرر أن 

وبدقى الفرير ف عزله عن الزئثتان م وقابل الزنتان هذه الع له سلما . و سعى) 
الطلمان الإتصال بكل من الفريقين لإغرائه يصاحيه . 

وممأ كان يمترض مصأ لح الطلمان قْ إثار 5 هد دالضية خحروج خليقة من عس كر 


30 - 


عن طاعتهم وكأن تحقد علمهم حقدأ لا حد” له ووقفاماهمم عدةمواقف عداسة : 
فدراض عليهم أهالي لالورت سلة 1١914‏ ومنم الأورطة الايطالسة من دخول 
تألوت الي كاذت داهمة إلسها لاحل المحافظة على الحدود ؛ ومنعهم من اقامة نقطة 
عسكرية فى « بو الشول» . وكانت فرقة من الطحانة ذاهسة الى غدامس فمنعيا 
من الدهاب المها . وفي مسنة ١9٠٠١‏ طرد ضابط الاتصال الدى كآن شالوت هو 
ومن معه »واستولى على كل ما لديهمن امتعة الحكومة » كل هذا محفوظ طلمفة بن 
عسكر لدى الطلمان . وهو بعرقه من نفسة © ويعرفف الطلمان أنه من أحير 
أنصار رمضان السويحلىي وأنه مستعد”" لعمل اكثر من هذا » ولكنهم يودون ان 
ينضم الهم بأي مُن» لآنه ما دمت العداوة قَائُة ببنه وبينهم فلا يمكن انيصاوا 


الى مأ دو ملوده من أثارة اأفدنة بان الزنتان والترير 8 


وقد استاء الطامان من أعماله فأرسلوا اليه في اوائلل سئة ١4٠٠‏ لكف 

واستغل الحاج 5 فكمني عضو ننه في شلكو مة القطر الطر أبأسي ىم حل 
في فصل المرا كز الجيلية بعضها عن بعض فلم برق هذا التدخل خليفة بن 
اصايع الطليانفي توسيع الخنرق» وقفكدّت ايبدي الفتنة من الدخول فنهوتهيأت 
النفوس للشر . 

وأعاد الطليان الكرة في وساطتهم لدى خليفة بن عسكر » وقام بهذه 
سلمان الباروني يهذه الوساطة » ولكن الذي اختلفت فنمه وحبات النظر هو 
أسمابها » لان المأرونى فى مقدمة رؤساء الحاهدن فى طرابلس . 


وم مختلف اثنان من الطرابلسيين ‏ لا من العرب ولا من البرير - في قمام 


ابتدأ الباروني باشا وساطته في يونيه سنة ١917٠‏ وجاء مم ابن عسكر إلى 


+15 


طر ابلس فى بولمه سنة ١47٠‏ . ورحب الطليان عقدمه »؛ وأصدرت الحكومة 
عفواً عنه ورجع إلى نالوت . 

وبقتضى هذا التغير فى سياسة ابن عسكر تغيّر الموقف فم يتعلق رب 
الزنئان والبرير » وسيتغير مجرى الحديث عنه تبعاً لما يظبر على أعماله من آثار 
هذه الساءة الجديدة . ويظهر أن موت رمضان بك السويحلى كان من العوامل 
الي فتحت طريق اليأس إلى نفس خليفة بن عسكر لأنه كان يعتزة به وينتصر 
له » وكان وجوده يبعد عن نفسه شبح الحرب بين الزنتان والبدير . ولا نعدو 
الحقيقة إذا قلنا إنه كان يمثل رمضان فى جميم مظاهر السياسة الوطنية » 
والرجوله الكاملة . 

وم ينس الطليان لخليفة بن عسكر مواقفه منهم وما ألكقوا بهم من ضرر » 
وأنه ثالث ثلاثة : رمضان السويحلى ومختار كعمار » وأنه وطنى متطر"ف 
لاتلين قناته . فلم بروا في استسلامه هذا أي مبرر للركون إلبه ومعاملته معاماة 
الخلص م » فاما أمكنتبم الفرصة منه قتلوه شنقاً » وحين ذاك أدرك الماروني 


أنه خدع 1 وأدرك أدسن عسكر أنه سقط 2 داه 6 وأن الحذر لا كسم القدر ٠‏ 


ذلى 2 المناوشات , 

ر جع ادن عسكر بعك مقاداه الطلمان إل نالوت ووقءعت مناوسات يدنه وبن 
أبى الاحماس » وبا أن الأحاس كان منحازاً فى سساسته إلى الزنتان والرجبان 
أرادوا أن دحولو| ددمه ودس أبن عسكر وانتصروا له 6 وحاء حسن فكبنى فى 
خمله إلى الحرابة انتصاراً لأبى الأحياس واصطدمت خيله تخيل ابن عسكر . 
وكانت أول مع ركه ف الخرب الأخيرة بس العرب والبرير فاح فسأ يأب السر على 
مصر أعنة 6 وهرم محوسسين فكمنى وأخذ دعص أصحابه أسرى ٠.‏ 

وحاول الزنتان أن نوقفوا الأمر عند هذا الحد”» فأرساوا وفدا لادن عسكر 
من خمسة عشر فارسا » منهم : شايب عبنه البوسيفي © وعمر ال حروق الزتتاني » 


1*7 


و همسعءة د العاأيب 4و خاطبوه ورد الاسرى» وكأنو | دعدقدولن أنه لا براد وساطتهم 
لانم دشار كوا ف الخرب أى ده 5 0 فكمنى م فامتنم 6 فرحعوا م4 
غضانا . 


وقد أخطأ ابن عسكر فى انتباز هذه الفرصة لوقف الحرب » لأنه ان فى 


اباي 


إمكان الزنتان أن يؤثروا على الرجبان فى وقف الحرب > وقد تأثروا برد 
وساطتهم فانضموا إلى الرجبان ووقعت معارك طاحنة > واحتل” البرير تاردية 
دلد الرجبان وأحرقوها يوم ٠‏ سيتمير سنة ١9٠٠‏ وقتل في معركتها حسن 
فكمنى » وغلب الزئتان والرحمان وارتحلوا إلى « رأس الحصان » 2١‏ وارتد 
إدن عسكر وحمل إلى قساطو 


وى أو اسط إنردل سئنة ١؟+8٠١‏ اصطدم الزئتان والبرير فى « السمح لي 
وكانت معر كة صبر فببا الفريقان على الموت » وفقد فمبا الوطن من أبنائه نحو 
6 قشلا . والتحاً البرير إلى فسّاطو . واتصل الزنتان والرجمان ببلادهم 
تأر د دة وتاء رمان. وق أو | تل بونمه سنة د بطه١‏ اتصل ادن عسكر بالماسا | الماروى : 
ف لفرن . 

وبعد معركة السيح تغضير الموقف ؛ ونشط الزنتان والرحبان » وأحس 
البرير مدا النشاطك فأعدوا له عداته . 

وى أكتوبر سنة وله١‏ هاحم الزنئان والرجمات أ لبرير فى دفرن © وأحاوا 
عنها ابن عسكر والماسا |[ المارونى إلى فساطو فلحقوا 37 هناك وأجلوهم عنما قْ 
حاله ما - ها إنسان إلا حرحت عواطفه » وكان محل الغرابة 0 كيف 


لسو الإنسان على حاره ومواطنه 5 القسوة ( وحل بفساط ١‏ حل دشار دية 


من حرق وخريب وسلب ومىيب 


(1) مكان جذوبي السيح بنحو سين كدملومتراً , 
(؟) مكان سبل بين الرجمان وفساطو . 


14 


وفى م١‏ منه وصل إلى الوطية نساء البرير وأطفالهم والعاحزون عن الحرب 
منوم . والتحأ ابن عسكر ومن معه الى نالوت » وجعل كاباو' مر كز قيادته » 
ووقف النشاط الحربى إلى أوائل ديسمبر سنة ١48١‏ واستعد كل من الطرفين 
لصاحيه . وف الموم السابع منه التقى الفردقان » وحاول ابن عسكر أنحتفظ 
عضد فرسطنّة فاضطر إلى التخلى عنه » وارتحل إلى الحضارة فى سيف الحبل 
الشالي . والتحتى من بقي من نساء البرير وأطفالهم » فها وراء فرسطمّة إلى 
لوت > بإخوانهم فى الوطبة . وأصبح الجمل ‏ من يفرن إلى نالوت س- خالما 
إلامن أصوات البوم وعواء الذئاب » وإلا من حمحمة الخيل الغازية » وطلقات 
الرصاص المتتالة تحول فمه خمل الزنتان والرجمان وتصول »4 واستحال ما كان 
فمه من أنس وحماة إلى وحشة وموت . وتناوحت الدور المتهدمة والخرائب 
الموحشة » فلا قر من شعبة إلا على أشلاء القلى » ولا من طريق إلا وحواليك 
ضحانا الرصاص وأسلاب الحرب . 

حرب تحرد فمبا الإنسان من كل عاطفة وإحساس . وأصبح لا قيمة عنده 
لحقوق الجوار » ولا لأوامر الدين » ولا للنفس التى حرام الله قتلها إلا بالحق »و 
لحرمات الحرائر وضعف الشبوخ والأطفال . 

حرب اختلط فيها المظلوم بالظالم » وتطاحن فيها الآباء مع الأبناء > والآخ 
مع أخيه. ل تترك في الجبل بيتا إلا أنذرت ساكنيه بيتّالبنات وثكل الأمبات» 
ولا قرية إلا صاحت قلباأ بصوت غراب السين : هاموا إلى الرحسل فتقد آر:. 
خراب الددار . 

حرب تولى قمادتها رؤساء م يكن لهم من الدين وازع » ولامن الاخلاق 
رادع ؛رؤوساء أخلصت لهم الرعمة فاستعملوها فسا يغضب الله ولا برضي 
الإنسان » وساقوها إلى المحازر لتنحر ولا تدرى لادا تاحر > واهاةملوا 
طاعتبا لآغر اضهم بدور] رحمة و لا شفقة » فقست قلوبهم وكثير منهم 


فاسقور:. . 


حرب ضاعت فيبها نفوس بريئة على مذبح مطامع الرؤساء وشهواتهم »2 
فمبا الوط ن من سموخخ أنائه وك وشم ألوفاً كانوا على استعداد الفا عند ي, 
يئزل به الملاء » ويحمط به الأعداء » فيا كان أغناه عن موتهم وأحوجهم للحماة 
له » وإذا سئلت تلك النفوس البريئة - يوم يقوم الناس لرب العالمين - بأي ذنب 
قتلت ؟ فسيكون جوابها: 8 ربنا إنا أطعنا سادتنا و كبراءنا فأضانّونا السسلا » 


ربنا ! تهم ضعفين من العذاب 4# / 


اجتمم من المر بر ف الوطمة ف دسمس ١99١‏ بعد أن التحىق 2 بن عسكر 
وهن معةه نحو ١٠١*٠٠٠‏ بس نسأء وأطفال ورحال 1 
وكانوا فى حاحة إلى الاستقرار لينالوا قسطأ من الراحة مما :الهم من عناء 
والى هذه الحال انتبى البدبر يعد أن تغلب عليهم الزتتان والرجبان » 
وأخذوا أمواهم » وقتلوا رجاهم » وأحرقوا قراهم » مثل ما أخذ البرير 
أموال الزنتان والرحمان ©؛ وقتلوا رجاهم » و أحرقوا فرأهم من شل ومكدوأ 
نحو أربعة أشهبر فى راحة من الحرب . 
وقد استغل” الطليانمنهم هذه الحالفعرضوا علىيعضهم الانخراط فيالجندية» 
وتولى بوسف حر ددس هده الدعاية فأستحاب لَه بعضهم 13 استحاب له كثير من 
غير البرير 6 وشكل حدشا من الم تد قة برراسته كان الضرية القاتله للوطن كل . 
ولقد أسرف هد أ الرحل قْ الانتقام [نفسه ولكن من لا سم حقو ن الانتقام وهم 
سكان سراحل ٠‏ أما الزئتان وا[ رجيات الذي تسمموا ف إحلاء ١‏ لدر بر عن أوطانهم 
وقمل هده الفتنة الجائحة كان العرير 2 مقدمه الجأهدين الخلصين 6 وكانوا مع 


1٠ 


أثار هذه العنصرية المغيضة التى رمت بالوطن كله في أحضان الطليان . 
وسينتقم الله من سعى لهذه الفتنة يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم > وهم اللعنة 


القبض على ابن عسكر : 
ً ننس الطلمان لابن عسكر تلك المواقف الوطنمة ا[ كآأن دقفي بأ منهم > 
ود تلك ١١‏ العداوة | أصر ديحة |[ في كانيصارحهم مهأ وننازه مالقال من أحليا 6 فعهملو] 


ب 


ن أه وَل وهله الإبعاده وعدم مده م دقوي ساطةء” ونفوده ٠‏ 


وله دنس ابن عسكر عداوة الطلمان له وما أنزلوه وطنه من نكمات > وهو 
دعمقد نهم ً دنسوا عداوده هم » فككل م ن ابن ع عسكر والطلمان قرأ ف وده 
صاحمه ما بقرؤه الثاني من عدار ودغض . ومن اول وهلة تقدم ابن عسكر 
لجرازنانى يطلب تشكمل جيش برياسته لاحتلال الخبل وإرجاعالبرير إلى اوطأنهم . 
وقد أبدى هذه الرغية إلى وولى وبادوليو حرنا جاء! الى العسنّة » فطلب منهم 
تألئف حدش برياسته وميلغا كبيرا من المال . وقد احتال لتنفيذ غرضه بأرن 
أفبمهم ان الزنتان والرجبان ينوون الهجوم على الوطية ليسرع الطليان في اجادة 
مطالله . ولكن الطلمان اعتزموا القيض عليه لعدم اطمئنا نهم له » ولو عاموا أنه 
لا يستعمل مطاليه ضدهم لأجابوه البها : فكانت كل طلباته تقال بالتسويف 
والمراوغة اكتساباً للوقت الى ان ين الفرصة المناسية القيض علمه . 


وعلى ضوء ما فيمه جرازيانى من نوايا ابن عسكر > وعلى ما يحمله له من 
عداوة قدعة أخذ يكتب التقرير تلو التقرير إلى وولمي (واليطرابلس) بحراضه 
على القنض عليه . وما زال به حتى استصدر أمرا بالقنض عليه ' 

و مكنمن السهل القدض علىابنعسكر علانية وبدون تحدّل خوفا من غضب 
أنصاره له» لأن ابن عسكر ما زال مرموقا بتلك العين الوطنية المخلصة . ولهذه 
الأسباب صرح جرازياني بأنه كان مضطراً إلى التحيّل للقبض عليه . وكان من 


01١١ 


الحمل التي اتمغخذدت لدلك أن قيض على كثير من الناس : : من أنصاره وغيرهم 
لأساب يلفة لمتحه الأنظار إل هؤلاء المقنوض علبم ؛ وبريد ذلك قْ اطمئئان 


ابن عسكر وأتصاره . 


وفىي أواخر هر مأو سنة ١9119‏ تحر كت جموش حرازيانى من زوارة إلى 
الوطبة » ومعبا جماعة ابن عسكر . وقد صفّت هذه الجموش ما فمبها أنصار 
ابن عسكر التفتيش علمها . ومسألة التفتدش معروفة حمها تريد الجبوش الخركة 
من مكان إلى آخر . ولو تمت حماة التفتيش لتمكنوا من القيض على ابن عسكر 
وأنصاره » ولكنه لم خف عليه وعلى أصحابه هذا التدبير » ويقول جرازياني : 
« إنهم كانو!ا مستعدين للطوارىء » . ويقول أيضاً: ووم يكن هذا كافياً للقيض 
عليه خوفا من أنصاره لأنهم كانو | دطيعو نه طاعة عمناء » وقد بؤدى إلى تدمر 
جماعة اليرير على العموم ) . واستكى ابن عسكر من تصضشمف رحاله مهذا الشكل 
فاحتال جرازياني للآمر بأن طلب التحدث إلى ان عسكر وبعض رجاله » ولا 
ذهبوا إلى نحل القمادة اقابلته كانت الأوامر أعطيت إلى الحدش بالقيض على 
أنصاره » كا اتخذت التدابير للقيض عليه وعلى من معه داخل القمادة » ونفّدت 
الخطة و دحت الحملة , 


وبقول جرازيانى ف كانه ( نحوالفزان ) : «وكنت صم خامفة بن عسككر 
في مقصورة منفرددن. وفى هذه الأثناء كانيقيض على أنصاره الواحد تلو الآخر» 
ومن الصدف أن وقع سقف الحجرة التى كنت فبها أنا وان عسكر علينا . فاما 
حرج سس الخحرة فنص عله ووصع لد دد 2 يدنه لكأي 


وكانت هده الحادثة لوم بم ؟ مأدو سنة 3 ١‏ ., وى هدأ الوم أخذ إل 
طر ابلس حيرت أودع السحن انتظار أ لامحا مة ٠‏ وده المنأسمة ول حرازاالى 


١)‏ ( حمعمًا هذه الاسشاعة عد القمض 05 ابن عسكار . ولولا أنه كتمها جرازياني 5 كتانه 
لا صدفناها 1 


ا 





خلفة نْ عسكر 
حمدل بطال الجهاد ف طر ادأس 


يم 


0 وهكلا احتفى سن الغرب رحل خطر حل أ كر مضان السو يحلى غ0 ء» 

إي والل » لقد كان ان عسكر خطرا على الطليان وأعداء الوطن . 

وفي يوم القبض عليه قبض على جمسع أفراد أسرته ونزع السلاح من أتباعه . 

ودعل القنضص على أن عسكر أمن الطشان حانب أكر عدو شم كأنو | برهدولن 
حانيه ولمشون سطوته 1 عت محا 5ه فى بوه سية “ا ؟ ف ٠. : ١‏ وحصكم عله 
بالإعدام فأعدم شنقا “دعم الله يا سيد خليفة وكل مواطئيك أنك وطنى خلص » 
وأنك دصل 6 فاهناً دلقاء ردك شبمدأ 6 راضم مر ضما عنك , 

وقد أثمتت الحوادث أن ابن عسكر بعد انتّائه إلى الطليان لم تتغير نواياه 
نحوهم » وكان يعتبرم ألدء أعداء الوطن » فكان يعمل لما مخلصه ويخلص أنصاره 
من قبضتهم . كا أن الطليان ل بروا في انتائه إلمهم ما يستحق الاطمئنان إليه » 
فكانوا بعأملونه مكل حدر ع وقال حرازانى ُّ سيره ةف () دمب معاأمل:تةه ددر 
كعدو 1( وفل عمرلوا للقضاء عليه وعى أنصاره من أول وهلةه 1 


وبفقده فقد الوطن رحلا من أنرز رحالات الوطن إخلاصاً وسحاعة . شكر 


يزه له ود زآأه أأحسن الجزاء , ويعل ان اء هده الرواية التمزنة اميت حموواشس 
الطامان إلى الحوش عل طردق المدلية لا-تلال الحمل ٠‏ 


بوسف حر بيش : 

كان من أعيان البرير الذين انحازوا إلى الوطية بعد أن أجلام الزنتان من 
الجبل . 

و جل سمدلا للاخذ بالئأر من الزنتان إلا الانضام إلى الطلمان؛ فانضم | لمهم 
وقاد جيوشهم وفتح لهم الأمصار والقرى وسلم هم الوطن لقمة سائفة > وق 
أحد عثير شهراً أوصلهم إلى غاية حاربوا من أجلها اتخى عسر 6 سية فلم يفلحوأ 6 


14 


0 | 207 07 اع 
وشهي استملاؤهم على طرابلس مَنْ زوارة إلى ما وراء مصراثة ٠. )١١‏ وقل باح 
لخدشه أموال الناس »؛ فيا وقعت أيديهم على سىء إلاأخذته » ولا ترركت سدئأ إلا 
امتدت إلبه » وقد كافأه الطليان بالأموال حتى أصبح أغنى رجل في طرابلس » 
ومنعدوه أكبر وسام إيطالى ددم له عير الإيطالين : 


احتلال الجبل : 


وأول ما فكر فمه الطلمان بعد القيض على خليفة بن عسكر احتّلال الجبل 
ليؤمنوا رجوع البرير إلى أوطانهم . فألفوا جموشا أربعة» برياسة : جرازياني » 
وبتسيري »> وفلمنو » وبللي »> يتألف من مموعبا ثمانية آلاف جندي بين فرسان 
ومسأة » وعسسرة مدافم “؛ وقد عيهد إلى جرازياني احتلال الجوش . وكأن مع؛ه 
ثلاثة لاف مقاتل . وثلاثائة فارس ومدفع'ن . وعبد إلى الجموش الأخرى أن 
تسنده من البهة الشرقية لنشغل المجاهدين فى غريان من ناحمة العزيزية » وىدفرن 
من ناحية بثر الغنم خوفا من إرسال نجدة إلى جبة الجبل الغرسمة » لآن المرب ف 
ذلك الوقت كانوا مستولين على الجمل كله : من غربان إلى نالوت . 


ابتداء الأعمال الحربية : 


ترك جيش حرازيانى فى ؟ بونة سنة 1488 من زوارة قاصداً الجوش . ولا 
مر بأثار قصور غَدو والمراء م بحد فسها من الماء مأ يكفمه فيأت كثير منه 
بالعطش »© وقبل وصول الجيش إلى آثار الكرديى 'عترضته جماعة فكينى »> 
فناوسته دونها و يصل إلمها إلا وهو في آخر ر٠مى‏ ' وم يمكنه مواصاة 
السير إلى الجوش بدون التعرض إلى خطر الزنتان والرجمان برياسة الحاج 


)١(‏ ايتدأ زحفه من زوارة على الزاوية في إبريل سنة ؟؟5١‏ واحتل مصراتة في +؟ فيراير 


, ١96 سلة‎ 


0 - 


وف الوم الثالث أرسل الطليان كشافة وقم أكثر رجالما في أبدي العرب 
وبقي العرب يحاصرون الطليان على آبار الكردي نحو عشسرة أنام . وكانت 
الطائرات ترميهم بالقنابل صباحاً ومساء حق جاءوا بقسم من المحانة من 
إرقدالن » وفى أملة ؟١١‏ بوننه جاءتهم نحدة فى سوانى الكردي فتمكنوا من فك" 
الحصار وساروا إلى الجوش من طريق عين الجديدة . وبقي اليش الإيطالى في 
طريقه من زوارة إلى الجوش ١١‏ يوما هنها نحو عشرة أناء فى الحصار . 

القتال في الجوش : وصلت جموش الطليان إلى الجوش يوم ١١‏ يونيه سنة 
وكان فمه جماعة من الزنئان والرحمان والرارة والصمعان . وكانت 
الطائرات قطرم بقنابلها بدون انقطاع لأنها اتخذت لها مطاراً فيسوانىالكردي. 
وبعد ثلاث معارك اضطر العرب إلى الانسحاب هو شكشوك »> واحتل” العدو 
قصر المؤوش ف الساعة الواحدة بعد الظهر من بوم ؟امله بعد قثال سدنك . 
واعترف الطليانبأ:هم أصيبوا بخسائر كبيرة في الضباط والجنود. والتحأ العرب 
إلى الجمل فأصدين جأدو . 


وق صسحة بوم 6 مه حر حت فوة من الوطبمة مدعدية إإى تسحي 6 َُ منهأ 
إل كاناو لاوتلا لمأ ٠‏ وكان خر بدش لصحمة هده اماد » فوصلت كاياو واحدلةيا 


بوم ١‏ منه . وفي يوم ١8‏ منه هاجم خربيش السلامات واحتلها بعد معر كة 
دامت من الصماح إلى الساعة الرابعة بعد الظير . 

وى بوم بإ هنه زحفت القوة الى احتلت كاياو على فس-اطو فاحثاتها فى بوم 
9 مله . وأنحيت قوة أخرى من كاباو إلى نالوت فاحتاتها فى يوم ” بولمة ١٠١٠١‏ 
وتقدم الطليان في زحفهم حت تاردية وتاغرمين '') فاحتلوهم) . واضطر" فكيني 
ومن معه إلى الالتحاء إلى الجنوب « القملة » ونزلوا على بئر الكلاب وبر علاق» 


وسأنية الجددد . 


1 تأردية : دلد الرحمان رتاعر مين بزل الزفتان “وها متحاررتان ٠‏ 


41 


5211-1 


وغلى أثر معارك الجوش التجأ كثير من العرب إلى القبلة ١١‏ » ولم يبق إلا 
قليل قاموا بمناوشات لتأخير تقدأم العدو” مؤقتاً حتى يتمكنوا من النجاة . 


وكانت جيوش الطليان ند من زوارة إلى الجوش على طريقى الوطية 
والهبيلية والزارير . 


الزرحف على يفرن : 

استمر الزحفعلى يفرن من جادو من يومم؟ أكتوبر سنة 1487 إلى يوم ١‏ 
منه . وف يوم 59 وصلوا الرياينة وثي يوم 7٠١‏ منه وصل خخربيش ومن معه إلى 
الروممة واحتل يفرن يوم ١‏ منه . 

احتلال غريان : 

اتخذ الطليان الأهبة لاحتلال غريان. وفي يوم 1 نوفمبر سنة 194171 صدرت 
الأوامر باحتلالها . واتخذت خطة للإطباق عليها من جميع الجهات . فتقدم 
جرازياني من يفرن إلى حجذوب غريان وشرقبها لمنع المدد من ترهونة . وكان معه 
٠و8‏ مسلح و ٠0خ‏ فارسا وأربع بطاريات » وتقدم بللي من الغرب على طريق 
سفح الجبل لمحتل يوغملان »> ومعه 4.٠‏ مسلح و ٠١٠١‏ فارس . وتقدم بتزاري 
ومعه 77٠٠‏ مسلح > “٠0.‏ فارس من الغرب » وخرجت فقوة من العزيزية 
لتحتل « بوعرقوب » » والسايح » والجبلاني . وأطبقت هذه القوى الأربعة على 
غربان » ونفذت كل واحدة خطتيا فحلا المحاهمدون عنبا واحتلت يوم ١‏ 
نوفمسر سلنة ١9119‏ . 


ب ؟ - سماد الأبطال 54 


موص غ بأن 


انتبى ينا الحددث عند سرد حوادث حرب الزنتانوالبرير إلى احتلالغر بان 
في ١7‏ نوفمبر سنة ١488‏ معأن بعضها وقع بعد مؤتمر غريان الذي عقد فينوفمير 
سنة ١48٠‏ وقد أخرنا الكلام عنه لنتمكن من سرد ما ترتب عليه من أعمال 
الإدارة الوطنة وحوادث الحرب . 

وقد ألمعنا آنفاً إلى أن الطلبان أخذوا يعملون لنقض صلح بنيادم بالمراوغة في 
تنفذ القانون الأسامى تارة » وبالدس” بين الطرايلسيين لإيقاد الفتنة الداخلبة 
بدنهم ثارة أخرى . 

وقد و-جدوا من الفتنة القائمة بين البربر والعرب ممدانا جروا فمه إلى نباية 
الشوط وأيقظوا منبها ما كان نائما » فكانت أوسم باب ولحوا منه للقضاء 
على الوطن . 

وقد ضاع كل أمل للعرب في إصلاح الخال ووقاء الطليان بما عاهدوا عليه » 
ففكّروا في عقد مؤتمر عام يشل البلاد من أقصاها إلى أقصاها للنظر فم 
كلت إلبه الحال » وما يحب اتخاذه لإصلاح الموقف » فاستقر” رأيهم على عقد 
مؤتمر غربان . 


4 


مؤتمر تحضيري : 

وقد مبّدوا لعقد مؤتّر غريان مؤتمر تحضيري عقد في العزيزية في المحرم سنة 
وسوم( ‏ أكتوبر سنة 1476 لمنسّق أعمال مؤتمر غريان ويحضر له المواد 
التي يبحثها . 

وكان من أعضاء هذا الموتمر : الشيخ عمر الميساوي . والشيخ على ال مالي عن 
مصراتة والشيخ أحمد الرجمي والفقيه على بن .حسن عن الزاوية . والشبخالزروق 
الأجبر عن زلمطن ١١‏ وبقي منعقداً نحو أسبوع . 

وكان فما قرره )١(‏ انتحاب وقد بسمى « وقد الإصلاح » لبصلح بن 
الزنتان والبربر (؟) الشروع في انتخاب أعضاء مؤتمّر غريان () تقسم البلاد 
إلى مناطق وتحديد الأعضاء لكل منطقة (4؛) إرسال دعوة إلى جميع المناطق 
التي تقرر اشتراكبا فى مؤتمر غريان لانتخاب أعضاء وفد الإصلاح ومؤتمر 
عريارن . 

وفد الاصالاحح : 

اتتخب وفد الإصلاح وكان مككواناً من حضرات السادة : الشيخ الطامسر 
الزاوي من الزاوية . والأستاذ عبدالله أفندي الشريف من ساحل طرابلس . 
وحمد بن حمد من ترهونة . وعلى المشلوخ من الأصابعة . والشخ همد بن خليفة 
من ككل . والشخ عمد بو زويدة من ورسفأنة . وكل واحد من هؤلاء 
الأعضاء كان عثل بلده وبلاداً أخرى خمّت إلمها فى هذا التشل » حتى أصبحت 
جميع البلاد الساحلية ممثلة في هذا الوفد . ولم تتثل فمه زوارة ولا سكان الحمل 


والجحنوب لآن حاله الحرب حالت دوت الاتصال بهم 1 


وقد اجتمعنا نحن أعضاء الوفد في بثر الغنم » وسافرنا في أواخر الحسرم سنة 


. حضصره أعضاء آخرون 4 تحضرني أسماقهم‎ )١[ 


15 


و١‏ إلى الجبل حيث مقر الإدبر » على طريق تاهمة » وكان بها الشيخ سوف 
فزوادنا ببعض النصائح في مبمتنا » وكان أملنا ف النجاح ضسفا لآن الزتان 
والرجبان كانوا انثقلوا إلى الجنوب على أثر شز عمهم * اما البربر فا زالوا في الجبل 
وحموسهم تتحول فيه حرة . وكل من قابلناه من الأعمان لأخذ رأيه كان يتمنى 
لنا النحاح » ولكنه كان يشك في الحصول عله . 


ع 


ومررنا في طريقنا بالرياينة فوجدنا أهلبا منقسمين إلى قسمين : قسم برأسه 
عمد الله ارحب ١‏ وهو من أنصار الزتتان وار جمان. ٠‏ وقسم وأس أحمد جلمان 
وعبدالله بن حسين وهما من أنصار البربر » وكان الحزبان على أَسْد" ما يكون من 
الخلاف > وقد حاول الوفد أن يصلح بينها » فأرجئت إجابة رغبته إلى ما بعد 
الانتهاء من الصلح بين الزنتان والبربر . 


وتقدم الوفد إلى « فسّاطو » وكان رئيس جيش البرير الموجود ببا إذ ذاك 
مرو بن عسكر أخو خليفة بن عسكر» واجتمعنا فبها ببوسف خربيش والشخ 
سليمان بن سعيد وبعض أعبان البربر » فأظهروا استعدادم للصلح وعلقوا الأمر 
على استعداد عدوهم لقبول هذا العرض . ولا أرى هذا إلا من قسل المجام]: »2 
لأنهم يرون أن عدوم لا برضى بالصلح عقب تلك الهزعة المنكرة » وأيضاً فإن 
لزنتان والرجبان ' نتقلوا إلى الحنوب » واتضح فيه بعد أن هذا الانتقال كان هم 

شتاتهم وحشد جمو هم للأخذ بالثأر » وأصحت أما م الوفد مهمة ساقة » وهي 
لحاقه بالزئتان والرجبان فى الجنوب لذ رأءهم . وبما أن الاستعدادات كانت 
قائمة لعقد مؤتمر غران فقد أرجأ الوفد مبمته إلى ما بعد اتعقاد المؤتمر لستنير 
رأيه. 


)١(‏ الرحمي بالحاء المبملة هو من أعيان الرياينة من بلدة « العين » . وكان يناصر الزنئتاتف 
والرجبان في حروبهم ضد البربرء ولما استتب الامر للطليانقتاوه رميا بالرصاص نوم الثلاثاء و من 
ناير سئلة 0و١‏ . رحكم على عر بن رحة من أنصاره عمصادرة أمواهم » وبالسجن من خمس 
سنوات إلى عسرين سنة . 


4 


ورجم الوفد إلى غريان - مكان اجمّاع المؤتمر - بدون أن يتصل بأحد من 
الزتنانوالرجبان لمبلغ المؤمر نتبجة مبمته ورأيه فيا يجب اتخاذه .ووصلغريان 
في أوائل ربع الأول سنة | نتوفمس سنة 1947٠‏ فوحد بعض أعضاء المؤتمر 
قد وصلوا إلمها . 


ملحوظة : 
كان الوفد معتزما كتابة تقرير بما شاهده » وبما براه صالخا لمعالجة الحال م 
هو شأن الوفود التى ترسل في مهمة حكوممة أو سُعبية . ولكن بعض أعضاء 
المؤمر أوعز إلى أحد أعضاء الوفد وهو عبدالله أفندي الشريف أن يتكتب ما 
بتراءى له » وأسرً إلمه بأمور يضمُنها ما يكتبه لغرض فى نفس هذا العضو . 
وأنتبى الأمر بال كتفاء عا أملاه أو كته عمد | لله الشسرديف عضو الوفد ددون أن 
يطلع بقبة أعضائه على شيء منه . 


ويتصل بهذا الموضوع مبزلة أخرى » وهي : أنه لما كنا في الرياينة أظهر 
السسد عمدالله الشريف ورقة مكتوبة »> اداعى أنها وقعت من الباروني » يحركض 
فمها البربر على عدم قبول الصلح وعدم الانضام إلى العرب . وأنا أعتقد أن هذه 
الورقة مزوارة لحاجة قى نفوس بعض الناس »> لآن الماروني ل يكن من البلامة 

محمث تقع منه هذه الورقة وهي هناة تؤخذ على من أرسل لإصلاح ذات المين » 
وجمع ما فر“قه التعصب العنصرية والأغراض الشخصنة . كا تؤخذ هناة مثلبا على 
من يتصدر لحضور المؤقرات للنظر في مصير أمة بأسرها وهو لا يلك من نفسه 
أن يستمم إلى الحقائق . فإذا كانت نفسه تحرص على مثل هذه الحقرات في مثل 
هذه الظروف التى يقف فبها الوطن على الهاوية لفرض لا يعدو أن يكون انتقاما 
أو إثارة فتنة » فكيف برجى من مثشهه أن يحسن التصر”ف في شؤون الوطن 
العامة ؟ 


وف مثل هذه المهازل عبر" لا يسع العاقل أن يمر" بها بدو نأن يعملعلى عدم 


5 


تكررها فقد كان لها من الآثار السدئة ما لا مخفى على أحد . 


اجتاع مؤقر غريان "١‏ . 

اجتممع المؤمر في شبر ربيع الأول سنة ١8#.‏ نوفمير سدة ٠‏ ”ؤ 4 ١‏ بعد أن 
اختار كل بلد من عثله فمه ما عدا بلاد البرير . وأسفرت النتبحة عن انتخاب : 
رئدساً 


9 


أحمد بك المريض 


الاستاذ عد الر حمن عزام مستشارا 
الصادى 'ن الحاج عبد الر حمن زرسدة 

صالح نْ سلطان عمد السلام الجدايمي ٍ 
المبامى قليصة دوري السعداوى أعضاء 
الشخ أحمد الرجبى بشير السعداوي 

العساو ي بوخنجر حسين بن جأير 

مدل التأسب سام المحباح 


عؤان القيزانى الصويعي الخمتونى 
علي بن تننوش 


)١(‏ بمجرد ان ساءت العلاقات بين الطرابلسيين والطليان» وظبرت فكرة عقد مؤثر غريان 
خاف الطليان أن يكون من تتائج هذا المؤئّر اتحاد برقة وطرابلس قسعوا لدى السمد إدريس 
وعقدر! معه مماهدة الرجمة في ٠؟‏ اكتوير سنة ١4+.‏ . وهي الت بمقتضاها أعطوه الامارة 
وقد عقد هذه المعاهدة بدرن أن يستشير الطرابلسيين في شىء . ودعي الى روه-ا لقابلة ملك 
إيطالبا في نوفمير سنة ١5٠٠‏ . وبقي ضيفاً على الحكومة إلى أن رجع إلى برقة في يناير سنة 
٠*١‏ . وجاء في هذه المعاهدة ( الحكومة تفوض الى الامير السنوسي رياسة وإدارة واحمات 
اوجلة وحالو والكفرة والجغفبوب ) وهذا ما خص السيد إدريس هن برقة » وهي واحات في 
جنوب برقة لا ثروة فيا ولا عم » يعبش اهلها على بلح النخل وما يحليرنه على ظبور الابل . 


فد 


ودامتث حلمساته ١6‏ وما : 


وقد انتخب الم مرون بالإجماع أحمد بك المريض رئيسا لامؤتمر . وكانت 
الظروف إد ذاك تقضى بهذا الاتتخاب . فرمضان بك السويحلى الدي كان يظن 
أنه ينافسه هذا المنصب كان قد توفى » وما يتصف به المريض من دماثة الخلق 
وسهولة الطبع كان الناس في أشد الحاجة إلبه في تلك الظروف التي ظهرت فيها 
قرون الفتنة فى كل ناحسة . وكانت تؤدته فى الأمور ورزانته في التفكير من 
أسباب توجّه الناس إلمه » وعقد الرجاء به . 


وهذه المميزات هي التى وحبت المؤمر لانتخابه رئمسا لهمئة الإصلاح المر كزية 
أيضاً . وقد تحمّل هو وإخوانه أعضاء الهمئة أعباء الحكم في تلك الظروف التي 
كان نحط بها كثير من عوامل الفساد والانحلال وبذلوا في الإصلاح وسعبهم > وما 
عليهم إذا م يوفقوا » فإن التوفيق بيد الله يؤتبه من يشاء . 


وقد وقفت حكومة الطلمان من مؤتمّر غريان موقف الحذر »2 وسعت فى 
إخفاقه بكل ما أمكنها من السعي بالرغم على أنها كأنت وافقت على انعقاده . 
ونظراً لما كان بين البرير والزتتان من الحرب فقد امتنع من الا تراك فمه هم 
وْ ولاد أبى سف والمشاسية . وامتنع كذلك عن الاشتر سُتراك فيه عبد النى 
ابن خير » نظراً لالحرب الت وقعت بينه وبين مصراتة . وم تتأثر مصراتة بموت 
زعممها»فقد تناسته فى سسل مصاحة الوطن ونزلت عند إرادة الأمة. وأظبرت 
استعدادها للتفاهم مم عبد النبى > ولكن شكوكة ووساوسه أيت عليه أرن 
ينضم إلى صفوف الأمة واستمر في انشقاقه . وكانت له صلة متينة بالطليان 
فكانت رسله وووافله تغدو وتروح يبنه وبينهم متخذة طريقها إلى طر ابلس بين 
حدود غربانوترهونة »وكان يثل أرفلة عبد الرحمن زييدة والسيد محمد العساوي 


وخنحر عوافقة خصوم عمد النى وموافقة الم تمر 
وقد امتنع الباروني عن حضور المؤتمر لآنه كان متأثراً بالحرب التي وقعت 


2 


بين الزنتان والبربر وارسلت إلنه دعو ه خاصة من مؤمر العزيزية التحضيري فم 
يقيل . وأرسل إلله أحمد يك المريض بعد انتخابه رئمسا لامؤتمر بأنه مسد سعيل 
التنازل له عن الرياسة فأبى » وأصر* على موقفه وذهيت جميع المساعي لديه 
سدى ٠.‏ 


وفى أثناء انعقاد المؤمّر وقمله كان يتنقل بين زوارة وفساطو للاثشيراف على 


سؤون البرير . 


وم يكن خافيا على زعماء العرب أنه متأثر مما أصاب البرير في حريهم مع 
الزنتتان » الأمر الذي حمل على تخصيص الكثير من وقته للعمل على استقرارهم . 
ولككنهم حرصوا على وجوده معهم ؛ لآأنه سبب قوي في إصلاح ذات البين . 

وعلى كل حال فإن فضل سلمان البارونى في الجهاد الطرابلسي لا ينكر . 


ولا أنس الموتمر من حضوره استمر فى أعماله » وأصدر بعد انتباء حلساته 


نا الى 
شرارا هذأ نصه : 


إن الخالة التى لت إلمبها البلاد لا يمكن تحسينها إلا باقامة .حكومة قادرة» 
ومؤسسة على ما يحقق الشرع الإسلامي بزعامة رجل مس ينتخب من الأمة لا 
يعزل إلا ححة شرعبة وإقرار مجلس النواب » وتكون له السلطة الديفشة 
والمدنبة والعسكرية بأكملها بموجب دستور تقر”ه الأمة بواسطة نوابها » وأن 
يشمل حكمه جمسع البلاد يحدودها المعروفة » . 


وانتخب حكومة وطنية أطلق علبها اسم «هيئة الإصلاح المر كزية» وكانت 
مكو نة من : 


أحمد بك المريض رئمساً 
الأستاذ عبد الرحمن عزام مستشارا 


نغ 


بشير السعداوي حسين بن جابر ١‏ جمد فرحات ظ 
عند الرحمن زسدة عمد التأدب سام المحباح أعضاء 
عئان القيزانى تمر نودبوس صادق نْ الحاج < 
مختار كعبار الحاج جمد فكيني 2 الصويعي الخيتوني 





8 
0 
. 
0 


وقركر الأؤتمّر إرسال وفد إلى روما لمطالب بتنفسذ قراراته ب وقد موّيمر 
غربان وانتخب هذا الوفد من: محمد بك فرحات الزاوي رئيسا. و محمد نورى 
السعداوي. والصادق بن الحاح » وخالد القرقني أعضاء. وعبد السلام البوصيري 
كاتا « سكرتيراً ) ٠‏ 

وانفض” المؤقر » وأبلغ قراراته إلى الحا الإيطالي في طرابلس » وطلب 
إلمه أن يبلغها إلى حكومة روما . وذهب كل فرد من أعضاء الحكومة العربية 
الجديدة إلى بلده لسمثلبا فى إدارة شؤونه . وكان النفوذ الإيطالي إذ ذاك لا 
يتحاوز زوارة ومدينى طرابلس والخمس . 


وجاء دور إرسال وفد موّتمر غريان إلى روما . وقبل أن يتبيأ لالسفر ذهب 
إلى أرفلة ''' لإقناع عبد النى بضرورة موافقته على قرارات المؤمر ودخوله في 
هيئة الإصلاح المركزية . وعبثاً حاول التفاهم معه » وأصر على امتناعه . 

وقبل سفر الوفد إلى روما قابل الحا؟ى الإيطالي في طرابلس « مر كتيلي » 
ليستأذن منه فى السفر » فانم وأغلظ في القول » وهدد بالاستقالة إذا قبلت 
حكومة روما الدخول معبم في المفاوضة , وبعد جدال طويل رخص له بالسفر 
بعد أن وصع ف سبمله كل المعوقات والمشسطات ؛ واستوثق من حكومته بأن 
توصد فى وجبه جمبع الأبواب . 


. ماعدا خالدا فإنه كان في رومة‎ )١( 


حارة 


سفر وفد مؤتمر غريان : 

سافر الوفد إلى روما في ديسمبر سنة ١48٠‏ وحاول الاتصال يرجال 
الحكومة وذوي الشأن فيها فلم يفلح » فاضطر إلى مغادرتها إلى البلاد الإيطالية 
الاخرى واتصل برؤساء الأحزاب ومحرري الجرائد > ومكن من الإعلان عن 
قضضته فى بعض الجرائد » وأخيراً اتصل بالحزب الاشتراى » فكان من حجّته 
أثنا نتخاف من غضب الشعب إذا ساعدنام والأسرى ما زالوا في أسرهم > فإذا 
ما أطلقتموهم أمكننا أن نساعدك » وبناءً على هذا الوعد أطلق الأسرى في 
رمضان سنة م0١4‏ ولكن الاشترا كيين م يبروا بوعدهم واتضح أنها كانت خيانة 
منهم . وقي إطلاق الأسرى تسرع ممن ببدهم الأمر حيث إنهم ! يسدوثقوا من 
الإشترا كمين بما كفل هذه المساعدة . 

وفد المعارضة : 

وقد تمكن الطليان من التأثير على بعضالموظفين»فألّفوا منهم وفداً ليعارض 
الوفد الذي أرسلته الحتكومة الوطنية إلى روما لمطالب باستقلال البلاد وتنفيذ 
مقررات موّمّر غريان . وكان مذ الوفد مؤلفا من حسن باشًا القرمانلى . 
ومصطفى بن قدارة . ومود عزيز . وحميدة الزمرلى . وعلى بن سعبان. وعامر 
المعكف . ومحمد العاشق . والشيخ أبي الإسعاد العال . ولاواجّي ( لبناني ) 
مترجم . 

وكنت ذ كرت فى الطبعة الاولى من ضمن أعضاء الوفد ( موسى قرادة ) 
وفل اتضح لي أنه لم يكن معهم ٠‏ وذهموا به إلى رومافى أوائل سنة ١91١‏ » 
وبكل جرأة أخذوا يناوثون وفد مؤمّر غريان » ويصرحون بأنهم لا يرافقون 
على مطالبه » ولا يقرون قرارات المومر . ومضى وفد مؤتمر غريان في مطالبته 
بحرية الوطن واستقلاله » ويقول إن الأمة لا يصلح ثأنها إلا بتنفيذ قرارات 
مؤمّر غريان » ولا يمكن الاتفاق إلا على أساسها احتراما لإرادة الأمة الممثلة في 


هه 


مؤتمرها . ووفد المعارضة رفض كل هذا ويعارض ف تنفيذه . 

وكان من ححة وفد الآمة أن وفد المعارضة لا عثل الأمة لأن أعضاءه 
موظفون لدى الحكومة » وقد استأجرتهم ,هذه الوظائف »> فهم ينطقون بلساما 
ويعتّرون عن آرامًا . 

وبقي وفد مور غريان في روما نحو تسعة أشبر » وعبثا حاول التفاهم مع 
الطلمان» ولما أعيته اليل من جميع الطرق في فتح المفاوضات رجع إلى طر ابلس 
وتخلف خالد بك القرقني في إيطاليا » ثم ذهب إلى فرنسا » ورجع إلى طرايلس 
على طريق البر من جبة تونس »> والتحق بالهيئة أثناء مفاوضات فندق الشريف 
سلة ١911‏ . 

وقابل الطرابلسون هذا الإعراض بالسخط الشديد » والإصرار على تنفيذ 
قرارات مؤّتمّر غريان مب| كانت التضحية . 

وتحر”ج الموقف بعد رجو ع الوفد » وأظبر الطليان نشاطا عسكرياً وشدة 
مقاومة لاروح الوطنية . واعتقلوا أناسا من ينتمون إلى حزب الإصلاح الوطني. 

وقد حصلت 2 طرابلس سنة .٠«9ؤة‏ أحداث جسام خدمت موت 
رمضان السوحل . 

وعقب هذه الأحداث ظبر نشاط عربى ساسى شامل لتبدئة الفتنة التى 
كادت تحصل بموت رمضان » ثم السعي لعقد مؤتمر غربان الدي اجتمع فيه الشيل 
وانحدت الكمة 6 ثم انعقاده في غريان في نوفمبر سيك . ”ا 08 ١‏ » وتم قمه انتخاب 
حكومة وطنسة (هيئة الاصلاح المر كزية ) بناء على قرار مكتمر غريان» ثم إرسال 
وفد إلى روما لامطالمة بتنمذ قرارات مؤثمر عربان . 

كل هذا كان يحري في طرابلس منتهى السرعة » والحرص على التنفيذ . 


17 


سبأسة انفصالية عن طرابلس رسمت له بمقتضى معاهدات حصلت بينه وبين 
الطليان » والتي بسببها منحته إيطاليا لقب أمير على دواخل برقة » أوج1 2 
وجالو » والكفرة » والجغبوب » وجخرة. 

وفي الوقت الذي كانت فيه طرابلسمنهمكة في أحدائها السماسة والحربمة» 
وهو يقف منها موقف المتفرج ‏ دعاه ملك إيطاليا لزيارة روما ”2 » وسافر في 
أواخر نوفمير سنة ١47٠١‏ . وبقي فبها ضمفا على ملك إيطاليا إلى ما بعد ه٠١‏ 
ديسمبر سنة 190٠‏ . ورجع إلى برقة في النصف التالى منه . 


مطار د أعيان البلاعزة : 


كان الشيخ مد هويسة والشخ جمد صبيب من أعمان الملاعزة ومن أنصار 
رمضان بك السويحل» وبقدا ‏ بعد موته ‏ يعملان بهذه الروح لمناهضة الطلمان. 
بكل مايمكنها وقد علم الطليان منها هذه الروح العدائية لهم » فأخذوا 
ينتبزون لما الفرص القبض علله) . ورأى القبطان « كسطريوطي » رئيس 
البوليس الإيطالي بالزاوية في تحرج الموقف بعد رجوع الوفد فرصة سانحة القمض 
عليه) » فجبز جيشا كبيرأ في الزاوية وخرج به في رمضان سنة 8م١٠‏ القبض 
عليه! وعلى غيرهما من أعمان البلاعزة » وكانوا إذ ذاك يقسمون فى المادية فذهب 
قسم من اليش إلى بئر هويسة '"' القبض على الشيخ حمد هويسة » وذهب القسم 
الآخر إلى جديد كرداسة ''' للقبض على جمد صبيب وعلي” الدشت . ول تنمكن 
القوة التي ذهبت إلى همد هويسة من القبض عليه . أما القوة الى ذهبت القيض 
على جمد صُبيب وعلىي البشت فإنها لما التقت بعل" البشت دافم عن نفسه , 
وتسامع الناس بها فأطلةوا عليها الرصاص © فقتل منها نحو اثني عشر جنديا 
وبعض الخيول ول تتمكن من القبض عليه » وقبضت على همد صبيب بدون 


. )ما يتعلق بزيارة إدريس إلى روما نقاته من كتاب الطيب الأشبب في تاريخ -ساأةإدرس‎ ١( 
, كماومتراً إلى الجنوب‎ ٠٠ (؟و”) موضعان ببادية الزارية على مسافة نحو‎ 


+784 


مقاومة » فأر كوه فرسه » وأخذ أحد الجنود بلجامبا يقودها به » فانتبز منه 
غفلته وخلم لجامها وركضها فانطلقت به كالريح » فأطلقوا عليه الرصاص > 
وحررات خملبم وراءه فنجا منهم » ودهبت الحملة في طريقها إلى بثر الغم وهناك 
التقت مجاعة من المجاهدين فيهم الطاهر شلابي » وحصلت ببنهم مناوشات جرح 
فيها الطاهر شلابي » ثم رجعت بدون أن تكسب ميئاً . 


وعلى ضوء هذه الحوادث أيقنتهيئة الإصلاح المر كزية أن الحال ستنتبي إلى 


الامارة : 


كان ما شرره مؤتّر غربان إقامة حكومة دزعامة رحل مسم . ولما شررر 
هذه الزعامة لم يكن متجبا إلى تحقيقها في شخص بعنه » وإئما ترك تعمين هذا 
الزعم إلى وقت حاجة الأمة إليه فتختاره من بين تلك الطبقة الممتازة التي تقدم 
للأمة من جلائل الأعمال ما تستحق به التقدم » فتفرضه أعماله على الأمة فرضاً » 
وتوحي به إلى ضمائر أبنائًا فيختارونه لدفم الكوارث التي تحيط بالوطن العزيز. 
وماكان بدور يخلد أعضاء المومر أن الزعم يكون من غير هذا النوع . وم يقصد 
أميراً على برقة وطرابلس » أو ذكر إسمه في قراراته . 


بين طر ابلس وبرقة : 

منذ أن احتل” السسد إدريس سرت سنة ١51١‏ وطرد منها موظف مصراتة 
حصل فتور ببن البرقاوبين والطرابلسين » وامتد هذا الفتور نحو حمس سنوات 
وترتب علمه من التعديات على الأموال والأشخاص مالا يصح أن يكون بين 
المواطنين . 

وقد رأى بعض الخبّرين من أعبان برقة وطرابلس أن يسعوا بالخير لقطع 


عر 


هذه اكناز غات . وحصلت مكاتبات بينهم وبين حكومة مصراثة'أعقبها حضور 
الشيخ مفتاح الفيل والشيخ عبد الله بوقشتاطة إلى سرت إرمم خطة للقضاء على 
هذا 55 . واتفقوا مع بعض الأعمان و مثلى حكومة سرت على الاجمّاع ق 
مادى الأول سئة ١84٠١‏ الموافق ينأير سئة فق سرت . 

ووصلت هلده الأخمار إلى الطلسان فقامت قبأمنهم وصىموا على استسشاف 
الحرب مها كانت النتيجة ©» فأعدوا قوة هائاة فى البر والمحر . وكانوا بعامون 
أن مصراتة هي منبع ار كة الوطنية فبيّتوا الحجوم عليها وصاروا ينتظرون 
الوقت المناسب . 


مؤثمر سرت : 
جاء الوقت المحدد لاجتاع سرت » وسافر الأعضاء للاجتاع » وكان يشل 
طر ابلس في هذا الاجتماع أحمد بيك السويحلي » وعبد الرحمن بك عزام » وعمر 
وديوس © ومحمد نوري السعداوي »2 والشتبوىي سن سام : والصويعى الخمتوني 
والحاج صالح بن سلطان . ويمثل برقة : الشيخ صالح الأطبوش ؛ والشيخ نصر 
ل » والشيخ خالد القيصة » والشيخ صالح السنوسي بن عبد اهادي البنانى. 
جتمم الوفدان في عدة .جلسات استعرضوا فبا الحال القائمة في المادين ويحثوا 
0 الخلاف وما يصلم علاجاً لما . 
وفي الوقت الدى قرار فيه مؤمّر غريان إقامة حكومة بزعامة رجل مسلم 
كان الطليان اعترفوا بإمارة السيد إدريس السنوسي على دواخل برقة 2١‏ . فاما 
عرض مؤْئّر سرت لتو حيد كدة طرابلس وبرقة ذكرت الإمارة كسبب من 
أسباب هذا التوحد فكان مما لفت النظر أن وجود السند إدريس أميراً ‏ على 
الرغم من أنه م يؤخذ رأي الطرابلسيين في هذه الإمارة ‏ قد يستأنس به 


)00 دواخل برقة : جالو » وأوجلة » والكفرة ٠‏ والجغوب . 


بكيرة 


لمحقشسق هذه الرغة 6 وتنوحد الكامة بتنصسه أميراً على طرابلس وبرقة . و 
تكن هذه الملحوظة حل اتفاى أو ححعث حلك قن" 2 وإئما كانت م طرق إلله 
الحديث » خصوصا وأن مؤمّر غريان ترك الاب مفتوحا لتحقيق الزعامة في أي 
شخص إذا ترتتب علبها توحمد الكامة . وهذا نص القرار الدي اتفق عليه 
مؤعر سرت : 

و امد لله الممدىء المعسد >الفعّال لما ريد . ألّف بين قلوب المسامين وجعلهم 
خير أمة للعالمين . والصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة الذي جاء يدعونا 
إلى العزءة والإباء » ويعامنا كمف نقاتل الأعداء . 

وبعد؛ فقد احتمعنا نحن الموقّعين علىهذه المعاهدةالمفو ضين من قب لطر ابلس 
وبرقة » وقررنا بعد مداولة الفكر المواد الآتئة المتضمنة اتفاق القطر الطرابلسي 
الترقاوى على الاتحاد والتعاون 2 اللسر أء والضراء 4 

. تحب أن نوحد كامتنا ضد عدونا الغاصب لبلادنا وضد المفسدين‎ -١ 

؟- تحب أن يكون عدونا واحداً وصديقنا واحداً . 

م ب إن كافة ما وقع بين الطرفين من التجاوز لا يطالب به أحد الآخر إلى 
أن تستقر الحالة فى الوطن » وتتعسّن وضعمة البلاد العمومية . ومع ذلك نجب 
أن سعى الطرفان فى المسانحة بين العربات. ومن يتعدتى بعد الآن فعلى الحكومة 
التابع لما أن تعاقبه بما يستحق . 

؛ - كل من يخالف الماعة ويدس” الدسائس الأجندية »على الحكومة المنسوب 
إلمها إعدامه ومصادرة أمواله حسب الشريعة الإسلامية . 

ه- نرى الطرفان أن مصاحة الوطن وضرورة الدفاء ضد العدو المشترك 
تقضى بتوححد الزعامة في البلاد » ولذلك مجعلان غايتها انتخاب أمير مسلم 


فق 


5 - يتخد الطرفان الوسائل اللازمة لتحقمق هذه الغاية المذ كورة فى المادة 
ال1نامسة وأن تكون تولمة الامير بإرأدة الآمة 5 


- مت تحققت الغانية المذكورة فى المادة الخامسة يحب انتخاب مجلس 
تأسيسي من الفريقين لوضع القانون الأساسي والنظم اللازمة لإدارة البلاد. وقبل 
ذلك » وتبمداً لمذه الاعمال » تحب على الفريقين أن برسل كل منهها مندويا 
للماددن لأجل أن يشتركا فى سماسة البلاد والتدابير المقتضاة للدفاع عن الوطن . 


م - بعد الطرقان بألا يعترقفوا للعدو يسلطة » وأن عنعوه من بسط نفوذه 


على حرب العدو » وألا يعقدوا صلحاً أو هدنة إلا بموافقة الفريقين . 


- إذا خرج العدو" من حصونه مباجما جبة من الجبات وجب على الجهة 
الأخرى أن تمد المهاجم بالمهمات الحربية والمال والرجال » وأرن تنذر العدو 
بالكف عن التحاوز » وإذا لم ينكف تهاجمه هي بدورها . 
٠‏ ل تجتمع همئة منتخبة من أهالى طرابلس وبرقة مرتين في كل سنة في 
شبر المحرم ورجب للنظر في مصالح البلاد . 
١‏ - يشترط أن توافق على هذه المعاهدة كل من حكومة برقة والهمئة 
المر كزية في جبة طرابلس . 
١‏ - مبهمة اضئة الم كورة تأسد العلدتى الودية بين الطرفين وتأسد هده 
الإتفاقة . 
قصر سرت في يوم السبت ؟؟ من جمادى 
الأول سنة 9١ ( ١4٠‏ يشاير سنة ١989‏ ). 


ووصلت أخمار هذا المؤمر إلى الطلمان منذ التفكير فمه فخافوا أن بيترتب على 


نضة 


-111اط 


اتفاق طرابلس وبرقة ما لا تحمد عقباه؛ففكر «وولي»في إحتلال مصراتةقيل 
أن يصل العرب إلى نتيجة في مؤتمر سرت . وكانت أفكار العرب مشغولة بمؤتمر 
سرت »© وأكثر الجنود يقسمون في عبد الرؤوف لتغيير الحواء في فصل الريسم “2 
وليبق في قصر حمد إلا عسس قلمل » فانتهزها الطليان فرصة ونزلوا في 


فصر حمك . 


امتمرل فصر صحمر 


أسيابه , 


إن تغلب الزنتان على البربر أوجد في الملد شعورين متضادبن : شعور الألم 
والحزن لما أورثته هذه الحرب الظاحنة من العداوة والمغضاء بين أبناء الوطن 
الواحد قد لا تقوى الآيام على حو آثارها السيئة » ولما أحدثته هذه الحرب من 
النقص في الأموال والأنفس من الفريقين المتحاربين » وكلهم أبناء الوطن وعدته 
امم الدفاع عنه ى. وسعور الفرح بالنصر والظبور من فصار النظر وصغار 
العقول الذين لا يقرأون العواقب » ولا يعامون ما يترتب على المقدمات من نتائج. 

وقد خلق الطلمان من بين هذىين الشعورين فرصة ليث الفتنة » فنشطت 
دعايتبم لاستالة بعض المتأثرة نفوسهم بهذا الحادث » فصغت بعض القلوب إلى 
دعاتهم . وحخرىق الطلمان ق هذه الحوادث شوطأ كان له أسوأ الآثر فى تأصصل 
العداوة وحب الانتقام . وكان ضعف الحكومة الإيطالية » واختلاف الرأي 
فمها وعدم الاستقرار على خطة في سياستها نحو طرايلس. ومعارضة الاشترا كيين 
في روما مشاريع الاستعبار وبذل دماء أبناء روما وأمواها في هذا السبيل ما 


0 


تحمل حكومة الطلمان دامًاً على حاواة الكسب من طريق بث” الفتئة وتفريق 
الكامة . على أن بث الفتنة هو أساس السماسة الاستعمارية دامًا . ولا أدل” على 
هذا الضعفمن أنها بقبت أكثر من اثنتي عشرة سنة م يتجاوز احتلالها السواحل 
وحناية الأسطول » يضاف إلى هذا ما أحدثته وفاة رمضان بك السويحلى في 
صفوف الطرابلسيين من ضعف وما ترتتّب علبها من خلاف في الرأي » وكانت 
مصراتة هي منبع القوة ووحبة الأمل في الانتصار على الطليان » لذلك اتحبت 
أفكار الطليان إلى احتلالها . وصادف ‏ فى هذه الظروف الحرجة ‏ أن عمّن 
وولبمي حاكما على طراباس في يوليه سنة ١96١‏ وهو من أنص ار الاستعيار . 
وأول ما فكّر فيه احتلال مصراتة . وقد خاطب حكومة روها في سبتمبر 
سنة ١98١‏ بمأ يعتزمه وطلب منبا إمداده بقوة لتنفمذ رغنته فلم توافقه على دلك 
وقد مرات شهور أ كتوبر ونوفمدر وددسمير سنة ١948١‏ في مراجعة الحكومة 
ولكنها لم توافقه . وأخيراً اعتزم تنفيذ فكرته بالقوة الموجودة في طرابلس . 
وقد جاء فما كتمه : « قررنا فى السر الاستملاء على قصر حمد » وعزمت على 
القيام بالأعمال الحربية في يوم 75 ينابر سنة 1557 ... ويرجم الفضل في 
نجاح الملة إلى سرية التجهيز وشدة التكتم في المفاجأة حتى أن العرب / يشعروا 
بنزول جيشنا إلا بعد ثلاث ساعات من نزوله حتى وجدوا أنفسهم أمام مدافعنا 
ورساساتنا »). 


وكانت احملة مكوانة من : ١6٠٠‏ بندقمة »؛ وأربعة مدأقم جبلية » و ”ا 
مدفعا رمات » وكان الأسطول مو لفاً من لم١‏ قطعة. وف فحر بوم الخدس ١+‏ من 
جمادى الأولى سئة 16٠‏ المواقق ٠‏ من ينابر سنة 4+7 رست قطع الأسطول 
على شاطىء مصراتة . وفي الساعة السادسة نزل بعض الجنود الإيطاليين ومعبهم 
مدفم رساش فاستولوا على امحل الذي كان يقم به العسس بعد أن أسروه » 
ورفعوا الراية الإيطالية على الرصيف > وأرسل وولبي كتاباً مع أحد العسس 


و +؟ 


4 حكومة أل أطان عر هاقيه بأن امكو مة أسمو أت عط قصمر حمد وقصدها 
. 9 8 اله 7 / 0 7 


أ 
مذ 


المقاء كمه والنفاهم مع العر ب , 


سعدون يتولى القمادة 


وجاء الصريخ إلى المواطين يعلن نزول الطليان في قصر حمد > فتسايق الحند 
والمحاهدون الأول فالأول إلى قصر حمد » وفي مقدمتهم سعدون »> وما حانت 
الساعة العاشرة حتى اشتد إطلاق الرصاص بين الطرفين وحمي وطيس المعركة . 
وتوحتّه الأسطول إلى « بوشعسفة » وأنزل فنه قسما من القوة تحت حماية مدافعه . 
واقتحى العرب المعركة في جرأة كانوا فيها عرضة لنيران العدو »وتدافعالفريقان 
مدا وجزراً حتى اضطر الطليان إلى التراجم . وكانت ملحمة هائلة استشبد فبها 
في اليوم الأول نحو ثانينشهمدا من العرب. وفي يوم ؟؟ منه جاء الطليانبأروطة 
من المشاة ووحدة من المدفعية الثقيلة لتخفيف ضغط الجاهدن على الجناح الأسر. 
وكان سعدون هو قطب رحى الخرب فى مصراتة بعد احتلال قصر حمد . 


وق يوم ؛ من قبراير سئة ١97:٠‏ هحمت فصملة من الأحساش على سوت 
د كيران » وكان فمها قسم من الجاهدين »> فتواثبوا لهم وتطاعنوا بالمتناحجر » 
واستشيد أكثر من في البسوت من المجاهد.ن ومكنوا من إحلاء العدو عن السوت 
وأرجعوه إلى الساحل ؛ وقطعوا المواصلات بينه وبين بوشعيفة » وحاول 
الأسطول أن يبعد المجاهدين ولكنه ل يفلم رغم شدة إطلاق المداقع »© وأصبح 
مر كز الطلمان 2 « بوسعمقة » ميددأ 1 

وقد جمعواقوة كير للقماء مدوم كير لئست مرا كزهم وتأمينمواصلاتهم 
وفي ١١‏ فبراير « يوم السبت » ١‏ من جمادى الآخرة سنة 154٠.‏ اشتد إطلاق 
المدافع من الأسطول وخرجت جبوش الطلبان تغطي وجه الأرض جنوبىطريق 
المواطين ملتفة إلى الممين ومعبا ثلاث سارات مصفحة »> فاستات المحاهدون فى 


7 1 


الدفاع » وأسروا إحدى المصفحات وقثلوا من فيبا » وغنموا مذبا ثلاثة مدافع 
رَسَاسّة ونسفوها بالدينامست . وكانت معركة هاثئاة استمرت خمس ساعات © 
واستشبد فمها نحو ٠+٠‏ شبمدا » وتعرف في أيام الملمارك الطرابلسية « يبوم 
السدت » واستمر القتال ١١‏ يوم من لوم 6 ينابر إلى دوم ١‏ قبرآير سنة 
+1 - وبعد هذه المعركة أمككن الطلمان أن يتترسوا بالمناريس > وأن يشتوا 
أقد امهم في قصر حمد» ووقف المحاهدون أمامبم عنعوهم من التقدم إلى المواطين. 
واسثمر هذا الموقف إلى 5 من قبرأير سنة لاله ١‏ حمةا تقدم الطلمان من الناحمة 
الغرسة واحتلوا المواطين » وسنذ كر ذلك قريبا . 


وهذا أول هجوم قام به الطليان على الط راباسيين بعد صلح ينادم » وبهذا 
اهجوم 5 قطمسع الطليان ذلك الر كود الدى + خمم عله بم حوالي سنتين ونصف» 
وأصحوا مهاجمين بعد أن كانوا واقفين . 

وقد وجد وولى معارضة شديدة من الاشترا كبين فى استثناف الحجوم على 
مصراتة لهم كانوا لا يريدون الاستيلاء على طر ابلس من طرق القوة ©“ وترون 
فى روما بمعارضة شديدة» رغم أنها أثرت في روح العرب المعنوية تأثيراً سُديدأ 
لأنها كانت ضد وعود الطلبان لهم » ونقضا لشروط صلح بنيادم واعتداء على 
القانون الاساسي > ولكنه نجح في مبمته » وأمكنه أن يجعل الحكومة أمام 
الأمر الواقم » واضطرها إلى الدخول في الحرب . 
إرجاعا هية كو 1 . وأحدث في العر ب شان جلبم عل إصداد 

وكان احتلال مصراتة بعد ان انتبى مؤتمر سرت من مبمته بخمسة أيام . 
ويمنا كان الوفد في طريقه إلى مصراتة مروا يثمد حسان فأخبرهم عامل 
التلفون به ان الطلمان احتلوا قصر حمد > فأرسل احمد بك السويحلى - و كان 


فد 


حا كم مصراتة إذ ذاك ‏ البريد إلى سرت يأمر القائئقام ‏ الحاج على المنقوش ‏ 
بأن برسل في أثر الوفد البرقاوي خيرم نا حصل © ويطلب إليهم تنفيذ المادة 
التاسعة من قرار المؤقر » فنفّذ الاج على المنقوش الأمر وأرسل في إثر 
وأخبرهم بما حصل » وواصل الوفد سيره إلى مصراتة فوجدها تشجمل 16 
أما الوفد البرقاوي فم ينفّذ شيئا من قرارا ت المؤتمر ؛ وخاض الطرابلسو تت 
الحرب بأنفسهم 


وانتشر خبر نزول الطلمان في قصر حمد في سرعة مدهشة »> فثارت زلمطن 
ومسلاتة وترهونة . وامندت الثورة إلى الزاوية في نحو أسبوع. وفي يوم 4 فبراير 
سلة ١9175‏ حوصرت العزيزية وكان فيها نحو عشرة آلاف جندى »> وقطعت 
سكة الحديد بينها وبين طرابلس . وهي إلى الجنوب الغربي من مدينة طرايلس 
على مسافة ه؛ ك م . وفي بوم ١9‏ مارس قطعت سكة حديد زوارة واستولى 
العرب على الزاوية برياسة فرحات بك » وكان فيها نحو ألف عسكري إيطالى » 
ولكنهم تمكدوا من المرب تحت جنح اللبل وتحصنوا فى الرأس الأحمر ).وى 58 
أواخر مارس لم يكن ببد الطلمان إلا طرابلس والخخس وزوارة » وقصر حمد » 
ومواصلاتها يطريق البحر . 


وكانت جماعات من المجاهدين ترابط في عدة أمكنة تختلف قاة و كثرة نسب 
أضة المكان. فكأننو حد قْ جنوبى زوارة 7٠١٠‏ مسلح » منهم ٠١ ١‏ فأرسوء..!؛ 
مسلم حوالى سوالي بنيادم وزنزور» منهم 7٠٠‏ فارس»> و٠٠؟١‏ مسلح في منطقة 
بنغشير منهم ١6١‏ فارسا > وألف مسلح حوالي العزيزية > منهم 6٠‏ فارسا 
و٠1‏ مسلح شرقي المجمنين بين مشاة وخمالة» و٠٠"‏ مساح في تر"ينة منهممائة 
فارس ٠‏ فيككون موع جيش المجاهدين حوالي 40.٠‏ مسلح في خط يمد من 
زوارة إلى ترهونة حوالي ٠٠١‏ ك م 


)١(‏ ربوة عالية شرقي مديئة الزاوية يتحو كماو مر 


6 


سن المرتزقة وأرطتانمن الاحماش 6 و 1 أرط من الاحماش وغيرهمواسكدرونان 
من الخمالة و # مجموعات سبابيس » و ”# بطاريات مدافع جملية » وجموع + من 
المرست ' ( راكى الإبل ) . وثان مصفحات داقع رشاشة . فسكون ججموع 
جيش الطلبان حوالى ١6‏ ألفا و 6.٠‏ حندى وهذا عند بداية الحرب »؛ ولكنه 
ما كادت الهدنة تنتبي بالفشل حتى جمعوا من الجموش ما يفوق الثلاثين ألفا . 


مقارئة , 

وإذا قارنمًا يين الجيشين وجدن الفرق بعيدأ بينه) » يضاف إلى الفرق بينها 
في كثرة العدد والفرقبمنه) في كثرة الأسلحة وأنواعها التيمتاز بها الجيش الإيطالي : 
من المنادق والمدافع الرشاشة » والمدافع السيارة المحمولة على البغال واللوريات» 
والمدافم الجبلية » والطائرات وككثرة م اتحازن المملوءة بما يازم للهذه الأسلحة . 
في حين أن العرب لا يوجد لد.هم إلا المنادق وقليل من المدافع الرشاشة تعد على 
الأصايع ٠‏ 


وكانت جموش الطلمان هذه قلملة جد بالنسبة لجبوش,م في سنة 1919 إذ 
كانت تبلغ ثمانين ألف جندي با معها من أنواع الاسلحة الحديئة» ومع ذلكفقد 
تمكتوا من التغلب على المجاهدين في سنة ١98+‏ > وم يتمكنوا من التغلب عليهم 
فى سنة 14و حمث أُرغموا على الصلح وعلى الاعتراف بالقانون الاساسي . وهذا 
يرجع إلى ما طرأ على الطر ابلسيزمن اختلاف في الرأي وتفر”قف الكامة لسدب: 
أو لآ : خلوسدان الجباد من رمضان بك السويحلي لآنه كان قوة هائلة في رأده 6 
وفى حزمه وإدارته . ثانيا : ما أحدثه عبد الني بن خير من انشقاق عن اماعة 
ثم انحيازه إلى الطليان . ثالث . ١‏ أحدئته الحرب بين الزئتان والبربر من نقص 


)١(‏ عدد أفراد الارطة نحو ألف » وعدهد أفراد الاسكدرون ثمو ...+ . المجموعة يختلف 
عددها قلة وكثرة . ويازم للمطارية الجبلية لحو ٠و‏ + ث9 جندي . والسباييس : الجندرمة . 


ليرد 


في الرجال وتفرق ى الكامة . رابع انفصال : البرير عن العرب وهم صكثرة لا 
يستبان با . 

كل هذا أحدث نقصا في صفوف العرب وضعفاً من الناحمتين المادية والمعنوية » 
مما سبل على الطلبان التغلب علبهم بقوة أقل بكثير من قوة سنة 15١9‏ . 


حد عة : 

وقد رأى الطليان أن يخدعوا العرب من طريق الهدنة لمكسيوا الوقت 
الكاني لإتمام استعدادم » لآن وولبي كان مصرًأ على أحد أمرين : إما تسلم 
العرب بلا قيد ولا شرط » وإما الحرب . وتنضسذا لهذه الخدعة أرسلوا الأستاذ 
عؤان القيزانى » والاستاذ مارتشو إلى مصراتة للدخول في المفاوضات . وقد 
أخبرت الطائرات بقدومها فأخليت الهم الطريق من قصر حمد إلى المواطين » 
واتفقوا مع حكومة مصراتة على وقف الحرب مدة شبر » وأن المفاو نات 
ستكون في فندق الشريف >2 ورجع مارتينو إلى الباخرة حمث أقلتته إلى 
طرابلس وأبلغ حكومته ذلك »> وبقي الاستاذ القيزاني مم المجاهدين » وابتدأت 
الهدنة في أوائل رجب سنة ١6٠‏ ( م مارس ١987‏ ) . 


انّدأت المفأاوضات فى فندق الشريف فى مارس سنة «الا9١‏ > وقد 
حضرها أحمد بك السويحلى » وأحمد بك المرئّض © وفرحات بك الزاوي »2 
وعزام بك 6 والصويعي الخمتونى 6 والصادى ن الحاج 6 و سحسال افندي 
ابن حاير © ومختار بك كعيار » وعمر ديوس » والاستاذ عمان القيزانى » وخالد 
وغيرهم من الاعبان > وكانوا يتداولون الرأى فما يعرضه الطلمان من حلول » 
وفما يعرضونه علمبم منها » ويبلغبا بعضهم إلى المئة الإيطالية المفاوضة . أما 


21 


الشخ سوف فم يكن من المفاوضين ولكنه كان بعد" نفسه لما تسقر عنه 
المفأوضات . 

وأناب الطليان عنهم في المفاوضات « بسلا » أحد أعيان الطليان وتجارهم 
ووكمل الوالى ومعبما ضايطان . وابتدأت المفاوضات © واستعرضت المسألة 
الطرابلسة محذافيرها » وما أظبره الطليار::. من مراوغة في تنفيذ شروط 
صلح بنيادم » والتدخل في شؤون العرب فيا كفله لهم القانون الأسامي . وقد 
تظاهر الطليان باستعدادهم لحسن النسة في المستقبل » وطلبوا فك الحصار عن 
الجيش الحاصر في العزيزية فلم يوافق الطرابلسيون على ذلك وأجِلوا هذا الطلب 
المفاوضات فما يتعلق بطرابلس»ولكن هيئة الإصلاح ل توافق على ذلك» وأبدت 
رغبتها فى حل المشكلة بتوحمد الزعامة بين برقة وطرابلس . وقد مهدت لهذه 
الرغبة في مؤتمر سرت بين الطرابلسيين والبرقاويين » وم يقبل الطليان هذا 
الأخرى . 

وكان الطلمان ‏ أثناء المفاوصات ‏ بعد"ون أنفسهم للحرب فيا إذا فشلت 
0 
هم على لتشدد قي الفاوضات مم الطليات ثقة ب فائمم وإخلاصهم لا عاهدوا علمه . 
وقد مر على اتفاى سرت أكثر من شهرين وم يظهر له أي أ: ثر من ناحة برقة . 
وكان تحب على الطرابلسسين أن نحسبوا حساب تأثير إدر دس على أهل رقفة 
في تأخير إرسال النحدة إلى طرايلس ؟احصل بالفعل . 

وتَسلّك الطرابلسون بوحبة نظرهم فيوحدة برقة وطرابلس»وحاولوا إقناع 
الطليان بذلك » وأن يخففوا من وطأتها على عقو هم » وأفهموم أن توحيد البلدين 
بالنسبة للمصالح الإيطالية لا يفترق في شيء عن انفراد كل واحدة منه) منها . ولكن 


22 


الطليان أصرّوا على عدم القبول بتاتاً . وقابل العرب هذا الإصرار مثله وقرروا 
ُسكهم بطلب توحيد الزعامة . وتوترت العلائق بين الفريقين » وفى أثناء هذا 
النوتر سافر الوالي وولى إلى روما لمشاورة حكومتها » وجاء يحمل تعلمات منمأ 
بأنه لا يمكن الاتفاق مع العرب على أي شيء إلا إذا استولت الجبوش الإيطالمة 
على جمبع البلاد ورجعت إلى مرا كزها في فزان » وعند ذلك يتقد متقدم العرب إلى 
الحكومة مطالبهم لتنظر فمها » وعلى أثر إيملاغ هذه التعلمات للء رب أوقفت 
المفاوضات . 


وما اتضح للعرب أن الطليان اعتزموا الحرب » نهم لا ينوون استئناف 
المفاوضات كتبوا تقريراً بوجبة نظرم في أسساب هذه 0 وما كار.. 
تقصد منها وأرسلوه إلى وولي حا طرابلس فكان الصخرة التى تكسر علمها 
كل أمل فى تحنب الحرب . وهذا نص التقرير : 


« باندفاع أسلافك مع تيار الفتنة والتفريق حدث في البلاد اضطرابات 
وقفت الحكومة الإيطااية أمامبها موقف المتفرج » فاضطر”ت الأمة إلى عقد 
مؤمّر فى غربان وأبلغت مقرراته الصائة إلى الحكومة . وأرسلت وفدما 
للمطالبة ما أجمع عليه المؤتمر فلم يككن حظه إلا الإعراض والاستخفاف ببمته مع 
استمرارها في خطة المراوغة والتفريق . 


والحكومة مصرةة على تلك السياسة الممقوتة » وتحقق أهل القطرين طرابلس 
وبرقة » أن حماتم) محفوفة بالخطر في الحال والاستقبال » وأن مادم أحد 
القطرين لا بد أن حمق بالآخر ل بشنها من العلايقى المادية والمعنوية لا سما وان 
إدارتما إلى سالك الاحتلال وإسحدة عد نك تمأدل عقلاء القطرين المرأسلاات 
والآراء فها يضمن الراحة ويفسح مجال الإخاء > ويسبل سير الأمتين العربية 
والإيطالية فى سسل الحالة الاقتصادية ممع المحافظة على حق إيطاليا السامي . 


بدت 


فقرر الفريقان بالإجماع في سرت اتفاقية من جملة نصوصها المطالبة بتوحمد إدارة 
القطرين » وهو الحل النبهائي الذي لا يبقى ريباً لهذه القضنة المعضلة التي لا 
تزيدها سسامة المراوغة والتفريق وطول الامد الا تحكمماً في عقد الخلاف » 
فتصصح من الأمراض المزمنة ويعسر حلها » فضلاً جما تصاب به الآمّتان من 
الخسائر وما يفوتم) من المنافع 5 لا يخفى . 

أما نحن أه لالقطرين فإن الأدوار المحزنة والتجارب المؤللة أرشدتنا الى حل 
هذه المشكاة حلا لاحظنا فيه المنافع الإيطالة : سساسسة كانت أو اقتصادية » 
وهو أن تؤسس حكومة نبابية للقطرين برأسها ؛ رجل مسال انده تخبه الآأمة وتكون 
له السلطات الإدارية جميعبا مع السلطة الدينية . ولا نظن أن الحكومة لا 
تستحسن هذا الخل المفند إن تحرادت عن ملاحظة الاشكال والإعشارات » 
ووجبت نظرها الى الحقائق والجوهريات . 

كنا قركرنا مبادنة للتفاهم والمفاوضة عامنا خلالما أن سفرك الى روما بقصد 
التفاهم مع حكومة جلالة الملك والحصول على إذن وصلاحية واسعة تخول لم 
المفاوضة للحصول على ما برفم الخلاف الذي لا تنحمل البلاد دوامه . ورعاية 
لأحكام اتفاق سرت؟ المذكور فإنا في انتظار مندوبي برقة الذين قرب وصوهم 
لإسُغار سمو الامير السيد محمد ادريس »© ومتى وصلوا يتعين الزمسان والمكارن 
لمذاكرة التى لا نشك أنها ستمنى على أساس الإخلاص وحسن النبة . والآأمل 
وطبد في أن دولتك ستضمُون الى تاريخ حياتم السياسية فخراً آخر في حل 
المشكلات » . 

ولما وصل هذا القرار إلى الوالى الإيطالى في طر اباس رفض كل ما جاء فبه » 
وانقطعت المفا وض ات يوم ٠‏ إبريل سنة ١49‏ واستعد كل من الطرفين لما 
يتمخض عنه المستقبل . وكان من أقوى الأسباب التى حملت وولى على التشدد 
مع العرب ورفض مطالبهم أن الفاشستية كمة ية أخذت تتغلئل في إيطاليا وقوي حزيها» 
وأصحت وشلكة أن : تستولى على مقدرات إيطاليا 


تعلبقه على ( حاضر العام الإسلامي ) . 


مبادىء الفاشست : 
من مبادىء الفاشست السامية عندهم الوصول إلى أغراضهم بكل وسملة» ولا 
يحدون في نفوسهم غضاضة إذا كانت أعمالهم مخالفة للانسانية أو للحقوق العامة 
متى كان فبها مصلحة لهم أو لوطنهم . ولا يخجلهم أن يعلنوا في صراحة بأنب, لا 
بعرفون الخحرية » ولا يقد سون الحقوى العامة » ولا يترمون العبود مي كان 
ذلك ضرورياً لمصلحة إيطالما. ويقول الامير شكمب فى هذا المعنى: «لموسولمنى 
خطب كشيرة وكتايات بتوشعه دَوُ خد منبا هذه المقاصد بدون إشكال » فليذا 
تبق في إيطالما لا حرية قول » ولااحرية كنابة » وكل شيء يصادم إرادة 
الفأسست فبو مملوع » مب] كأن مصدره . 


ولا شكر أحد أنهم من أنصار الكاثو لسكمة المخلصن »> ولكن لا أراد المانا 
أن يشكل جمعمات كاثولسكيةعارضوه وقفلوا أبوام! خوفاً من أن توحد أحزاب 
تعارض الفاشستية » وقد مز”قوا صورة البابا في الشوارع وداسوها بالنعال » لا 
كراهة في الكثلكة والمابا » ولكن تعصياً لمدئهم » وخوف؟ من ظهور المناوىء 
هم ولو كان البابا نفسه أو من ينتمي إلى المابا . وإذا كانت الفاشستية تظبر فى 
ايطالما بهذا المظبر فظبورها فى طرابلس أقسى وأشْد . 


ومن المعروف عن الدول الاوربمة أنها تحافظ فى بلادها على مدأ الإنصاف 
واحترام الحقوق الى ابعد حد” مكن ؛ وعلى نقيض هذا تعامل العرب والمساسن 
في بلادهم . وبكاد الإنسانلا يستثني واحدة منالدولالاوريية من هذا المقماس. 
فهذه الجزائر » وتونس > وهذه طرابلس وفلسطين . بل وهذه مصر أنضاً فقد 
دهمتها هذه العاصفة الاورسةالموجاء ف عدة مناسيات ومنها دنشوأي وحوادث 
قبلبا وبعدها مما شاهدناه ولمسناه . فإذا ارتكب الإيطاليون ما ارتكبوه في 


6 


طر أل ١‏ قْ تلك أي 0 9 القأسية نمأ ع شي 42 عر فتاه ها هن الاوروسسن 3 


م مخلى من أخلاقبم در سنأه ع ن كشب لا عار 4 ئ قمه | ألا من م تعر قف نفسةه ٠‏ 

وقد أرتنا الحرب الطرابلسة من أخلاق الاوروييين ما كان العقل الشري 
لا يتصوار وجوده فى دى الإنسان. وقد أر اد أن أن يكون ظبور هذا الحنونقى 
الازتقا م من بنىي الإنسان على بد موسولمني وقومه همى أبناء رومة لسبمسهم هده 
العاقية السوأى الق داقوا فس ا وبال أمرهم 6 وقد أخذهم الله من الطم طرق الدى 


أخذوا 1 الناس و كانت عافة أمره : هم خسراً ٠:‏ 


كانت شممة الإصلاح المر كرب تعلم عم القن مأ سسمترتدب على تمسكيأ يتوحد 
الرياسة فى برقة وطرابلس من تشداد الطلمان فى معارضة هذه الفكرة ة . وتعلم 
أيضاً أن سكان برقة وطرابلس حصل بنهم نزاع قسل مؤتمر سرت أدى الى 
خصومة قتل فمها أفراد من الطرفين » ول يكن نسيان الشأر من السبل على 
القمائل المدوية . 

وتعم ال هيئة أن سكان برقة سنوسو قبل كل شيء»فكلما لا تق أ هالسنوسية 
لا نفذه أهل برقة ميها أعطوك من مواشق “ وكلام السنوسمة عندهم في محل 
التقدس لا تمكن حالفته 57 وده الاعتبارات جميعها فإن الحيئة لم تدخل مع 
الرقاوسن قْ مفاوضات إلا عدف أن أكدو | ها أنهم عل اتفاى مم السيد أدردمس 
على عقد مؤتمر سرت و* أذن هم بذلك ٠‏ وبداء على هدا الاذن حضر أعوانهم 


وبعد أن اتفق مؤتمر سرت على التعاون الوشق بين الطرفين وخوض ارب 
حنسا الى جنب سواء في برقة وطرابلس ومؤتمر غربان حمذا قرر انتخاب حا ؟ 
مس لم يكن في ندته تحقدقى هذا المعنى فى شخص السيد ادريس » وانما ينتظر 
لانتخابه الظروف المنأسة . 


وحيما أثيرت مسألة الإمارة في مفاوضاث فندق الشريف كانت نحل" حدل 
شديد ونقاش حاد . وكان من أشد المعارضين فبا همد فرحات بك الزاوى 
ومختار بك كسار» وخالد رك القرقني > لأن معأهدات السيد إدريس مالطلان 
في سن 1911٠‏ و موه ١‏ بدون أن يشرك معه الطرابلسين أو ستشيرهم في شىيء 
دلت على أنه بريد الإنفصال عن طرابلس» وقد وثق الطلمان من هذا » فالتمسك 
بإمارة السند إدريس يعرض المفاوضات لاخطر . وهذا المعنى لا ينكره القفريق 
الذي تتمسك بها . 


ولكن الظروف التي أحاطت بالظرابلسيين بعد مؤتمّر سرت هي التى جعلت 
إسناد الإمارة إلى السد إدريس ضرورة لا مناص منباأ . وقد سبل على هئة 
الإصلاح ارتكاب هذه الضرورة ما واقق علمه وفد برقة في مِوْتمر سرت ونص 
عليه في المعاهدة بأنه إذا هاجم العدو جبة فعلى الجبة الأخرى أن تمدّها بالمال 
والرجال . ويعلٍ الله أن التباطؤ في تنفيذ معاهدة سرت وعدم إرسال النجدة 
من برقة إلى طرابلس هو الذي خيّب الآمل ومكتّن الطلبان من الاستيلاء على 
طرابلس وبرقة . وكان بين نزول الطليان في مصراتة وقطع المفاوضات سُبران 
ونصف لم ينفذ قمها شيء من قر ٍ رات مؤغر سرت . وهو وقت دكفي لإرسال 
النجدة من برقة إلى طرابلس لو كان السيد إدريس يزمع ذلك » ؟ أنه وقت 
يكفي لتعديل رأي الهيئة في معاهدة سرت حمنا رأت هذا التأخير » ولكن 
الأكثرية مضت فى رأبا وقررت الإمارة > ويناء على ما قررته الآ كثرية وهم ما 
خافته الأقلة . 


وكان تأخير المعونة عن طرابلس دليلاً على أن إدريس السنوسي ينظر إلى 
معاهدة سرت من ناحمة واحدة » هي ما يتفق مع مبوله وبرضي رغماته. وهذه 
حقمقة طمقتها الحوادث أكثر من هرة » فقد تكرر هذا الدور من إدردس 
السنوسي سنة ١44٠‏ في مصر »> حمنا أراد أن يقدم 'محاربين من االلسين معونة 
للإنجليز في الحرب العالمية الثانية . فلم يقبل أي تفاهم مع الطرابلسيين » على 


11 


رغم من الغهود ال قطعبا على نفسه © ومن الاتفاقات الى اتفق فسبا مغ 
الطرابلسيين على أن لا يعمل أحد الطرفين إلا يعد الإتفاق مع الآخر . 

وفى أثناء مفاوضات فندق الشريف كان الطليان يعداون أنفسهم للحرب . 
وكان جرازيانى بريد أن يؤلف جيشاً وطنياً برياسة أحد الطرابلسين فلم يحد من 
ينفذ له هذه الفكرة إلا يوسف خربيش »> فقد حضر إلى زوارة يوم > إبريل 
سنة ١985‏ وأخذ في جم الحاريين . ولم يأت عليه يوم ١6‏ منه حتى تمكن من 
جمع ألف محارب . ويتضح من هذا التاريخ أن الطلبان كانوا يتبيأون الحرب 
والمفاوضات جاريمة . 


إعلان الحرب : 


انقطعت مفاوضات فندق الشريف فى١٠‏ إبريل سنة 4١517٠‏ وأول رصاصة 
أطلقت لاستئناف الحرب كانت في الزاوية يوم المعة ١6‏ من شعبان سنة ١4٠‏ , 
وضق مجاهدو الزاوية الناق على الطلبان في الرأس الاحمر ونصر بن ربوّح . 
وكان الاسطول الإيطالي يقذف حممه على الزاوية قذفا لا هوادة فيه » فكانت 
قنابله تمد السوت وتحصد النخل والزيتون » وملا الفضاء بما ينفجر منبا من 
رصاص وشظااا . وقد بقيت المعركة في الزاوية بين مد وجزر نحو عشرة 
أيام . وأحس الطلمان بشدة المقأومة لأنهم كانوا .هاجمون العرب وحباً لوجه من 
الرأس الاحمر ونصر بن ربوح . ورأت قيادتهم أن تقوم ,هجوم من الجبة الغربية 
لسكون اهجوم مزدوجاً . 

والزاوية بطببعة موقعبها الجغرافي تقم بين مدينة طرابلس وزوارة . وكانت 
نقطة ارتكاز اهجوم الأولى طرابلس ومنها كان يأتي المدد الجيش الموجود في 
الرأس الاحمر ونصرين ربوح 2١١‏ > فأحموا أن يقوموا ,بجوم ثان تكون نقطة 


1 


ارتكازه زوارة . فجمعوا جدشأ يشتمل غلى نحو اثني عشر آلف جندي من 
بعض المرتزقة والاحماش والطلمان الجمر “ وساروا به إلى الزاوية لمصربوها 
من الخلف . 


وحرج هصدأا ادش من زوارة ف ؟؟ إبريل سنة 17 ومعه خربيدش 
وهرتزفئه بقمادة حرازنافى قاصداً نحو الزاودة فوصلت طلا عه الى صرمان لوم 
*؟ منه . وفي هذا الموم تقدم الجدش الذي كان معسكرا بالرأس الاحمر ونصر 
أبن ربو واحثل” الحارة 242١‏ وتقيقر اللحاهدون الى بساتان شلابى فعسكروا فسبا. 

وكان عبيدة الحجوبى من الرجال المارزين في صرمان » وكان مشبورا بملادنة 
العرب . ووقوفه موقف المحايد هو عمل فى مصلحة الطلمان ولا شك » لآرى 
عدم مشار كته في الاعمال الوطنية هو ومن ينفم إلمه في رأيه إضعاف لما » ويد 
يقدمها الطليان وقت ان يقتربوا منه يستشفم بها لديهم » ولمثل هذه المواقف 
المرمة سحنه اسحاق باسا وأراد ان يقثله » فأخرجه الماروني من السحن ونحا 
الى مصراتة . وقد اتصل الطلمان بعبيدة فى صرمان وأرادوا أن >تالوا به على 
أهل الزاوية ليأخذوهم على غرة ففعل . 


واقعة الزاوية 
فى غرة رمضان سنه ١١:٠‏ (4؟ ووه" إبريل سنة ١98+‏ ). 
كانت احتلال الزاوية في الدرجة الاولى من الأهسة عند الطلمان التمكن من 
إتام احتلال طرابلس . وهي تقع غربي مدينة طرابلس ب 4#؛ ك م . وقد دلت 
)١(‏ القسم الدي يسكاله السبود بال او ية السهى الحارة أو حارة المبود 1 


16 


1212111- 


الموقف غربى مدينة طرابلس وعل الطليان هذه الحضقة فحاولوا احتلاللها فى 
عدة مناسسمات . من الغرب تارة . ومن الشرق أخرى »> ومن الشرق والغرب 
كذلك > وذلك لوقوعبا فى الوسط بين العاصمة وبين أقرب مدينة الى الحدود 
الغربية وهي زوارة » وتنصل كذلك من الجنوب بغريان » ومن الجنوب الشرق 
بالعزيزية » فالذي يستولي علمها يمكنه مباجمة هذه الأماكن إن كانت محاربة » 
ومداها بالقوة اللازمة إن كانت تابعة له » لدلك كان كل من الفريقين المتحاربين 
حريصا على الإستملاء علمها مها كلفه ذلك من عُن . 


ولما وصل جيش زوارة إلى صرمان يوم 7١‏ من إبريل دير جرازياني مككيدة 
بالإشتراك مع عبيدة الحجوبي لأخذ أهل الزاوية على غرة» فأرسل عبيدة إلى مد 
بك سلابى بطله لمذاكرة معه فما يحب عمله » لنصرف الناس عن التفكير في 
احّال خروج الطليان من زوارة . وكان مد بك شلابي ومن معه لا يعامون شيئاً 
عن خروج الطليان من زوارة » وقد جاء رسول عبيدة إلى محمد بك سلابى لملة 
4+ هذه وأدلغه الرسالة » فر كب شُلابي في أربعين فارسا وتوجه إلى صرمان بوم 
4 منه لمقابلة عسدة . ولما وصلوا بلدة « بوعسى » التقوا بطلائع حيش الطلبان» 
وإذا به جيش عرمرم علا ما بين البحر « وحتدّى الحثّمرة » فتصدى الفرسان ‏ 
الذرن مم شلابي لمكافحته » وأرسلوا نذيراً لمن وراءهم في الزاوية بالتأمّب للقتال . 
وفي هذا الموم اتصلتميسرة هذا الجيش ميمنة الجيش الذي احتل” الحارة في البوم 
الذي قماه » وكو“ن الجبشان شكل هلال أحاط بالمجاهدين من الغرب والشمال 
والشرق » واشتد وطيس المعركة جنوبى الحرشا في الرملة » ودامت المعركة إلى 
ما بعد الظبهر استشبد فبها نحو مائة مجاهد من الزواية منهم الشيخ محمد الشيباني 
من أولاد صقر (' . والشيخ حمد خماج الملعزي *"' . وكانت الغلبة للكثرة » 


. مشهور البريطاجي‎ )١( 
. أولاه عيسى‎ ٠ (؟) عن قسملة أولاد الواعر » من بلاعزة الزاوية‎ 


و؟ ‏ جباد الأبطال 8؛ 


وأنسحب من بقي من المجاهدين إلى الجنوب ٠‏ وفي بوم 6 مله تم الإستبلاءغلى 
الزاوية . وهذه آخر معركة وقعت ف الزاوية في الحرب الطرابلسة . 


بعد احتلال الزاوية : 

اجتمعت الجموش الإيطالية في الزاوية»“وما زال أمامها التغلب على المجاهدين 
زنزور وسوانى السايصة وفندفق ابن عشير »؛ وعلى احاهدين الدين يحاصرون 
لعزبزية»“فتوجه قسم من الزاوية إلى بثر الغنم وحصلت معركة بينه وبين الجاهدين 
برياسة طاهر أفندي شلابي وخالد بك القرقني » وجرح فيها طاهر أفندي 
شلابى “ ثم النحدر إلى الشيال الشرقي ليباجم المجاهدين الذين يحاصر ون العزيزية من 
الجنوب .وتوجه قسم منبا إلى العزيزية رأس] ليهاجم الذين يحاصرونها من الشمال. 
وخرج جيش آخر من سمدي بلال لمهاجم الحاهدين في زنزور» وسواني السايصة 
وسوانى بنيادم .وي يوم 9 من إبريل ابتدأت هذه الجموش الفحوم على الجاهدين 
في وقت واححمد فلم يقووا على الشات أماميا ٠‏ وق يوم ٠‏ منه تم فك الحصار 
عن العزيزية بعد معارك شديدة »© واتسحب المجاهدون إلى الجنوب ناحمة بثر 
السايح »وعسكرو افي«بوعرقوب »و «حوش الصويعي » وحواليها. وتم مك نالطلمان 
من العزيزية وزنزور والزاوية وصرمان . وبهدا أمّنوا طرى مواصلاتهم البرية بين 
طرابلس وزوارة . وأخذوا يستعداون لاحتلال غريار: حمث مقر الحكومة 
الوطنية ( هيئة الإصلاح المر كزية ) . 


0+ 


46١ 


ضر زر 6 


إلا 
حينا 


3 


د 
نََ 


مس الر حمسن عرام وشو عل 
مع همئة الاصلاح المر كزية في غرما 


وق 
نَ 


أده 





وقر الر عوة 


وفي أثناء ما كانت الحرب في الزاوية رأت همئة الإصلاح المر كزية أن توفد 
وفدأ إلى السيد إدري سالسنوسي في برقة لتدعوه إلى الحضور إلى طرابلس لتبايعه 
الإمارة تنفمذاً لما قررته في فندق الشريف » وسمى هذا الوفد وفد الدعوة » 
وهو يتألف من الشبخ مود المسلاتى » والشبخ الطاهر الزاوي »> والشخ محمد بن 
حسن > واجتمع الوفد في مصراتة . وقمل أن نغادرها جاءتنا الأخمار سقوط 
الزاوية في بد العدو . 


وقبل سفرنا منها وصل إلمها الشيخ عبد العزيز العيساوي » موفداً من قبل 
السد إدريس للمثل حكومة أجدابية لدى هيئة الإصلاح المر كزية حسب شروط 
معاهدة سرت فى تبادل التمثيل بين حكومة طرابلس وحكومة أجدابية . 
وكان من رأيه أن السند إدريس لا يجيء إلى مصراتة ولا يقوم بأي عمل حربي 
قبل أن يبايم بالإمارة.وقد صارح بهذا حكومة مصراتة وأكّده لهاءفيالوقت 
الدى كانت فمه جبوش الطلبان تتوغال في طر ابلس و المجاهدون يعانون من ضغط 
الطلمان الأمرت.ن.وكان من رأيه أن الوفد لا يذهب إلى أجدابية إلا ومعهالببعة. 
وبما أن هيئة الإصلاح قررت سفره »> وكان على أهمة لأسفر فلم بر هذا الرأي > 


4:6 


وسأفر ليطمّلع بنفسه على حقيقة الأمر . وقد تحقق رأي الشبخ عبد العزيز 
العساوى > واعتذر السسد إدريس عن إجابة الدعوة » مما يدل على أن ما أخبر 
به الشيخ عمد العزيز كان متفقاً علبه ٠.‏ 


وتوجهنا من مصراتة في أواسط رمضان سنة ١4٠‏ - يونية سنة ١٠17٠‏ 
ووصلنا إلى أجدابية وهي المكان الذي يقمفيه السبد إدريس إذ ذاك ‏ فيشوال 
سنة ١9 "4٠‏ وخصص منزل السمد همد الهونى لنزول الوقفد . ودعى الوفد بعد 
ثلاثة أيام لمقابلة السيد إدريس »> وأيلغه الوفد مبمته التي جاء من أجلها » فاعتذر 
عن الذهاب إلى طرابلس بشدة الحر وانحراف صحته » ووعد السفر عندما 


تخف شدة الحر وتتحسن صحته . 


ولا وصل الوفد إلى أجداببة كانت صلة السيد إدريس بالطليان ما تزال 
حسنة . فصلته بالطرابلسين» ومجيء الوفد لدعوته إلى طرابلس لمايعته بالإمارة 
بعد أن رفض الطلمان الاعتراف بها في مفاوضات فندق الشريف قد يكون لها 
أسوأ الأثر على صلته بالطلمان » وهو اتصال - لا شك - على غير رغبتهم لأرف 
فكرة اتحاد طرابلس ويرقة هي التى كانت سببا في قطم مفاوضات فندق 
الشريف ومن أجلبا أعلن الطلمان الحرب على الطرابلسيين . 


وقد قام الطلمان وقعدوا لوجود الوفد في أجدايسة » وأحس السيد إدريس 
يحرج مركزه » فليس من الحمّن عليه أن يغضب الطليان » فرما أعلنوا عليه 
الحرب فكانت المصسة أكبر » ولا هو قادر على إغضاب الطرابلسيين لأن مؤقر 
سرت أيّد الصلة بينبم وبين البرقاويين . فإغضابهم قد يكون فيه إغضاب 
البرقاويين » فلم يكن أمامه مندوحة للخروج من هذا المأزق إلا أن يشذر 
بالمرض ويسافر إلى مصر للتداوي . 


وفى أثناء بقاء الوفد فى أجداسة جاء مشابخ القبائل وفي مقدمتهم : 


يوذ - 3 


و صالم الاطنوش ( المغارية 
9 شحمد بوسديق « البراعصة 
« الفضمل المبشبيش « المرايطين 
, قطرط الحاسى « الحاسة 
و محمود واطتف « العسدات 


للسلام ومناقشتنا في عدم إتباننا بسعة الإمارة للسيد إدريس . وكار1 من 
كلامنا لهم أنهم ل يفوا بما جاء بمعاهدة سرت فبجب الوفاء بها قبل كل شىء 
وأجدت إمارة أو لم توجد . أما الببعة فلم نعط بها عبداً إلى الآن . ور نما على 
هذا فإن الحكومة الطرابلسية اعتزمتها إلا أنها تريد أن تكون فى طرايلس 
حمث يشترك فبها أكبر عدد ممككن من الأعبان وأهل الرأي »> وإن أكبر دلبل 
على اعتزامها مبايعة السبد إدريس بالإمارة هو تمسكها بتوحمد الزعامة للقطرين 
في مفاوضات فندق الشريف. وكان مسكها بهذهالفكرة سببا في قطع المفاوضات 
استئناف الحرب . ول نجد عندم أي فكرة لإعلان الحرب وفاءً بمعاهدة سرت 
وكان ما صرح به عبد العزيز العساوي للوفد في مصراتة هو محور الجدل بيننا 
وبدنهم . 
وبعد أن قابل الوفد في أجدابية بأنام قلائل غادرها بدعوى مقابلته وزير 
المستعمرات الإيطالي لامذا كرة معه فى مصلحة البلاد. وكانت هذه المقايلة خوطة 
بشىء من الغموض لوقوعها بعد مجيء الوفد مماشرة . 
ويظبر أن قسك الحكومة الطرابلسة فى مفاوضات فندق الشريف بإمارة 
السبد إدريس الذي كان على خلاف رغية الطلمان » ومجيء الوفد إلى أجدابية 
لدعوة السيد إدريس للميعة حمل الطليان على استطلاع رأي السيد إدريس فى 
هذا الموضوع . ومن أحله حصلت هذه المقابة للتأكد مما اعتزمة السند إدريس. 
ولما ذهب السيد إدريس لقابلة وزير المستعمرات أناب عنه أخاه الرضا في 


16 


أجدابية . وفي اللملة التى تلى بوم سفره دعي الوفد إلى حل" الرضا وكان موجودا 
معه صفي الددن » فتكلم صفي الدين بالنيابة عن الرضاء وأيلغ الوفد : أن السيد 
إدر دس ده لقادلة ورير المستعمرات الإنطالية لالتكلم معه في مصلحة البلاد 2 
ونظراً لما ببنه وبين الطلمان من الاتفاق ووجود الوفد في أجدابية قد يؤثر على 
هدأ الاتفاق » فيو برحو الوفد أن « بقحز » إلى الطسل ''' . 

وكان هذا الخبر نذيراً بالخبة » وم يقتصر الأمر على انتقال الوفد » بل انتقل 
معه مندوب حكومة طرابلس الأستاذ بشير السعداوى.وق الوقت الذي يطرد 
فه مندوب الحكومة الطرابلسية من أجدابية إبقاء على صلة سياسة الطليان كان 
مندوب حكومة أجدابية الشيخ عبد العزيز العيساوي يقم مع هيئة الإصلاح في 
غريان معززاً مكرما . وقد شُعر الوقد من -حد دمه ميع الرضا بمقدمات خيبة 
الأمل » ولكنه انتظر حتى تنتبي مقابلة اليد إدريس للوزير ليرى ماذا يتم . 

ودعد بقاء الوفد قى الطسيل نحو ه١١‏ وما حاءه كتاب من السند إدريس مع 
الشخ صالح الأطبوش هذا نصه ''؟ : 

« تحريراً في ١٠١‏ دي القعدة سنة ١١4٠‏ . 

حضرأات دوي الفضماة الشيخ الطاهر أفندي > والشيخ ل حسن أفندى 
والشخ مود أفندي المسلاقي حفظهم الله ورعاهم آمين . 

أهديك سلاما عاطراً واحتراما فاخراً . 

إننى قد اجتمعت بسعادت الوزير وذاكرة ف المسألة الطرايلسة وكان مفاد 

)١(‏ مكان شرق أجدابية على مسافة ساعتين لا شيء فيه إلا الرمال تذروها الرياح ور 
الشمس اللافم ومعنى « يقحر » ينتقل مسافة قلملة . 

. نغير شيئاً من ألفال الككتاب محافظة على نصه‎ /)١( 


6 


المذاكرة هو أن لا يمكنهم توقيف الحرب إلا يعد أن أهل طرابلس مخابروا 
الحككومة هناك بأنهم أوقفوا الحرب ومستعدين لسن التفاهم مع الحكومة فحمنئذ 
الحكومة مستعدة لتوقمف الحرب من حبتها . وسعادته قال : هو كل ما مكنه 


من حيث المسألة هكذا وتسيطر فصل الحر مع عدم مساعدة صحتي للسفر 
أظن أن سفري للقطر الطرابلسي سيتأخر بالرغم عن إرادتي لغاية فتور لحر 
وتقدم الصحة قليلآ » ولعل أن يصادف توقيف الحرب في تلك الأصقاع لآنه مما 
هو يسبل علمنا السفر . 


بناء عليه يمكن لفضيلاتم التوجه للبيئة وإعلامها بالأسباب جلية » وها هو 
طيا كتاب لرئيس الممئة تصحبوه معكم ''' . وفي الخمام تفضاوابقول إهداء 


الى ©) . 


رجوع وفد الدعوة : 

وبعد أن تسم الوفد هذا الكتاب ل ير لبقائه من فائدة فسافر من الطبيل في 
أواخر ذى القعدة سنة 0 ( أغسطس سنة ) ووصل إلى مصراتة فى 
دي الحجة .وواصل سيره إلى غريان حمث مقر هيئة الإصلاح فوصلها غرة الحرم 
سنية 0 (أكتوس سنة اوه ١‏ ).وأبلغ الهمئة ما دار بينه وبين السيد إدريس 
من الحديث » وأطلعبها على كتابه الذي ذكرنا نصه آنفا . وقد عملت المئة بما 
نسمه السيد إدريس إلى وزير المستعمرات من طلب وقف الحرب » وأرسلت إلى 
الوالي الإيطالي في طرابلس تخيره بأنها قررت وقف الحرب بناءً على اق تراح 
وزير المستعمرات على السيد إدريس السنوسي. وقد أعمل الطلمان هذا الكتاب» 


(9)/ يككن معه كتاب لرئيس المئة ولكن حاءت هذه العمارة غلطاً , 


2 


وم حظ منهم حتى بالرد” فضلآً عن العمل بما جاء فيه » بل ما زادهم إلا اشتدادا 
في الحرب »2 وكانت بشائر النصر تلوح لهم . وكانت الحرب دخلت في شهرها 
الخامس بعد انتهاء الهدنة »وتم" للطليان احتلال السواحل من زوارة إلى طرابلس 
وخرجوا إلى الجمل » وظبر على الحالة العامة فتور لا سك أنه بداية النهاية . 


كل هذا والطرايلسيون ما زال عندهم بقية من أمل في وفاء البرقاويين يما 
عاهدوا عليه فى معأهدة سرت . وهم إلى هذا الوهت ل برسلوا معونة إلى 
الطرابلسبين لا من الرجال ولا من الأرزاق » ول يعلنوا الحرب على الطليان . 
ولدس هذا فقط »> بل إن السد إدريس ها زال محافظاً على علاقته بالطليان كا 
صراح به صفي الدين بالنبابة عن و كبله في أجدابية . 

وقد رأت الهمئة ألا تنقى عذراً للسدإدريس فقر”ر تبعته بالفمل وانتخبت 
وفداً لحل كتاب الببعة إلمه» مكونا م نالأستاذ عبد الرحمن بك عزام»والصادق 
بن الحاج » وسافر الوفد من غريان في صفر سنة 14١‏ ( نوفمبر سنة )١51719‏ 
ووصل إلى أجدابية في ربسم الأول منهذه السنةوقدام إلى السيد إدريس كناب 


السبعة وهذا نصه : 


نص كتاب البيعة 


د إلىسمو مولانا الأمير الجلمل السسد مد إدريس حفظه اللهورعاه. تحية تلمق 
بالمقام الرفيع والجناب الأسنى المنيع.وبعد :فإنه غير خاف على سعوك أنالخلان 
م بزل قامًا بيننا وبين الحكومة الإيطالمة . وذلك لأنها وحّبت عزمها إلى العسث 
بحميم حقوقنا شرعيها وسداسيها وإداريها . وجعلت من قوتها ميرراً التصرف 
في مصيرنا وحقوقنا الطبيعية » ونحن خير أمة أخرجت للناس لا نتحمل ضيما » 
ولانرزضى أن تضمحل” شريءتنا » ولا أن يتطرق الخلل إلى ديننا القويم كائناً 
ما كان » الأمر الذي حملنا على ر كوب الأخطار واقتحام االمروب المتوالية » 


. © 17 


معتمددن على قوة الحق إلى أن نظفر بتحقيق أمنيتنا القوممة ألا وهي تأسيس 
حكومة دستورية برأسها أمير مسلم جامع للسلطات الثلاث الدينية والسياسية 
والعسكرية » مع مجلس نبابى تنتخب الآمة أعضاءه » و .هذا يسل وطننا ويتم” 
أمر ديننا وتصلح أحكام قضاتنا » ونحفظ شرعنا وعنعنة تاريخنا الماهر . وهذا 
لا يناني ما تداّعيه إيطالما وما دأبت عليه في خطب رجافامن أنها ل تحتل ديارنا 
داسة الاستعار و وإعأ ساقتيا دواعى السساسة الدولمة ف البحر المتوسط 1 ولو 
كانت صادقة في دعواهاهذه لما عرضت بلادنا للخراب بتوالى المباجمات واستعمال 
دهائًا وقدرتها للتفريق والفوضى . وقد حاولت فصل الأمة بعضها عن بعض 
بطرق مختلفة وأبى الله إلا أن يحمم كامة القطرين الشقيقين بأن يلتفا حول 


أمبر وانحد برضيأنه 1 


وحيث كان معو ؟ من أشرف عائلة وأكرم دلت مع ما تحمم في ذاتم 
الشريفة من المزايا العالية والأوصاف الجليلة فإن«هيئة الإصلاح المر كزية» الحائرة 
للوكالة المطلقة من « مؤمّر غريان » الذي عثل الآأمة الطرابلسية بانتخاب واقع 
منها قد وجدت في سمو أميرأ حازم قادراً على جمع الآمة حائزا للثقة العامة 
محبوباً » فبي لذلك تبايع سمو أميراً للقطرين طرابلس وبرقة على أن تقوده) 
إلى ما يحقق أمانهه] الشريقة الإسلاصسة المنوه عنبا . 

على أن مبايعتك كانت مضمرة في كل نفس مند وقفعم الاتحاد بين مندوبى 
القطرين في « سرت » وكان السبب في تأخير تحقيقها تلك طوارىء التى طو'حت 
بكل وأح_لى من أعضاء المسة ورحال القطى في منطقة سأسعة من 
المناطق الحربسة . 
ومتق سنحت الفرصة عند تشريفك إيانا 4 حسب رغبة الأمة » تقام لكم مظاهر 
هذه السبعة في مو كب لائق بسموع > 


14 


والله سبحانه وتعالى يمد كم بروح من عنده » ويجعل البركة في البيت السنوسي 
المؤسّس على التقوى والصلاح » : 
( في “ا ذي الحجة سنة ١14٠‏ ) 
رئيس همئة الإصلاح المر كزية أحمد المريئئض 
مستشار همئة الإصلاح المر كزية 2 عبد الرحمن عنزام 


الأعضاء : 
تمد بن مر عئان القيز الى 
بسير السعداوي مر بودبوس 
حسين بن -جابر عمد صادى بن الحاج 
عمد فرحات عمد مختار كعبار 
عمد ال رمن زسدة مد فكنى 
عمد التادسب الصوبعى الحمتونى 
سام المحماح | | 
الأعيان : 
عمد الديب فرحمات القاضي 
خمد سوف حمد القرقني 
مر ضماء أحد السى 
على بوحبيل لبغدادي بن معيوف 
أحمد الشتبوي عمد الصغير المريضص 


وقد قصل السد إدريس الببعة مغتيط) » وقرأ كتايها فوجده موقعاً عليه 
من ستّة وعشرين رجلا من رجالات طرابلس وأعمانها وأعضاء حكومتيا وقواد 


15 


حموشها > فامتلاً فرحا “وأعطى من العهود والموائيق على نفسه بالقنول وبالعمل 
مقتضاها يكل ما باغته قوة إنشاء الكاتب و سيره . وفد اتضح أن هذه الوعود 
كانت تكتب وركابه على جناح السفر إلى مصر . 

وقد أجاب السيد إدريس عن كتاب البيعة بما نصه : 


« من خادم الملة الإسلامية همد إدريس المهدي السنومي إلى أصحاب السعادة 
رئيس هسة الملا لمر كزية وأعضاءًا و خموم الموظفين وروّساء الجموش وكافة 

السلام ليع ورجة ال رتكا ٠‏ 

وبعد» فقد تناولت بيد الشكر عريضتم التي أظبرتم فيها رغبةكالخالصة في 
نحقق غايتم الى أجمعتم عليها في مؤمّر غريان » وجاهدتم لما جباداً صادقا 
بالأنفس والثمرات فى شخصي » فأخذما داعبا الله أن حقق آمال هذه الآمة 
ويكلل مساعيها كلها بالنجاح . 

ولما كان اتحاد الوطن وسلامته ها الغاية الى طالما سعبت إلمها وجدت من 
واجبي أن أتلقى طلبكم بالقبول » وأن أتحمل المسؤولمة العظمى التى رأت الآمة 
تكليفي بها » فعلي' إذن أن أعمل بحد" معكم » ولكن لا تنسوا أنني بغير إقدامكم 
وجد م لا قدرة لي على شيع . 

إني أعل أن الحياة الخالدة هي للأمم لا للأفراد » و كذلك الأعمال العظممة 
الباقية هي التي تنصرف إلى صالح المبع » فلذلك أدعوه سبحانه وتعالى أن 
هدينا إلى كل عمل مرته للامة . 

إن من حق كل شعب أن يسيطر على شؤونه » والناس منذ نشأوا أحرار . 


1 


وقد أظبر شعينا في كل أدواره مقدار محرتة للدرية م فدقم مهورها غالية » ولا 
نيصح لأاحد أن بطمم قُْ استعماده والإستنداد سوؤوبه 1 

لقد اشترطتم على الشورى وهي أساس ديننا وسأعمل على قاعدتها . مذا 
وقد رأيت أن أقر" الأمور على ما هي عليه حتى تجتمع جمعية وطنية لوضم نظام 
السلاد » فلذلك أكل إلى الهمئة المر كزية لما أبدت من الممة والعدل والدراية أرن 
تستمر على إدارة شؤون القطر الطرابلسي » ولى الثقة العظيمة في حكمة رئيسها 
المطل الحاز م أحمد بك المر نض ورفقائه والرؤساء الكرام الذين يدوا مساعي 
الحمئة الملية أن يتحملوا مشاق المسؤولية بصبر لتثبست دعاثم البناء الوطني 
الذي سشسّدوه . 

وأسأله تعالى أن يمد الجسم بعنايته » وأن يثبت الأقدام ويقبر الأعداء ويمن” 
بالنصر الموعود إنه على ما بشاء قدير » . الإمضاء 

فى ١١‏ ر نسم الأول سنة ١45‏ عحمد إدر دس المبدى السنومي 


وبعد وصولوفد البسعة إلى أجدابية حمى وطيس السياسة » وكان من فرسان 
هذا ايدان عمر منصور الكبخيا للبحثعن رأي يوفق بين سياسة السيد إدريس 
مم الطلمانوسماسته مع الطرابلسين» وحصلت مشاورات واحتّاعات» واستمر 
هذا المبدان مفتوحا نحو أربعين يوم وم يهتد الباحثون إلى الحل المنشود » حتى 
قفل بمغادرة السيد إدريس أجدابية في طريقه إلى مصر في اليوم الثاني من جمادى 
الأول سنة 7١ ( ١4١‏ من ديسمدبر سنة ١9899‏ ). 


سفر السيد إدريس إلى مصر : 


اشتدت الحرب على الطرايلسين » وكانوا يؤملون من وراء هذه السعة اتفاق 
الكلمة وإعلان السمد إدر مس الحرب على الطلمان وفاء عمعاهدة سر 2ك وشروط 


المسعة ل وقد مدى و سية والطرابلس.ون دصلون الحرب ودصارعون عجوم 


١ 


الطليان عليهم » وكانت آمال الطرابلسين معلقة على هذه الإمارة » ويرون فى 
وعود السمد إدريس وت كمداته هم بالوفاء مدعاة لانتظار هذا الوفاء في مثل 
هذه الظروف الحرجة . وكان بعض البرقاويين يأل لألم إخوانهم الطرابلسيين 
وكانوا يتمنسون المساعدة ولكدهم لا يملكون التنفيذ . وبوداهم لو تقدام السيد 
إدريس إلى الميدان ليفوا بما عاهدوا عليه في مؤتمر سرت . وعلٍ الطرابلسوتمن 
سفره هذا أن مسألة الإمارة قد فشلت . 

وقد اضطرب مر كز برقة بعد سفر السيد إدريس اضطراباً كبير أ دام نحو 
شهراً > وانتهى الأمر بإعلان الطليان الحرب على البدقاويين بأول هجوم على 
أجدابية فى رمضان سنة (إبريل سنة 19+14 ) بعد سنتين وأردعة سير 
من إعلان الحرب على الطرايلسيين على مرأى ومسمع من السيد إدريس الستوهي» 
وم يف الا بما جاء في معاهدة سرت » ولا بما تضمنته شروط البيعة بالإمارة . 


بدأية النباية : 

كانت بيعة السمد إدريس بالإمارة آخر سهم رمى به الطرايلسيون سعدا 
وراء الحصول على القوة للوصول إلى النصر. ولما مويف بشروط الممعةوسافر إلى 
مصر وتسراب البأس إلى عزاثم المحاهدين وأحسّوا بقرب النهاية . 

في غريان : 

كانت عريان مر كز ( همئة الإصلاح المر كزية ) وهي الحكومة الى دير 
شؤون الملاد وقمادة المجاهدين . وبعد أن سافر السند إدريس إلى مصر وأيقن 
الطرابلسيون يعدم مجيء العون من برقة فكدّرت هيئة الإصلاح المر كزية في تقوية 
صفوف المجاهدن . وكان من رأى المادى كعمار أن بنشأ خط دفاعى عمد من 
ترهونة شرقا إلى فساطو غربا لمكن الوقوف فى وجه العدو » والدفاع عن 
غريان مركز الحكومة . وقد أصبحت وجبة العدو . وكان اللمادي كعبار يلم” 
على أحمد المريّض بتجنيد أكبر عدد مكن من ترهونة ليسد النقص الذي أصبح 


57 


بادياً فى صفوف المجاهدين من كل ناحية » ومرات الآيام وم تتحقق هذه الرغبة 
التى كانت الفمرورة تتم تحقيقبا» وكان الهادي برى أن اتخضاذ غريان مركراً 
للحكومة الوطنية مما يعرضها لانتقام الطليان فيا اذا تغلبوا . فكان يلح على 
رئيس الممئة فى تجنيد الجاهدين بكل وسلة وخصوصا من ترهونة . 

وفى الوقت الذي كان يلح فيه المادي على الميئة بالتحنيد كان الضعف باديأ 
في صفوف امجاهدين » وفي معنوباتهم وقبادتهم » وكانت عوامل الفناء والوهن 
يط برش لخر بت 3 0 


الا 0 إل الطلا إن ! تسرع 531 قْ 
إحضار المجاهددن للدفاع عن غريان والجمل . ويظبر أن عوامل أحاطت برئيس 
الممئة ل تمكنه من جمع القوة الكافية للدفاع . وكانت النتيجة أن تقدم الطليان 
إلى دفرت وما إلا 0 الشكومة إلى مغادرتها؛ واحتاوه 
دكن من خشف الضغط عنبا . ولكن الطلمان دخاوها بدون أن محسوا 
لاستسلامه حساباً. وقد ترك فمها حرا بضعة أيام مع المراقبة » ثم نقل إلى الس 
تحت المراقمة » ثم نقل إلى مصراتة . وهناك حوء في يناير سنة ١917+‏ وحم 
عليه بالإعدام فقتل شنقا . 

ويقول جرازيانى : « إن ما لاقاه امهادي وأمثاله المتلاعبون الذين لا يثبتون 
على مبدأ هو جزاء تلاعبهم وردع لغيرهم » . 

والجرازيانى أن يقول ذلك بعد أن وضع الهادي بن بديه حماته ومصير 
غريان . ولولا انخداع الحادي بوعوده وتأكداته له بالأمان التي م يف بشيء منها 
لأمكن للبادي أن اجر وينجو يحياته » ولدقع جرازياني تمن احتلال غريان 
غالما ما دفعه في غيرها . 


فك 


ويقول جرازباني : « إنه كانت - إذ ذاك - مساع ممذولة من حسن باشا 
وأحمد المنتصر لخضوع المريض وغضمان الأمان له » ولمقل جرازياى ما شاء . فإن 
هذه المساعي - على فرض صحتها - لم يكن لها أي أثر على نفس المر"يض »> بل 
ترك وطنه في سبيل المحافظة على شرفه » وهاجر إلى مصر » وتوفي في الفيوم بوم 
/ا من قبراير سنة ١84٠‏ . 


وقد اننبت حمأة اهادي إلى هدا المصير الدى إن دل على شىء فإعأ ندل" 
على أن الحادي كعبار لم يكن عند ظن الطليان به » وأن الطلبان ل يحدوا قبه 


بعد احتلال غريان : 


يبتدىء من رأس أبي عرقوب قبالة العزيزية من الشرق الجنوبي » ويمر” بباطس 
وفولمحة »2 فائنية '١'‏ فحدود غريان الشرقية إلى كور . كل هذا والناس في 
اتتظار ما تسفر عنه بيعة السيد إدريس من نجحدة قد تقوي عزائم الجاهدين 
وتشد من أزرهم . 
ولما سمع الطرابلسيون بسفره إلى مصر أيقنوا أنه قد سقط في أيديم ؛ 
فواجبوا الأمر حسما اقتضته الظروف إذ ذاك وبذلوا ما بقى من جهود كو اتكنها 
و نخف على الطليارن. فشل بمعة السمد إدرس »> فشددوا الضغط على 
)١(‏ الثنية : الطريق في الجبل . 


اه 


حالة انجاهدبن : 


بعد احتلال غريان بقي المجاهدون في كور ''' بقمادة مختار يك كعبار » 
وفي بوعرقوب ''! والسايح '"' والمدور 5 وسمدي بوعدشة (؟ بقمادة عبد الله 
تامسكت > وفي ترهونة الشرقمة الى تاجورة بقمادة الماروك المنتصر الترهوني . 
وهذه المناطق الثلاثة متصلة فى شيه هلال تنتدىء من قباله تاجورة من الناحية 
الشالية » وتنتبي بمسامتة بوغيلان من الناحية الجنوبية الشرقية . وبالرغم على 
هذا الإتصال الذي كان بينها فقد كانت مفكتكة . وكان الجاهدون في حاجة 
إلى المأكل والملدس > وقد فقدوا كل نوع من أنواع النظام . وكانت الأرزاق التي 
تأق من مصراتة وغيرها إلى ترهونة » لا تجحد من وسائل النقل ما بوصلبها من 
ترهونة إلى خطوط القتال '*2 » ولذلك كان المهاهدون فى بوعرقوب والمدور 
لا يحدون من الأكل كفايتهم من مخازن الحكومة في ترهونة » فكانوا يضطرون 
إلى ترك مراكزم للبحث عن القوت » ويعل الله أن الحالة الاجتاعية والنظامية 
قْ المحاهدين كانت سدكة وذلك تمعأ لا كان عليه وضع الشئة المر كزية» فقد كانت 
مفنتكتكة ضعمفة . ولقد حاولت المثة أن تصحح الوضع القائم إذ ذاك فعينت 
عمد فرحات بك الزاوي قائدا على منطقة النواحي . ولكن جاء ذلك بعد 
فوات الوقت » ويعد ان استشرى الفساد في جميع نواحي النظام » وانهارت 
القوة المعذوية لفقد وسائل الدفاع . 

<شد الجيوش الايطالية : 

وم فت هذا الإنحلال علىالطامان قجمعوأ قوى كُثيرة للقضاء عنى هذا الرحل 

. من أراضي غريان الجنوبية الشسرقية‎ )١( 

(؟) أمكنة في أراضي الأواحي الأربعة . 

(+) شاهدت هذا بنفسي , وما كان فيه المجاهدرن عن عير لا يكن أي إنسان من الداع 
حق عن نفسه فضلاً عن الرطن . 


. م د مياد الأبطال 16 


المحتضر : فحمعوا قوة ف تاحورة بقدادة ( ستزاري ) مكونة من 78٠٠١‏ مسلح 
لتطبق على ترهونة من الناحية الشرقية . 
وحجمعوا قوة في غريان بقمادة جرازياني مكونةمن ٠٠‏ ا مسلح و هو" فارسا 


وجمعوا قوة في العزيزية بقمادة ( ببللي ) مككونة من ١٠٠‏ مسلح و١٠٠6‏ 
فارس وأربعة مدافم وقصدها الحجوم على وادي ملدّغا ١‏ على طريق بوعرقوب 
والجملانى . و.بهذا الترتيب يصبح مركز الهيئة » وا مجاهدون في النواحي الأريعة 
في مريع تحيط به الجبوش الإيطالية من جميع الجبات . واتفقت هذه الجبوش 
كلبا على ابتداء الحجوم في بوم وأحد . 


ابتداء الشجوم : 


ابتدأت هذه الجبوش الإيطالية كلها اهجوم في حركة إطباق يوم 5؟ يناير 
سنة ١49‏ وفي هذا الوم اصطدمت القوة التي تقصد مسلاتة محاهدي الرواجح 
والزيائلة برياسة المبروك المنتصر الترهونى . وحاءت نحدة من قماطة اشتر كت في 
هده المعركة فحمى وطنسيا وصار فمبأ اللحاهدور: . عل الموت 8 وكان يجاهدى 
قاطة الفعخر كعادتهم 2 وحظى مهم بالشبادة في هده المع رك و ثلا عائة سهمك 
دهموا ؤلأء للأوطن وفي سسل أله ّ وكسب العدو المعر كة 5 وفي يدم و “ثلا اميه 
احمل قصر خمار . 

وفي صماح بوم اج ميةه ادتلت قوة المريزية بوعرقوب وقفسه فقتل فسا هق ك2 
الشويخ أحد أعبان عكارة . 


٠ مكان من أراضي ترهونة على حمدودها الغر بمة‎ )١( 


111 


أعيان عكارة : 

وى اليوم العانى من فبراير سنة ١948#‏ وصلت قوة جرازباني إلى كور (1) 
واشتيكت مم الحاهدن برياسة تار كعبار ف مع ركة دامت إلى الال . وق 
الموم الخامس منه احتلوا المدور فى النواحي الأربعة يقرب حوش الصويعي . 
وقي مساء هذا الوم حاول المجاهدون استرداده فم يفلحوا . 


وبعد انتهاء المهر كة في هذا المساء وصل خبر من مختار كعبار إلى تامسككت 
2 المدور 7 بأنهم لوا عن (كور) واحداه الطلمان ٠‏ وانسحب حتار كعبار 
ومن معه من المجاهدين ‏ وكانوا خمسمائة ‏ فل يمكنهم الصمود أمام قوات العدو 
الكثيرة . 


وباحتلال كور في الخنوب »> والمدور في الشمال أصبح الحاهدون بين فكى 
الكياشة الإيطالية » فلم يسعبم إلا الانسحاب إلى أراضي أرفلّة » على طريق 
تلك المنطقة . وكان من بين المنسحميين فرحات الزاوي عضو الكومة الوطنية 
( همئة الإصلاح المر كزية ) . وكلت مم هؤلاء الراحلين مم جماعة منهم 8 
عبد السلام بن غشير » والمحادي بن رخا » من المرازيق من قبيلة عكارة . ومررنا 
محل سكناه » فوجدنا به عدة ببوت من الشعر » وحوها أغنام وإبل كثيرة » 
فتزل ونزل عه بعص الرفاى , وكان بعكئرم المقاء 6 ووكدت لا أعرف الطريق 3 
فرجوته أن برسل معي من يدلني على الطريق » إلى البويرات - مر كز ترهونة - 
فأبى > فأعدت عله الرحاء فأبى . وكاما أعدت عليه الرجاء ازداد إصراراً » 
خوفاً من أن يقال عنه لدى الطلمان : إنه هركب الطاهر الزاوي . ولعله كان 
بريد أن يتقرب بى لدى الطلمان في صباح تلك اللملة السوداء . 


. موضع من أراضي غريان على حدود ترهونة الجنوبية الغربية‎ )١( 
٠. ؟) موصع فبه جيل صغير بأراضي النواحي الأريعة بقرب حوش الصويءي‎ 


11 


ولقد أظامت الدنا في وجبي »> وأيقنت بلهلاك . وفي أثناء محاولاق مع 
هذا الحادي ‏ لا هداه الله قال لي السبد عبد السلام بن غشير : أنا أريد اللحاق 
بأهلى فببا معي إلى البويرات “؛ فقلت :فر حت والمد لله » فذهمت معه» وتر كنا 
الحادي بن رخا ومن معه ينتظرون قدوم الطليان لمساموا إليهم أنفسهم 

وقد مررنا في طريقنا على البوبرات ( مر كز ترهونة ) فوجدناها خالية ؛ 
لأن أهلها قد أنذروا بالعدو فرحلوا» وفي مقدمتبم أحمد المرئّض رئيس حكومة 
المجاهدين ( هيئّة الإصلاح المر كزية ) وبقمة رؤساء ترهونة . 

وبعد البوبرات بقلمل إلى الجبة الشرقية الجنوبة فارقني صاحي عبد السلام 
ابن غشير . وقد قبض عله الإيطالمون وقتلوه . رحمه الله . 

والتحقت أنا بجماعة البلاعزة » وفي مقدمتبم حمد بك شلابي » وإبن أخمه 
الطاهر أفندي شلابي . والحاج على هويسة »© والشيخ محمد الزويك »© والشيخ 
جمد جموم وكثير من أعمانهم .وسار المبع في قافلة واحدة الى أراضي أرفلّة. 

وما كدنا نتحاوز المودرات ( مر كز ترهونة ) حتى احتليا الطلبان هي 
والنواحى الأربعة » فكانت حيوشسهم تقتل وتفظم وتمتك ؛ لا تحترم وقار 
الشوخ ؛ ولاضعف الاطفال وحرمة الناء . 

وكانت أحكثرية هذه الجموش من المرتزقة » من العرب والبرير » برياسة 
بو سف خر يدش ٠‏ 

وبقدر الجيش الإيطالى ‏ بما فبه من الإيطالمين والاحماش » والمرتزقة ‏ 

بحوالي ثلاثين ن ألف مقاتا ل . بما يازمهم من عثاد حربىي وكادت ترهونة تو خذ على 
غرة ولا عناءة الل ٠‏ وخرج أهايا بدون دفاع عنبا . 


وتأبسم العدو زحفه الى الشمرق . فتلقاه المداهدون قُّ عشنية ( 60 ونعسيك 


)1١(‏ قرية عمغيرءة في الجغوب الغربى من قصصر القربولىي كانت في ذلك الوقت مركزأ لتجمع 


26 


معركة كبيرة انسحب المجاهدون . وهذه القوة هي أحد فى الكاشة الإيطالية 
ترهونة الّئوسة الغربسية. واستمرت قوة الطلمانفى زحفما4فالتقت بالمحاهدن فى 
رأس عزال 0٠‏ في أواخر ينابر 5 . وحصلت بينهم معركة كميرة ٠‏ 


ومعركة رأس غزال من المعارك المشبورة فى الحرب الطرابلسية . استشهد 
فمبا من ثماطة وحدهأ .”م شبمدا» مأ عدا من استشهد من ترهونة والقربولي ٠.‏ 

وانتقل من بقى من المحاهد.ن إلى ( قصر شمار) ''' . وكان به الشخ على بن 
رحاب رئيس الماطقة الإداري ورئدس الحاهدين ' و قو الى_أهدون على 
الصمود فانسحموا الى ( العلتوص ) ''! وصاروا يناو دون العدو من ميمنته في 
الحنوب الشرق من قصر خمار . 


ولما وصل العدو قصر خمار حاول الشيخ على ن رحاب أن يتصل سعدون 
رئس حيش مصراتة بالتلمفون » ولكن وصل الخبر متأخراً» فتحرك نحدشه من 
مصراتة لملاقاة الإيطالمين . 

وجاءت نحدة من مسلاتة وشقران والتقوا بإخوانهم المجاهدين في العلشسوص 
وحاولوا الثبات أمام العدو » وأرسلوا في طلب النجدة من حوهم » ولكن 
قوة العدو كانت كثير 5 فتغلت علدهم » وخاف مجاهدو مسلاتة على مالرهم 
وحريهم » فذهيوا إلى مسلاتة ؛ لببعدوا أهليم عن طريق العدو . ووصلت 
قوة العدو إلى ( غسسمة) '* . 





. موضم غرلى قصر خيار > وقريب من القربوليٍ‎ )١( 
. (؟) قصر قديم في أرض قباطة » من قصور بنى خمار » إحدى قبائل البرير القدماء‎ 
٠ أرض فى قماطة من الكيلو ١ه الى الكيلو م م يطلق علمها كلمة العترص‎ )+( 


0 


- 


بلد كانت فى القدم تابعة لسلاتة , 


165 


وشاع حير وصول سعدون فى حدش مصر انه 3 فعسكر المدو لى عنممة 


خوفا من ممباغتة سعدون له فى مضايق النقازة ''' . 


وفي هذه الأثناء كانتالقوة الى احتلت ترهونة- وهيشق الكاشةالإيطالية 
الجنوبى - اتحبت إلى مسلاتة لتتصل بالقوة الثانةوهى شى الكاشة الشمالى .وفي 
هذهالأثناء واصل العدو سيره إلى السلحسسة» فالتقوا فمها بسعدونفي أول فبرابر 
من نقل الحريم والأطفال . ووقعت فيها بينه وبينهم معركة هائلة استشهد فيهبا 
سعدون الشيخ على حيح . وأعاد الطلبان الكرة على سعدون فتخلى عن السلحيية 
واحثلوا القصمات عاضة مسلا دّة ٠‏ وانصم إل سعدول جماعة مسلا نة وسقران ‏ 
بعد أن أجلوا عائلاتهم عن طريق العدو » فانحاز بهم سعدون إلى القطارة بقصد 
منع تقدم العدو إلى زلمطن والساحل > وانضم إلبه كذلك جماعة من زلبطن 
والمحاوات ٠.‏ 

وفك ترك الطلمان سعدو 0) واقفا فى السلحسية وحالوا بلمه وبين التقدم إلى 
مسلاتة ريثم| تمع جيوسهم وتنظم من حدر ملك . وبقست حموش الطلمان نحو 
عسمرة انأم ا قوم بمغدر حركات الاستطلاع . وى هده المدة اجتمعت .تسم 
الجبوش فى ترهونة ومسلاتة » وبقبت تنتظر الأمر باستئناف الزحف . 

وف دوم ٠‏ من فبرابر سنة ١997#‏ صدر لما الأمر بالزحف على الساحل 
وزلمطن ومصراتة . فزحف بيزري في قوة من طريى انس سوق افيس . 
وزحف جرازيان في قوة علىطريق الداوون والقطارة. وكانت قوة ثالئة تعسكر 
في السلحمية »وبهذا تكون الجيوش الإيطالية أحاطت يسعدو نمن الشمالو الجنوب 
والغرب فى كاشة تحاول أن بلقي فَكاها وراءه من الجية الشرقية ٠‏ وي بوم “77 


ا 


يه اصطدمت فوة العدو الشمالمة حماعة من مجاهدى تأورعة ومصراثة » فم تقد 
00 كثرة العدو الحارفة لوقا لق تدا عن ارم > وا 


احتلال زليطن بوم الجمعة ١‏ من رجب سنة 14١‏ : 


وتقدمت قوة بيزرى حتى دخلت زلمطن ٠‏ من ناحمة امعة يوم ١7‏ من فبراير 
سبية ب ي؟ 4 ١‏ وادثلت مرتفعات ماحر السمالمة وم تلى مقاورمة ٠‏ وبدقى سعدول 
أمام ملتقى الكاسة 6 وقد أدرك خطر مر كزه وأن 0 كسا سملثة_مان ورآاءه 
إدا بقي ف مكانه »فانسحب للا إلى وادي ماجر قبالهة زليطن » وبهدأ خرج من 
وسط الككامة » وأ من الطريق بدنه ودين مصراتة . 


وقد طلب سعدون من رؤساء ترهونة الثبات وجمم المسلحين لمساعدته فى صد 
تار العدو» ولكن الناس كانوا فيحالة يأس وعدم استقرار فم يستحيبوا لطلبه» 
وبقي هو في قلة من المجاهدين والعسكر لمذل آخر جبد فى تأخير تقدم العدو 
حتى يتمكن الناس من إخراج النساء والأطفال إلى المادية . 


على قصر حمد على أن الطليان | يحاوارا الوم على الواطين من قصمر خسد من 
أعد”وا له العدةة ؛ والذى قاريت طلائمه تصل إل مصراقة : 


وقد أخير سعدون ‏ وهو في ماجر ><كومة مصراتة تقد مالعدو والدثلاله 
زليطن والساحل > وفشله في إقناع رؤساء ترهونة الثبات وجمع المحاهدنن » 
فرأت حكومةمصراتة أن لدس من الممك. ن الدفاع عنها» لأن جميع البلاد الغربية 
سقطت فى يد العدو . والجموش البرية في تلك الكثرة المائلة احتلت زليطن 
وأصحت على حدود مصراتة الغربية . والأسطول واقف لما بالمرصاد في قصر 


نفة 


مد بمدافع.ه وحئوده . وعلى ضوء مأ سدو من كل هذه الظروف القأسية 
قررت الرحمل عن مصراتة . 

وقبل انتقالها بأربعة أيام تقريباً أباحت الرحيل السكان فأخذوا برحلون 
عن البلاد » وأخذت هي في نقل أثقال الجيش وأمتعته » وبقى الجدش في أما كنه 
في مواجبة العدو حتى يتمكن الناس من نقل ما يهمهم نقله . وكان تقدم العدو 
فى استمرار . 

وق 55 من قبرابر سئة 1١98*‏ وصلت ف وات العدو إلى « بوروية » وق 
هذا الوم غادرت حكومة مصراتة المواطين » وفي الساعة الخامسة والنصف 
منه احثلبيا العدو . 


احتلال مصراته 


4 من رجحب سنة 1١841١‏ ه- 5؟ من فبرابر سنة 19178 م 


لا شك أن مصراتة هي مركز الركة الوطنية الطرابلسية ومنيع قوتها . 
وقد أثبتت التجارب وتقلتّبات الأحوال في طرابلس أن حماة الحركة الوطنسة 
فمما رهن يوجود مصراتة فى بد العرب» وما خرجت هرة من أبد. مهم إلا وانقطع 
الجباد من طر اباس 

وإذا تتبعنا تاريخ مصراتة في الجباد الطرابلسي لنحد أنها ل يستول عليها 
العدو استملاء كاملاً إلا مرتين : مرة عقب صلح اول سئة ١9919‏ »وكر: 
استملاؤه علمها لا بالحرب بل باستسلامها مقتفى صلح أوثى » ثأنها في ذلك شأن 
جمبع المدن الطر ابلسية . وقد أجلام 7 رمضان قْ أغسطس سئة م916١‏ , 
أما المرة الثانبة فبي هذه التى حصلت فى 7 فبرابر سنة ١98‏ . وقد حصلت 
أثناء نباية مؤلمة » فكانت ضربة قاصمة للحركة الوطنية . وكان سقوط أي مدينة 


نفد 


غيرها من مدن القطر لا يعدو أن حدث فتورا جزئيا في الناحية التي ثآبم 
تلك المدينة » مما أثدت أن مصراتة قلب الحركة الوطئية في طرابلس وشرياكف 
الحماة فسبا . 

وقد كان سقوطبا هذا الذى أن بصدد تقسد حوادثه أمضى خنجحر طعنت 
مه الحركة الوطنسة فةضى على حماتها. وليس دلك من تقصير أو تفردط منفصراتة . 
ولكنه نتمجة لتلك الشخوخة التي ديت ميكترة ‏ في جسم الحكومة 
الوطنمة لعوامل كانت مصراتة وحكومتها بعيدة عنها كل البعد . 

وهكذا نحد التاريخ الوطنيفيطرابلس لا يمر بمصراتة إلا وقف عندها هوقف 
الإجلال والتعظم » وأكبر منبا ما نشأها عليه البطل العظم رمضان بك 
السويلي من روم التضحمة والجحهاد . شكر الله له ما خاسد لنا من جد > وما 
ترك لنأ من حسن الأحدوثة . 

وبعد احتلال مصراتة أنشأ الطلان قبادتين : قمادة في الشرق عند نفوذها 
إلى مسلاتة والمس » وقمادة فى الجبل ند نفوذها إلى حدود ترهونة الشرقية . 
وأسندت إلى وولي جميم الأمور المدنية والعسكرية » وبذلك جمع إلى رياسة 
الحكومة قمادة الجدش من سرت إلى حدود تونس . 


خرحت حكومة مصراتة من المواطين با معبا من العسكر » وأخرجت 
من أثقالها ما لا مكن الاستغناء عنه » تتمبل فى السير لمتمكن الناس من الإبتعاد 
بأطفالهم ونسائهم عن مواطنا +طر. وتلبئت قليلاً في الكت ١١‏ لهذا الغرض, 


وم بر شجمد معدون من الصواب رجوعه. إلى مصرانة 3 بل ذهب من مأحر 


0١ /‏ اأسحككث ْ مكان دوو دءي مصر أده ص مسافة سأعدين ٠.‏ 


247 


إلى « عمد الرؤوف + )١'‏ وهو مستودع عاد اليش الحرلى وهعداثه ؛ 
فأمر بنقل ما فمه إلى « أسسوطة » ''' ونقلوا منه ما أمكن ذقاه . 

وكان الطليان يعتمدون في هذه الحرب على حدش المرتزقة برياسة خربيش . 
فلم يترك في طريقه بلدا إلا أحرقه “ ولا مالا إلا :هبه . واستعملوا القئل فى غير 
رحمة . وم من شبخ وطفل استجار بهم فلم يجيروه . وكان الإنتقام من أحلى 
مظاهر هذه الحرب يستوي في ذلك الحدشي والمرتزق والإيطالي » ويشار كهم 
في ذلك القائد والضابط بدون أن نحاشي أحدا ينتمي إلى هذا الجدش .وباستملاء 
الطليان على مصراتة تم" لهم الإستيلاء على جميع السواحل وخط الجبل . وللجأ 
أكثر سكان السواحل إلى النوب »> ونزل كثير منهم وادى بنى ولمد وأمتّدوا 
في أراضي أرفلة إلى نفد » وذهب بعضهم إلى فزان وسرت . 

محمد سعدون في أسيوطة : 

بقي مد سعدون في أسيوطة »> والتحق به بقية عسكر مصراتة والذين 
كانوا مرابطين في قصر حمد.وكانت حالة الجلاء حالة مؤسفة لقلة وسائط النقل» 
ولبطءه حركة النساء والأطفال» ولفقر كثير من الناس وعجزثم عن توين أنفسهه 
ونقل أثقالهم » فكانت هذه الاعتبارات داعية لتريث همد سعدون في أسوطة 
ريما يتاح للناس الوقت الكافي لابتعادهم عن منطقة الخطر فى طمأنينة وراحة. 
وبعد أن أمن الناس شر العدو > واختاروا لأنفسهم مناطق في البادية يتزلون 
فيها انتقل سعدون من أسبوطة إلى أم العرفج »> ونقل ما معه من معد" ات 
الحرب ورايط فمها . وصارت دورياته تراقب حركات العدو . واشتار الناس 
منازل لاستقرارهم » فنزل جماعة الحاميد والبلاءزة في وادي سوفحين يقرب 
فلعة الشخ > ونزلت مصراتة في نفد وما حوله . وتقارب الناس بعضهم من 


. >» عرد الرؤرف : مكان جنوبي مصراتة ويسمونه « عبد الروف‎ )١( 


(؟) أسيوطة : مكان جنوبي مصراتة بنحو أربع ساعات , 


7 


بعض »© وكانوا جميه] يسككنون الام والأخصاص وقد استقر” بهم اأقام 
إلى حد ما . 


ومنذ أن خرحت حدكومة مصراتة من المواطين جعلت وجبتها وادي نفد » 
فاستقرت شه » ونقلت إلمه بعض المبعات عدا ما بقي مع سعدون في أم العرفج. 
وى أواخر مارس سنة + 8 +١‏ أحثمم الحاهدون هن البلاعرة والخاميد ومصراتة 
وغيرهم والتحقوا يسعدون في أم العرفج» ثم انتقلوا إلى تاجموت والقديرية لمراقبة 
حركات العدو من قر بلأمم كانوا يترقتبون خروجه إلى تاورعة . وبقي العدو 
فى مصراتة من 55 فيرابر إلى آخر إبريل يعد نفسه لاخروج على المحاهدين . 


وفي أول مأبو سية ١97‏ حرج العدو من مصراتة ف قوة كميرة'١)‏ لاحتلال 
تأورعة . وقد التقى سعض خسالة المجاهدن في القسديرية . وبعد منأوسة معهم 
وهو من أعمان تاورغة . وقد قرب الهم احتلال تاورغة المسافة بينهم وبين 
من خمالة العدو . وفي الموم الرابع منه خرج العدو في قوة كبيرة . 


واقعة المشمرك '" : 


من أكبر المعارك وأكثرها خسارة على الجاهدين واقعة المسرك . وقد خرج 
العدو في يوم ؛ من مابو سنة ١46+‏ من تاورغة فى قوة كميرة وتلقتاه الجاهدوني 


)01 يقول جر ازياني ؛ إن هذه القوة موٌلفة من ١.٠‏ حددي ل 5*٠.‏ قأرس ومدفعلين . 
المعركة وكل منبما يعتقد أنه مغلوب . والمعركة الاولى هي التي قتل فيها حسين الكريتلي في 


ه17 


السرك ونزاوه القتال فكانت معركة حامية الوطيس دامت من الصباح إلى 
الظير . وقد أبلى الجاهدرن قبها يلار حستاً . وكار: مد سعدون رئيس 
ا جاهدين يقتحم صفوف العدو في جرأة فائقة مما شجم المجاهدن على الثبات 
والتدافع على الموت . وكانت رغبة التغلب على العدو تدفعهم إلى اقتحام صفوفه 
في غير مبالاة به . وكانوا أشه شيء بالمتمارين في النسل من العدو لوصول بنتسحة 
المعركة إلى رجحان كفتهم . وقد كان لكثرة جند العدو و كثرة معداته أثر 
واضح في الحد من وصول المجاهدين إلى الغاية . وقد انصرف كل من المتقاتلين وهو 
يعتقد أنه مغلوب . وبعد هذه المعركة خرج الطلمان من تاورغة وذهيوا إلى 
مصراتة . وانجلت المعركة عن نحو ١6١‏ قشلا تشرافوا بالشبادة في سسل 
الوطن . وكان قْ مقدمة هو لاء الشيداء مد سعدون القائد العام لأممجاهد.ن : 
ومن هؤلاء الشيداء الشيخ السنوسي الكاسح من العمادله » والشخ مد بن عبد الله 
الدكام من الطبول » ورمضان بن عبد السلام الأدغم » وسعيد بن موسى 
البرزان من مصراتة برتبة ضابط » وعبد الرحمن أفندي التريى من البلاعزة ١‏ 
وجرح الشرخ على بنتبني'"' » وغير هؤلاء كثير من الشهداء والجهروحين» ونظراً 
لشدة المعركة فقد ترك المجاهدون قتلاهم في المعركة كا ترك العدو قتلاه كذلك . 
وفي يوم الأحد التالي ل.وم المعركة رجع الناس إلى محل المعركة لنقل الشهداء » 
فنقل سعدون إلى السدادة ؛ ودفن فسهأ بوم 8 من رمضأن سنة 4١‏ اهم 
المواقى ه من مأبو سنة 11م . 

وفى أواخر شهر مالبو من هذه السنة الموافق شبر سوال ١84١ه‏ كانت 
سمارة ايطالية داهبة من العزيزية إلى غريان » وفبها بعض الضباط الإيطالنين 
قباحميا جماعة من الملاعزة منهم على بن فرج بن ولد وعلى الشت قمل ان تصل 


١ /‏ ( هن بلاعرة الطارد لك لز أوية - وهو حدددي بأسل بر ثمة 0 ضادط 44 وكان ص المتفوقين قِ 
استعال المدافع الرساسة ؛ ورعن ادن ) دعبم عليمم سهد ول قِ دروو بة , أساسشوك وهو على مدقعه 
الرشاش رحمه الله . 


(؟) من بلاعزة الزاوية من أولاد صقر ء خلا إلى فزان وتوني هناك . 


54 


ثشة بوغملان » وقتلوا من فيها من الضباط » وأخذوا ما فيها من أمتعتهم 
وأحرقوها ٠‏ 

بعد موت سعدون : 

كآن لموت سعدون أثر بمّن في ضعف قوة المحاهدن المعنوية » فكان س رحمه 
الله شجاعاً قوى الإرادة » مياب الحانب ©» مقداما فى الحروب» لا سال لى أنزل 
على الموت أم نزل الموت عليه »> وهد أعحب عضاء عزعته المحاهدون والحند إلى 
أ بعد حد ؛ فكان عندم مغالا للرحولة الكاملة » والتضحمة الخالصة ف سسل 
الله والوطن . 

وم يكن أفراد الشعب أقل إعجاباً به من المجاهدين والجند » فكان لاسم 
سعدون من نفو سهم مكان الإحترام والتقدير لا قدامه من خدمات صادقة لوطنه. 
وكان موته فى ظرف ساءت فيه حال الجاهدين » وتوالت انتصارات العدو . 
وكان العثور على مثله في ذلك الوقت فى حك المتعذر أو كاد. لهذا كله كان موت 
سعدون حفوفاً بكثير من أسساب المأس من القدرة على مكافحة العدو © ويفتور 
في العزاتم وهذت معه قوى النأس المعنوية 

وقد حدث ذات مرة أن الطليان اتفقوا مع سعدون ( شفسا ) على أمكنة 
معدنة ة دقف كل من الطرفين عندها لضرورة كانت قائة . و يلسث الطلمان أن 
حاولوا نقض هذا الاتفاق الشفبى فكتب القائد الإدطالى إلى سعدون يقول له : 
انك ١‏ تقف عند الخد الذي اتفقنا علمه واحثلات أمكنة كانت لنا قرد عله 
سعدون بقوله : اننا لا نعلم هذه الأمكنة ااتيتد”عيها لنفسك » فإن كل ما تدعيه 
في البحر والبر والجو هو انا . فرد عليه القائد : ما ادعيته لنفسك هو لناء ولو 
حفر تك تحت أقدامك أو كدت عظام أحد ادن . قرفا علمه : إن جىيء أحدادك 
الى هذا الوطن كان اعتداء على سكانه» و كذاك حجسئك أنت كان اعتداء علينا . 


وقد شغل الذين يعنيهوالأمر بالتفكير فبمنيخلفه فيرياسة الجيش والمجاهدين» 


إفة 


وقد رأوا- للضرورة الملحّة ‏ أن يعينوا بدله الحاج على المنقوش . وانتقل 
مجلس قبادة الجاهدين من أم العرفج إلى نفد » ونقل إلبه ما كان فمها من أثقال 
الجيش يشعرون بوحشة من ناحدته 6 فتقدموا إلى حكومة مصراتة بطلب تعرين 
إبراهم بن رمضان بك قائدا الحيش بدلاً من الحاج على المنقوش فكان ذلك . 


إبراهم السويحاي : 


أسندت رياسة العسكر والمجاهدين إلى إبراهم بن رمضان بك السويحل » 
وهو حدث السن لا يبلغ السابعة عشرة . ونظراً لصغر سنه كانت تولمته محل 
انتقاد من بعض الناس » لأنه كان في الجيش ‏ بل وف المجاهدين ‏ من هو أكير 
منه سنا وأدرى بشْؤٌون الحرب والقيادة . ولم يككن في الوقت متسع لمناقشة 
آراء المعترضين»لآن مسألة الدفاع كانت تمشي إلى النهاية مخطى واسعة ؟والمنتقدون 
أنفسهم كانوا يدر كون هم !ا » لذلك لم يكونوا شديدي الحرص على التمسك 
بآرائهم » وترك الأمر يسير في طريقه تحيط به جميع عوامل الانحلال وسار 
إبراهم السويحلي في وظففته » مسترشدا ببعض الآراء تحت إشراف عمه أحمد بك 
رئيس الحكومة. وكان عمه يعااج الأمور ما يتناسب مع ذلك الوضم القائم الذي 
أششرفت فيه جميع الأمور على النهاية . 


صفى الدين في نفد : 


لا سكن السئوسية كانوا يعرفون إلاح الطرابلسين فتنفذ معاهدة سرت 
وشروط السمعة » ويشعرون بأنهم ل يفوا بشيء مما جاء فسها . 


وقد أدر كوا من طريق المقين أن عدم تنفيذ معاهدة سرت وشروط السعة 


104 


كان من أقوى الأسباب المماشرة في ضعف المقاومة في طرابلس . ويعامون أرن 
قبول السمد إدريس ببعة الطرابلسين كان على خلاف رغبة الطليان . وأن سفره 
الى مصر سسؤثر في حالة المقاومة في طرابلس > كا يؤثر في حالة الاستقرار التي 
كانت موجودة فى برقة » لآن الطلبان سبباجموها نتيجة لقبول السيد إدريس 
بيعة الطرابلسيين التي يمتبدونا مناقضة ما بينه وبينهم من الماهدات ٠‏ 

فلبذه الأساب رأوا أن برسلوا صفي الدين الى نفد > حيث تقمم رباسة 
ال محاهدين الطرابلسين > لبحاول اصلاح ما ترتقب على عدم تنفيذ معاهدة سرت 
وسُروط السعة من فساد . فوصل الى نفد في ذي القعدة سنة ١41«١ه‏ يوليه 
سنة 1911م . 

ولمت هذا المجىء كان قبل تغلب العدو وجلاء الناس الى البادية » وليته 
أنضاً كان مصحوبا بالمعونة من المال والرجال التى وعد بها السنوسبون > وفام 
بقرارات مؤمّر سرت وشروط السعة . وقد جاء في جماعة أشه حراس له لا 
بتجاوزون عدد الاصابم > وم بأت معه حتى با يقوم بنفقته الخاصة . 

وقد كاتب صفي الدين ‏ وهو في طريقه الى نفد عمد الجليل سف النصر» 
فالتحقى به فى سرت > وقدموا جمعا الى نفد في ذي القعدة سنة ١41١‏ . وما 
ليث عبد الجليل أن غادر نفد ورجع الى الجفرة » ودقي صفي الدين معنا . 

وقبل رجوع عبد الجليل إلى الجفرة كلفه صفي الدين بالدهاب إلى عمد البي 
لمدعوه إلى الاتفاق وتوحمد الكامة ظ فلم برض » لأنه يعتبر دخول عبد الني في 
الاتفاق خضوعاً لمصراتة وهو لا بوافق على ذلك . 


وقد دل" عمد الجلمل بموقفه هذا على أنه يؤيد تمادىي عبد النى على موقفه 
احالف . وهدأ ما كان النأاس إد ذاك مشنعان بة 3 وم 2 نهم السبد صفي 
الدين ''' . 

. صرح السيد صفي الدين بهذا في سياق حديث لأحمد بك السويحلي‎ )١( 


7/4ع141 


وكاتب صفي الدبن عبد النبي يدعوه إلى الاتحاد مع المجاهدين فم يعبأ بذلك» 
لأنه ما زال يحفظ له ذلك النزاع الذي حصل بينها في أرفلة عقب القرضابية 
سية 06م 1 


إرسال وفد إلى الزنعان : 

كان الزنتان والمقارحة وأولاد أبى سيف يقسمون في طبقة » والقريات » 
وقرزة » والوديان » وامادة » وم يشار كوا في الحرب الأخيرة التي قامت سنة 
بقامل ولا يكثير . وكانما فككثّر فيهالناس إد ذاك بعد يجىء صفي الدبن 
إلى نفد إرسال وفد الببم للاتفاق مع المجاهدين وإرسال المعونة إلسهم من 
الملل والرجال . وانتخب الوفد من الشخ الطاهر الزاوي » وعبد السلام العربي؛ 
وعبد السلام التومي » والمبروك الغدي » والحابج علي المنقوش »> والشيخ أبي 
القاسم الطبول . وصدر الأمر إلى الوفد بالتوجه إلى حمث يقم هؤلاء العربان في 
4 من ذي القعدة سنة ١841١ه‏ (يولمه سنة 98١م)واستعد‏ الوفد للسفر»وسافر 
فى منتصف ذي الححة من هذه السنة » ومر في طريقه إلى الزنتان بالشيخ أحمد 
قرزة في «قرزة) واجتمعنا به وبالشيخ أبي بكر قرزة. وكان أولاد أبي سيفب 
منضمين في ممولهم السياسية الى المشاشية والبربر في حروبهم مع الزنتارن 
والرجمان لما بنهم وبين المحشاشة من صلة قديمة ورابطة الجوار والمناصرة . 


. وقد شرح لهم الوفد مهمته التي جاء من أجلبا وطلب إليهم الانضام إلى 
امجاهدين ومعونتهم المال والرجال » فكان عذرم أن الوقت لا يسمح بمغادرتهم 
منازهم لا يتوقعونه من هجوم الزنتان والمشاشية بعضهم على بعض » وبماأن 
مناز لهم قريبة من منازل المتحاربين فقد تنجر إلمهم الحرب» وأظهروا أن بوداهم 
لو تناح لهم فرصة المعاونة .ورأوا أن فما أبدوه من المعاذير مبررا لعدم الاشتراك 


شَ 


فى الحرب 1 وأذكيوا ممع الوفد إلى راى : هو أنه مام يتفق الزنتان والمشاسية 
فلا يمكنهم تقدم أى مساعدة ٠‏ 


4 + 


ومررنا فى طريةنا إلى الز نان في القريات وطبقة »© واجتمعنا في القرية 
الشرقية بالشيخ سالم بن عبد النبي . وفىي طبقة بالششخ أحمد الأزهري والاستاذ 
سد هلب الإمام وعيرثم من أعان االزنتان وشراحنا هم حا له الحاأهدين وماآلت إلنه 
من ضعف . وأكدّدنا لهم أن الموقف يتطلب المعونة وجمع الكامة » فكان عذرهم 
لنا هو أنهم في حالة حرب مع المشاشية وهم ينتهزون لنا الفرص للهجوم علينا » 
وعلى هذا فلا يمكننا أن نستغني عن أحد من رجالنا » ونحن دائما في انتظار 


عرو اعداينا عاءنا 1 


مناورة : 

وقد أراد الزنتان أن يشتوا هذه الحقبقة للوفد من طريق المشاهدة» فدبّروا 
فما بينبم أن يحضر المسلحون على خملبم وإبلهم في صبيحة يوم اتفقوا عليه . 
وفي ذات صباح عند يزوغ الشمس لم يشعر الوفد الا والخيل تحمل الرجحال “ 
والإبل تحمل الأزواد والمسلحين فى كثرة تعد الات وهم دتنادون للحرب 
وللأخذ بالثأر » فاما سألنا عن الخير أحابونا بأن المشاشة أغاروا على مواشينا 
ونحن ذاهمون الى ملاقاتهم» فر كبنا معبم وسرنا الى حيث هم سائرون. وحوالي 
الظبر أبلغوا الوفد بأنه اتضح لديهم أن الخبر مكذوب . 


والوفد يعامحق العلم أنها حيلة مدبرة لببرروا بها امتناعهمعن معونة الجاهدين 
والاشتراك في الحرب . وقد خمل إلمهم أن مثل هذه المناورة تبرر موقفهم 
وتقنع الوفد بصحة ما انتحلوه من أعذار . وقد ثبت للوفد أن محاولة إقناعهم 
المشاركة في الحرب ومعاونة المجاهدين محاولة فاشة لأن ارتكابهم مثل هذه 


المناورة دليل على الإصرار على التمنم ولا شك . 

وآخر ما اتفق علمه الوفد مع أعمان الزئتان أن يسافر الوفد ويلتحق به 
السيخخ أحمد الأزهري عند السمد جمد بن دسير من أعمان أو لاد أبى سيف للسبحثوا 
الأمر تحضوره . فسافر الوفد وهر في طريقه بأولاد أبي سيف ونزل عند السيد 


ام - جباد الأبطال ١م‏ 


حمد بن بشير » ول يطل الوفد الانتظار عنده وسافر إلى نفد حمث مركز 
الجاهدين قبل أن بلحقه الشخ أد الأزهرى عند السسد محمد بن بشير . 
واستغرقت مبمة الوفد بقبة ذي الحجة سنة ١84١‏ وأكثر المحرم سنة ١41‏ , 


ملحوظة : 


إن أولاد أبي سيف والزنتان والمقارحة من سكان المادية » ما زالوا في حالة 
بدوية بدائية . ومنازهم في الوديان» ووادي قرزة والقريات » وطبقة واحمادة. 
وينتشرون في تلك الأراضي الواسعة إلى ملاحة غدامس وصحراء فزان . وهي 
مساحات من الآرض يحتاج الراكب في قطعبا إلى سير عششرات من الأيام . 
وأسرع ما عندهم من وسائل المواصلات الإبل » فإذا أرادوا أن يتبادلوا الرأي 
في موضوع فلا بد منالوقت الكافي لقطع هذه المسافات على الإبل ليتصل بعضهم 
ببعض . وفها إذا اتفقوا على ثىء ووصلوا إلى دور التنفشذ فلا بد من الوقت 
الكافي أيضا مع ما اتفقوا عله وتوزيعه على القبائل» حسب كبر القسلة وصغرها 
و بعد القبائل وقربها بعضها من بعض . 


فبذا الوضع الإجتاعي لسكان البادية يجعل الانتفاع بهم متعذراً » وإقناعبم 
بواجب الوطن يحتاج إلى كثير من الوقت' للتأثير فما ألفوه في محيطهم الضيق 
وتفكيرهم امحدود» وظروف المجاهدين ا نسم لمعض هذا لأ هم فيه من مضايقة 
العدو وقلة دات المد . 


السواحل > وعن انتصارات الطليان عليهم » وهم يعامون أن أهل السواحل هم 


الحصن الدى إذا اقتحم فشلت المقاومة فى طرابلس كلها ٠‏ ورغم هذا كله فقد 
وقفوا ذلك الموقف الذي أعبى الوفد إقناعبم بالتحوثل عنه » واعتذروا بتلك 


ليه 


الأعذار التي أفبمهم الوفد أنه غير مقتنع بها . وما كان وضعهم الاجماعي سمح 
لهم بغير هذا التفكير الضيق الأفق . 

وكانت الفكرة السائدة فى حرط حكومة المجاهدين أن هذه الوفود وهذه 
المكاتيات شبيهة برقصة المذبوح » أو بتعلق الغريق بأشعة الشمس » وهي طرق 
برى فمهأ المضطر تأدية ما بقى عليه من واحب حتى إذا نزلت الحنة ل( تحد نفسه 
طريقاً لتأنسه على التقصير . 


رجع الوفد في الهرم سنة 1 إلى نفد حمث حكومة المحاهدين »> واتضح 
لحكومة مصراتة أن السبد صفي الديبن لم يأت معه بشيء لا من المال ولا من 
الرحال . وم يلبث أن طلب من حكومة مصراتة فرض مرتبات له ولحاشيته 
وأجرت علبهم نفقات بوممة » واستمر معنا في نفد نحو أربعة أشهر أنفقت عليه 
05 ومة مصراتة فبا 6١‏ ألف قرش . 

وكانت حكومة مصراتة تؤمل أن يأ صفي الد.نمعه نحيش من برقة مزواد 
با يازمه من السلاح والأرزاق ليجاهد مع المجاهدين » ولكنه لم يفعل » يل جاء 
معه حاشية من الخدم والإخوان وأصبح هو وإباهم عبد على خزانة المجاهدين . 


4 ك0 


ركبه : 


رغب السمد صفي الدين أن يكون له الإشمر اف على خزانة حكومة مصراتة: 
ما يدخل فيها وما يخرج منها . ودعم هذا الطلب با له من الح من النيابة عن 
الأمبر » وكاشف حكومة مصراتة هذه الرغية » فاعترضت حكومة مصراتة 
بأنه إذا كنت تريد أن تتمسك ببذا الوصف »> فسحب أن تطبقه على أرفلة وعبد 
الجلبل وخلمفة الزاوي في فزان وأولاد أبي سيف والزنتان والمقارحة وعريان 
سرت وغيرهم» لآن الإمارة - إن صحدّت - فهي على جميع القطر لا على مصراتة 
وحدها »> ونحن أول من ينفذ هذه الرغمة » أما بغير هذا فلا . وعلى كل حال 


ذه 


قنعحن هس دنعك وول للإنفاق علمسك ما دمت مقسما معنأ » وأنتهيى الحخددث إل 


هذا الخد ., 


إرسال وفد الى مصر : 


أصبح الأمل في عودة السيد إدريس من مصر كأمل الغريق فى نجاته بأشعة 
الشس > ووقر في أذهان الناس أن البرقاويين لا يقومون بأى مساعدة إلا من 
طريق إدرس . على أن مجيء صفي الدين على تلك الحال أثبت لديهم أرن 
السنوسيين والبرقاويين لا ينوون القيام بأي مساعدة حربية » بل ولا تخطر 
ببالهم » ولكن كان بغريهم بهذه الآمال الكاذبة ذلك الموقف الذي كان يتبددهم 
بالخطر من كل جانب : فجيوش الطليان تتقدم في كل يوم على المجاهدين » وإن 
وقفت بوماً تقدمت أناما » واستّاتة امجاهدين في الدفاع إنما ينشأ عنها تناقص 
مطرد في عددهم وعددهم . وما في خزانة الحكومة أصبح على وشك النفاد . 
وحالة الحرب » وجلاء الناس عن أوطانهم من أقوى الأسباب التق حالت دون 
الاشتغال بالتحارة والزراعة ٠‏ وامتناع كسك النى عن المعاونة م وأمتناع مساك 
الجللل سسف النصر وأولاد سلبان وقبائل الزنتان والرجيان وأولاد أبى سف 
والمقارحة عن الدخول في الحرب - كل هذا كان سبيا فى فشل الحركة وإشرافيا 
على الغاية . 


وكان الناس يرون في هذا التشتت المريع أقوى أسباب الانهبار . وقد 
يكون وجود السبد إدريس من دواعي الإلفة وجمع الشمل » فرأوا - موافقة 
صفي الدين - أن برسلوا إلمه وقداً ليشرح له الحالة وبدعوه إلى الجيء فرما 
تأثرت نفسه بتلك الخال السدئة وأحاب الدعوة . 

وتألف الوفد من الأستاذ عئان القيزاني » وعمر أفندي المتحون » وخالد يك 
القرقني » ومد أفندي الترى » والشيخ مصطفى الترحمان . وتوجه الوفد من نفد 


2 


0 


في صفر سنة 149 ( سبتمير سنة ١919#‏ ) . ووصل إلى مصر . وقد فطنت له 
سساسة الإبطالة فذلت من المساعى لدى الحكومة المصرية ما عاق مساعنه 


بف ليونية 


ا 


وتوسط الطلمان لدى الحكومة المصرية أن تسامه إلمهم “ولكن فشلت وساطة 





للها مسا مسأعي عماك ألر من بك عزام وعيره من رحالات مصس ٠.‏ وأذشيبت مساعي 
طلمان بإخراج الوفد من مصر . 


9 ِ 
بلا 2 


منذ أن غزا رمضان بك السويحلى أرفلة اعتزل عبد النى الطرابلسين واتخذ 
وادى بنى ولمد مركزاً له» والتفة وله أكثر قمائل أرفلة» وكاتته مؤقمر غريان 
لمدخل مم بقنة مواطئيه فأبى . وحاولت همئة الإصلاح المر كزبة أرت لمعه 
بضرورة دخوله فما دخل فمه الناس »> وبذلت له من التو كبدات ما ينفي عن 
نفسه المحاوف من مصراتة وغيرهم فأبى > ولا انتقلت حكومة مصراتة إلى نفد 
اجتمع به رؤساء القبائل و كيار المجاهدين لإقناعه بالمشاركة في الجهاد فأدى . وقد 
زادت هواجسه وقلقت نفسه من هجرة هذه الموع الكثيرة من سكان السواحل 
وفي مقدمتهم حكومة مصراتة لأنه توهم أنحكومة مصراتة وسكاتها سيطاليونه 
بثأر رمضان » فأراد أن يختير شعور هؤلاء الناس نحوه . وفى الوقت نفسه أراد 
أن يحدث فتنة بين ترهونة ومصراتة » فأرسل وفداً مكوناً من عئان السكى 2 
وعقيلة الشاماق » وخمد بيو حمرة »© واج ممعوا بأحمد بك السويحلى في تنفد : 
وتذاءكروا معه في الحالة »؛ وصارحوه بأن المريّض عمل إلى الطلمان وسسختهز 
فرصة وجوده في سرت ١‏ للالتحاق بهم ٠.‏ وطلبوا منه الموافقة على القمض 
عله .وعبد النى لا يعتقد هذا في المرتتض» ولكنها حملة ديّرها لإيقاد الفتنة بين 
مصرأتة وترهونة . 

وفهم أحمد بك السويحلى هذه الخيلة » وأكنّد للوفد أن هذا الكلام لا صحة 
له» وأن المريّض أبعد الناس عن العودة الى الطليان» ثم أكمّد لهم أن مصراتة لا 
تنوي شرا لعبد الني ولا لغيره » وإِنما تريد الآن اتفاق الكامة وجمم الشمل » 
ورجم الوفد إلى عمد النى وأخاره برأي أحمد بك السويحلى فلم تهداً نفسه © 
وطلب احتاعا آآخر يعقد بقلعة السيخ . وحدد الموعد » وعقد الاجمّاع في قلعة 


(١)لما‏ هاجر سكان السواحل بعد احتلال مصراقة ذهب المريض إلى سرت . وبقي أكثرية 
اغامدن فى أراضى أرفة حول حكومة مصراتة , 


1041 


الشخ في رجب سنة ١745‏ ه. وحضره هو بنفسه > وحضره من مصراثة : 
صديقنا التهامى نك قلمصة © وعمد السلام الجدايمى ؛ وشمرف الدين العمامى َظ 
وصالح المضوي» وعبد السلام التومي» وصالح البصير . واتهم عبد الني المريئّتض 
الخمانة “ورماه بتكل نقيصة» وقد أكنّد له جماعة مصراتة أنهم لا يقصدونأرفلة 
بسوء » وقد تناسوا كل شيء > وأنهم لا يقصدون إلا الاتفاق والاتحاد » وأرن 
ترهونة لا تقل رغبة عنهم في هذا المقصد الحسن > وكل ما يقال خلاف هذا 
فبو خلاف الواقع > وفتنة بروحبا سماسرة السوء . 


وأظبر عبد النى الاقتناع ورجع إلى أرفلة » ولكن هل عمل شيئاً يفسد 
المحاهدين ؟ كلا . ولما فشل في إيقاد الفتنة بين ترهونة ومصراتة اعتزل الناس 
وبقي في بني ولسد يفرض الصرائب عنى ما يرد من سوقها من بضائع وحبوب 
الحكومة الإيطالمة فى مدينة طراباس ويداهن الطلمان مأ بؤخر هحومهم على 
أرفلة»وفي هذا التأخير قد تلوح له فرصةتكفل له تغير الساسةالقائُة بينه وبينهم 
في مصلحته »> وهو بيعل أنه إذا لم تتغير سياستهم في مصلحته فسيفتكون به »م 


واستمر على هذا الموقف المشين الذي كان من أكبر المعاول الهدامة في الحركة 
الوطنمة . ومهما حاولت أن تقف له على عذر فى حر كته الانفصالمة فا أنت 
واحد ما يدفم عنه اللائمة سوى تلك الشكوك والآوهام التي أحاطت به يسبب 
خوفه من مصراتة » وأمله فى أن يكون انفصاله شافع له لدى الطلان . 


وكان المحاهدون با حمون العدو 2 مصرانة على مرأى و مهم من عمسلك الني 
وقائل أرفلة فكانوا لا بحر كون ساكنا 4 وكان عمد النى لا سمه من الأمر إلا 


3 
وسّسه عوقفه هذا مواففه الآولى 3 و تعن عنه هذا الْسّدو د شّكا مات 


ا 


عطكأ فى صيحر أء الجمزائر طر دد الطلمان ف نحو م ب فسا من مه © وحفظ ل 
التاريخ شر ما حفظه لأمثاله ممن كانوا يتامسون أوهى المعاذير العمل ضد الوطن 
وقد أخطأه التوفسق قُْ مسع أدوار الجر كة الوطسة 7 


التفكير ف القبض على عبد النبي : 

ولما طال الأخذ والرد بين رؤساء المجاهدين وعند النبي في التكلم في الاتفاق» 
وتحقق لديهم جميعا تلاعبه فكثّر بعضهم في القبض عليه .وتقدم مختار بك كعبار 
هذا الرأي إلى صفي الدين راحماً منه الموافقة عله لاتخاذ التدابير اللازمة له » 
ولكده 1 يوافق . 


وكان مختار يك رحمه الله برى أن من السبل تنفمذ هذه الفكرة » لأن مر كز 
أرفاة كان يسكنه كثير من المباجرين من غير أنصار عبد النى » وقد أخيرى 
بأنه كان بريد إدخال جماعات آخرين من أنصار الجر كة الوطنمة إلى مر كز أرفا 
في دفعات متوالية وأوقات مختلفة حتى إذا ما تجحمع منهم العدد الكافي للمقاومة ‏ 
فهما إذا حصلت ثورة ‏ عدّنوا الوقت الملناسب وأوحدوا الظروف اللائمة © 
وانتهزوا منه غرة لبدء العمل . وكان موقن بنحاح هذه الفكرة ولم تخامره فببا 
أى شك . 


وكان محمد سعدون السو >بى بعد خروحه من مصرأتة فكر في أخذ يك 
الني على أي وحه . واستشار فسه بعض أنصاره ومنهم عون سوف »> ولكن 
أكثرهم ل يوافق خوف الفتنة . وقد بمعمت من عون سوف أنه كان يعتقد نجام 
هذه الفكرة وأنه من السبل القبض على عمد النبي » ولكن من المرجح أن تنتشر 
الفتنة بين القبائل ويصطف بعضها ضدة بعض وتصبح المسألة أشد مما لو لم يقبض 
على عبد النى ٠:‏ 


4 





زعم من زعماء طرابلس وبطل من أبطال الثورة فيبا . يتب إلى قبيلة 
لشرا كسة من « قول أوغلمة »الزاوية انتقل آناؤه إلى غريان واتخذوها وطناً لهم 


مم 


وأصدحوا فسبا سادة محترمين . 


ولد سنة 5 ١‏ ه في غربان» وفمها حفظ القرآن» وى يه ؛ س١‏ ذهب إلى 
مدينة طرابلس لتلقي العلوم متب الرشدية . وفىي سنة ١81١9‏ التحق مكتم 
العشائر فى الآستانة » وهو المكتب الذي أنشأه الساطان عبد اليد لتعلم أولاد 


ل كاد 
-- 


1 8 ب 5 1 5 ب ٠‏ 1 5 7 
لأعمان » لتكميل دراسته هناك »> وبقى فه حمس سئوات © وتخرج فنه » ونال 


ب 


منه الشيادة ٠ ١١١‏ تم التحق مكدب الملكمة - ودراسته تشمه دراسة التخصض 
وبقى فمه سنة وأخذ منه الشهادة العالية . وكان فى أدوار حساته التعاممسة 
مثال النشاط والجد . وحمنا ترج من مكتب الملكية كانت سنه تناهز الثلاثين 
فعين سك ر تير أ خاصا لامشير رجب باسًا في طرابلس © ورجع وباشر وظيفته 
حوالى سنة ١+4‏ > وتى هذه السنة رجع إلى الآستانة في إجازة » وهناك عن 
موظفاً في معية متصرف أزمير إحدى الولايات التركية . وبقي في وظلفة-ه 
هذه نحو م١‏ شهراً» ىم عين سكرتيرأ في مجلس شورى الدولة » وبقي فمبا نحو 
تسعة أشير . وفي كل هذه الوظائف كان مال الموظف المستقم في أخلاقه 
وعمله » وكان محل إعحاب رؤسائه وثقتهم . 

وفى سئة مأ عين قائُقاما فى غدامس ؛ وبقي فسبا سنتين 6 وقسل 
الإحتلال الإيطالي عيئّن قائُقامأ في العحيلات وبقى فبها حتى احتل الطلمان 
طرابلس . وفي أنام وجوده في العجيلات كثر تهديد الطلنان وإشاعات 
احتلالهم البلاد » فكان مثال النشاط في مراقية البحر في منطقة نفوذه خوفا 
من نزول الطلمان . 

واحثل الطليان البلاد في شوال سنة ١١9‏ فكان في مقدمة المحرضين على 
الثورة الغاضبين للكرامة . وفي سنة ٠8٠.‏ > وفي أثناء الحرب الأولى انتتخب 
مثلاً لمر كز ولاية طرابلس في مجلس المبعوثان التركي فسافر إلى الآستانة على 
طريق تونس وأوربا . 

ونظرا لتطور الحرب الطرابلسية واشتدادها رأى أن يرجع إلى طرابلس 
لبشارك في الدفاع عن وطنه » فرجم إليها بعد ستة أشهر قضاها في الآستانة 
عضوأً في بجلس النواب»وكان رجوعه على طريق أوربا ثم تونسثم إلى طرابلس» 
وفى هذا الوقت كان بناهز الخامسة والثلاثين من عمره . وكان علك من عقا 
وتفكيره خير ما ملك شاب مثقف فى سنه ؛ ملوءاً حماسا وفتوة » تقلسب في 


بس وب مودس سس ووو سوس _ لد سبد هاسني جوتبب ب بايا ماسم سس سالاد العا ع سي الس السب اس وري قف 


,. تساري شبادة اليك الوريا في مصر‎ )١( 


13 


كير الوظائف وصغيرها . فكان كبيراً في تفكيره» شابا في نشاطه وقدرته . 

وكانت إدارة الجهاد في طرابلس إذ ذاك برياسة نشأتيك» وكان مختار بك 
من من الزعماء الذين يتولون شؤون المجاهدين مع نشأت. وتولى إدارة المجاهدين 
ما يتعلق بتوزيم الأرزاق ومرتبات الجند عدا ما أسند إلبه من شؤون مجاهدي 
عربأن ومراقية استبداهم والسبر على شؤونهم . وكان على شىء كبير من دماته 
الخلق والتأنى في الحك على الأمور » مما مكدّنه من ضبط عواطفه في كثير من 
المواقف . وإلى حانب هذا كانت عنده صلابة فى الرأى إذا ما ظبر له وجه 
الصواب . 

ولما عقدت معاهدة أُوسشى قْ أكتوبر سنة +1941 م كآن من الفريق القائل 
يفتح المفاوضات مع الطليان » على أن نحتفظ بكل ما لدينا من قوة وإدارة في 
صفوف متراصة و كامة متحدة » ثم ندخل في المفاوضات لنكمل بها ما أهملته 
معاهدة أوشى من حقوقنا » فإذا ل نوفق عرض الآمر على الآمة وقررت فيه 
ماتراه. 

ولا حصلت الثورة بعد القرضابية سنة ١9١6‏ م كان مخة_ار بك فى مقدمة 
الثائرين وأجلى الإيطاليين عن غريان . 
مختار بك وأخوه الهمادي بك والشبخ « سوف » وغيرهم من الزعماء العزيزية 
مر كزاً لإدارة المجاهدين . وهناك وافاهم الباروني باسا قادما من الآستانة . 


وى سنة ١914‏ كانت الغو اصات تأق إلى مصراتة » وهى بعمدة عن خطوط 
الحرب الغرسة ففكّر هو وإخوانه أن نُشئوا محطة أخرى للغواصات غربى 
مدينة طرابلس . واختير ليسافر إلى الآستانة للقيام هذه المهمة » فذهب إلى 
مصراتة لسافر منبا بطريق الغواصة . وفي أثناء انتظاره الغواصة جاءت 
الأخمار بسقوط تر كمة وبقي في مصراتة . ونشأت فكرة تأسدس المبورية » 


5١ 


فكان محتار بك من المرشحين لعضويتها . وفي آخر لحظة رئي من المصلحة 
للوطن أن برشح يدله عد الذي ن خير فحمل لد لوطنه على التدازل عن 
ترشيح نفسه لنحل حله عبد الذي © وتم ذلك بالفمل » و لما كانت الهمرورية لا 
تستغني عن خدماته أسندت إلبه رياسة مالمتها . 

ولما شكلت المبورية كدت بلاغات ميم الدول تخبرهم بتشكملها»فاختارته 
لتبلسغ تلك البلاغات إلى الحكومة الإيطالية فذهب في نفر من إخوانه إلى 
مدينة الخمس مخترة) خطوط الحرب وأبلغ المختص الإيطالي قرارات الجهورية » 
وكان احتّاعه به خارح المدينة . 

وحاء دور مفاوضات خلة الزدّونة وصلح بلمادم فى سئنة ١9١94‏ فكان فى 
مقدمة الزعماء رأداً ومشورة . وانتبى صلح بنيادم » وشكات حكومة القمار 
الطرابلسي سنة ١519‏ من كانية أعضاء فكان أحد الؤانية . 

وكان عن المؤسسين الحزب الوطني » ومن أكبر المساهمين فى إنشاء جر بدة 
الأواء الطراباسى . وقد دل حبوداً حسارة قُْ إطفاء اله ال اكات 3 
الو طن ئّ سلة .999 , 

وكان رسول لام ارك الله في مساعنه حىق أثرت سلب إخلاصه لوطنه . 
ولا رأوغالطليان في تنفيذ شرو ط القانون الأساسي كا نأول الحتحين على الطلمان. 
وكان من المبرزين في مؤقر غريان بسآرائه وأفكاره . وانتخبه المؤتمر عضواً فى 
هيئة الإصلاح المر كزية . 

ولما سفر الجوا بين الميئة والطليان أرادت اللهيئة أن تزيل سوء التفاهم من 
قبيل المفاوضات فكان أحد المفاوضين الذين وقع اختيارها علمهم . ولما انتبى 
الم ر إلى قطع المفاوضات كان أول من حاصر الطليان فى غريان حتى استساموا 

له وعم كل ما معهم من عتاد ومتاع ' 


نبا 4 .- 03 2 ل ب 
وقدتر أس المجاهدن في كثير منأدوار الجحهاد الطر ابلسي»فكان لا تنمهر اسه 


5 


أن يشارك إخوانه فى الغزو والهجوم ٠‏ وكثيرأ ما تحشم فى سسل وطنه 
الصعاب وبات اللسالى الشاتية وطاوٌه الأرض وغطاؤه السماء » لا بزيده ذلك إلا 
نشاط . وله ماولات ساسمة بالغة في الجرأة ستحتل من تاريخ حماته المكان 
اللائق ,با » وكانت عنده رتبة بك متازة من حلالة السلطان محمد الخامس وكان 
يحمل نيشانها . 

وفي سنة ١48‏ تغليت جموش الماطل المدجحة بالحديد والنار على من بقي 
من أنصار الى فتركوا وطنهم مكرهين »> فاختار الإلتحاء إلى فزان أملاً منه 
فى أن تعمد المقاومة سيرتها الأولى . 


وقد أيت علده نفسه أن يترك الممدان وفي المحاولات ما يمكنه من الهحوم 
على العدو م6 فأرسل أولاده وحركة إلى فزان ورجم على طريق سرت * وانتبز 
من الطلمان عرة فى وادى تأر سين وهاحم نقطة قمه عن همعس تب 4 من المحأهدن 
فأادوها عن آخرها., ولحاول لمعل ذلكأن يطل المقاءفى أراضي أرفلة ونحخارب 
فأشر ف على وطنه من أراضي أرفلة وهضاممبا وألقى عله آخر نظرة وهو ود 
روحه تحت ضربات الإيطالمين القاتلة » ولق بأهاء فى فزان محسوراً مهموماً . 

وفي سعمان سنة بم؛4*١‏ إحتثلت القوات الإيطالية فز ان فحاء إلى مصر على 
طريق الكفرة . وأقام بالاسكندرية بعضاً من الوقت ثم ذهب إلى الآستانة » ثم 
إلى أنقرة . 

ودفى فى الأآراضي الثر كنة تسقتط أخمار وطنه 6 ودنتظر م سس هنم لسسية 
الفظروف من الغرص المواتة لأمعود إل مدان الجماد ٠‏ 

وقد تغسّر الوضع السماسي في طرايلس منذ سنة ١94‏ وذهب الله بالطليان 
وحل” محلهم الإنجليز فعاوده حنينه إلى وطنه . ولحت عليه نفسه الكبيرة 
باستطلاع ما عساه أن يأتي به هذا التغبير السباسي» وم تنعه شخوخته أن ينفذ 


4 


م اعتزم 6 فحاء إلى مصر ف يولي سمه لديا وسأافر إلى طر ابلس لمشاهد مأ 
وجوهة فرأى فه ما زاد نفسه غم وأللا » ورأى الفساد قد استشرى في جميم 
ما وضع الإنجليز أيديهم عليه » وقد وضعوا أيدهم على كل شيء» فرجع إلى مصر 
ممقلا مبعومه »6 ولكن نفسه الفتية لم تتقعده عن العمل “ فأخذ يفكر فى تدبير 
حملة شولى قبادتها بنفسه > و .باجم فيها تدخل الإنجليز ومساعبهم في تفريق 
كاءة الطرابلسين واستعمال سلطاتهم في التأثير على الرأي العام لأغراضهم. وقد 
اتصل باللحنة الطرابلسية فأففى إليها بذات نفسه واتفق معبا على ما بريد القباء 
به . ولكن القدر عاجله » ورمى طرابلس فيه بسهم صائب بعد حيأة أمتدت 
يه سمعان سنة قضاها كلباأ فى جل مةه وطنه وسعادة سعيه ٠‏ ولوفى عد دنة القأهرة 
في الساعة العاشرة سن لسلة بوم الإثنن 5 من صمر سامة وأسس ثم الموافق ٠‏ ” 
من ينار سنة ١941!‏ ودفن نحوار الشيخ ملل الكشى الغريانى بقرافته . عله 


35 


لنظيم الر فاع 


وعقب مجيء صفي الدين عقد اجمّاع حشره هو وأحمد بك السويحلي رئيس 
حكومة مصراتة ومختار بك كعبار وأجمد سيف النصر وسلمان الثواني من 
ترهونة » وقرروا أن يذهب قسم من المحاهدين والعسكر لمناوشة الطليان على 
حدود مصراتة وزلمطن ومسلاتة وترهونة وكان ذلك في النصف الآخير من 
أغسطس منة ١99‏ : فذهب إبراهم السويحلى وعون سوف في قسم كبير من 
بجحاهدي مصراتة والزاوية إلى مصراتة . ودهب حمر بو دبوس وعبى حمح في 
جماعة زليطن »> وذهب المبدي السنى في جماعة إلى مسلاتة . وذهب عبد السلام 
المر”يض إلى ترهونة . ويقول جرازيانى ما يفيد أن هذا الترتسب وقع مع الطلبان 
موقع الانزعاج والخوف . 


وكان الطليان اتخذوا لهم حصوناً لهم الدفاع في زاوية المححوب وفي سانية 
العو كلى عدا ما عندهم من الحصون داخل مصراتة » قرايط إبراهم السويحل 
وعون سوف بن معبا من العساكر والمجاهدين أمام هذين الحصئين » وصارت 
بدنهم وبين الطليات مناوشات م تطل حق كن المجاهدون من حصر الطليان 
في زاوية المحجوب وسانءة العو كلى والحدلولة بينهموبين المدد إليهم من مصراتة » 
ول يتمكن المحاهدون من اقتحام البيت الدي تترس به الطليان في سانية 


156 


العو كلى إلا يعد ضربه بالمدافع » وكان مع المحصورين على الكريتلي س أحد 
رؤساء المرتزقة س وبعد حصار دام يومين تقريبا سلمَّم من في المنزل أنفسهم > 
واستسلم علي الكريتلى لعون سوف » وطلب الأمان لنفسه ولمن معه فأمنيه 
عون . واستولى المجاهدون على كل ما في البيت من سلاح ومشساع » وأرسل 
المقوض علبهم إلى نفد حمث الحكومة الوطنية » وقد شكل يجلس شرعي 
نمحائمة على الكريتلى »> وبعد استجوابه ثبنت إدانته » وحم بقتله شنقاً بتهمة 
الخمانة العظمى ومالاًة العدو على الوطن . ومن أعضاء المجلس الشرعي الشخ 
عمر المدساويى عليه رحمة الله . 

وقد اتسع المحال للمحاهدين واقتربوا من حصون مصراتة نفسبا » وصاروا 
يناوشون الطليان » وشددوا الحصار على المواطنين نحو عشرين يوماً . 

وفي بوم 1 سنتمبر سئة ١48*‏ هاجمت خيل المجاهدين سيارة إيطالية في 
فوليجة كانت ذاهبة من العزيزية إلى غربان وكان فسبا ثلاثة إيطالمون قتلوا 
واحدا وأسروا ائنين أ رسلا إلى نفد فاعترضي] عند الب يي وأبقاهما عنده في 
ادقة مسياق ل ذكر . 

ي الوقت الدى كان يقو م المحاهدون نحصار مصراتة كانت ميس رتهم خحمية 

خط دقاع ند من مصراتة إلى حدود غريان كا ذ كرنا آنفا . وكانت خيل 

المحاهدين تغزو حدود غريان من الشرق والشهال » وأراضي ترهونة والنواحى 


معر صسكة الكوم 


وقد أقلقت 35 هذه شرك الي ا سك أ 
اسلام لرتض اف قر امعلاء دقل كثير ن إخوان ماني شي 00 


151 


واسثّمر الطليان في طريقهم إلى الشرى » فكان موقف الممدى السنى > فى ناحة 
مملانه 3 وموقف صر ذو دنو سس وعللى عم ىّ تأدمة زلامطن سُسهاأ ععوقف عدسدك 


وم يشعر المجاهدون - وهم يحاصرون مصراتة - يتقدم العدو حتى جساءم 
الندير مخ روج العدو عليهم وودوله إلى حذوبي مصراتة فأرسلوا خيلهم للاستطلاع» 
ولمدافعته ريم يتمكنون من الانسحاب وتتاح الفرصة للاء أ كبر عدد ممكن من 
السكان . وقد أخبرنى عون سوف - وهو قائد المحاهدين إذ ذاك - بأن الجيش 
الإيطالى كان من الكثرة حمث لو سار فى طريقه لما أمكننا أن نقف أمامه » 
ولا ترك واحداً على قمد الحماة . و كأن الله صوار له أولئك الناس الفارين جنوداً 
ومجاهدين خرحوا لقثاله فتوقف عن النقدم . ومفكلت خيل المحاهدىن من 
مكافحته إلى أن خرج الناس هن مصراتة على طريق كرزاز . وقد تعقبتهم 
الطائرات وأخذت تضربهم برشاشاتها وقنابلبا » لا تفر'ق بين النساء والأطة ال 
الفاربن نحماتهم وبين المقاتلين . وقد أثّرت يوم ذاك تأثيراً بلبغا » خصوصاً في 
المغال وامال الى كانت تحمل أثقال المحاهدين . وقد اشترك فى هذه المعركة 
قوات الحو والبر فأصيم المحاهدون بين نيران الحدش والطائرات . وقد استمر 
المحاهدون في انسحابهم إلى الكراريم . وما وصلوا إلا بشى الانفس > وهناك 
توقفوا دضعة أيام استردوا فمها سيدا من نشاطهم » وأعادوا الكرة على مصراتة 
فصاروا يغزوتهم وكان ذلك فى سلتمير سنة ١97+‏ . 


وقل قل كناد اماهدن والعسكر 4 ودقصت الاتهم اخرصة تفعل الخلاء 052 
مراكزهم الأصلية » وعدم استقرارهم في مكان » والمعارك الكثيرة التي خاضوها. 
ولكن الواجب الوطني كان تحملهم دائمأ على الصبر حت النباية . 

وقل رأى الطلمان أنهم م نصلوا إلى دتمحة 3 وأن حلاوم عير حاسم ما دام 


؟ + جباد الايطال - 


موقفها الشاذ الذي جعل الطليان ‏ يحزموا بعداوتها أو صداقتها . وأرادوا أن 
الأحباش والمرتزقة فرساناً ومشاة » وصبّحوا المجاهدين في الكراريم في أواخر 
سدتثمار سنة ١997‏ » وكان وما مشهوداً صبر فمه اجاهدون على قلتبم على الموت» 
شتركت فمبا أسراب الطائرات » وكانت الكفة الر اححة إلى حانب العدو 

لكثرة له وطائراته وسدة هحومه» واستشيد من اماهدين و ماين »و حرح 
قأئد المسكر إبرأهم السو *لى وقائد اللحاهدن عون سوف 6 وقمص العدو على 
كثير من العسكر والمجاهدين أحماء » وقضت الطائرات على ما بقي لد.هم من 
البغال وامال التى كانت تمل أثقالهم . واستشبد من كبار المجاهدين على ن 
مصطفى المستيري » وأحمد بو طلاق » وأحمد قلمصة ابن صديقنا التبامي بك 
قليصة » وكلهم من مصراتة وكانت الفاصلة . 

وإلى هنا انتبت الأمور إلى غاياتها وانقطم الدفاع من طرابلس . 

خداع فات أو انه , 

لما أحسر” عرد النى مي ء دوره 6 وأذه سملافى من الطلمان حزأء منار 6 
عمد إلى تلك الصفة التق كانت تكأته في جميم أدوار الحرب الطرابلسية وهي 
م الخداع, فأرسل مع خاله سعد بن عطدءة إلى 5-85 دك السونملى ق نقد بعرض 
علسهم استعداده الحرب . فكان حوابه له : « الصف ضمّعت اللين » لآنه كان 
طلب مية قشل ذلك ؛ هو وروساء اماهدين الاتفاى وموادية الصطلارن صقأ 
واحداً ؛ لان في أرقت متسس لدللك ؛ولكنه أبى ع ولم لمأ قلتت فلتت الفرصة . 
وأحس” بافتر ب الخطرمنة» جاء يحخاول ما أباه فى وقته » فكان حوابه ما د كر. 


534 


امتمرل ارفء 


قد“منا 1نف أن معركة الكراريم كانت آخر معركة بين الطليان والمحاهدين 
في الساحل» ول ببق أمام الطليان إلا (نفد) مر كز حكومة مصراتة “وبني ولبد 
مقر عبد الني . وانقذى أكتوير ونوتمير سنة ١48‏ بدون عملبات حربية . وفي 
هذه المدة استعد الطلمان للقضاء على البقمة الباقمة من المحاهدين وابتدأوا في 
حشدالجموش فى منتصف ديسمير فحشدوا منها ما رأوا فيه الكفاية هذا الغرض. 
وقبل تقرير الموعدالنهائي لبدء المجوم أرادوا أن يتحققوا من سياسة عبد الني» 
فأرسلإلمه حرازياني كتاياً مع الحاج المبروك الحصني بو كد فيه الأمان له ولكل 
من هعه على نفو سهم وأمواهم» وأنهم لا عسون بسوء من قبل الحكومة. وأربسل 
إلنه حواياً من حسن باشًا القره مانلى وحوابا من أحمد الفساطوي بو كدان له 
فسبمأ ماحاء يكتاب حرازانى . وقد أرفقت هذه الكتب منشور من الوانى 
يؤكد فمه الآمان له ولكل من التحأ إلبه وم يعارض الحكومة » وقد قال له : 
«نعاءكيآن العساكر إذا طاردت أحدا من الثوار لإبعاده أو القيض عليه» فلا 
شك أن ذلك فى مصاحتك ولا نقصد به أذيتك مطلقاً » وتاريخ الكتاب وؤءن 
ديسمبر سنة ١49‏ »© وطلب إلبه رد الجواب بسرعة . 


فرد عمد الني با ترجمننه : 


06 


« جناب الحنرال جرازيافى : بعد التحمة . 
تسامت خطابم وخطاب حسن باشا » وخطاب أحمد الفساطوي وقرأت 
الجسم على مشايخ الملاد الذين فبموا الحقبقة » وقرروا أنه لا داعي لآن تحتل 
الحكومة أرفلة بالقوة نظراً لآن أرفلة عملت كل ما يازم لإبقائا على الحباد وعدم 
معارضة المحتكومة » فلا موحب از حف القوات علمها . وهذا بعد نقضا لما سيق 
الإتفاق عله . 


أرجوء قبول تحماى مش( 
١6‏ حمادى الاولى سنة ١+4‏ ( #78 من دسمير سنة ١98‏ ). 


واعتدر حرازيالى رد عمد النى مراوغة وتبربامن مواحبة الحققة كعادته » 
وكان قد اعتزم المجوم على أرفلّة من قبل وصول رد عبد النى إلبه . 


فخرجت قوة على « سيناون » لتقطع طريق تونس عمن بريد الهجرة الما 
من المجاهدين » وقوة على طريق الوديان » لتطارد الفارين من أرفلة » وتمنع 
المرور إلى الجبة الغرسسة » وانتبت هذه القوة إلى الطابونية . وكان معبا أحمد 
العساط الموسفي »> وهي الت القت جماعة الشخ عمر الغثر » وسسأق ذكرها . 
وقوة على طريق مزدة 4 ثم إلى ميخ وسوفحين لتحاصر بنى ولد » مركز 
أرفلة من الجبة الغريبة وقوة من ترهونة قاصدة بنى ولمد رأسا من الجببة الشمالمة 
وقوة من مصراتة قاصدة السدادة . وقد ابتدأت هذه القوات كلها الحركة يوم 
عشسرين منديسمبر غير أنها توقفت عن الإطباق علىبني وليد حتى تنتهي المكاتبات 
مع عمد الني . وقد وصلت القوة إلى السدادة بوم +؟ منه. وفي هذا الموم حلت 
عنها حكومة مصراتة » وتوقفت فمها حوالى يومين . و كنا نراقب حركاتها من 
سفح. جبل (نفد) الشمالي في مكان يقال له | لجبود من ناحمة سوفحين . 


ولمنًا وصل جواب عبد النى إلى حرازياني رأى فبه أثراً من المراوغة » فأمر 
سدء الفحوم بوم “الا من ددس مير سدة ١9957‏ بعد أن بدعث العسبون والطائرات 


3 + 


لاستكشاف قوات المحاهدين > فظبر له أن,ا ماتزال موحودة حوالى نفد وتنحول 
فما بدنه ودين بجي و لمك ' وظهر له من هدوء الخر كة ة في بني ولبد مد أن عبد النى 
شوي الوقاء بوعده © ولا بريد محاربة الطلبان . وم يكن ٠‏ هدأ كافناً لاطمثنان 
جرازيانى » بل أرسل منشورآ باسم الوالى ألقته قته الطائرات على بنى ولبد حاء 
قشه ؛ 7 إن المكومة أرسلت إلى الاهال كته م 3 نأسا وأحمد الفساطوى 
بواسطة عبد النى تعدهم فسبا بالآمان على أملاكهم وأرواحهم وحموانتهم > 
وتأمرهم فمبا بعدم محارية جموش الحكومة » وبالتسلم لما » والابتعاد عن 
الموار 5 اه 


ولما ''' قردت حموش العدو من وادي بن ولمد خرحت ججماعة كير ة من 
أرفلة لللاقاتها في مكان يقال له أمقرارة ثمالي بن وليد بنحو عششرة ك م» بالقرب 
من وادى دنبار » واشتبكوا معه في معر كة كبيرة 


وأحاط العدو بالمجاهدين من الأمام والخلف . فاضطروا إلى التقبقر» واستشهد 
منهم نحو سبعين رجلا . وكان من بين الشبداء عبد الرحم الجدي > وأبو طبل 
الجدي »> والزرقاني الجدي © وأولادهم >هد > وسالم » ومبارك » وتعرف هذه 
المعركة بمعركة أم قرارة . 


واحكلت أرفاة بوم ١4‏ من حمادى الاول سنة #عم؟ هالموافق /ا؟ من 
ديسمبر سنة ١478‏ . وأول من دخلها جيش الشمال الذي جاء على طريق ترهونة 
واحتلها في منتصف الساعة الثانية بعد الظهر » واستعملوا فسا لتقل » و 
أمو الا وتعد وا على حرماتها . وهرب عبد النى إلى مرخ بعك أن أخنل معه ما 
خف حمله وغلا تنه » وتركبا تحترق ولم يدافع عنها لحظة واحدة » وأخذ بطل 
علمها من مرتفعات سوفحجين » يحاكي بذلك نيرون حينا أحرق روما وأخذ 


)1 من أملاء الامحاد سلمان دسي الجدي الور فلي 1 


بطل علبها من رؤوس الجبال ويضحك . ولما أحس” حمل المدو تطارده انتقل 
إلى القريات . 

2 4140780 ليل لذي سدقي 006 :و06 سي 
في أرقة فيقيا هنالك » رقتل الثلاثة قبل أن بتممكن الطلان مر استادل لي , 
وكان قتلهم من أسباب الانتقام من بني ولبد . 


بعلولة : 

بوجد في صحائف امد المجبولة من تاريخ الحرب الطرابلسية وقائع من 
مدهشات الخروب وغرائب الدفاع عن النفس والوطن . 

من هذه الصحائف ا بجهولة مأ وقع 2 الملاحة غرلى طبقة ف طرق الداهبس 
هنبا إلى غدامس فى ينار سئة ١8١1+‏ . 

ذلك أنه بعد احتلال أرفلة وانسحاب المجاهد,نمن أراضها ظبر الطلمان على 
فكمني ومن انضم إلبه اختاروا الحمجرة إلى فزان . وقد أشرنا آنفاً إلى أرن 
أحد جبوش الطلبان خرج على طريق الوديان» وكان فى هذا الجيش أحمد العساط 
نصف الموتسعين - الموسسيفي »؛ وبوسف خربيش »> و محمد بن حسن المشاى »> 
وكانمع كل وألحد من هد لاء ماعات كثيرة من أنصاره كلفوا مطاردة الجاهدن . 
وكان بين هوّلا والرؤساء جمبعا وبين الحاج محمد فكيني وهن معةه تأر قدهم وترات 
يطالبوهم بها . وقيل احتثمم هدا الجيش و ق الوعسة ( فما دين فسأنو وير 
الكلاب وواأديات الخل ) 

وبدنا هذا الجدش فى طريقه يقتفي أثر الحاج همد فكنني ومن معه التقى - 
صدفة - بالشيخ عمر الغز الزنتاني قادماأ من الور في طريقه إلى طبقة في جماعة 


؟ +6 


فلة من إخوانه عدذهم واحد وأربعون رحلا . فرأى رؤساء الجدش أن أخلد 
هؤلاء لا يكلفهم إلا أن قر عليهم الخيل وعربات المدافم فتطحنهم طحتا»ثم يمر في 
مطاردة الجاح حمد فكنى . وهاذا دغني واحد وأريعون رجلا أمام جدش لا 
تقل خمله ورجله عن أربعة آلاف جيزين بما يكفي لهم من المدافع السيارة 
والرشاشات ؟ ولككن : أ ؟ من فئة قلبلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله © . 


وصدرت الأوامر بأخذ هذه الماعة فتوحه الجدش نحوها » وبدا الشر من 
الاحباش ومرتزقة خربيش وغيرهم » فعرج الشيخ عمر ومن معه إلى منخفض 
من الأرض كان قريب منهم وأنزلوا متاعهم عن الإيل و شدوا عقالها » وأحاطوا 
نساءهم وأطفاهم بما معبم من المتاع وقاية لهم » ثم انتشروا في نواحي هذا 
المنخفض ما يقابل العدو » وأمسكوا ببنادقهم ووضعوا بالقرب منهم ما كان 
حمولاً معهم من الخرطوش > وهللوا وكمّروا » وانحسست الأنفاس > وخلا ما 
حوههم من كل شيء إلا من أصوات الرصاص ودوي المدافع . 


تلك لحظة من أخطر اللحظات في حماتهم لا تتحاوز الثواني . 


أخذ العدو يهاجمهم يخبله تور جله »> وسددت المدافع والرشاشات نحوهم » 
كدت نسمع من نأحمةهم إحدى وأربعين طلقة من إحدى وأربعين بندفة © ف 
أيدي واحد وأربعين رجلا » وكنت تسمع من الجيش الإيطالي مئات الآلوف من 
الطلقات : من قنابل المدافم» ورصاص الرشاشات والمنادق برسلها علمهم جيش 
لا بقل عدده عن أربعة آلاف مقاتل . 


وقد أخيرنى السيد محمد العساوي بوخنحر قال : حدثني الشبخ عمر الغثز- 
أحد هؤلاء الأبطال ‏ يحكي عما شاهده في هذه المعركة » قال : كان العدو 
هاحمنا فى جماعات من الخمل » وبينا نحن نشاهد صدورها وهي تشتد في عدوها 
نحونا » إذا بالرصاص قد حصدها فترتمي على الأرض بن علمها » وإذا بفلو هما 
مديرة لا تلوي على شيء » وكان بباجمنا بصفوف من الرجال متراصة > وإذا بهم 


ه٠.‎ 


غلى الأرض يتشحطون في دمائهم. واستمرت المعركة من الصباح إلى نصف اللبل 


لبعض الشؤون » وسنا هم في طريقهم إلمهم » إذ سمعوا دوي المدافم فعاموا أنها 
معركة » وأنها مع رفقائهم > فكان من تدبيرهم أن وزاعوا أنفسهم وراء العدو 
في عدة أما كن وأطلقوا الرصاص لموهموا العدو أنهم كثيرون » وانطلت الحملة 
على الطلمان » ووفم في روعهم أنما نحدة حاءت لإنقاد الخاصرين فأنسحموا 
بحرأون ددل المرعة م( وبقي الأسود في مرايضهم جاعين . وأ انقطم إطلاى 
المدافع والرصاص فبموا أن العدو انسحب فنبضوا من معاقلهم وتركوا خمسة 
من إخوانهم لحقوا برهم في أسعد الأوقات وألنة ساعات الحياة » وهى ساعات 
الدفاع عن النفس والعرض . وكان من بين هؤلاء الشبهداء الاستاد الشيخ أبو 
القأسم الرماح من عاماء الزنتان واعيانهم ٠‏ وحفظ الله على هؤلاء الأيطال 
نساءهم وأطفافهم . وكان من دان فتلى الطلمان | حمد نْ حسن العساط دصعف 
الموتسعين ) من أولاد أَى سلف . وقد أخيرنى من شاهد مكان المعر كة أنه 
شاهد فمها ثلاثة وسمعين حصاناً » قتلت برصاص المجاهدين » وما يقارب عشرة 
أكوام من جثث الأحباش والمرتزقة .وهكذا أعز الله جنده وصدق قوله تعالى : 
5 من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله # . 


وفى أثناء ما كانت المعركة حامية الوطبس وصل الخبر إلى الزئتان سكان 
طبقة والطابونية فجمعوا من رجاهم نحو 5٠‏ رجلا ومانين فارساً » وجهزوا 
من الإبل ما يكفي مل الرجال والآمتعة » على كل جمل رجلان © وتوجهوا 


لنحدة إخوانهم الخاص رين » وقد وصلوا إلى محل المعر كة بعد انفضاضيا» فاقتفوا 


أث العدو المنيزم حتى أدر كوه فى وديات الخمل ١١‏ فبسّتوه ثم هاجموه لسلا 6 


# 


)١(‏ جمم واد ه مصغرا, 


6+4 


فأووموا فى صفوفه الرعب » وقثلوا عيةه نحو مائة رحل . ورجع هن بقي من 
فلوله إلى الجبل . 


هذه واقعة من عشسرات الوقائع الطائلة التي يقوم فيها الطرابلسيون بنوع من 
المطولة الممتازة »نحدها الباحث فى صحائف الحد المجهولة التى يتر كبا الطرابلسيون 
مكتوبة بدمام الطاهرة على أرض الوطن »> لا تقوى بد الزمان على وها »2 
ويحد فمها المباحث ما بشحعه على التنقسب وراء جد الشعوب العربية وأقدار 
رحالما. 


وفي هذا الموم » وبمد هذا الجيش الطاغي الذي استأصل الله شأفته أخذ 
السبد مد الزدام ‏ وكان مهاجراً نحو الحدود التونسية ‏ وسلب ماله » ومثشل 
من معه من نساء طاهرات وأطفال أبرياء » وأخذ هو حياً إلى حادو حيث 
قتل رميا بالرصاص . عليه رحمة الله . 


إتتباء المقاومة 


إلى هنا بلغ الكتاب أجله » وانتهى كل نوع من أنواع المقاومة في طرايلس 
من البحر الأبسض إلى حدود فزان » وذهب الناس مذاهب في طريق النجاة 
بأنفسبم : فريى قصد الحدود التونسية على طريق غدامس وفيهم الطاهر أفندي 
سَلابى (1أ.,وقد انشبى ديه المطاف إلى (حرية ) وتوق مهأ رحمر» الله »وقسم ده إلى 


(١)ان‏ عد ألر من بك شلابى غ؛ من أعمان الملاعرة سكان الزاوية وسادتهم . 


فزان الإلتحاق بخليفة الزاوي» منهم الفقيه علي بن حسن ١١‏ > وقسم ذهب معنا 
إلى مصر . ومنهم أحمد بك السويحلي وأحمد بك المريّض والتهامي بك قلصة”؟) 
وتمر بو دبوس »2 والشخ سوف وابنه عون ن > والشيخ صالح بن سلطان » والشيخ 
المروك المنتصر والشبخ عبد الصمد النعاس وعير هم كثير من مصراتة وترهونة 
والزاوية ومن جمسع القمائل الطرابلسية . 

وكأن هذا الخلاء آخر عبد امجاهدينبوطنهم بعد جباد د م أريع عسرة سلة ) 
م نكر كو امنه شيراً إلا دافعوا دونه » ولا تحد مرتفعا ول منشفض] إلا ولىى ف 
دم مطلول أو حسد ممزق © وقد حفظ لهم التاريخ في صفحاته من الجباد المحمد 

مام يحفظه لغيرهم على قلة من المال والرجال وآلات الحرب . 


ولقد خاضوا هذه الحرب على رضي منهم وطبب نفس دفاع أ عن وطنهم 
وذوداً عن كرامتيم » لا يتنظرون من وراء ذلك إلاما ادخره الله نهم من 


٠ . + 5 0‏ ها اء 
واظرت لأرض ومن علا وهو خير الوارقة : 


)١(‏ مات في فزان » في « حجحجين » وكان طيب النفس حميد الاخلاق » انتخب تائناً عن 
الزاوية فيهكتمر العزيزية التحضيري تمر غريان . وهو من الكنارة منقبياة كرداسة من الملاعزة 
سكان الحرشا » وكان محفظ القرآن . علمه رحمة الله . 

)١(‏ من أعبان مصراتة ووججاءا. وله أعمال بارزة في حمكومة مصراتة الوطنية وم نأصدقاء 
رهدضان بك بك وإخواته الذين يعتمد علمهم . وكان رئيس مالية مصراتة , وانتخب عضواأً على 
مصراتة في مؤمّر غريان . وكان شجاعاء قوي المجة » وكثيراً ما يرسل في مهام حمكومة مصراتة 
ركان على حانس من ألعللم ٠‏ وقد ذكر في عدة مواضم من كتابئنا هذا, توفي في تطون تسم مدينة 
الننوم صر يوم ١5‏ هن مأرس سنة 4 , عليه رحمة الله . 


00535 


ار الفيم الس وكلى 


قلت آنفا : إن ابراهم بن رمضان السويحلى تولى قيادة العسكر والمحاهد.ن 
بعد موت عمه همد سعدون . وبعد جلاء حكومة مصراتة من نفد بقي معه قسم 
كبير من العسكر ومدف مان © ومدقع رشاش . وقد اتحه في أول الأمر معنا 
إلى الشرق > ولما وصل إلى العقية اتصل بصالح الأطبوش فلم يطب له المقسام 
فرجع إلى سرت > وكان بها أحمد سيف النصر » وم يحتلها الطليان إذ ذاك. وقد 
حاول هو وأحمد سسف النصر أن يقوما بعمل مشترك لمنع الطلبان من التقدم إلى 


سر نا وو لكنما فشلا . 


وارتحل أحمد سيف النصر إلى فزان » وبقي ايراهم في سرت © لا أملآ في 
القيام بحر كه مجدية » ولكن الدنيا ضاقت في وجبه فم يدر أبن شوحه . وحرج 
الطلمان دقوه كميرة لاحتلال سرت ونؤزلوا على بويرات ١١‏ الحسون على بعد 
مرحلتين من سرت إلى الشمال. وقد أرادوا أن مخدعوا ابراهم فكاتبوه ليصرفوا 
نظره عن الحرب لستمكنوا من القبض عليه . وقد وعصل إلبه بريدهم وكانت 
الخموش زأحدفة من ورائته م6 قم بشعر إلا والجموش محطة به» فأعحل 


, جمم بثر مصغرة‎ )١( 


/أاءم 


عن أخل متاعه »وف هو ومن قعة 5 أمكنهم الفرار نه » واحثل الطلمان سمر كا 
في 77 نوشثمبرسنة ١484‏ وقصد ابراهم ومن معه إلى الجفرة وكان بها عبد الجليل. 
وكان قصد ابراهم أن يتنقل منبا إلى فزان لمتصل لمفة الزاوي فى مرزق . 


م برق هذا التنقل من ابراهم نظر عبد الجليل سيف النصر . ورأى فى 
التحاقه يخليفة خطرأً عليه » فبسّت له الشر » وطلب إلمه أن يتخلى عن المسكر 
الذي معه فامتنع » ورأى إبراهم في هذا الطلب ادرة من بوادر الشر فاعتزم 
الخروج من المنطقة التى يشملبا نفود عبد الجليل . ولكن عبد الجليل جمع له 
عدداً كبير ا من أنصاره » وترصّدوا له في طريق الرواغة - وهو طريق حببى 
في فحر يوم ١‏ مارس سنة ١46+‏ فا شعروا إلا والرصاص ينطلق عليهم من كل 
حجانب »© ودافمع أير أهيم و صحدمة دفاعاً بجداً . وقتل من أنصار عمد الجليل نحو 
العشرين وأسفرت المعركة عن قتّل إبراهم السويحلى واثني عشر رجلا من صحيه» 
وانتبت هذه الحياة القصيرة الصغيرة إلى ما تنتهي إلمه حياة الإقدام والجرأة 
الى ل تستفد من تحارب الحماة » ولم سعدها الحظ التلقى عن المر سد 
الخبير . 


في فزات )١(‏ 
وبعد أن وى الجباد فى طرايلس وصحراء أرفلة » هاحر إلى فزان ماعات 
كثيرة من البلاعزة » وغريان وأرفلة » والزنتان وغيرهم . 
وكأن في قزان حكومة برأسها خلمفة أفندي الدعبك المشهور مخلفة الزاوى 


هن ( قولى أوعضة ) الزاوية . وقد حاولت هذه الماعات من المباجربن الإقامة 


+ 6م 


في فزان » واتخاذ الوسائل لسماح الطلبان لهم بالرجوع لمن أراد الرجوع منهم إلى 
وطنه . وكان ممن هاجروا إلى فزان فرحات بك الزاوي . 


وقد بقى أوزاع من هؤلاء المجاهدين كوتنوا عصابات اتتنشرت فما بين أرفلة » 
وغدامس »2 وفزان » وسرت . وكاما سنحت لهم فرصة للإغارة على قوافل 
الطليان ومرا كزهم انتبزوها . وكانت حروب عمر انختار تشغل الطلسان 
عن أن نحبزوا جدشاً للقضاء على هذه العصابات المنتشرة في الصحراء » فكانت 
هذه العصابات تستفمد من هذا الموقف > كا كانت تستند في أعمالها إلى حكومة 
خلمفة الزاوى في فزان . وكان الطلمان ينظرون إلى هذه العصابات بعين القلى 
والتريص . وكانوا يكتفون فى فزان يسياسة الداع والإعراء بالوعود الكادية 
ريئا ينتبون من حركة عمر انختار . 


هو من « فول أوغلمة » الزاوية . أخذ العم على مفتي ولاية طرايلس الاستاد 
مد بن مصطفى . وذهب إلى فرنسا فتعل اللغة الفرنسية ودرس فيها القانون 
حمس سنوات . وتولى ( قاعقام ) بالشاطىء فى فزان . وكان في مقدمة المحاهدين 
الدين انتدبوا للجهاد من أول وهلة » والتحتى بنشأت بك في العزيزية ٠‏ وكارف 
نائما عن طرابلس فى بجلس المبعوثان التركيع. وكانت سباسته فيالخرب الطرابلسية 
تيل إلى مسالمة الطليان - نظرأ لكون دو لمهم منأ كبر دول أورويا و يجاد لنهم 
بالححة للوصول إلى ما كفل للوطن الراحة والتقدم . وقد اضطر في بعض 
الأحوال إلى مخالفة سياسته واثترك في الحرب . وكان عضواً في مؤمر غريان 
مندوباً عن الزاوية » وانتخب عضواً فى هيئة الإصلاح المر كزية . وانتخب 
رئيساً للوفد الذي ذهب إلى روما امطالبة بالحقوى الت قررها مؤمر غريات . 
وفى حرب سلة 14٠.‏ (سلة ١9189‏ ) أنضم إلى المحاهد.ن لحارية الطليان. 
فصودرت أملاكه وأخذت أمواله . وما أنه كارن عضواً في هيئة الإصلاح 


+8 


لمر كزية أسندت إله إدارة الشؤون السياسية في الزاوية» والإشراف على سُوُون 
المجاهدين وما يتعلق بالحرب. ولما تغلب العدو على الزاوية في رمضان سنة ٠‏ )م١‏ 
( ابريل سنة ١479‏ ) انتقل مع المجاهدين إلى النواحي الأربعة» وحضر معركة 
الجملان . وقد أخبرفى أنه كان من رأده المهجوم على بوعرقوب محرد احثلاله » 
ولكنر و ساء المحاهدين لم بوافقوه» وكا تغلب الطلمان على المجاهدين بعد معر كة 
الجبلاني وجلوا عن النواحي في مساء ه من فبراير سنة ١8‏ انتقل إلى سرت » 
وكان من أشد الناس معارضة لإمارة السنوسة . 


وقد فئحت عليه سياسة اللملاينة للطليان بابأ من الطعن في وطنيته وله كثير 
من الناس للنيل من كرامته ورمسه بمالآأة الطلسان ضد الوطن . ويعل الل أنه ل 
يجن لسياسة ملاينة الطليان لمثل هذا الغرض» وإِما حمله علمها عامه بقوة الطلمان 
و كثرة مواردهم 2 الرجال والعتاد الحرلى »> وصعفف الطرابلسيين وقلستهم . ولا 
أعبته الحيلة في معارضة فكرة ة الحرب ل جد مناصا من الإنضمام إلى أنصارها » 
نزولاً على رأي الأكثرية - وهو مقتنع هذا المصير الذي صارت إلله المركة 
الوطنضة » وعلى رأى عمرو بن العاص « مكره ه أخاك لا بطل » . وآخر عبدي 
به في سرت في رجحب سنة 147 ( فبراير سنة 1904 ) © ونحن في طريقنا 
إلى مصر . وقد تقدمت به السن وضعفت قواه بحمث كان من أسْد الناس حاحة 
إلى الراحة . وقد تركته في سرت > ول يلبث أن سافر إلى فزان سنة ١97+‏ . 


كان خليفة الزاوي هو الذي يتولى شؤون فزان وإدارة حكومتها حسما 
ذهب إليها فرحات . وكانت مكتظة بالمهاجرين » ومنهم كثير من أعسان 
الملاعرة . واحتل الطلمان سرت وغدامس وم يبق أمامهم إلافزانف. ورأى 
فرحات بك من الخير لمؤلاء المهاجرين الرجوع إلى أوطانهم لأنه إذا احت ل الطلمان 
فز أن القوة فسيبطشون بهم النطشة الكبرى» وإذا جلوا عنها فستبتلعهم الصحراء 
ويمولون فسهأ حو عا وعطشاً ‏ وهذا ما حصل - ويقال إنه اققر على لرفة 
الزاوي أن يتصلوا بالطليان لعلهم يصلون معبم إلى حل فيه شيء من الراحة 


+5أث6 . 


وكانت محتلة بالطلبان ‏ قام بها كال بن فرحات بك وبقي كال في طرابلس نحو 
شبر ثم رجم إلى فزان > ول نعم شيئأ عما اتفق عليه مع الطليان . 





ل فر عات بك الزاري 


ولأسباب لم نتحققها حصل سوء تفاهم بين خليفة الزاوي وفرحات بك وم 
لمث فرحات بك أن كلف لذهاب إلى براك . وكان رفقته أحمد الدرناوى » 


65 


وعلل بومثة » وحسن بن رخا > ويقال انهم كلفوا بقتله في أثناء الطريق . 
ولما وصلوا إلى زلا“ف نفذوا فيه أمر القنل واشتركوا الثلاثة فى قتله 
رهبأ بالرصاص . 

وقبل مباشرة القتل أخبروه با أمروا به » فتوسل إليهم بشسخوخته للإبقاء 
على حياته » وحذارهم من عقاب الله على مثل هذا القتل الظالم»ولكنه عبثاً حاول 
أن يرقق من قلويهم القاسة وعظه »> وأفرغوا فمه بنادههم »؛ فسقط مضر حسا 


يدماثه وباءوا بإعه ‏ عليه رحمة الله . 
وهكذا اننيت حياة هذا 0 على يد هؤلاء | الظا 4ه + »في ظروف 


. ١9ه ماأرس سنة‎ ١4+ 


خليفة الزاوي وأولاد سيف النصر : 
العسكرية برتبة ضا 

وأول عبده بالحرب الطرابلسية أنه جاء مع سوف من الشام سنة ١41١6‏ أيام 
وطرد من الحمل سنة ١٠6١‏ بقي في فزان ( مرزق ) . ولا التحق نوري يك 
بمصراتة سئة ١915‏ كان العابد ما بزال بفزان»فأرسل إلبه نوري حمسمائة مقاتل 
لطرده منهأ برباسة إحسأن تقس أفندي7١)‏ وأرفق شرع ك4 خليقة أفندي الدعك » 


٠ 1‏ وجهزات هذ ةي تسا إليه من ثقود وس 


, ضابط طرابلسي تراج في المدارس العسككرية العئانية 2 ركان سشحاعا قوي الارادة‎ )١( 


ا 


1_1 7- 


هذه الملة الى فزان اشتبكتمع العابد وأنصارهفي حرب فتغلبت عليهم وصارت 
تطارده من بلد الى بلد » فالتجأوا إلى (واو' حريرة) فطاردوهم إلى هناك » 
وقنض على عمد الله الأشهب وهو من أنصار العابد المشبورين بالسلب والنبب © 
وقتل شنقاً فىسمها . وتشتت شم ل العابد ونا بنفسه إلى الكفرة واضطر إلى ترك 
ما جمعه من فزان فاستولى علمه ثاقب أفندي وخلمفة الزاوي . ومن هذا الوقت 
صارت فزان تابعة اصراتة تنلقى منها الأرزاق والسلاح والأوامر . وكانت 
مر كرا للاتراك إذ ذاك. واستمرت هذه الحالإلى أن سافر نوري بك فاحتفظت 
بصلتبا بمصراتة » وبقست تابعة لها فى الإدارة تحت رياسة رمضان بك . ولما صار 
صلح بنمادم وسافر الضاط الاتراك من طرابلس » وسافر معبم ثاقب بك » 
أسندت ساستها إلى خلفة الزاوي ©» وبقيت تابعة لمصراتة إلى أن توفي 
رمضان بك » فاستقل؟ .ها خلمفة »واشتبر يخليفة الزاوي لأنه من «قولأوغلية» 
الزاوية . 


وف الوقت الذي أرسلت فهه الملة إلى فزان أرسلت فيه حملة اخرى إلى 
الجفرة برياسة عبد النى بن خير » وكان إد داك متفقأ مع رمضان - ومعه برتو 
توفيق » وكان بها عبد الجليل سيف النصر. وكان مع املة قسم كبير من مسلحي 
مصراتة وزليطن برياسة شرف الدبن العماميمن زليطن» والحاج مد الروياتي من 
مصراتة » ولم يقاوم عبد الجليل وسللم البلد إلى عبد الني > وم يلدث عبد النبي 
أن سلم البلد إلى رتو توفمق بعد أن استقر فمها الأمر ورجعإلى أرفلّة. وكانت 
أرفلّة إذ ذاك متفقة مع مصراتة » وبقي برتو توفيق في الجفرة مع قسم قليل من 
الدرك الذين أنبط بهم حفظ الآمن . 


وكان السسد إدريس إذ ذاك متفقا مع الطليان . وكان بين سكان برقة وسكان 
طرابلس حزازاتوسوء تفأهم أدتت إلى حصول بعص المناوسات وقطعالصلة لمهم 


بم - جباد الأبطال و 


الحفرة التي أصبحت تابعة لمصر أثة ة فباجمبها»فم ححد أمامه مقاومة “وقتلنرتو توقمى 6 
واستولى عمد الجلمل على الجفرة » وبقي فبها يناوىء خليفة الزاوي في فزان . 
وصادر خللفة أملاك سيف النصر في فزان» وأخذت العداوة بينهم تتزايد 
شدئا فشيئا حتى استحكمت . وختمت بالدور الذي سبأتي ذكره . 


أسرة سيف النصر : 

أسرة عريية ترجع في نسبها إلى بني سام . ومن قبل مائتي وخمسين سنةوهي 
صاحسة النفوذ الأول ف فزان . وأرادت الحكومة العئانية أن تقفى على هذا 
النفود في عدة حاولات باءت كلبا بالفشل . وكل ما وصلت إليه بمحاولاتها 
العديدة الحد من نفوذها فى بعض الأوقات » لا القضاء عليه بتاتا . 

ولما تولى خامفة الزاوي الأمر في فزان من قبل رمضان السويحلي » حاول أن 
يقضى على نفوذها . ووقف منه أولاد سيف النصر موقف المدافع عن نفوذه 
وممعته » وكل ما وصل إللمه الخلمفة هو السبطرة ة على منطقة مرزق »> أما فزان 
الشرقية فا تزال تحت نفوذ أولاد سيف النصر . 

وكانت نفوسهم دائمًا تنازعبم إلى استرداد مرزى من خلدفة وطرده منهبا . 
وكانوا دائًاً يتحئّنون الفرص لتحقيق هذه الرعبة . 

وفى سنة 144 ه- 1485 م كانت الحرب قائمة بينهم وبين خليفة الزاوي 
واستمرت نحو تسعة أشبر » ثم اصطلح معبم على أن يترك لهم فزان ويذهب هو 
إلى « أوباري » ونفذ هذا الاتفاق . وكان الطليان إذ ذاك م يخرجوا إلى فزان 
ولككنبم كانوا يستعدون لها » فاستأنف خليفة صلته ,هم وتحصل منهم على وعود 
رأى فمها ما يكفل له حماته » فالتحق بهم في طرابلس . 


احتلال فزان الثانن 
كانت الإدارة فى برقة وفزان غير متحدة » فكان لكل منبها حكومة مستقلة 


6١4 


عن الآخر ى . وكان الطلمان حدون في هذا الوضع بعض الصعاب في الإجراءات 
الإدارية » فكان لهذه التفرقة في الإدارة أثر واضح في عدم التغلب على المصابات 
المسلحة التى ما تزال منتشرة بين غدامس والجمل الأخضر . وقد فكروا 
- للقضاء علمها - في توحمد إدارة القطرين » فعزلوا حاكمي برقة وطرايلس 
وجيء ببادوليو حاكماً عليه! في ديسمبر سنة 144 وتولى سلطتي الحا كم العام 
والقائد الاعى » ووضعت الخطط الحربة حسب ارشاداته »وم تنجاوز مصاريفها 
١‏ ملمونا من الفرنكات أي ما يقارب 7٠١‏ ألف جنيه .وكان بادوليو في مقدمة 
القواد الإيطادين في المقدرة وحسنالتصرف »4وكان إذا اتتدب لحل مشكلة فذلك 

لأنهم عجزوا عن حلها . وكانت السياسة الإبطاللة قبل بجيء بإدوليو ترىالقضاء . 
على حر السمد عمر الختار ثم تتجه إلى القضاء على الحركات الأخرى . ولككن 
بادولمو رأى غير زلك » فأعد” العدة للقضاء على العصابات المنتشرة من سرت 
إلى غدامس واحتلال فزان » ثم يتفرغ لحر كة عمر الختار » فجمم جموشا هائلة 
لاحتلال فزان . وايتدأت العملنات الحرسمة فى أواخر أغسطس سنة 1955 . 
واحتلوا (غات) في 6*؟ فبراير سنة ١9.‏ وخرج جيش على طريق القريات وكان 
فمه خلمفة الزاوي الذي كان حاكماً على فزان زمنا ما » وخرج جيش آخر على 
طريق سرت » وكان معه عاكف أمسيك الغرياني » ومر خليفة الزاوي مع 
الجبش الذاه إلى فزان بديار أولاد أبي سيف . واستمر في طريقه إلى أن تم 
احتلال فزان على بديه بوم 4 من شعمان سنة م14 ه 1984م . وكأن بها 
عبد الجلبلسيف النصر فليمكنهالدفاععنها قفر إلى (تواو' حريرة ) »فتعقبهالطليان 
إلى هناك وقثلوا ابن عمه السنوسي بن غيث سيف النصر » وأخذوا كل ما جمعوه 
من أموال . ويقول البلاغ الإيطالي : إن ما أخذ منهم ءن الأموال. يزيد على ماثة 
كمس كانت كلبا ملأى بالذهب والفضة . وتم استبلائهم على فزان > وفر أكثر 
من التجأ إلمها من المباجرين - من بلاعزة الزاوية وغيرهم - إلى تونس والجزائر > 


6460 


والسودان ومصر » واستسلم من لم يقدر على الجلاء . 





كامة عن فز أن : 


طول فزان من الشرق إلى الغرب 4.٠‏ ك م . ومن الشمال إلى الجنوب ١٠م‏ 

كم . ومساحتها أكثر من *.٠‏ ألف ك م مربع » وهي تككوان هضبة يلم 
ارتفاعها فوى سطح البحر 0٠٠‏ متر » ويوجد فيها منخفضات تلم في بعص 
الأحمان إلى ١٠١‏ متراً تحت سطع البحر . 


وفى الحرب العالمة الثاننة في أغسطس سنة هسمه امخذت فرنسا التدابير 
لاحتلانها . وفي ؛ من ينابر سنة ١94١‏ وفى ١١‏ منه أغارت علمها الطائرات 
الفرنساوية من السودان ودمرت مطار مرزق الإيطالى . وبعد هذه الملة تعرضت 
الكفرة وجنوبي فزان سنة ١54٠‏ لعدة هحمات . 


وف ١7‏ من دنابر سنة ١54‏ سامت مرزق . وق5!منه زحفت قوة فرنسمة من 
الجنوب لاحتلال فزان مكوانة من م جنديا وضابط) » أكثرهم من السنغال . 
وفي ه؟ منه أذيع أول بلاغ فرنساوي يعلن دخول القوات الفرنساوية فزارن 
يوم !ا منه . ولي و “ل ميةه احتلت أم الأرانب بعد مناوشات »2 واستسلم عشرة 
من الضباط الإيطالمين وأكثر من مائتى جندي . وفى الوقت نفسه احتل 
الفرنساويون القطروت وسببا . 

ومنذ الساعة الاولى من احتلال فزان أظبر الفرنساويون رغبتهم في البقاء 
فمها » ودللت على هذه الرعبة بماناتهم وتصر حاتهم . 

وى ؟ من ينابر سنة ووه ١و‏ أصدر ديغول سانا للفزانيين جاء قنه 


( إلى أهالي فزان : أحسك يأسم فرنسا الت حررت بأسلحتها أراضك » 
وستا خدذ من الآن فصاعداً على عاتقبا ابتكم . 


5كك0 


إن فرنسا ستيقى فى فزان وفىي غيرها الصديقة الخلصة لرعاياها المسامين ... 
ولقد ترتب على هزع ة العدو المشترك أن أصبحت مقاطعتكم تنمتم بالآمن 
والرفاهصة تحت سيطرة فرنسا ) . 

وطاليت فرنسا في هبئة الامم المتحدة بأن تنتدب على فزان » وصرحت 
بأنها جزء متمم لتونس »> وأنها أقرب إلى تونس من لببيا » وأنها الحطة الرئيسية 
الطريق الجوي بين مدعشقر وفرنسا وأولحاكم عسكر يعلى فزان هو الحنرال 
دلانجح. 


ل 


ايطاليا في طرابس 


صفحة من التاريخ ضاقت بما اشتملت عله من حوادث وعبر » فانتهت إلى 
0 06 4 . 
غاية جرت إليها » ثم خثمت على ما حوت من خير وثير >2 واودعت فى خرائن 

وللدول - كا للأفراد - أعمار لها بداية ونهاية » وفها ببنها يسحل التارية لما 
ما كسدت وعلببا ما ! كنسدت . 

والناريخ في هذه الصحائف نظرات عادلة يقسم من أجلها موازين القسط ©» 
لتحد كل دولة ما عملت من خير محضراً » وما حملت من سوء تود لو أرن بينها 
وبمنه أمداً بصداً . 

وسمجد التاريخ في صفحات دولة الروم التي طواها منذ ثلائة أيام 21١‏ 
مأ تسود الوحوه لفظاعته وبشاءته © ومأ تتبرأ منه الإنسانة » بل الوحوش 
فى أجامبا . 


)١(‏ سقطت روما في أبدي الف اء يوم م سبتمبر سنة ١4+‏ وكتبت هذه الكامة بعده 
بثلاثة أيام , وكانت إيطاليا اعلنت الحرب على انماترا في يوئبه سنة ١9+4٠.‏ . 


14 ف 


ولقد كان هذه الدولة في طرابلس عمر قلبل السنوات كثير السيثات » لم 
تخل ساعة منه من أ ممض »> أو إهانة تنفذ إلى أعماق النفوس فتذيمها حسرة . 
لدلك كانت كل ساعة من هذا العهر القصير لا تقل فى طولما عن سنة . فقد 
حكمتيا م سنة سد من نار تحرق حمما لممست ؛ وبقلوب أنتزعت منيا الر حمة 
انتزاعا » حتى أصبحت لا تألف إلا الشر » ولا تستريح إلا التعذيب والقتل . 
وفي مقدمةحملة هذه القلو بالقاسية موسوليني» وجرازياني» وبالبو» ودودياشي» 
و كسطريوطتي 4ومازيتي وغيرهمممن يسوؤمأن عر يوم لا يقتل فبهالطرابلسبون 
بالعشرات والمئات . فكان جرازياني يخرج بالمصفحات وعلبها المدافم الرشاشة إلى 
سكان المادية قينصبها علبهم ويرهييم بالرصاص حى بيده » ثم يأمر المصفحات 
أن تمر على القتلى والمجحروحين ومن بينهم النساء والأطفال»وتكرر المرور عليهم 
ذهاباً وإبابا حتى تختلط أجسامبم بالتراب ”'' . وتشد الرجال في الحبال 
والسلاسل بالعشرات » تم يؤمر بضربهم الرصاص حتى لا دمقى مهم أحد . 
وتصلب النساء عاريات - إي والله عاريات - *"' أمام ذويين ويحضور ألوفمن 
النظارة إرهاقا لشعور الطرابلسيين وإمعاناً فى النكاية بهم . ويشد الرجل 
والرجلان » ويجعلان في محل الهدف يتسلى الجنود والضباط برميها بالرصاص » 
ويدخل على الأسرة في بيتها فتقتل نساؤها وأطفالها ثم ترمى جِئثهم في بثر 
المتزل وتطم عليهم '"' . وتملا الببوت بالرجال ثم يطلق علبهم الرصا ص فبموتون 
ويسد علمهم باب الدار '*! . ويوثق الرج ال في السلاسل» وبرمون في البحر 


. ١9+. وقم هذا في برقة سنة‎ )١( 

(؟) وقم هذا في حوادث برقة فى العة.مة . من سنة 8*٠‏ إلى سنة عه ١ه‏ حمث كانت 
النساء دشئقن عار أت ويصر بن بالسياط . ووقم أيضأ في الجفارة سنة ١8+‏ فقد شنقورا عشرة 
نسوة عاريات وبقين أياماً معلقات . 

(ع) وقم هذا في تاغرمين بلد الزنتان » وما زالت الدار مغلقة على أرلئك الشهداء إلى الآن في 
صضعة ٠.‏ ه88 5 , 

() وقع هذا في مصراتة في منزل الشويف فيدان » فقد قتل في "+ من اسرته . بين رجال 
ونساء واطفال » ثم ألقوهم في بثر المتزل ٠‏ وأحمرقو! البيت وهدموه عليهم . 


615 


أحياء فتتقاذفهم الأمواج حتى ونوا غرقاً . ويقذف البحر تحثثهم وهي مكباة 
فى السلاسل ١‏ > ويشكو الرجلمن أخذه فى الجندية لأنه كيير السن ولهطفل 
صغير يحتاج إلى رعايته فبؤتىبابنه ويقتل بالرصاص أمام عينيه. وتسلبالأموال 
والأملاك بدون مُن وتعطى الطليان ينعمون يخيرها » ويموت الطرابلسون جوعا 
في جوارها. وبحرام القانون أن بر كب الطراباسيإلى جنب الإيطالي فى سيارات 
الاجرة العامة » كا يحرم على الحوذي الإيطالى أن 'بر كب في عريته طرابلسا . 

ويأقي موسولني إلى طرابلس فيجمع لمقابلته سكان البلاد من أقصاما إلى 
أقصاها » ثم يؤتى له بمدفم فيصعد علمه » ويفرغ رصاصة من مسدسه فى الهواء 
ويقول : « طرايلس ملكنا إلى الايد 6 ٠.‏ 

وما جاء فى خطاب موسولنى قوله : 

( إن الملك العظم فيكتور عمانويل المبارك من الله والمحبوب من شعبه أرسلني 
إلى طرابس التي هي ملك إيطاليا إلى الأبد . فإذا ثبت الطرابلسيون فيطاعتبم 

كانت هذه الزيارة في ١١‏ إبريل سنة ١455‏ وبقى فببها إلى ١6‏ منه وعناسمتها 
نثسرت اللحنة العرسة الى ألفت لاستقماله منشوراً هذا نصه ''' : 


2 إن زارة الزعم لملادنا من الحوادث التارضحمة النادرة التي لمعدى آثارها 
حدود الزمان والمكان . إن أول اتصال للرجل العظم مسامي لمبيا والعالم أجمع 
بعد أن قطعت السياسة الموسولينية إزاء الإسلام والمسامين مراحل عظيمة كنا 


)١(‏ قذف المحر ١‏ حية سدة ١ 4 “١‏ على مقر بة من هرسى مطروح من الأراضي المصرية 
مكماة في سلسلة واحدة . 


| ؟) منقول عن مجلة ( لمدا ا مأصورة ( اأسمية الثأئية منة لاعقام. 


01 


و ززل نحن معشر اللمسين أول من جنى ثمارها وشبد آثارها . 

فاستقبالنا يحب أن يخرج عن كل حد مألوف > ويبلغ من العظمة والسمو 
الدرجة الى تعبر عن سُعور الامتنان والموافقة الذي يتملك البوم أفئدة المساسن 
في مشارق الأرض ومغاربها لهذه السياسة التي اختصت بها إيطاليا الفاشستية نسة 
دون سائر الدول » وخرحجت .ما عن كل ما سجل التاريخ لد الآن في معاماة 
الشرى للغرب . 


كونوا جديرين بتتحية موسولنني بإمم أربعائة مليون من المسامين » وأ كمّدوا 
للعالم أجمع أن هذه المجموعة الحائاة تقدر تلك السياسة القائمة على احترام الدين 
والرغبات والحاحات 6 والى هى الوسملة الوحمدة للتعاون الحقمقى بين الشرق 
والغرب © . 


اللحنة الطرابلسة لاستقبال الزعم 


سلمان قرهمانلي .. . همود المنتصر . 30 ميزران 
مر فخري الحيشي . .. علي فور الدين | .. على أسعد الجربي 
وانا لنعذر هؤلاء المواطنين الدين وقعوا هذا اال 
ملكون الامتناع إلا إذا اختاروا اموت . 
هذه المظالم المميئة التى كان الطليان يعدونها من مفاخر حكمبم في طرايلس 
قابليبا الطرابلسون بكل صبر » ونالت من دمائهم و كرامتهم ما تعجز الجبالعن 
حمله » وانطوت جوانحهم على مرارة كانوا يفضلونمن أجلبا الموت في أبشعصوره 
على الحماة مم الطليان . 
ودولة تأى مثل هذه المنككرات في حماية القانون راضية بها نفوس عظرائها 
وملوكبا » لا شك أنبها تتحدى نواممس الحماة وسئن الكون »© وتحاول الحياة من 


06 


طريق لا يؤدي إلا إلى الفناء . 

ومنذ نشأة الإنسان الأول عرف الظلم » ولكن إذا اعتقد الإنسان أن ظامه 
عدل كان ذلك طريقاً إلى الزوال لا محالة . ولو عل الطليان أن الله يبل ولا 
جمل لاتعظوا بمن تقدمبم من الأمم التي أدال الله دولتها بسبب الظلم . 

كان ما يأتيه الطليان - شعباً وحكومة - في طرابلس من الجور والمظالم في 
حل الرضى هن جمبع الهيئات كلها من الملك إلى السوقة» ولم برتفع صوتواحد 
باستنكاره . وقد تولى كبره موسولني ومنفذو اوأمره » فناهم من العقاب شر 
ما نال ظالاً في التاريخ . وكان الجزاء وفاقاً » فرأت هذه الدولة وسُعمها من 
الفواجم ما كان مخبوءأ في القدر ما يمائل ما أنزلوه بالطرابلسسين سواء بسواء . 

وأخلف الله ظن موسولبني في طرابلس» فخرج منها هو وقومه أذلة صاغرين 
ورأوا من شتات الشمل وذهاب الدولة ما فه عبرة لمن يعتير . 

وقد ضحوا فمها بمائتين وخمسين ألف جندي بين قتمل ومفقود. وأربعةعشر 
ملمار ليرة نفقات حدرسة . وأنفقت الحكومة على إصلاح الأراضى ألفين ومائة 
مليون دولار . وأنفق الأهالي الإبطاليون 7٠٠‏ ملمون دولار . عدا الاموال 
الصغيرة فإنها بلغت حدا لا يحمى كثرة . . 

وبلغ من هوان موسوليني على قومه أن قتل بأيد إيطالية» وبقيت جثته على 
قارعة الطريق تتلقى لعنات الإيطالبين ؛ وتركل يأ رجلهم > و كاما مر علمها ملا 
من قومه بصقوا علمها تحقيراً لشأن موسولبني وجزاء لإجرامه . 

ولعل في مثل هذه الكوارث ما دعمر نفوس النشاوى بخمرة النصر نس 
الإنصاف والإغتراف للشعوب بح الحباة الحرة » فإن ما يخيئه القدر لهم قد 
يكون أَبلخ في الثكاية ما صارت إلنه إيطالنا يسبب العدوان والإممان فى 
الظلم . وما الله بغافل عما بعمل الظالمون . 


غاص 


إلى هنا اتتبى كل نوع من أنواع المقاومة في طرايلس > وجف قل التاريخ من 
كتابة ما لمحسنين للوطن » وما على المسيئين إليه . وطويت صحفه على ما 
كتنب فمبا من إحسان لمن أخلص لله عمله » ومن إساءة لمن سبل عليه الهوان 
فبانت نفسه » وحقثر شأنه . 

وسسجد مواطنونا في هذه الصحائف أماساً لبناء المجد الذي | كتسبه 
الطرايلسون تحبادتم المحمد » يا سدجد العرب في هذا الجهاد متشلا البطولةه 
النادرة من أعمال هذا الشعب الأبي »تعلى من شأنهم ؛وتشق طريقها إلىالصدر » 
يوم تحتمع الأمم للتفاخر بما قدم كل منها لفداء الوطن . 


ذو القعدة سنة ١#‏ ه ‏ سلامبر سنة ١944‏ م. 


محق : 





هل!] الملحق من املاء الاستاذ سلمان مكلسى على الجدي الورفلي . 

ونظراً لما في هذا الملحق من ببانئما أملته في الطبءة الأولى « باد الأبطال» 
تحت عنوان ( في فزان ) فقد ألقته بالطبعة الثانة . 

وهذا نص ما أملاه عل" : 

« بعد احتلال أرفلّة هاجر عبد الني ومن معه إلى الجفرة على طريق 
القريات . وهاجر بعض أرفلة إلى سرت . 

واتصل الطلمان ببعض أعران سرت > وفي مقدمتهم ( بوبريق ) واتفقوا 
سيف النصر جمع إليه بعض المسلحين من المجاهدين وحال بين ( بو بريق ) ومن 
معه وبين تنفيذ رغبة الطليان فباجموا أحمد سيف النصر ولكنه تغلب عليهم » 
فبربوا إلى مصراتة ملتجئين إلى الطليان بها » وبقي أحمد سيف النصر فى سرت 
مدة ثم أرحل إلى الجفرة . 

وجبز الطلمان قوة كسيرة على بئر الحشادية بقرب وادي نفد لغزو الجفرة . 
وسمع المجاهدون الموجودون بالجفرة بهذه القوة»فأغاروا عليها بقبادة أحمد سيف 
النصر » وباغتوهم عند طلوع الفجر > وأوقعوا ,هم خسارة كبيرة » واستشبد من 
المجاهدين نحو خمسين رجلاً » وجرحم كثير منهم . ورجع الطليان إلى ابن ولمد . 
وتأخر غزو الجحفرة نحو ثلاث سنين . 

وى سنة 5 ١‏ خرج الطلبان فى قوة كبيرة لغزو الجفرة » وكان فمها كثير 
من المباجرين من أرفلة . ولما معوا بقدومه انتقلوا إلى آنار تاقرفت وأخالوا 


4ه 


الحفرة خوفا من انتقام الطلمان من سكانبها . 

والنقى الطلبان في بونجم - وهم في طريقهم إلى الجفرة - ببعض اللاهدين 
إلى الجفرة . 

وبعد استقرارهم في الحفرة سمعوا بوجود الجاهدين على آثار تأقرفت شرفي 
زلّة » فبجموا علمهم سنة +74١ه>‏ وحصلت ينهم معر كة شديدة دامت طول 
البوم » استشهد فيها نحو سبعين من الجاهدين واحتل الطليان آبار تاقرفت . 

وفى الوقت الذى كانت المعركة دائرة فنه على آبارتاقرفت » كانت معر حكة 
أخرى دائرة في زلة برياسة عيسى الجدي الورفلتي » وجرح فيها جرحا 
بلقا . 


وجمع الجاهدون أنفسبم » وأغاروا على العدو في الجفرة في ( قارة عافية ) 
سنة 949 ه» وتمكنوا من دخول القارة»واشتيكوا مم العدو بالسلاحالأبيض . 
واستشبد فى هذه المعركة السيد جمد الجدي الورفلتّي أحد رؤساء الممجاهدين » 
واضطر من بقى من المجاهدين إلى الانسحاب من القلعة . 

وبعد مدة جمع المجاهدون أنفسهم بقبادة حمد سيف النصر» وهاجموا الطليان 
فى القررات “ لأنبم كانوا يحمّعون قواتهم هناك لغزو فزان » واشتبكوا معبم 
في معركة بقلعة المكيمن سنة ١١44‏ ه خارج القريات : 

وبعد هذه المعركة اتحه المجاهدون إلى بثر الشوبرف لماية أسرهم التي كانت 
بقربه. ول تَض إلا أيام قلائلحتى هاجمهم الطليان منجمبع الجبات سنةم )1ه > 
وحصلت دعر كه حامية دافم فبها الجاهدون عن حريبم »> واستشهد فيها نحو 
ثلاثين شبيداً » وتمَكدّن بعضهم من فك الحصار فندوا بأهلهم » واتجه من بقي 
منهم إلى فز ان . 

وبعد نحو شبر من معركة الشويرف جبز العدو قوتين لاحتلال فزان جاءت 


مم6 


إحداها من إخية السرفمة من ناحسة « سمها ) والأخرى من اسلحية اللشمالمة من تأححة 
دراك » (الشاطىء ) سنة هيما ه. 

واشتبك العدو في « سبها » فى معركة ممالمجاهدين من أرفلة وأولاد 
سلبان فرجم العدو نحو الجفرة» وتبعه الجاهدون حتى يثر أم العبيد» واشتبكوا 
معه في معر كة كبيرة » ورجع المجاهدون إلى « سببا » . 

والتقت قوة العدو التي جاءت من ناحية« براك »بالمجاهدين من أولاد ألىيسف 
وأرفلّة برياسة الشيخ النعاس الفقبي » واستمر القتال سج الاً بين الطلمان 

ونظرأ لقلة ما في أيدي المجاهدين من السلاح واستشهاد كثير منهم » مع ما 
6 أيدي العدو من كثرة السلاح والمقاتلين » فقد رأى المحاهدون الا" فائدة من 
المقاومة » وقرروا الهحرة نهائياً بعد أن فقدوا الأمل في الاصر . 

فباجر أحمد سف النصر ومن معه إلى السودان . وهاحر جماعة من أرفلة 
وأولاد أبي سبف إلى الجزائر على طريق « غات » » ومات كثير من المهاجرين 
بالعطش واتصل اللمباحرون من الحزائر يتونس . 

وما نشبت الحرب العالمية في أغسطس سنة 144 طلبت فرنسا من المهاجرين 
الطرابلسيين في تونس الانضمام إليها لقتال الطليان » فلبوا الطلب > ولكن انهبار 
فرنسا السريع حال دون التنفيذ . وبقي المباجحرون باتنظرون فرصة العودة 
إلى وطنهم » وي سمة 646 ١‏ رجعوا إلى وطنيم » . 

وإلى هنا انتبى إملاء الاستاذ سلهان عسى على الجدي الورفلتي . 


ا 


منود الريمانة 


كانوا ستة وأربعين حنديا من المواطنين مكلفين حراسة الحدود بين طرايلس 
وتونس »4 في أيام العهد الإيطالي » برياسة ضابط إيطالي الفننتي ( بيوندو ) . 

وكانوا يقومون يعملبم دين غدامس ونالوت . 

ودات هرة أمرهم رلدسجم الإيطالى بالسفر دوم عمد » فأبوا عليه ٠‏ وأدأى 
الأمر إلى أن تآمروا على قتله » فقتلوه يوم /!؟ من ديسمبر سنة ١48‏ والتجأوا 
إلى تونس . 

وقد تمكنت السلطات الفرنساوية من تسلم أربعة وعشيرين منهم إلىالسلطات 
الإيطالية بعد التحقق من ارتكابهم الجرعة . 

وقدموا لمحكمة الجنسااات فى طرابلس في أوآخر ددسمير سنة ١4#‏ ؛ 
فحكمت على أربعة منهم بالسجن المؤبد » وعلى وأحد بالسحن عشرة أعوام > 
وعلى واحد بالسحن عاماً واحدا . 

وحكمت بالإعدام على الشنبائي همد بنصالح ونفذ فبه» ما حكمت بالإعدام 
على ثلاثة غاشين . وحكت ببراءة الداقين . 

وقد بنى الإيطالبون - حيث قتل ضابطبم - مبنى يشيه الخيمة » وما 
زال موجوداً . واتخذه المسافرون محل استراحة يستريحون قيه . 


المؤالف 


الطاهر أحمد الزاوي . ولدت” سنة ٠‏ م١‏ الحرشا إحدى شرى مدينةالزاوية 
بطرابلس الغرب . وترسيت” ف كنف والدي أحمد > وحفظت” القرآن - في 
جامع سبدي علي بن عبد اميد بالحرشا ‏ على أستاذي الفقيد جمد بن حمر الصالح 
علمه رحمة الله. وأخذت مسادىء الفقه على الشخ الطاهر بن عبد الرزاى 
المشتى » والشيخ أحمد بن حسين البشتى . وحضرت الآجرومية على الشبخالطيب 
اين محمد بن عند الرزاق الشى . 

واحتل الطلمان طرايس فى | كتوير سنة ١‏ وحضرت معركة المهاني في 
#96 من هذا السهر . 

وى أوائل سنة ١51+‏ سافر تإلى الأزهر على طريق صفاقص لوتمام دراسق . 
وقد اسمى يسجل رواق المغاربة في / من دى القعدة سئة هو و“ ؟ ها . 

وأخذت الفقه عن الششخ أحمد الشريف ١‏ » والشيخ على الجهاني المصراتي » 
والشيخ حسن مد كور . وأخذت النحو عن الشبخ على الجباني المصراتي وغيره > 

)١(‏ الاستاذ أحمد مصطفى الشريف . كان حميد الأخلاق » رقيق العاطفة » عف الاسان عن 


القراءات . وقل” أن يحد طالبا مغربيا في عصره / يأخذ عنه . 
توفي في السادس من ا كتوير سنة ١555‏ عن سن تناهز الخامسة والستين رحمه الله وشكر له 


ع ال ياد الأبطال 608 


والتفسير والحديث عن الشخ ممود خطاب» والشخ بوسف الدجوي » والأصول 
عن الشمخ الدسوقي العربي وبقية العلوم عن مشائخ آخرين . 


ورجعت” إلى طرابلس فى أغسطس سنة 14194 . وعاصرت حركة الجهاد 
الوطنى إلى أن انتبت في آخر ديسمبر سنة ١988‏ . 

وشرئفتنى الحكومة الوطنية بإيفادي في وفود ثلاثة : وفد الإصلاح بين 
الزنتان والبرير فى نوفمبر سنة ١49٠‏ . ووقد الدعوة في بونمة سنة ١571‏ إلى 
أجداسسة لدعوة السسد إدريس ازيارة منطقة الجهاد في طرايلس» فاعتذر ول يحب 
الدعوة .ووفد فى يولمة سنة ١488‏ لدعوة أولاد أبي سيف والزنتان للاشتراك في 
الجباد . وكانت حكومة المجاهدين فى نفد واد بأرض ورفلة ‏ 


وفي أول ينابر سنة 4 خرجنا من نفد حمث كانت تقمم حكومة المجاهدين 
في طريق الهجرة إلى مصر » بعد أن اتتبت كل أنواع المقاومة في طرابلس . 

والتحقت بالأزهر مرة ثانبة في يونبة سنه 1954 . 

وفى هذه السنة ابتدأت حركة السد عمر الختار فى الل الاخضر ضد 
الطلمان» فكنت أكتب مقالات فى جرددة الأخمار جرددة الأستاذ أمبنالرافعى 
اتتصارا لقضة الوطن ضد الاعتداء الإيطالى .. ش 


واضطررت ‏ يسيب الحاجة ‏ إلى الاشتغال بالتجارة فم أوفق فمها . وف 
هذه المدة كتست كتاب (عمر الختار) » ونظراً لنفوذ السماسة الإيطالية في مصر 
وقعته بأسم مستعار ( مد مود ) وقام بطيعة السيد عبد العزيز الحلى » ولما 
اطلم عليه إدريس السنوسي رفع علي وعلى السيد عبد العزيز الحلى دعوىق ف 
الدابة » بصفق مؤلفاً» وبصفة الحلى ناشراً. وداعيت إلى النمابة واعترفتيفسية 
الكتاب إلى | وبوساطة السيد عبد العزيز الحلى رأفضت الدعوى , 

وأخذت شهادة العالممة من الأزهر سنة م98١‏ م . وتحنست بالجنسية المصرية 


172 


فى إبريل سنة ١44٠‏ وو'ظفت في وزارة الأوقاف المصرية في مايو من هذهالسنة . 
وبقيت فببها إلى سنة ه4١‏ . 

واشتغلت بتصحيح الجرائد والكتب في المطايع المصرية . 

ووأظفت مدرسا بالمملكة السعودية فى المدينة المنورة سنة موه9١‏ © و 5ده» 
و اهام وبعد أن تركت التدريس في اللدينة الذورة النحقت بسابعة عيسى حابي 
حوار سسدنا الحسين سنة 6 أصحم مأ يطبع قيها من كنتب ب ديسة وغيرها . 


وكانت للطر ابلسيين صلة بالسيد الأستاذ عبد ال رحمن عزاء أمين الجامعةالعربية 
مكّنتنا من تأسدس ( اللحنة الطرابلسسة ) بالقاهرة فى | كتوير سنة ١947#‏ وكان 


وكانت اللجنة الطرابلسية تمل سياسة أكثرية المباجرين الطرابلسيين بمصر 
والإسكندرية . وكانت لها منشورات كثيرة ورسائل تبين فيها سباستها نحو 
لمسا » ومواقف إدريس > وسساسته الإنتفصالمة» وانحمازه إلى سياسة المستعمر . 
كنت و كلها » ورئيسسها الحاج الفيتوري السوحلى . 
وكان ما نشرته اللحنة الطرابلسة ضد إدريس و كتاب عمر المحختار سسا في 


منعي من دخول ليببا . 


١ .‏ / أ 

ولقست ق مصر 49 سنة من مأبو سنة 4 إلى مأدو سنة 1 .أتسحت 
لى فرصة زيارة وطن فبها مرتين : مرة في قْ اكتوبر سنة رمن الإدارة 
البريطانية » وفي أعقاب اعتراف هبئة الامم المتحدة باستقلال ليبا . وكانت 
فرصة سعيدة مكنتني من جمع معلومات قيمة عما كان يتجاذب القضية اللمدبة من 
سساسات دولة ووطسة . 

ومرة أخرى في زمن الحكم الإدريسي من اكتوبر سنة ١454‏ إلى ا كتوبر 
سئة ١956‏ وبعد انتهاء السنة لم يسمح لي بالبقاء فرجعت إلى مصر ٠‏ 


6١ 


وفى هأبو سنة ١951‏ أذن لى مرة ثانية في العيد الإدريسي بزيارة وطني » 
وكانت بواسطة السد فتحي الخوجة جزاه الله خيراً. وبواسطته أعطمت لىإقامة 
خاصة ( عشر سنوات ) . 

وق سمتمير سنة ١9‏ أعطتني ثورة أبنائي الدررة إقامة دائمة في وطني 1 
وردات عل جنسيتٍ الليدية . فأ اليوم لبي » وجنسيتي ليبية في وطني ليبيا . 


الطاهر الزاوي 


نهم 


هو ( جباد الأبطال في طرابلس الغرب ) . وهو وثيقة من أصح الوثائق التي 
كتمت فى الجهاد الطرابلسي . وفيه من الحقائق مالا برقى إلبه الشك ؛ لأنه 
ستند إلى المشاهدة» والرواية عن الزعماء الدين تولوا رياسة حكومات الجاهدن» 
وتولوا ما كان بمنهم وبين الطليان من مفاوضات ومعاهدات »؛ ومكاتبات فى صم 
القضمة وعن الذين باشيروا الحرب رؤساء وجنوداً . 


وقد شرعت في تأليفه منذ أن استقر بي المقام في مصر سنة 1458 . 


ولم اسمه ( جباد الأبطال في لمبيا ) أو ( في طرابلس وبرقة ) لسببين : 
الأول : أن كاءة ليما م تكن رسخت في أذهان الناس وقت تألمفه لأنها أحدثها 
الطلمان قما بعد . وفي اعتقادي أنهم أحدثوها لغرض سياسي » هو القضاء على 
كامق طرابلس وبرقة العربيتين» واقرت بعد استقلال لببيا . واتفق على إطلاقبا 
على هذا الجزء من إفريقية الواقم بين حدود مصر وتونس . 

السبب الثاني : أن معلوماق عن الحرب في طرابلس أكثر » وأصح سنداً من 
معلوماتي عن الحرب في برقة 4 لاني شهدت الكثير من الحرب في طرابلس »> وما 
م أشهده رويته عن الثقات الذين عرفتهم على كثب » واطمأنت نفسي لصدقهم » 
لصلتى الشخصية بهم » وحضوري الكثير من اجماعاتهم . 

أما حروب برقة فلم أشهد منها شيئاً » وقد بذلت جهداً كبيراً للوصول إلى 
حقيقة ما رويته منبا . وهو جد قلمل ؛ لذلك كانت تسمسته ( جباد الأبطال فى 


قضرد 


طرابلس الغرب ) أقرب إلى الحقيقة » وأدعى إلى تصديق ما رويته فيه . 

ولم اسمه ( أيطال الجباد ) لآن هذا الاسم يقتضي أن أذكر أسماء الأبطال 
الذين اشتركوا في الجهاد الطرابلسي » من طريق الرياسة أو من طريق الجندية » 
وهم لا بحصون كثرة .فلا تحد بيت إلا وفبه بطل» ولا تحد قرية إلا وفيها أبطال. 
ولا تحد معركة إلا والمجاهدون فببا تبافتون على الموت » لا سالون أوقعوا على 
على ا موت > أو وقم الموت عليهم . 

وقد أحصمت فى (حباد الأبطال ) من الوقائع وملابسات الجباد ما لم يكب 
لغيري أن أحصاه .. فقد تتبعتها من قصر « بوكاش » غربا» إلى ما وراء سرت 
شرقا » ومن ساحل المحر إلى « غات » وفزان جنوياً . 2 

وذكرت فنه جوانب من حروب أهلية شغلت كثيراً من المواطنين عنالتفرغ 
لقضضة الوطن الكبرى ( قتال الإيطاليين ) . وكان لهذه الحروب أثر سيء عسى 
أن دكون للطرابلسين فيه عبرة . 

وذكرت بعض الحقائق التى تحط من أقدار بعض المواطنين الذين ما زالوا 
أحماء » ول أذكر أسماءهم ستراً عليهم » وتحنبا للتشهير بهم . وحينا يقرؤونها في 
حباد الأبطال سحسسُون بالخجل . وقد يندمون > ولات ساعة مندم . 

ومن المسير على الماحثين عن اباد اللمىالعثور على حقائق كثيرة ل اذ كرها» 
لأني ل أعرفها . وأنى لثلي أن يحبط يحقائق جهاد مقدس استمر نحو ؟ سنة . 

وقد بلغنى أن في دار الآثار الطرابلسية ما شرف ذكره » ويضيف إلى ما 
ذكرته حلقات نحن فى أشد الحاجة إلى معرفتها » وأكثره كذتب بلغات أجنبية 
لا أعرف منبا شدئاً.. والبحث عن مثل هذا مو كول إلى المواطنين الذين أسعدهم 
الحظ بمعرفة تلك اللغات © وعليهم وحدهم تقم تبعة هذا التقصير . 

طبع ( جهاد الأبطال ) الطبعة الآولى سنة ١444‏ . ول تمكني قدرقي المالية 
من طبع أكثر من ألف نسخة »> وبعد استقلال لمساأ سنة ١١6١‏ منعت حكومة 


د 


إدريس دخوله إلى لسا » ما منعت تداول النسخ التي كانت موحودة ممأ فل 
الإستقلال . 

وقد بحت حكومة إدريس فى مدارسها منبحا تاريما لا يتفق مم الحقيقة » 
ومسخت فنه الحقائق » ونسيتها إلى أناس لى يكن لهم في الجباد الوطني ناقة ولا 
جمل . وكل الناس على عل بهذه التوجيبات الخاطئة التي قصد بها طمس حقيقة 
الجباد الوطنى فى لمبما » وخصوصا في طرابلس . 

وحاءت لورة سدممائر سنية 484 ١‏ فأطلقت عقال ( حماد الأنطال في طرابلس) 
وألح المواطنون في إعادة طبعه . 

وها أنذا أعبد طبعه نزولاً على رغبتهم » وسيجد فيه طلاب الحقيقة ما 
برضبهم > أما الذين يحبون أن تحمدوا بما لم يفعلوا » فنقول نهم ماقال الله في 
القرآان الكرم : 

© الحق أ أن يتم # . 


هه 


إهداء الطمعة الأولى 
عبد الرحمن عزام 
مقدمة الطبعة الأول 
مقدمة الطبعة الثانية 
استقلال لسا 
الإهداء 


يسك 

إهمال طرابلس 

بنك دي روما 
أنصار بنك دي روما 
المشير رجحب باشا 
تبمة باطلة 

جمد على سامي 

أحمد فوزي باشا 
ولاية حسنى باشا 
15 : 

حوادث في ولاية حسنى باشا 


إبرأهم أدهم سأ 


1 


الصغيحة 





١: 
١8 
عل‎ 
حر‎ 
6 
؟‎ 8 
؟‎ 1 
اذا‎ 
؟‎ 


م 
ام 
0 
:3 
1 
3 


حقي باشا 


حماقة 

رد الحكومة العؤانية 
إحسجاج 

إنقاص الجيش 

إهمال تجنسد الطرابلسين 
إخلاء الملاد من السلاح 


العرب 
القحط والجوع 
الموظفون 
عزل إبراهم باشا 
تقصير حقى باسا 
إهمال طر ابلس رمن الخرب 
الأبطال 


الصفحة 





7 
2, 
6 
5 
14 


م8 


إخراج الضباط وخصوصاً ضباط 


11 
139 
17 
5 
148 
15 
انق 


إ>-تلالطرايلس 
ضرب المدددة المدافع 


75 
ب/ 


الصفحة الصفحة 





رج سيدي يعقوب ١‏ | ضد ملك إيطاليا ١‏ 
يرج بوسف باشا ؟ | فى مدينة الس 00 
برج سيدي الشريف 45 | سيف النصر ١‏ 
يرج بولملة خم | واقعة قرقارش ١١‏ 
برج التراب +م | سحاعة ١‏ 
نزول الطددان فى طرابلس 4م | حاندارك الثانة. ١١‏ 
منشور إيطالى 4 ]ف الخفس ١4‏ 
منشور إيطالى 8 | حان ١)‏ 
نشأت بك في المدارن 4١‏ بأى دنب قثلت ؟ ه١١‏ 
ترجمة أدهم باشا *5 | الكونت مفورزا فى الأسر  ١٠١5‏ 
أول اصطدام في يومليانة +5 | فشل السساسة الإيطالية ١)‏ 
إحتلال مدينة الس 54 | رأي القائد الأعلى الإيطالي ١٠١7‏ 
واقعة المنشية 5ه إلحاق طرابلس بروما ١4‏ 
واقعة شارع الشط في ؟ من سمأسة الأمر الواقع )1 

أكتوبر سنة ١41١‏ 5 | مغأمرة هما 
واقعة المانىي [إحتلال المرقب ١3‏ 
أثر واقعة الهانى في نفو سالطلبان ٠١‏ | طرد الطلمان من عين زارة 0 
ضم طرابلس إلى أملاك روما ٠١‏ | إحتلال زوارة 01 
واقعة عبن زارة واحتلاها ا١٠٠‏ [إمنأورة ١١‏ 
جعتجعة ٠‏ | إحتلال زنزور 04 
مناورة ١١١‏ امحوم على المرقب م١‏ 
المحوم على زنزور على فائق امسيك ١‏ 
واقعة طيراز ١١+‏ | إحثلال سمدى سعيد ١‏ 


فرد 


إحتلال مصراتة 

استرداد زنزور 

إشاعات الصلح 

الضغط على الحكومة العئاننة 

مدء المفاوضات 

مؤامرة 

معأهدة أوشى 

الملحق رقم ١‏ 

الملحقى رقم ١‏ 

الملحق رقم م 

الاتفاق السر”ى 

تليق . 

بعد المعأهدة 

الإعتراف بتبعسة طرايلس 
وبرقة للطلمان 

مفاحاًة 

بين السم والخرب 

بين الحادي كعبار والماروني 

سفر نشأت بك ش 

نوري بك 

إحتلال سرت 

بعد سفر نشأأت بك 


حرق 


لف 


4ن 


الصفحة 


مسي سو وسيزرت روديو يد ووب 


١4 
١4 
١+ 
١:١ 
١. 
16 
145 
١ 
١6م١‎ 
١١ 
١؟‎ 
١هذ‎ 


١6ه‎ 


١65 
١1 
١ 
أ‎ 
0 
١514 
١ 14 
١534 
١575 


الباروني في يفرن 

حمابة الركاة 

مكاتية 

معر كة جندوية 

بعد انتباء المقأومة فى الحمل 
مناسسة 

الحادى كمبار 

المارونن وسوف فى تونس 
الكونت سفورزا 

وطنبة سوف 

سفر الماروني إلى لندن 


هجرة سوف ومن معه إلى الشسرى 


عبد الني بن خير 

سفر عبد الني 

اعتقال سف النصر وأولاده 
واقعة المحروقة جا 

إحتلال فزان 


بعد مقتل السرد محمد بن عبد الله 


البوسفي 
خاتمة الدور الأول 


ملحق 


رحلة أولاد أبي سوف إلى سرت 


لجال 


الصفحة 


١15 
١114 
١114 
١/٠ 
١ 
١7 
١ 7/1 
١ و‎ 
١ >74 
ةل‎ 
7/6و‎ 
| +لم‎ 
١81 
الذي‎ 
١84 
:8ط‎ 
65م‎ 


تتيل 
لما 
/ا8م ١‏ 
17م ١‏ 
١5‏ 


الدور الثان 


من الجباد الطرابلسي 

حرب العصايات 
إعلان الحرب العامة 
الغزو على الطليان 

أهم الغزوات 

عزوة القأهرة 

أثر سقوط القاهرة 

الثورة 

الحاهدون فى سرت 
رد المنيودات 

رأي رمضان في جماعة التواتى 
حيدش لإحتلال فزان 
إستدعاء رمضان إلى طرابلس 
إعداد الحكشين 

تقسم الميش 

واقعة القرضايية 

مقدماج.ا 

جيش القرضابية 

أثر الجيش على النفوس 

إجتاع الحيش على بتعيزار 


ا 85 _ 
أأت. قد 4 


١164 


١١ 
١ + 


١ 


١45 
١ 17 
١ 7 
١4 
١8 
١4 
أ ؟‎ 
”ا‎ 
احبر‎ 
؟‎ +6 


.اس 


1 
١‏ 
م 
ا 
م 


ش إلى سرت 


بعد انتياء المعر كة 

رجو رمضان إلى مصراتة 
في أرقلة 

طلي الهدنة من العرب 
استسلام حامية أرفلة 
صفي الدين في أرفلة 
سقوط مزدة 

قِ ترهودة 


دام الدورة 


وافعة بوعر قوب ووافقعة المسمك 


وافعة ترهونة 

براكة ابن غشير 

عحمد سوف بك الحمودىي 
بأس الطلمان من إخماد الثورة 
غنائم العرب من الطليان 
سوف ق العزيزية 

إستقرار الأمور 

حصار مصراتة 

مناوشات 

الخلاء عن مصراثة 


اأصفحة 


0 0 يي ل الباسسم7صسسصس 


حير 
؟ 1 
اكير 
ل 
تحن 
515 
5 
514 
لض 
رص 
يمر 
5١‏ 
؟ 7م 
١‏ 
م 
74" 
ضرض 
5 
نفرض 
ازغر ف 
الزفار ف 
حارف 
اشير 


01 


الصفحة 


موجز عن حمأة رمضانالسوحللى م 


مولده يرف 
تعليمه يرل 
حكومة مصراتة برياسة رمضان 
السويحل يقر 
صفي الددن في مصراتة م 
كامة عن السنوسية 4 
قكنة ' 4 
أثر إجماع مسلاتة 1 
سلطان بن سعمان 66 
سأمى خرام -0” 
محمد العايد 5١‏ 
مسأدشة عن م 
خلاصة السلاطين 1 
فوضى 4 
كلب السمد فى نالوت م١‏ 
الشخ حرب النائلى 6 
الخلاف ببن مصراتة وترهونة ‏ امم 
أسمابه /أه ؟ 
السماسةالتر كمة في طرابلسوبرقة 4و١‏ 
الترك ى برقة ”ا 
السمد أحمد الشريف ؟ 
فأل الأمير شكنت ام 


٠‏ 4ه 





الصفمة 
المحوم 6 
إتفاى الزويتنة 4 
إتفاى الر حمة ف 
المقدمة ام 
ملحق حرف (أ) 1 
ملحى حرف (ب) 9 
معأهدة الر حمة ا 
سماسة الترك 2 مصراتة 20 
منأسسة ٠6م‏ 
السيد احمد الشريف في مرسين 58١‏ 
مدة الحرب فى برقة نض 
بعد القضاءعلى حر كة السند أحمد يهم 
يحمى المارونى في مصراتة اف 
إلحاق طرابلس بتر كة م 
في سرت م 
الفتنة الجائحة م 
النارونى قٍِ مصراتة لضن 
كتابه إلى إدريس الأول م ”ا 
نوري وعزام في مصراتة 3 
إتفاى ترهودة ومصراتة إلى سني 
تحول سمامسي دس 
مصراتة اذى سني 
تفود مصراتة ىسني 


جديد 

نشاط العدو 

معر كة الجديّدة 

سلطان ن شسان 

إستثناف الهجوء 

1-5 المحوم 

حسين الكريتلي 

سفر نوري وعزام إلى الآستانة 
الأمير عئان فؤاد فى مصراتة 


الدور الثالث 
الحبورية الطرابلسسة 


مقدمة 

ظروفها 

مناسة 

بلاغات احمهورية 
البلاغ الثاني 
البلاغ الثالث 
ماحق 

لبلاغ الرابسع 
البلاغ الخاأامس 
الملاغ السأدس 
بعد تأسيس المهورية 


الصفدة 


اس 
بس 
ا 
سآ 
١‏ 
اسم 
اام 
ا 
ع 


ا 
ان 
0 
اقفر 
ضف 
ضف 
فض 
فق 
ا 
.اسم 
م 
لق 





الصفدة 
الزاوية 0 
إسحاق اسأ م 
الغناي 2 الزاوية ا رادي 
سحب الضماط الاتراك من طر ابلس ٠4م‏ 
بعد الُدنة العامة م 
وصف الجموش الإبطالية 0 
عبد الني بن خير 0 
بدء المفاوضات د 
قطم المفاوضات ١01‏ 
حامئة ولك 
الدور الرابع 
من الجياد الطرابلسي /خع 
دور الحرية 

صلح بنمادم 4 
مقدمة 4ج ب 
القانونالأساسي للقطر الطرايلسي ٠+م‏ 

بإب في (الشيتادينانسة) وهي 
( الوطسة ) لض 


12 


الصفحة 
باب فما للوطنيين وما علمهم بسن 
اب في حكومةالقطر الطرابلسي سوم 
يأب قْ الملديات اسم 
اب في العدلية م 
باب في نيل الوطنية في المملكة بم 
باب ٍِ أحكام عمومية م 
تغير بعض :صو ص القأنو نالأساسي لاسن 
تبادل الأسرى الاسم 
مظور وطني الاسم 
حكومة وطنية اسم 
حزب الإصلاح الوطني 27 
دسائس الطليان امس 
بوادر الفتنة 506 
إشاعة ا 
بعد انتقال رمضان 5-0 
حكومات عربية “مم 
رمضان السوحلى فى مسلاتة اا 
المأجور غالياني م 
مخوة عربية سم 
منغرقات اسم 
التفكير ف عزو أرفلة 5 
أسبابا كس 


6 


عزو أرقلة 

كارئة 

أحمد بك السويحلى 
حرب الزنتان والبرير 
بدء المناوسشات 

البربر في الوطمة 
القبض على ابن عسكر 
يوسفف خرييش 
إحتلال الجبل 

ابتداء الأعمال الحرسمة 
القتال قْ الموش 
الزحف على يفرن 
احتلال غريان 

مؤمر عريان 

مؤعر تحضيرى 

وفد الإصلاح 

ملحوظ ة 

اجتاع مؤقمر غريان 
سفر وفد مور غربان 
وفد المعارضة 


مطاردة أعمان الملاعزة 


الإهارة 
بين طرايلس وبرقة 


الأصفدة 





3 
6١ 


4+ 
/عا* 2 
٠‏ 
+١١‏ 
14 
6 
1 
5 
/1 1 
/7و 
4 
لد 
415 
5 
نض 
5 


3 
3 
ؤ 


مؤمر سرت 

احتلال قصر حمد 
أسبابه 

سعدون يثولى القمادة 
مقارنة 

جدعيةه 

مفاوضات قتندى الشر يف 
ممادىء الفاسشسست 
حقلقة 

إعلان الخرب 

وافعة الزاوية 

بعد احثلال الزاوية 
وفد الدعوة 

رجوع وفد الدعوة 
نص كتاب السعة 

نص الرد على كتاب البيعة 
سقر إدريس إنى مصر 
بدء النهاية 

في عريان 

بعد احثلال عربان 

. حاله اجاهد.ن 

حدشد المنوش الإيطالمة 
ابتداء شحوم 


الصفدة 





بك 
1 
فر 
قور 
كر 
16٠‏ 
1٠-‏ 
+1 
16 
/ 6 
24 
16 
3-1 
67 
باه ؟ 
1 
15 
57 


114 
16 
1 
1 


أعبان عكارة 

من رجب سنة ١٠١4١‏ 
احتلال مصراته 
انتقال حكومة مصراتة 
مل سعك و ل ق أسوطة 
حكومة مصراتة فى نفد 
واقعة المشرك 
بعد موت سعدون 
إبراهم السويملي 
صفى الدىن فى نقد 
إرسال وفد إلى الزنتان 
منأورة 
ملحوظ ة 
رغسة 
إرسال وقد إل 00 


التفكير 2 القمبضص على عمد الى 


مختار يك كعبار 
تنظيم الدفاع 
معركة الكو 
خداع فأت أوانه 


احتلال أرفلة 


و 
د 
1 
:7غ 
2 
قو 
4 
12004 
0 
م 
4 
44 
1 


و م 
ف 
ل" 


11 
1 
3غ 
3 
“3 
1348 
13 


1م 





الصقيدة 
دطولة ؟ + ق 
انتباء المقاومة مه 
إبرأاهم السويحلى /اءه0 
مقثل إبراهم السويحبي 285 
في فزان )١(‏ 64 
فرحات بك الزاوى 4 + م 
مقئل فرحات ااه 
خللفةالزاوي وأولاد سف النصر؟١اه‏ 
أسرة سف النصر 4اه 


احتلال فزان الثانى 
كامة عن فزآن 
إيطاليا في طرابلس 
+4 

ملحق 

حقيقة حئود الطحانة 
المؤلف 


ما1 ا 5 اع ل ادا أقناط امنا 
0011لا ا 


14 


.ا .هن يثة موخوع طلا .ىم باط مع1مامم 
0 داوصع ,ردمباعنا ,مرعاعكاع 


24: 





ؤ4أه 
آأه 
4ه 
ورك 
4 
71 م6 
5 03 
ازذر-